
التظاهرات تتحدى ترمب وتتمدد في أنحاء الولايات الأميركية
اندلعت احتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة ضد سياسات الهجرة المتشددة بعد أيام من التظاهرات في لوس أنجليس، في وقت تستعد فيه كاليفورنيا اليوم الخميس لمواجهة قانونية على خلفية نشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب للجيش.
واحتشد أكثر من ألف شخص أمس الأربعاء في ثاني كبرى المدن الأميركية ليوم سادس من الاحتجاجات، في إطار مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة.
وفرض حظر للتجول لليلة الثانية في وقت حاول مسؤولو المدينة السيطرة على الوضع، بعد أعمال تخريب ونهب وقعت خلال الليل في عدد من مناطق المدينة الممتدة على مساحة 1300 كيلومتر مربع.
وقالت المتظاهرة لين ستورجيس (66 سنة) وهي مدرسة متقاعدة "يمكنني القول إن كل شيء جيد إلى حد كبير هنا، مدينتا لا تحترق كما يحاول رئيسنا الفظيع أن يقول لكم".
واندلعت الاحتجاجات السلمية بمعظمها على خلفية التصعيد المفاجئ في مساعي توقيف المهاجرين المقيمين بصورة غير قانونية، ولم تكن جيوب العنف بما في ذلك إحراق سيارات أجرة الذاتية القيادة وإلقاء الحجارة على الشرطة أمراً جديداً بالنسبة إلى عناصر شرطة لوس أنجليس البالغ عددهم 8500.
وفي سبوكين في واشنطن، أعلن حظر ليلي للتجول بعدما أوقفت الشرطة أكثر من 30 متظاهراً، وأطلقت كرات الفلفل لتفريق الحشود، بحسب ما أفاد به قائد الشرطة كيفن هول.
وفاز ترمب في انتخابات العام الماضي عبر تعهده مواجهة ما وصفه "غزو" المهاجرين غير الموثقين، ويستغل الفرصة حالياً لتحقيق مكاسب سياسية فأمر بنشر حرس كاليفورنيا الوطني على رغم احتجاجات حاكم الولاية غافين نيوسوم، وهي المرة الأولى التي يقوم الرئيس الأميركي فيها بخطوة مماثلة منذ عقود.
وقال ترمب للصحافيين، وهو في طريقه لمشاهدة عرض لـ"البؤساء" في واشنطن، "سيكون لدينا بلد آمن"، وأضاف "لن يتكرر ما كان يمكن أن يحدث في لوس أنجليس، تذكروا، لو لم أكن هنا، لكانت لوس أنجليس محترقة تماماً الآن".
وعمل ما بين ألف و4700 جندي نشرهم ترمب على حماية المنشآت، وإلى جانب عناصر إدارة الهجرة والجمارك، بحسب نائب القائد العام للجيش الشمالي سكوت شيرمان الذي يقود العمليات، أما البقية، وبينهم 700 عنصر من المارينز، فهم في حالة تعبئة أو يخضعون للتدريب على التعامل مع الاضطرابات المدنية، على حد قوله.
وذكر "البنتاغون" أن عملية الانتشار ستكلف دافعي الضرائب 134 مليون دولار.
واتهم نيوسوم، وهو ديموقراطي يرجح أنه يتطلع للترشح لانتخابات 2028 الرئاسية، ترمب بالسعي إلى تصعيد المواجهة لتحقيق مكاسب سياسية، وحذر أول من أمس الثلاثاء من أن العسكرة غير المسبوقة ستتجاوز حدود الولاية، معتبراً أن "الديمقراطية تتعرض لهجوم تحت أنظارنا".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتوقع أن يحضر محامون يمثلون كاليفورنيا في المحكمة اليوم الخميس سعياً إلى استصدار أمر يمنع الجنود من مرافقة عناصر الهجرة أثناء توقيف المهاجرين، ووصف محامو إدارة ترمب الالتماس بأنه "مناورة سياسية مبتذلة".
