ندوة "مستقبل التحالفات الدولية": لابد أن تكون مجتمعاتنا أكثر اعتمادا على قدرتها لمواجهة صعود الشعبوية في الغرب
القاهرة في 28 أبريل /أ ش أ/ أكد المشاركون في ندوة "صعود اليمين الشعبوي ومستقبل التحالفات الدولية"، التي نظمتها مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام و المعرفة"، ضرورة الاعتماد على قدرتنا الذاتية في ظل صعود التيارات اليمينية المتطرفة في العالم الغربي وهيمنتها على المشهد السياسي.
وقال المشاركون في الندوة - التي عقدت بالنادي الدبلوماسي - إنه لا يكفي أن نكون حلفاء أو لا ننتمي لمحور مواجهة لكي نكون في منأى عن تلك التيارات الشعبوية بل علينا طرح كل الطروحات والاستعداد لاسيما من خلال الاعتماد على أنفسنا وقدرتنا.
من جانبه، تحدث ممدوح عباس رئيس مجلس أمناء "مؤسسة كيميت" عن الصعود السريع لليمين المتطرف أو الشعبوي في الغرب، والذي تطور من مجرد أحزاب احتجاجية هامشية لها خطاب تحريضي متطرف في المجتمعات الغربية إلى أن أصبح منافسا قويا لأحزاب الأغلبية المستقرة، بل وصل للحكم في بعض دول أوروبا، واستحوذت أحزابه اليوم على نسبة مهمة ومؤثرة من المقاعد في البرلمان الأوروبي.
وأضاف أنه ورغم أن أشكال اليمين المتطرف تختلف حسب السياقات الخاصة بكل بلد، إلا أنها تشترك في خصائص عامة على رأسها النزعة الوطنية المفرطة والرافضة لكل أشكال الاندماج الإقليمي بحجة حماية السيادة الوطنية والانشغال بقضية الهجرة والتحذير من أن أوروبا في طريقها إلى خسارة هويتها بسبب الهجرة الواسعة خاصة من الدول الإسلامية، ومعاداة العولمة والمؤسسات الدولية واتفاقيات التجارة الحرة والدعوة لتبني سياسات الحماية الاقتصادية.
وأشار إلى أن أحزاب اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية تعد امتدادا للأحزاب النازية والفاشية التي حكمت أوروبا فيما بين الحربين العالميتين "ومن المفارقة أن هذه الأحزاب هي الأشد حماسا في أوروبا اليوم لدعم المذابح التي تقوم بها إسرائيل في فلسطين".
واعتبر رئيس "مؤسسة كيميت" أن هذه الأحزاب التي كنا نتابعها عن بعد على أساس أنها أمر أوروبي أو غربي داخلي يمتد تأثيرها الآن عبر الدول، ما أصبح يمس بشكل مباشر منطقتنا، مما يتطلب التوقف عنده للدراسة والفهم.
من جهته، أكد الدكتور سمير مرقص، الكاتب والمفكر السياسي، أهمية مناقشة صعود اليمين الشعبوي ومستقبل التحالفات الدولية ولاسيما تأثير ذلك على الوطن العربي إذ يمثل صعودا لقوى غير نمطية في العالم تحتم إعادة رسم الخرائط من جديد، مستشهدا بمنافسة اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الرئاسية للأحزاب التقليدية ودخوله اللعبة السياسية.
وأوضح أن القوى السياسية التاريخية التي تبلورت بعد الحرب العالمية الثانية تراجعت، مستعرضا تاريخ الشعبوية التي عرفها العالم في القرن التاسع عشر وتغيرت حتى تم التحرر من الشمولية، ولم يعد من الصحيح حصرها في "اليمين المتطرف" فقط لتصبح الشعبوية اليوم أكثر تركيبا من الماضي.
وقال الدكتور سمير مرقص "إن الشعبوية الحديثة ظهرت عام 2008 مواكبة للأزمة الاقتصادية العالمية التي تفاقمت اليوم"، منوها إلى ضرورة عدم اختزال الخطاب الشعبوي في قضية المهاجرين فقط.
