
ظلال حول اليورانيوم الإيراني... من "فوردو" إلى "جبل الفأس"
وسط ظلال كثيفة من الشك التي سببها تقرير استخباراتي أميركي حول ما إذا كانت المنشآت النووية الإيرانية دمرت بالكامل، تمسك الرئيس دونالد ترمب بأن البرنامج النووي الإيراني تم تدميره تماماً وأعيد عقوداً إلى الوراء، وهو ما كرره كبار مسؤولي إدارته، وتوافق معه مسؤولون إسرائيليون بأن الضربات الأميركية والإسرائيلية أخرت إيران أعواماً عن تطوير أسلحة نووية، فيما اعترفت إيران بأن الضربة الأميركية ألحقت أضراراً جسيمة بمنشآتها النووية وإن كانت تمسكت بمواقفها السابقة الخاصة بالتخصيب داخل إيران. فما حقيقة تدمير القدرات النووية الإيرانية؟ وما مواقف الخبراء منها؟ ولماذا تستمر المخاوف من احتفاظ إيران بقدرات نووية في منشآت سرية قد تجعلها تسرع من عمليات التخصيب؟
تقديرات متناقضة
منذ أن كشفت شبكة "سي أن أن" عن تقرير أعدته وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، التابعة للبنتاغون أوضح أن الضربات العسكرية الأميركية على ثلاث منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل على الأرجح عطلته لأشهر فقط، صب الرئيس دونالد ترمب جام غضبه على الشبكة الإخبارية وعلى صحيفة "نيويورك تايمز" التي أكدت أيضاً معلومات التقرير الاستخباراتي، وهو ما دفع كبار مسؤولي إدارة ترمب مثل نائبه جي دي فانس ووزير دفاعه بيت هيغسيث ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد إلى تأكيد ما انتهى إليه ترمب من أن طموحات إيران النووية قضي عليها.
لم تنكر إدارة ترمب وجود التقرير الاستخباراتي الذي أشار إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يدمر لأنه نقل من المواقع قبيل توجيه الضربات الأميركية، وأن أجهزة الطرد المركزي سليمة إلى حد كبير، وأن الهجوم لم يسفر عن انهيار المباني تحت الأرض، لكنها بدلاً من ذلك عدت التقييم بأنه أولي وسري للغاية ووصفته بأنه منخفض الثقة، بل اعتبرت أن هناك دوافع سياسية وراء تسريب المعلومات التي تضمنها، وأن تحقيقاً يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي جار لتحديد هوية المسرب.
يعتقد مسؤولون أميركيون أن إيران تحتفظ بمنشآت نووية سرية لم تستهدف في الضربة، ولا تزال قيد التشغيل (أ ف ب)
خطر داهم
يكشف هذا الغضب على أعلى مستويات الإدارة مدى التهديد الذي تشكله هذه المعلومات إذا ثبتت صحتها في النهاية، لأنه إذا تبين أن البرنامج النووي الإيراني لم يتم القضاء عليه بعد، فقد يوجه ذلك ضربة قاصمة للرئيس الأميركي ترمب الذي تفاخر دوماً بالضربات الدقيقة وبكفاءة القوات الأميركية والطيارين وخطة إدارته الماهرة في تنفيذ العملية على أكمل وجه.
كما سيعني أن الرئيس الأميركي تجاهل تقديرات خبراء عسكريين بأن تدمير منشأة "فوردو" التي توجد على عمق نحو 90 متراً تحت الجبل، تحتاج لطلعات عدة من قاذفات "بي-2" الشبحية الأميركية على مدى عدة أيام أو أسابيع تلقي خلالها كميات هائلة من القنابل الخارقة للتحصينات "جي بي يو 57" لضمان التدمير الكامل، كما يقول بريان كارتر، مسؤول الشرق الأوسط في معهد "أميركان إنتربرايز"، لكن بدلاً من ذلك اكتفى ترمب بإلقاء 12 قنبلة في ضربتين جويتين.
