logo
تصاعد 'الإسلاموفوبيا' في فرنسا: وجدل داخل الحكومة حول توصيف الظاهرة.

تصاعد 'الإسلاموفوبيا' في فرنسا: وجدل داخل الحكومة حول توصيف الظاهرة.

تصاعد 'الإسلاموفوبيا' في فرنسا: وجدل داخل الحكومة حول توصيف الظاهرة.
3 ماي، 08:30
فجّرت تصريحات رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا بايرو، بشأن ارتفاع ما أسماه بـ'الإسلاموفوبيا' في فرنسا، جدلاً داخل حكومته، بعدما رفض عدد من الوزراء استخدام هذا التوصيف أو الإقرار بوجود جو معاد للمسلمين.
تصريحات بايرو وردود الفعل عليها، جاءت بعد جريمة قتل الشاب أبو بكر سيسي (مالي الجنسية) طعناً في أحد المساجد في جنوب فرنسا، وبالتحديد في بلدة لو جران كومب.
واستنكر بايرو ما أسماه 'العار المعادي للإسلام' و'الإسلاموفوبيا' في فرنسا، ولكن هذا الوصف لم ينل الإجماع داخل الحكومة، كما امتنع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استخدامه في إدانة جريمة قتل أبو بكر.
ورفض وزير أقاليم ما وراء البحار إيمانويل فالس بدوره استخدام كلمة 'الإسلاموفوبيا'، وقال في تصريحات لإذاعة RTL، إن 'ملالي إيران هم من اخترعوا هذا المصلح قبل 30 عاماً'، مضيفاً: 'لا يجب أبداً استخدام مصطلحات الخصوم'.
وقال بايرو في منشور له على منصة 'إكس': 'تم قتل أحد المصلين في مسجد جراند كومب. وتم إظهار عار الإسلاموفوبيا في مقطع فيديو. نحن مع أهالي الضحية، ومع المؤمنين الذين أصيبوا بالصدمة'.
وطلب وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، الذي تصاعدت مطالبات بإقالته بعد التزامه الصمت 3 أيام كاملة بعد قتل الشاب في المسجد، من حُكام المقاطعات تعزيز الأمن في أماكن العبادة الإسلامية.
ولكن روتايو رفض بدوره استخدام كلمة 'الإسلاموفوبيا' في حديثه عن جريمة قتل أبو بكر، واعتبر في مقابلة مع BFM TV، أن المصطلح 'إديولوجي الدلالة'. وعكس فالس، ربط روتايو هذا المصطلح بتنظيم 'الإخوان المسلمين'، وقال إن وزارة الداخلية تستخدم كلمة 'معاداة الإسلام'.
انتشار 'الإسلاموفوبيا'
ويتهم اليسار الفرنسي، بما في ذلك نواب 'الجبهة الشعبية الجديدة'، روتايو بمعاداة المسلمين في فرنسا، وتبني خطاب تحريضي ضدهم وضد المهاجرين.
وظهر روتايو في تظاهرة 'من أجل الجمهورية وضد الإسلاماوية' المثيرة للجدل في باريس الشهر الماضي، وخلال خطابه ردّد قائلاً: 'يسقط الحجاب'، وذلك في إطار مشروع قانون يهدف لحظر ارتداء الرياضيات للحجاب في المنافسات.
وعلى هامش النقاش بشأن 'الإسلاموفوبياط، طالب نائب عن حزب 'فرنسا الأبية'، ضمن جلسة أسئلة للحكومة في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، الثلاثاء، برحيل وزير الداخلية الفرنسي، متهماً إياه بإذكاء هذه الظاهرة في البلاد.
وقال النائب عبد القادر لحمر، موجهاً كلامه لرئيس الحكومة: 'كم من الوفيات تنتظرون للتحرك ضد الإسلاموفوبيا، وأخذ اجراءات، بدءاً بتنحية السيد روتايو؟'.
وقال المؤرخ الفرانكو-جزائري صادق سلام لـ'الشرق'، إن 'بايرو كان الأجرأ بين المسؤولين الفرنسيين عندما تحدث عن انتشار الإسلاموفوبيا في فرنسا'، موضحاً أن بايرو 'مسيحي متديّن لكنه يحترم الآخرين، لا سيما وأن هناك تجمعات سياسية منها المؤيد للصهيونية، أو من اليمين المتطرف، لا يريدون المساواة بين الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية'، معتبراً أن هذه الأطراف تريد الإبقاء على 'معاداة السامية' التهديد الأبرز في فرنسا.