وأبرز أن الكتل الشعبوية باتت موثرة للغاية داخل دولها ولها حضور بالبرلمان الأوروبي إلا أنها حتى الآن غير مؤثرة على مستوى القاري، كما أن لها مساحة واسعة لخطابها والتعبير عن رأيها ولكن دون المساس أو هد تقاليد الدولة الأوروبية التاريخية.
بدوره، استعرض الدكتور عمرو الشوبكي الكاتب والمفكر السياسي، تطور التيارات اليمينية ودخولها في السباق السياسي بعد أن كانت تيارات منبوذة ومستبعدة لكونها خارج التوافق العام حتى وصلت اليوم إلى حد التطبيع مع المنظومة السياسية في بلادها وجزء لا يتجزء ولا يمكن إقصاؤه من المشهد السياسي، ما يعد تحولا كبيرا للغاية، ليصبح تيار السيادة الوطنية في مواجهة العولمة.
وأضاف الدكتور عمرو الشوبكي أن المادة الأساسية لأي خطاب للتيارات الشعبوية تعتمد على مهاجمة المهاجرين سواء الشرعيين أو غير الشرعيين والتمييز العنصري وطردهم وسحب الجنسية ما يمثل تهديدا للثقافة الأوروبية.
وتحدث حول الفرق بين الشعبوية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، معربا عن اعتقاده في أن الموسسات الأوروبية هي أكثر رسوخا من الأمريكية في هذا الصدد، وستربح بالنهاية معركتها في مواجهة الأحزاب اليمينية المتطرفة "الشعبوية".
من ناحيته، سلط النائب طارق الخولي الضوء على صعود اليمين المتطرف في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، مذكرا بما شهدته نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة.
وتساءل هل المغالاة في الليبرالية أدت إلى وجود مساحات لصعود اليمين المتطرف في العديد من الدول الغربية؟ مشيرا إلى لعب عدد من القضايا الاجتماعية لدور مؤثر في الانتخابات الأمريكية، منها قضايا الهجرة ومسألة المثلية الجنسية وتدريسها في المدارس وذلك في ظل وجود جزء "محافظ" داخل المجتمع، إضافة للموقف من قضية الإجهاض.
ورأى أن مثل تلك القضايا التي سعت، أنظمة ليبرالية إلى ترسيخها في المجتمعات لعبت دورا مؤثرا في إعطاء مساحات لليمين المتطرف بالصعود بسبب موقفه ورفضه لبعض تلك السياسات أو التوجهات في الناحية الاجتماعية، متسائلا في الوقت ذاته عما إذا كانت تلك التيارات اليمينية المتطرفة ستنجح أم ستفشل في الوصول إلى أهدافها ولاسيما الحكم.
فيما استعرض الدكتور صفي الدين خربوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، العوامل والأسباب التي أدت إلى صعود الشعبوية في الغرب، لافتا إلى إشرافه على عدد من الرسائل العلمية والبحثية في هذا الشأن، والتي تناولت تأثير الأزمة المالية على هذا الصعود وشعبية الأحزاب اليمينية في كل دول، بجانب تداعيات الهجرة، والإفراط في العولمة.
من جانبها، قالت الدكتورة أماني الطويل، خبيرة الشؤون الإفريقية، إننا نشهد انهيارا في النظام العالمي، وإن مسألة مناقشة صعود الشعبوية تحتاج إلى تفكير عميق، وهل صعدت تلك التيارات المتطرفة بسبب الإفراط في العولمة، والمشاكل التي تشهدها المؤسسات الرسمية؟.
واعتبرت أن كل ما نشهده اليوم من ظواهر وحراك في الغرب يصعب وضعه تحت عنوان "الشعبوية" خاصة إن هناك "يمين متطرف" يحمل خطابا و "يسار" لديه تطلعات، الأمر الذي بحاجة إلى إعادة النظر وبحثه بدقة.