كما ستشكل هذه الحقيقة نكسة كبيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي بنى تاريخه على مواجهة إيران للتخلص من تهديدها النووي لإسرائيل، ويظهره بأنه غامر بحرب شاملة تعرضت فيها إسرائيل لحملة قصف بالصواريخ الباليستية الإيرانية لم تشهدها إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، بينما فشل في تحقيق أهم هدف من هذه الحملة العسكرية الإسرائيلية الأميركية وهو تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
وما قد يزيد من الأمر سوءاً، أن احتفاظ إيران ببعض القدرات النووية بعد تعرضها لتهديد كبير خلال هذه الحرب التي جعلتها مكشوفة أمام سلاح الجو الإسرائيلي وفقدت عشرات من كبار قياداتها العسكريين وعلمائها النوويين، فضلاً عن تدمير الكثير من قدراتها العسكرية ومنشآتها الأمنية والاقتصادية وتعريض حياة مرشدها العام للخطر، قد يدفعها إلى التسريع بتخصيب اليورانيوم وبناء سلاح نووي ليكون رادعاً أمام أية هجمات عسكرية محتملة مستقبلاً من الإسرائيليين والأميركيين، وهو ما حذر منه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعديد من الخبراء الاستراتيجيين في الولايات المتحدة وأوروبا.
نشرت إيران في الأعوام الأخيرة نحو 6000 جهاز طرد مركزي متطور في منشآت مختلفة لا يزال الكثير منها غير متاح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (أ ف ب)
تقييمات متباينة
ومع ذلك، يحذر مسؤولون أميركيون من أن التقرير السري المكون من خمس صفحات ليس سوى تقييم أولي، وأن تقارير أخرى ستأتي تباعاً مع جمع المزيد من المعلومات وفحص إيران للمواقع الثلاثة، وأشاروا إلى أن التقارير التي عرضت على أعضاء الإدارة كانت متباينة.
لكن التقييمات الإسرائيلية الأولية للأضرار أثارت أيضاً تساؤلات حول فعالية الضربات، حيث صرح مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأنهم جمعوا أيضاً أدلة على أن المنشآت العميقة في "فوردو" لم تدمر، وهو تقييم يتفق معه جيفري لويس، خبير الأسلحة والأستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، والذي راجع عن كثب صور الأقمار الاصطناعية التجارية لمواقع الضربات، وحذر معها من أن هذه المنشآت يمكن أن تشكل أساساً لإعادة بناء البرنامج النووي الإيراني بسرعة.
وعلى رغم تأكيدات ترمب وكبار المسؤولين في إدارته بأن الضربات أنهت تماماً المشروع النووي الإيراني، فإن إلغاء إحاطات سرية لمجلسي النواب والشيوخ بشأن العملية العسكرية الأميركية، أثارت شكوك أعضاء الكونغرس حول تأثير الضربات، وخشيتهم من محاولات إخفاء معلومات سلبية عن الضربة الجوية، وأثار النائب الديمقراطي بات رايان تساؤلات على منصة "إكس" حول سبب التأجيل، وخلص إلى أن السبب الحقيقي هو أن فريق ترمب لا يستطيع إثبات ما قاله حول تدمير منشأة "فوردو".
كما صرح العضو الديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب مايك كويغلي بأن هناك اعتقاداً واسع النطاق في الكونغرس بأن المحتوى المحرج للتقييم هو السبب وراء قرار إدارة ترمب تأجيل الإحاطة السرية لأنها تحمل أخباراً سارة، مشيراً إلى أنه على مدى أعوام، أخبره مسؤولو الاستخبارات الأميركية بأن أي هجوم جوي على المنشآت النووية الإيرانية لن يكون له أثر دائم، وأنه يجب إنهاء المهمة بوجود قوات على الأرض، ومن شبه المؤكد أن تقرير وكالة استخبارات الدفاع، التابعة للبنتاغون، ليس سوى واحد من تقييمات استخباراتية أميركية عدة جارية للأضرار الناجمة عن الغارات الجوية.