وعلى رغم تهديد ترمب بنشر الحرس الوطني في ولايات أخرى يديرها الديمقراطيون، فإن المتظاهرين تمسكوا بموقفهم.
وخرجت احتجاجات في سانت لويس ورالي ومانهاتن وإنديانابوليس ودنفر، وفي سان أنتونيو خرج آلاف في مسيرة قرب مبنى البلدية، حيث نشر حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت حرس الولاية الوطني، بحسب ما أفادت به تقارير.
ويتوقع أن تخرج احتجاجات في أنحاء البلاد في إطار حركة "لا ملوك" السبت المقبل، تزامناً مع حضور ترمب عرضاً عسكرياً نادراً من نوعه إلى حد كبير في العاصمة الأميركية.
وجرى تنظيم العرض الذي تشارك فيه طائرات حربية ودبابات للاحتفال بمرور 250 عاماً على تأسيس الجيش الأميركي، لكنه يصادف أيضاً يوم عيد ميلاد ترمب الـ79.
تصور إدارة ترمب الاحتجاجات على أنها مصدر تهديد عنيف للبلاد يتطلب استخدام القوة العسكرية لدعم عناصر الهجرة العاديين والشرطة، لكن رئيسة بلدية لوس أنجليس كارن باس قالت إن الأزمة صنعت في واشنطن.
وقالت باس للصحافيين "قبل أسبوع، كان كل شي سلمياً في مدينة لوس أنجليس"، وأضافت "بدأ الأمر يزداد صعوبة الجمعة الماضي عندما جرت عمليات الدهم، هذا هو سبب المشكلات"، متهمة البيت الأبيض بالدفع في هذا الاتجاه.
وتواصلت عمليات التوقيف التي نفذها عناصر مسلحون ومقنعون أمس الأربعاء.
وقالت قس في ضاحية داوني في لوس أنجليس إن خمسة مسلحين يقودون سيارات من ولايات أخرى ألقوا القبض على رجل يتحدث الإسبانية في موقف سيارات الكنيسة، وعندما واجهتهم وطلبت أرقام شاراتهم وأسماءهم، رفضوا تقديمها، وأضافت لشبكة "كاي تي إل أيه" "وجهوا بنادقهم نحوي وقالوا 'عليك التراجع'".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 34 دقائق
- Independent عربية
الحرب الإسرائيلية - الإيرانية تعترض "يوم التحرير 2"
قلبت الحرب الإسرائيلية الإيرانية كل المعطيات في "وول ستريت"، إذ هوت المؤشرات في العقود الآجلة بنسب تزيد على 1 في المئة بعد الضربة الإسرائيلية لطهران، إذ يُتوقع هبوط حاد في المؤشرات اليوم. ويتزامن هذا التطور السريع مع قرب موعد حاسم في حرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب التجارية، إذ من المقرر أن تنتهي مهلة الـ90 يوماً لتأجيل تطبيق تعريفات "يوم التحرير" في التاسع من يوليو (تموز) المقبل. ومع أن تطورات الأحداث الجيوسياسية في المنطقة من الصعب معرفة مداها وتأثيرها في المدى المنظور، إلا أنها لا شك ستضاف إلى تحديات المؤشرات الاقتصادية لهذه السنة. وقبل أن تضاف هذه الأحداث يرى المحللون أن ما سيحدث عند منتصف ليل التاسع من يوليو المقبل فيما يطلق عليه البعض "يوم التحرير 2"، لا يزال غامضاً فالتصريحات التي صدرت عن ترمب ومسؤوليه هذا الأسبوع كشفت عن سيناريوهات متعددة. كل شيء مطروح وأكد محللون أنه قد يمر اليوم من دون حدث يذكر مع إمكان تمديد جديد للمهلة، أو قد يشهد احتفالاً بإبرام صفقات تجارية طال انتظارها لكنها لم تتحقق بعد، وهناك احتمال ثالث أيضاً، وهو أن يتم فرض الرسوم الجمركية بصورة أحادية ومن دون نقاش. وأشار ترمب نفسه إلى أنه منفتح على جميع الخيارات الثلاثة، قائلاً إلى الصحافيين مساء أول من أمس الأربعاء إنه سيرسل رسائل إلى الدول يبلغهم فيها، "هذه هي الصفقة، إما