
ستارمر وأصوات المراهقين
وفي خطوة جريئة يقدم على تخفيض سن الاقتراع من 18 إلى 16 عاماً. الخطوة تبدو انتهازية، فالمراهقون دون الثامنة عشرة يفضلون سياسات العمال اليسارية. مستشارو ستارمر يقولون إن التعديل كان في «مانيفستو» الحزب الانتخابي، لكنه يلقى معارضة واسعة من المعلقين والمختصين في الشؤون الدستورية، لعدم نضج المراهقين في هذه السن. فلا يسمح لمن هم أقل من 18 عاماً بممارسات البالغين، لأن المخ لا يزال غير مكتمل النمو أو التطور، ناهيك بالوعي والنضج الاجتماعي والذهني. فقوانين إنجلترا وويلز تمنع الزواج قبل بلوغ 18 عاماً، كذلك لا يسمح لهم مثلاً بقيادة السيارة، أو شراء الدخان والسجائر، أو المشروبات الكحولية. المفارقة الأخرى أن القانون لا يسمح لهم بالترشيح في الانتخابات التي قد يصوتون فيها، حسبما يريد ستارمر.
لكن نصف عدد صغار السن (49 في المائة) يرفض تخفيض سن التصويت، في إحصائية محطة «آي تي في» بين عمرَي 16 و17 عاماً، ويقبلها النصف الآخر (50 في المائة)، بينما أبدت أقلية بينهم (18 في المائة فقط) استعدادها للذهاب إلى مراكز الاقتراع للتصويت.
ثلث المشاركين (33 في المائة) يفضل التصويت للعمال، مقابل 10 في المائة للمحافظين، و18 في المائة للخضر، و12 في المائة يفضلون الديمقراطيين الأحرار. المفارقة أن ثاني أكبر نسبة (20 في المائة) بين الصغار يفضلون حزب «الإصلاح»، والخوف من «الإصلاح» هو ما دفع ستارمر إلى توسيع رقعة التصويت طمعاً في أصوات المراهقين، وأغلبيتهم يميلون إلى الآيديولوجيات والتيارات اليسارية. الطريف أن زعيم «الإصلاح»، فاراج، الذي احتل المركز الثاني (26 في المائة) بوصفه رئيس الحكومة المفضل للمشاركين في الاستطلاع، يرى الاقتراح «فكرة سخيفة»؛ رغم أن أتباعه على «تيك توك» (هي وإنستغرام أكثر منصات التواصل الاجتماعي انتشاراً بين الصغار) ستة أضعاف أتباع ستارمر الذي احتل المكانة الأولى (39 في المائة) بينهم، و18 في المائة اختاروا زعيمة المحافظين كيمي بيدنوك، و16 في المائة فضلوا زعيم «الديمقراطيين الأحرار»، السير إدوارد دايفي.
لكن إجاباتهم عن أسئلة أخرى مرتبطة بالتصويت، أظهرت أن العواطف أكثر تأثيراً من العقل في خياراتهم.
فمثلاً، من يرونه الأكثر شعبية بين الساسة؟
ستارمر وفاراج (9 في المائة) حصلا على نسبة أقل من زعيم العمال اليساري السابق جيرمي كوربين (12 في المائة). وكان العمال استبدلوه بعد انتخابات 2019، فسياساته اليسارية كانت ستلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد. الاقتصاد بدوره احتل المرتبة الأولى (30 في المائة) في قائمة أولويات الصغار، وتتبعه الرعاية الصحية (28 في المائة)، ومكافحة الجريمة وفرض القانون (25 في المائة)، والمشكلة الإسرائيلية - الفلسطينية (25 في المائة)، وارتفاع معدلات الهجرة (23 في المائة).
ومن أدلة عدم النضج كانت الأسماء التي منحوها ثقتهم، فخيارهم الأول (27 في المائة) غريتا ثنبيرغ، الشابة السويدية التي جعلت من الاحتجاجات البيئية بين طلبة المدارس عملها الدائم، رغم أن البيئة تتذيل قائمة أولويات الصغار مع الإسكان والتعليم. بينما كان خيارهم الثاني شخصية «مستر بيست» التي ابتدعها الشاب الأميركي جيمي دونالدسون على «يوتيوب» (وله 100 مليون مشترك).
ومن المتوقع أن تضيف تعديلات ستارمر 10 ملايين إلى كشوف الانتخابات في 2029، لكن ربما يكرر التاريخ نفسه.
