
أضخم دراسة تصوير طبي للبشر تصل إلى مشاركها رقم 100 ألف
فقد أعلنت أضخم دراسة تصوير طبي للبشر في العالم أنها أنجزت هدفها المتمثل في تصوير أدمغة وقلوب وأعضاء داخلية لـ 100 ألف شخص، وهي المحطة الختامية لدراسة طموحة امتدت على مدى 11 عاماً.
وقالت البروفيسورة نعومي ألين، كبيرة العلماء في مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة"، لبي بي سي: "يبدأ الباحثون بالفعل في استخدام بيانات التصوير، إلى جانب بيانات أخرى لدينا، للتعرف على الأمراض في مراحلها المبكرة، ثم استهداف العلاج في وقت مبكر".
ويُتاح هذا الكم الهائل من البيانات بتكلفة منخفضة للفرق البحثية في جميع أنحاء العالم، بهدف إيجاد طرق جديدة للوقاية من أمراض شائعة مثل أمراض القلب والسرطان.
وكان المتطوع رقم 100 ألف الذي خضع للتصوير هو ستيف، الذي تقاعد مؤخراً من عمله في المبيعات، ويشارك الآن في أنشطة خيرية تديرها ابنته.
وحضرت بي بي سي لحظة دخوله إلى جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي في مجمع صناعي بالقرب من مدينة ريدينغ، لتظهر على الشاشة صور تفصيلية لخلايا الدماغ والأوعية الدموية والعظام والمفاصل.
وقال ستيف: "تم تشخيص والدتي بالخرف في مراحله المبكرة قبل سنوات، وهي ليست على ما يرام منذ ذلك الحين. ولذلك أشعر بأن عليّ رد الجميل للعلم، حتى يتمكن الجيل المقبل من التعلم من أمثالي".
BBC
كان ستيف من جنوب إنجلترا هو الشخص رقم 100 ألف الذي تم فحصه في ما أصبح أكبر مشروع تصوير طبي في العالم
وقد استمر هذا المشروع العملاق في العمل لمدة 13 ساعة يومياً، سبعة أيام في الأسبوع، في أربعة مواقع مختلفة في إنجلترا.
ويُخصص لكل مشارك موعد مدته خمس ساعات، يخضع خلالها لخمس تقنيات تصوير مختلفة تشمل الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية.
وتُخزن البيانات التي يتم جمعها دون ذكر هويات أصحابها ، ولا يتلقى المتطوعون مثل ستيف أي نتائج فردية، إلا في حال لاحظ المختصون مؤشراً لمشكلة صحية خطيرة تستدعي التنبيه.
ولا يسمح المشروع بنشر بيانات شخصية مثل الاسم الكامل للمتطوع أو الموقع الدقيق الذي يعيش فيه.
ما هو مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة"؟
أُطلق مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" في عام 2003، وهو واحد من أضخم مجموعات العينات البيولوجية والبيانات الصحية في العالم.
وقد شارك في المشروع نصف مليون شخص، جميعهم من متوسطي العمر، خضعوا لاختبارات بدنية، وأجابوا على أسئلة منتظمة عن صحتهم ونمط حياتهم، وقدموا عينات من الحمض النووي وسوائل بيولوجية أخرى.
ويتم تجميد عينات الدم والبول واللعاب في نيتروجين سائل، وتُخزّن عند درجة حرارة 80 مئوية تحت الصفر في ثلاجات عملاقة بمدينة ستوكبورت في منطقة مانشستر الكبرى.
أما الجزء المتعلق بالتصوير الطبي من المشروع فقد بدأ في عام 2014، ويتضمن إجراء تصوير تفصيلي لـ100 ألف من هؤلاء المشاركين أنفسهم.
ومن المقرر دعوة هذه المجموعة نفسها لإجراء عمليات تصوير جديدة كل عدة سنوات، لدراسة كيفية تغير أجسادهم وأعضائهم مع التقدم في السن.
ومن خلال دمج صور التصوير الطبي مع البيانات الأخرى التي جمعها المشروع، يمكن للعلماء دراسة ما إذا كانت التغيرات المبكرة في تركيبة الدماغ أو الجسم تؤدي لاحقاً إلى أمراض أو مشاكل صحية.
وقد أُسس مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" بوصفه مبادرة غير ربحية، بدعم من مجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة ومؤسسة "ويلكم ترست" الخيرية، إلى جانب وزارة الصحة البريطانية والحكومة الاسكتلندية.
وبعد عقدين من الزمان، وصل المشروع إلى مرحلة النضج.
إذ تتوفر الآن أكثر من 30 بيتابايت، أي 30 ألف تيرابايت، من البيانات الصحية المجهّلة للباحثين العاملين في جامعات ومنظمات خيرية وحكومات وقطاع خاص حول العالم.