أن تقبلوها أو ترفضوها"، لكنه لمح أيضاً إلى إمكان تمديد بعض المهل، مضيفاً، "نحن نحقق تقدماً رائعاً على صعيد الصفقات". سيناريوهات متباينة السيناريوهات التي طرحها هذا الأسبوع كل من ترمب ووزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك لا تتعارض بالضرورة، لكن النتيجة التي ستحصل عليها كل دولة ستكون موضع ترقب من المستثمرين، إذ إن بعض النتائج أكثر ملاءمة للأسواق من غيرها. أما التوقعات فقد قدمتها هنرييتا تريز من شركة "فيدا بارتنرز" في مذكرة بحثية قائلة، "أعتقد أن الأمر سيكون مثل حفل عشاء جماعي، فسيكون هناك قليل من كل شيء"، وتوقعت أن ترسل الإدارة رسائل إلى نحو 130 دولة، معربة عن تفاؤلها بأن النسبة الجمركية ستراوح ما بين 10 في المئة و25 في المئة. صفقات محدودة أكد محللون أن بعض الدول قد تتمكن من الحصول على صفقات محدودة كما حدث أخيراً مع المملكة المتحدة، لكن عديداً من الرسوم الجمركية ستظل قائمة أو تضاف أخرى جديدة فيما قد تحصل دول أخرى على تمديد موقت فحسب. رسائل متناقضة يدور الغموض في الأسواق حول السيناريو الذي سيتصدر المشهد في الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع بروز معطيات الأحداث الإسرائيلية - الإيرانية، وقد برزت التناقضات بصورة واضحة أول من أمس الأربعاء مع تتابع تصريحات الإدارة الأميركية، إذ صرح وزير التجارة هوارد لوتنيك خلال مقابلة تلفزيونية أن المرحلة المقبلة ستشهد سيلاً من الصفقات الجديدة، مضيفاً "سترون صفقة تلو الأخرى، هذا سيبدأ الأسبوع المقبل ويستمر بعده". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكن سكوت بيسنت أدلى بشهادته أمام الكونغرس قدم رؤية مختلفة بعض الشيء، مشيراً إلى بطء وتيرة الصفقات، قائلاً إن "ترمب من المرجح جداً أن يؤجل المهلة لبعض الشركاء التجاريين الأساسيين"، مضيفاً أن "الإدارة مستعدة لدفع الموعد للأمام بالنسبة إلى 18 شريكاً تجارياً رئيساً يتفاوضون بنية حسنة"، لكنه أشار أيضاً إلى أنه إذا لم يكن هناك تفاوض، فلن نفاوض، وطرح بيسنت فكرة إبرام صفقات تجارية إقليمية تمنح مجموعة من الدول شروطاً متشابهة. تصريحات ترمب تصريحات ترمب كانت متناقضة مع وزيريه، إذ صرح بأنه سيرسل رسائل خلال أسبوع إلى أسبوعين لتحديد الرسوم الجديدة بصورة أحادية، قائلاً "سأخبرهم بالصفقة، هذه هي الشروط"، وعلى رغم هذا التوجه الحاسم، لمح ترمب أيضاً إلى إمكان تمديد المهلة لبعض الدول، قائلاً "لكني لا أعتقد أننا سنحتاج إلى ذلك"، مضيفاً "نتعامل مع اليابان، وكوريا الجنوبية، والكثير من الدول". في ظل هذا التباين والتصريحات المتضاربة تبقى الأسواق في حال ترقب حذر لما سيقرره ترمب وفريقه في الأيام المقبلة، إذ ستحدد هذه القرارات مسار العلاقات التجارية العالمية لفترة طويلة مقبلة. ويرى محللون أن احتفاء ترمب بأحدث اتفاق تجاري مع الصين لا يعدو كونه إعادة ضبط للشروط السابقة، بل حتى ذلك كان له ثمن، حيث بقيت معدلات الرسوم الجمركية دون تغيير يذكر. ومن المقرر أن تعود شحنات المعادن النادرة من الصين إلى مستويات ما قبل الثاني أبريل (نيسان) الماضي وفي غضون ذلك، لا تزال سلسلة من القضايا الشائكة، بما في ذلك اختلالات الميزان التجاري والأنشطة الضارة من دون حل.


