logo
الحديث عن الآخرين بالسوء.. أزمة أخلاق

الحديث عن الآخرين بالسوء.. أزمة أخلاق

الرياضمنذ 14 ساعات

الحديث مع الآخرين وعنهم أمر حتمي وهي الفطرة وطبيعة الإنسان البشرية، ولاشك أن الحديث يشرح ما يفيض به الوعاء بمعنى أن هدف الحديث هو الأساس التي تستند إليه النية إن خيراً فخير وإن شراً فشر، هذه الموازين هي المؤشر للكسب أو الخسارة كسب النفس أو خسارتها، وهذا أخطر ما في الأمر حيث إنه سيكتب في سجلك قال المولى تبارك وتعالى: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد». ولا شك أنّ ذكر المرء أخاه بما يكره من أسوأ الأمور ومدعاة لفقدانه الحسنات لتضاف إلى من اغتابه فضلاً عن أن الغيبة هي من ألوان الشر ومن الأسباب الجالبة للقلق، فعندما يخلو الإنسان إلى نفسه فإن الصراع يعتمل في جوارحه ويسهم في تآكل روحه المعنوية وبالتالي فإن المناخ مهيأ لتتسلل الازدواجية في غفلة منه إلى قلبه حيث يعتقد شيئاً ويأتي بشيء يخالفه، هذه الهزات الارتدادية والتي يحدثها زلزال الضمير الذي لا يكل ولا يمل هي المؤشر فهو نعم الصاحب والمعين في السراء والضراء، بيد أن تجاهله من شأنه أن يسهم في تراكم الترسبات السلبية العدائية ورسوخها في الأذهان حينما يكون الاستقرار هدفاً مكشوفاً وتتآكل مقومات أسوار الحماية طبقاً لنزعة عدائية المنشأ لم يكن لها أن تستقر وتجد موطأ قدم لو إن ذكر الله سبق التصور، من هنا ينشأ التوتر والقلق عطفاً على هذا الانفصام لأن في داخله بذرة طيبة ترفض الانصياع إلى ما يخالف عقله وضميره، الحرص على هذه البذرة الطيبة وتنميتها وسقياها إنما يكون بالابتعاد عما يغضب الخالق لتنمو وتظل باسقة في شموخ لا يقبل التنازل وكبرياء لا يقبل الانحناء، وعدم الإصغاء إلى إبليس اللعين الذي يريد تدمير الناس وجرهم إلى المهالك في الدنيا والآخرة، وعلى سبيل المثال في العلاقات وتحديداً بين الزملاء والزميلات في العمل، وفي هذا المحيط حدث ولا حرج فمن تصيد للأخطاء إلى تنافس لا يمت للشرف بصلة بل تغلفه الوشاية والنيل من بعضهم بعضاً، وكل هذا يتم وبكل أسف من تحت لتحت أي أن الابتسامات تعلو الوجوه، فما أن يدير أحدهم ظهره ويكون عرض الأكتاف آخر ما ترمقه أعينهم حتى يكون هذا الوقت المستقطع مساحة رحبة لاجتراح السيئات ناهيك عن أساليب التقزيم والاستنقاص، هذه الفيروسات التي تنتشر في محيط العمل يتباين تأثيرها شأنها بذلك شأن فيروسات الإنفلونزا فمنها ما هو قاتل ومنها ما يمر مرور الكرام وعطسة واحدة كفيلة بإخراج هذا الدخيل من الجسم، غير أن الخطورة تكمن في الفيروسات الخطيرة التي تدمي القلب والجسد وتسمم البيئة حينما تحمل التجريح أو التأثير سلباً وهي ولله الحمد قليلة نسبياً إذا ما قسنا على ذلك الأحاديث على سبيل المزاح والتسلية أو بالمعنى الدارج الطقطقة والتي لا يلحقها مضرة، وربما تقع أخطاء صغيرة وغير مقصودة لوضع طبيعي ولا يستلزم حشد هذا الكم من رد الفعل، في حين أن البعض لا يمرر بعض الغلطات البسيطة وهو ينوء بالعشرات منها من دون أن تلفت انتباهه، وتكمن الازدواجية هنا من خلال تعامله مع أجهزة التواصل المختلفة وعينه طبعاً على الحذف لتظهر الدقة في رسائله أو بثه عبر الهواء أو الغبار سيان، لذا فإنه لا يلبث أن يمارس الحذف تلو الحذف، حتى ولو كان حرف جر وليته يجره ليجيب عن سر تصيده خطأ زميله حينما عمل من الحبة قبة، فهو يحذف من جهة ويثبت من جهة تمهيداً للشوت والكرة حتماً ستجدها في المدرجات وقديماً قيل «جبها معك» تعبيراً عن الرعونة في التهديف. إذاً نحن أمام شخصية تعيش في كنف ازدواجية مؤذية، وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني، إن من أشد الأمور قسوة على الإنسان وأكثرها إيلاماً حينما يدفع ثمناً لخطأ لم يرتكبه نتيجة وشاية مغرضة بل إن مَن نقل إليك هذا الكلام لن يلبث أن تكون أنت محطته المقبلة، بمجرد أن تدير له ظهرك وهكذا دواليك، ولا تكمن المشكلة في طبيعة العمل من حيث إدراك الظلم والاعتداء، بل إن الجميع مؤمنون بالمبادئ والقيم الدالة على الخير واجتناب الشر، إلا أن الغفلة وقانا الله وإياكم شرورها لا تلبث وفي خلال ثوانٍ معدودة أن تزين الإثم وتسحب المغفل إلى حيث الشكوك المؤذية والمآرب المخزية، المبدأ أشبه بلوحة تشكيلية رائعة الجمال بخطوطها الجذابة وتناسق ألوانها، بيد أنك لو سكبت نقطة حبر أو علبة الحبر بكاملها، فإن النتيجة واحدة وهو غياب الروح والمعنى، حيث إن نقطة الحبر ستشوه المنظر بأكمله شأنها بذلك شأن سكب العلبة بأكملها، من هنا تبرز اللامبالاة التي تتيح المساحات الرحبة لاجترار الأخطاء تلو الأخطاء، جاء رجل إلى عمر بن عبيد وقال له إني أرحمك مما يقول الناس فيك فقال: أسمعتني أقول فيهم شيئاً قال: لا قال إياهم فارحم، تأملوا الرقي وسمو النفس وكيف كان القياس الدقيق لمعيار الكسب والخسارة، على حين أن الاستشعار مرتبط بالإحساس والإحساس بحاجة دائمة إلى الحرص العناية والتغذية والتنشيط، والتذكير والمتابعة وما لم يتم صيانة الإحساس على الوجه الأمثل، فإن الشعور بقيمة الصواب والخطأ ستتلاشى ومن ثم فإن تبلد الحس سيطغي على الشعور وبالتالي فإن فساد اللوحة الجميلة هي النتيجة الحتمية، وفساد اللوحة يعني فساد العمل ومآلات هذا الفساد تؤدي ولا ريب إلى الخسارة الفادحة، فما أجمل أن يتحلى المرء بالإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه على كل شيء قدير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"المسند": توصيات هندسية ذكية لحماية السيارات من أشعة الشمس في الصيف
"المسند": توصيات هندسية ذكية لحماية السيارات من أشعة الشمس في الصيف