لكن على رغم أن السيناتور مارك كيلي عضو لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، وجد تقرير وكالة استخبارات الدفاع موثوقاً، إلا أنه حذر من أن الاستنتاجات قد تخضع للتعديل لأن التقييمات تتغير، ويحصلون على معلومات استخباراتية وأخرى من عناصر بشرية، أو على صور أكثر فيعدلون التقرير.
إذا تبين أن البرنامج النووي الإيراني لم ينته سيلقى نتنياهو وترمب ضربة قاصمة (أ ف ب)
تقديرات الخبراء
ينقل موقع "فاكت تشيك" الأميركي الذي يعني (مدقق الحقائق) عن عدد من الخبراء المتخصصين في قضايا التسلح النووي شكوكهم بمخزونات إيران من اليورانيوم المخصب ومدى تدمير المنشآت النووية الإيرانية، حيث يشير داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من التسلح، وهي منظمة غير حزبية تقدم تحليلات حول الحد من التسلح، إلى أن المؤشرات الأولية للقصف الأميركي المكثف لـ"فوردو" والمواقع الرئيسة الأخرى، تظهر أضراراً بالغة فقط من دون تدمير كامل، ومع تصميم النظام على استمرار البرنامج النووي تزداد الأخطار.
وأوضح كيمبال أن الإيرانيين أزالوا على ما يبدو مخزوناً يزيد على 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، إضافة إلى معدات أخرى من موقع نووي واحد على الأقل، وهي المادة التي يمكن تخصيبها بدرجة 90 في المئة لتستخدم في صنع القنابل، وتوفر ما يكفي من المواد الخام لنحو 10 قنابل نووية، والتي ستستغرق من عام إلى عامين لتحويلها إلى رؤوس حربية صغيرة وخفيفة بما يكفي لإطلاقها عبر صاروخ باليستي، وفقاً لمعلومات استخباراتية أميركية قبل الضربات، مؤكداً ألا أحد، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعرف مكان هذه المواد الآن.
ويؤكد كيمبال أن لدى إيران القدرة على تصنيع أجهزة طرد مركزي تمكنها من إعادة بناء الآلات لتمكين المزيد من أنشطة التخصيب، ومن المرجح أن يكون لديها موقع آخر للتخصيب لم يتأثر حتى الآن بالقصف الأميركي أو الإسرائيلي.
ويفترض ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، أن هناك كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب لا تزال موجودة لدى الإيرانيين، لذا فإن الأمر لم ينته بعد، كما أن إيران تمتلك آلاف أجهزة الطرد المركزي الأخرى لتخصيب اليورانيوم، وربما نقلت مخزونات اليورانيوم في المواقع التي استهدفتها الولايات المتحدة إلى منشأة أخرى حيث يمكن تخصيبها لصنع سلاح نووي في فترة زمنية قصيرة.
ويرى جون إيراث، كبير مديري السياسات في مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار، وهو مركز غير حزبي، أنه إذا استمر وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إيران وإسرائيل، فينبغي استغلاله كفرصة للتفاوض على اتفاق سلام دائم، وفي إطار تلك المفاوضات، يمكن مطالبة الإيرانيين بتحديد كمية هذه المواد ومكانها.
المؤشرات الأولية للقصف الأميركي المكثف لـ"فوردو" والمواقع الرئيسة الأخرى، تظهر أضراراً بالغة فقط من دون تدمير كامل (أ ف ب)
مخاوف مستقبلية
تتزايد المخاوف من أن مراقبة البرنامج النووي الإيراني قد تستغرق وقتاً وبخاصة مع الإجراء الذي اتخذه البرلمان الإيراني بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولهذا يخشى كيمبال من إطالة أمد العودة إلى الدبلوماسية الحقيقية، وعودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، لتقييم وضع الأنشطة النووية الإيرانية بالكامل، ومحاولة تحديد مخزونها من المواد النووية، بما في ذلك اليورانيوم عالي التخصيب الذي تراكم قبل الحرب، وإعادة فرض قيود قابلة للتحقق على إمكاناتها في مجال الأسلحة النووية، والتي لا تزال قائمة.