همس
/أ ش أ/

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 6 ساعات
- مصرس
ترامب ومركزية قرار السياسة الخارجية الأمريكية
منذ وصوله الثانى للبيت الأبيض فى يناير الماضى، قلص الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أدوار جميع مؤسسات صنع قرار السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية، التى عرفها العالم وتعامل معها منذ اكتمال تأسيسها وتطورها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ولعقود ردد الخبراء والدبلوماسيون والمسئولون، الأمريكيون والدوليون من مختلف أركان العالم، أن أمريكا دولة تحكمها المؤسسات. وتجمد هؤلاء عند أن واشنطن لا تتأثر سياساتها الخارجية تجاه ثوابت عامة نتيجة تغير الحزب الحاكم سواء تمثل فى وصول رئيس ديمقراطى للبيت الأبيض أو خروج رئيس جمهورى منه. ولم يتغير الأمر كذلك مع تغير كفة حزب على الآخر داخل مجلسى الكونجرس فى ظل ما يشبه الإجماع على وضوح الأهداف الأمريكية فى مختلف أقاليم العالم. يتجاهل ترامب بصورة متزايدة ومتكررة الكونجرس، ومجلس الأمن القومى، ووزارة الخارجية، وأجهزة الاستخبارات المختلفة، عند اتخاذ قراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية. عمليا، استعان ترامب بصديقه المقرب والذى يعرفه جيدا، ستيفن ويتكوف، رجل الأعمال ومستثمر العقارات بمدينة نيويورك، كى يشرف على ملفات الحرب الروسية الأوكرانية وملف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وملف التفاوض حول برنامج إيران النووي. يسمح النظام الأمريكى للرئيس بلعب الدور المحورى فى السياسة الخارجية، إلا أن ترامب أخذ هذا الدور لمستوى لم يعرفه التاريخ الأمريكى من قبل.• • •تعلم ترامب الكثير من خبرة فترة حكمه الأولى حين اضطر للاستعانة بقواعد الحزب الجمهورى الأساسية لشغل وظائف السياسة الخارجية لإدارته، وكانت النتائج فوضوية كارثية. منذ لحظة دخوله الأولى إلى البيت الأبيض، أحدث ترامب زلزالًا داخل الحزب الجمهورى، مغيرًا ملامحه التى اعتادها الأمريكيون لأكثر من 140 عامًا. على خلاف القيادات والتوجهات التقليدية للحزب الجمهورى، وقف ترامب ضد التدخلات العسكرية الخارجية، متحدّيًا الإرث الجمهورى المؤيد للتحالفات الدولية. وقد شكّك فى جدوى استمرار حلف الناتو، ورفض النهج الحزبى التقليدى فى التعامل مع فكرة الحرب. كما دعا دولًا مثل اليابان وكوريا الجنوبية إلى تحقيق استقلال عسكرى عن الولايات المتحدة، وروّج لسياسات الحماية الاقتصادية من خلال فرض تعريفات جمركية، والسعى لتقويض مسار العولمة.ولأن ترامب جاء غريبا على واشنطن، ودخيلا على الحزب الجمهورى، اضطر ترامب للاستعانة بمسئولين من الخلفيات والمؤسسات التقليدية، ولم يمتلك ترامب القدرة على الحكم على هؤلاء المسئولين، ولا على درجة الولاء له، وهو المعيار الذى اهتم به كثيرا. وقبل ترامب بمرشحى المؤسسة الجمهورية التقليدية، متصورا أنهم سينفذون أجندته المختلفة. وكانت النتيجة اضطرار ترامب لتغيير 4 مستشارين للأمن القومى، وكذلك 4 وزراء دفاع، كما غير 5 وزراء للأمن الداخلى ووزيرين للخارجية.