ويمكن للعلماء في بريطانيا وخارجها التقدم بطلب للوصول إلى البيانات، مقابل رسوم تتراوح عادة بين 3000 و9000 جنيه إسترليني للمساهمة في تغطية تكاليف التشغيل.
وتقول البروفيسورة لويز توماس، أستاذة التصوير الأيضي في جامعة ويستمنستر، إن المشروع "يُحدث تحوّلاً جذرياً" في طريقة عمل الباحثين.
وأضافت: "كنا نعتقد أنها فكرة مجنونة، لا يمكن أبداً تصوير هذا العدد من الناس. كان تحليل هذه الصور يدوياً سيستغرق منا آلاف السنين، لكن بفضل التكنولوجيا يمكننا الآن استخراج كل المعلومات تلقائياً، وقياس كل شيء في الجسم خلال دقائق معدودة".
وبات الباحثون يعتمدون بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الكميات الهائلة من البيانات الناتجة عن المشروع.
وقد أُنتج ما يقرب من 17 ألف ورقة بحثية علمية مُحكّمة بالاستعانة ببيانات "بيوبنك" منذ عام 2003، ويتم نشر عشرات الأوراق الجديدة كل أسبوع.
ومن بين أبرز النتائج التي كشفتها الصور حتى الآن:
يمكن التنبؤ ببداية 38 مرضاً شائعاً باستخدام مزيج من صور الرنين المغناطيسي والبيانات الصحية الأخرى ونماذج الذكاء الاصطناعي.
استهلاك كميات قليلة من الكحول يومياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بفقدان الذاكرة والخرف.
يمكن لتصوير دقيق بالكشف بالرنين المغناطيسي أن يغني عن التدخل الجراحي في تشخيص ومتابعة أحد أمراض الكبد الشائعة.
تغيّرات في بنية القلب قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب.
أُطلق مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" في عام 2003، وهو واحد من أضخم مجموعات العينات البيولوجية والبيانات الصحية في العالم.
وقد شارك في المشروع نصف مليون شخص، جميعهم من متوسطي العمر، خضعوا لاختبارات بدنية، وأجابوا على أسئلة منتظمة عن صحتهم ونمط حياتهم، وقدموا عينات من الحمض النووي وسوائل بيولوجية أخرى.
ويتم تجميد عينات الدم والبول واللعاب في نيتروجين سائل، وتُخزّن عند درجة حرارة 80 مئوية تحت الصفر في ثلاجات عملاقة بمدينة ستوكبورت في منطقة مانشستر الكبرى.
أما الجزء المتعلق بالتصوير الطبي من المشروع فقد بدأ في عام 2014، ويتضمن إجراء تصوير تفصيلي لـ100 ألف من هؤلاء المشاركين أنفسهم.
ومن المقرر دعوة هذه المجموعة نفسها لإجراء عمليات تصوير جديدة كل عدة سنوات، لدراسة كيفية تغير أجسادهم وأعضائهم مع التقدم في السن.
ومن خلال دمج صور التصوير الطبي مع البيانات الأخرى التي جمعها المشروع، يمكن للعلماء دراسة ما إذا كانت التغيرات المبكرة في تركيبة الدماغ أو الجسم تؤدي لاحقاً إلى أمراض أو مشاكل صحية.
وقد أُسس مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" بوصفه مبادرة غير ربحية، بدعم من مجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة ومؤسسة "ويلكم ترست" الخيرية، إلى جانب وزارة الصحة البريطانية والحكومة الاسكتلندية.
وبعد عقدين من الزمان، وصل المشروع إلى مرحلة النضج.
إذ تتوفر الآن أكثر من 30 بيتابايت، أي 30 ألف تيرابايت، من البيانات الصحية المجهّلة للباحثين العاملين في جامعات ومنظمات خيرية وحكومات وقطاع خاص حول العالم.
ويمكن للعلماء في بريطانيا وخارجها التقدم بطلب للوصول إلى البيانات، مقابل رسوم تتراوح عادة بين 3000 و9000 جنيه إسترليني للمساهمة في تغطية تكاليف التشغيل.
وتقول البروفيسورة لويز توماس، أستاذة التصوير الأيضي في جامعة ويستمنستر، إن المشروع "يُحدث تحوّلاً جذرياً" في طريقة عمل الباحثين.
وأضافت: "كنا نعتقد أنها فكرة مجنونة، لا يمكن أبداً تصوير هذا العدد من الناس. كان تحليل هذه الصور يدوياً سيستغرق منا آلاف السنين، لكن بفضل التكنولوجيا يمكننا الآن استخراج كل المعلومات تلقائياً، وقياس كل شيء في الجسم خلال دقائق معدودة".