وإذا كانت الضربات الإسرائيلية والأميركية أعادت برنامج إيران بضعة أشهر إلى الوراء، ولكن على حساب تبديد الثقة بين الأطراف الرئيسة، وتعزيز عزم طهران على إعادة بناء أنشطتها النووية الحساسة، فإن ذلك قد يدفعها إلى التفكير في الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وربما الشروع في التسلح النووي، بخاصة وأن مسؤولين أميركيين عبروا عن اعتقادهم بأن إيران تحتفظ أيضاً بمنشآت نووية سرية لم تستهدف في الضربة، ولا تزال قيد التشغيل.
موقع جبل الفأس
ومع تسريب فحوى تقرير استخبارات الدفاع، تساءلت صحيفة "تيليغراف" عما إذا كان اليورانيوم المخصب المفقود قد نقله الإيرانيون إلى موقع يدعى "بيك أكس" أو "جبل الفأس" الذي يقع على بعد 90 ميلاً جنوب "فوردو"، وعلى بعد دقائق فقط من منشأة "نطنز" النووية في وسط محافظة أصفهان، حيث يعتقد أن إيران أخفت داخله اليورانيوم المخصب كمكان مثالي تحت هذا الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 1608 أمتار فوق مستوى سطح البحر، أي أعلى بأكثر من 50 في المئة من الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 960 متراً، والذي يضم منشأة "فوردو"، مما يوفر حماية معززة، وربما غرفاً تحت الأرض أكبر حجماً للعمليات النووية.
يفترض ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، أن هناك كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب لا تزال موجودة لدى الإيرانيين (أ ف ب)
وتتزايد مخاوف البعض من أن إيران قد تستغل وقف إطلاق النار الهش مع إسرائيل الذي أبرمه ترمب، للقيام ببناء قنبلة نووية، وهو ما حذر الرئيس الفرنسي من حدوثه، لا سيما وأن خطة إيران الاحتياطية المحتملة في هذه المنشأة شديدة الحراسة، تظهر بحسب صور الأقمار الاصطناعية أنها توسعت سراً بعد الضربات للمنشآت الأخرى بتحصينات جديدة حول ما يبدو أنه موقع لتخصيب اليورانيوم. وقبل الضربة العسكرية الأميركية، شوهدت 16 شاحنة تصطف خارج "فوردو"، حيث يعتقد أنه جرى نقل جزء كبير من اليورانيوم عالي التخصيب إلى موقع سري.
وإذا كانت منشأة "فوردو" وصفت بأنها "جوهرة التاج" لبرنامج التخصيب النووي الإيراني، فإن حجم وعمق "جبل الفأس" يشيران إلى منشآت ذات قدرة تخصيب كبيرة قد تضاهي أو تتجاوز المحطة المتضررة في "فوردو"، إذ إن غرفه الجوفية تمتد إلى عمق أكبر ربما يتجاوز 100 متر تحت السطح، مقارنة بعمق "فوردو" الذي يتراوح بين 80 و90 متراً، ومن ثم يمكن أن يقلل البناء الأعمق بشكل كبير من فعالية القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات المصممة لاختراق المنشآت تحت الأرض مثل قنبلة "جي بي يو 57"، القادرة على اختراق ما لا يقل عن 60 متراً (200 قدم) من الأرض قبل أن تنفجر، وبهذا ستواجه القنابل الضخمة التي تزن 30 ألف رطل، والتي استخدمت ضد "فوردو"، صعوبة في الوصول إلى أهدافها المخبأة في "جبل الفأس"، كما يقول رويل مارك غيريشت، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والذي يرى أن إضافة الأنفاق والمحيط الأمني حول هذه المنشأة من شأنه أن يزيد من تعقيد أي غارة "كوماندوز" تحاول تخريب المجمع.