صحيفة سبق

timeمنذ 41 دقائق

  • صحيفة سبق

"المسند": توصيات هندسية ذكية لحماية السيارات من أشعة الشمس في الصيف

قدّم أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند توجيهات هندسية دقيقة حول الطريقة المثلى لبناء مظلات السيارات في فصل الصيف داخل السعودية، مستندًا إلى حركة الشمس الموسمية وزوايا إشعاعها على المركبات. وأوضح المسند أن فهم مسار الشمس يُعد أساسًا لتصميم مظلة فعالة، مبينًا أن الشمس خلال الصيف تشرق من جهة الشرق الشمالي الشرقي وتغرب في الغرب الشمالي الغربي، وهو ما يجعل أشعتها تستهدف السيارة مباشرة من الجهتين الغربية والشمالية الغربية خلال ساعات الذروة، من بعد الظهر حتى غروب الشمس. وبناءً على هذه المعطيات، أوصى عند تصميم المظلات الفردية للمنازل أو الاستراحات أو الساحات، بإغلاق جميع الجهات ما عدا الجهة الشرقية لتكون المدخل، لتحقيق أفضل درجات الحماية. أما في حالة المظلات المتعددة، كما هو الحال في الدوائر الحكومية أو الشركات، فأشار إلى ضرورة أن تمتد صفوف المظلات من الشرق إلى الغرب، مع فتحات مخصصة من الشمال إلى الجنوب، وهو ما يضمن استمرار الظل خلال ساعات الدوام الرسمي. وتهدف هذه الإرشادات إلى تقليل تعرض السيارات المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة، مما يسهم في الحفاظ على درجة حرارة معتدلة داخل المركبة، ويطيل عمر الطلاء والإطارات. ولفت المسند إلى أن هذه التوصيات تستند إلى علم الزوايا الشمسية الموسمية وحركة الظلال، لتحقيق حلول بيئية وهندسية فعالة.

