
المعايطة: ما يجري في غزة مشروع سياسي إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية… والضفة الهدف القادم
دعم أمريكي مفتوح لنتنياهو… ووقف العدوان غير مطروح. التهجير قائم…
وإسرائيل تبني بنيته التحتية في غزة. الأردن: التهجير إلى أراضينا خط أحمر… إعلان حرب.
المعايطة: لا نختار بين مشروع فارسي وصهيوني… كلاهما خطر على العرب
إيران فقدت نفوذها في سوريا ولبنان… وتخلت عن غزة. الوصاية الهاشمية ليست برستيج… بل صراع يومي مع الاحتلال. إسرائيل لا تستطيع فعل ما تشاء… مصالحها تفرض علاقة هادئة مع الأردن.
الأردن غيّر الموقف الأمريكي بشأن التهجير بضغط مباشر من الملك.
حذّر وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة من أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ليست مجرد رد عسكري على عملية "طوفان الأقصى"، بل هي مشروع سياسي متكامل تتبناه إسرائيل، هدفه تغيير شكل غزة السكاني والجغرافي والسياسي والعسكري، وصولًا إلى تصفية القضية الفلسطينية والانطلاق لاحقًا نحو الضفة الغربية. وقال المعايطة، في حوار خاص، إن كثيرين كانوا يعتقدون أن ما يقوم به الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو هو مجرد رد فعل عسكري، "لكن الحقيقة أن هناك مشروعًا سياسيًا إسرائيليًا يتجاوز حدود الرد على عملية الطوفان، ويهدف إلى تهجير سكان غزة وتدمير مقومات الحياة فيها، لجعلها بيئة طاردة لأهلها".
وقال المعايطة، في حوار خاص، إن كثيرين كانوا يعتقدون أن ما يقوم به الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو هو مجرد رد فعل عسكري، "لكن الحقيقة أن هناك مشروعًا سياسيًا إسرائيليًا يتجاوز حدود الرد على عملية الطوفان، ويهدف إلى تهجير سكان غزة وتدمير مقومات الحياة فيها، لجعلها بيئة طاردة لأهلها".
دعم أمريكي مفتوح… ووقف العدوان غير مطروح
وأوضح المعايطة أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 23 شهراً تحظى بـ"دعم كبير ومباشر من الإدارة الأمريكية، وتحديدًا دعم شخصي لنتنياهو"، مؤكدًا أن "وقف العدوان ليس مطروحًا على الطاولة لا في إسرائيل ولا في الولايات المتحدة، رغم وجود أصوات إسرائيلية معارضة، لكنها غير مؤثرة".
وأضاف أن المشروع الإسرائيلي في غزة ما هو إلا خطوة أولى نحو الضفة الغربية، في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، مشيرًا إلى أن العدوان بدأ يأخذ بعدًا إقليميًا، إذ يتحدث نتنياهو عن "تغيير وجه المنطقة"، مع تزامن أحداث غزة مع تطورات في سوريا ولبنان وإيران.
نتنياهو والحرب حتى 2026
وأكد المعايطة أن نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب حتى الانتخابات الإسرائيلية عام 2026، مستفيدًا من أغلبيته في الكنيست التي تمنع إسقاط حكومته. وقال: "لا أحد في إسرائيل قادر على إيقاف نتنياهو، لا المعارضة ولا غيرها، والمشروع الإسرائيلي يسعى بدعم أمريكي لتحقيق تغييرات كبرى على صعيد غزة والمنطقة".
الأردن غيّر الموقف الأمريكي بشأن التهجير
وحول مستقبل المنطقة، قال المعايطة إن الأردن يواجه بيئة إقليمية صعبة، لكنه يتعامل مع القضايا بشجاعة، مشيرًا إلى أن تدخل الملك عبدالله الثاني في واشنطن غيّر الموقف الأمريكي من التهجير إلى الأردن ومصر، وهو ما لم يُطرح بعدها مجددًا.
المنطق المضلل… ومسؤولية الاحتلال
وفي رده على من يعتبر أن عملية "طوفان الأقصى" منحت إسرائيل فرصة للتوسع، قال المعايطة إن تحميل الفلسطينيين المسؤولية "منطق غير سليم"، مؤكدًا أن الاحتلال بدأ قبل أكثر من 75 عامًا، وليس منذ 7 أكتوبر 2023.