واعتبر سلام أن 'معادلة الإسلاموفوبيا أصبحت حقيقة متداولة وراسخة'، وأن 'هناك من يريد في المجتمع الفرنسي ترويج الخوف من المسلمين والإسلاموفوبيا'، مشيراً إلى مسؤولين في الحكومات الفرنسية المتعاقبة.
وأضاف المؤرخ سلّام أن 'الإسلاموفوبيا موجودة، ولكن الخطر الحالي هو تحولها إلى أداة حكومية، أو إذا صح القول إلى إسلاموفوبيا حكومية، أي أصبح لها مؤيدون داخل الحكومة'.
وفي هذا السياق، تم الإبلاغ عن حادث جديد في منطقة بواسي، وُضع في الإطار نفسه، بعدما قدّمت امرأة شكوى للشرطة، بعد تعرضها لاعتداء حين كانت مرفوقة برضيعها، وتم نزع خمارها في الشارع.
وندّدت رئيسة بلدية المدينة ساندرين بيرنو دوس سانتوس، بشدة بالهجوم، الذي وصفته بـ'المعادي للإسلام'.
'حكومة مهووسة بالإسلاموفوبيا'
واعتبر المسؤول السابق للعلاقات مع الإسلام في وزارة الداخلية الفرنسية برنارد جودار (1997-2002)، أن 'كلمة إسلاموفوبيا قبل عام 2015 كان لها وقع أيدولوجي، خاصة في أوساط اليساريين عندما كانوا يهاجمون الإسلام وينتقدون المسلمين، مع أن قسماً كبيراً من الفرنسيين كانوا ضد هذا التوجه'.
وأضاف جودار في تصريح لـ'الشرق'، أنه 'بعد هجمات (داعش) في 2015 وسقوط مئات الضحايا والجرحى في فرنسا، ارتفعت وازدادت وتيرة المنتقدين للإسلام، واتهامهم بالإسلاموفوبيا'.
وتابع جودار: 'اليوم نحن نعيش في فرنسا في ظل دولة وحكومة مهووسة بالإسلاموفوبيا، التي هي حقيقة مثلها مثل معاداة السامية'، منتقداً 'التعامل والحكم على أي فعل بسرعة، من دون انتظار التحقيقات'.
أما البروفسور غالب بن شيخ، رئيس مؤسسة 'الإسلام في فرنسا'، والذي كان يرأس 'مؤتمر الحوار الإسلامي- المسيحي'، فاعتبر في حديثه لـ'الشرق'، أن 'مصطلح الإسلاموفوبيا موجود منذ عام 1910، ولاسيما في دول أميركا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية المعروفة بتشددها الديني'.
ورأى أنه 'حتى لو لم يعد هذا النقاش مجدياً فقد أصبحت الكلمة (الإسلاموفوبيا) تعبّر عن الحقد والكراهية ضد المسلمين، كما أن وسائل إعلام فرنسية تستغل هذا الجو، وتقوم بلعب دور في تعميم هذا التوجه، على الرغم من أننا لا ننفي وجود بعض المتزمتين والمتطرفين بين الفرنسيين المسلمين أو المهاجرين'.
وأضاف بن شيخ أن 'ما حصل في المسجد وقتل الشاب المالي من قبل شاب بوسني وطعنه بحوالي 40 طعنة، ما هو إلا نتيجة هذه التعبئة للعقول الخفيفة والهشة'.
ومن هذا المنطلق، اعتبر بن شيخ أن 'تصريحات رئيس الوزراء بايرو وغيره من الوزراء، كارثية ومُخلّة بأمن المجتمع الفرنسي'، مضيفاً أنه يتم استخدام هذا المصلح 'لأسباب خاصة وسياسية بحتة'.
ويرى بن شيخ أن هؤلاء المسؤولين الفرنسيين 'لا يريدون استخدام هذا المصطلح كما عرّفته الأمم المتحدة، والتي خصصت يوماً عالمياً في 15 مارس من كل عام لمكافحة الإسلاموفوبيا'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاجل/ إطلاق نار أمام مقر ال"CIA"
عاجل/ إطلاق نار أمام مقر ال"CIA"

