
بعد اعتراف روسيا رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية ما الدول القادمة؟
فمنذ سيطرة طالبان على العاصمة كابل قبل 4 سنوات وإطاحتها بحكومة الرئيس السابق أشرف غني، بدأت عدة دول -بما فيها من كانت تعتبر الحركة عدوا تاريخيا- بتفعيل قنوات التواصل معها.
ورغم هذا الانفتاح الحذر، لم تُقدم أي دولة حتى الخميس الماضي على خطوة الاعتراف الرسمي بالحكومة الأفغانية، حتى بادرت روسيا بخطوة تعد نقطة تحول في الموقف العالمي تجاه طالبان.
فما الخطوة التي اتخذتها روسيا تحديدا تجاه طالبان، وهل يمهّد هذا التحرك الطريق أمام دول أخرى لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع الحركة؟
ماذا قالت روسيا؟
أصدرت الخارجية الروسية بيانا أعلنت فيه أن اعتراف موسكو الرسمي بحكومة طالبان من شأنه أن يفتح الباب أمام تعاون ثنائي مثمر مع أفغانستان.
وذكرت الخارجية أن الاعتراف الرسمي بحكومة الإمارة الإسلامية في أفغانستان من شأنه أن يشكل دافعا لتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين على مختلف الأصعدة.
كما أكدت الوزارة الروسية سعيها لتطوير الشراكة الثنائية في مختلف القطاعات.
كيف ردت طالبان؟
من جهتها، ذكرت الخارجية الأفغانية -عبر منشور على منصة "إكس" يوم الخميس- أن السفير الروسي في كابل ديمتري جيرنوف التقى الوزير أمير خان متقي، وأبلغه بقرار الكرملين الاعتراف بالإمارة الإسلامية في أفغانستان.
وبدوره، أشاد متقي بالقرار الروسي واعتبره خطوة جريئة تستحق التقدير، معربا عن أمله في أن تحذو دول أخرى حذو موسكو في التعامل مع حكومة طالبان.
ما تاريخ العلاقات بين روسيا وأفغانستان؟
عام 1979، غزت القوات السوفياتية أفغانستان لإقامة حكومة شيوعية، مما أدى إلى حرب استمرت 10 سنوات مع المجاهدين الأفغان -الذين قيل إنهم تلقوا دعما من الولايات المتحدة- قُتل فيها نحو 15 ألف جندي سوفياتي.
عام 1992، أغلقت روسيا سفارتها في كابل بعد تعرضها لهجوم صاروخي من جماعات متمردة.
الرئيس السابق محمد نجيب الله، المدعوم من موسكو، قُتل على يد طالبان عام 1996 بعد أن لجأ إلى مجمع تابع للأمم المتحدة.
خلال التسعينيات، دعمت روسيا تحالف الشمال المناهض لطالبان بقيادة أحمد شاه مسعود.
بعد هجمات 11 سبتمبر /أيلول 2001، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أوائل القادة الذين اتصلوا بالرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش معبرا عن دعمه، وسمحت روسيا باستخدام مجالها الجوي وقدمت معلومات استخباراتية.
عام 2003، صنفت روسيا طالبان منظمة إرهابية.
في السنوات الأخيرة، ومع تصاعد تهديد تنظيم "داعش (تنظيم الدولية)-خراسان" بدأت روسيا في التقارب مع طالبان التي تعتبر التنظيم عدوا لها.
منذ عودة طالبان إلى الحكم عام 2021، أصبحت العلاقات أكثر انفتاحا، وشاركت وفود من طالبان بالمنتدى الاقتصادي الروسي في سان بطرسبورغ عامي 2022 و2024.
كيف تعامل العالم مع طالبان؟
لا تعترف الأمم المتحدة رسميا بالحكومة التي شكلتها طالبان، وتصفها بـ"السلطات الفعلية". لكن العديد من الدول تتعامل دبلوماسيا مع طالبان دون الاعتراف الرسمي بها.
