logo
أخطاء "غروك" تثير الجدل: تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتحقق من الأخبار والصور

أخطاء "غروك" تثير الجدل: تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتحقق من الأخبار والصور

الرايةمنذ يوم واحد
أخطاء "غروك" تثير الجدل: تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتحقق من الأخبار والصور
وكالات - موقع الراية :
يلجأ مستخدمو الإنترنت أكثر فأكثر إلى برامج الدردشة الآلية عندما يريدون التحقق من معلومة ما، لكنّ استعانتهم بالذكاء الاصطناعي محفوفة بالأخطاء التي قد يرتكبها، على ما ظهر من النقاشات الحادة التي شهدتها منصة "إكس" بعد نشر صورة لفتاة تعاني سوء التغذية في غزة.
ففي مطلع أغسطس، عندما نشر النائب الفرنسي عن حزب "فرنسا الأبية" إيمريك كارون المؤيد للقضية الفلسطينية هذه الصورة من دون تعليق على "X"، بينما كان قطاع غزة مهددا بـ"مجاعة معمّمة" وفقا للأمم المتحدة، سارع كثر من المستخدمين إلى طلب التحقق من مصدرها من "غروك".
وأعطى روبوت الدردشة المدمج في "إكس" جوابا جازما مفاده أن هذه الصورة التُقطت في أكتوبر 2018 في اليمن، وأن الطفلة التي تظهر فيها تُدعى أمل حسين، وتبلغ سبع سنوات. وانتشر جواب "غروك" على نطاق واسع، واتُهم النائب بنشر معلومات مضللة.
ولكن تبيّن أن "غروك" كان مخطئا. فالصورة التُقطت بالفعل في غزة في 2 أغسطس بعدسة المصوّر الصحافي المتعاون مع وكالة فرانس برس عمر القطّاع.
وتُظهر الصورة مريم دوّاس البالغة تسع سنوات، تحملها في مدينة غزة والدتها مدلَّلة التي شرحت لوكالة فرانس برس أن وزنَ ابنتها انخفض من 25 كيلوغراما قبل الحرب إلى تسعة كيلوغرامات اليوم. وأضافت أنها لا تتلقى من الدعم الطبي "سوى الحليب، وهو غير متوافر دائما، ولا يكفيها للتعافي".
وعندما سُئل "غروك" عن عدم دقة إجابته، ردَّ قائلا "أنا لا أنشر أخبارا كاذبة، بل أعتمد على مصادر موثوق بها". واعترف في النهاية بخطئه، لكنه كرره في اليوم التالي ردا على أسئلة جديدة من مستخدمي "إكس".
"صناديق سوداء"
ورأى الباحث في أخلاقيات التكنولوجيا ومؤلف كتاب "بونجور تشات جي بي تي" Bonjour ChatGPT لوي دو دييزباك أن خطأ "غروك" يبيّن حدود أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تشبه في عملها "الصناديق السوداء".
