logo
المقاتلات الصينية... من مخلفات هندسية سوفييتية إلى المنافسة والردع

المقاتلات الصينية... من مخلفات هندسية سوفييتية إلى المنافسة والردع

العربي الجديدمنذ 11 ساعات

يبدو أن القوة الجوية الصينية هي المستفيد الأكبر من المواجهة المسلحة التي اندلعت بين الهند وباكستان أخيراً، والتي شهدت تمكن القوات الباكستانية بالاعتماد على المقاتلات الصينية من إسقاط خمس طائرات هندية من طراز رافال. وأعلنت إسلام أباد أنها استخدمت طائرات مقاتلة صينية الصنع من طراز "جيه 10 سي"، ضد القوات الجوية الهندية في أحدث صراع مسلح حول كشمير ومناطق أخرى متنازع عليها على طول حدود الجارتين الآسيويتين.
وقد تجلى الاحتفاء الصيني في استعراض قدرات المقاتلات الصينية عبر وسائل الإعلام الرسمية، بالرغم من التحفظ على المستوى الدبلوماسي عن التعليق على هذه الحادثة، وتكرار بكين دعوتها للحوار وحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية. وقالت وسائل إعلام صينية، أمس الأحد، إن نجاح طائرة "جيه 10 سي" في المواجهة بين الهند وباكستان يشهد على
تفوق القوة الجوية الصينية،
كما أن أداء الطائرة المقاتلة صينية الصنع في القتال كشف عن تحول عقائدي في التطور العسكري الصيني.
لياو ليانغ: عقّد ظهور المقاتلات الصينية بهذه القوة توازن الردع في مضيق تايوان
ولفتت إلى أنه قبل فترة ليست ببعيدة، اعتُبرت الطائرات المقاتلة الصينية مجرد مخلفات هندسية عكسية من التصميم السوفييتي. بدت حديثة، لكنها افتقرت إلى الخبرة القتالية، مشيرة إلى أن محللين تساءلوا آنذاك عما إذا كان سلاح الجو للجيش الصيني قادراً على مضاهاة القوات الجوية الغربية من حيث القدرة والمرونة والتطور التكنولوجي. وأضافت وسائل إعلام صينية: يبدو أن هذا التشكك آخذ في التلاشي، إذ تُظهر التطورات الأخيرة أن القوة الجوية الصينية لا تتقدم فحسب، بل
تنضج أيضاً بفضل مقاتلاتها الشبحية
من الجيل الخامس وتصاميمها من الجيل السادس، حيث تنتقل الصين من التقليد إلى الابتكار، ومن الطموح الإقليمي إلى المنافسة العالمية. واعتبرت أن تطور أداء
طائرة "جيه 10 سي"
لم يُظهر نضجاً تكنولوجياً فحسب، بل أظهر تحولاً عقائدياً، فقد تبنت الصين نهجاً حربياً يركز على النظام البيئي. ويُعطي هذا النهج الأولوية للهيمنة المعلوماتية، والوعي الظرفي، وتنسيق الموارد المتعددة، وهو تطور يُحاكي الاستراتيجيات التي أطلقتها الولايات المتحدة، لكنه مصمم خصيصاً لنقاط القوة الصينية في الإنتاج الضخم وتكامل الأنظمة.
تقارير دولية
التحديثات الحية
المقاتلة الصينية جيه 10 سي... الحصان الأسود في مواجهة باكستان والهند
تعزيز قوة الردع
في تعليقه على هذا الأمر، قال محرر الشؤون العسكرية في صحيفة كانتون الصينية لياو ليانغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن استخدام المقاتلات الصينية في المواجهة الأخيرة بين جيشين كبيرين (باكستان والهند) أول اختبار حقيقي لسلاح الجوي الصيني، خاصة أن
جيش التحرير الشعبي لم ينخرط
في أي حرب منذ سبعينيات القرن الماضي. وأضاف أن كفاءة طائرة "جيه 10 سي"، المزودة بنظام رادار متطور يُسمى مصفوفة المسح الإلكتروني النشط، في إنجاز مهمتها، هو أول نجاح قتالي للطائرات الصينية باستخدام أنظمة محلية، معتبراً أن ذلك يمثل إنجازاً تاريخياً للصناعة العسكرية الصينية.