ويعتقد الخبراء أن حجم المشروع يعني أن إيران قد تستخدم المنشأة ليس فقط لبناء أجهزة الطرد المركزي، ولكن أيضاً لتخصيب اليورانيوم، وبخاصة مع إقرار البرلمان الإيراني مشروع قانون لتعليق تعاونه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توزيع البرنامج النووي
تشير تقييمات الاستخبارات الأميركية إلى أن إيران تطبق استراتيجية توزيع لبرنامجها النووي، حيث تنشر قدراتها على مواقع متعددة لضمان بقائها في حال تعرضها لهجوم. وفي الأعوام الأخيرة، نشرت إيران نحو 6000 جهاز طرد مركزي متطور في منشآت مختلفة، لا يزال الكثير منها غير متاح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويعتقد معهد العلوم والأمن الدولي أن إيران قادرة على نشر آلاف أجهزة الطرد المركزي المتطورة سراً في مجمع الأنفاق الجديد في جبل الفأس، حيث يمكن أن تسمح هذه القدرة لإيران بمواصلة أنشطة التخصيب حتى في حال تدمير المنشآت المعروفة، بحسب ما أشار علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، الذي أوضح أن الأمر لم ينته بعد حتى مع افتراض التدمير الكامل للمواقع، وذلك لأن المواد المخصبة والمعرفة العلمية والإرادة السياسية لا تزال قائمة.
وفيما يحذر محللون نوويون من أنه إذا واجهت إيران ما تعتبره تهديداً وجودياً لبقاء نظامها، فمن المرجح أن تتخلى طهران عن موقفها المعلن المتمثل في السعي للحصول على الطاقة النووية السلمية فقط، وتتحرك بسرعة نحو بناء أسلحة نووية، فهل تفعلها الآن؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 24 دقائق
- سعورس
وزير الدفاع الأميركي يؤكد نجاح الضربات على مواقع نووية إيران
وفجر الأحد، ضربت قاذفات أميركية من طراز "بي-2" موقعين نوويين إيرانيين بقنابل خارقة للتحصينات من طراز "جي بي يو-57"، في حين أطلقت غواصة صواريخ توماهوك مجنّحة على موقع ثالث. وقال هيغسيث للصحافيين في البنتاغون "لقد هيأ الرئيس ترامب الظروف لإنهاء الحرب" التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران و"القضاء... وتحطيم، وتدمير القدرات النووية لإيران". ووصف ترامب الضربات بأنها "نجاح عسكري باهر" وقال مرارا إنها "دمرت" المواقع النووية. وأكد الرئيس الأميركي الخميس أن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية، بما في ذلك اليورانيوم المخصب، من المواقع قبل الضربات الأميركية. وقال ترامب في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشال "لم يتم إخراج شيء من المنشأة إذ إن ذلك كان سيستغرق وقتا طويلا وسيكون خطيرا جدا، و(المواد) ثقيلة جدا ويصعب نقلها". لكن وسائل إعلام أميركية كشفت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن تقييم أولي للاستخبارات الأميركية جاء فيه أن الضربات لم تؤد إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر، وانتقد هيغسيث هذه التقارير بشدة. وصرّح وزير الدفاع "سواء كانت أخبار سي إن إن الكاذبة، أو إم إس إن بي سي أو نيويورك تايمز، فقد كانت هناك تغطية منحازة للتقييم الأولي". واعتبر هيغسيث أن الوثيقة "تم تسريبها لأن شخصا ما كان لديه أجندة لمحاولة تعكير صفو الأوضاع وإظهار الأمر وكأن هذه الضربة التاريخية لم تكن ناجحة". كما انتقد ترامب التغطية الإعلامية لتقرير الاستخبارات. ولم يجزم وزير الدفاع بأن الضربات أدت