logo
قصف على إسرائيل بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار وإيران تنفي ضلوعها

قصف على إسرائيل بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار وإيران تنفي ضلوعها

الجزيرةمنذ 3 ساعات

تعرضت إسرائيل لهجوم صاورخي جديد بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووافق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، فيما نفى التلفزيون الإيراني الرسمي الأنباء عن إطلاق صواريخ من إيران بعد وقف إطلاق النار واعتبرها عارية عن الصحة.
وكانت القناة 12 ذكرت أن صاروخين أطلقا من إيران باتجاه شمال إسرائيل وتم اعتراضهما، وأكد الإسعاف الإسرائيلي عدم تسجيل أي إصابات باستثناء تعرض رجل لإصابة أثناء توجهه إلى الملجأ.
وهذا أول هجوم بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في السابعة من صباح اليوم.
وردا على الهجوم الإيراني الجديد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أمر الجيش "بالرد بقوة على انتهاك إيران لوقف إطلاق النار بضربات مكثفة ضد أهداف في قلب طهران".
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر سياسي بمكتب نتيناهو قوله إن "إيران انتهكت وقف إطلاق النار وستدفع الثمن".
وهدد وزير المالية الإسرائيلي إيران بالرد، وقال إن "طهران سوف تهتز".
بدوره قال زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان"بعد 3 ساعات من إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار أطلقت صواريخ من إيران، لا يجوز التهاون ولا التغاضي ويجب الرد فورا".
وقبل سريان اتفاق وقف إطلاق النار استهدفت إيران إسرائيل بسلسلة من 6 هجمات صاروخية تسببت في سقوط 4 قتلى على الأقل، وعدد من الجرحى، أغلبهم في منطقة بئر السبع جنوبي إسرائيل.
وقالت وكالة أنباء فارس إن مدينة حيفا وقاعدة رامات ديفيد الجوية كانت بين المواقع التي استهدفتها صواريخ إيران.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب وهندسة النظام العالمي.. إستراتيجية "يالطا" الجديدة
ترامب وهندسة النظام العالمي.. إستراتيجية "يالطا" الجديدة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ترامب وهندسة النظام العالمي.. إستراتيجية "يالطا" الجديدة

