
ترمب ينشر «الحرس الوطني» لمكافحة الجريمة في واشنطن
واستعد ترمب لهذه الخطوة التي تبرز صلاحياته الواسعة في إدارة الشؤون المحلية، بمنشور على منصته «تروث سوشيال» للتواصل، قائلاً: «سأجعل عاصمتنا عظيمة مرة أخرى!»، مضيفاً أن معدلات الجريمة في واشنطن «خارجة عن السيطرة تماماً»، علماً بأن رئيسة البلدية موريل باوزر أوضحت أخيراً أن جرائم العنف انخفضت خلال العامين الماضيين بعد ارتفاعها الحاد عام 2023 عقب جائحة «كوفيد - 19».
وخلال مؤتمر صحافي شارك فيه وزراء، العدل بام بوندي، والدفاع بيت هيغسيث، والداخلية دوغ بيرغام، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل، والمدعية العامة لواشنطن جانين فارس بيرو، ومسؤولون آخرون، قال ترمب: «هذا يوم تحرير واشنطن العاصمة»، واضعاً الأجهزة الأمنية بما في ذلك الشرطة تحت القيادة الفيدرالية المباشرة. وأعطى القيادة المباشرة لوزيرة العدل، معلناً نشر «الحرس الوطني» في المدينة. وقارن بين مستويات الجريمة، مشيراً إلى إحصاءات تفيد بأن الجريمة في واشنطن هي ضعف الوضع في بغداد.
وشبّه ترمب خططه لواشنطن العاصمة بالإجراءات الحازمة التي اتخذتها إدارته لتنفيذ قوانين الهجرة على الحدود الأميركية - المكسيكية، حيث نشر «الحرس الوطني» ودوائر أخرى من الجيش منذ بداية ولايته لضبط المعابر الحدودية. وقال إنه «سيُخلي المدينة فوراً من المتشردين، وسيتخذ إجراءات سريعة لمكافحة الجريمة». وكتب في منشور منفصل الأحد: «كونوا مستعدين! لن يكون هناك: سيد لطيف. نريد استعادة عاصمتنا». وقال: «سنحرر عاصمتنا».
وأعلن ترمب إجراءاته الجديدة خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض، مضيفاً أن مئات من أفراد «الحرس الوطني» سينتشرون في مقاطعة كولومبيا لدعم أجهزة إنفاذ القانون في العاصمة. وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع «البنتاغون» بأنه لا يرجح أن تتمتع قوات «الحرس الوطني» بسلطات اعتقال. بل ستدعم بدلاً من ذلك مسؤولي تنفيذ القانون، وسط مخاوف المسؤولين المحليين من تسيير دوريات عسكرية في شوارع العاصمة.
صحافيون داخل غرفة الإحاطة في البيت الأبيض قبيل المؤتمر الصحافي للرئيس ترمب بشأن الإجراءات بواشنطن العاصمة (رويترز)
ويأتي هذا القرار في وقت حشدت فيه الإدارة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» في الأيام الأخيرة في نوبات ليلية لمساعدة أجهزة إنفاذ القانون المحلية على منع سرقة السيارات والجرائم العنيفة في المدينة. وأمرت إدارة ترمب أيضاً بإعادة تكليف 120 عميلاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن العاصمة مؤقتاً بمهمات الدوريات الليلية في جزء من الحملة، على أن يسحب معظم هؤلاء من مهماتهم الاعتيادية في المكتب الميداني لمكتب «إف بي آي» في واشنطن.
كما صدرت توجيهات لجهاز الخدمة السرية بتسيير دوريات خاصة في واشنطن العاصمة.
ولطالما اشتكى ترمب من الجريمة في واشنطن العاصمة ومن تشرد سكان المدينة. ويبدو أن الاعتداء الأسبوع الماضي على الموظف السابق في «دائرة الكفاءة الحكومية» (دوج اختصاراً) إدوارد كوريستين، الذي أصيب في حادثة سرقة سيارته، حفز ترمب على اتخاذ مزيد من الإجراءات. وبعد الهجوم بوقت قصير، قبضت شرطة العاصمة على فتى وفتاة غير مسلحين يبلغان من العمر 15 عاماً، واتهمتهما بسرقة سيارة كوريستين. ونشر ترمب صورة لكوريستين ملطخاً بالدماء، جالساً عاري الصدر على الأرض، محذراً من أنه «إذا لم تُنظّم العاصمة نفسها، وبسرعة، فلن يكون أمامنا خيار سوى السيطرة الفيدرالية على المدينة».
