
"ملايين" خارج أسوار الكونكلاف... بابا روما يشعل سوق المراهنات!
خلف أبواب كنيسة سيستينا المغلقة، سيحسُم 133 كاردينالاً هُويّة بابا روما بعد مسيرة فرنسيس المتواضع الذي ودّعه العالم بحزن. فبين أصل ساكن الفاتيكان الجديد وجنسيّته واسمه البابوي، تتكاثر التساؤلات عن عملية الانتخاب وجولاتها.
في هذه الكنيسة المشهورة بلوحاتها الجدارية لمايكل أنجلو، عُقد أول مجمع (كونكلاف) عام 1492. ومنذ عام 1878، أصبحت مقرّاً معتمداً؛ ومنها سيُc`k الدخان الأبيض بانتخاب البابا الـ267. سيشهد هذا المجمع قدوم الكرادلة من 71 دولة مختلفة، إذ إنّهم في الانتخابات البابوية الأخيرة عام 2013 جاءوا من 48 دولة.
مع إدارة الكاردينال "الكاميرلينغو" الإيرلندي الأميركي، كيفين جوزيف فاريل، فترة شغور الكرسي الرسولي، تتّجه أنظار العالم إذن إلى عمليّة الاقتراع؛ ففي اليوم الأول، تُجرى عمليّة تصويت أولى، ثمّ تُجرى 4 جولات اقتراع يومياً (اثنتان صباحاً واثنتان بعد الظهر).
وتُحرق أوراق الاقتراع بعد كلّ جولة، ويُشير الدخان الأسود إلى أنّ التصويت لم يُحسم بينما يُشير الدّخان الأبيض إلى انتخاب البابا الجديد. ويستمرّ المجمع المغلق حتّى يحصل مرشّح على أغلبية الثلثين. وفي حال عدم التوصّل إلى انتخاب بابا جديد بعد 3 أيام، يتوقّف التصويت ليوم واحد، تقام خلاله الصلوات، ثم تُعقد جولات تصويت أخرى حتى الوصول إلى اختيار نهائي.
على طاولة المراهنات!
خارج أبواب الكنيسة وسرّية اجتماعاتها، الأجواء مختلفة. البابا على طاولة المراهنات... ملايين الدولارات أُنفقت حتّى الآن على من سيكون الزعيم المقبل للمسيحيين، وعلى اسمه وجنسيّته، وحتّى على عدد جولات التصويت.
وفق مدير "Oddschecker" سام إيتون، وهي منصّة إلكترونية للمراهنات في المملكة المتحدة، "تفوّقت هذه الظاهرة على بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم وبطولة سائقي الفورمولا 1. هناك اهتمام عالمي كبير".
إلى جانب هذه المنصّة، تقدّم منصّات ومواقع أخرى هذه "الخدمة" كـ"OLBG" و"Paddypower" و"Polymarket" و"Kalshi" التي فتحت الرهانات على البابا المقبل بعد ساعات فقط من وفاة البابا فرنسيس في 21 نيسان/أبريل.
تُعدّ المراهنة على الانتخابات والمجامع البابوية وجميع أنواع الأحداث العالمية تقليداً موجوداً في المملكة المتحدة، إلّا أنّ هذه المراهنات غير قانونية في الولايات المتحدة. وفي إيطاليا، تحظر المراهنة على الانتخابات البابوية، إلّا أنّ بعض الأشخاص في روما يجرون رهانات ودّية وغير رسمية، كـ20 دولاراً على اسم أحد الكرادلة، ويتعهّد الخاسر بعشاء أو بشراء بيتزا!
مع إغلاق أبواب المجمع، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أبرز احتمالات المراهنين، وهي: جنسية البابا، فإن احتمال أن يكون البابا المقبل من دولة لم يسبق لها أن اختير منها بابا يُقدَّر بنسبة 5 إلى 6. ولا يزال الرهان على أن يكون البابا من إيطاليا خياراً معقولاً.
أمّا على صعيد عملية الانتخاب، فأشارت تقديرات المراهنين إلى أن متوسّط عدد جولات التصويت المطلوبة لاختيار البابا يبلغ 4.5 جولات.
وبمجرد انتخاب البابا الجديد، يُطلب منه اختيار اسم بابوي جديد، وهو تقليد رمزيّ يعكس رؤيته للدور الذي سيلعبه. في هذا السياق، تتصدّر الأسماء "ليو" و"بيوس" قائمة الترجيحات بنسبة 2 إلى 1.
إلى ذلك، كشف تقرير نشرته مجلة "The Economist" عن أن حجم الأموال التي وُضعت كرهانات على انتخاب البابا الجديد تجاوزت الـ 19 مليون دولار، في رقم غير مسبوق، يعادل نحو 50 ضعفاً مما سُجِّل خلال انتخاب البابا فرنسيس عام 2013، بعد احتساب التضخّم.
