
تحقيق حصري: هل الكنيسة الروسية في السويد وكر للجواسيس؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 10 ساعات
- فرانس 24
الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بالسويد في قلب شبهات التجسس لصالح موسكو
ماذا لو كانت كنيسة صغيرة تقع على مشارف فيستراس، بلدة سويدية صغيرة تبعد نحو مئة كيلومتر غرب ستوكهولم ، هي أحد أبرز أدوات الحرب التي تستخدمها روسيا لفرض نفوذها وزعزعة الاستقرار في أوروبا؟ متخفية في غابة صغيرة في منطقة هاسلو، تقف الكنيسة الأرثوذكسية المكرسة لأيقونة "سيدة كازان"، مهيبة في أعين المؤمنين الروس، ومثيرة للقلق في نظر أجهزة الاستخبارات السويدية. هذا المبنى المصنوع بالكامل من الخشب المزخرف بالذهب يمثل "جوهرة تاج البطريركية الأرثوذكسية الروسية في دول شمال أوروبا"، كما يؤكد باتريك أوكسانين، خبير شؤون الأمن والنفوذ الروسي في السويد. وللوصول إليه، يجب السير في طريق غير ممهد يمر بناد نشط لتدريب الكلاب وينتهي بمساحة مفتوحة. هناك، بجوار ملعب للرماية بالقوس والسهم، تقع كنيسة "سيدة كازان". الكنيسة الروسية... "تهديد للأمن القومي السويدي" لا تظهر أي إشارات على أن هذا المكان منخرط في ممارسة التبشير الديني فقط. فمبناه محاط بسياج عالٍ ولافتات تحذر من وجود "كلب شرس" وكاميرات مراقبة تهدف بشكل واضح إلى ردع الفضوليين. حتى أنه من المستحيل الوصول إلى المكان دون إدخال رقم مشفر للباب. "كل هذا غير طبيعي. في السويد، فعادة ما تكون أماكن العبادة مفتوحة للجمهور. إن السماح ببناء هذه الكنيسة هنا كان خطأ بلا شك"، كما تأسف إليزابيث أونيل، ممثلة محلية في حزب ليبرالي محافظ يسعى إلى مصادرة ممتلكات الرعية في فيستراس. وخطابها هذا قدمته في صورة اقتراح للمجلس البلدي من أجل إيجاد حلول قانونية للوضع يمكن إقرارها بنهاية شهر يونيو/حزيران. السيدة أونيل ليست الوحيدة التي تنظر إلى الكنيسة بتشكك. فالمبنى، الذي افتتح في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، يجسد التوترات بين السلطات السويدية وبطريركية موسكو. فقد صنفت "سابو" (جهاز الأمن الداخلي السويدي المكلف بمكافحة التجسس) الفرع الروسي للكنيسة الأرثوذكسية وجميع ممثليها في السويد في 20 ديسمبر/كانون الأول 2023 بصفته "تهديدا للأمن القومي السويدي". ويشرح غابرييل فيرنستيدت، المتحدث باسم سابو، الأمر بالقول إن هذه الكنيسة توضح "كيف تستخدم بطريركية موسكو الأرثوذكسية مواردها في السويد. لقد أشرنا إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تعتبر في نظرنا منصة للمراقبة وجمع المعلومات لصالح أجهزة الاستخبارات الروسية". "يجب التوقف عن اعتبار الكنيسة الأرثوذكسية الروسية مثل أي كنيسة أخرى. إنها كيان خاص، متشابك مع جهاز الدولة الروسية منذ العهد السوفياتي"، يوضح باتريك أوكسانين. فلم تبد الكنيسة أية معارضة للحرب في أوكرانيا، ووعد البطريرك كيريل الجنود الروس الذين قُتلوا في ساحة المعركة بمكان في الجنة. "من الواضح أن الكنيسة الأرثوذكسية هي أحد أدوات السياسة الخارجية الروسية. علاوة على ذلك، ليس من قبيل الصدفة أن البطريرك كيريل عمل سابقا في جهاز الـمخابرات السوفياتية "كي. جي. بي" (KGB)، ولا شك لدي في أن الكنيسة تنسق أنشطتها مع أجهزة الاستخبارات"، كما يضيف فلاديمير ليبارتلياني، خبير شؤون روسيا في جامعة دورهام الذي درس تطور دور الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. كيف يمكن لكنيسة تقع على بعد 1200 كيلومتر من موسكو، مختبئة في غابة صغيرة قرب بلدة لا يتجاوز عدد سكانها 160 ألف نسمة، أن تهدد الأمن القومي السويدي؟ الإجابة تبدأ على بعد 300 متر فقط من كنيسة "سيدة كازان". فالأشجار المحيطة لا تخفي الغابة... بل تخفي مطار فيستراس. "هذا موقع استراتيجي في السويد. المطار مدني بالاسم، لكنه يمكن أن يُستخدم لأغراض عسكرية. كما تُجرى فيه من حين لآخر تدريبات لحلف الناتو"، يشرح باتريك أوكسانين. أهم ميزة فيه هي المدرج، أحد أطول وأوسع المدرجات في البلاد، مما يسمح لهبوط طائرات كبيرة مثل ناقلات الجنود. بعض مسؤولي المطار ليسوا سعداء بجوار ممثلي بطريركية موسكو. "كل شيء غريب في هذه الكنيسة"، كما يقول أندرياس نيكفيست، مسؤول برج المراقبة في مطار فيستراس. بدءا بقبة المبنى الديني الرئيسية، التي ترتفع إلى 22 مترا، أي أكثر بـ12 مترا مما كان مُخططا له في رخصة البناء. مما أثار شبهات التجسس، والخوف من أن تكون أجهزة مراقبة قد وُضعت في أعلى القبة، إذ يُفترض أن يكون المطار مرئيا منها. لكن هناك خصوصية في القانون السويدي تعمل لصالح جواسيس روس محتملين يرتدون الثياب الكهنوتية. "حماية حرية الدين تعني أن أجهزة الاستخبارات لا يحق لها التنصت على الكنائس"، كما يوضح باتريك أوكسانين. ما يحدث في كنيسة "سيدة كازان" في فيستراس، يبقى فيها ولا يخرج منها. ولكن هناك الكثير من الأمور التي تغذي التكهنات. نحن "نعلم أن روسيا استخدمت الكنائس الأرثوذكسية في أوكرانيا لتخزين الأسلحة، على سبيل المثال. في حالة نشوب صراع مع الغرب، من المحتمل أن تحاول موسكو استخدام الاستراتيجيات نفسها"، يضيف الخبير السويدي. إضافة إلى أن فيستراس "تحتل موقعا استراتيجيا" في حالة حدوث أزمة علنية مع روسيا، كما توضح ميكايلا لوندبلاد، الصحافية في الصحيفة المحلية "VLT" التي كانت أول من حقق في قضية كنيسة "سيدة كازان". البلدة - السادسة من حيث الحجم في السويد - تقع قرب المطار، وميناء على بحيرة مالارين (التي تربط ستوكهولم)، وأحد الطرق الرئيسية التي تعبر البلاد من الشرق إلى الغرب. وهو الطريق E18، محور رئيسي في أوروبا يمتد من إيرلندا الشمالية إلى روسيا عبر النرويج وفنلندا. كنيسة ممولة من "روساتوم" موسكو كانت تولي أهمية خاصة لإنشاء هذه الكنيسة في هذا الموقع. بناؤها، الذي كان مشروعا محل جدل محلي منذ الخطط الأولى في 2012، تم تمويله من قبل "روساتوم"، العملاق الروسي للطاقة النووية. وكشفت الصحيفة المحلية "VLT" في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أن المجموعة استثمرت 35 مليون كرونة سويدية (3,2 مليون يورو) عبر صندوقها لدعم الثقافة والتراث المسيحي. "هذا مبلغ كبير تنفقه شركة حكومية، مما يشير إلى أن هذه الكنيسة - الوحيدة التي بناها الروس في السويد - هي مشروع موجه مباشرة من موسكو"، كما يقول باتريك أوكسانين. استثمار آتى ثماره على الرغم من المعارضة المحلية. في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تم افتتاح المبنى بحفل ضخم، جمع "نخبة" من من الشخصيات الإقليمية المنخرطة في الحرب الروسية لفرض النفوذ. فقد مثّل البطريركية الروسية المطران أنطون من موسكو، أحد أكثر الشخصيات نفوذا في الأرثوذكسية الروسية "الذي يشرف البطريرك كيريل مباشرة على مسيرته الدينية"، كما يوضح باتريك