وبات الباحثون يعتمدون بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الكميات الهائلة من البيانات الناتجة عن المشروع.
وقد أُنتج ما يقرب من 17 ألف ورقة بحثية علمية مُحكّمة بالاستعانة ببيانات "بيوبنك" منذ عام 2003، ويتم نشر عشرات الأوراق الجديدة كل أسبوع.
ومن بين أبرز النتائج التي كشفتها الصور حتى الآن:
يمكن التنبؤ ببداية 38 مرضاً شائعاً باستخدام مزيج من صور الرنين المغناطيسي والبيانات الصحية الأخرى ونماذج الذكاء الاصطناعي.
استهلاك كميات قليلة من الكحول يومياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بفقدان الذاكرة والخرف.
يمكن لتصوير دقيق بالكشف بالرنين المغناطيسي أن يغني عن التدخل الجراحي في تشخيص ومتابعة أحد أمراض الكبد الشائعة.
تغيّرات في بنية القلب قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 أيام
- الوسط
العمل أربعة أيام في الأسبوع مفيد للصحة، فلماذا لا يتم اعتماده؟
اعمل خمسة أيام في الأسبوع، تمتع بعطلة نهاية الأسبوع، ثم استعد للشعور بالإحباط عند العودة إلى العمل. لكن ماذا لو كان بإمكاننا تغيير هذا الواقع؟ أظهرت دراسة رائدة نُشرت في مجلة نايتشر هيومان بيهافيور، والتي تعد الأوسع من نوعها، أن تقليل أسبوع العمل إلى أربعة أيام يعزز بشكل ملحوظ صحة ورفاهية الأفراد. تابع الباحثون في كلية بوسطن أربعة مؤشرات رئيسية وهي: الإرهاق الوظيفي، والرضا الوظيفي، والصحة البدنية والعقلية، وذلك عبر 141 شركة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا وأيرلندا ونيوزيلندا. قالت الباحثة الرئيسية وين فان، لبي بي سي: "لقد لاحظنا تحسناً كبيراً في رفاهية الموظفين". كما شهدت الشركات زيادة في الإنتاجية والإيرادات. وبعد انتهاء فترة التجربة، اختار 90 بالمئة من المشاركين الاستمرار في نظام العمل بأسبوع من أربعة أيام. ويضاف ذلك إلى مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تربط بين تقليل أسابيع العمل وتحسن الصحة، وتعزيز التوازن بين العمل والحياة، وزيادة الرضا العام عن الحياة. ويأتي ذلك في أعقاب دراسة حديثة وجدت أن ساعات العمل الطويلة قد تؤثر على بنية الدماغ. فإذا كانت الفوائد الصحية واضحة إلى هذا الحد، فما الذي يمنعنا؟ ثقافة الإفراط في العمل Getty Images في عديد من الثقافات، يُعتبر الإفراط في العمل علامة على الفخر، وفقاً لما ذكره مؤلفو الدراسة. تشتهر الصين بثقافة العمل "996"، التي يلزم فيها الموظفون بالعمل من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً، ستة أيام في الأسبوع. في قطاعي التكنولوجيا والمالية المزدهرين في الهند، يواجه الموظفون غالباً ضغوطاً مستمرة للعمل لساعات طويلة وغير منتظمة لتلبية المتطلبات العالمية. تقول البروفيسورة فان: "في دول مثل الصين والهند والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تُعتبر ساعات العمل الطويلة بمثابة وسام شرف". في اليابان، يُعد العمل الإضافي غير المدفوع شائعاً إلى حد أن البلاد لديها مصطلح خاص لوصف الموت الناتج عن الإفراط في العمل: "كاروشي". يقول الخبير في أسواق العمل وثقافة بيئة العمل في اليابان، هيروشي أونو: "في اليابان، العمل لا يُعتبر مجرد وظيفة، بل هو طقس اجتماعي بحد ذاته". "يصل الناس في وقت مبكر ويبقون حتى وقت متأخر حتى لو لم يكن هناك عمل حقيقي، فقط لإظهار الالتزام. إنه أمر استعراضي. وكأن الأمر يشبه الفنون القتالية، فهناك طريقة محددة لممارسته"، وفق أونو. يشرح أن الثقافة الجماعية في اليابان تعزز هذا السلوك قائلاً: "توجد وصمة عار قوية تجاه المتراخي. فإذا بدأ أحدهم بأخذ إجازة يوم الجمعة، يتساءل الآخرون: 'لماذا يُسمح له بالتغيب عن العمل في هذا اليوم؟. قد يبدو الأمر لافتاً للكثيرين، ولكن حتى المزايا المستحقة قانوناً مثل إجازة الأبوة