وإذ أشار الخبير إلى أن "من غير المعروف تحديدا سبب إعطاء هذه الأدوات هذه الإجابة أو تلك، ولا كيفية ترتيبها مصادرها"، لاحظ أن هذه الأدوات تنطوي على تحيزات مرتبطة ببيانات تدريبها، ولكن أيضا بتعليمات مصمميها.
وأشار مثلا إلى أن لروبوت المحادثة من شركة "إكس إيه آي" الناشئة التابعة لإيلون ماسك، وفقا للخبير، "تحيزات نافرة أكثر تتوافق إلى حد كبير مع الايديولوجية التي يروج لها، من بين أمور أخرى"، الملياردير المقرب من أفكار اليمين المتطرف الأميركي.
وشرح لوي دو دييزباك أن توجيه سؤال إلى روبوت محادثة عن أصل صورةٍ ما، هو طلب يُخرجه من نطاق مهمته الأساسية. وأضاف "عادةً، عند البحث عن أصل صورة، قد يقول: +ربما التُقطت هذه الصورة في اليمن، أو ربما التُقطت في غزة، أو ربما التُقطت في أي بلد يعاني من المجاعة+".
وأوضح الخبير أن "النموذج اللغوي لا يسعى إلى إنشاء أمور دقيقة، فليس هذا هو الهدف".
ونشرت صحيفة "ليبراسيون" أخيرا صورة أخرى لوكالة فرانس برس، التقطها عمر القطّاع أيضا، تُظهر طفلا يعاني سوء التغذية في غزة. وسبق لـ"غروك" أن أفاد خطأً أيضا بأن الصورة ملتقطة في اليمن عام 2016، بينما التُقطت الصورة في الواقع في يوليو 2025 في غزة.
ودفعَ خطأ الذكاء الاصطناعي مستخدمي الإنترنت إلى اتهام الصحيفة زورا بالتلاعب.
"غروك" ليس وحده
ترتبط تحيزات الذكاء الاصطناعي ببيانات التدريب التي تُحدد قاعدة معارف النموذج، وفي مرحلة المطابقة التي تُحدد ما سيعتبره النموذج إجابة "جيدة" أو "سيئة".
ويضيف دو دييزباك "إذا شرح المستخدمون للنموذج أن إجابته خاطئة، لا يعني ذلك أنه سيُغيّر إجابته بين ليلة وضحاها، لأن بيانات تدريبه لم تتغير، وكذلك مطابقته".
لكنّ الأخطاء ليست حكرا على "غروك". فعندما سألت وكالة فرانس برس روبوت الدردشة التابع لشركة "ميسترال إيه آي" الناشئة التي تستطيع بصفتها شريكة لفرانس برس إدراج أخبار الوكالة في أجوبة نموذجها، أشارت أداتها هي الأخرى إلى أن الصورة التُقطت في اليمن.
ورأى لوي دو دييزباك عدم جواز استخدام روبوتات الدردشة للتحقق من الأخبار والصور، كما في ما يتعلق بمحركات البحث، لأن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي "ليست مصممة لقول الحقيقة" بل "لإنتاج محتوى، سواء أكان صحيحا أم خاطئا".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