أوكسانين. إلى جانبه كان ديمتري ميرونشيك، السفير البيلاروسي في ستوكهولم آنذاك، وهي دولة توصف غالبا بأنها تحت النفوذ الروسي، وكذلك فلاديمير ليابين، الذي كان في ذلك الوقت موظفا في السفارة الروسية في هذا البلد الإسكندنافي. ومنذ ذلك الحين، ترقى في المناصب وأصبح "الرجل الثاني في السفارة. بالإضافة إلى ذلك، وفقا لتقرير إعلامي سويدي، فهو ينتمي إلى جهاز الاستخبارات الروسي، على الأرجح جهاز الاستخبارات الخارجية (SVR)"، كما يوضح باتريك أوكسانين. شبح الجاسوس القادم من البرد يخيم أيضا على كاهن كنيسة "سيدة كازان": بافيل ماكارينكو. هذا الرجل الستيني ذو اللحية البيضاء الطويلة والمظهر القاسي يحمل سمعة سيئة، بين عالمي الاستخبارات والصفقات المالية المشبوهة. قبل أن يرتدي الثياب الكهنوتية وحتى بعد ذلك، قاد بافيل ماكارينكو شركة "نورديك كونترول AB" للاستيراد والتصدير. وبسبب ذلك، وقع تحت أنظار الضرائب السويدية التي وجدت الشركة مذنبة بتهمة "مصروفات غير تشغيلية". "هذا مصطلح تستخدمه السلطات الضريبية للإشارة إلى معاملات مشبوهة، قريبة من غسيل الأموال"، كما يوضح باتريك أوكسانين. لم يكن ذلك ليثني موسكو. بل على العكس. خلال افتتاح الكنيسة في فيستراس، تلقى بافيل ماكارينكو ميدالية من جهاز الاستخبارات (SVR) تكريما له على ما قدمه من خدمات، مع وثيقة شكر موقعة من قبل سيرغي ناريشكين، رئيس جهاز الاستخبارات هذا. هذه الجائزة لا تجعل الكاهن جاسوسا بالضرورة، لكنها طريقة "لأجهزة الأمن الروسية لشكر من ساعدهم في مهامهم"، كما يوضح غابرييل فيرنستيدت، المتحدث باسم سابو. بمثل هذه السيرة الذاتية والاعتراف الرسمي من أحد أقوى أجهزة التجسس في العالم، ليس من المستغرب أن يكون كاهن فيستراس تحت الأضواء الإعلامية في السويد. لكنه يرفض بعناد الإدلاء بأي تصريح... خارج القداسات. كما يُطلب من الصحافيين الابتعاد عن الرعية، وباستثناء المؤمنين، قلما تمكن أحد من التسلل إلى داخل المبنى. تمكنت فرانس24 من حضور قداس (شاهد تحقيق فرانس24 الحصري)، تم تصويره بكاميرا خفية. لكن الطلبات المتكررة لمقابلة بافيل ماكارينكو لم تنجح. فقد انتهى به الأمر إلى "الاعتذار عن عدم وجود وقت". من الصعب حتى مناقشة الأمر مع الرعايا. "يرجى عدم طرح الأسئلة والتوقف عن التصوير"، حذر شخصان بينما كانت فرانس24 تحاول طرح الأسئلة على أشخاص خارج الكنيسة. استراتيجية الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لتجنب الأسئلة المحرجة هي التأكيد على أن السياسة ليس لها مكان في المجال الديني. فهي تقدم رسالة عامة تدعو إلى السلام. رسالة تم استقبالها وتكرارها من قبل الرعايا. "لا يوجد جواسيس هنا. لا تصدقوا ما تقوله وسائل الإعلام. كل هذا سياسة ومحزن. نريد فقط أن نعيش إيماننا بسلام"، هكذا قالت امرأتان روسيتان غاضبتان قابلتهما في الشارع الرئيسي في فيستراس. أيقونة أرثوذكسية في مرمى النيران خطاب مدروس جيدا استخدمه ممثلو الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عندما جاءت السلطات السويدية لطرق بابهم بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022. "سألناهم عن رأيهم في الحرب في أوكرانيا وموقف البطريركية، وكان ردهم مشكلة لأنهم قالوا إنهم مع السلام، لكنهم لم يرغبوا في الانفصال عن مواقف البطريرك كيريل"، كما يوضح إسحاق رايخيل، مدير الوكالة السويدية لدعم المجتمعات الدينية (SST). بعد تردد، اتخذت الوكالة قرارا في 2023 بقطع التمويل عن هذه الكنيسة بناء على توصية سابو. "يتعلق الأمر ببضع مئات الآلاف من الكرونات، قد يبدو ذلك قليلا. لكن هذه المنح تفتح أيضا الحق في مزايا ضريبية أخرى وهي ضرورية للتعاون مع الهيئات العامة. الأهم من ذلك، هذه هي المرة الأولى التي نطبق فيها مثل هذه العقوبة لعدم الالتزام بالمعايير الديمقراطية التي وضعناها"، كما يوضح إسحاق رايخيل. يجب القول إن الخطابات السلمية الجميلة في السويد تخفي نشاطا محموما. وليس فقط في فستراس. في قلب ستوكهولم، تقع أقدم كنيسة أرثوذكسية روسية في البلاد، والتي كانت على خلاف مع ممثلي بطريركية موسكو. "يعود هذا المكان للعبادة إلى عام 1617، عندما حصل تجار روس على حق ممارسة إيمانهم هنا"، كما يروي الأب أنجيل بفخر، الذي يخدم في ستوكهولم منذ 20 عاما. هذا المبنى الديني شهد حياة مضطربة، تعكس العلاقات بين روسيا والسويد على مر القرون. حتى اليوم، الأمور ليست سهلة على الأب أنجيل. فقد اضطر إلى وضع لافتة بجانب الباب تشير إلى أن الحرب في أوكرانيا ليس لها مكان داخل الكنيسة. المؤمنون يأتون من روسيا وأوكرانيا وألبانيا ورومانيا. الأب أنجيل يعظ باللغة السلافونية (لغة طقسية قريبة من الروسية) والسويدية وأحيانا باليونانية. "يجب أن يكون هذا المكان مفتوحا للجميع"، كما يؤكد، بينما يتأكد من أن جميع الأيقونات في مكانها في قاعة الصلاة الكبيرة الموجودة في الطابق الأرضي لمبنى قديم في ستوكهولم. لكنه يحاول إبعاد بطريركية موسكو. بسبب خلافات داخلية بين الكنائس الأرثوذكسية، أصبح هذا المكان التاريخي للعبادة في 2020 بدون تبعية. فقرر الأب أنجيل الانضمام إلى بطريركية بلغاريا لأنه يعارض بشدة "القومية التي تروج لها موسكو وتسييس الكنيسة الذي قرره البطريرك كيريل. هذا مخالف لديننا، إنه هرطقة!"، كما يصرخ. " لا تسرق" هذا الخيار لم يلقَ قبولا بين المؤمنين الموالين لموسكو في السويد. السيطرة على مكان العبادة التاريخي في قلب ستوكهولم سيكون انتصارا استراتيجيا كبيرا للبطريركية المسكوفية. "هذه الأماكن الدينية هي نقاط انطلاق للدعاية وعمليات النفوذ الروسية"، كما يؤكد فلاديمير ليبارتلياني. حاولت الرعية الأرثوذكسية السويدية الموالية لموسكو فرض الأمر الواقع بعد انضمام هذه الكنيسة إلى بطريركية بلغاريا. "حاولوا تنفيذ انقلاب لكنني فهمت استراتيجيتهم في الوقت المناسب"، كما يوضح الأب أنجيل. أراد المعسكر المؤيد لكيريل السيطرة على الجمعية التي تدير الكنيسة: القانون السويدي ينص على أن الأغلبية تحكم في المجلس. "يكفي دفع رسوم العضوية، وفي يوم من الأيام رأيت كومة من حوالي 50 طلبا، كلها مصحوبة بالمبلغ المطلوب للتسجيل"، كما يروي الأب أنجيل. عندها أدرك أن وراء هذا التدفق من "الأعضاء" الجدد محاولة عدائية للاستيلاء على الكنيسة ورفض القبول بالوافدين الجدد. هذه الطريقة في العمل لا تزال تثير قلق يوهان ستريندبرغ. هذا الابن لأحد القساوسة البروتستانت يدير جمعية تشرف على كنيسة صغيرة في مرتفعات ستوكهولم تعرضت لنفس الهجمات. لكن بينما تمكن الأب أنجيل من تجنب الانقلاب، طلبت كنيسة "القديس سيغفريد" تدخل القضاء. في 2020، كان هذا المكان مؤجرا لرعية بروتستانتية سويدية متشددة، التي بدورها أجرته للرعية الأرثوذكسية الروسية للقديس سرجيوس - التي كانت أيضا وراء الهجوم على الأب أنجيل. لكن جمعية أصدقاء