
هل هناك علاقة بين الحمية منخفضة الكربوهيدرات والاكتئاب؟ دراسة حديثة تجيب
كشفت دراسة حديثة نُشرت في Journal of Psychiatric Research أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات لا تُؤثر في الصحة النفسية بنفس الطريقة، بل إن جودة المكونات هي ما يصنع الفارق. فالأشخاص الذين اتبعوا حمية منخفضة بالكربوهيدرات تعتمد على البروتين النباتي والدهون غير المشبعة، مع تقليل الكربوهيدرات المكررة، كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب. في المقابل، لم تُظهر الأنظمة التي ترتكز على البروتين الحيواني والدهون المشبعة أي فائدة في هذا السياق.
أُجريت الدراسة على 28,791 بالغًا أميركيًا من المشاركين في مسح الصحة والتغذية الوطني (NHANES) بين عامي 2005 و2018. استُبعد من العينة من كانت بياناتهم الغذائية غير مكتملة أو تعاني من نقص في المعطيات الأساسية.
أنشأ الباحثون ثلاث درجات غذائية:
درجة النظام منخفض الكربوهيدرات العامة (OLCD)
درجة النظام الصحي منخفض الكربوهيدرات (HLCD)
درجة النظام غير الصحي منخفض الكربوهيدرات (ULCD)
الدرجة الصحية (HLCD) شملت الحميات التي تحتوي على بروتين نباتي ودهون غير مشبعة، وتقلل من السكريات المضافة والنشويات المكررة، بينما ارتكزت الدرجة غير الصحية (ULCD) على اللحوم الحمراء، الدهون المشبعة، وتقليل الأطعمة النباتية مثل الفاكهة والحبوب الكاملة.
انخفاض ملحوظ في أعراض الاكتئاب
تم تقييم أعراض الاكتئاب عبر مقياس PHQ-9، وهو استبيان معتمد دوليًا. أظهرت النتائج أن المشاركين الذين سجلوا أعلى درجات HLCD كانوا أقل عرضة بنسبة 30% للإصابة بأعراض اكتئابيه مقارنة بمن حصلوا على أدنى درجات. في المقابل، لم تُسجل أي فروقات لدى أتباع الأنظمة غير الصحية ULCD.
وأشارت النتائج إلى أن الالتزام المعتدل بالنظام منخفض الكربوهيدرات كان أكثر فائدة من الحميات الصارمة في تقليل أعراض الاكتئاب، خاصة عند استبدال الكربوهيدرات الرديئة بالبروتينات النباتية.
ظلت النتائج متّسقة بين الفئات العمرية وأيضًا عبر أنماط الحياة المختلفة، مثل التدخين، النشاط البدني، واستخدام مضادات الاكتئاب.
يفترض الباحثون أن الحميات الغنية بالسكر والدهون المشبعة تُسبب التهابات قد تؤثر على الدماغ، بينما تسهم الحميات النباتية الغنية بـفيتامين B، الفولات، والتريبتوفان في تحسين إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين، وبالتالي تقليل الاكتئاب.
كما أن هذه الأنظمة تعزّز من صحة الأمعاء، النوم، والوظيفة الأيضية، وهي جميعًا عوامل تؤثر على المزاج العام.
أكدت الدراسة أن مجرد خفض الكربوهيدرات ليس كافيًا لتحقيق فوائد نفسية. فالأنظمة المعتمدة على اللحوم المعالجة والدهون المشبعة لا تقدم نفس النتائج، ما يؤكد أن نوعية البروتين والدهون مهمة بقدر تقليل الكربوهيدرات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 3 ساعات
- الرجل
شريحة إيلون ماسك الدماغية تمهد لتجربة بصرية خارقة!