Independent عربية
منذ 34 دقائق
- Independent عربية
ترمب: المزيد من الهجمات قادم... المزيد والمزيد
حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الجمعة إيران على إبرام اتفاق حول برنامجها النووي، وقال إن الوقت لا يزال متاحاً أمام طهران لمنع مزيد من الصراع مع إسرائيل، مشيراً إلى أنه منح طهران 60 يوماً للتوصل إلى اتفاق. ونقلت قناة "إي بي سي نيوز" عن الرئيس الأميركي قوله إن الهجوم الإسرائيلي على إيران "ممتاز"، متوعداً بأن "المزيد من الهجمات قادم... المزيد والمزيد". وكان ترمب قال على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، "وقع بالفعل موت ودمار واسع، لكن لا يزال الوقت متاحاً لوقف هذه المذبحة بالنظر إلى وجود خطة للهجمات القادمة بالفعل وستكون أكثر وحشية". وحض الرئيس الأميركي إيران على "إبرام اتفاق قبل أن لا يبقى هناك شيء"، مشدداً "افعلوا ذلك قبل أن يفوت الأوان". وكتب ترمب، "قلت لهم إن ذلك سيكون أسوأ من كل ما عرفوا أو توقعوا أو كل ما قيل لهم في السابق، إن الولايات المتحدة تصنع المعدات العسكرية الأفضل والأكثر فتكاً من أي كان في العالم، وبفارق كبير، وإن إسرائيل لديها كثير منها، وستتلقى المزيد، وإنهم يعرفون كيف يستخدمونها". وأضاف "بعض الإيرانيين من الخط المتشدد تكلموا بشجاعة، لكنهم لم يكونوا على علم بما سيحصل لهم. جميعهم قتلوا الآن، والقادم أسوأ". ويجمع ترمب الجمعة مجلس الأمن القومي في الساعة 11:00 (15:00 ت غ) في البيت الأبيض في واشنطن. القنبلة النووية وكان الرئيس الأميركي قال في مقابلة مع "فوكس نيوز" في وقت سابق الجمعة إن إيران لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية، وإن الولايات المتحدة تأمل في عودة طهران لطاولة المفاوضات. ونقلت جينفير غريفن مراسلة "فوكس نيوز" عن ترمب قوله بعد بدء الضربة الإسرائيلية على إيران "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونأمل في أن تعود لطاولة المفاوضات. سنرى، هناك أشخاص عدة في القيادة لن يعودوا". وأكد ترمب أنه أبلغ مسبقاً بالضربات الاسرائيلية الواسعة النطاق على إيران، مكرراً موقفه بأن طهران "لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية". وسعت إدارة ترمب إلى النأي بالولايات المتحدة عن الضربات الإسرائيلية على إيران، وهي هجمات من المرجح أن تعقد مساعي الرئيس الأميركي إلى التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران. وقالت إسرائيل إنها قصفت أهدافاً نووية إيرانية لمنع طهران من تطوير أسلحة ذرية، في وقت كانت إدارة ترمب تستعد فيه لعقد جولة سادسة من المحادثات يوم الأحد في شأن برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم. وأكد ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في إدارة ترمب، أن الضربات الإسرائيلية كانت أحادية الجانب، وأن واشنطن كانت تعلم أن الضربات ستحدث. وقال روبيو في بيان "لم نشارك في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية في المنطقة"، وأضاف "أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقبل ساعات قليلة من الضربات، حث ترمب على إيجاد حل دبلوماسي للتوترات، مشيراً إلى أن توجيه