الصين:
بدأت علاقاتها مع طالبان قبل انسحاب الولايات المتحدة، واستضافت قادتها عام 2019.
وقعت شركة تابعة لمؤسسة النفط الوطنية الصينية عقدا لاستخراج النفط من نهر آمو داريا لمدة 25 عاما، وذلك عام 2023.
عام 2024، اعترفت بموفد رسمي يمثل طالبان لكنها أوضحت أنها لا تعترف بالحكومة نفسها.
استضافت اجتماعا ثلاثيا لوزراء خارجية الصين وباكستان وحكومة طالبان الأفغانية، وذلك عام 2025.
باكستان:
كانت الداعم الرئيسي لطالبان، لكن العلاقات توترت منذ 2021.
تتهم إسلام آباد الحركة بإيواء طالبان الباكستانية (المعروفة بـ "تحريك طالبان باكستان") التي تنفذ هجمات داخل الأراضي الباكستانية، وهو ما تنفيه طالبان.
في ديسمبر/كانون الأول 2024، شنت باكستان غارات جوية على ولاية بكتيا، مما أسفر عن مقتل 46 مدنيا وفقا لطالبان.
بدأت باكستان ترحيل ملايين اللاجئين الأفغان.
رغم التوترات، استمرت اللقاءات بين مسؤولي البلدين.
الهند:
أغلقت سفارتها في كابل عام 1996 بعد سيطرة طالبان، ورفضت الاعتراف بها.
أعادت فتح السفارة بعد الإطاحة بطالبان عام 2001، لكنها تعرضت لهجمات متكررة.
بعد عودة طالبان، غيرت الهند موقفها تدريجيا، وأعادت فتح سفارتها مؤقتا، وأرسلت دبلوماسيين للقاء مسؤولي طالبان.
عام 2025، التقى وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري بنظيره الأفغاني متقي.
كانت علاقاتها مع طالبان عدائية في التسعينيات، خاصة بعد مقتل دبلوماسييها في مزار الشريف عام 1998.
تعتبر طهران أن تنظيم "داعش-خراسان" يشكل تهديدًا أكبر، مما دفعها إلى بدء التقارب مع حركة طالبان.
في مايو/أيار 2025، قام متقي بزيارة طهران للمشاركة في منتدى الحوار الإيراني، حيث التقى خلالها الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي.
هل ستعترف دول أخرى بطالبان بعد روسيا؟
من المرجح أن كل دولة ستقرر بنفسها متى وما إذا كانت ستعترف رسميا بحكومة طالبان، رغم أن العديد منها يتعامل مع الحركة بالفعل بأسلوب يقترب من مستوى الاعتراف الكامل.
إعلان
يقول كبير تانجا نائب مدير مؤسسة "أوبزيرفر ريسيرش فاونديشن" في نيودلهي -في تصريح لقناة الجزيرة- إن دول الجوار الأفغاني تجد نفسها مضطرة للتعامل مع حركة طالبان لأسباب إستراتيجية وأمنية بحتة.
وأضاف تانجا أن بعض دول آسيا الوسطى، إلى جانب الصين، قد تحذو حذو روسيا في الاعتراف بحركة طالبان.