لا يتم استخدامها في اليابان في كثير من الأحيان. يقول أونو: "يمكن للرجال أخذ إجازة تصل إلى عام، لكن القليل منهم فقط يفعل ذلك، لأنهم لا يرغبون في إزعاج زملائهم". مع ذلك، ترى البروفيسورة وين فان أن تجارب مثل تجربتها بدأت تُحدث تغييراً في المفاهيم، حتى في الأماكن التي تتميز بتقاليد قوية في الإفراط في العمل. في أيسلندا، يعمل حالياً حوالي 90 بالمئة من الناس بساعات عمل مخفضة أو لديهم الحق في تقليل أيام العمل في الأسبوع. وقد نُفذت تجارب، أو لا تزال مستمرة، في عدة دول منها جنوب أفريقيا والبرازيل وفرنسا وإسبانيا وجمهورية الدومينيكان وبوتسوانا. في وقت سابق من هذا العام، أطلقت طوكيو تجربة أسبوع عمل من أربعة أيام لموظفي الحكومة، فيما أطلقت دبي مؤخراً مبادرة صيفية مماثلة لموظفيها الحكوميين. وفي الوقت نفسه، ستبدأ كوريا الجنوبية اعتباراً من أكتوبر/تشرين أول 2025، في اختبار نظام أسبوع عمل من أربعة أيام ونصف في 67 شركة. العمل لا يتوافق مع الحياة منذ كوفيد، ازداد عدد الأشخاص الذين يشعرون بعدم التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية. وتوضح كارين لوي، الرئيسة التنفيذية لمنظمة 4 أيام أسبوعياً عالمياً: "هذا الاتجاه لا يمكن التراجع عنه". وتعمل مؤسستها على دعم الشركات في مختلف أنحاء العالم لتجربة نموذج العمل بأسبوع من أربعة أيام، من البرازيل إلى ناميبيا ثم ألمانيا. من أبرز قصص نجاحها إدارة شرطة مدينة جولدن في كولورادو، التي تضم 250 موظفاً. بعد تطبيق نظام أسبوع العمل من أربعة أيام، انخفضت تكاليف العمل الإضافي بنحو 80 بالمئة، كما تراجعت حالات الاستقالة إلى النصف. تقول لوي: "إذا كان هذا النظام قادراً على النجاح في قسم شرطة حيث يقوم الضباط بدوريات ويستجيبون لحالات الطوارئ، فإنه يمكن أن ينجح في أي مكان آخر". عندما أطلقنا التجربة الأولى في عام 2019، كان هناك عدد قليل فقط من الشركات المهتمة. أما اليوم، فقد ارتفع العدد إلى آلاف الشركات. "الأدلة موجودة. العنصر المفقود هو الإدراك". توضح لوي أن من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن تقليل أيام العمل يؤدي إلى تراجع الإنتاجية، وتؤكد أن العكس هو الصحيح في كثير من الأحيان. في عام 2019، أجرت مايكروسوفت في اليابان تجربة لأسبوع العمل المكون من أربعة أيام، حيث ارتفعت المبيعات لكل موظف بنسبة 40 بالمئة مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك، قررت الشركة عدم اعتماد هذا النظام بشكل دائم. تشير لوي إلى أن الشركات الكبيرة تواجه تحديات أكثر تعقيداً، نظراً لأنها تضم أقساماً متعددة وتعمل عبر دول ومناطق زمنية مختلفة. في دراسة البروفيسورة فان، حافظت الإنتاجية إلى حد كبير على مستواها بفضل تقليص الشركات للمهام غير المهمة. واستُبدلت الاجتماعات غير الضرورية بالمكالمات الهاتفية أو الرسائل. تؤكد لوي أن هناك اعتقاداً خاطئاً آخر، وهو أن الموظفين سيضطرون لبذل جهد أكبر لتعويض يوم الإجازة الإضافي. تقول: "المفتاح لا يكمن في تقليص خمسة أيام إلى أربعة، بل في تقليل الهدر. وبفضل أتمتة الذكاء الاصطناعي للعديد من المهام، أصبح بإمكاننا التعرف على هذه النقاط الضعيفة بسهولة أكبر". تدخل صحي فعال بالنسبة لتشارل ديفيدز، مدير مركز الإرشاد بجامعة ستيلينبوش في كيب تاون، لم يكن اعتماد أسبوع العمل المكون من أربعة أيام مجرد تعديل في بيئة العمل، بل كان بمثابة شريان حياة. يقدم فريقه الدعم النفسي لأكثر من 30 ألف طالب، ويشير إلى أنه قبل التغيير كان الموظفون منهكين. ويضيف: "كان معدل الغياب مرتفعاً، وكان الموظفون يتصلون باستمرار بعذر المرض، ليس لأنهم كسالى، بل لأنهم كانوا يحاولون جاهدين الصمود. كانوا مرهقين تماماً". تُعد جنوب أفريقيا واحدة من الدول التي تعاني بشدة من معدلات مرتفعة للاضطرابات النفسية