في 1969، خفض رئيس الوزراء العمالي هارولد ويلسون، سن التصويت من 21 إلى 18 عاماً، متوقعاً جمع أصوات جيل البيتلز والموسيقى والتمرد، لكن جاءت رياح الأصوات الجديدة معاكسة، فدفعت بسفينته إلى ساحل الهزيمة في انتخابات 1970، وفاز المحافظون بزعامة إدوارد هيث.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
الإنجليزية كارتر تتعرض لإساءات عنصرية ببطولة أوروبا 2025
قالت جيس كارتر، مدافعة منتخب إنجلترا، إنها تتعرض لإساءات عنصرية عبر الانترنت منذ انطلاق بطولة أوروبا لكرة القدم للسيدات في سويسرا، وأعلنت اليوم الأحد أنها ستبتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي طوال فترة البطولة. ونشرت كارتر، وهي من أصحاب البشرة السمراء، بيانا مطولا عبر انستجرام قالت فيه "في حين أن لكل مشجع الحق في إبداء رأيه في الأداء والنتائج، فإنني لا أوافق أو أعتقد أن من المقبول استهداف مظهر أو عِرق شخص ما. أتخذ هذا الإجراء لحماية نفسي في محاولة للحفاظ على تركيزي على مساعدة الفريق بأي طريقة ممكنة. "آمل أن يؤدي التحدث علنا إلى جعل الأشخاص الذين يكتبون هذه الإساءة يمعنون التفكير (قبل القيام بذلك) حتى لا يضطر آخرون إلى التعامل معها". وشاركت كارتر (27 عاما) في التشكيلة الأساسية في أربع مباريات خاضتها إنجلترا في البطولة. وتستعد إنجلترا لمواجهة إيطاليا في قبل النهائي بعد غد الثلاثاء في جنيف. ورغم أن لاعباتها عادة ما يركعن على ركبة واحدة قبل المباريات، بينها اللقاءات الأربعة التي خضنها حتى الآن في سويسرا، كإشارة رمزية ضد العنصرية، فإنهن لن يفعلن ذلك يوم الثلاثاء. وقال الفرق في بيان "من الواضح أننا وكرة القدم بحاجة إلى إيجاد طريقة أخرى لمكافحة العنصرية، واتفقنا كفريق أن نظل واقفات قبل انطلاق المباراة يوم الثلاثاء. يجب محاسبة المسؤولين عن نشر هذه السموم على الإنترنت". وأبدى كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني دعمه لكارتر عبر منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي. قال ستارمر: "لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو في أي مكان في المجتمع. أقف إلى جانب جيس، ولاعبات منتخب إنجلترا، وكل من تعرض للعنصرية، داخل الملعب وخارجه". وأدان مارك بولينجهام الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي للعبة الإساءة، مشيرا إلى أن الاتحاد على اتصال بالشرطة البريطانية. وأضاف "نعمل مع الشرطة لضمان تقديم المسؤولين عن جريمة الكراهية هذه إلى العدالة. "للأسف، هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر مع لاعب إنجليزي، لذلك اتخذنا إجراءات تسمح لنا بالرد بسرعة وتقديم المعلومات حيثما أمكن لدعم أي إجراء محتمل تتخذه الشرطة". ونشر الاتحاد الأوروبي للعبة (اليويفا)، ونادي جوثام الذي تلعب له كارتر، والرابطة الوطنية لكرة القدم النسائية، ومنتخب إنجلترا للسيدات بيانات لدعم اللاعبة. وقال منتخب إنجلترا للسيدات "نقف إلى جانب جيس وجميع لاعبات منتخب إنجلترا للسيدات السابقات والحاليات اللواتي عانين من العنصرية. تمثيل بلدك هو أعظم شرف. ليس من الصواب أن يتلقى بعضنا معاملة مختلفة أثناء قيامنا بذلك لمجرد لون بشرتنا". وقال اليويفا "لا ينبغي التسامح مطلقا مع الإساءة والتمييز، سواء في كرة القدم أو المجتمع، أو بشكل شخصي أو عبر الإنترنت. "نحن نقف مع جيس". وكانت الشرطة قد ألقت القبض على خمسة أشخاص بعد تعرض لاعبي إنجلترا ماركوس راشفورد وبوكايو ساكا وجادون سانشو لإساءة عنصرية عبر الإنترنت بعد هزيمة منتخبهم في نهائي بطولة أوروبا 2020.


العربية
منذ 5 ساعات
- العربية
اسكتلندا تحث رئيس الوزراء البريطاني على التعاون لإنقاذ أطفال غزة
حثت اسكتلندا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على التواصل معها من أجل إجلاء الأطفال المصابين في غزة وإنقاذهم من الموت. وكتب الوزير الأول في اسكتلندا جون سويني إلى كير ستارمر في وقت سابق من الشهر الجاري، قائلا إن اسكتلندا "مستعدة" لاستقبال بعض من ألفي طفل في غزة أصيبوا بجروح جراء القصف الإسرائيلي للمنطقة، لتلقي العلاج في هيئة الخدمات الصحية الوطنية. لكن سويني قال إنه لم يتلق أي رد من ستارمر. وفي بيان لوكالة بي إيه ميديا البريطانية، قال سويني: "إنه لأمر محزن للغاية أن الحكومة البريطانية رفضت حتى الآن الدخول في حوار بشأن الإجلاء الطبي للأطفال في غزة الذين، بدون رعاية طبية مناسبة، سيتركون ليموتوا". وتابع "هذا هو الواقع الحقيقي للحياة في غزة تحت القصف والحصار الإسرائيلي". وأضاف "نظام الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار التام، حيث يعمل الجراحون ليلا ونهارا تحت نيران المدفعية، مع إمدادات غير كافية وغالبا بدون كهرباء". وقال "نعلم أن العديد من المستشفيات قد تم استهدافها وتدميرها من قبل الجيش الإسرائيلي". وأضاف سويني أن اسكتلندا مستعدة "للقيام بما هو مطلوب لإنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأطفال". وجاءت دعوته الأولية بعد اجتماع مع منظمة يونيسف الخيرية للأطفال، مما دفعه لإعلان "سباق مع الزمن" لمساعدة الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. وقال: "لكن لا يمكننا فعل ذلك بدون دعم حكومة حزب العمال لإخراج الأطفال عبر نظام التأشيرات البريطاني وإدخالهم إلى اسكتلندا". وتابع: "أحث رئيس الوزراء على التواصل العاجل مع الحكومة الاسكتلندية بشأن هذه القضية حتى نتمكن من إنقاذ أكبر عدد ممكن من أرواح الصغار".