وبموجب قانون العاصمة، يُقاضي المدعي العام للمدينة معظم جرائم الأحداث. ويتولى المدعي العام الأميركي لواشنطن العاصمة القضايا الجنائية للبالغين، ويمكنه توجيه اتهامات للقاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً بوصفهم بالغين إذا اتُهموا بارتكاب جرائم عنف معينة، بما في ذلك القتل والاغتصاب والسطو المسلح والسطو.
ودعت المدعية العامة الأميركية جانين فارس بيرو، التي عينها ترمب في مايو (أيار) الماضي وجرى تثبيتها في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إلى خفض الحد الأدنى لسن توجيه اتهامات للقاصرين بوصفهم بالغين إلى 14 عاماً.
خيام لمتشردين في واشنطن العاصمة (رويترز)
وطعن مسؤولو المدينة في وصف ترمب للجريمة في واشنطن، قائلين إن العاصمة أصبحت أكثر أماناً مما كانت عليه قبل عام. وانخفضت جرائم العنف بنسبة 26 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها عام 2024، وانخفضت جرائم القتل بنسبة 12 في المائة. واعتقلت شرطة واشنطن العاصمة نحو 900 من الأحداث هذا العام، أي أقل بنسبة 20 في المائة تقريباً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويتعلق نحو 200 من هذه التهم بجرائم عنف، وما لا يقل عن 40 تهمة تتعلق بسرقة سيارات.
وجاء قرار نشر قوات «الحرس الوطني» في واشنطن العاصمة بعد نشر زهاء خمسة آلاف جندي خلال الصيف في لوس أنجليس للمساعدة في قمع الاحتجاجات التي شهدتها المدينة احتجاجاً على مداهمات مكتب الهجرة، وبدافع حماية العملاء الفيدراليين الذين ينفذونها. وسحبت قوات «الحرس الوطني» هذه منذ ذلك الحين باستثناء حوالي 250 جندياً.
وخلال ولايته الرئاسية الأولى، استدعى ترمب «الحرس الوطني» وأفراد إنفاذ القانون الفيدراليين لتفريق المظاهرات السلمية بالقوة خلال احتجاجات حركة «حياة السود مهمة» بعد مقتل المواطن الأميركي الأفريقي جورج فلويد في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا على يد الشرطة عام 2020. وعلى عكس حكام الولايات، لا تملك مقاطعة كولومبيا أي سيطرة على «الحرس الوطني»، مما يمنح الرئيس حرية واسعة في نشر تلك القوات. ويقر المسؤولون المحليون بأن الهيكل الفريد للمدينة، غير التابع للدولة، يمنح الحكومة الفيدرالية سلطة واسعة للسيطرة على شؤون واشنطن، رغم اعتراض سكان المدينة وممثليها المنتخبين. وقد حصلت المدينة على صلاحيات محدودة بموجب قانون الحكم الذاتي لعام 1973.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ دقيقة واحدة
- Independent عربية
ترمب أطلع زيلينسكي وقادة أوروبا و"الناتو" على مجريات قمته مع بوتين
أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب مكالمة هاتفية مطولة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ثم تحدث بعد ذلك إلى قادة حلف شمال الأطلسي عقب قمة عقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة في ألاسكا، وفق ما أفاد البيت الأبيض اليوم السبت. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية اليوم السبت إن الرئيس الأميركي اتصل برئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين وقادة أوروبيين لإطلاعهم على نتائج اجتماعه مع الرئيس الروسي في ألاسكا. في المقابل، زار بوتين منطقة تشوكوتكا في أقصى شرق روسيا في طريق عودته من القمة مع ترمب، وفق ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء اليوم السبت. ويفصل منطقة تشوكوتكا عن ألاسكا مضيق بيرينغ. وقالت "تاس" إن بوتين التقى حاكم المنطقة خلال زيارتها. زيلينسكي إلى واشنطن في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني السبت أنه سيتوجه الإثنين إلى واشنطن لمناقشة "إنهاء القتل والحرب" مع نظيره الأميركي. وأبدى زيلينسكي استعداد بلاده للتعاون البنّاء وتدعم عقد قمة ثلاثية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا. وكتب زيلينسكي على منصة إكس، "أوكرانيا تؤكد استعدادها للعمل بأقصى جهد ممكن لتحقيق السلام". وأضاف "ندعم اقتراح الرئيس ترمب عقد اجتماع ثلاثي بين أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا. تؤكد أوكرانيا أن القضايا الرئيسة يمكن مناقشتها على مستوى القادة، وأن القمة الثلاثية مناسبة لذلك". من جهته، ذكر مراسل "أكسيوس" على إكس، أن ترمب قال في الاتصال الهاتفي مع زيلينسكي إنه يعتقد أن اتفاق سلام سريعاً أفضل من وقف إطلاق النار. أصداء سلبية أوروبية من جهة أخرى، قالت وزيرة الدفاع التشيكية يانا تشيرنوخوفا اليوم السبت إن محادثات ترمب- بوتين في ألاسكا أظهرت أن الأخير لا يسعى إلى السلام ويريد إضعاف وحدة الغرب. وكتبت على إكس، "لم تحقق محادثات ترمب وبوتين في ألاسكا تقدما كبيرا نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنها أكدت أن بوتين لا يسعى إلى السلام، بل هي فرصة لإضعاف وحدة الغرب ونشر دعايته"، مضيفة أنه يتعين على الغرب مواصلة دعم أوكرانيا. قمة مثمرة ولكن... ولم تسفر قمة ترمب - بوتين مساء أمس الجمعة عن أي اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو إعلان هدنة، على رغم أن الزعيمين وصفا المحادثات بأنها مثمرة. وخلال ظهور لفترة وجيزة أمام وسائل الإعلام عقب الاجتماع الذي استمر قرابة ثلاث ساعات في ألاسكا، قال الزعيمان إنهما أحرزا تقدماً في قضايا غير محددة من دون ذكر تفاصيل. ولم يتلقيا أسئلة وتجاهل ترمب أسئلة الصحافيين. وقال ترمب، وهو يقف أمام خلفية مكتوب عليها "السعي لتحقيق السلام"، "أحرزنا بعض التقدم". وأضاف، "لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق". ولا يبدو أن المحادثات نتج منها مبدئياً خطوات ملموسة نحو وقف إطلاق النار في الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ 80 عاماً، وهو الهدف الذي حدده ترمب قبل القمة، لكن مجرد الجلوس وجهاً لوجه مع الرئيس الأميركي مثل انتصاراً لبوتين، الذي يواجه عزلة من القادة الغربيين منذ الحرب الروسية الشاملة ضد أوكرانيا عام 2022. "المرة المقبلة في موسكو" وضم اجتماع ترمب - بوتين أيضاً وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترمب إلى روسيا، ومستشار السياسة الخارجية الروسي يوري أوشاكوف، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفي ختام تصريحاته أمس الجمعة، وجه ترمب حديثه لبوتين قائلاً "أود أن أشكركم جزيل الشكر، وسنتحدث إليكم قريباً جداً، وربما نراكم مجدداً قريباً جداً". ورد بوتين باللغة الإنجليزية مبتسماً "المرة المقبلة في موسكو". وقال ترمب إنه قد "يتعرض لبعض الانتقادات بسبب ذلك"، لكنه "ربما يرى حدوث ذلك". الرسوم الجمركية والنفط الروسي... والصين وفي أعقاب القمة، قال ترمب لـ"شون هانيتي" من شبكة "فوكس نيوز" إنه سيرجئ فرض رسوم جمركية على الصين بسبب شرائها النفط الروسي بعد إحراز تقدم مع بوتين، لكنه لم يأت على ذكر الهند، وهي مشترٍ آخر رئيس للنفط