كشفت شركة "نيورالينك Neuralink"، التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، عن أولى نتائج اختباراتها على شريحة دماغية تُسمى Blindsight، قادرة على تحفيز مناطق البصر في الدماغ، وإنتاج صورًا لا وجود لها في الواقع، ضمن تجربة تم تنفيذها على قرد. بحسب المهندس في "نيورالينك" جوزيف أودوهيرتي، تمكن القرد خلال التجربة من توجيه نظره نحو "أجسام افتراضية"، تم زرعها ذهنيًا داخل دماغه باستخدام الشريحة، وأشار إلى أن التجربة نجحت في نحو ثلثي الحالات، وهي أول تجربة من نوعها تكشفها الشركة حول التقنية الجديدة. تُعد هذه الخطوة تقدمًا علميًا لافتًا في مساعي ماسك نحو بناء جهاز يُحاكي العين، ويستعيد القدرة على الإبصار، وعلى المدى البعيد، يطمح الملياردير إلى توسيع قدرات البشر البصرية لتشمل نطاقات خارقة، مثل الرؤية تحت الحمراء. زرعات بشرية قيد التجربة ورغم أن الجهاز لم يحصل بعد على ترخيص لاستخدامه البشري في الولايات المتحدة، فإن ماسك أكد أن الشركة تطمح إلى اختباره على البشر خلال العام الجاري. حتى الآن، زرعت "نيورالينك" أجهزتها في خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة في عام 2024، واثنان خلال عام 2025، وأفاد ماسك أن بعض المستخدمين يتفاعلون مع أجهزتهم الذكية المزروعة في الدماغ لمدة تصل إلى 60 ساعة أسبوعيًا، ضمن تجارب مرتبطة بالتواصل العصبي مع الحواسيب. إلى جانب مشروع Blindsight، تواصل "نيورالينك" تطوير أجهزة دماغية مخصصة للأشخاص المصابين بالشلل، تتيح لهم التحكم المباشر في الحواسيب، ومن المتوقع أن تفتح الطريق أمام تقنيات قد تمكنهم مستقبلاً من الحركة أو المشي مجددًا.


الرجل
منذ 3 ساعات
- الرجل
مارك والبيرج يشارك روتينه الصباحي.. للحافظ على الطاقة والنشاط
أثبت الممثل الأمريكي مارك والبيرج أن النجاح لا يأتي مصادفة، بل نتيجة التزام صارم بروتين يومي يوازن بين الصحة والانضباط الذاتي، وفي طليعة هذا الروتين، يبرز غطس الماء البارد كعنصر أساسي يبدأ به يومه منذ ساعات الفجر الأولى. وفي مقطع مصوّر حديث نشره عبر حسابه على إنستجرام، ظهر والبيرج وهو يستعد للانغماس في حوض ماء مثلج عند الساعة الرابعة صباحًا، وقال قبل القفز فيه: "عليك أن تدخل فورًا. أفضل طريقة لبدء اليوم"، ويؤكد والبيرج أن لا شيء يوقظ جسده ويُعدّه للتمارين الرياضية كالغمر المفاجئ في البرودة الشديدة. ما يُميّز طقوس مارك والبيرج أنه يلتزم بها يوميًا، من دون استثناءات، فقد نشر سابقًا مقطعًا يوثق قيامه بالغطس البارد حتى بعد يوم عطلة عيد الميلاد، ما يعكس جديته في الحفاظ على هذا النظام. إلى جانب الغطس، لا يبدأ والبيرج يومه من دون كوب من القهوة السوداء الساخنة، حيث يرى أن الجمع بين الصدمة الحرارية الباردة والكافيين يمنحه دفعة مركّزة من الطاقة والوضوح الذهني. لماذا يصرّ المشاهير على الغطس البارد؟ لم يعد الغطس البارد حكرًا على الرياضيين، بل تحوّل إلى ظاهرة بين النجوم ومدربي اللياقة، ويعزى ذلك إلى فوائده المتعددة، من بينها: - تقليل التهاب العضلات وتسريع الشفاء. - تعزيز الدورة الدموية وتحسين المزاج. - تحفيز الجسم على إفراز الإندورفين، ما يرفع مستويات النشاط الذهني. - دعم جهاز المناعة وتحسين جودة النوم. - تقوية التحمل الذهني من خلال التعود على التوتر المفاجئ. ورغم بلوغه الخمسين من العمر، لا يزال مارك والبيرج مثالًا للرشاقة والانضباط، إذ يواظب على تمارينه اليومية ويحافظ على لياقة بدنية عالية، ويبدو أن لغطسه البارد دورًا كبيرًا في ذلك.