"Kalshi" - اضغط هنا
موقف الكنيسة
ترفض الكنيسة المراهنات أخلاقياً، وتعتبرها ممارسة غير لائقة، وتمسّ بعملية الانتخاب وروحانيّتها. فهي منعت المراهنات على انتخاب الباباوات، إذ في عام 1591، أصدر البابا غريغوريوس الرابع عشر مرسوماً بعنوان "Cogit nos"، حرّم فيه هذه الظاهرة، ونصّ على أن من يشارك فيها يمكن أن يتعرّض لعقوبة الحرمان الكنسيّ.
ومع صدور قانون الكنيسة الكاثوليكية الجديد عام 1917، لم يتكرّر هذا التحريم، ممّا يعني أن القانون السابق لم يعد سارياً من دون أن يُلغى. وفي نسخة القانون الكنسيّ المعدّلة عام 1983، لا توجد إشارة مباشرة إلى المراهنات. إنّ مرسوم البابا غريغوريوس الرابع عشر هو المؤشر التاريخيّ الأهمّ على قِدم هذه الظاهرة...
"فانتابابا"... "المجد الأبدي"
يتّجه آخرون إلى لعبة إلكترونية تُدعى "فانتابابا" أو "بابا الخيال". يلعب أكثر من 60 ألف شخص في إيطاليا هذه اللعبة المستوحاة من لعبة كرة القدم، إذ تتطلّب من المشاركين تشكيل فريق من الكرادلة الذين يعتقدون أنّهم الأوفر حظّاً بتولّي منصب البابا المقبل.
يجب على اللاعبين اختيار 11 كاردينالاً يرون أنّهم الأوفر حظّاً في اجتماع الكرادلة، وعليهم تعيين "قائد"، وهو الكاردينال الذي يعتقدون أنّه الأوفر حظّاً في تولّي منصب البابا، و"حارس المرمى"، للكاردينال الأقل حظّاً. وبمجرد اختيارهم لفريقهم، يتمكّن اللاعبون من التنبؤ باسم البابا الجديد وأولويّاته ويوم انتخابه وعدد الجولات. ومقابل كلّ توقّع صحيح نقطة، مما يُؤدّي إلى ترتيب المشاركين، وفي النهاية الفائز.
يقول أحد مُنشئي اللعبة بيترو بيس، وهو مُهندس ذكاء اصطناعي في "مايكروسوفت": "لا توجد جوائز، إنّها مُجرد مُتعة، وهدفنا هو المجد الأبدي".
سجّل التاريخ البابوي أطول عملية انتخاب بين عامي 1268 و1271، عقب وفاة البابا كليمنت الرابع، إذ استغرق التوافق على خليفته 1006 أيام (نحو 3 سنوات)، وانتهى باختيار غريغوريوس العاشر. أمّا أقصر عملية انتخاب بابا في التاريخ، فكانت عام 1503 بعد وفاة البابا بيوس الثالث بعد 26 يوماً فقط من انتخابه، إذ لم تستغرق عملية الانتخاب أكثر من 10 ساعات، وأدّت إلى اختيار البابا يوليوس الثاني.
الكثر كانوا قريبين من البابا فرنسيس وبإمكان المجمع أن يختار من هؤلاء، كما أن العكس ممكن.
عام 1274، ونظراً إلى تجربة انتخاب غريغوريوس، قرّر مجمع ليون الثاني فرض إجراء جديد يقضي بحجز الكرادلة في مكان مغلق أثناء الانتخاب، ومنعهم من مغادرته حتى يتم التوافق على اسم البابا الجديد. ومن هنا جاءت كلمة كونكلاف (Conclave) المشتقّة من اللاتينية (Cum Clave)، والتي تعني المجمع السري.