تورس

timeمنذ 2 ساعات

  • تورس

عاجل/ إطلاق نار أمام مقر ال"CIA"

أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أن عناصر الأمن تصدوا لشخص أمام مقر الوكالة في لانغلي بولاية فرجينيا، اليوم الخميس، مبينة أن هذا الشخص قيد الاحتجاز، في حين أفادت تقارير صحفية بإطلاق النار على امرأة حاولت اقتحام بوابة المقر بسيارتها. وقالت الوكالة -في منشور على موقع إكس- إن البوابة الرئيسية للمقر قد أغلقت، ووجهت الموظفين إلى استخدام مسارات بديلة. وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الوكالة إن "حدثا أمنيا" وقع أمام مقر الوكالة وإن أجهزة إنفاذ القانون تعاملت معه، من دون الخوض في التفاصيل. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن عناصر الأمن أطلقوا النار على امرأة حاولت اقتحام بوابة المقر بسيارتها، مشيرة إلى أنها الحادثة الثانية في المقر خلال شهرين. ونقلت شبكة "سي بي إس" عن مصادر قولها إن حراس المقر أطلقوا النار على السائقة عندما اقتربت من البوابة ولم تتوقف. وأضافت المصادر نفسها أن المرأة أصيبت في الجزء العلوي من جسدها ونقلت إلى منشأة طبية، ويعتقد أن إصابتها غير مميتة. ويأتي هذا عقب مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية وسط واشنطن ليل الأربعاء، على يد شخص مسلح هتف "الحرية لفلسطين". انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

'حدث أمني' أمام مقر الاستخبارات المركزيّة الأمريكيّة 'سي آي إيه'
'حدث أمني' أمام مقر الاستخبارات المركزيّة الأمريكيّة 'سي آي إيه'

جوهرة FM

timeمنذ 3 ساعات

  • جوهرة FM

'حدث أمني' أمام مقر الاستخبارات المركزيّة الأمريكيّة 'سي آي إيه'

أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أن عناصر الأمن تصدوا لشخص أمام مقر الوكالة في لانغلي بولاية فرجينيا، اليوم الخميس، مبينة أن هذا الشخص قيد الاحتجاز، في حين أفادت تقارير صحفية بإطلاق النار على امرأة حاولت اقتحام بوابة المقر بسيارتها. وقالت الوكالة -في منشور على موقع إكس- إن البوابة الرئيسية للمقر قد أغلقت، ووجهت الموظفين إلى استخدام مسارات بديلة. وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الوكالة إن "حدثا أمنيا" وقع أمام مقر الوكالة وإن أجهزة إنفاذ القانون تعاملت معه، من دون الخوض في التفاصيل. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن عناصر الأمن أطلقوا النار على امرأة حاولت اقتحام بوابة المقر بسيارتها، مشيرة إلى أنها الحادثة الثانية في المقر خلال شهرين. ونقلت شبكة "سي بي إس" عن مصادر قولها إن حراس المقر أطلقوا النار على السائقة عندما اقتربت من البوابة ولم تتوقف. وأضافت المصادر نفسها أن المرأة أصيبت في الجزء العلوي من جسدها ونقلت إلى منشأة طبية، ويعتقد أن إصابتها غير مميتة. ويأتي هذا عقب مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية وسط واشنطن ليل الأربعاء، على يد شخص مسلح هتف "الحرية لفلسطين". المصدر: الجزيرة