وأشار إلى أن اعتراف روسيا بطالبان يُعد خطوة ذات أبعاد جيوسياسية، تعزز من موقع موسكو في كابل، وفي الوقت ذاته تمنح طالبان انتصارا دبلوماسيا مهما.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 34 دقائق
- الجزيرة
طوكيو تتعهد بعدم التنازل السهل في المحادثات التجارية مع أميركا
أكد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا الأحد أنه "لن يتنازل بسهولة" في المحادثات مع واشنطن في وقت تسعى طوكيو لتجنّب رسوم جمركية أميركية تصل نسبتها إلى 35% على السلع اليابانية. وقال إيشيبا في برنامج حواري: "لن نتنازل بسهولة. لهذا السبب يستغرق الأمر وقتا وهو صعب لهذا السبب أيضا". جاءت تصريحاته في وقت تسارع اليابان للتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل مهلة الأربعاء النهائية المحددة للتوصل إلى اتفاقيات تجارية. وبينما فرض ترامب رسوما جمركية واسعة النطاق نسبتها 10% على الواردات من معظم شركاء بلاده التجاريين في أبريل/ نيسان الماضي كشف عن رسوم بمعدلات أعلى تستهدف عشرات الاقتصادات بما فيها اليابان، لكنه علّق تطبيقها مفسحا المجال للمفاوضات. وتنقضي مدة تعليقها يوم 9 من يوليو/ نيسان الجاري ما يعني بأن الرسوم المرتفعة ستفرض ما لم تتوصل البلدان المعنية إلى اتفاقات مع واشنطن لتجنبها. وأفاد ترامب بأنه سيوجه رسالة إلى اليابان يطلب منها "دفع 30% أو 35% أو أيا كان الرقم الذي نحدده"، واصفا العلاقة التجارية الثنائية بأنها "غير منصفة". ويطالب ترامب اليابان باستيراد المزيد من المركبات والرز من الولايات المتحدة. وفي برنامج الأحد الحواري، شدد إيشيبا على أن اليابان، أكبر دولة مستثمرة في الاقتصاد الأميركي، يجب أن تحظى بمعاملة مختلفة عن باقي البلدان. وقال: "ما هو الأمر غير المنصف؟ وهو غير منصف من أي ناحية؟ علينا دراسة" مزاعم الولايات المتحدة"كلا على حدة". وأضاف: "نحن حلفاء، لكن علينا أن نقول ما ينبغي علينا قوله. نحن أكبر دولة مستثمرة في العالم وأكبر جهة توفر وظائف (في الولايات المتحدة). نحن مختلفون". وفي برنامج آخر الأحد، قال إيشيبا إن اليابان "تستعد للتعامل مع كافة الأوضاع"، وذلك ردا على سؤال بشأن الكيفية التي ينوي من خلالها التعامل مع رسالة ترامب. محادثات عميقة قالت الحكومة اليابانية أمس إن مفاوض الرسوم الجمركية الياباني ريوسي أكازاوا أجرى "محادثات معمقة" عبر الهاتف مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك يومي الخميس والسبت. وذكرت الحكومة اليابانية في بيان أنها تعتزم مواصلة التنسيق الفعال مع الجانب الأميركي بشأن هذه المسألة، إذ تعمل على تجنب فرض رسوم جمركية أعلى. وأحجم البيت الأبيض عن التعليق على البيان، واكتفى بالإشارة إلى أحدث تعليقات ترامب بشأن اليابان. وهاجم ترامب اليابان قبل أيام بسبب ما قال إنه إحجام طوكيو عن استيراد الأرز المزروع في الولايات المتحدة، واتهم اليابان بالانخراط في ممارسة تجارة "غير عادلة" في قطاع السيارات.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
الصين توسع مسارا للطيران وتايوان تندد بمحاولة تغيير الوضع القائم