انتخاب فرنسيس كان حدثاً مفاجئاً عام 2013 إذ كان يحتلّ المركز الـ15 في سباق المراهنات. فهل ستحمل عملية الانتخاب داخل كونكلاف 2025 مفاجآت؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 2 ساعات
- سيدر نيوز
من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟
بينما تضع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قيوداً على عملية تجنيس المهاجرين وطالبي اللجوء من دول تمزقها الحروب والمجاعات، وصلت إلى الولايات المتحدة مؤخراً أول مجموعة مكونة من 59 شخصاً بِيض البشرة من جنوب أفريقيا (الأفريكانرز) والذين منحهم ترامب حق اللجوء في أمريكا. وغالباً ما ينتظر اللاجئون سنوات قبل معالجة طلباتهم والموافقة على سفرهم إلى الولايات المتحدة، إلا أن الأفريكانرز الذين وصلوا إلى أمريكا، لم ينتظروا أكثر من 3 أشهر. وقد شهدت العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة توتراً ملحوظاً منذ تكليف الرئيس ترامب إدارته في فبراير/شباط الماضي بوضع خطط لإعادة توطين 'الأفريكانرز' في الولايات المتحدة. نظام الفصل العنصري: مسار العدالة الطويل في جنوب أفريقيا مسيرة كفاح مانديلا ضد العنصرية في جنوب أفريقيا وانتقدت الولايات المتحدة السياسة الداخلية لجنوب أفريقيا، متهمةً الحكومة بالاستيلاء على أراضي المزارعين البِيض دون أي تعويض، وهو أمرٌ تنفيه جنوب أفريقيا. ويذكر أنه بعد أكثر من 30 عاماً على نهاية النظام العنصري في جنوب أفريقيا، لا يمتلك المزارعون السود سوى جزء صغير من أفضل الأراضي الزراعية في البلاد، ولا تزال غالبيتها في أيدي البِيض. وتعتزم حكومة جنوب أفريقيا توزيع 8 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية على المزارعين السود بحلول عام 2030، ضمن جهودها لتحقيق العدالة الاقتصادية بعد عقود من سياسات الفصل العنصري. ففي يناير/كانون الثاني الماضي، وقّع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا قانوناً مثيراً للجدل يسمح للحكومة بمصادرة الأراضي المملوكة للقطاع الخاص دون تعويض، في ظروف معينة، عندما يُعتبر ذلك 'عادلاً ويخدم المصلحة العامة'. وقد وصف رامافوزا المجموعة التي سافرت إلى الولايات المتحدة بـ'الجبناء'، قائلاً إنهم لا يريدون معالجة أوجه عدم المساواة في حقبة الفصل العنصري. ونسبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لترامب تشبيهه جهود حكومة جنوب أفريقيا للقضاء على التفاوتات العرقية بالتمييز ضد البِيض، وقال إن الأفريكانرز ضحايا 'إبادة جماعية'. وأضاف قائلاً: 'إن المزارعين يُقتلون، إنهم بِيض، وسواء كانوا بيضاً أم سوداً، لا فرق لديّ، يُقتل المزارعون البِيض بوحشية، وتُصادَر أراضيهم في جنوب أفريقيا'. وسبق أن اشار إيلون ماسك، أحد أقطاب إدارة ترامب والمولود في جنوب أفريقيا، إلى حدوث 'إبادة جماعية للبِيض' في جنوب أفريقيا، واتهم الحكومة بتمرير 'قوانين ملكية عنصرية'. ودُحضت مزاعم الإبادة الجماعية للبِيض على نطاق واسع. ولا تدعم بيانات الشرطة هذه الرواية، إذ تُظهر أن عمليات القتل في المزارع نادرة، وأن معظم الضحايا من السود. كما قالت وزارة خارجية جنوب أفريقيا في بيان بهذا الشأن إن الاتهامات الموجَّهة للحكومة بالتمييز ضد الأقلية البيضاء في البلاد 'لا أساس لها من الصحة'، وإن برنامج إعادة التوطين الأمريكي محاولة لتقويض 'الديمقراطية الدستورية' في البلاد. وأضاف البيان أن البلاد عملت 'بلا كلل' لوقف التمييز، بالنظر إلى تاريخها من القمع العنصري في ظل نظام الفصل العنصري. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ترامب قوله إن الولايات المتحدة ستمنح الجنسية للأفريكانرز. وتعتزم الإدارة الأمريكية الاعتماد على مكتب اللاجئين التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية للمساعدة في إعادة توطين القادمين إلى الولايات المتحدة. وقد تواصل المكتب مع منظمات اللاجئين للتحضير لوصول الأفريكانرز، وفقاً لمذكرة صادرة عن الوزارة حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز. وحسب المذكرة، ستساعدهم الإدارة في العثور على 'مساكن مؤقتة أو طويلة الأجل، وأثاث منزلي، وأدوات منزلية أساسية، ولوازم تنظيف'. كما تخطط الإدارة لمساعدتهم في تأمين 'البقالة، والملابس المناسبة للطقس، والحفاضات، وحليب الأطفال، ومنتجات النظافة، والهواتف المدفوعة مسبقاً التي تُعينهم على حياتهم اليومية'. ويبلغ عدد السكان البِيض في جنوب أفريقيا نحو 4.2 مليون نسمة من بين نحو 63 مليون نسمة هم عدد سكان البلاد، وقد مثّل الأفريكانرز في أوائل القرن الحادي والعشرين حوالي 60 في المئة من السكان البِيض هناك. 