الفرق بين الحب والتخطيط الواقعي خلال فترة الخطوبة
الفرق بين الحب والتخطيط الواقعي خلال فترة الخطوبة

مجلة سيدتي

timeمنذ 2 ساعات

  • مجلة سيدتي

الفرق بين الحب والتخطيط الواقعي خلال فترة الخطوبة

التخطيط عملية منظمة لوضع خطة لتحقيق أي هدف، بينما الواقع هو ما يحدث فعلاً، أما الحب فهو عاطفة قوية تجمع بين شخصين، والتخطيط مهم من أجل زواج سعيد ومستقبل ناجح للأسرة، والعلاقة بين الطرفين والزواج أيضاً تحتاج للتخطيط من الشريكين، ولا يمكن أن يكون عشوائياً، بل لابد أن يكون مبنياً على أسس وخطوات، مع ضرورة وعي الطرفين بها، حتى يمكن للزوجين بناء حياة مليئة بالحب والاستقرار. أهمية التوازن بين الحب والتخطيط تقول خبيرة العلاقات الأسرية منال خليفة لـ"سيدتي": فترة الخطوبة فترة هامة لبناء علاقة قوية ومستدامة، وهي فرصة لتعرف الشريكين إلى بعضهما البعض من خلال التعبير عن المشاعر "الحب" والعمل على التخطيط للمستقبل، والتخطيط مهم من أجل زواج سعيد ومستقبل ناجح للأسرة، ولابد أن يكون مبنياً على أسس وخطوات يجب على الطرفين العلم بها، كما يجب أن يكون هناك توازن بين الجانبين، لضمان علاقة صحيحة وناجحة؛ لذا يجب على الطرفين أن يركزا على الحب، ولكن أيضاً على التخطيط الواقعي للمستقبل، فهذا سيساعدهما على بناء علاقة قوية ومتوازنة، ويساعد على تجنب المشاكل المحتملة في المستقبل؛ لأن التخطيط هو مفتاح النجاح في أي جانب من جوانب الحياة، لذلك لابد من وضع أهداف واضحة، تتناسب مع قدراتهما، وتحديد الأدوار، والتواصل المستمر، ومن خلال رحلة الشريكين للتخطيط، يجب أن يكون الهدف واقعياً، ومتناسباً مع قدراتهما، حتى يمكن إنجازه، فضلاً عن أنه يجب تحديد الوسائل المساعدة على تحقيق الهدف. العلاقة بين الحب والتخطيط الواقعي تقول منال خليفة: التخطيط الواقعي له دور كبير للمساعدة في تجنب المشاكل المستقبلية التي قد تنشأ بسبب عدم التخطيط، أو عند عدم التوصل لاتفاق حول الأمور العملية، لكن لابد ألا يكون هناك تعارض بين الحب والتخطيط الواقعي، كما لا بد أن يكون التخطيط الواقعي جزءاً من الحب، وليس منفصلاً عنه أو بديلاً له، فالتخطيط الواقعي له دور كبير في المساهمة في تعزيز الحب من خلال بناء الثقة والاتفاق حول المستقبل. قد ترغبين في التعرف إلى هذا الرابط والذي يخبرك عن فن التعامل مع المرأة في فترة الخطوبة هناك فرق بين المشاعر العاطفية والتخطيط الواقعي خلال فترة الخطوبة تقول منال خليفة: هناك فرق بينهما بالتأكيد وهو أن الحب شعور عاطفي، بينما التخطيط الواقعي عملية للمستقبل، بينما نجد الحب يركز على المشاعر والإيجابيات، والتخطيط يركز على التفاصيل العملية والمستقبلية، وهو كالآتي: الحب وهو يتعلق بالجانب العاطفي والعلاقات الاجتماعية، ويضمن بناء علاقة قوية وثابتة، ويشمل المشاعر الإيجابية مثل الشوق، الإعجاب، والاهتمام، ويُركز على جوانب الشريك الإيجابية والأشياء التي تجذبك إليه، وقد يكون الحب شعوراً قوياً جداً، لكنه قد يكون مبنياً على جوانب مثالية أو غير واقعية، وقد يؤدي إلى تجاهل بعض التفاصيل العملية أو المشاكل المحتملة. التخطيط للحياة الزوجية والتخطيط الواقعي يتعلق بالجانب المادي والاجتماعي والمهني للشريكين، ويضمن الاستقرار المالي والاكتفاء الذاتي، ويشمل الأمور العملية والمستقبلية مثل ميزانية الزواج، السكن، العمل، والأولاد، كما أنه يُركز على التفاصيل العملية والواقعية، مثل الإيجابيات والسلبيات، والمخاطر المحتملة، وله من الأهمية أنه يُساعد في اتخاذ قرارات صحيحة ومناسبة للوضع الحالي والمستقبلي، لذلك فقد يحتاج إلى حوار ومناقشات مفتوحة وواضحة بين الطرفين حول رؤيتهما للمستقبل. ضرورة التوازن بين التخطيط الواقعي والحب خلال فترة الخطوبة، من الضروري التوازن بين التخطيط الواقعي والحب كالآتي: التخطيط الواقعي يتعلق بالجانب المادي والاجتماعي والمهني للزوجين، ويضمن الاستقرار المالي والاكتفاء الذاتي. الميزانية والادخار يجب مناقشة الوضع المالي والعمل على وضع خطة في الميزانية لتوفير احتياجات الزواج المستقبلية وتأمين مستقبل الأسرة. الخطة المستقبلية تتطلب من الخطيبين وضع خطة للأهداف المستقبلية المشتركة، مثل شراء منزل أو السفر أو تكوين أسرة. القيم والأهداف يجب أن يكون هناك توافق بين القيم و الأهداف المستقبلية للشريكين، حتى يتمكنوا من بناء حياة سعيدة ومستقرة. بناء علاقة قوية يتعلق بالجانب العاطفي والعلاقات الاجتماعية، ويضمن بناء علاقة قوية وثابتة. العلاقات العاطفية يجب تخصيص وقت كافٍ لبناء علاقة قوية وعميقة قائمة على الثقة والاحترام بين الشريكين. التعرف إلى بعضهما يجب أن يواصل الزوجان تعرفهما إلى بعضهما البعض بشكل أفضل، وذلك من خلال التواصل المفتوح وتقديم المشاعر العاطفية. تحديد المسؤوليات