وأشار إلى أن الموقف الأردني، بقيادة الملك عبدالله الثاني، كان منذ البداية واضحًا، إذ أكد أن القضية الفلسطينية عمرها عقود طويلة، ولا يمكن تقييمها من مشهد واحد، مشددًا على ضرورة سرد تاريخ الاحتلال من نكبة 1948 مرورًا بمحطات 1967 و1973 ومعركة الكرامة، وصولًا إلى ما يجري اليوم في غزة.
حماس والعرب… من خذل من؟
وأوضح المعايطة أن حماس وحدها يمكنها تقييم تداعيات عملية الطوفان، لكن بالنسبة للموقف العربي "لا يمكن القول إن العرب خذلوا حماس، لأنهم لم يكونوا شركاء معها بالقرار العسكري"، مضيفًا أن الحليف الأساسي لحماس، إيران، هي من خذلتها، بينما العرب حاولوا أداء دورهم سياسيًا ودبلوماسيًا وإنسانيًا.
وأشار إلى أن معظم دول المنطقة، بما فيها تركيا وقطر، لديها علاقات مع إسرائيل، ولم تعلن الحرب عليها، لكنها بذلت جهودًا سياسية وقانونية وإنسانية كبيرة، مشددًا على ضرورة الفصل بين الشعارات والواقع السياسي.
خطران متوازيان… إيراني وصهيوني
ورأى المعايطة أن هناك مشروعين خطيرين في المنطقة: المشروع الصهيوني والمشروع الفارسي، وكلاهما يسعى لبسط نفوذه على العالم العربي. وقال: "إيران صنعت ميليشيات وأشعلت الفوضى في دول عربية عديدة، بينما إسرائيل تحتل فلسطين والجولان وتمارس سياسات تهجير وضم".
وشدد على أن العرب لا يجب أن يختاروا بين هذين المشروعين، بل أن يحددوا مواقفهم وفقًا لمصالحهم وأمنهم، موضحًا أن إيران لم تستجب لأي دعوات عربية لوقف تدخلها في الشؤون الداخلية، وأنها فقدت الكثير من نفوذها في سوريا ولبنان خلال الأشهر الأخيرة، كما اختفى ذكر غزة من تصريحات قادتها بعد انخراطها العسكري مع إسرائيل.
العلاقات العربية – الإيرانية
وأكد المعايطة أن الصراع الإيراني – الإسرائيلي ليس صراعًا عربيًا، بل هو صراع نفوذ بين مشروعين، وأن دور العرب يقتصر على إدانة العدوان عندما يمس استقرار المنطقة، لافتًا إلى أن العرب ليسوا مجبرين على خوض معارك ليست لهم.
النووي… لا لإيران ولا لإسرائيل
وفيما يتعلق بالسلاح النووي، قال المعايطة: "الموقف العربي واضح، نحن نريد منطقة خالية من الأسلحة النووية، لا في إسرائيل ولا في إيران"، مشيرًا إلى أن العرب ليسوا من يقرر امتلاك أي من الطرفين لهذا السلاح.
الأردن… خط أحمر أمام التهجير
وحول الموقف الأردني، شدد المعايطة على أن الأردن لا يملك مشروع نفوذ في القضية الفلسطينية، بل مشروع موقف داعم لإقامة دولة فلسطينية، لأن ذلك يخدم مصالحه الوطنية. وأضاف أن التهجير إلى الأردن خط أحمر، وأن أي محاولة إسرائيلية لفرضه تمثل "إعلان حالة حرب".
وأوضح أن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس ليست "برستيجًا سياسيًا"، بل صراع يومي مع الاحتلال للحفاظ على هوية المكان ومنع تهويده، مؤكدًا أن الأوقاف الإسلامية في القدس تشمل مساجد ومدارس ومؤسسات كثيرة يحافظ الأردن على وجودها.
الضفة الغربية… شأن فلسطيني يمس الأردن
ولفت المعايطة إلى أن الضفة الغربية أرض فلسطينية تحت حكم السلطة، وأن الأردن احترم قرار القمة العربية عام 1974 بالاعتراف بمنظمة التحرير ممثلًا شرعيًا وحيدًا، وفك الارتباط عام 1988 دعمًا للفلسطينيين.