شياو لونغ: نجاح المقاتلة الصينية في إسقاط طائرات هندية من طراز رافال رفع أسهمها في سوق الأسلحة العالمية
وعن عوائد ذلك على بكين، أوضح لياو ليانغ أن أبرز ما تمكن ملاحظته من خلال رصد ردود الفعل، إقليمياً ودولياً، هو
تعزيز صورة الردع الصينية،
لافتاً إلى أن عواقب صعود القوة الجوية الصينية واضحة بالفعل في جميع أنحاء آسيا. وقال إن "هذه الحادثة أثارت مخاوف تايبيه. في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، عقّد ظهور المقاتلات الصينية بهذه القوة توازن الردع، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تحول في الموقف الاستراتيجي". وأضاف: "التنين الصيني لم يعد ينفث النار واقفاً، بل أصبح يحلق في السماء في استعراض واضح للقوة".
هيمنة المقاتلات الصينية
واعتبر لياو ليانغ أن بكين لم تعد تكتفي باللحاق بالركب كما كان الحال عليه خلال العقدين الماضيين، بل تسعى الآن إلى الريادة في مجال قوة سلاح الجو، وتعمل الآن على تطوير طائرات الجيل السادس مع قدرات قياسية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وعند النجاح في ذلك، ستكون القوة الجوية الصينية في طليعة الدول أو الجيوش المهيمنة على الجو، سواء في المحيط الإقليمي أو الدولي، خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي تنشط فيها القوات الأميركية.
من جهته، قال الأستاذ في مركز الدراسات السياسية في جامعة جينان شياو لونغ، في حديث مع "العربي الجديد"، إن نجاح المقاتلة الصينية في إسقاط طائرات هندية من طراز رافال الفرنسية رفع من أسهم "جيه 10 سي" في سوق الأسلحة العالمية، وزاد الطلب عليها بعد إثبات جدارتها في المواجهة الأخيرة بين الجيشين الهندي والباكستاني. ولفت إلى أن العديد من الدول الواقعة في مناطق النزاعات والحروب، مثل دول في الشرق الأوسط وأفريقيا، تسعى إلى شراء المقاتلات الصينية لعدة اعتبارات، ليس فقط بسبب كفاءتها، بل أيضاً نتيجة المرونة التي تقدمها الصين للعملاء في عمليات الشراء مقارنة بالاشتراطات الأميركية المعقدة وقيود التصدير.
يشار إلى أن "جيه 10 سي" هي مقاتلة نفاثة من تصميم مجموعة تشنغدو الصينية لصناعة الطائرات وتصنيعها. وقد صممت الطائرة خصيصاً للقوات الجوية الصينية، وهي متعددة المهام، إذ تستطيع القيام بكافة الأعمال القتالية نهاراً أو ليلاً، حيث قارنتها الصحف الصينية بمقاتلة "إف-16" الأميركية وميراج 2000 الفرنسية. وبدأ تطويرها عام 1986، وأجرت أول رحلة لها في العام 1998. وأُعلن عن دخولها مجال الخدمة بصورة رسمية في العام 2006، فيما بدأت مهامها القتالية في إبريل/ نيسان 2018. وتتمتع الطائرة بالقدرة على تنفيذ عمليات السيطرة الجوية وتنفيذ ضربات دقيقة براً وبحراً. يبلغ سعرها 190 مليون يوان صيني، أي ما يعادل 27.8 مليون دولار أميركي.
رصد
التحديثات الحية
الصين تكشف عن أحدث طائراتها الحربية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المقاتلات الصينية... من مخلفات هندسية سوفييتية إلى المنافسة والردع
المقاتلات الصينية... من مخلفات هندسية سوفييتية إلى المنافسة والردع