الروسي، وفرضت عليها الولايات المتحدة رسوماً جمركية إجمالية بنسبة 50 في المئة على سلعها، ومنها عقوبة بنسبة 25 في المئة بسبب مشتريات النفط من روسيا. وقال ترمب في شأن الرسوم الجمركية على الصين، إنه "بسبب ما حدث اليوم أعتقد أنني لست مضطراً إلى التفكير في ذلك الآن". وأضاف، "قد أضطر إلى التفكير في الأمر بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أو ما شابه، لكن ليس علينا التفكير في ذلك الآن". كان ترمب هدد بفرض عقوبات على موسكو لكنه لم ينفذها حتى الآن، حتى بعدما تجاهل بوتين الموعد النهائي الذي حدده ترمب لوقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا الشهر. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) معضلة اجتماع بوتين - زيلينسكي وفي المقابلة مع "فوكس نيوز"، اقترح ترمب أيضاً عقد اجتماع الآن بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقد يحضره هو أيضاً. ولم يقدم مزيداً من التفاصيل حول الطرف الذي سيرتب للاجتماع أو موعده. من جهته لم يشر بوتين إلى لقاء مع زيلينسكي عندما تحدث إلى الصحافيين في وقت سابق. وقال إنه يتوقع من أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين قبول نتائج المفاوضات الأميركية الروسية بصورة بناءة وعدم محاولة "عرقلة التقدم الناشئ". وكرر الرئيس الروسي الموقف الذي تتمسك به موسكو بضرورة القضاء على ما تصفه بأنه "الأسباب الجذرية" للصراع من أجل التوصل إلى سلام طويل الأمد، في إشارة إلى أنه لا يزال يرفض وقف إطلاق النار. "يجب التوصل إلى اتفاق" كذلك أشار ترمب، في أول لقاء بين الرئيسين الأميركي والروسي منذ بدء الحرب، إلى أنه ناقش مع بوتين إمكان تبادل الأراضي وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. وقال لـ"شون هانيتي"، "أعتقد أن هذه نقاط تفاوضنا في شأنها، وهذه نقاط توافقنا عليها إلى حد كبير". وأضاف "أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق... يجب أن توافق أوكرانيا على ذلك، ربما سيقولون لا". وعندما سأله هانيتي حول ما سينصح به زيلينسكي، قال ترمب "يجب التوصل إلى اتفاق". وأضاف، "انظر، روسيا قوة كبيرة جداً، وهم ليسوا كذلك". ويقول المحللون إن الحرب أسفرت عن مقتل أو إصابة أكثر من مليون شخص من كلا الجانبين، بما في ذلك آلاف المدنيين، معظمهم أوكرانيون. وكان زيلينسكي استبعد تسليم موسكو رسمياً أي أراض، كما يسعى إلى الحصول على ضمان أمني مدعوم من الولايات المتحدة. ويعود ترمب إلى واشنطن اليوم السبت. الحرب مستمرة وبينما كان ترمب وبوتين يجريان المحادثات ظلت الحرب مستعرة، إذ دوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في معظم مناطق شرق أوكرانيا. وأفاد حاكما منطقتي روستوف وبريانسك الروسيتين بتعرض بعض أراضيهما لهجمات أوكرانية بطائرات مسيرة. وذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم السبت نقلاً عن وزارة الدفاع أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت ودمرت 29 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق مناطق روسية مختلفة، بما في ذلك 10 مسيرات تم إسقاطها فوق منطقة روستوف. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن خطوط المواجهة في مناطق سومي ودونيتسك وتشرنيهيف ودنيبروبيتروفسك استهدفت في هجمات خلال الليل. وأضافت أن وحدات الدفاع الجوي التابعة لها دمرت 61 من أصل 85 طائرة مسيرة أطلقت.