دفعت سياسات ترامب اليمينية الشعبوية وتبنيه مبدأ «أمريكا أولا» فى زيادة الهوة بينه وبين نخبة واشنطن الجمهورية التقليدية مع بعض الاستثناءات القليلة، ودفع ذلك بقوى اليمين الشعبوى الأمريكى لمحاولة ملء هذا الفراغ وبناء مؤسسات بحثية جديدة تخدم على تصرفات ومواقف ترامب وتنظر وتضع إطارا فكريا وتاريخيا لما نادى به، وينادى به. ظهرت مراكز يمينية شعبوية جديدة منها «معهد أمريكا أولا للسياسة» و«مركز تجديد أمريكا»، وغيرهما، وهدف هؤلاء توفير مئات الوجوه من الخبراء والباحثين ممن يتبنون سياسة «أمريكا أولا»، وممن لا يعارضون التشدد فى موضوع الهجرة والتضييق على بقية الأقليات، ومن لا يدعمون دورا أمريكا واسعا فى الخارج خاصة فى القارة الأوروبية أو الشرق الأوسط، وممن لا يرفضون فرض قيود واسعة على حركة التجارة العالمية والوقوف بحزم فى وجه الصعود الصينى المستمر.• • •منذ وصوله للحكم فى يناير الماضى، تعلم ترامب درس فترة حكمه الأولى جيدا. ومع سيطرة ترامب المطلقة على الحزب الجمهورى، ومعرفته وخبرته المتراكمة بتوازنات القوى داخل العاصمة واشنطن، وعلاقة الأجهزة والمؤسسات السياسية والأمنية بالبيت الأبيض وغيره من مراكز صنع القرار، أصبح ترامب أكثر حنكة فى اختيار وزرائه ومستشاريه بصورة تجنبه كل ما شهدته فترة الحكم الأولى من عواصف وزوابع. وجمع ترامب فريقا غريب الأطوار للأمن القومى، والسياسة الخارجية، وشمل شخصيات لا يجمع بينها سوى القرب من ترامب والتعهد بتنفيذ رؤيته الغريبة لعلاقات بلادهم بالعالم، وتمثل تيارين أساسيين، تيار الجمهوريين التقليدى، وتيار ماجا.جاءت إطاحة ترامب بمستشاره للأمن القومى مايكل والتز، لتعكس صراعا صامتا بين أهم جناحى الحزب الجمهورى فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. فرغم سيطرة ترامب، إلا أن التيار الجمهورى التقليدى نجح فى الدفع ببعض رموزه لدائرة ترامب المقربة من بينهم مستشاره للأمن القومى والتز. ومثل والتز المحافظين الجدد، وهم الجمهوريون المتشددون التقليديون ممن يرتبطون بالمجمع الصناعى العسكرى، ولا يرغبون فى وقف تدخلات أمريكا الخارجية، وخاصة فى الشرق الأوسط، وإيران تحديدا، ويهاجمون أى محاولات للتهدئة أو نزع فتيل التوتر معها. وعارض هذا الفريق كذلك رفع العقوبات عن سوريا، ورفض وقف القتال مع جماعة الحوثيين اليمينية. وضم هذا الفريق كذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، إلا أنهما أدركا ما يريده ترامب، وطورا مواقفهما إلى حد بعيد.فى الوقت ذاته، توغل تيار ماجا، الذى يحمل شعار (لنجعل أمريكا عظيمة مجددا) مركزا على تنفيذ أجندة ترامب الشعبوية تعرف اختصارا ب«أمريكا أولا»، وتنبذ الحروب الخارجية التى يراها تستنزف موارد البلاد لأهداف غير واضحة، ولتحقيق مصالح للآخرين. ويستشهد أعضاؤه بالحرب فى العراق وأفغانستان اللتين استمرتا لنحو 20 عاما، وكلَّفت الخزينة الأمريكية فوق 3 تريليونات دولار، إضافة للخسائر البشرية. ويركز هذا الفريق على المواجهة مع الصين، والتوصل لاتفاقات سلام وتهدئة فى روسيا وأوكرانيا وإيران والشرق الأوسط، ويقود هذا التيار نائب الرئيس جى دى فانس، وأولاد ترامب، ودائرة رجال الأعمال من الموالين والمقربين منه، وعلى رأسهم ستيفن ويتكوف، مبعوثه للشرق الأوسط وروسيا، ورؤساء أجهزة الاستخبارات الوطنية، خاصة مديرتها تولسى جابرد.• • •أدرك عدد قليل من الفاعلين الخارجيين ديناميكية إدارة ترامب الثانية فيما يتعلق بصنع السياسة الخارجية، فى حين وقف آخرون متجمدين عند رؤيا قديمة لا تناسب أمريكا ترامب والتى لا تشبه أمريكا التى عرفوها لعقود.