العربي الجديد

timeمنذ 11 ساعات

  • العربي الجديد

المقاتلات الصينية... من مخلفات هندسية سوفييتية إلى المنافسة والردع

يبدو أن القوة الجوية الصينية هي المستفيد الأكبر من المواجهة المسلحة التي اندلعت بين الهند وباكستان أخيراً، والتي شهدت تمكن القوات الباكستانية بالاعتماد على المقاتلات الصينية من إسقاط خمس طائرات هندية من طراز رافال. وأعلنت إسلام أباد أنها استخدمت طائرات مقاتلة صينية الصنع من طراز "جيه 10 سي"، ضد القوات الجوية الهندية في أحدث صراع مسلح حول كشمير ومناطق أخرى متنازع عليها على طول حدود الجارتين الآسيويتين. وقد تجلى الاحتفاء الصيني في استعراض قدرات المقاتلات الصينية عبر وسائل الإعلام الرسمية، بالرغم من التحفظ على المستوى الدبلوماسي عن التعليق على هذه الحادثة، وتكرار بكين دعوتها للحوار وحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية. وقالت وسائل إعلام صينية، أمس الأحد، إن نجاح طائرة "جيه 10 سي" في المواجهة بين الهند وباكستان يشهد على تفوق القوة الجوية الصينية، كما أن أداء الطائرة المقاتلة صينية الصنع في القتال كشف عن تحول عقائدي في التطور العسكري الصيني. لياو ليانغ: عقّد ظهور المقاتلات الصينية بهذه القوة توازن الردع في مضيق تايوان ولفتت إلى أنه قبل فترة ليست ببعيدة، اعتُبرت الطائرات المقاتلة الصينية مجرد مخلفات هندسية عكسية من التصميم السوفييتي. بدت حديثة، لكنها افتقرت إلى الخبرة القتالية، مشيرة إلى أن محللين تساءلوا آنذاك عما إذا كان سلاح الجو للجيش الصيني قادراً على مضاهاة القوات الجوية الغربية من حيث القدرة والمرونة والتطور التكنولوجي. وأضافت وسائل إعلام صينية: يبدو أن هذا التشكك آخذ في التلاشي، إذ تُظهر التطورات الأخيرة أن القوة الجوية الصينية لا تتقدم فحسب، بل تنضج أيضاً بفضل مقاتلاتها الشبحية من الجيل الخامس وتصاميمها من الجيل السادس، حيث تنتقل الصين من التقليد إلى الابتكار، ومن الطموح الإقليمي إلى المنافسة العالمية. واعتبرت أن تطور أداء طائرة "جيه 10 سي" لم يُظهر نضجاً تكنولوجياً فحسب، بل أظهر تحولاً عقائدياً، فقد تبنت الصين نهجاً حربياً يركز على النظام البيئي. ويُعطي هذا النهج الأولوية للهيمنة المعلوماتية، والوعي الظرفي، وتنسيق الموارد المتعددة، وهو تطور يُحاكي الاستراتيجيات التي أطلقتها الولايات المتحدة، لكنه مصمم خصيصاً لنقاط القوة الصينية في الإنتاج الضخم وتكامل الأنظمة. تقارير دولية التحديثات الحية المقاتلة الصينية جيه 10 سي... الحصان الأسود في مواجهة باكستان والهند تعزيز قوة الردع في تعليقه على هذا الأمر، قال محرر الشؤون العسكرية في صحيفة كانتون الصينية لياو ليانغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن استخدام المقاتلات الصينية في المواجهة الأخيرة بين جيشين كبيرين (باكستان والهند) أول اختبار حقيقي لسلاح الجوي الصيني، خاصة أن جيش التحرير الشعبي لم ينخرط في أي حرب منذ سبعينيات القرن الماضي. وأضاف أن كفاءة طائرة "جيه 10 سي"، المزودة بنظام رادار متطور يُسمى مصفوفة