ضربة لإيران "أمر وارد جداً". وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، على رغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أمس الخميس أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاماً. وجه روبيو تحذيراً شديد اللهجة لإيران، بعد يوم من إصدار الولايات المتحدة أمراً لبعض الموظفين الأميركيين بمغادرة الشرق الأوسط جراء التوتر في المنطقة، وقال "دعوني أكون واضحاً: يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأميركيين". ولم يذكر ما إذا كانت واشنطن ستدعم إسرائيل إذا واجهت ضربات انتقامية، وهو موقف معتاد في ما سبق. يتزايد الخلاف بين ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن إيران وطريقة تعامله مع الحرب في غزة، إذ يسعى ترمب إلى إبرام اتفاق مع طهران وتسريع وصول المساعدات الغذائية إلى غزة. وتحدث ترمب ونتنياهو يوم الإثنين، وصرح ترمب للصحافيين بأن الموضوع الرئيس كان إيران. وفي حديثه للصحافيين أمس الخميس، أشار إلى احتمال وقوع هجوم إسرائيلي قريب. وقال "حسناً، أود تجنب الصراع. سيتعين على إيران التفاوض بصرامة أكبر، مما يعني أنها ستضطر إلى منحنا بعض الأمور التي لا ترغب في منحنا إياها الآن". وربما يعرض رد إيران على الضربات الإسرائيلية القوات والدبلوماسيين الأميركيين في المنطقة للخطر، نظراً إلى أن الولايات المتحدة الداعم الرئيس لإسرائيل. وتزايدت المخاوف الأمنية منذ أن صرح ترمب يوم الأربعاء بأنه سيتم إجلاء الموظفين الأميركيين من المنطقة لأنها "قد تكون مكاناً خطراً"، وأنه لن يسمح لطهران بتطوير سلاح نووي. وأعلنت واشنطن وطهران أمس الخميس عن خطط لعقد جولة أخرى من المحادثات يوم الأحد في سلطنة عمان بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الاجتماع سيعقد، ولم يجب متحدث باسم ويتكوف على استفسار بهذا الشأن.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
هل تعيد الضربات الإسرائيلية لإيران سيناريو نفط الـ100 دولار؟
في مشهد جيوسياسي بالغ التوتر، تدفع التطورات العسكرية الأخيرة بين إسرائيل وإيران أسعار النفط العالمية نحو قفزات حادة، مستحضرةً شبح صدمات الطاقة التي هزت الأسواق في عقود سابقة. هذا التصعيد غير المسبوق يثير تساؤلات ملحة حول عمق تأثيره في أسواق النفط، ومسار أسعار الخام، ومستقبل "علاوة الأخطار" في المدى القصير، وهل يمكن أن تتجاوز الأسعار عتبة الـ100 دولار للبرميل؟ وفي المقابل، وفي ظل التقارير التي تؤكد عدم تضرر منشآت التكرير وتخزين النفط الإيرانية، كيف يمكن لهذا العامل أن يخفف من وطأة الصدمة على السوق النفطية العالمية؟ خلفيات الأزمة وتداعياتها على الأسواق تأتي هذه الأحداث الدراماتيكية في وقت كانت فيه الأسواق بدأت تستوعب تقرير وكالة الطاقة الدولية "مراجعة الطاقة العالمية 2025"، الذي أشار إلى تباطؤ متوقع في نمو الطلب على النفط مدفوعاً بالتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية، إلا أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت موقع "نطنز" النووي ومنشآت عسكرية أخرى في إيران، قلبت هذه التوقعات رأساً على عقب، معيدةً سيناريوهات نقص المعروض وارتفاع الأسعار إلى