لكنه شدد على أن أي إجراءات إسرائيلية تمس أمن الأردن أو تهدد بنيته السكانية والسياسية ستقابل بأقصى رد.
قرار ضم الضفة… ومواطنون أردنيون
وفي ما يتعلق بقرار ضم الضفة الذي أقره الكنيست، وما قد يعنيه لمئات الآلاف من حملة الرقم الوطني الأردني هناك، أكد المعايطة أن إسرائيل "لا تستطيع فعل ما تشاء"، وأن لها مصلحة في علاقة مستقرة وطويلة الأمد مع الأردن، الذي بدوره يتحرك سياسيًا على أعلى المستويات لمنع أي إجراءات تمس مصالحه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب اليوم
منذ 15 دقائق
- العرب اليوم
العنوان الخطأ في شأن «حزب الله» و«الحوثيين»
يقول المَثَل الشعبي المصري: «يموت الزمَّار ولكن إصبعه تظل تلعب»، وأظن أن هذا المثل ينطبق على إيران هذه الأيام أكثر مما ينطبق على غيرها من الدول في الإقليم. فليس الزمَّار هنا إلا إشارة إلى حكومة طهران، وليست الإصبع التي لا تزال تلعب إلا بعض أذرع هذه الحكومة في المنطقة، وفي المقدمة منها «حزب الله» في لبنان. أما فعل «يموت» فيشير إلى حصيلة المعركة التي خاضتها إيران منذ إطلاق «طوفان الأقصى» من قطاع غزة، وقد خاضت معركتها مرتين: مرة بشكل غير مباشر بواسطة أذرعها في أرجاء المنطقة، ومرة ثانية بشكل مباشر عندما تبادلت الضربات مع إسرائيل لمدة 12 يوماً. لست ضد حركات المقاومة، وأعتقد دائماً أن أي حركة مقاومة هي قرين الاحتلال، وأن العلاقة بينهما علاقة طردية، وأن وجود المحتل يقتضي وجود المقاومة بالضرورة، وأن زوالها يرتبط بزواله ارتباط النتيجة بالمقدمة. هذه قاعدة مستقرة منذ أن كان في الدنيا احتلال، ومنذ أن كانت فيها مقاومة، ولا فرق بين أن تكون حركة المقاومة هي «حزب الله» وأن تكون أي حركة مقاومة سواه، ولا فرق بين أن يكون المحتل هو إسرائيل وأن يكون أي دولة سواها. ولكن الإقرار بحق المقاومة للحزب مشروط في تقديري بشيئين: أولهما أن تكون المقاومة لحساب لبنان لا إيران، وألا يتم الخلط بين دور الحزب بوصفه مقاوماً، وبين دوره بوصفه حزباً سياسياً مشاركاً في الحياة السياسية اللبنانية، مع سائر القوى السياسية في البلد. إنني ضد أن يتحول الحزب إلى أداة لتعطيل لبنان من داخله، وضد أن يعمل طول الوقت في اتجاه تعكير صفو الحياة السياسية هناك، أو في تجميد هذه الحياة في مكانها كلما أراد لبنان الذهاب إلى المستقبل، وليس أدل على ذلك إلا موقفه في قضية انتخاب الرئيس اللبناني قبل مجيء الرئيس جوزيف عون. فلقد بقي البلد بلا رئيس مدة تزيد على عامين، ولم يكن هناك سبب لذلك إلا موقف «حزب الله» الذي كان يعطل أي اختيار لا يأتي بالرئيس الذي يريده! ولولا الضربات التي تلقاها الحزب في مرحلة ما بعد «طوفان الأقصى»، لكان لبنان بلا رئيس إلى اليوم. فالضربات نالت منه كما لم يحدث له منذ نشأته، وكانت نتيجتها أنها أضعفت موقفه، فانحنى للعاصفة، ومرر اسم الرئيس جوزيف عون في البرلمان. وقد بَدَت موافقته على تمرير عملية انتخاب الرئيس تحت وطأة ما تلقاه من ضربات، وكأنها إشارة منه إلى أنه تغيَّر، وأن «حزب الله» الذي عشنا نعرفه قبل «طوفان الأقصى»، ليس هو الذي نعرفه في مرحلة ما بعد «الطوفان»، فلما جاءت معركة نزع سلاحه تبين أنه لم يتغير وأنه لم يتبدل، وأنه هو هو كما كان من قبل، وكانت النتيجة أن معركة نزع السلاح التي تخوضها معه حكومة نواف سلام في بيروت وصلت إلى طريق مسدود! فلقد قال الحزب على لسان أحد نواب كتلته