الشرق الأوسط
منذ 7 ساعات
- الشرق الأوسط
الراعي يدعم «اقتراع المغتربين» تطبيقاً للمساواة بين اللبنانيين
دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى إلغاء المادة 112 من قانون الانتخابات الحالي التي تنص على تخصيص 6 مقاعد للمغتربين، موزعة على القارات بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين، معتبراً أنها تقصي حقهم وتخالف مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين المقيمين والمنتشرين. وأتى موقف الراعي وسط الخلاف الحاصل في لبنان بين القوى السياسية التي تدعو إلى إلغاء هذه المادة، كحزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي» وعدد من النواب المستقلين والتغييريين، الذين تقدم بعضهم باقتراحات لتعديل المادة. وسبق أن علقت هذه المادة سابقاً في 2018 و2022 على أن يعاد تفعيلها في انتخابات عام 2026، مقابل رفض حركة «أمل» و«حزب الله» إضافة إلى «التيار الوطني الحر». رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى شاركا في القداس الإلهي لمناسبة عيد القديس شربل في دير مار مارون – عنايا، كما أُزيح الستار عن لوحة تذكارية تُجسّد انطلاق مسارات الحج على "درب مار شربل"@lbfirstlady — Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 20, 2025 وأتى موقف الراعي في العظة التي ألقاها لمناسبة عيد القديس شربل في دير مار مارون – عنايا، بحضور رئيس الجمهورية جوزيف عون، وعقيلته، وحشد من الشخصيات. وقال الراعي: «ارجعوا إلى الله، ارجعوا إلى الأخلاق، ارجعوا إلى لبنان الحقيقي، ارجعوا إلى الشجاعة الداخلية والحكمة والقرار الواضح والصحيح، ارجعوا إلى التجرد الشخصي من أجل الخير العام». وتحدث عن حق المغتربين بالاقتراع قائلاً: «في خضم الأخطار التي تهدد لبنان في كيانه ووجوده من جراء ما يحدث فيه ومن حوله، نشهد اليوم وبكل أسف، خلافاً وانقساماً بين السياسيين حول المادة 112 من قانون الانتخابات النيابية الحالي. فقد عُلقت هذه المادة وبحق في انتخابات 2018 و2022 لعدم صحتّها؛ فاستحداث ست دوائر انتخابية للبنانيين غير المقيمين مخالف لمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين المقيمين والمنتشرين، وهو مبدأ يضمنه الدستور والنظام الديمقراطي عندنا». وأضاف الراعي: «إن حصر المنتشرين في ستة مقاعد نيابية يتعارض مع مبدأ ربطهم بوطنهم وأرضهم وأهلهم ومشاركتهم في الحياة السياسية اللبنانيّة. ما نشهده في هذه المادة هو عملية إقصاء يلغي حق المنتشرين الطبيعي بالتصويت في كل الدوائر الانتخابية المائة وثماني وعشرين على مساحة الوطن»، مضيفاً: «إن اللبنانيين في الانتشار يتطلعون إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة بكل حرية في دوائرهم الانتخابية حيث مكان قيدهم في لبنان. فلا بد من أجل حماية الوحدة الداخلية إلغاء المادة من قانون الانتخاب الحالي». وتنطلق كل الأطراف في لبنان في مقاربة هذا الموضوع من نتائج الانتخابات الأخيرة عام 2022 التي كانت لصالح القوى المعارضة لـ«حزب الله» والنواب المستقلين والتغييريين، وهو ما جعل الحزب و«أمل» و«الوطني الحر» يعارضون تعديلها، لا سيما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وتداعياتها على وضع الحزب. مع العلم أن كلام عضو كتلة «حزب الله» النائب علي فياض كان صريحاً في هذا الإطار، حيث قال في وقت سابق: «لا يوجد تكافؤ فرص في انتخابات المغتربين، وواجبنا أن نتفهم هواجس بعضنا».