بلدنا اليوم
منذ 15 ساعات
- بلدنا اليوم
بوتن يحدد شروطه لإنهاء الحرب الواسعة في أوكرانيا
حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، شروطه لإنهاء الحرب الواسعة في أوكرانيا، وسيتم الإعلان قريبا عن جولة جديدة من مفاوضات السلام مع كييف. وكشفت مصادر روسية، عن الشروط التي وضعها فلاديمير بوتن لإنهاء الصراع في أوكرانيا، والتي تتضمن، التزاما مكتوبا من الزعماء الغربيين بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا، وهذا يعني الاستبعاد الرسمي لعضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة الأخرى. ورفع بعض العقوبات المفروضة على روسيا ومعالجة قضية أصولها المجمدة في الغرب، بالإضافة إلى التزام أوكرانيا بالمحافظة على وضع محايد. كذلك حماية السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا، والاعتراف بأن جميع المناطق الأربعة في شرق أوكرانيا أصبحت جزءًا من روسيا الاتحادية. وفي المقابل يعوّل الرئيس الأوكراني فولدمير زيلينسكي، على أن الولايات المتحدة، لن تدعم انسحاب للقوات المسلحة الأوكرانية من الأراضي الخاضعة حاليًا للسيطرة الأوكرانية، وهي مناطق دونيتسك ولوهانسك وزاباروجيا وخيرسون، التي يطالب بها الاتحاد الروسي. في هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أنه سيتم الإعلان قريبًا عن جولة جديدة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى أن روسيا تعمل على وضع الصيغة النهائية لنسختها من مذكرة التفاهم. من جانبه، أكد زيلينسكي أنه مستعد للقاء مع زعماء روسيا والولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال. وبعد حديثه مع ترامب لأكثر من ساعتين الأسبوع الماضي، صرّح بوتين بأنه وافق على العمل مع أوكرانيا على مذكرة تفاهم تُحدّد الخطوط العريضة لاتفاقية سلام، بما في ذلك توقيت وقف إطلاق النار. وتقول روسيا إنها تُعدّ حاليًا نسختها الخاصة من المذكرة، ولا يُمكنها تقدير المدة التي ستستغرقها. واتهمت كييف والحكومات الأوروبية روسيا بالمماطلة بينما تتقدم قواتها في شرق أوكرانيا. وقال دونالد ترامب، مرارا إنه يريد إنهاء أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية. وأظهر إحباطا متزايدا من بوتين في الأيام الأخيرة، محذرا، يوم الثلاثاء، من أن الزعيم الروسي "يلعب بالنار" برفضه الدخول في محادثات وقف إطلاق النار مع كييف بينما حققت قواته مكاسب في ساحة المعركة.


يمني برس
منذ يوم واحد
- يمني برس
السعودية والإمارات واللعب على المكشوف!
يمني برس – بقلم – مطهر الأشموري عندما تقرّر أمريكا إيقاف عدوانها على اليمن فذلك بديهياً هو انتصار لليمن، وقد يختلف فقط حول إن كان انهزاماً أو هزيمة لأمريكا.. لجوء أمريكا لترتيب هذا الموقف من خلال وسيط ووساطة عُمانية لا يغير شيئاً في حقيقة معرفة أو تعريف ما جرى، ولذلك فالذين حاولوا الفبركة والانحراف والتحريف لم يجنوا سوى المزيد من فقدان المصداقية، لسبب بسيط هو أن الحقيقة والاستحقاق فيما جرى هو أقوى من أي اختلاف أو تجريف أو تحريف.. دعونا نقف أمام خطاب لنائب الرئيسي الأمريكي في مناسبة عسكرية وأمام وحدات من الجيش، حيث يقرّ بأن العالم تغير وباتت الصواريخ والمسيّرات تلحق أضراراً كبيرة بأصول القوة الضاربة للجيش الأمريكي، بل وطالب الجيش الأمريكي بضرورة إعادة التكيف مع هذه المتغيرات عالمياً.. فهذا الخطاب يمثّل اعترافاً واضحاً ومباشراً بانهزام أو