‫ «التعليم» ترد على انتقاد لعدم إدراج جامعة داخــلية ضـــمن الابتـــــعاث
‫ «التعليم» ترد على انتقاد لعدم إدراج جامعة داخــلية ضـــمن الابتـــــعاث

العرب القطرية

timeمنذ 19 ساعات

  • العرب القطرية

‫ «التعليم» ترد على انتقاد لعدم إدراج جامعة داخــلية ضـــمن الابتـــــعاث

علي العفيفي أثارت السيدة فاطمة أحمد الكواري، عضو المجلس البلدي السابق، تساؤلات عبر حسابها الرسمي بمنصة «إكس» بشأن سياسة الابتعاث الداخلي، معبرة عن استغرابها من افتتاح وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لجامعة جديدة داخل الدولة دون اعتمادها ضمن قوائم الابتعاث. وقالت الكواري: «تفتتح وزارة التعليم جامعة جديدة داخل الدولة، لكنها لا تعتمدها ضمن خيارات الابتعاث الداخلي! كيف نحث أبناءنا على التعليم في الجامعات الدولية ونضع العراقيل في طريقهم؟ طلابنا اليوم يخسرون فرص ‹السبونسر› بسبب عدم الاعتماد. نأمل إعادة النظر في هذا التناقض لضمان اتساق السياسات مع تطلعات شبابنا وبناتنا». وأضافت: «الدولة رصدت ميزانية ضخمة لاستقطاب الجامعات الدولية دعماً للتعليم العالي والبحث العلمي، ومن المهم أن تعمل الوزارة على حث هذه الجامعات على استكمال واستيفاء الشروط والمعايير المعتمدة لضمان الجودة وتحسين المستوى العلمي لأبنائنا في مجالات متطلبات سوق العمل». في المقابل، ردت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على التساؤلات المطروحة قائلة ان إدراج أي جامعة ضمن قائمة الابتعاث يخضع لإجراءات وضوابط معتمدة، مؤكدة أن الجامعة لا تُدرج في قائمة الابتعاث إلا بعد توافر معايير محددة، ويتم التنسيق مع الجامعات المعنية لتحقيق هذه المعايير، وفي حال استيفائها تُدرج الجامعة ضمن القائمة». وأكدت الوزارة شكرها للتواصل، مشيرة إلى حرصها على ضمان الجودة والالتزام بالمعايير بما يعزز مخرجات التعليم العالي في الدولة. وتضم قائمة الابتعاث الحكومي الداخلي للعام الأكاديمي 2025/2026، 10 جامعات هي جامعة قطر في برامج محدود، وكلية طب وايل كورنيل وجامعة جورج تاون، وجامعة نورث ويسترن، وجامعة كارنيجي ميلون، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وكلية الريان الجامعية، وكلية المجتمع، وأكاديمية قطر لعلوم الطيران، وجامعة حمد بن خليفة، وجامعة فرجينيا كومنولث، وجامعة لوسيل، والجسر الأكاديمي، والكلية الفرنسية للدراسات العليا، ومعهد الدوحة للدراسات العليا. ويهدف البرنامج إلى ابتعاث الطلبة للجامعات الوطنية والخاصة المدرجة في قوائم الابتعاث الداخلي، ويستثنى منها قائمة الجامعات الأميرية، ويتم تخصيص مقاعد الابتعاث الداخلي بنظام التنافسية للطلبة الأعلى نسبة في الثانوية العامة والقبول في التخصصات ذات الأولوية في سوق العمل. ويعزز برنامج الابتعاث الداخلي فرص الالتحاق بالجامعات الوطنية والخاصة في قطر، ويدعم استكمال الدرجات العلمية في مختلف المراحل، من الدبلوم وحتى الدراسات العليا، وفق معايير محددة ونظام تنافسي. وتمنح الأفضلية للطلبة الأعلى معدلًا في الثانوية، والمقبولين في التخصصات التي تلبي احتياجات الدولة وتواكب أولويات سوق العمل. فعلى سبيل المثال، يتيح البرنامج مسار الدبلوم للطلبة الحاصلين على معدل 60% فأعلى، بينما تتطلب تخصصات العلوم الصحية والطب المساعد معدلًا يزيد على 75%، وتخصصات الطب والهندسة وعلوم الحاسب معدل 80% أو أكثر. كما يتيح البرنامج فرصًا للماجستير والدكتوراه في بعض التخصصات المطلوبة، دعمًا لمسيرة البحث العلمي الوطنية. وترتكز سياسة الابتعاث الجديدة على أربعة مبادئ مهمة، وتنعكس هذه المبادئ على تحديد الفئات المستهدفة من هذه السياسة ومسارات الابتعاث والفرص المتاحة فيها، والحوافز المقدَّمة للمُبتعَثين من خلالها. هذه المبادئ هي: الجودة، والتنوع، والتفوق، والالتزام، وتحسين المؤشرات؛ حيث روعي في سياسة الابتعاث الجديدة الربط بين ركائز الرؤية الوطنية والأهداف الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.

أخطاء "غروك" تثير الجدل: تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتحقق من الأخبار والصور
أخطاء "غروك" تثير الجدل: تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتحقق من الأخبار والصور

الراية

timeمنذ يوم واحد

  • الراية

أخطاء "غروك" تثير الجدل: تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتحقق من الأخبار والصور