غداة دخوله البيت الأبيض في ولاية ثانية، أطاح الرئيس الأميركي بالمفاهيم الكلاسيكية للسياسة الخارجية لبلاده، والتي ترتكز حول مفهوم حارس النظام العالمي في عصر القطب الواحد، مثل ضبط التوازنات، ونشر القيم الغربية وخلافه. لكن السؤال الكبير المطروح في أوساط النخب الأميركية، والغربية عموماً، هو على الشكل التالي: بينما يعمل ترامب على هدم النسخة القديمة من السياسة الخارجية الأميركية، ماذا يريد أن يبني مكانها؟ يريد ترامب أن يطوي حقبة طويلة انطلقت عقب تفكك الاتحاد السوفياتي، وانسحاب الصين من الواجهة من أجل تطوير قدراتها الذاتية، ما أتاح هيمنة القطب الأميركي الأوحد على صناعة القرار العالمي هندسة النظام العالمي في الواقع، تبين أفعال ترامب ومواقفه أنه يعتزم إعادة هندسة النظام العالمي، عبر توازن قوى جديد يرتكز على 3 أقطاب: أميركا وروسيا والصين.. نظرته تبتعد عن سياسة إدارة الأزمات المعقدة، وضبط التوازنات، والتخلص من الأعباء المالية المترتبة عنها، لصالح النظر إلى الصراعات بمنطق استثماري بحت، حيث تتحول مناطق الصراع إلى فرص استثمارية. على سبيل المثال، هو يعتبر أن الشرق الأوسط يشكل منصة استثمار، تحتاج إلى من يملك جرأة تجاوز البروتوكولات الدبلوماسية القديمة، من أجل عقد صفقات ذات نتائج سريعة وبكلفة زهيدة للغاية. وبذا ترتسم ملامح السياسة الخارجية الأميركية للسنوات المقبلة على الشكل التالي: كلام أقل، أسلوب مباشر، صفقات أكثر. يريد ترامب أن يطوي حقبة طويلة انطلقت عقب تفكك الاتحاد السوفياتي، وانسحاب الصين من الواجهة من أجل تطوير قدراتها الذاتية، ما أتاح هيمنة القطب الأميركي الأوحد على صناعة القرار العالمي، بالشراكة مع القوى الأوروبية، خصوصاً بعد تأسيس الاتحاد الأوروبي كقوة جيوسياسية- اقتصادية بارزة، وكان حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأداة التوسعية الضاربة لهذا التوازن. يرى الرئيس الأميركي ضرورة قلب هذا التوازن لتأسيس توازنات جديدة، تنسجم مع الوقائع الصلبة ومعادلات القوة والنفوذ، ولا سيما بعد فشل كل الجهود المبذولة لعزل روسيا أو إضعافها، رغم كل ما أنفق عليها من موارد سياسية وعسكرية واقتصادية، وكذلك ضعف الحليف التقليدي المتمثل بالاتحاد الأوروبي وهشاشته. أشار إدوارد وونغ، إلى تحول هائل في السياسة الخارجية الأميركية على يد ترامب، ينسف التوازنات القائمة، ويستند على فكرة تقاسم النفوذ الجيوسياسي بين القوى العظمى الثلاث، أي أميركا وروسيا والصين "يالطا" الجديدة في فبراير/ شباط الماضي، قال رئيس الاستخبارات البريطانية السابق، أليكس يونغر، في مقابلة على قناة "BBC 2″، إن سياسة لي الذراع التي يتبعها ترامب تشبه مؤتمر "يالطا"، الذي عقد عام 1945 عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. في ذلك المؤتمر الشهير، حدد قادة 3 دول قوية (فرانكلين روزفلت رئيس أميركا، وجوزيف ستالين الزعيم السوفياتي، وونستون تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا) مصير القارة الأوروبية، بدون أي اعتبار للدول الصغرى، وانسحب الأمر ليشمل تقريباً العالم كله. ويرى يونغر أن ترامب يعيد بناء النظام العالمي عبر "يالطا" جديدة تضم أميركا وروسيا والصين. كذلك، يقول المعلق الشهير في صحيفة "واشنطن بوست" في مارس/ آذار الماضي، إن ترامب يتصور نظاماً يتسيده الأقوياء وتصنع فيه القوة الحق. بنظره -وحسب مفاهيمه كمطور عقاري- فإن الدول القوية هي التي تهيمن في النهاية، والقوة دائماً على صواب. ويبين أغناتيوس أن الرئيس الأميركي بدأ بتنفيذ هذه الرؤية بشكل سريع، من خلال التخلي عن الحلفاء القدامى، وعبر أدوات أخرى مثل قطع برامج المساعدات والدعم العسكري والأمني وغيرها، مقابل الانفتاح على روسيا، حيث لا ينفك عن كيل المديح لرئيسها فلاديمير بوتين. تأثير هذه الإستراتيجية ظهر سريعاً في أوكرانيا، مع ميل ترامب إلى الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، وكذلك على الأقاليم الأربعة شرقي أوكرانيا (لوغانسك، دونيتسك، زابورجيا، خيرسون) مقابل الحصول على حق استثمار الثروة المعدنية. مناطق النفوذ وفي الإطار عينه، أشار الكاتب البارز في صحيفة "نيويورك تايمز"، إدوارد وونغ، أواخر مايو/ أيار الماضي، إلى تحول هائل في السياسة الخارجية الأميركية على يد ترامب، ينسف التوازنات القائمة، ويستند على فكرة تقاسم النفوذ الجيوسياسي بين القوى العظمى الثلاث، أي أميركا وروسيا والصين، بحيث تفرض كل واحدة منها نفوذها على مجالها الحيوي في الكرة الأرضية. ويرى وونغ في هذا التصور اقتباساً لأسلوب الحكم الإمبراطوري، الذي كان قائماً في القرن التاسع عشر وفق مفهوم "مناطق النفوذ"، وهو مصطلح نشأ في "مؤتمر برلين" (1884-1885)، الذي اعتمدت فيه القوى الأوروبية خطة رسمية لتقسيم القارة الأفريقية. ويستدل بعض خبراء السياسة والمحللين الإستراتيجيين على هذه النزعة لدى ترامب في سعيه لتوسيع نفوذ الولايات المتحدة في النصف الغربي من الكرة الأرضية، من خلال محاولة ضم غرينلاند وكندا، وإعادة السيطرة على "قناة باناما". ويرى هؤلاء أن الرئيس الأميركي ومساعدوه يصرون على توسيع النفوذ من الدائرة القطبية الشمالية إلى أميركا الجنوبية، باعتبارها المجال الحيوي للولايات المتحدة، مقابل الاعتراف بنفوذ جيوسياسي لروسيا في مجالها الحيوي، أي الجيوبوليتيك السوفياتي الذي يمتد ليشمل أوروبا الشرقية والبلقان والقوقاز ويصل إلى آسيا الوسطى. في الوقت نفسه، تشير تقارير غربية إلى أن ترامب يرى بأن الحفاظ على قيادة أميركا للعالم توجب التكيف مع المتغيرات والوقائع، من خلال الاعتراف بقوة روسيا الجيوسياسية والاقتصادية، وتنظيم العلاقة معها ومع الصين، وإدارة الخلافات من خلال منظومة جديدة، تتضمن إيجاد طرق للتعاون في المصالح والقضايا ذات الاهتمام المشترك. هذا سيفضي في النهاية إلى إعادة تعريف التحالفات بين القوى العالمية، فتسقط قوى وتصعد قوى أخرى.. والمستفيد الأول من هذه المنظومة الجديدة سيكون روسيا، التي لطالما أكد رئيسها فلاديمير بوتين أن النظام السائد مجحف، ولا يمكنه أن يدوم.