على مستوى العالم. كان فريق تشارل، المكوَّن من 56 فرداً، يعاني من إنهاك عاطفي نتيجة التعرض المتواصل للصدمات النفسية، وكثرة الحالات التي يتعاملون معها، ونقص الموارد المتاحة. قرر تجربة نظام العمل لأربعة أيام في الأسبوع، رغم اعتراض الإدارة العليا وتشكيك فريقه في جدوى الفكرة. يقول: "كانوا يعتقدون أن الفكرة لن تنجح إطلاقاً، لكنها نجحت، وكانت النتائج مذهلة بالفعل". في العام الذي سبَق التجربة، سجّل الفريق 51 يوماً مرضياً، أما خلال الستة أشهر التي طبقوا فيها نظام أسبوع العمل المكون من أربعة أيام، فقد انخفض هذا العدد إلى أربعة أيام فقط. أبلغ الموظفون عن تحسن في جودة نومهم، وزيادة في نشاطهم البدني، ووقت أكبر لممارسة هواياتهم. يقول تشارل: "أصبحوا يقضون عطلات نهاية الأسبوع مع عائلاتهم بدلاً من الانشغال بالأعمال المنزلية". يقول: "كنت أظن أن معظمهم سيستغلون الوقت الإضافي في القيام بأعمال جانبية لكسب دخل إضافي، لكن فعل ذلك واحد فقط منهم". يعتقد تشارل أن تحسن صحة موظفيه جعلهم أفضل في أداء وظائفهم. "أصبحوا أكثر تركيزاً وتعاطفاً، وهذا انعكس بشكل إيجابي على رعاية الطلاب". لا يوجد حل واحد يناسب الجميع مع ذلك، لا يزال من الصعب تنفيذ هذا النوع من التغيير في كل مكان. تقول البروفيسورة وين فان: "تشكيلة الصناعات في كل بلد ومرحلة تطوره تلعب دوراً مهماً". تضيف كارين لوي: "في أفريقيا، يعمل العديد من العمال في الزراعة والتعدين والقطاعات غير الرسمية"، مشيرة إلى أنهم "بعيدون تماماً عن النقاش الدائر حول مرونة العمل". تشير لوي إلى أن الوظائف اليدوية التي تتطلب مهارات منخفضة يصعب إعادة هيكلتها، وغالباً ما يركز أصحاب العمل في هذه القطاعات على زيادة الأرباح بدلاً من تعديل الجداول الزمنية. إلا أن هناك بعض التطورات التي تجري. شملت دراسة البروفيسورة فان شركات في قطاعات البناء والتصنيع والضيافة، وقد حققت بعض هذه الشركات نجاحاً ملحوظاً. تقول: "يمكن تطبيقه في مختلف القطاعات، لكنني لا أراه حلاً كاملاً. إنه ليس الحل المناسب للجميع". الأجيال الشابة تقود التغيير Getty Images تعمل الأجيال الشابة على إعادة صياغة مفهوم العمل، مُعطية لأول مرة الأولوية للتوازن بين الحياة والعمل على حساب الراتب. يتفق الخبراء على أن الدافع الأكبر لهذا التحول سيأتي من الشباب. أظهرت دراسة استقصائية عالمية في عام 2025 أن التوازن بين الحياة والعمل أصبح للمرة الأولى أكثر أهمية من الراتب. في كوريا الجنوبية، يعرب العديد من العمال الشباب عن استعدادهم لقبول تخفيض في أجورهم مقابل الحصول على أسبوع عمل أقصر. تقول البروفيسورة فان: "نلاحظ رفضاً متزايداً بين الأجيال الشابة، حيث يحملون رؤى مختلفة تماماً حول معنى العمل وما يطمحون لتحقيقه في حياتهم". وتوضح أن حركات مثل "الاستقالة الكبرى" (الاستقالات الجماعية بعد كوفيد)، و"الاستقالة الهادئة" (القيام بالحد الأدنى فقط في العمل)، و"الاستلقاء على الأرض" في الصين (رفض ثقافة العمل المفرط)، تُعبّر عن طرق يجدها العمال الشباب للتعبير عن استيائهم ورفضهم لثقافة الإرهاق. ومع مرور الوقت، قد تُعيد هذه التحولات تشكيل معايير أماكن العمل. في اليابان، بدأ هيروشي أونو يلاحظ حدوث بعض التغييرات بالفعل. يقول: "نحو 30 بالمئة من الرجال اليابانيين يحصلون الآن على إجازة أبوة، بعد أن كان هذا الرقم قريباً من الصفر سابقاً. وهذا يدل على أن الناس أصبحوا يولون اهتماماً أكبر لصحتهم النفسية أكثر من أي وقت مضى". تتفق كارين لوي مع هذا الرأي قائلة: "للمرة الأولى، بدأ الموظفون في مقاومة قوية، وكلما كانوا أصغر سناً، ازدادت مطالبهم بالتغيير". ترى أن الحركة تتسارع باستمرار. تقول: "منحنا كوفيد نقطة انطلاق أولى، وأتمنى أن تكون الخطوة التالية هي اعتماد أسبوع العمل المكوّن من أربعة أيام".