'لم أحضر إلى هنا للتسلية' وقال تشارل كلاينهاوس، أحد الأفريكانرز الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة والبالغ من العمر 46 عاماً، لبي بي سي، إنه غادر وطنه بعد تلقيه تهديدات بالقتل عبر رسائل واتساب. وتابع كلاينس، الذي يقيم حالياً في فندق صغير في بافالو في ولاية نيويورك، قائلاً: 'اضطررتُ لمغادرة منزل يضم 5 غرف نوم، والذي سأفتقده الآن'، مشيراً إلى أنه ترك سيارته وكلابه وحتى والدته، ويضيف قائلاً: 'لم أحضر إلى هنا للتسلية'. BBC في الأسبوع الماضي، كان كلاينهاوس يعيش في مزرعة عائلته في مقاطعة مبومالانغا بجنوب أفريقيا، وتُعرف هذه المقاطعة، بجمالها الطبيعي الأخّاذ وحياة البرية الوفيرة، وبأنها 'المكان الذي تشرق فيه الشمس'. والتباين في مكان الإقامة واضح للغاية، لكن بالنسبة له، فإن وضعه في بافالو في نيويورك، أفضل حالاً بالفعل، ويقول كلاينهاوس، الذي توفيت زوجته في حادث سير عام 2006: 'أطفالي الآن بأمان'. ويُقر بأنه فوجئ بسرعة وصوله إلى الولايات المتحدة، وأنه مُمتن لترامب، ويقول: 'شعرتُ أخيراً أن هناك من يرى ما يحدث في هذا العالم'. وعندما وصل هو وعائلته مع آخرين إلى المطار، استُقبلوا ببالونات حمراء وبيضاء وزرقاء، ويصف كلاينهاوس الفخامة والاحتفال بأنه 'مذهل'. ويعترف كلاينهاوس بأن السود في جنوب أفريقيا عانوا مثله، لكنه يقول: 'لم تكن لي أي علاقة بالفصل العنصري، لا شيء، لا شيء، لا شيء'. ويُقر كلاينهاوس بانخفاض معدل جرائم قتل المزارعين في جنوب أفريقيا، لكنه يقول إنه لا يريد أن يكون ضحية، ويضيف قائلاً: 'هناك أشخاص في منطقتي قُتلوا رمياً بالرصاص'. وعلى الجانب الآخر، هناك فريق من الأفريكانرز يرفض مغادرة البلاد مثل أولريش جانس فان فورين الذي قال لبي بي سي: 'أعشق الترويج لجنوب أفريقيا، ولا أنوي قبول عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجنوب أفريقيا هي موطني'. وجانس فان فورين شغوف بمشاركة وإبراز بعضٍ من أجمل معالم جنوب أفريقيا مع جمهوره الغفير من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي. وكثيراً ما يلتقط هذا الشاب الجنوب أفريقي الأبيض، البالغ من العمر 38 عاماً، صوراً لمشاهد مثل صباح جوهانسبرغ البارد، وأشجار الجاكاراندا الأرجوانية التي تشتهر بريتوريا بجمالها، أو شواطئ كيب تاون الشهيرة. وقال جانس فان فورين، الذي يتابعه أكثر من مليون شخص على وسائل التواصل الاجتماعي: 'جنوب أفريقيا هي موطني. إنها موطن جذوري وتراثي، حيث يمكنني المساهمة في تاريخ أمتنا وإحداث تأثير هادف، وأنا منخرط بشدة في نجاح جنوب أفريقيا، وأفخر بكوني جزءاً من رحلة نجاحها'. وأضاف قائلاً: 'إن الجدل حول وضع الأفريكانرز في جنوب أفريقيا جعلني أكثر تصميماً من أي وقت مضى على البقاء في البلاد والعمل بكل طاقتي على نجاحها'. من هم الأفريكانرز؟ تقول دائرة المعارف البريطانية إن الأفريكانرز هم جنوب أفريقيون من أصل أوروبي، لغتهم الأم هي الأفريكانية، وينحدرون من البوير. وتعني كلمة بوير بالهولندية مزارع، وهم الجنوب أفريقيون من أصل هولندي أو ألماني، أو الإنجيليون الفرنسيون الذين هربوا من الاضطهاد الديني في أوروبا، وكانوا من أوائل المستوطنين في ترانسفال ودولة أورانج الحرة، واليوم، يُشار إلى أحفاد البوير عادةً باسم الأفريكانرز. وقد كلفت شركة الهند الشرقية الهولندية يان فان ريبيك في عام 1652 بإنشاء محطة شحن في رأس الرجاء الصالح. وفي عام 1707، بلغ عدد السكان الأوروبيين في مستعمرة كيب تاون 1779 شخصاً، وسرعان ما ازدهرت المستعمرة الهولندية. وكان البوير معادين للشعوب الأفريقية الأصلية، الذين خاضوا معهم