في البرلمان، إنه لن يُسلِّم ولا حتى إبرة من سلاحه، وقال مستشار المرشد في طهران، إن حكومة المرشد ضد تسليم سلاح «حزب الله» في لبنان، وضد تسليم سلاح ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق! ولأن عناصر الحزب لبنانيون في الأساس، ولأن عناصر ميليشيات «الحشد» عراقيون في الأصل، فالمفترض أن الجهة التي توافق على نزع السلاح أو عدم نزعه هي حكومة محمد شياع السوداني في بغداد، وحكومة نواف سلام في بيروت؛ لا الحكومة في طهران. هذا هو منطق طبائع الأمور، وما سواه يظل وضعاً معوجاً لا يمكن أن يبقى إلى ما لا نهاية، ولو دام واستمر فترة، ومهما طال دوامه واستمراره. ولا بد من أن الكلام مع الحزب في قضية نزع سلاحه حديث لا يجدي في شيء؛ لأن الكلام في القضية يتعين أن يتم مع إيران لا مع الحزب، فهي أصل والحزب فرع، وفي وجود الأصل يصبح التوجه بالكلام إلى الفرع نوعاً من طرق الباب في العنوان الخطأ. قلت هذا من قبل عن جماعة «الحوثي» في اليمن، وأقوله الآن عن «حزب الله» في لبنان؛ لأنه لا الجماعة تُخفي علاقتها بطهران، ولا الحزب يخفي علاقته بها، وفي الحالتين لا جدوى من الحديث مع الجماعة في صنعاء، ولا مع الحزب في لبنان، وإلا لكانت قضية نزع سلاحه قد وصلت إلى نتيجة، أو كان عبث الجماعة في اليمن وفي البحر الأحمر قد توقف منذ وقت مبكر.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
نتنياهو هو التعبير الاصدق عن توجهات المجتمع الإسرائيلي
لا شك ان نتنياهو كان بتصريحاته الاخيرة يوافق عقيدة شعبه حول ارض الميعاد، وإقامة الدولة اليهودية الممتدة عبر عدة دول عربية ومنها الأردن. وكان عمليا يمثل التوجهات السياسية، والدينية للمجتمع الاسرائيلي الأكثر تطرفا وغلوا ووحشية ، وهو التعبير الاصدق عن الطموحات، والتطلعات اليهودية التاريخية. والمجتمع الإسرائيلي المتعطش للدم لم يكن ليكتفي بتجريد الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة في وطنهم ، والاستيلاء على ارضهم بالقوة، وإلغاء هويتهم الوطنية، وتعريضهم للإبادة الجماعية، وقتلهم بلا هوادة، ، ورفض خيار حل الدولتين على الاطلاق، وانما كان ينظر الى تحقيق حلمه التاريخي في إقامة دولة إسرائيل الكبرى . وكان نتنياهو يعد المجتمع الإسرائيلي لهذه المرحلة، وسيبقى يبني قدرات عسكرية، وتحالفات قادرة على تغير موازين القوى في الشرق الأوسط. ونتنياهو سعى وخطط ونفذ لبناء دولة يهودية قوية تملك سلاح الجو الأقوى في المنطقة وليكون قادرا على التوسع حسب الرؤية التوراتية في المستقبل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب يعد العدة لهذا المشروع، وعمد الى ملاحقة كل قوى المقاومة التي هددت الامن القومي الإسرائيلي في ظل واقع عربي مؤسف ساعد على ذلك. ونتنياهو يؤمن بشعبه وبتوجهاته السياسية وبعقيدة اليهود، وهو الخادم الأمين، والممثل الاصدق لاحلام وتطلعات الصهاينة الاستعمارية ، وهو والقادة الإسرائيليون من قبله بنوا الاجيال اليهودية على كره العرب، وعلى عدم الإيمان بادميتهم ، وحقهم المشروع في الحياة. ولم يكن نتنياهو يخفي نواياه الخبيثة إزاء الاردن، وكان وهو والصهاينة الذين تولوا المسؤولية يعدون الاجيال اليهودية للمواجهة القادمة، ولمعركة الوجود مع العرب، وليس للاستيلاء على فلسطين فحسب . وهو امتداد طبيعي لسلسلة من القادة الإسرائيليين الاشرار الذين سعوا الى تكبيل دول الطوق