إلى تدمير اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي، لكنه نقل عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن المنشآت النووية دمرت، من دون أن يقدم تفاصيل كثيرة. وقال بيت هيغسيث "إذا كنت تريد أن تعرف ما يحدث في فوردو، فمن الأفضل أن تذهب إلى هناك وتحصل على مجرفة كبيرة، لأنه لا يوجد أحد تحت الأرض الآن"، في إشارة إلى الموقع النووي المقام في باطن جبل جنوب طهران. شنّت إسرائيل حملة جوية غير مسبوقة استهدفت مواقع نووية إيرانية وعلماء وقادة عسكريين في 13 حزيران/يونيو في محاولة لإنهاء البرنامج النووي الذي تقول طهران إنه لأغراض مدنية فقط لكن واشنطن وقوى أخرى تقول إن هدفه تطوير أسلحة ذرية. وأمضى ترامب أسابيع في اتباع مسار دبلوماسي لاستبدال الاتفاق النووي مع طهران الذي سحب منه بلاده خلال ولايته الأولى عام 2018، لكنه قرر في النهاية اتخاذ إجراء عسكري. وكانت العملية الأميركية ضخمة، إذ شاركت فيها أكثر من 125 طائرة، من بينها قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات تزود بالوقود جوا، فضلا عن غواصة صواريخ موجهة.


الشرق السعودية
منذ 33 دقائق
- الشرق السعودية
تقييم استخباراتي أوروبي: يورانيوم إيران سليم رغم الضربات
أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، نقلاً عن مسؤولين، الخميس، بأن تقييمات استخباراتية أولية قُدمت للحكومات الأوروبية تشير إلى أن مخزون طهران من اليورانيوم عالي التخصيب "سليم إلى حد كبير" رغم الضربات الأميركية على 3 منشآت نووية إيرانية. وذكر المصدران، أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن مخزون إيران البالغ 408 كيلوجرامات من اليورانيوم المُخصب بمستويات قريبة من درجة صنع السلاح النووي لم يكن في منشأة "فوردو" فقط، وقت الهجوم الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي. وأشارت التقييمات، إلى أن هذا اليورانيوم "تم توزعيه على مواقع عدة". وتشكك هذه النتائج في تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن الضربات الأميركية أدت لـ"محو" البرنامج النووي الإيراني. وقال ترمب على منصته "تروث سوشال"، الخميس، في إشارة إلى "فوردو": "لم يُنقل شيء من المنشأة"، لافتاً إلى أن عملية نقل اليورانيوم عالي التخصيب "تستغرق وقتاً طويلاً، فهو شديد الخطورة، ووزنه ثقيل جداً". "أضرار دون تدمير كامل" وأفادت المصادر الأوروبية لـ"فاينانشيال تايمز"، بأن حكومات الاتحاد الأوروبي لا تزال تنتظر تقريراً استخباراتياً شاملاً عن حجم الأضرار التي لحقت بمنشأة "فوردو" المحصنة تحت جبل بالقرب من مدينة قم. وذكرت أن التقرير الأولي يشير إلى "أضرار واسعة" لحقت في "فوردو"، لكن "دون تدمير كامل للبنية الهيكلية". وأشار مسؤولون إيرانيون، إلى أن مخزون اليورانيوم المُخصَّب "نُقل" قبل القصف الأميركي للمنشأة، والذي جاء عقب أيام من الضربات الإسرائيلية على البلاد. واستخدمت الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات لقصف موقعي "فوردو" و"نطنز"، المنشأة الإيرانية الأخرى الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. كما أطلقت واشنطن صواريخ "كروز" على مفاعل "أصفهان"، الذي يُستخدم ضمن دورة تحويل الوقود وفي عمليات التخزين. وسبق أن رفض ترمب تقييماً أولياً للاستخبارات الدفاعية