حروباً متكررة على المراعي، كما كانوا معادين أيضاً لحكومة الكيب، التي كانت تحاول السيطرة على تحركات البوير وتجارتهم، وقارنوا أسلوب حياتهم بأسلوب حياة الآباء العبرانيين المذكورين في الكتاب المقدس، حيث طوروا مجتمعات أبوية مستقلة قائمة على اقتصاد رعوي متنقل. Ulrich Janse van Vuuren وفي تأثر بالعقيدة الكلفينية التي كانوا يدينون بها، اعتبروا أنفسهم أبناء الرب في البرية، فهم 'مسيحيون مختارون من الرب لحكم الأرض وسكانها الأصليين المتخلفين'. وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، كانت الروابط الثقافية بين البوير ونظرائهم في المناطق الحضرية تتضاءل، على الرغم من أن كلتا المجموعتين استمرتا في التحدث باللغة الأفريكانية، وهي لغة تطورت من خليط من اللغة الهولندية واللغات الأفريقية الأصلية ولغات أخرى. وأصبحت مستعمرة الكيب ملكية بريطانية عام 1806 نتيجة للحروب النابليونية، وعلى الرغم من قبول البوير في البداية للإدارة الاستعمارية الجديدة، إلا أنهم سرعان ما شعروا بالاستياء من السياسات الليبرالية البريطانية، وخاصة فيما يتعلق بتحرير العبيد. وبسبب ذلك، فضلاً عن حروب الحدود مع السكان الأصليين، والحاجة إلى أراضٍ زراعية أكثر خصوبة، بدأ العديد من البوير في عشرينيات القرن التاسع عشر بالهجرة شمالاً وشرقاً إلى داخل جنوب أفريقيا، وقد عُرفت هذه الهجرات باسم 'الارتحال الكبير'. وفي عام 1852، وافقت الحكومة البريطانية على الاعتراف باستقلال المستوطنين في ترانسفال (التي أصبحت لاحقاً جمهورية جنوب أفريقيا)، وفي عام 1854 اعترفت باستقلال أولئك الموجودين في منطقة نهري فال-أورانج (التي أصبحت لاحقاً دولة أورانج الحرة)، وتبنّت هاتان الجمهوريتان الجديدتان الفصل العنصري. حروب البوير مهّد اكتشاف الماس والذهب في جنوب أفريقيا في عام 1867الطريق لحربين؛ الأولى في نهاية عام 1880 وأوائل عام 1881، والثانية بين عامي 1899 و1902. وتعود جذور الصراع إلى مطالبات بريطانيا بالسيادة على جمهورية جنوب أفريقيا الغنية، وقلقها من رفض البوير منْح الحقوق المدنية لما يُسمى 'الأوتلاندرز' (المهاجرون – ومعظمهم بريطانيون – إلى مناطق مناجم الذهب والماس في الترانسفال). وأثارت أسباب الحرب جدلاً حاداً بين المؤرخين، ولا تزال دون حلٍ حتى اليوم كما كانت خلال الحرب نفسها؛ حيث زعم السياسيون البريطانيون أنهم كانوا يدافعون عن 'سيادتهم' على جمهورية جنوب أفريقيا، المنصوص عليها في اتفاقيتَيْ بريتوريا ولندن لعامي 1881 و1884 على التوالي. فيما يؤكد العديد من المؤرخين أن الصراع كان في الواقع للسيطرة على مجمع ويتواترسراند الغني لتعدين الذهب الواقع في جمهورية جنوب أفريقيا، وكان هذا المجمع أكبر مجمع لتعدين الذهب في العالم في وقتٍ كانت الأنظمة النقدية العالمية، وعلى رأسها البريطانية، تعتمد بشكل متزايد على الذهب. ووقعت حرب البوير الأولى عندما قامت الحكومة البريطانية بتعيين اللورد كارنافون سكرتيراً للمستعمرات، وسرعان ما بدأ بالتفاوض مع الإدارات المحلية من أجل تحقيق اتحاد فيدرالي في جنوب أفريقيا، ولكن المفاوضات انهارت في عام 1877، فقام اللورد كارنافون بإرسال قوة بريطانية لضم الترانسفال بالقوة. وحدثت أول مواجهة بين الجانبين في مدينة بوتشيفستروم في 16 ديسمبر/كانون الأول 1880، وانتصر البوير في هذه المواجهة. وفي 27 فبراير/شباط من عام 1881 هُزمت القوات البريطانية في معركة ماغوبار – لتفشل بريطانيا في بسط سيادتها على منطقة الترنسفال. وظلت العلاقة متوترة بين الطرفين حتى اندلعت حرب البوير الثانية في عام 1899. وبدعم من دولة أورانج الحرة، خاضت جمهورية جنوب أفريقيا معركة ضد الإمبراطورية البريطانية لأكثر من عامين. بي بي سي تلتقي 'سفاح عصر الفصل العنصري' في جنوب أفريقيا كانت بوادر تلك الحرب قد بدأت في عام 1897 – عندما طلب ألفريد ميلنر المفوض السامي البريطاني في جنوب أفريقيا تعديل دستور ترانسفال لتوفير المزيد من الحقوق السياسية للبريطانيين الذين يعيشون في الجمهورية. وسرعان ما بدأت الحكومة البريطانية في إرسال قوات لتعزيز حاميتها في جنوب أفريقيا. وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1899 أصدرت جمهوريتا البوير إنذاراً نهائياً لبريطانيا، طالبتا فيه القوات البريطانية بالانسحاب من المناطق الحدودية، ولم يستجب البريطانيون لهذا الإنذار. في 11 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1899، تم إعلان الحرب رسمياً. ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحرب وتحديداً في 15 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1899 – وقوع المراسل الحربي البريطاني الشاب وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا فيما بعد، في أسر قوات الجنرال لويس بوتا قائد قوات البوير وجنوده الذين نصبوا كمينا لقطار مصفّح في ناتال، وقد تم اعتقال تشرشل وسجنه في بريتوريا. ورغم أنها كانت أكبر وأكثر الحروب تكلفةً – والتي خاضتها بريطانيا بين الحروب النابليونية والحرب العالمية الأولى (حيث أنفقت أكثر من 200 مليون جنيه استرليني)، إلا أنها دارت بين طرفين متحاربين غير متكافئين تماماً؛ حيث بلغ إجمالي القوة العسكرية البريطانية في جنوب أفريقيا ما يقرب من 500 ألف جندي، بينما لم يتجاوز عدد البوير حوالي 88 ألف مقاتل. لكن البريطانيين كانوا يقاتلون في بلد معادٍ على أرض وعرة، مع خطوط اتصالات طويلة، في حين كان البوير – في الغالب في وضع دفاعي – قادرين على استخدام نيران البنادق الحديثة بكفاءة عالية، في وقتٍ لم تكن القوات المهاجمة تملك أي وسيلة للتغلب عليها. ورغم مهارة البوير في حرب العصابات، استسلموا في النهاية للقوات البريطانية عام 1902، منهين بذلك الوجود المستقل لجمهوريتَيْ البوير. وقد لقي عشرات الآلاف من البوير حتفهم بسبب القتال والجوع والمرض، وضم البريطانيون المنتصرون جمهوريتَيْ جنوب أفريقيا وأورانج الحرة. وبعد الحرب أظهر الطرفان الاستعداد للتعاون بهدف التوحد ضد الأفارقة السود، ورغم ذلك ظلت العلاقات بين البوير (أو الأفريكانرز، كما أصبحوا يُعرفون) والجنوب أفريقيين الناطقين بالإنجليزية فاترة لعقود عديدة. وعلى الصعيد الدولي، ساهمت الحرب في تأجيج الأجواء بين القوى الأوروبية العظمى، إذ وجدت بريطانيا أن معظم الدول الأوروبية تتعاطف مع البوير. التمييز العنصري وعلى الرغم من إعادة دمجهم في النظام الاستعماري البريطاني بعد الحرب، احتفظ الأفريكانرز بلغتهم وثقافتهم، وحققوا في نهاية المطاف نفوذاً سياسياً عجزوا عن تحقيقه عسكرياً. وفي عام 1910 قام البريطانيون بتأسيس اتحاد جنوب أفريقيا من قِبل المستعمرات البريطانية السابقة، كيب تاون وناتال، وجمهوريتَيْ البوير جنوب أفريقيا (الترانسفال)، ودولة أورانج الحرة. وسرعان ما أُعيد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وظلّ عنصراً أساسياً في السياسات العامة للبلاد طوال معظم القرن العشرين، ولم يُلغَ في تسعينيات القرن العشرين إلا بعد استنكار عالمي. وبين عامي 1910و1948 حكم جنوب أفريقيا 3 زعماء من البيض هم بوتا، وجان سميث، وهرتسوغ، وهم جنرالات سابقون في الجيش، وقد عمل هؤلاء على تطوير قوميةٍ جنوب أفريقية وإرساء قواعد نظام حكم عنصري في البلاد. وتعود بدايات نظام الفصل العنصري إلى قرار قانون الأراضي في عام 1913 لمنع السود في جنوب أفريقيا، باستثناء سكان مقاطعة كيب تاون، من شراء الأراضي خارج المحميات المُخصَّصة لهم. وبعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت جنوب غرب أفريقيا، الإقليم الألماني السابق، ناميبيا حالياً، تحت إدارة جنوب أفريقيا – وذلك في عام 1919. وتعزز التمييز ضد السود والآسيويين وأغلبهم من الهنود، الذين شجع البريطانيون هجرتهم إلى جنوب أفريقيا في القرن التاسع عشر، مع وصول الحزب الوطني، الذي أسسه الأفريكانرز في عام 1914، إلى الحكم في 1948، وذلك بسنّ قوانين لفصل البيض عن بقية السكان في التعليم والرعاية الصحية ووسائل النقل والمطاعم والشواطئ، ومنع الزواج المختلط بين الأعراق، والاستيلاء على 87 في المئة من الأراضي للبِيض، والتهجير القسري لأكثر من 3 ملايين من السود، وفرض تدريس اللغة الأفريكانية، كما أن السود لم يكن لهم حق التصويت ولم يكن لهم تمثيل في الحكومة. وفي عام 1950 بدأ تصنيف