المسح الإلكتروني النشط، في إنجاز مهمتها، هو أول نجاح قتالي للطائرات الصينية باستخدام أنظمة محلية، معتبراً أن ذلك يمثل إنجازاً تاريخياً للصناعة العسكرية الصينية. شياو لونغ: نجاح المقاتلة الصينية في إسقاط طائرات هندية من طراز رافال رفع أسهمها في سوق الأسلحة العالمية وعن عوائد ذلك على بكين، أوضح لياو ليانغ أن أبرز ما تمكن ملاحظته من خلال رصد ردود الفعل، إقليمياً ودولياً، هو تعزيز صورة الردع الصينية، لافتاً إلى أن عواقب صعود القوة الجوية الصينية واضحة بالفعل في جميع أنحاء آسيا. وقال إن "هذه الحادثة أثارت مخاوف تايبيه. في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، عقّد ظهور المقاتلات الصينية بهذه القوة توازن الردع، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تحول في الموقف الاستراتيجي". وأضاف: "التنين الصيني لم يعد ينفث النار واقفاً، بل أصبح يحلق في السماء في استعراض واضح للقوة". هيمنة المقاتلات الصينية واعتبر لياو ليانغ أن بكين لم تعد تكتفي باللحاق بالركب كما كان الحال عليه خلال العقدين الماضيين، بل تسعى الآن إلى الريادة في مجال قوة سلاح الجو، وتعمل الآن على تطوير طائرات الجيل السادس مع قدرات قياسية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وعند النجاح في ذلك، ستكون القوة الجوية الصينية في طليعة الدول أو الجيوش المهيمنة على الجو، سواء في المحيط الإقليمي أو الدولي، خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي تنشط فيها القوات الأميركية. من جهته، قال الأستاذ في مركز الدراسات السياسية في جامعة جينان شياو لونغ، في حديث مع "العربي الجديد"، إن نجاح المقاتلة الصينية في إسقاط طائرات هندية من طراز رافال الفرنسية رفع من أسهم "جيه 10 سي" في سوق الأسلحة العالمية، وزاد الطلب عليها بعد إثبات جدارتها في المواجهة الأخيرة بين الجيشين الهندي والباكستاني. ولفت إلى أن العديد من الدول الواقعة في مناطق النزاعات والحروب، مثل دول في الشرق الأوسط وأفريقيا، تسعى إلى شراء المقاتلات الصينية لعدة اعتبارات، ليس فقط بسبب كفاءتها، بل أيضاً نتيجة المرونة التي تقدمها الصين للعملاء في عمليات الشراء مقارنة بالاشتراطات الأميركية المعقدة وقيود التصدير. يشار إلى أن "جيه 10 سي" هي مقاتلة نفاثة من تصميم مجموعة تشنغدو الصينية لصناعة الطائرات وتصنيعها. وقد صممت الطائرة خصيصاً للقوات الجوية الصينية، وهي متعددة المهام، إذ تستطيع القيام بكافة الأعمال القتالية نهاراً أو ليلاً، حيث قارنتها الصحف الصينية بمقاتلة "إف-16" الأميركية وميراج 2000 الفرنسية. وبدأ تطويرها عام 1986، وأجرت أول رحلة لها في العام 1998. وأُعلن عن دخولها مجال الخدمة بصورة رسمية في العام 2006، فيما بدأت مهامها القتالية في إبريل/ نيسان 2018. وتتمتع الطائرة بالقدرة على تنفيذ عمليات السيطرة الجوية وتنفيذ ضربات دقيقة براً وبحراً. يبلغ سعرها 190 مليون يوان صيني، أي ما يعادل 27.8 مليون دولار أميركي. رصد التحديثات الحية الصين تكشف عن أحدث طائراتها الحربية