الواجهة بقوة. هذه الضربة التي وصفها محللون بأنها "تحويل للأزمة الإيرانية من مجرد ملف سياسي إلى صراع مباشر"، دفعت أسعار النفط اليوم لترتفع بنسب تراوح ما بين سبعة و13 في المئة، مسجلةً بذلك أكبر صعود يومي منذ مارس (آذار) 2022، ونتيجة لذلك، تجاوز سعر خام برنت مستويات 78 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى ما فوق 73 دولاراً. تحذيرات دولية وتصريحات لافتة تتزامن هذه التطورات مع تحذيرات دولية وتصريحات لافتة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي كشف اليوم أن الإدارة الأميركية كانت على علم سابق بالضربات الإسرائيلية على إيران، مؤكداً في الوقت ذاته عدم تورط واشنطن المباشر. وحذر ترمب طهران من تطوير برنامجها النووي بقوله، "لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي... لكننا لا نريد حرباً جديدة في الشرق الأوسط". هذه التصريحات تزيد من تعقيد المشهد، مظهرةً أن واشنطن تتابع عن كثب، لكنها تحاول تجنب الانخراط المباشر في صراع قد تكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي. تاريخياً، يُعد الملف الإيراني أحد أكثر الملفات تعقيداً في السياسة الدولية، إذ تتشابك فيه المخاوف النووية مع المصالح الاقتصادية والجيوسياسية. صدمة لحظية أم نزاع مفتوح؟ أجمع محللون في أسواق الطاقة والنفط، في تصريحات لـ"اندبندنت عربية"، على أن الضربات الإسرائيلية المفاجئة شكّلت "صدمة لحظية" للأسواق، إذ أثارت المخاوف من أن يتحول التوتر القائم إلى نزاع مفتوح في واحدة من أكثر المناطق تأثيراً في صناعة الطاقة العالمية، وأكد الخبراء أن مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة سيتحدد بناءً على ثلاثة عوامل رئيسة: طبيعة الرد الإيراني المحتمل، وموقف القوى الدولية، ومدى استمرار العمليات العسكرية في المدى القريب والمتوسط. وأشار المحللون إلى أن القفزة الحادة في الأسعار تعكس في المقام الأول "علاوة أخطار" مرتبطة بعدم اليقين الجيوسياسي، التي قد تبقى مرتفعة ما دامت التوترات قائمة، هذه العلاوة هي ثمن يدفعه مشترو النفط للتأمين ضد اضطرابات محتملة في الإمدادات. ولفتوا إلى أنه كلما زاد الخطر الجيوسياسي، زادت علاوة الأخطار، مما يدفع الأسعار للارتفاع حتى في غياب نقص فعلي في الإمدادات. وفيما يمثل عدم تعرض منشآت التكرير وتخزين النفط الإيرانية للضرر عاملاً تخفيفياً مهماً، يرى المحللون أن الضرر المباشر للبنية التحتية النفطية الإيرانية كان سيؤدي إلى انخفاض فوري في المعروض، مما كان سيدفع الأسعار إلى مستويات أعلى بكثير وبسرعة أكبر. وأكدوا على أن هذا يعني أن الارتفاع الحالي هو رد فعل على الأخطار المستقبلية المحتملة وليس على نقص فعلي في الإمدادات حتى الآن، مما يمنح السوق بعض المرونة، بعبارة أخرى، السوق لا يتعامل حالياً مع خسارة فعلية في المعروض من النفط، بل مع احتمال حدوثها، مما يحد من حجم الارتفاع الجنوني الذي كان يمكن أن يحدث لو استهدفت المنشآت النفطية مباشرة. هجمات متبادلة يرى المتخصص في الشؤون النفطية، كامل الحرمي، أنه من الصعب التكهن بمعدل معين لسعر النفط في ظل الظروف الراهنة، مرجعاً ذلك إلى احتمالية نشوب حرب في منطقة الشرق الأوسط