السكان حسب العرق، وإقرار قانون المناطق الجماعية لفصل السود عن البِيض، وقد رد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي كان قد تأسس عام 1912، بحملة عصيان مدني بقيادة نيلسون مانديلا. ولقي 69 متظاهراً أسود مصرعهم في شاربفيل في عام 1960، كما تم حظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وفي العام التالي انسحبت جنوب أفريقيا من الكومنولث وأعلنت الجمهورية، فيما قاد مانديلا الجناح العسكري الجديد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي بدأ تمرداً ضد النظام العنصري. وفي ستينيات القرن الماضي، بدأ الضغط الدولي على الحكومة العنصرية، واستبعاد جنوب أفريقيا من الألعاب الأولمبية. وفي عام 1964 – صدر الحكم على زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، نيلسون مانديلا، بالسجن المؤبد. تولى فريدريك دبليو دي كليرك الرئاسة في عام 1989 خلفاً لـ بي دبليو بوتا، ليتم إلغاء الفصل العنصري في المرافق العامة. كما أُطلق سراح العديد من نشطاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وفي عام 1990 انتهى الحظر على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وتم إطلاق سراح نيلسون مانديلا بعد 27 عاماً في السجن. وألغى دي كليرك في عام 1991 قوانين الفصل العنصري المتبقية، وتم ورفع العقوبات الدولية. وفي عام 1994 فاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بأول انتخابات غير عنصرية، وأصبح نيلسون مانديلا رئيساً للبلاد، وترأس حكومة وحدة وطنية، وعادت جنوب أفريقيا إلى الكومنولث، وشغلت مقعداً في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غياب دام 20 عاماً. وفي عام 1996 بدأت لجنة الحقيقة والمصالحة برئاسة رئيس الأساقفة ديزموند توتو جلسات استماع بشأن جرائم حقوق الإنسان التي ارتكبتها الحكومة السابقة وحركات التحرير خلال حقبة الفصل العنصري. ووصف تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة الفصل العنصري بأنه جريمة ضد الإنسانية. يذكر أن العديد من الأفريكانرز غادروا جنوب أفريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري، ويقيم الآن حوالي 100 ألف منهم في بريطانيا. ومن المتوقع أن يستمر تراجع عدد السكان البِيض في جنوب أفريقيا؛ وينعكس ذلك في التقديرات الرسمية التي أشارت إلى تراجع عددهم بنحو 113 ألف نسمة بين عامي 2016 و2021. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


النهار
منذ 3 ساعات
- النهار
الإيرانيون بين الغضب والنقد الذاتي بعد تصريحات ترامب
أثارت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية والإمارات وقطر الأسبوع الماضي، وتوقيعه عقوداً بقيمة 2800 مليار دولار مع هذه الدول، إضافة إلى الاستقبال الحافل الذي حظي به، صدى واسعاً في العالم، ولا سيما في إيران. خلال هذه الزيارة، التي تزامنت مع مفاوضات نووية بين طهران وواشنطن، انتقد ترامب بشدة السياسات الداخلية والإقليمية للجمهورية الإسلامية. وقال في كلمته في الرياض مخاطباً القادة ورجال الأعمال العرب: "بينما حوّلتم الصحاري الجافة إلى أراضٍ خصبة، حوّل قادة إيران المراعي الخضراء إلى صحارٍ جافة". ورغم تجنّب التلفزيون الرسمي الإيراني تغطية الزيارة بشكل كامل، تابع الإيرانيون مجرياتها باهتمام عبر القنوات الفضائية والإنترنت. وعبّر كثير من الإيرانيين، عبر منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أحاديثهم اليومية، عن استيائهم من سوء إدارة الحكومة، مستشهدين بمواقف ترامب تجاه إيران. فبينما أشاد بعضهم بتقدّم دول الخليج، رأى آخرون أن تصريحات الرئيس الأميركي كانت "مهينة وغير واقعية". وكتب سيد مجتبى حسيني على تطبيق "تلغرام": "دول الخليج تتنافس مع الدول الأوروبية بفضل رؤيتها المستقبلية، بينما شعرنا نحن الإيرانيين بالإهانة عندما سمعنا الحقائق عن بلادنا من فم عدوّ". وقال آرش غفاري: "لو كانت إيران أكثر انفتاحاً على السيّاح الأجانب بدلاً من القوانين المقيّدة، لما استطاع ترامب أن يقدّم أيّ صورة يشاء عن إيران". وفي هذا السياق، طالب بعض الإيرانيين بنشر صور جميلة