المقاتلة الصينية جيه 10 سي... الحصان الأسود في مواجهة باكستان والهند
المقاتلة الصينية جيه 10 سي... الحصان الأسود في مواجهة باكستان والهند

العربي الجديد

timeمنذ 11 ساعات

  • العربي الجديد

المقاتلة الصينية جيه 10 سي... الحصان الأسود في مواجهة باكستان والهند

في أبرز تطور شهدته المواجهة العسكرية بين باكستان و الهند ، تمكنت قوات الأخيرة من إسقاط خمس طائرات هندية من طراز رافال، وذلك بالاعتماد على أسلحة صينية. وزعمت إسلام أباد أنها استخدمت طائرات مقاتلة صينية الصنع من طراز جيه 10 سي (J-10C) ضد القوات الجوية الهندية في مواجهة عسكرية قصيرة يوم الأربعاء الماضي. وقال الجيش الباكستاني إن خمس طائرات هندية أسقطت في أحدث صراع مسلح حول كشمير ومناطق أخرى متنازع عليها على طول حدود الجارتين في جنوب آسيا. ولم تعلق الهند على هذا الادعاء حتى الآن. وقال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار للبرلمان بشكل منفصل، إن طائرات من طراز جيه 10 سي أسقطت الطائرات الحربية الهندية الخمس، بما في ذلك ثلاث طائرات مقاتلة من طراز رافال. وأضاف دار: "أسقطت مقاتلاتنا النفاثة طائرات رافال هندية، وثلاث طائرات رافال فرنسية. كانت طائراتنا من طراز جيه 10 سي. جميعها مقاتلات نفاثة بالتعاون مع الصين". يعد هذا أول إسقاط جوي مُسجل للطائرة المقاتلة الصينية في قتال حي. كما سيُمثل أول خسارة لطائرة رافال في القتال. ما نعرفه عن جيه 10 سي هي مقاتلة نفاثة من تصميم وتصنيع مجموعة تشنغدو الصينية لصناعة الطائرات. وقد صممت الطائرة خصيصاً للقوات الجوية الصينية، وهي متعددة المهام تستطيع القيام بكافة الأعمال القتالية نهاراً أو ليلاً في الأجواء كلها، حيث قارنتها الصحف الصينية بمقاتلة إف-16 الأميركية وميراج 2000 الفرنسية. بدأ تطويرها عام 1986، وأجرت أول رحلة لها عام 1998. وتم الإعلان عن دخولها مجال الخدمة بصورة رسمية عام 2006، فيما بدأت مهامها القتالية في إبريل/ نيسان 2018. وتتمتع الطائرة بالقدرة على تنفيذ عمليات السيطرة الجوية وتنفيذ ضربات دقيقة على البحر والبر. يبلغ سعرها 190 مليون يوان صيني؛ أي ما يعادل 27.8 مليون دولار أميركي. الصورة مقاتلات صينية من طراز J-10C خلال عرض جوي في مقاطعة غوانغدونغ الصينية، 5 نوفمبر 2025 (Getty) يبلغ طول الطائرة 16.43 متراً، وارتفاعها 5.43 أمتار، ووزنها الإجمالي: 12400 كيلوغرام، بينما يبلغ أقصى وزن للإقلاع: 19277 كيلوغراما. وتبلغ سرعتها القصوى 2.2 ماخ، مع نطاق قتال يصل إلى 1250 كيلومتراً. وتحمل الطائرة مدفعاً واحداً من طراز Gryazev-Shipunov GSh-23، ولديها القدرة على حمل الصواريخ غير الموجهة: كبسولات صاروخية غير موجهة بقطر 90 ملم، وصواريخ موجهة، جو - جو، وجو - أرض، بسعة 7000 كيلوغرام من الوقود الخارجي والذخيرة، أيضاً تستطيع حمل قنابل من طراز LT-2 الموجهة بالليزر. تحذيرات من مواجهة مفتوحة يشار إلى أنه منذ تصاعد الاضطرابات بين الهند وباكستان قبل أيام، استعرضت إسلام أباد أسلحتها الصينية في التدريبات العسكرية التي تهدف إلى ردع أي هجوم هندي. وفي حين أعربت بكين عن أملها ألا تتصاعد التوترات بين الخصمين النوويين إلى حرب شاملة، فإن وسائل إعلام صينية قالت إن العديد من المراقبين يتابعون عن كثب احتمال وقوع أول مواجهة على الإطلاق بين الأصول العسكرية الصينية وأسلحة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وإن ترسانة باكستان من الأسلحة المصنعة في الصين والمطورة بشكل مشترك، قد تتعارض مع مزيج الهند من المعدات العسكرية الفرنسية والروسية والمصنعة محلياً، وسط تحذيرات متزايدة من صراع وشيك بين المتنافسين في جنوب آسيا. تقارير دولية التحديثات الحية باكستان قلقة إزاء موقف أفغانستان من الصراع مع الهند: "ظهرنا مكشوف" وأضافت وسائل إعلام صينية أنه في حال اندلاع حرب بين الهند وباكستان، فإن أداء أسلحتهما سوف يخضع لتحليل دقيق من المخططين العسكريين في جميع أنحاء العالم، وسيتم دمج الدروس المستفادة في استراتيجيات الدفاع الوطنية، وخاصة في المسرح الاستراتيجي بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تنخرط الصين والولايات المتحدة في منافسة جيوسياسية شرسة.

هل استفادت الصين من الصراع بين الهند وباكستان في رسم ملامح قوتها العسكرية؟
هل استفادت الصين من الصراع بين الهند وباكستان في رسم ملامح قوتها العسكرية؟