الخليج بين قرع طبول الحرب ودهاء الحسابات.. من يملك قرار الانفجار؟
الخليج بين قرع طبول الحرب ودهاء الحسابات.. من يملك قرار الانفجار؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الخليج بين قرع طبول الحرب ودهاء الحسابات.. من يملك قرار الانفجار؟

مع تصاعد التوتر في منطقة الخليج، وازدياد حدة التراشق السياسي والعسكري بين طهران وواشنطن، يطفو إلى السطح سؤال جوهري: هل ما نشهده الآن مجرد فصل جديد من حرب باردة ممتدة؟ أم إننا بصدد انزلاق تدريجي نحو صدام مفتوح؟ الضربة الإيرانية لقاعدة العديد الجوية في قطر شكّلت تحولًا رمزيًّا مفصليًّا في هذا السياق، إذ بدا واضحًا أن خطوط الردع القديمة لم تعد حاضرة بذات القوة، وأن أطراف النزاع باتت مستعدة للمخاطرة بما يتجاوز لغة البيانات. ومع ذلك، لا تزال المعادلات الكبرى تحكم الإيقاع: ميزان الردع النووي، وتعقيدات الاقتصاد العالمي، والتوازنات الداخلية لدى كل من واشنطن وطهران، بالإضافة إلى شبكة من المصالح والتحالفات الخليجية المعقّدة. وسط هذا المشهد، يبقى قرار التصعيد الكامل مرتبطًا بخطأ غير مقصود أكثر من كونه رغبة معلنة، لتبقى المنطقة تمضي على حدود اللهب، دون أن تشتعل.. حتى الآن. تصعيد محسوب أم اشتباك فعلي؟ الاستهداف الإيراني لقاعدة العديد، ورغم فشله من الناحية العملياتية بفضل تصدي الدفاعات الجوية، أرسل رسالة تتجاوز الإطار العسكري إلى المعنى الإستراتيجي؛ إذ اختارت طهران أن ترد على واشنطن في قلب الخليج، مستهدفة منشأة عسكرية محورية في قطر، الدولة التي تُعرف تاريخيًّا بدورها الوسيط المتزن. هذا التطور يعكس جرأة في اختيار الزمان والمكان، ومحاولة واضحة لتوسيع نطاق الضغط، دون كسر السقف.. ومن جانبها، التزمت الولايات المتحدة برد محدود، متحاشية الوقوع في منطق التصعيد المفتوح. بهذا، بدا التصعيد كعملية ضبط إيقاع جديدة في لعبة شد الحبال؛ لا هو إعلان حرب، ولا هو مجرد مناورات إعلامية. وما بين ضرب الرسائل وضبط الإيقاع، يعود المشهد إلى منطق 'الرد بعناية'، الذي يحاول الجميع البقاء ضمن حدوده الصعبة. الخليج: ساحة صراع أم طرف يُحسب له الحساب؟ أعاد هذا التطور رسم صورة الخليج في الخريطة الجيوسياسية، ليس فقط كمنطقة مستهدفة، بل كمركز ثقل يُحسب له في التوازنات. فدول الخليج، التي لطالما وُصفت بأنها ساحات صراع بين النفوذين الإيراني والأميركي، تبدو اليوم أكثر وعيًا بكونها أطرافًا فاعلة قادرة على التأثير وفرض الحسابات. إعلان السعودية والإمارات والبحرين بدت حذرة في تصريحاتها، فيما تواصل الكويت وسلطنة عُمان لعب دور التهدئة التقليدي. أما قطر، التي وُضعت في قلب العاصفة، فقد تعاملت بحزم وهدوء، مانحة للمشهد بعدًا آخر: دولة قادرة على التوازن، من دون أن تتخلى عن ثوابتها. بهذا المعنى، لم تعد العواصم الخليجية مجرد ساحات نفوذ، بل باتت أطرافًا تُحسب في المعادلة الدولية، وتتحرّك بحس إستراتيجي يوازن بين الأمن الوطني والاستقرار