أعلنت الصين اليوم الأحد أنها افتتحت توسعة ثالثة لمسار الطيران "إم 503" الذي يقع إلى الغرب مباشرة من خط فاصل غير رسمي في مضيق تايوان ، مما دفع تايبيه إلى الاحتجاج، إذ وصفت الخطوة بأنها أحادية الجانب وتهدف إلى تغيير الوضع القائم بالمضيق. ويأتي افتتاح توسعة المسار، التي يطلق عليها دبليو121، قبل أيام من مناورات "هان كوانغ" السنوية التي تجريها تايوان لمحاكاة حصار وغزو صيني للجزيرة. وقالت هيئة الطيران المدني الصينية إن الطيران المدني سيستخدم من الآن فصاعدا خط الاتصال دبليو121 بالمسار إم 503، وأضافت أن الهدف من ذلك زيادة تحسين المجال الجوي والكفاءة التشغيلية. من جهته، قال مكتب شؤون تايوان في الصين إن الإجراء يهدف لضمان سلامة الرحلات الجوية، والحد من تأخير الرحلات، وحماية حقوق الركاب ومصالحهم، معتبرا أنه مفيد على جانبي المضيق. ورفضت تايبيه هذا التفسير واعتبرته غير مبرر، مشيرة إلى أن عدد المسافرين الدوليين جوا بالبر الرئيسي (الصين) لم يتعاف بعد إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19. إجراءات أحادية وذكر مجلس شؤون البر الرئيسي في تايوان (المعني باتخاذ السياسات المتعلقة بالصين) أن بكين استخدمت إجراءات أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم وزيادة الاضطرابات عبر المضيق والاضطرابات الإقليمية. والتوسعة التي أعلن عنها اليوم هي الثالثة بعد افتتاح التوسعتين دبليو122 ودبليو123، الواقعتين إلى الجنوب من الامتداد الجديد، العام الماضي. والعام الماضي، حركت الصين مسار إم 503 ليصبح أقرب من الخط الأوسط، مما أثار رد فعل غاضبا مماثلا من تايبيه التي تقول إن أي تغييرات في مسارات الرحلات الجوية وامتداداتها يجب الإبلاغ عنها مسبقا والاتفاق عليها بين الجانبين. وعلى مدار سنوات، ظل الخط الأوسط الفاصل يعمل كحاجز غير رسمي بين تايوان والصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها. لكن بكين تقول إنها لا تعترف بوجود هذا الخط، وتحلق الطائرات الحربية الصينية الآن فوقه بشكل متكرر. ويأتي ذلك وسط ضغوط عسكرية متصاعدة من جانب الصين على تايوان، وذلك في ظل مخاوف من أن تقدم على اجتياح الجزيرة.


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
زيلينسكي: اتفاق مع أميركا يوفر لأوكرانيا مئات آلاف المُسيرات
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده أبرمت اتفاقا مع الولايات المتحدة لزيادة العمل المشترك في مجال إنتاج الطائرات المسيرة. وقال زيلينسكي -في خطاب مصور الليلة الماضية- إن ذلك سيوفر لأوكرانيا مئات الآلاف من المُسيرات هذا العام. وجاء الإعلان عن الاتفاق بشأن إنتاج المُسيرات بعد يوم من محادثة هاتفية بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأميركي دونالد ترامب. ووصف زيلينسكي المحادثة مع ترامب بأنها الأفضل والأكثر إنتاجية، مشيرا إلى أنهما تناولا قضايا الدفاع الجوي. وعبر الرئيس الأوكراني عن امتنانه لترامب لإبدائه الاستعداد لتزويد كييف بمنظومة باتريوت للدفاع الجوي. وكان ترامب قال إنه أجرى اتصالا هاتفيا جيدا مع زيلينسكي، مشيرا إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية بحاجة إلى صواريخ باتريوت. وفي المقابل، عبر الرئيس الأميركي عن استيائه بسبب عدم إنهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القتال، وقال عقب محادثة هاتفية مع بوتين إن الأخير يرفض العمل على وقف إطلاق النار. وشهدت العلاقة بين الرئيسين الأميركي والأوكراني توترا بدأ بمشادة خلال لقاء جمعهما في البيت الأبيض أواخر فبراير/شباط الماضي، واتهم ترامب زيلينسكي مرارا بعدم الرغبة في وقف الحرب، كما عبرت إدارته عن عزمها مراجعة الدعم العسكري لكييف، بيد أن اللقاءات والاتصالات بين الرئيسين في الآونة الأخيرة أعادت الدفء إلى العلاقة بينهما. وفي الأيام الماضية، شنت روسيا على أوكرانيا هجمات واسعة بمئات المُسيرات وعشرات الصواريخ الباليستية، وبالتزامن تواصل القوات الروسية شن هجمات عبر خطوط الجبهة بمقاطعات دونيتسك (شرق) وخاركيف وسومي (شمال شرق).