بالمعاهدات، واخراجها من توازن المنطقة، ولغاية الانفراد بالفلسطينيين أصحاب الأرض المقدسة وحدهم في المرحلة الأولى من الصراع. الا ان الفلسطينيين كانوا على قدر المحنة التاريخية التي حاقت بهم وبأجيالهم ظلما وبهتانا ودخلوا في مواجهة أسطورية مع الصهاينة المدعومين من كل دول العالم الغربي ، ولم يفت ذلك في عضدهم، او يقلل من ايمانهم بعدالة فضيتهم وضرورة الاستمرار في مقاومتهم الوطنية الباسلة والممتدة منذ نحو قرن الى اليوم . ورغم حجم الرعاية والاحتضان الغربي الذي تحظى به دولة الاحتلال الصهيوني ، ومنحها التفويض السياسي المفتوح والغطاء في المنظمات الدولية، وهو ما تجلى أخيرا في الهجمة الصهيونية الشعواء على غزة والتي طالت البشر والشجر والحجر ولم تبق موبقات في عرف البشرية الا واقترفتها بحق الأبرياء والمدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ الا ان المجاهدين الفلسطينيين ضربوا أروع الأمثلة واصدقها في مقاومتهم الباسلة وكان اهل غزة يتصدون للعدوان الصهيوني الأشد همجية في التاريخ المعاصر في ظل نظامهم العربي المشلول ، وباجسادهم العارية، وسيل دمائهم الطاهرة. وظلوا يقارعون العدوان الاثم، ويواجهونه في منازلة تاريخية لم تتوقف، ولم تسقط الراية من أيديهم رغم فداحة العدوان وحجم التضحيات الجسام . وقد تواصلت فصول المأساة الفلسطينية ، والتي الهمت الشعور العالمي، وحققت المقاومة الفلسطينية موقع الصدارة في التضحية والفداء كأسمى وارفع حركات المقاومة الوطنية في العالم الحر. وحسب غزة اليوم انها تضم خيرة البشرية على الاطلاق من المؤمنين، والصابرين، والابرار ، ومن المجاهدين والشهداء، والشباب الأقرب الى الله تعالى، والاكثر طهرا وصفاء على مستوى الأرض. والشعب الفلسطيني البطل الذي تفانى، وفني في الدفاع عن ارضه ومقدساته هو الأكثر رفعة وشرفا في المعمورة ، وهو أسطورة في العمل الوطني، و ما برح يقارع العدوان الصهيوني الاثم. وكان في تواصل عمليات المقاومة الفلسطينية واستمرارها مصلحة عربية لمنع توسع إطار الشر الإسرائيلي ليشمل الإقليم باسره، وهي خط الدفاع الأول في المنطقة العربية، والفلسطينيون في مقاومتهم يستنزفون الوجود الإسرائيلي الذي يشكل خطرا داهما على كل المنطقة العربية الا انهم تركوا وحدهم في المواجهة المصيرية امام مرأى العالم العربي والاسلامي . واسرائيل عمليا لم تكن تريد السلام يوما ، ولكنها كانت بحاجة للوقت ولمهلة لكي تقتل في المجتمعات العربية روح المقاومة، وتبث فيها سموم الهزيمة، وتحرك التناقضات في النسيج الاجتماعي للدول العربية، ولكي تضعف من قدرة العرب على مواجهتها وصولا الى تحقيق أهدافها الرئيسية المتمثلة في إقامة دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل الى الفرات، وتعتبرها مهمة ربانية كما يتبدى اليوم. وكانت الدولة الصهيونية معنية بان يلحق الخراب بدولنا، وبجر الويلات على الشرق الأوسط، واشغلتنا عن معركة التنمية، ودست من خلال المنظمات الدولية مطالبها الخاصة بتدمير ثقافة وحصانة المجتمعات العربية والإسلامية، وصولا الى افقاد العرب القدرة على تقرير المصير. والقضية الفلسطينية عموما هي التي حافظت على قيم ووعي الاجيال العربية المتلاحقة لعقود. واليوم وعلى تناقضات الواقع العربي المؤلم يدشن نتنياهو العصر الذهبي للصهيونية ، ويبلغ بها ذروة مرحلة الاستكبار اليهودي ، ويعربد في الاقليم وحده بلا رادع.