أخطاء "غروك" تثير الجدل: تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتحقق من الأخبار والصور وكالات - موقع الراية : يلجأ مستخدمو الإنترنت أكثر فأكثر إلى برامج الدردشة الآلية عندما يريدون التحقق من معلومة ما، لكنّ استعانتهم بالذكاء الاصطناعي محفوفة بالأخطاء التي قد يرتكبها، على ما ظهر من النقاشات الحادة التي شهدتها منصة "إكس" بعد نشر صورة لفتاة تعاني سوء التغذية في غزة. ففي مطلع أغسطس، عندما نشر النائب الفرنسي عن حزب "فرنسا الأبية" إيمريك كارون المؤيد للقضية الفلسطينية هذه الصورة من دون تعليق على "X"، بينما كان قطاع غزة مهددا بـ"مجاعة معمّمة" وفقا للأمم المتحدة، سارع كثر من المستخدمين إلى طلب التحقق من مصدرها من "غروك". وأعطى روبوت الدردشة المدمج في "إكس" جوابا جازما مفاده أن هذه الصورة التُقطت في أكتوبر 2018 في اليمن، وأن الطفلة التي تظهر فيها تُدعى أمل حسين، وتبلغ سبع سنوات. وانتشر جواب "غروك" على نطاق واسع، واتُهم النائب بنشر معلومات مضللة. ولكن تبيّن أن "غروك" كان مخطئا. فالصورة التُقطت بالفعل في غزة في 2 أغسطس بعدسة المصوّر الصحافي المتعاون مع وكالة فرانس برس عمر القطّاع. وتُظهر الصورة مريم دوّاس البالغة تسع سنوات، تحملها في مدينة غزة والدتها مدلَّلة التي شرحت لوكالة فرانس برس أن وزنَ ابنتها انخفض من 25 كيلوغراما قبل الحرب إلى تسعة كيلوغرامات اليوم. وأضافت أنها لا تتلقى من الدعم الطبي "سوى الحليب، وهو غير متوافر دائما، ولا يكفيها للتعافي". وعندما سُئل "غروك" عن عدم دقة إجابته، ردَّ قائلا "أنا لا أنشر أخبارا كاذبة، بل أعتمد على مصادر موثوق بها". واعترف في النهاية بخطئه، لكنه كرره في اليوم التالي ردا على أسئلة جديدة من مستخدمي "إكس". "صناديق سوداء" ورأى الباحث في أخلاقيات التكنولوجيا ومؤلف كتاب "بونجور تشات جي بي تي" Bonjour ChatGPT لوي دو دييزباك أن خطأ "غروك" يبيّن حدود أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تشبه في عملها "الصناديق السوداء". وإذ أشار الخبير إلى أن "من غير المعروف تحديدا سبب إعطاء هذه الأدوات هذه الإجابة أو تلك، ولا كيفية ترتيبها مصادرها"، لاحظ أن هذه الأدوات تنطوي على تحيزات مرتبطة ببيانات تدريبها، ولكن أيضا بتعليمات مصمميها. وأشار مثلا إلى أن لروبوت المحادثة من شركة "إكس إيه آي" الناشئة التابعة لإيلون ماسك، وفقا للخبير، "تحيزات نافرة أكثر تتوافق إلى حد كبير مع الايديولوجية التي يروج لها، من بين أمور أخرى"، الملياردير المقرب من أفكار اليمين المتطرف الأميركي. وشرح لوي دو دييزباك أن توجيه سؤال إلى روبوت محادثة عن أصل صورةٍ ما، هو طلب يُخرجه من نطاق مهمته الأساسية. وأضاف "عادةً، عند البحث عن أصل صورة، قد يقول: +ربما التُقطت هذه الصورة في اليمن، أو ربما التُقطت في غزة، أو ربما التُقطت في أي بلد يعاني من المجاعة+". وأوضح الخبير أن "النموذج اللغوي لا يسعى إلى إنشاء أمور دقيقة، فليس هذا هو الهدف". ونشرت صحيفة "ليبراسيون" أخيرا صورة أخرى لوكالة فرانس برس، التقطها عمر القطّاع أيضا، تُظهر طفلا يعاني سوء التغذية في غزة. وسبق لـ"غروك" أن أفاد خطأً أيضا بأن الصورة ملتقطة في اليمن عام 2016، بينما التُقطت الصورة في الواقع في يوليو 2025 في غزة. ودفعَ خطأ الذكاء الاصطناعي مستخدمي الإنترنت إلى اتهام الصحيفة زورا بالتلاعب. "غروك" ليس وحده ترتبط تحيزات الذكاء الاصطناعي ببيانات التدريب التي تُحدد قاعدة معارف النموذج، وفي مرحلة المطابقة التي تُحدد ما سيعتبره النموذج إجابة "جيدة" أو "سيئة". ويضيف دو دييزباك "إذا شرح المستخدمون للنموذج أن إجابته خاطئة، لا يعني ذلك أنه سيُغيّر إجابته بين ليلة وضحاها، لأن بيانات تدريبه لم تتغير، وكذلك مطابقته". لكنّ الأخطاء ليست حكرا على "غروك". فعندما سألت وكالة فرانس برس روبوت الدردشة التابع لشركة "ميسترال إيه آي" الناشئة التي تستطيع بصفتها شريكة لفرانس برس إدراج أخبار الوكالة في أجوبة نموذجها، أشارت أداتها هي الأخرى إلى أن الصورة التُقطت في اليمن. ورأى لوي دو دييزباك عدم جواز استخدام روبوتات الدردشة للتحقق من الأخبار والصور، كما في ما يتعلق بمحركات البحث، لأن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي "ليست مصممة لقول الحقيقة" بل "لإنتاج محتوى، سواء أكان صحيحا أم خاطئا".