أو توقف إمدادات النفط الإيراني للأسواق العالمية في آسيا، وتحديداً الصين والهند واليابان. وأشار الحرمي، إلى أنه على رغم وجود فائض نفطي في الأسواق يتجاوز 5 ملايين برميل يومياً لدى منظمة أوبك، فإن سعر البرميل شهد ارتفاعاً مفاجئاً بلغ سبعة دولارات في أقل من 24 ساعة، ليصل إلى 73 دولاراً للبرميل، ولفت إلى أن هذا الارتفاع ليس إلا بداية لمزيد من الصعود، متسائلاً عما إذا كان السعر سيصل إلى 80 أو حتى 90 دولاراً للبرميل. وأضاف الحرمي، أن أي ارتفاع لسعر البرميل فوق حاجز 65 دولاراً سيكون في صالح النفط الصخري الأميركي، وسيشكل حافزاً لزيادة الاستثمار في هذا القطاع، وشدد على أن ارتفاعات أخرى وأعلى ستكون نتيجة لتوسع آثار الحرب والهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، مما قد يشمل دولاً أخرى في الخليج العربي، "لتبدأ الكارثة الفعلية". ضربة قوية للمعنويات بدوره، قال محلل السوق لدى "آي جي" توني سيكامور، إن التصعيد يمثل ضربة قوية للمعنويات في الأسواق المالية بصورة عامة، وليس فقط سوق الطاقة، متوقعاً أن نشهد خروجاً جماعياً من الأصول الخطرة في نهاية الأسبوع، وأضاف أن المستثمرين ينتظرون "رد الفعل الإيراني المحتمل"، وهو العامل الذي قد يحدد اتجاه الأسواق خلال الأيام المقبلة. مخاوف الإمدادات وأوضح المحلل الإستراتيجي في شركة الخدمات المالية بيبرستون أحمد عسيري، أن الارتفاع الحالي في الأسعار يعكس مزيجاً من المخاوف الفورية في شأن الإمدادات والتوقعات بتصاعد وتيرة التصعيد تدرجاً، على عكس جولات التوتر السابقة بين إيران وإسرائيل، التي كانت تنتهي عادة بصورة سريعة أو بضغوط دولية لاحتوائها. انتقال العدوى على الصعيد ذاته، أكدت محللة الأسواق لدى "فيليب نوفا" في سنغافورة، بريانكا ساشديفا، أن استعداد إيران لرد عسكري يزيد من الأخطار، ليس فقط على صعيد اضطرابات التوريد، لكن أيضاً لاحتمالات انتقال العدوى الجيوسياسية إلى دول منتجة للنفط في المنطقة، وهو ما قد يعيد أسعار النفط إلى مستويات لم نشهدها منذ عقد كامل. تعطل الإنتاج من جانبه، أوضح رئيس شركة "ليبو أويل أسوشيتس"، آندي ليبو، أن أسعار النفط قد تتجاوز عتبة 100 دولار للبرميل في حال تعطلت أي من منشآت إنتاج النفط في الخليج العربي، لكنه أشار إلى أن السيناريو الأساس حتى الآن يعتمد على أن القوى الكبرى ستسعى جاهدة إلى احتواء التصعيد ومنع انفلات الوضع. شكوك كبيرة ووصف الرئيس التنفيذي في "XM أستراليا"، بيتر ماكغواير، "الاحتقان الإسرائيلي-الإيراني" بأنه السبب في "الشكوك الكبيرة" المحفزة للتقلبات في السوق، ويقول إن أسعار النفط تستجيب أولاً لأخطار الإمداد القريبة أكثر من أي عوامل أخرى. واقع الستينيات وأشارت رئيسة قسم إستراتيجية السلع العالمية في "جيه بي مورغان"، ناتاشا كانيفا، إلى احتمال ذروة سعرية لحدود 120 دولاراً، لكنها تضيف توازناً بأن السوق يمكن أن ينهار إلى الـ40 دولاراً إذا ظهرت معروضات جديدة وخفض الطلب، وحسبما تشير في الوقت الراهن، تظل الجغرافيا السياسية مسيطرة. صراع واسع وسيناريو أسوأ ولفت بنك "جيه بي مورغان" في مذكرة بحثية حديثة صادرة اليوم، إلى أن السيناريو الأسوأ يتضمن احتمال توسع الصراع ليشمل تعطيل إمدادات النفط من دول مجاورة، بما فيها تهديد الملاحة في مضيق هرمز. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأوضح "جيه بي مورغان" في المذكرة أن احتمال السيناريو المتشدد يبلغ نحو سبعة في المئة، مشيراً إلى أن الأسعار قد تسجل ارتفاعات "أسية" مدفوعة بحال ذعر في الأسواق العالمية، في حال انزلاق المنطقة إلى صراع واسع النطاق. وعلى رغم هذه التحذيرات، أبقى البنك على توقعاته الأساسية لأسعار خام برنت عند الستينيات من الدولار للبرميل لبقية عام 2025، متوقعاً أن تعمل القوى الإقليمية والدولية على احتواء التصعيد، ثم نحو 60 دولاراً في 2026. سيناريوهات مستقبلية مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، تتجه أنظار الأسواق نحو سيناريوهات محتملة قد ترسم مستقبل أسعار النفط العالمية، فإذا تدخلت القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لاحتواء التوترات ومنع ردود عسكرية متبادلة بين إيران وإسرائيل، فمن المرجح أن تتراجع الأسعار تدرجاً نحو مستوياتها السابقة قبل التصعيد، وهذا السيناريو يعتمد على النجاح الدبلوماسي والاحتواء السريع للوضع، وهو ما يميل إليه بنك "جيه بي مورغان" في توقعاته الأساسية. على النقيض، إذا ردت إيران بقوة، أو اتسع نطاق الضربات ليشمل منشآت نفطية إيرانية أو ملاحة مضيق هرمز، فإن أسعار الخام قد تتجاوز 100 إلى 120 دولاراً للبرميل، وسط حال من الفوضى في أسواق الطاقة العالمية، قد يتعدى ذلك إذا وصلنا لحظر مضيق هرمز، وهو ما حذر منه "جيه بي مورغان" كسيناريو أسوأ، وأشار إليه كل من آندي ليبو وبريانكا ساشديفا كاحتمال وارد. ثلاثة عوامل رئيسة يجب مراقبتها وسط هذه التوترات، لا يبدو أن الأسواق بصدد استقرار سريع، وبخاصة أن الملف الإيراني يمثل واحداً من أعقد الملفات في السياسة الدولية منذ أكثر من عقدين، وبينما يحاول المستثمرون استيعاب تطورات الساعات الأخيرة، تبقى كلمة السر في المدى القريب هي "الاستقرار العميق" وليس الأرقام الفلكية، لذا، ينبغي مراقبة ثلاثة عوامل رئيسة لتحديد مسار الأسعار: أولاً، طبيعة رد طهران: هل سيكون رمزياً أم مؤلماً على استقرار الإمدادات؟ يرى المحللون أن طبيعة الرد الإيراني هي العامل الأهم في تحديد مسار الأسواق خلال الأيام المقبلة. ثانياً، دور القوى العظمى: هل ستنجح في تجنيب المنطقة حرباً إقليمية؟ من المفترض أن تلعب الجهود الدبلوماسية الدولية دوراً حاسماً في احتواء التصعيد ومنع انزلاقه إلى صراع أوسع. ثالثاً، مسار العقود الآجلة: هل يظهر مخطط يعبر عن "أزمة ممتدة" أم "تفلت موقت"؟ ستقدم العقود الآجلة للنفط مؤشراً قوياً على توقعات السوق للمدى الطويل، فإذا استمرت الأسعار في الارتفاع على المدى البعيد، فهذا يدل على أن السوق تتوقع أزمة ممتدة، أما إذا عادت إلى الاستقرار، فهذا يعني أنها ترى الأمر تفلتاً موقتاً. وبصفة عامة، فإنه في الأفق القريب، ستظل الجغرافيا السياسية مسيطرة على أسواق النفط، لكن إذا انهار هذا الاستقرار، فسنشهد تداعيات تتجاوز النفط إلى مؤشرات التضخم العالمي والنمو الاقتصادي، مع احتمالية عودة الأسعار إلى ثلاثة أرقام، مما قد يلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي بأسره.