الأميركية، سُرب إلى وسائل الإعلام، يشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني قد تراجع لمدة أشهر فقط و"لم يدمر". وانتقد وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسث في مؤتمر صحافي، الخميس، الإعلام لتركيزه على التقرير الذي أكدت وكالة الاستخبارات الدفاعية لاحقاً أنه "تقييم مبدئي، منخفض الثقة". وقال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الأربعاء، إن البرنامج النووي الإيراني قد تضرر "بشكل كبير وواسع وعميق"، وتراجع لـ"عدة سنوات". لكن الخبراء حذروا من أنه في حال احتفظت طهران بمخزونها من اليورانيوم المخصب، وقامت بتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة في مواقع سرية، فإنها قد تظل قادرة على إنتاج المادة الانشطارية المطلوبة لصنع سلاح نووي. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، لإذاعة فرنسا، الخميس، إن البرنامج النووي الإيراني "تعرض لأضرار كبيرة"، لكنه اعتبر أن المزاعم بشأن تدميره بالكامل "مبالغ فيها". وتعد "فوردو" المنشأة الرئيسية لرفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%، وهو مستوى قريب من 90% الضروري لصنع سلاح نووي. وأوضح الخبراء، أن مخزون اليورانيوم البالغ 408 كيلوجرامات، والمخصب إلى درجة 60%، كان مخزناً قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران الذي بدأ في 13 يونيو، في منشآت "فوردو"، و"نطنز"، و"أصفهان". ووصل إجمالي مخزون اليورانيوم المُخصب لدى إيران إلى أكثر من 8 آلاف و800 كيلوجرام، لكن أغلب هذه الكمية مخصَّبة بمستويات منخفضة. وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية لـ"فوردو" بعد الضربات الأميركية، الأحد الماضي، مداخل الأنفاق مغطاة على ما يبدو بالتراب، إلى جانب حفر يُعتقد أنها نقاط اختراق للقنابل الأميركية الدقيقة، التي تزن 30 ألف رطل، وكذلك تضرر الطرق المؤدية إليها. وأشار 3 مسؤولين على إطلاع بالمناقشات، إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم معلومات استخباراتية حاسمة إلى حلفائها الأوروبيين بشأن القدرات النووية المتبقية لدى إيران بعد الضربات، كما ترفض تقديم تصورات واضحة بشأن خططها المستقبلية مع طهران. وأفادت المصادر، بأن سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه إيران "معلقة" بانتظار مبادرة جديدة من الولايات المتحدة لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة النووية، مشيرين إلى أن المحادثات التي جرت هذا الأسبوع بين ترمب وقادة أوروبيين لم تؤدِ إلى تقديم رسالة واضحة. وكانت إدارة ترمب أجرت قبل اندلاع الحرب مفاوضات مع طهران على أمل التوصل إلى اتفاق للحد من أنشطتها النووية. وقال ترمب، الأربعاء، إن بلاده ستتحدث مع إيران الأسبوع المقبل، لكنه يرى أن التوصل إلى اتفاق "ربما لم يعد ضرورياً" بعد الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
زهران ممداني.. شاب مسلم مجهول يقلب نيويورك