BBC عربية

timeمنذ 5 أيام

  • BBC عربية

هل استفادت الصين من الصراع بين الهند وباكستان في رسم ملامح قوتها العسكرية؟

انتهى الصراع الذي استمر أربعة أيام بين الخصمين التقليديين، الهند وباكستان، الشهر الجاري بوقف إطلاق النار، مع إعلان كل منهما تحقيق النصر، بيد أن التطورات الأخيرة سلطت الضوء على قطاع صناعة الدفاع في الصين، التي قد تكون الرابح الحقيقي في هذا الصراع بطريقة غير مباشرة. انطلقت أحدث موجة من التوترات بين الهند وباكستان في السابع من مايو/أيار، عندما شنت الهند هجمات استهدفت ما أطلقت عليه اسم "البنية التحتية للإرهابيين" داخل الأراضي الباكستانية، في رد على هجوم مسلح راح ضحيته 26 شخصاً، أغلبهم من السائحين، في بلدية باهلغام في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية في الثاني والعشرين من أبريل/نيسان. وقُتل كثيرون في الوادي ذي الطبيعة الخلابة في كشمير، الأمر الذي دفع نيودلهي إلى اتهام إسلام آباد بدعم الجماعات المسلحة المتورطة في هذا الهجوم، وهو اتهام نفته باكستان. وعقب رد الهند، الذي أطلقت عليه اسم "عملية سندور"، وتوجيه ضربة في أعقاب الهجوم الذي نفذته الجماعات المسلحة، دخل الطرفان في سلسلة من التحركات العسكرية المتبادلة، تضمنت شن هجمات بمسيّرات، وصواريخ، ومقاتلات حربية. وأشارت تقارير إلى أن الهند استخدمت في شن الهجمات مقاتلات فرنسية وروسية الصنع، بينما استخدمت باكستان طائرات، من طراز" جيه-10" و"جيه-17"، التي تشترك في تصنيعها مع الصين، وأكد الجانبان أن المقاتلات لم تتجاوز الحدود، وأن تبادل إطلاق الصواريخ جرى عن بُعد. وادّعت إسلام آباد أن مقاتلاتها الجوية أسقطت نحو ست طائرات تابعة للهند، بما في ذلك طائرات من طراز "رافال" الفرنسية الصنع، التي حصلت عليها الهند مؤخراً، لكن من جانبها لم تصدر دلهي أي رد رسمي على هذه الادعاءات. وقال المارشال الجوي، إيه كيه بهارتي، أحد القادة البارزين في سلاح الجو الهندي، في تصريح له الأسبوع الماضي، رداً على سؤال من أحد الصحفيين بشأن تلك الادعاءات: "الخسائر جزء من المعارك"، وامتنع بهارتي عن التعليق على الادعاء المباشر بشأن إسقاط باكستان طائرات هندية. وأضاف: "حققنا الأهداف التي حددناها، وعاد جميع طيارينا بسلام". وأعلنت الهند أنها قتلت نحو "100 إرهابي"، خلال هجماتها التي استهدفت مقرّات تابعة لتنظيمي "عسكر طيبة" و"جيش محمد" المحظورين، والمتمركزين داخل الأراضي الباكستانية. ولا تزال الرواية الحاسمة لما جرى بالفعل خلال المعارك الجوية بين الطرفين غير واضحة حتى الآن، إذ تحدثت بعض وسائل الإعلام عن وقوع حوادث سقوط لطائرات في ولاية البنجاب وكشمير الخاضعة للإدارة الهندية في الفترة نفسها، بيد أن الحكومة الهندية لم تصدر أي تعليق رسمي على تلك التقارير. وذكر تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن باكستان ربما استخدمت طائرات من طراز "جيه-10" صينية الصنع لإطلاق صواريخ جو-جو على مقاتلات هندية، ويرى بعض الخبراء أن إعلان باكستان تحقيق النصر، بعد اعتمادها الكبير على أنظمة الأسلحة الصينية في قتال نشط، يمثل دفعة قوية لصناعة الدفاع الصينية، بينما يعارض آخرون هذا الرأي. ويرى بعض الخبراء أن ما حدث يعد لحظة فارقة لصناعة الأسلحة في الصين، أشبه بـ "لحظة ديب سيك"، في إشارة إلى ما حدث في يناير/كانون الثاني الماضي عندما أزعجت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة عمالقة التكنولوجيا الأمريكية من خلال تقنيتها التي اتسمت بانخفاض التكلفة والكفاءة العالية. وقال الكولونيل المتقاعد في جيش تحرير الشعب الصيني، تشو بو، لبي بي سي: "كانت المعركة الجوية بمثابة إعلان