القديس سيغفريد لم ترغب في تجديد عقد الإيجار الفرعي للروس. فقررت الرعية الأرثوذكسية للقديس سرجيوس اللجوء إلى القوة. فاحتلوا المكان، ونظموا تصويتا سريا خلال جمعية موازية موالية لهم، ثم... غيروا القفل. "لقد سرقوا الكنيسة منا، أمام أعيننا، بشكل غير قانوني! لقد نسوا الوصية السابعة لله: 'لا تسرق'"، كما يقول كار ستريندبرغ، والد يوهان. بالنسبة له ولابنه، انتهت القصة بشكل جيد لأن القضاء حكم لصالحهم نهائيا في 2024. لكن الأمر استغرق أربع سنوات من المعارك القانونية، بينما "هذه الكنيسة هي بمثابة بيتنا. عدم القدرة على الذهاب إليها كان صعبا"، كما يؤكد يوهان ستريندبرغ، الذي اكتشف أيضا أن الرعية الروسية قامت بتركيب كاميرا مراقبة عند المدخل. لطالما تساءلوا لماذا أثارت هذه الكنيسة، المتواضعة المظهر والتي يصعب الوصول إليها في حي راق في ستوكهولم، كل هذا الطمع من بطريركية موسكو. مثل فيستراس، يبدو أن كنيسة القديس سيغفريد تقع أيضا في موقع يمكن اعتباره استراتيجيا. من أعلى برج الجرس، "لدينا نقطة مراقبة مثالية على الطريق الرئيسي الذي يربط ستوكهولم بأوسلو"، كما يلاحظ يوهان ستريندبرغ. وهو محور يعتبر من البنى التحتية الحرجة. عبر الطريق السريع، تُمكِن أيضا رؤية سطح السفارة الروسية في ستوكهولم. وعلى مقربة من هناك، يقع أحد خزانات المياه الرئيسية في المدينة. بالنسبة ليوهان وكار ستريندبرغ، الأمر واضح: كنيستهم كانت تمثل موقعًا مثاليا لجاسوس روسي في السويد. ادعاء يثير ضحك يفغيني ليوبيموف، مسؤول رعية القديس سرجيوس. عند الاتصال به من قبل فرانس24، استغرب أن يُعتقد أنه "في سنه البالغة الآن 60 عاما، فإنه لا يزال يثير اهتمام أجهزة الاستخبارات الروسية أن تستخدمه لأنشطة تجسسية". ومع ذلك، فإن هذا الروسي لديه سجل حافل: فهو بالفعل من قدامى المحاربين في حرب أفغانستان. سواء في فيستراس، أو القديس سيغفريد، أو الكنيسة في وسط ستوكهولم، يبدو أن بطريركية موسكو تهتم بالأماكن ذات المواقع الجيدة ويفضل أن تكون "بإطلالة". شمال العاصمة السويدية، في بلدة مارما الصغيرة، حاول بافيل ماكارينكو، الكاهن الحائز على ميدالية من الاستخبارات الخارجية الروسية (SVR)، دون نجاح، السيطرة على مبنى ديني آخر قريب من معسكر تدريب عسكري. ثم إن المشكلة لا تقتصر على السويد. ففي بلغاريا، تم اتهام الممثل الرئيسي للبطريركية المسكوفية بالتجسس لصالح الكرملين ثم طرده في سبتمبر/أيلول 2023. وفي الولايات المتحدة، جاء التحذير حتى من الشرطة الفيدرالية (FBI): في 2023 أيضا، حذرت الوكالة الرعايا الأرثوذكس على الأراضي الأمريكية من محاولات تجنيد قد يقوم بها ممثلو بطريركية موسكو. "التهديد الذي يمثله النفوذ الذي يمكن أن يمارسه الكرملين عبر الكنيسة الأرثوذكسية المسكوفية هو خطر مستخف به إلى حد كبير من قبل معظم الحكومات الغربية"، كما يؤكد فلاديمير ليبارتلياني. "بالنسبة للكرملين، إنها أداة مثالية: هذه الكنائس تمثل أحد آخر الأصول الروسية التي لم تشملها العقوبات في الغرب"، كما يضيف باتريك أوكسانين. والأهم من ذلك، أنه ليس من السهل مواجهتها. يتفق معظم الخبراء الذين تمت استشارتهم في هذا التحقيق على أن الغالبية العظمى من مؤمني هذه الكنائس ليس لهم أي صلة بمناورات بطريركية موسكو. فهم يحضرون الصلوات مثل أي مؤمن آخر. معاقبة الذراع "الروحية" لفلاديمير بوتين يعني حرمانهم من مكان للعبادة.