الشرق السعودية
منذ دقيقة واحدة
- الشرق السعودية
ماذا طلب بوتين من ترمب لإنهاء حرب أوكرانيا؟ اتفاق شامل لا وقف نار مؤقت
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقادة أوروبيين، السبت، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "يُفضل اتفاقاً شاملاً لإنهاء الحرب مع أوكرانيا"، ولا يريد وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، حسبما نقل مراسل موقع "أكسيوس" عن أحد المصادر في مكالمة ترمب. وأضاف ترمب خلال الاتصال الذي جاء عقب قمة مع بوتين في ألاسكا: "أعتقد أن اتفاق سلام سريع أفضل من وقف إطلاق النار". وأجرى ترمب اتصالاً هاتفياً مع قادة أوروبيين في حلف الناتو، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، كما أجرى "مكالمة مطولة" مع نظيره الأوكراني فولوديمسر زيلينسكي. وعقب الاتصال، قال الرئيس الأوكراني إن الاتصال الهاتفي مع ترمب "استمر أكثر من ساعة ونصف"، مضيفاً أنه سيزور واشنطن الاثنين للقاء نظيره الأميركي. وشدد زيلينسكي على أن أوكرانيا "مستعدة للتعاون البناء"، مضيفاً أن أوروبا عليها أن تكون جزءاً من المحادثات في جميع المراحل، معرباً عن تأييده عقد اجتماع ثلاثي. "ضمانات أمنية" وذكر أن الاتصال الهاتفي مع ترمب والقادة الأوروبيين ناقش "إشارات إيجابية" من واشنطن بشأن ضمانات أمنية وفي وقت سابق الجمعة، قال الرئيس الأميركي بعد مباحثات مع نظيره الروسي في ألاسكا، إنه ينصح زيلينسكي بعقد صفقة مع روسيا بشأن إنهاء الحرب. بدوره، قال مسؤول في الكرملين إن موضوع القمة الثلاثية بين الرؤساء الروسي والأميركي والأوكراني "لم يناقش بعد"، حسبما نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء. وأضاف الكرملين أنه "لا علم حتى الآن بموعد عقد لقاء بين بوتين وترمب مجدداً". وقال ترمب، الجمعة، عقب اللقاء مع بوتين، إنه لن يضطر إلى التفكير في فرض رسوم جمركية مضادة على الدول التي تشتري النفط الروسي في الوقت الحالي، لكنه قد يضطر إلى ذلك "في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع". الأمر متروك لزيلينسكي وذكر ترمب، الجمعة، أن الرئيس الأوكراني ونظيره الروسي سيعقدان اجتماعاً، لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا. وأضاف ترمب، في مقابلة مع شون هانيتي من قناة Fox news، بعد الاجتماع مع بوتين في ألاسكا: "الآن، الأمر متروك حقا للرئيس زيلينسكي لإنجاز ذلك.. وأود أن أقول أيضاً إنه على الدول الأوروبية أن تتدخل قليلاً، ولكن الأمر متروك للرئيس زيلينسكي.. وإذا رغبوا في ذلك، سأكون في الاجتماع المقبل". وتابع: "سيقومون بإعداد اجتماع الآن بين الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين وبيني، على ما أعتقد". وانتهت قمة ألاسكا بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، بالتأكيد على أن الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعتين ونصف في ألاسكا، أقرب نقطة تماس بين البلدين، كان "مثمراً"، وإن لم تحمل تصريحاتهما أي تأكيد على التوصل إلى اتفاق كامل بشأن الحرب في أوكرانيا.


الشرق الأوسط
منذ دقيقة واحدة
- الشرق الأوسط
بين تضخم باهت واقتصاد مرن... مهمة باول الصعبة في «جاكسون هول»
يستعد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، لعقد مؤتمر محوري في ظل ظروف غير معتادة؛ حيث يواجه هجوماً متواصلاً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وسيركز المستثمرون الأسبوع المقبل أنظارهم على «جاكسون هول»، في وايومنغ، الذي يعقد ابتداء من 21 أغسطس (آب) الحالي؛ حيث يجتمع صانعو سياسات مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في ندوتهم السنوية، بحثاً عن مؤشرات على مسار تخفيضات أسعار الفائدة التي قد تدفع الأسهم إلى مستويات قياسية أعلى. ويعتبر مؤتمر «جاكسون هول» واحداً من أهم الفعاليات الاقتصادية على مستوى العالم؛ إذ يجمع نخبة من محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية والاقتصاديين والأكاديميين. وتكمن أهميته في أن تصريحات رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» خلاله تُعد بمثابة إشارات قوية حول التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية الأميركية؛ خصوصاً فيما يتعلق بأسعار الفائدة. تاريخياً، شهد المؤتمر إعلانات مهمة أثرت بشكل مباشر على الأسواق العالمية. باول ومحافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي ومحافظ بنك كندا تيف ماكليم في «جاكسون هول» العام الماضي (رويترز) ويأتي اجتماع هذا العام بعد أسبوع بدت فيه بيانات أسعار المستهلك والجملة والتجزئة متباينة حول مدى قدرة الاقتصاد على مواجهة الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب على الواردات. وستبلغ هذه البيانات ذروتها يوم الجمعة، عندما يُلقي باول كلمة بعد أسبوع كان خالياً من البيانات. فبعد أن أظهر سيل البيانات الأسبوع الماضي مرونة المستهلكين، وأن سوق العمل لا تزال على قيد الحياة، لا يزال بعض المستثمرين قلقين من أن يستخدم باول الاجتماع لتهدئة التوقعات واسعة النطاق بتخفيضات أسعار الفائدة في الأسابيع المقبلة، والتي دفعت مؤشرات الأسهم إلى مستويات قياسية متعددة، مستشهدين بأرقام أخرى تشير إلى أن التضخم لا يزال يمثل مشكلة. ويرى مراقبون أن خطاب باول في هذا الاجتماع قد يكون الأبرز في مسيرته المهنية. ويتابعون أنه لن يكون طويلاً -إذ لم تتجاوز مدة نسخة العام الماضي 15 دقيقة بقليل- ولكن مع انتهاء فترة ولايته رئيساً في مايو (أيار) المقبل، وتعرض أداء «الاحتياطي الفيدرالي» للهجوم من إدارة ترمب، قد يرى باول في «جاكسون هول» فرصته الأخيرة، أو على الأقل الأفضل، لترسيخ إرثه والدفاع عن استقلالية البنك المركزي. وقال ستيفن سوسنيك، استراتيجي السوق في «آي بي كي آر»: «قد يكون هناك الكثير على المحك؛ هذا حدث مهم محتمل هذا العام. ماذا لو دخل الناس، مرة أخرى، إلى هذا الوضع متوقعين باول المتساهل، ثم خرج بكامل قوته؟». لا تزال سوق العقود الآجلة تتوقع أن تخفض اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، مرتين على الأقل هذا العام، بما في ذلك خفض أولي في اجتماعها في منتصف سبتمبر (أيلول). وصرَّح أندرو سليمون، رئيس قسم مستشاري الأسهم التطبيقية في «مورغان ستانلي» لإدارة الأصول، بأن الشركات التي يُتوقع أن تستفيد أكثر من انخفاض تكاليف الاقتراض كانت من بين أكبر الرابحين في تداولات «وول ستريت» الأخيرة. وأضاف سليمون: «الأمر كله يتعلق بشركات بناء المنازل، والأسهم الدورية، والصناعات، وشركات المواد». وارتفعت أسهم شركات بناء المنازل الرائدة مثل «بولت غروب»، و«لينار»، و«دي آر هورتون» بنسبة تتراوح بين 4.2 في المائة و8.8 في المائة الأسبوع الماضي، اعتباراً من ظهر يوم الجمعة، ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير إلى الانخفاض الأخير في أسعار قروض الرهن العقاري. وتجاوزت مكاسبهم ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1 في المائة خلال الأسبوع الماضي. وتفوقت المجموعة على السوق الأوسع بشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي، محققة مكاسب تراوحت بين 15 في المائة و22 في المائة، مقارنة بـ3.3 في المائة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500». إلا أن مكاسبهم المستقبلية تتوقف على استمرار انخفاض أسعار الفائدة على الرهن العقاري، وهو أمرٌ يُثير الشكوك حوله الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات. وقال سليمون إن أي تلميح من باول إلى أنه يُولي اهتماماً أكبر للإشارات السلبية للتضخم، مقارنة بمؤشرات أخرى أكثر اعتدالاً قد يُهدد تلك المكاسب. وأضاف: «كلما رأيتُ ارتفاعاً في أسهم شركات بناء المنازل، زادَ ما يُشير إلى اعتقاد السوق بأن (الاحتياطي الفيدرالي) سيُخفّض أسعار الفائدة، مما يعني أن أي تلميح في (جاكسون هول) إلى أن هذا لن يحدث سيجعل الأسواق أكثر عُرضة لعمليات بيع مكثفة». للحفاظ على هدوء الأسواق، سيتعين على باول اتباع نهج متوازن وتأكيد قناعة عديد من المستثمرين بأن الاقتصاد لا يشهد تضخماً حاداً، ولا يُواجه خطر الانزلاق إلى الركود، وفقاً لأشوين ألانكار، رئيس قسم تخصيص الأصول العالمية في «جانوس هندرسون». وأضاف ألانكار: «لا يمكنه تخويف السوق بالقول إن (الاحتياطي الفيدرالي) يعتقد أن الاقتصاد بحاجة ماسة إلى تحفيز كبير».