هائل عن صناعة الأسلحة الصينية. حتى الآن، لم تتح للصين فرصة لاختبار أنظمتها في ظروف قتالية فعلية". وأضاف المحلل، الذي يقيم في بكين، أن المواجهة الجوية أظهرت أن "الصين تمتلك أنظمة تتفوق على نظيراتها"، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسهم شركة "أفيك تشنغدو" الصينية المتخصصة في صناعة الطائرات المقاتلة، مثل الطائرة "جيه-10"، بنسبة تصل إلى 40 في المئة خلال الأسبوع الماضي عقب الأداء المعلن عنه لهذه الطائرة في الصراع بين الهند-باكستان. وعلى الرغم من ذلك يرى بعض الخبراء أن الوقت لا يزال مبكراً لإعلان تفوق أنظمة الأسلحة الصينية. ويقول والتر لادفيغ، من كينغز كوليدج في لندن، إن الأمر لم يُحسم حتى الآن إذا كانت الطائرات الصينية استطاعت بالفعل التفوق على طائرات سلاح الجو الهندي، وخصوصاً طائرات "رافال" الفرنسية الصنع. ويضيف: "وفقاً للعقيدة العسكرية التقليدية، يجب التصدي لدفاعات العدو الجوية وتحقيق التفوق الجوي قبل استهداف الأهداف الأرضية، وعلى الرغم من ذلك يبدو أن مهمة سلاح الجو الهندي لم تكن تهدف إلى استثارة أي رد فعل عسكري من الجانب الباكستاني". ويعتقد لادفيغ أن الطيارين الهنود ربما تلقوا أوامر بالتحليق على الرغم من حالة التأهب القصوى التي كانت عليها الدفاعات الجوية الباكستانية، ووجود طائراتها بالفعل في السماء، ولم تكشف القوات الجوية الهندية عن تفاصيل المهمة أو استراتيجيتها في العمليات الجوية. كما لم تدل بكين بأي تصريح بشأن تقارير أفادت بإسقاط طائرات مقاتلة هندية، بما فيها طائرات "رافال"، بواسطة طائرات "جيه-10"، بيد أن التقارير غير المؤكدة بشأن إسقاط طائرة "جيه-10" لنظام سلاح غربي أثارت موجة من الفرح والشعور بنشوة الانتصار على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية. وقالت كارلوتا ريناودو، الباحثة في الشؤون الصينية في الفريق الدولي لدراسة الأمن في فيرونا، إن وسائل التواصل الاجتماعي في الصين فاضت بالرسائل الوطنية، على الرغم من صعوبة التوصل إلى نتائج حاسمة اعتماداً على المعلومات المتاحة. وأضافت: "يكتسب الانطباع عن الناس، في الوقت الراهن، أهمية تفوق الواقع بكثير. وإذا أخذنا الأمر من هذا المنظور، فإن الرابح الحقيقي هو الصين". وتعد باكستان حليفاً استراتيجياً واقتصادياً للصين، التي تستثمر ما يزيد عن 50 مليار دولار في إنشاء البنية التحتية في باكستان ضمن مشروع الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، لذا لا يصب ضعف باكستان في مصلحة الصين. ويقول المحلل الأمني الباكستاني، إمتيار غول: "لعبت الصين دوراً حاسماً في النزاع الأخير بين الهند وباكستان، وفاجأت المخططين الهنود بشكل كبير، إذ ربما لم يكن في تصورهم مدى عمق التعاون في مجال الحرب الحديثة بين باكستان والصين". ويرى خبراء أن أداء الطائرات الصينية في ظروف قتال فعلية قد خضع لتحليل دقيق في العواصم الغربية، إذ من المتوقع أن يكون لذلك أثر بالغ على سوق الأسلحة العالمية، لاسيما وأن الولايات المتحدة تعد أكبر مصدر للأسلحة على مستوى العالم، تليها الصين في المركز الرابع. وتصدّر الصين أسلحتها في الغالب إلى دول نامية مثل ميانمار وباكستان، وكانت أنظمة الأسلحة الصينية تتعرض في السابق لانتقادات بسبب ضعف جودتها ورصد مشكلات تقنية تواجهها. وكانت أنباء قد تحدثت عن تعليق القوات المسلحة البورمية استخدام عدد من طائراتها المقاتلة من طراز "جيه إف-17"، التي جرى تصنيعها بالشراكة بين الصين وباكستان عام 2022، بسبب وجود مشكلات تقنية. كما أفاد الجيش النيجيري بوجود عدة مشكلات تقنية في طائراته المقاتلة من طراز "إف-7" صينية