الرجل
منذ 7 ساعات
- الرجل
مشاعر لا تُقدّر بثمن.. كيف تُغيّر الأبوة دماغ الرجل؟
تزامنًا مع اليوم العالمي للأب الذي يوافق الأحد الثالث من شهر يونيو لكل عام، يتجدّد النقاش حول الأثر العميق الذي تتركه تجربة الأبوة في حياة الرجال، ليس فقط من حيث دورهم في تربية الأبناء، بل من حيث التحوّل العاطفي والنفسي الذي يعيشونه هم أنفسهم. فبينما انشغلت الدراسات لسنوات طويلة بتوثيق فوائد وجود الأب في حياة الطفل، بدأت أبحاث معاصرة تُظهر بوضوح أن الأبوة تمنح الرجل شعورًا متجددًا بالإشباع والاتزان الداخلي، وتُعيد تشكيل نظرته لذاته والعالم من حوله. أظهرت الدراسات أن قضاء الآباء وقتًا مع أبنائهم لا يثري حياة الأطفال فحسب، بل يُعيد تشكيل نظرة الآباء للعالم من حولهم، ويمنحهم شعورًا أعمق بالمعنى والتوازن النفسي، وقد دفع هذا التفاعل كثيرين منهم إلى الإقرار بأنهم تعلّموا من أبنائهم بقدر ما سعوا إلى تعليمهم. هذا ما أكّده الباحث لورانس ر. صموئيل في كتابه "الأبوة الأمريكية: تاريخ ثقافي"، الذي وثّق فيه تطور دور الأب ومكانته النفسية والاجتماعية داخل المجتمع الأميركي على امتداد العقود. تعاطف.. حب بلا شروط.. ونمو عصبي كشفت دراسة شملت أكثر من 200 أب أن تجربة الأبوة تُسهم بشكل مباشر في تعزيز مشاعر التعاطف والرحمة لدى الرجال، في انسجام واضح مع نظرية "التوليدية" لعالم النفس إريك إريكسون، التي تعتبر أن النضج الإنساني لا يكتمل إلا عبر الإسهام الفعّال في حياة الأجيال المقبلة. وأوضحت الدراسة أيضًا أن الأبوة لا تؤثر سلبًا في المسار المهني للرجال كما يُعتقد شائعًا، بل تُضيف بعدًا إيجابيًا لحياتهم. كما أظهرت أن الأب النشط والمشارك يُسهم في تربية أطفال أكثر نضجًا وثقة واستقلالية، وهو ما أكده كل من علماء النفس جوزيف بليك، وجون سناري، وأنطوني ماير. في السياق ذاته، بيّنت الأبحاث أن العلاقة العاطفية التي تنشأ بين الأب وطفله، وتُغذّيها هرمونات كالأوكسيتوسين، تُحدث تأثيرًا متبادلًا وعميقًا في الطرفين، بما يعزّز من الصحة النفسية للأب كما الطفل. أكّد البروفيسور ريتشارد تايلور، الذي خاض تجربة الأبوة بفارق يقارب أربعة عقود بين ولديه، أن الأبوة المتأخرة شكّلت بالنسبة له تحولًا نفسيًا عميقًا، مختلفًا تمامًا عن تجربته الأولى في شبابه. وأوضح أن إنجاب ابنه الثاني في عمر متقدّم، حين تراجعت ضغوط العمل والاهتمامات الاجتماعية، أتاح له اختبار شكل جديد من الحب والارتباط الهادئ، وصفه بـ"الرضا الكامل". وبيّن تايلور أن الحكمة التي اكتسبها مع السنوات، إلى جانب تركيزه الكامل على عائلته، مكّنته من إدراك الأبوة من زاوية أكثر عمقًا ونضجًا، بما يضفي على تجربته الثانية طابعًا وجدانيًا استثنائيًا. الدماغ يتغيّر حين يصبح الرجل أبًا رونالدو ونجله بمناسبة اليوم العالمي للأب أثبتت أبحاث علم الأعصاب أن تجربة الأبوة تُحدث تحولات فعلية في دماغ الرجل، مشابهة لتلك التي تمر بها النساء خلال فترة الحمل، ما يكشف عن بُعد بيولوجي عميق في العلاقة بين الأب وطفله. فقد أوضح الباحث براين موسوب في تقرير نشرته مجلة Scientific American Mind أن دماغ الأب يشهد نشاطًا متزايدًا بعد ولادة الطفل، ويبدأ بتكوين روابط عصبية جديدة تُعزز من قدرته على التواصل والرعاية، مما يُرسّخ علاقة قائمة على تناغم بيولوجي فعلي بين الطرفين. وفي دراسة نُشرت في مجلة PNAS، تبيّن أن دماغ الأب قادر على التكيّف تبعًا للمواقف الأبوية المختلفة، من خلال تفعيله لشبكات عصبية متعدّدة تتنقل بين أنماط التفكير والحماية والترابط الاجتماعي، ما يعكس مرونة عصبية متقدمة ترتبط بمسؤوليات الأبوة. وتُشير هذه النتائج إلى أن الأبوة ليست مجرد دور اجتماعي بل تجربة داخلية معقّدة تنطوي على نضج عاطفي وتحوّل نفسي وعصبي متكامل. كما تكشف الأبحاث أن قابلية الرجل لأن يكون أبًا صالحًا لا تعتمد فقط على التنشئة، بل أيضًا على بنية دماغية فطرية تُفعّلها هذه التجربة. ومع انتقال الاهتمام العلمي من الأمومة إلى الأبوة، بدأ يتشكّل وعي جديد بأهمية دور الأب، بوصفه شريكًا عاطفيًا ومعرفيًا فاعلًا في رحلة تنشئة الأطفال، في خطوة تفتح آفاقًا لفهم أعمق وأشمل للأبوة في العصر الحديث.