الوسط
منذ 5 أيام
- الوسط
نقص التغذية في الفاشر يبلغ أسوأ مراحله، والإمارات تتهم الحكومة السودانية بعرقلة جهود السلام
Getty Images رحمة كاكي جبارة وابناها فرح وجبر، يعانون من سوء تغذية حاد ويتلقون المساعدات في مركز المنار للتغذية بأم درمان، السودان أفاد مصدر في وزارة الصحة السودانية، الأحد، بأن مدينة الفاشر في إقليم دارفور، المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، شهدت وفاة ما لا يقل عن 63 شخصاً خلال أسبوع واحد بسبب سوء التغذية. وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن "عدد الذين ماتوا بسبب سوء التغذية في مدينة الفاشر بين يومي 3 و10 أغسطس/آب بلغ 63 شخصاً أغلبهم نساء وأطفال". وأوضح المسؤول الطبي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن هذه الحصيلة تقتصر على من تمكّنوا من الوصول إلى المستشفيات، مشيراً إلى أن كثيرين يعجزون عن ذلك بسبب العنف. في السياق، أوضحت مصادر طبية لبي بي سي أن معظم المتوفين هم من الأطفال وكبار السن القاطنين في معسكرات النزوح، مضيفة أن عدد الوفيات مرشح للزيادة في ظل عدم توفر المساعدات الإنسانية داخل المدينة منذ أشهر. يأتي ذلك بعد أيام من تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة من أنّ نحو مليون شخص محاصرين في الفاشر، يواجهون خطر الموت جوعاً في ظل عدم وصول المساعدات الإنسانية لهم. ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، يعاني 40 في المئة من الأطفال دون الخامسة في الفاشر سوء التغذية، بينهم 11 في المئة يعانون سوء التغذية الحاد الشديد. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي لين كينزلي لبي بي سي، إن الكثير من الناس سيموتون إذا لم تصل المساعدات بشكل فوري. "بعض العائلات باتت تقتات على علف الحيوانات" وفي إقليم دارفور، أصبح معظم السكان يعتمدون في طعامهم على "التكايا" أو المطابخ العامة التي تقدم وجبات للمواطنين، وباتت تعاني بدورها نقصاً كبيراً في الموارد. ومع اضطرار المطابخ العامة إلى الإغلاق بسبب نقص الإمدادات، تشير تقارير إلى أن بعض العائلات باتت تقتات على علف الحيوانات أو بقايا الطعام. وقال المسؤول في تكية الفاشر مجدي يوسف لفرانس برس، إن التكية "باتت تقدم وجبة واحدة فقط في اليوم بعد أن كانت تقدم وجبتين قبل ستة أشهر". وأضاف أن الطبق الذي كان يتقاسمه ثلاثة أشخاص صار يتقاسمه سبعة، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء الذين يصلون إلى المطبخ تظهر عليهم علامات واضحة على سوء التغذية، بينها بطون منتفخة وعيون غائرة. وأُعلنت المجاعة قبل عام في مخيمات النازحين المحيطة بالفاشر، وتوقعت الأمم المتحدة أن تمتد إلى المدينة نفسها بحلول مايو/أيار الماضي. إلا أن نقص البيانات حال دون إعلان المجاعة رسمياً. وأكد طبيب أطفال في مستشفى الفاشر أن هناك زيادة في عدد الأطفال الذين يصلون إلى المستشفى ويعانون سوء التغذية الحاد. وتابع في تصريح لوكالة فرانس برس أن "معظم الحالات تعاني سوء التغذية الحاد، والإمدادات الطبية اللازمة لعلاجهم منخفضة بشكل خطير". وفي مخيم أبو شوك القريب الذي يعاني بدوره من المجاعة، قال المسؤول المحلي آدم عيسى لوكالة فرانس برس إن معدل وفيات الأطفال في المخيم يراوح ما بين خمس وسبع وفيات يومياً. ووصف ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت الوضع هذا الأسبوع بأنه "كارثة محدقة"، محذراً من "ضرر لا يمكن إصلاحه لجيل كامل من الأطفال". "حالات الإصابة بالكوليرا في تصاعد" Reuters حليمة محمد آدم تتلقى العلاج من الكوليرا في عيادة أممية مؤقتة بشمال دارفور وقالت وزارة