تقرير حكومي فرنسي حول حركة الاخوان المسلمين : ماذا جاء عن تونس
تقرير حكومي فرنسي حول حركة الاخوان المسلمين : ماذا جاء عن تونس

تونس تليغراف

timeمنذ يوم واحد

  • تونس تليغراف

تقرير حكومي فرنسي حول حركة الاخوان المسلمين : ماذا جاء عن تونس

بحضور عدد من الوزراء، يرأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء في قصر الإليزيه، مجلسا للدفاع والأمن القومي، يخصص لتدارس الإسلام السياسي بفرنسا، وملف حركة الإخوان المسلمين. وينعقد الاجتماع عقب صدور تقرير أعده موظفان رسميان رفيعا المستوى، بطلب من الحكومة الفرنسية، خلص إلى أن الجماعة المذكورة تشكل 'تهديدا للتلاحم الوطني'. وهذا أهم ما جاء في التقرير بشكل عام وحول الوضع في تونس بشكل خاص 1. جذور الإخوان وفكرهم السياسي تعود نشأة جماعة الإخوان المسلمين إلى مصر عام 1928 على يد حسن البنا، واضعة مشروعًا إسلاميًا سياسيًا يهدف إلى 'أسلمة' المجتمعات من القاعدة. يختلف مشروعهم عن السلفية التقليدية، ويعتمد على التنظيم الهرمي والدعوة الاجتماعية، مع مرجعية شاملة للشريعة الإسلامية. 2. التوسع الأوروبي والديناميكية الحديثة رغم تراجع نفوذ الإخوان في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بعد الربيع العربي، استطاعت الجماعة توطيد حضورها في أوروبا، خاصة عبر مؤسسات مثل 'مجلس المسلمين الأوروبي' (CEM)، ومنظمات طلابية وخيرية وإعلامية تُتهم بأنها تنشر خطابًا مزدوجًا وتوظف الإسلاموفوبيا سياسياً. 3. الهيكلة والاختراق المحلي في فرنسا في فرنسا، تعمل الجماعة من خلال شبكات من الجمعيات، المساجد، المدارس الخاصة، والإعلام، ضمن خطاب براغماتي يُظهر الاندماج بينما يهدف إلى التأثير السياسي المحلي، خاصة في البلديات. 4. القضايا المثيرة للقلق الخطاب المزدوج : يظهرون خطابًا متسامحًا علنيًا، بينما يُبطن خطاب داخلي يعارض قيم الجمهورية. : يظهرون خطابًا متسامحًا علنيًا، بينما يُبطن خطاب داخلي يعارض قيم الجمهورية. استغلال الإسلاموفوبيا : يتم تسويق الشعور بالاضطهاد لكسب الشرعية وتعبئة القواعد. : يتم تسويق الشعور بالاضطهاد لكسب الشرعية وتعبئة القواعد. الهيمنة الثقافية والمالية : تنسيق مع مؤسسات ممولة من تركيا وقطر. : تنسيق مع مؤسسات ممولة من تركيا وقطر. تأثير القادة الدينيين والإعلاميين: مثل يوسف القرضاوي، طارق رمضان، وشبكات التواصل. 5. توصيات التقرير يدعو التقرير إلى: تعزيز معرفة المجتمع المسلم الفرنسي وتقديم رسائل شاملة تمثل الإسلام المعتدل. مواجهة الإسلام السياسي بنهج قانوني ووقائي دون وصم الجاليات المسلمة. التنسيق بين الدول الأوروبية لمواجهة التحديات العابرة للحدود ماذا عن تونس حسب ما جاء في التقرير في الشرق الأوسط، شكّلت تركيا مع قطر محور دعم قوي لجماعة الإخوان المسلمين؛ ففي حين واجهت قطر حصارًا في عام 2017، واصل البلدان دعم الأنظمة القائمة في مصر وتونس ماليًا، بالإضافة إلى دعم الفصائل الإسلامية؛ تدخلت تركيا عسكريًا في ليبيا، بينما قدّمت قطر دعمًا سياسيًا للفصائل الإسلامية هناك. كما تقدّم تركيا دعمًا لوجستيًا وماليًا لا غنى عنه للفرع الأوروبي من الجماعة؛ حيث تستضيف الاجتماعات السنوية لـ مجلس المسلمين الأوروبي (CEM)، وهو