للمناطق المختلفة في إيران عبر الإعلام، لتفنيد الصورة السلبية التي قدّمها ترامب عن البلاد. أما محمد علي آهنغران، وهو إيراني مقيم في الإمارات، فكتب: "يفتخر مواطنو الإمارات بزيارة ترامب لبلدهم، فهم يرون حكّامهم صادقين، ويلمسون نتائج السياسات الصائبة في حياتهم المريحة الخالية من الهموم". واعتبر بعض الإيرانيين أن هذه الزيارة كشفت بوضوح "تخلّف إيران عن جيرانها الخليجيين"، مرجعين ذلك إلى "سوء الإدارة والأيديولوجيا المسيطرة على الحكم" في البلاد. وكان محمود سريع القلم، أستاذ العلوم السياسية في إيران، قد حذّر قبل أشهر في محاضرة طويلة، من أن إيران إن لم تراجع سياساتها في مجالات عدّة، فلن تتخلف عن التقدّم العالمي فحسب، بل ستفقد القدرة على منافسة دول الخليج أيضاً. من جهته، قال الصحافي حميد آصفي في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز": "تمتلك إيران موقعاً جغرافياً مميزاً، وموارد طبيعية، وقوى بشرية تؤهّلها لأن تصبح قوة اقتصادية كبرى، لكن بعض الأيديولوجيات، مثل العداء لأميركا، أعاقت هذا التقدّم". وعبّر نائب الرئيس الإيراني السابق إسحاق جهانغيري عن شعوره بـ"الخجل" عندما قال الرئيس الأميركي إن إيران لا تملك ماءً ولا كهرباء. وأضاف: "كنا قادرين على أن نكون القوة الأولى في المنطقة، لكن العقوبات والضغوط وبعض الشعارات الداخلية حالت دون ذلك".وعن ذلك، قال عبد الله باباخاني، وهو خبير إيراني في الاقتصاد والطاقة مقيم في ألمانيا، لقناة "يورونيوز"، إن "الصناعة والاقتصاد يعتمدان مباشرةً على وضع الطاقة، ومع النقص الحاد في الكهرباء والغاز الناتج عن العقوبات وسوء الإدارة، بات التوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة أكثر إلحاحاً". وأعلنت الحكومة الإيرانية، الأربعاء، عبر رسالة نصّية، أن مصانع الصلب والإسمنت ستواجه انقطاعاً تاماً للكهرباء لمدة 15 يوماً. وفي الأسابيع الأخيرة، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة ونقص الكهرباء، قرّرت الحكومة تقليص ساعات عمل الدوائر الرسمية، بما فيها البنوك، لتبدأ من الساعة السادسة صباحاً حتى الواحدة ظهراً. وأصدرت وزارة التربية تعميماً ببدء الدوام المدرسي في الساعة السادسة صباحاً، ما أثار استياء أولياء الأمور والمعلمين الذين رأوا أن من غير المقبول أن يستيقظ الأطفال في الرابعة فجراً بسبب أزمة الكهرباء. وربما لهذا السبب، ردّ المرشد الأعلى آية الله خامنئي على تصريحات ترامب بعد أربعة أيام، دون الإشارة إلى المفاوضات الجارية، قائلاً إن "تصريحات الرئيس الأميركي سطحية ومخجلة للمتحدث وللشعب الأميركي، ولا تستحق الرد". وفي المقابل، تبنّى بعض الإيرانيين مواقف مشابهة لموقف قادة الجمهورية الإسلامية ضد ترامب. واقتبس سيد مهدي نيازي تصريح ترامب بشأن إنفاق أميركا 9 تريليونات دولار على الحروب في الشرق الأوسط، قائلاً إن هذه السياسة تسببت بزعزعة استقرار المنطقة، بينما تُتهم إيران بذلك. ورأى آخرون أن ترامب تحدث عن بعض جوانب الواقع الإيراني، لكنه تجاهل العامل الأهم، وهو أن العقوبات الأميركية كان لها دور كبير في تفاقم الأزمات الحالية. وأشار البعض إلى أن تصريحات ترامب توحي بأنه لا ينوي التوصّل إلى اتفاق مع إيران، وأنه لا ينبغي الوثوق به في أيّ مفاوضات مقبلة.


الديار
منذ 17 ساعات
- الديار
ترامب: روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات نحو وقف إطلاق النار
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بان المكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سارت على ما يرام، معلنا بان روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات نحو وقف إطلاق النار. واوضح ترامب في تصريح له، إن "الفاتيكان ممثلا في البابا، أبدى اهتمامه باستضافة المفاوضات. فلتبدأ العملية". وفي وقت سابق، وصف الرئيس الروسي المحادثة الهاتفية التي استمرت "اكثر من ساعتين" مع نظيره الأميركي بشأن النزاع في أوكرانيا، بأنها "مفيدة". وفي تصريح مقتضب للصحافيين عقب الاتصال، وصف بوتين المحادثة بأنها "بناءة وصريحة جدا"، وتابع "بشكل عام، أعتقد أنها كانت مفيدة".