يقترب زهران ممداني، عضو الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، من أن يصبح أول مسلم يترشح رسميًا عن الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، بعد تقدمه الواضح على الحاكم السابق أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية بنسبة 43% مقابل 36% من الأصوات بعد فرز 95% منها. وإذا تأكدت النتيجة، سيكون أول مسلم من أصول جنوب آسيوية يقترب من تولي هذا المنصب في تاريخ المدينة. ولد ممداني في العاصمة الأوغندية كامبالا، وانتقل مع أسرته إلى نيويورك وهو في السابعة من عمره. تلقى تعليمه في مدرسة برونكس للعلوم ثم درس الدراسات الأفريقية في كلية بودوين، حيث شارك في تأسيس مجموعة 'طلاب من أجل العدالة في فلسطين'. وخلال حملته، لجأ إلى استخدام لغات متعددة بينها الأردية والإسبانية، في محاولة للتواصل مع التنوع السكاني الكبير في المدينة. ممداني متزوج من الفنانة السورية راما دواجي، ويأتي من خلفية عائلية مميزة، إذ أن والدته هي المخرجة الشهيرة ميرا ناير، ووالده الأكاديمي محمود ممداني، أستاذ بجامعة كولومبيا. وقبل دخوله عالم السياسة، عمل مستشارًا في قطاع الإسكان، حيث قدم الدعم للعائلات منخفضة الدخل في مواجهة خطر الإخلاء. يعتمد برنامجه الانتخابي على مقاربة تقدمية جذرية، حيث يقترح توفير النقل العام بالحافلات مجانًا، وتجميد الإيجارات، وإنشاء متاجر بقالة مملوكة للدولة، إلى جانب تقديم رعاية مجانية للأطفال، ومضاعفة إنتاج المساكن المستقرة المؤجرة منخفضة التكلفة. ويرى أن هذه الإجراءات ضرورية لمواجهة غلاء المعيشة المتصاعد في مدينة نيويورك. رغم الشعبية المتزايدة التي يحظى بها، إلا أن خصومه، وفي مقدمتهم كومو، يشككون في قدرته على إدارة مدينة بميزانية تصل إلى 115 مليار دولار، ويصفونه بأنه يفتقر للخبرة وبأنه 'متطرف'. كما انتقدت صحيفة 'نيويورك تايمز' أجندته ووصفتها بأنها غير متوافقة مع واقع المدينة وتعقيداتها. من أبرز مواقف ممداني التي أثارت جدلاً كبيرًا، دعمه القوي للقضية الفلسطينية، إذ سبق له أن وصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري ترتكب إبادة جماعية في غزة، وقدم مشروع قانون لإنهاء الإعفاءات الضريبية الممنوحة لمنظمات أمريكية تمول المستوطنات. ورغم تأكيده على حق إسرائيل في الوجود كدولة، إلا أنه أوضح أنه يرفض التمييز الديني كأساس لحقوق المواطنة. تلقى ممداني خلال حملته تهديدات عنصرية ومعادية للإسلام، بعضها استهدف عائلته، ما دفع شرطة نيويورك لفتح تحقيق في شبهة جرائم كراهية. ومع ذلك، واصل نشاطه الميداني المكثف، مستفيدًا من زخم شعبي هائل ومشاركة آلاف المتطوعين في حملته، معتمدًا على الرمزية في تحركاته، مثل الغطس في البحر احتجاجًا على ارتفاع الإيجارات. يرى أن الحزب الديمقراطي فشل في تمثيل الطبقة العاملة والدفاع عن المهمشين، موجهًا انتقادات له على خلفية إعادة انتخاب ترامب وفقدان الثقة الشعبية. وصرّح أن حملته تمثل ردًا على هذا الخلل السياسي، وتعبر عن جيل يسعى لتغيير قواعد اللعبة. وفي خضم التوترات السياسية والعرقية في نيويورك، يحرص ممداني على التأكيد أنه سيعمل، حال فوزه، على مكافحة الكراهية بكافة أشكالها، وزيادة التمويل المخصص لمواجهة الجرائم العنصرية، وخاصة معاداة السامية، مؤكدًا أن مدينته يجب أن تكون آمنة لجميع مواطنيها، بغض النظر عن الدين أو الأصل أو الطبقة. وبينما يحذر منتقدوه من وعود غير واقعية، يرى أنصاره فيه فرصة نادرة للتجديد السياسي. ويرى مراقبون أن حملته، سواء تُوجت بالفوز أم لا، تمثل نقلة نوعية في المشهد السياسي الأمريكي، وتجسيدًا لتحول ديمغرافي وثقافي متسارع داخل المدن الكبرى.