شبكة رقمية تغذي خطاب الكراهية ضد المهاجرين بعد طعن شرطي في أيرلندا
شبكة رقمية تغذي خطاب الكراهية ضد المهاجرين بعد طعن شرطي في أيرلندا

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

شبكة رقمية تغذي خطاب الكراهية ضد المهاجرين بعد طعن شرطي في أيرلندا

في أعقاب محاولة طعن استهدفت أحد أفراد الشرطة الأيرلندية وسط العاصمة دبلن الأسبوع الماضي، اشتعلت منصات التواصل بسيل من المنشورات المتضاربة والمضللة، في مشهد بدا كأنه يتجاوز حادثة فردية إلى حملة رقمية منظمة. وركزت الحملة الرقمية -التي قادتها حسابات مؤثرة على منصة "إكس"- على تأجيج الخطاب المعادي للمهاجرين، من خلال روايات مشككة في هوية المهاجم ودوافعه، وربطه بأجندات دينية وعرقية، وتوظيف حوادث مشابهة في أوروبا، بهدف تكوين سردية عامة تُحمّل المهاجرين مسؤولية عنف ممنهج. في هذا التقرير، تتبعت "الجزيرة تحقق" مضمون هذه الادعاءات، وحللت الشبكة الاجتماعية التي أسهمت في تضخيمها، وطبيعة الحسابات المشاركة، لفهم ما إذا كانت ردود فعل فردية أم حملة منسقة لتأجيج الكراهية تجاه المهاجرين عبر سرديات مضللة. فيديو الحادثة يتصدر المنصات في 29 يوليو/تموز الماضي، انتشر على نطاق واسع مقطع فيديو يظهر رجلا يحاول طعن عناصر من الشرطة الأيرلندية خلال دورية وسط دبلن، في هجوم مفاجئ بسكين. وأظهر المقطع -الذي حصد ملايين المشاهدات- محاولات عناصر الشرطة السيطرة على الشاب باستخدام العصي ورذاذ الفلفل، قبل أن يتمكنوا من اعتقاله. وتمكنت وكالة سند للتحقق التابعة لشبكة الجزيرة من تحديد الموقع بدقة عبر أداة "التجول الافتراضي" (Street View) في خرائط غوغل، باستخدام صور التقطت في أبريل/نيسان من العام الجاري. Shocking new footage of yesterday's attack on a Garda in Dublin. The attacker is a second generation immigrant named Abdullah Kahn. The media, gardai and politicians all told us he was "Irish born and bred". — MichaeloKeeffe (@Mick_O_Keeffe) July 31, 2025 تضليل وخطاب تحريضي ترافقت مشاهد الهجوم مع موجة من التعليقات التحريضية على منصات التواصل، استهدفت المهاجرين ووصفتهم بأنهم "تهديد وجودي"، مع ربط الحادث بخلفيات دينية وعرقية. من بين العبارات المتداولة: "هل يبدو اسم عبد الله خان أيرلنديا؟"، و"الإسلامي عبد الله خان يطعن شرطيا والشرطة تلقنه درسا". 🚨 BREAKING! The media told you the man who stabbed the garda was an Irish man, does Abdullah Khan sound Irish to you? — MichaeloKeeffe (@Mick_O_Keeffe) July 31, 2025 Islamist Abdullah Khan stabs an Irish policeman to prove he's boss. Eventually, other officers give him a proper education. Education is important. — RadioGenoa (@RadioGenoa) August 1, 2025 وامتد الخطاب التحريضي ليشمل مقارنات بحوادث في دول أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا، في محاولة لبناء سردية أوسع مفادها أن السلطات الأوروبية تتكتّم على جرائم يُنفّذها مهاجرون، ولا سيما من أصول إسلامية. إعلان وسعت حسابات مؤثرة إلى ترسيخ صورة نمطية للمهاجر باعتباره "تهديدا داخليا"، من خلال مزاعم تفتقر إلى دليل. فقد زعمت حسابات أن المهاجم "عبد الله خان" دخل المملكة المتحدة بشكل غير قانوني عبر قارب صغير، وحصل لاحقا على "امتيازات قانونية تفوق ما يناله المواطنون"، في محاولة لتأجيج الغضب الشعبي تجاه سياسات الهجرة. WOW‼️Watch as migrant Abdullah Khan STABS a policeman in the back. The incident took place in Dublin on Tuesday. Fortunately, a stab vest saved the officer's life. Khan, 