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
إيران تعلق على نوايا نتنياهو بشأن أراضي مصر وسوريا ولبنان والأردن
أخبارنا : قالت الخارجية الإيرانية إن تصريحات بنيامين نتنياهو حول خطة "إسرائيل الكبرى" تمثل إعلانا عن "نية الكيان مواصلة الاستيلاء على أراضي الغير وانتهاك القانون الدولي". واعتبر إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية أن "تصريحات رئيس وزراء إسرائيل المطلوب للعدالة بشأن ما يسمى بخطة "إسرائيل الكبرى" – التي تمثل إعلانا صريحا عن نية هذا الكيان في مواصلة الاستيلاء والتوسع على أراضي دول مستقلة، بما في ذلك مصر والأردن ولبنان وسوريا – مثالا صارخا على انتهاك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، وأدانها بشدة. وأشار بقائي إلى "الانتهاكات المستمرة للقوانين وارتكاب الجرائم البشعة من قبل الكيان الصهيوني، ولا سيما استمرار الاحتلال والإبادة الجماعية في أرض فلسطين التاريخية"، مؤكدا أن "اعتراف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بأنه يرى نفسه صاحب "مهمة تاريخية وروحية" لتحقيق الفكرة الشيطانية من النيل إلى الفرات، يظهر بوضوح النية الفاشية لدى صانعي القرار في هذا الكيان للاعتداء على السيادة الوطنية ووحدة أراضي دول المنطقة، والسيطرة على الدول الإسلامية، الأمر الذي يتطلب إدانة حازمة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجميع الدول، باعتبار ذلك انتهاكا جسيما لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الآمرة للقانون الدولي". كما دعا بقائي، "في ظل الوضع الإنساني الكارثي في غزة نتيجة المجازر الجماعية بحق الفلسطينيين الأبرياء وفرض الجوع والعطش على أهلها، إلى اتخاذ إجراءات جادة وفورية من قبل الدول الإسلامية والعربية لمساعدة سكان غزة، ودعم حق المقاومة في مواجهة الاحتلال والفصل العنصري، ووقف الإبادة الجماعية، ومحاسبة ومعاقبة المجرمين الصهاينة". في غضون ذلك، علق وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي بمنشور على منصة إكس على تصريحات نتنياهو، وقال: "هل إذا اعترف نتنياهو بنفسه، سيكون ذلك أيضا معاداة للسامية؟". وأضاف عراقجي: "قال نتنياهو في مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية إنه في "مهمة تاريخية وروحية"، وإنه شديد التعلق بفكرة "إسرائيل الكبرى" التي تشمل مناطق تابعة للدولة الفلسطينية المستقبلية وربما أجزاء من الأردن ومصر". وتابع: "يذكر أن وسائل الإعلام الغربية عادة ما تتهم أي شخص يشير إلى فكرة "إسرائيل الكبرى" الصهيونية بـ"معاداة السامية""، في إشارة إلى إزدواجية المعايير الغربية. وأمس، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قال في مقابلة مع قناة "آي 24" إنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية" وأنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى". وتشمل إسرائيل الكبرى وفق مزاعم إسرائيلية مناطق تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وجزءا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر. ووفق الموقع العبري، استخدمت عبارة "إسرائيل الكبرى" بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان. كما ذكرت الصحيفة أن عبارة "إسرائيل الكبرى" استخدمها أيضا بعض الإسرائيليين الأوائل للإشارة إلى إسرائيل الحالية وغزة والضفة الغربية والأردن حاليا. المصدر: RT