الندوة العالمية تنفّذ مشروع الأضاحي لعام 1446هـ في دول آسيوية وإفريقية
الندوة العالمية تنفّذ مشروع الأضاحي لعام 1446هـ في دول آسيوية وإفريقية

صحيفة سبق

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة سبق

الندوة العالمية تنفّذ مشروع الأضاحي لعام 1446هـ في دول آسيوية وإفريقية

نفّذت الندوة العالمية للشباب الإسلامي مشروع الأضاحي لعام 1446هـ في عدد من الدول في قارتي آسيا وإفريقيا، شملت: تنزانيا، بنين، إثيوبيا، إفريقيا الوسطى، اليمن، باكستان، مالي، كينيا، تشاد، السودان، مصر، إلى جانب دول أخرى. وتضمّن المشروع ذبح وتوزيع الأضاحي من الأغنام والأبقار والماعز، حيث وُزِّعت اللحوم على الجمعيات الخيرية، والمساجد، ومساكن الطلاب والطالبات، والجامعات، والمراكز التعليمية، بالإضافة إلى أسر الأرامل والأيتام والمحتاجين، ومخيمات النزوح في العديد من المناطق. وأعرب المستفيدون عن بالغ شكرهم وامتنانهم للمملكة العربية السعودية على هذه المبادرة الكريمة التي وصلت إليهم عبر الندوة العالمية ومكاتبها حول العالم، داعين الله أن يحفظ المملكة، قيادتها وشعبها، ويديم عليها نعمة الرخاء والأمن والاستقرار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store