23-who entered the UK illegally via small boat-was arrested at the scene. He's now been granted Legal Aid. — Peter Lloyd (@Suffragent_) July 31, 2025 This murderous attack on an innocent Garda member is being suppressed. And the reason? Senior brass don't want the public getting all riled up or being afraid to walk the streets. People like Abdullah Khan are allowed to stab who they like and are effectively innocent until… — Edward White (@Editorialz) August 1, 2025 وفي بيان رسمي، أكدت الشرطة الأيرلندية أن أحد عناصرها تعرض لاعتداء "غير مبرر" وسط دبلن، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. وحذر مساعد مفوض الشرطة في دبلن، بول كليري، من انتشار معلومات مضللة عبر المنصات الرقمية، متهما بعض المغردين بمحاولة "تأجيج الموقف لأغراض خاصة"، ومؤكدا أن التحقيق ما زال جاريا لتحديد الدوافع. في المقابل، فندت وسائل إعلام أيرلندية المزاعم التي ربطت المهاجم بالهجرة أو بالتطرف الديني، إذ أظهرت المعلومات الرسمية أن المشتبه به مواطن أيرلندي ولد في شمال دبلن حيث يقيم، ويبلغ من العمر 23 عاما. كما طلبت محاميته فرض قيود على نشر عنوانه، نظرا لحساسية القضية ومخاوف تتعلق بسلامته. وأكدت التحقيقات الأولية أن الهجوم لا يحمل أي طابع إرهابي، وأن التهم الموجهة إليه تقتصر على الاعتداء على فرد شرطة وحيازة سكين قد يتسبب بإصابات خطرة. Gardai confirm the attacker was an Irish citizen and born in Ireland, and can be questioned for up to 24 hours. — TheIrishWatchdog (@WatchdogTh96012) July 29, 2025 شبكة تضليل عابرة للحدود عقب انتشار فيديو حادثة الطعن في دبلن، لم تكن موجة التفاعل على "إكس" مجرد ردود فعل فردية، بل بدت كأنها جزء من شبكة رقمية منظمة تنسّق فيما بينها لنشر رواية موحدة تستهدف المهاجرين. أجرت "الجزيرة تحقق" تحليلا معمقا لبنية هذه الشبكة، فوجدت أن عشرات الحسابات المترابطة -معظمها ذات تأثير واسع- لعبت دورا محوريا في نشر الخطاب التحريضي وتعزيز مصداقيته عبر التكرار والتنسيق. خلال فترة لا تتجاوز 4 أيام، نشرت أكثر من 4 آلاف تغريدة مرتبطة بالحادثة، عبر نحو 2862 حسابا، وتضمنت آلاف التفاعلات من إعادة نشر وتعليقات وذكر حسابات أخرى. في قلب هذه الشبكة، برزت أسماء بعينها تعيد التدوير وتوسيع دائرة السردية، وجاء في الصدارة حساب "suffragent"، تلاه "editorialz"، ثم "RadioGenoa" الذي ينتمي إلى مجتمع رقمي مختلف من حيث اللغة والجغرافيا، لكنه يتحرك في الاتجاه نفسه. إعلان ولم تكن هذه الحسابات وحدها، فقد كشفت خريطة الشبكة عن مجتمعات رقمية متعددة الجنسيات، من بينها مجموعة إيطالية تتفاعل حول حساب RadioGenoa، وأخرى إسبانية مرتبطة بـacom_es، بالإضافة إلى مجتمع بولندي، ومجتمعات ناطقة بالإنجليزية في بريطانيا وأيرلندا، تتشارك السردية نفسها وتروجها بلغات مختلفة. ما جمع هذه الأطراف المتباعدة جغرافيا هو إستراتيجية رقمية موحدة: إعادة تغريد ممنهجة، وذكر حسابات مؤثرة، وبناء روابط متقاطعة، في نمط يعرف بتحليل الشبكات باسم "التضخيم المتبادل". كل حساب يعزز الآخر، ويروج لمنشوراته، بما يمنح السردية زخما و"شرعية رقمية" حتى إن كانت مزيفة. وبهذا الشكل، لم تعد الحادثة مجرد واقعة محلية في أحد شوارع دبلن، بل تحولت إلى مادة مشحونة تعاد صياغتها ونشرها وتضخيمها في فضاءات رقمية متعددة، عبر شبكة تمتد من أيرلندا إلى إيطاليا، ومن إسبانيا إلى بولندا، وتتقاطع عند فكرة واحدة: بناء عدو داخلي اسمه "المهاجر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store