الصحة في إقليم دارفور إن أكثر من أربعمائة شخص لقوا حتفهم جراء إصابتهم بمرض الكوليرا في دارفور. وأكدت أن عدد الإصابات بالمرض تجاوز ستة آلاف مصاب منذ بدء تفشي الكوليرا قبل أشهر. وقالت الوزارة إن حالات الإصابة مازالت متصاعدة بشكل كبير، داعية الجهات المعنية بالتدخل السريع وتقديم المساعدات اللازمة. وتحاصر قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني منذ أكثر من عامين، الفاشر منذ مايو/ أيار 2024. وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش. وأدى هجوم عنيف للدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في ضواحي الفاشر في أبريل/نيسان إلى نزوح عشرات الآلاف، الذين أصبحوا الآن لاجئين داخل المدينة. الإمارات: ادعاءات "سلطة بورتسودان" تعرقل جهود السلام Getty Images النزاع في السودان اندلع في أبريل/نيسان 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وعلى صعيد سياسي، أكدت الإمارات مجدداً على موقفها المتمثل في دعم الشعب السوداني لتحقيق السلام والاستقرار وضمان مستقبل كريم. وأشارت الخارجية الإماراتية في بيان لها إلى تصاعد ما وصفته بالادعاءات الزائفة "ضمن حملة ممنهجة من قبل ما تسمى بسلطة بورتسودان أحد أطراف الحرب الأهلية، التي تعمل على تقويض الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع واستعادة الاستقرار"، وأضافت أن هذه المزاعم التي وصفتها بالباطلة، "تشكل جزءاً من نهج مقصود للتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين والتنصل من تبعات أفعالهم، بهدف إطالة أمد الحرب وعرقلة أي مسار حقيقي للسلام". وأكدت الإمارات عزمها على العمل عن كثب مع شركائها لتعزيز الحوار وحشد الدعم الدولي والمساهمة في المبادرات الهادفة إلى معالجة الأزمة الإنسانية وإرساء الأسس لتحقيق سلام مستدام، بما يسهم في بناء مستقبل آمن ومستقر للسودان يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية، بحسب نص البيان. ويتبادل السودان والإمارات الاتهامات بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين وعرقلة جهود الوساطة. والأسبوع الماضي أعلن الجيش السوداني تدمير طائرة قال إنها إماراتية كانت تقل "مرتزقة كولومبيين" في جنوب دارفور، وهو الأمر الذي نفته أبو ظبي.


الوسط
منذ 6 أيام
- الوسط
كيف تحصل على الحديد في طعامك؟
Getty Images هل ينتابك شعور بالتعب وضيق في التنفس؟ وهل تشعر بأن ضربات قلبك قوية داخل صدرك؟ هل قال لك أصدقاؤك إنك تبدو شاحباً بطريقة غير معتادة؟ إن حدث معك كل هذا فاعلم أنك ربما تعاني من الأنيميا بسبب نقص عنصر الحديد في الجسم، وهو أكثر الأمراض الشائعة في العالم بسبب سوء التغذية. ويشيع ذلك على وجه الخصوص بين الفتيات. وأشارت دراسة أجرتها اللجنة الاستشارية العلمية للغذاء في بريطانيا، تناولت عنصر الحديد والصحة في عام 2011، إلى أن 21 في المئة من السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 19 و34 عاما يعانين من مستويات أقل من الحد الأدنى الموصى به لبروتين "الفيريتين"، (المسؤول عن التحكم في تخزين وإطلاق عنصر الحديد في الجسم). وكنتُ قد اقترحتُ على صديقة تعاني من هذه الأعراض أنها ربما تحتاج لاستشارة طبيبها. وأظهرت تحاليل الدم أنها تعاني من الأنيميا، واندهش الطبيب من أنها مازال تصعد السلم حتى الآن، وكانت بعض أقراص الحديد كفيلة بمعالجة المشكلة. وإن كنت تفكر في تناول الأقراص فينبغي عليك استشارة الطبيب، لأنه ربما لم تكن بحاجة إليها وربما كان سبب الأعراض التي تعاني منها ناتجاً عن شيء آخر. من أين تحصل على الحديد اللّازم للجسم؟ أجسامنا لا تستطيع أن تنتج الحديد، لذا يتعين عليك أن تحصل عليه من مصدر غذائك، سواء عن طريق الأغذية الذي تحتوي بطبيعتها على الحديد أو عن طريق الأغذية المضاف إليها الحديد مثل الخبز الأبيض وحبوب الإفطار. وتكمن المشكلة في أن كل هذا الحديد ليس في هيئة تسمح بامتصاصه بالفعل. وطلب برنامج "ثق بي فأنا طبيب" لبي بي سي من عالم التغذية بول شاريب، من كلية كينغز كوليدج لندن، أن يحدد الأغذية التي ينبغي تناولها لزيادة مستويات الحديد على نحو طبيعي. Getty Images تناول الملفوف النيء غني بعنصر الحديد وقال إن اللحوم الحمراء غنية على نحو خاص بالحديد الذي يسهل امتصاصه، لكن في هذه الأيام يقلل كثيرون من استهلاكهم للحوم الحمراء أو يتوقفون عن تناولها. كما توجد مصادر جيدة للحديد في الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، مثل الكرنب والسبانخ والبازلاء والعدس. وتكمن المشكلة في أن الجسم لا يمتص كمية كبيرة من الحديد من المصادر النباتية مقارنة باللحوم الحمراء. ويمكن الحصول على الحديد أيضاً من الخبز المضاف إليه الحديد أو حبوب الإفطار، على الرغم من انخفاض معدلات الامتصاص بها أيضاً. فنجان القهوة كيف تجهز طعامك؟ وما هي المشروبات التي يمكن أن تغير كمية الحديد التي يمتصها الجسم؟ أجرى العالم شاريب بعض التجارب لمحاكاة عملية الهضم عند الإنسان. وكانت التجربة تحاكي تأثير الإنزيمات الموجودة في الغذاء المهضوم والتفاعل الكيميائي الذي يحدث في خلايا الأمعاء في الإنسان لمعرفة كمية الحديد. وأظهر شاريب أنه في حال تناول عصير برتقال مع حبوب إفطار أضيف إليها الحديد، يمكنك امتصاص كمية كبيرة من الحديد مقارنة بتناول الحبوب بمفردها، لأن عصير البرتقال يحتوي على فيتامين سي، الذي يجعل من السهل امتصاص الحديد في الطعام. لكن للأسف إذا تناولت القهوة مع وجبة حبوب الإفطار صباحاً، فذلك يعني أن عملية امتصاص الحديد ستكون أقل بكثير. لماذا؟ يقول شاريب إن ذلك يرجع إلى أن القهوة غنية بالمواد الكيميائية التي يُطلق عليها اسم "بوليفينول"، التي تجعل الجسم أقل امتصاصا لعنصر الحديد. لذا، فإن كانت حبوب الإفطار هي المفضلة بالنسبة لك، فمن الأفضل أن تتناول كوباً صغيراً من عصير البرتقال أو ثمرة برتقالة، لأن ذلك سيساعد في زيادة امتصاص الحديد. وقد ترغب أيضاً في تأجيل تناول فنجان القهوة الصباحي لمدة تصل إلى 30 دقيقة على الأقل بعد تناول الإفطار. لكن ماذا إن كنت ترغب في الحصول على الحديد من مصادر طبيعية؟ يعتبر الملفوف النيء مصدراً جيداً للحديد، لكن طهيه على البخار يقلل كمية الحديد المتاحة، كما أن الغليان يقلل الحديد أكثر. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الملفوف، مثل البرتقال، غني بفيتامين سي، وعندما يتعرض للغليان، يذوب فيتامين سي في مياه الطهي. Science Photo Library لذا، إذا كنت ترغب في الحصول على أقصى حد من المواد الغذائية من الملفوف، فعليك أن تتناوله نيئاً. وينطبق نفس الشيء على الخضراوات الأخرى التي تحتوي على الحديد وفيتامين سي، مثل الكرنب والقنبيط. بيد أن الأمر يختلف كلياً بالنسبة للسبانخ. فقد وجدنا أن غلي السبانخ، يفقدها بالفعل 55 في المئة من الحديد "الحيوي" مقارنة بتناولها نيئة. وقال شاريب :"تحتوي السبانخ على مركبات يطلق عليها (أوكزالات) وهي تجذب الحديد أساساً". وأخيراً ماذا عن الخبز؟ وجدنا أن أفضل خبز يحتوي على عنصر الحديد هو الخبز المصنوع من العجين المتخمر، لأن القمح يحتوي على مادة كيميائية يطلق عليها اسم حمض "الفيتيك" الذي يقلل عملية امتصاص الحديد بالجسم. وتؤدي عملية التخمير، في صناعة الخبز، إلى تكسير حمض "الفيتيك"، بحيث يصبح الحديد المتبقي متاحاً للامتصاص.