هزيمة أمام اليمن، لأن المضمون الأهم في هذا الخطاب إنما جاء مما جرى في اليمن ولا يستطيع أحد أن يقول غير ذلك حتى ألد أعداء اليمن والشعب اليمني من الداخل والخارج، لأنه عندما تصبح أمام القاعدة المعروفة «الاعتراف سيد البراهين» فإنه لا معنى ولا قيمة ولا جدوى ولا تأثير لأي كلام ولأي إعلام يناقض ذلك أو يتناقض معه.. نحن لا نؤمن في جهادنا المقدس بالدعائية ولا نحتاج من أرضية هذا الإيمان للادعائية، ولذلك كنا الطرف الذي يوضح أو يدافع بعد إعلان هذا الاتفاق بوساطة عُمانية لأن الأطراف المعادية لليمن سارت في حملة إعلامية دعائية كاذبة ومكشوفة الخداعية تشوه الحقائق والاستحقاق بما لا يقبله ولا يصدقه العقل البشري ربطاً بموقفنا الإيماني الثابت والراسخ بإسناد غزة وفلسطين.. إذا هؤلاء المنافقين والمرتزقة والعملاء في الداخل والخارج لم يصدقوا الأستاذ محمد عبدالسلام وأنكروا الواقع والوقائع فماذا عساهم يقولون أو يتقولون عن خطاب نائب الرئيس الأمريكي وعن فرض الحصار الجوي على الكيان الصهيوني وعن توسيع وتصعيد الحصار البحري؟.. إن لم تكن هذه هي الصهينة أكثر من الصهيونية فماذا تكون غير ذلك أو أقل من ذلك.. نائب الرئيس الأمريكي ومن خلال ما جرى في اليمن كان يتحدث عن مشكلة عالمية لأمريكا وذلك يربط بما كررته التصريحات الأمريكية بأن الحرب في البحر الأحمر هي أشرس حرب واجهتها أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك ما يجعل خطاب نائب الرئيس الأمريكي هو معطى ونتيجة لهذه الحرب الأشرس.. لقد ظل النظام السعودي يتباهى أو يتشدق أنه من يحمي ويؤمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب خلال قرابة العقد من العدوان مستفيداً من كوننا مارسنا البحر وباب المندب ربطاً بقضية القضايا «فلسطين وغزة» وترفعنا عن تفعيله واستعماله من أجل قضيتنا الوطنية اليمنية أساساً.. وهكذا تتشابه الأبقار في تفعيل العملاء كما النظام السعودي ثم تفعيل مرتزقتهم والإمارات في اليمن، لأنه مادام بقي لذلك التشدق السعودي قرابة العقد وقد تعرضت آلهتهم وإلههم الأكبر «أمريكا» لهذه الهزيمة والانهزام أمام اليمن في البحر الأحمر وباب المندب، ولو كان النظام السعودي بمستوى ما ظل به يشتدق ما كانت أمريكا لتأتي بنفسها لتمارس العدوان وهكذا فالعملاء والمرتزقة ربطاً بالأمركة والصهينة عادة ما يتحدثون عن أدوار هي أكبر من أحجامهم الحقيقية ومن أدوارهم الخسيسة والرخيصة التي أهلها وباتوا لها فقط يتبعون التعليمات ويطيعون الأوامر، وغير ذلك لا إرادة لهم ولا حول ولا قوة.. يضحكني النظامان السعودي والإماراتي عندما يتحدثان عن المشكلة اليمنية وأنهما يجهدان أنفسهما في البحث عن حل وفي مساعٍ للحلحلة فيما الشعب اليمني يرى أساس المشكلة هي في العدوان السعودي والإماراتي على اليمن كواجهة للعدوان الأمريكي الصهيوني الذي اضطر لاحقاً ليقوم بدور الواجهة.. النظامان العميلان لأمريكا وإسرائيل وهما السعودي والإماراتي وهما يمنحان التريليونات لأمريكا وإسرائيل وهم صاغرون يعنيهما التعامل مع كل مترتبات وتعويضات عدوانهما على اليمن وأن يتركوا اليمن لليمنيين ويرحلوا منهما، والأفضل إعطاء ما هو حق واستحقاق لليمن والشعب اليمني بالرضا وطوعاً لأن أمريكا وإسرائيل قد أثبتت الوقائع والواقع عجزهما عن حماية نفسيهما، فمن يحمي النظامين العميلين؟! فحمايتهما باتت كما حماية النظام السعودي للبحر الأحمر وباب المندب والملاحة الدولية!!.