الإقليمي. الحسابات الكبرى: لا أحد يريد الحرب رغم أن الأجواء مشبعة بالتوتر، فإن معظم المؤشرات تُجمِع على أن الحرب المفتوحة ليست خيارًا مرحّبًا به من أي طرف؛ الولايات المتحدة لا تريد انزلاقًا جديدًا في صراع قد يستنزف قدراتها ويُعيد خلط أوراق المنطقة، وإيران -من جهتها- لا تسعى لمواجهة شاملة قد تفتح جبهات داخلية يصعب ضبطها، ودول الخليج -بأثرها الاقتصادي وموقعها الجغرافي الحرج- تدرك تمامًا أن أي اشتباك شامل سيدفعها إلى تحمل تبعات كارثية. لذلك، يُلاحظ أن التصعيد يتم عبر أدوات محسوبة: رسائل عسكرية محدودة، تواصل غير مباشر، وتصريحات مُبهمة تُبقي الباب مفتوحًا أمام الوساطات. إنها إدارة توتر، لا قرار تصعيد.. الجميع يلوّح، لكن الجميع يُمسك بخيوط اللعبة، أو يحاول ذلك! وكما هي العادة في مثل هذه اللحظات، تظل اللعبة مستمرة.. حتى يقع الخطأ. قطر في اختبار السيادة والدور في خضم التصعيد، بدت قطر في موقع بالغ الحساسية، وقدّمت نموذجًا ناضجًا في إدارة الأزمة؛ فبينما استُهدفت أراضيها بصواريخ سقطت قرب قاعدة العديد، تمسّكت الدوحة بثلاثية واضحة: إدانة قاطعة للانتهاك، تأكيد صارم على السيادة، واستمرار في لعب دور التهدئة.. لم تنجر إلى خطاب التصعيد، ولم تتخلّ عن موقع الوسيط الفاعل، بل تعاملت مع الحادثة بلغة الدولة الواثقة بذاتها. إن قطر، عبر هذا الموقف، لم تُجامل على حساب أمنها، ولم تتخلَّ عن دورها في احتواء الأزمات، وهذا بالضبط ما يجعلها فاعلًا غير عادي في لحظة غير عادية! في منطقة تطغى فيها الانفعالات، أثبتت الدوحة أنها تملك أدوات القوة الرصينة: قرار سيادي مستقل، وعلاقات تتيح لها أن تُسمع صوتها في اللحظات المعقّدة. ولعلّ هذه القدرة، في حد ذاتها، رسالة لا تقل أهمية عن كل صاروخ أُطلق. في عالم السياسة، لا يبدأ الحريق دائمًا بقرار، بل كثيرًا ما ينطلق من شرارة غير محسوبة، أو تصعيد ميداني يسبق القرار السياسي على حافة النار: سيناريو لا يُتمنى ولا يُستبعد ربما لا نكون في لحظة الانفجار الكبرى، لكننا نقترب من هوامشها؛ فالخيوط التي ظلت متماسكة لسنوات باتت اليوم أكثر هشاشة، والمسافات الفاصلة بين التحذير والتنفيذ تقلّصت بشكل مقلق. السؤال الآن لم يعد عن نوايا الحرب، بل عن القدرة على ضبط الأعصاب حتى النهاية.. هل يكفي الردع؟ وهل تبقى أدوات الوساطة قادرة على لجم الانفعال؟ وهل يُجيد الفاعلون لعب دورهم دون كسر الطاولة؟ في عالم السياسة، لا يبدأ الحريق دائمًا بقرار، بل كثيرًا ما ينطلق من شرارة غير محسوبة، أو تصعيد ميداني يسبق القرار السياسي. لذا، لا بد من الاعتراف: المنطقة تمشي على حد السكين، والكل يُمسك أنفاسه. فهل ينتصر العقل على ردود الأفعال.. قبل أن تُجبِر الأرض الجميع على الإصغاء لصوتها؟

هل سترد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الأخير؟
هل سترد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الأخير؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