الهيئة المركزية للإخوان المسلمين في أوروبا، ما يعود بالفائدة المباشرة على حركتهم. في تونس ، يعتمد وجود جماعة الإخوان المسلمين على جمعية الطلاب المسلمين، والتي يُعتقد أن قيادتها مرتبطة بالجماعة، بالإضافة إلى التجمع الإسلامي في السنغال (RIS)، وهي منظمة ناشطة يقودها أحد المقربين من راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة في تونس. في تونس، وعلى الرغم من أن حركة النهضة أصيبت بالوهن الا أنها باتت في موقع المعارضة للرئيس قيس سعيّد، و لا تزال تحتفظ بقاعدة نضالية منظمة. في تونس، شنّ الرئيس قيس سعيّد، الذي انتُخب في الأصل بدعم من حزب النهضة، هجومًا ضد الحزب، منتقدًا كوادره لما وصفه وانشغالهم بالمصالح الشخصية، وتقصيرهم في العمل السياسي. وقد أطلق سعيّد حملة توقيفات ضد نشطاء سياسيين في مطلع عام 2023، كان نصفهم منتمين لحركة النهضة. في تونس، أظهر حزب النهضة الإسلامي، على العكس، سرعة في تقديم تنازلات عقائدية، واتجه نحو تموضع غير إسلامي بشكل متزايد، مما مهد الطريق لفوز قيس سعيّد في انتخابات 2019. في المغرب وتونس، تمكنت التشكيلات السياسية المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين من الاندماج بشكل دائم في اللعبة المؤسسية، حيث قدمت نفسها كأحزاب حكومية: في تونس، أظهر حزب النهضة الإسلامي، على العكس، سرعة في تقديم تنازلات عقائدية، واتخذ مسارًا متزايدًا نحو الخروج عن الطابع الإسلامي التقليدي، مما مهد الطريق لوصول قيس سعيّد إلى السلطة في عام 2019. *حقق الإسلاميون انتصارات انتخابية كبيرة ابتداءً من عام 2011، أوصلتهم إلى الحكم في تونس (2011)، والمغرب (2011)، ومصر، حيث فاز القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في انتخابات الرئاسة عام 2012. وفي أماكن أخرى، فُتح المجال السياسي أمام الأحزاب الإسلامية، كما في الأردن، حيث سمحت الإصلاحات الدستورية والانتخابية للإخوان المسلمين المحليين بالظهور بشكل أوضح، وفي ليبيا مع تأسيس حزب العدالة والبناء. *تواصلت عملية تنظيم التيار الإخواني في فرنسا خلال العقد التالي، بمساهمة التيارات السورية والمصرية، حيث تمكن طالبان وصلا في مطلع الثمانينيات، وهما عالمان في العلوم الدينية، من توحيد هذه التيارات: اللبناني فيصل المولوي والتونسي أحمد جاب الله، اللذان يُعتبران مبعوثين مباشرين من الجماعة، ويُعدّان من أبرز المفكرين العضويين للتيار الإخواني في فرنسا، الذي بدأ يتشكل رسميًا منذ عام 1983 عبر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. بالتوازي، قام الإخوان المسلمون بتشكيل وجودهم تدريجيًا في منطقة المغرب العربي: في الجزائر، كان جبهة التحرير الوطني (FLN)، التي استثمرت في المجال الديني المحافظ منذ سبعينيات القرن الماضي، مشجعًا على تطور الجماعة؛ أما في تونس والمغرب، فقد حالت العلمانية التي دافع عنها الحبيب بورقيبة، وكذلك النهج الذي اعتمده الملك محمد الخامس وابنه الحسن الثاني، دون انتشار الحركات الإسلامية ذات التأثير المصري حتى سبعينيات القرن العشرين، قبل أن يبدأ نفوذها بالتغلغل الفعلي في المجتمع. وفي ما يلي النص الحرفي للتقرير

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store