الصنع. وهذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها الهند طائرة في مواجهة مع باكستان. ففي عام 2019، وخلال معركة جوية وجيزة بين الطرفين، عقب تنفيذ ضربات جوية هندية مماثلة على مواقع وُصفت بأنها تابعة لإرهابيين مشتبه بهم في باكستان، أُسقطت طائرة من طراز "ميغ-21" روسية الصنع داخل الأراضي الباكستانية، وأُسر قائدها الذي أُفرج عنه بعد أيام. لكن الهند أعلنت أن الطيار قفز من طائرته بمظلة عقب نجاحه في إسقاط طائرات مقاتلة باكستانية، منها طائرة طراز "إف-16" الأمريكية الصنع، وهو ادعاء نفته باكستان. وعلى الرغم من التقارير التي تحدثت عن إسقاط طائرات هندية الأسبوع الماضي، يرى خبراء مثل لادفيغ أن الهند نجحت في ضرب "نطاق واسع من الأهداف" داخل باكستان في صباح العاشر من مايو/أيار، الأمر الذي لم يحظ باهتمام كبير من وسائل الإعلام الدولية. وأعلن الجيش الهندي أنه نفذ هجوماً منسقاً أطلق خلاله صواريخ على 11 قاعدة جوية باكستانية في مختلف أنحاء البلاد، من بينها قاعدة نور خان الجوية الاستراتيجية الواقعة خارج روالبندي، القريبة من مقر القيادة العسكرية الباكستانية، ويُعد هذا الهدف حساساً ومفاجئاً للسلطات في إسلام أباد. وكان أحد أبعد الأهداف في بولاري، التي تقع على مسافة 140 كيلومتراً من مدينة كراتشي الجنوبية. ويقول لادفيغ إن سلاح الجو الهندي نفذ في هذه المرة عمليات وفق إجراءات متبعة، بداية بشن هجوم على أنظمة الدفاع الجوي والرادارات الباكستانية، ثم توجيه ضربات هجومية على أهداف أرضية. كما استعانت الطائرات الهندية بتشكيل من الصواريخ والذخائر والطائرات المسيّرة، على الرغم من تفعيل باكستان نظام الدفاع الجوي "إتش كيو-9" المزود من الصين. ويقول لادفيغ: "يبدو أن الهجمات كانت دقيقة وتحققت أهدافها إلى حد كبير، إذ كانت الحفرات في منتصف مدارج الطائرات، وهي مواقع مثالية تماماً. أما لو كان الصراع طال أمده، فلا أستطيع تحديد المدة التي ستحتاجها القوات الجوية الباكستانية لإعادة تشغيل هذه المنشآت". وعلى الرغم من ذلك، أشار إلى أن الجيش الهندي "فقد زمام السيطرة على سرد الأحداث" بسبب رفضه الخوض في تفاصيل بالغة الأهمية. ورداً على الغارات الهندية، أعلنت باكستان أنها نفذت هجمات صاروخية وجوية على عدد من القواعد الجوية الهندية في الخطوط الأمامية، إلا أن نيودلهي أكدت أن الهجمات لم تُسفر عن أي أضرار في المعدات أو الأفراد. وبناء على ذلك تدخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها، إدراكاً منهم بأن الوضع يتفاقم، وفرضوا ضغوطاً على البلدين لوقف المعارك بينهما. ويجد خبراء أن هذا النزاع برمته يمثل إنذاراً مهماً للهند ودعوة للاستيقاظ. وإن كانت الصين لا تُعلّق على تفاصيل الصراع الأخير بين الهند وباكستان، إلا أنها حريصة على إبراز تقدم أنظمة أسلحتها التي تواكب بسرعة تطور الأسلحة الغربية. وتُدرك نيودلهي أن الطائرات التي زودت بها الصين باكستان هي طُرز أوّلية، إذ استطاعت بكين بالفعل صناعة طائرات مقاتلة متقدمة من طراز "جيه-20" الشبحية التي تتمتع بتقنية التخفي وتجنب رصد الرادارات. وتخوض الهند والصين نزاعاً حدودياً طويل الأمد على طول سلسلة جبال الهيمالايا، تسبب في حرب قصيرة في عام 1962 مما أسفر عن هزيمة الهند، كما حدثت اشتباكات حدودية قصيرة في لاداخ في يونيو/حزيران 2020. ويرى خبراء أن الهند تعي تماماً أهمية تعزيز استثماراتها في صناعة الدفاع المحلي وزيادة معدلات الشراء من السوق الدولية. وحتى هذه اللحظة، يبدو أن صناعة الدفاع الصينية لفتت الانتباه على نحو كبير عقب الادعاء بنجاح طائراتها في الصراع الهندي-الباكستاني الأخير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store