هل سترد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الأخير؟

بينما لم يجف بعد حبر اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودخل حيّز التنفيذ صباح اليوم الثلاثاء، دوّت صفارات الإنذار مجددا في شمال إسرائيل إثر هجوم صاروخي جديد أكدت تل أبيب أن مصدره الأراضي الإيرانية، في حين نفت طهران ذلك جملة وتفصيلا. وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام إن إسرائيل تصر على أن الصاروخين أُطلقا من إيران وتم اعتراضهما فوق شمال البلاد دون وقوع إصابات، مشيرا إلى أن الإنذار الأول نفسه حدد أن الإطلاق تم من الأراضي الإيرانية، وهو ما شكّل منذ البداية قاعدة للموقف الرسمي الإسرائيلي. ودعمت تلك الرواية تصريحات قادة الجيش والحكومة، إذ قال رئيس الأركان يائير زامير إنه أمر بالرد القوي على "الخرق الإيراني الخطير"، وسبقه وزير الدفاع إسرائيل كاتس الذي أصدر تعليمات مماثلة، مما عكس توجها رسميا لاعتبار الضربة خرقا لاتفاق الهدنة وتهديدا مباشرا. وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد ذكرت أن الصاروخين لم يُحدثا أضرارا، في حين أُصيب رجل بجروح أثناء توجهه إلى الملاجئ، واعتبر سياسيون، بينهم وزير المالية وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان ، أن الرد واجب ولا يمكن لإسرائيل أن تمرر الضربة مرور الكرام. غير أن كرام أوضح أن ثمة تباينا داخل إسرائيل بشأن شكل الرد، فبعض الأصوات تدعو إلى ضبط النفس وتفادي تصعيد جديد، في المقابل تطالب أخرى بضرب إيران بقوة وفرض معادلة ردع جديدة، ويعكس هذا الجدل برأيه المماحكات السياسية الداخلية أكثر مما يعبر عن إستراتيجية أمنية واضحة. وفي خضم ذلك، تبرز "مرارة الضربة الأخيرة" التي سبقت وقف إطلاق النار، خصوصا تلك التي أصابت بئر السبع وأودت بحياة 4 إسرائيليين، وهي تضعف سردية "النصر الكامل" التي تحاول الحكومة الإسرائيلية تسويقها لدى الرأي العام المحلي. إسرائيل سترد ويذهب كرام إلى أن إسرائيل سترد لكن بشكل محدود لا يكسر وقف إطلاق النار، وذلك لحفظ ماء الوجه داخليا ومنع إيران من الظهور كمن وجه الضربة الأخيرة، فالهدف الإسرائيلي -كما يرى- هو الحفاظ على قوة الردع دون الانزلاق إلى دوامة جديدة من الردود المتبادلة. وبرز في هذا السياق بيان ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، والذي شدد على أن تل أبيب حققت "إنجازا تاريخيا" يتجاوز حتى ما كان مخططا له، خصوصا في ما يتعلق بتوجيه ضربات للمشروع النووي والصاروخي الإيراني، وهو ما يُستخدم الآن كمسوغ للتوقف عن التصعيد. وفيما يتعلق بالنفي الإيراني، أشار كرام إلى أن الإعلام الإسرائيلي تناوله بشكل إخباري دون تبنيه أو نفيه، موضحا أن الموقف الرسمي لم يتأثر به، بل بقي على قناعة بضرورة الرد، وإنْ بحسابات دقيقة. وكانت إيران قد أطلقت قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ 6 هجمات صاروخية، أسفرت عن قتلى وجرحى إسرائيليين، واستهدفت مواقع بينها مدينة حيفا وقاعدة رامات ديفيد الجوية، وفق ما نقلته وكالة فارس الإيرانية. ولم يستبعد كرام أن تكون إسرائيل نفسها قد سعت إلى وقف إطلاق النار عبر القنوات الأميركية، رغم ما تبديه من مظهر المنتصر، إذ فُرض الاتفاق بغطاء من ترامب الذي انضم للهجوم واستثمر لاحقا في صياغة نهايته السياسية. وأشار كرام إلى أن إسرائيل أرادت مخرجا من العملية التي بدأت بهجوم استباقي دون خطة إنهاء واضحة، فجاء وقف إطلاق النار الأميركي بمثابة طوق نجاة، منح تل أبيب فرصة للادعاء بتحقيق أهدافها الإستراتيجية وتجنّب دوامة تصعيد قد لا تُحمد عواقبها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store