فرانس 24
منذ يوم واحد
- فرانس 24
ما هي معاهدة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل؟
01:53 نشرت في: 04/07/2025 من أجل لقمة العيش.. موت على أعتاب مراكز توزيع المساعدات في غزة 04/07/2025 أول انتصار سياسي لترامب في ولايته الثانية.. إقرار مشروع قانون الموازنة 04/07/2025 كيف يمكن تفسير تكثيف روسيا هجماتها على أوكرانيا بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين؟ 04/07/2025 روسيا تصبح أول دولة تعترف بالإمارة الإسلامية في أفغانستان 04/07/2025 روسيا شنت أحد أكبر الهجمات منذ بدء الحرب على أوكرانيا بعد المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب 04/07/2025 قتل الفلسطينيين على أبواب مراكز المساعدات في غزة.. مشهد يومي يتكرر 04/07/2025 اليونان تكافح لليوم الثالث إطفاء حرائق اندلعت في جزيرة كريت 04/07/2025 الولايات المتحدة: ما هي دلالات إقرار "القانون الكبير والجميل"؟ 04/07/2025 ممرضة كندية في "أطباء بلا حدود" تروي "جحيم 3 أسابيع في غزة"


فرانس 24
منذ يوم واحد
- فرانس 24
زيلينسكي يبحث تعزيز حماية الأجواء الأوكرانية مع ترامب بعد هجوم روسي واسع
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة عبر تطبيق تليغرام إنه اتفق مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية على تعزيز حماية أجواء أوكرانيا. وأكد "تطرقنا إلى الاحتمالات على صعيد الدفاع الجوي واتفقنا على العمل معا لتعزيز حماية مجالنا الجوي"، متحدثا عن "محادثة معمقة". يأتي ذلك بعدما أعلن الكرملين الجمعة أنه من غير الممكن حاليا أن يحقق أهدافه في هجومه المستمر على أوكرانيا عبر "الوسائل الدبلوماسية"، وبالتالي سيواصل عملياته ضد عدو يواجه صعوبات ميدانية. ونفذت روسيا أوسع هجوم بمسيرات منذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022. ولم يقدم الرئيس الأوكراني أي تفاصيل، في وقت لا تزال تشهد البلاد ضربات روسية بسبب افتقارها إلى أنظمة دفاع جوي تغطي كامل أراضيها بشكل فعال. ويأتي ذلك غداة اتصال هاتفي بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، انتهى بدون أي إعلان هام بشأن تسوية النزاع. وفي إشارة إلى تعطل محادثات السلام رغم استئنافها في أيار/مايو، أقرّ الرئيس الأمريكي الخميس بعدم إحراز "أي تقدم" خلال اتصاله مع بوتين. ولم يُعلن عن الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين الروس والأوكرانيين، بعد شهر من آخر اجتماع لم يثمر أي نتيجة في تركيا. وتطالب روسيا كييف خصوصا بالتخلي عن أربع مناطق تحتلها موسكو جزئيا، فضلا عن شبه جزيرة القرم التي ضمّتها بقرار أحادي في 2014، بالإضافة إلى تخلي أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وتعتبر أوكرانيا هذه المطالب غير مقبولة. وأكد الرئيس الروسي مرارا لنظيره الأمريكي أن موسكو "لن تتخلى عن أهدافها". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة: "ما دام ذلك يبدو متعذرا، سنواصل العملية الخاصة" في أوكرانيا. "الليل اتسم بالعنف والأرق" وليلا، أطلقت روسيا 550 مقذوفا باتّجاه أوكرانيا، من بينها 539 مسيّرة وصواريخ بعضها بالستي. واستهدفت العاصمة كييف خصوصا، فضلا عن دنيبرو (وسط) وسومي (شمال) وخاركيف (شمال شرق) وتشيرنيغيف (شمال)، بحسب سلاح الجو الأوكراني. وقال زيلينسكي إن "الليل اتسم بالعنف والأرق. واستهدف الهجوم العاصمة بشكل رئيسي" مشيرا إلى إصابة 23 شخصا على الأقلّ. وأكّد الناطق باسم الجيش الأوكراني يوري إيغنات أن روسيا استخدمت "أكبر عدد" من المسيّرات في هجوم واحد منذ اندلاع الحرب في شباط/فبراير 2022. وأعلنت أوكرانيا إسقاط 270 مقذوفا وتحييد 208 بالتشويش الإلكتروني. واكد الجيش الروسي استهداف مطار عسكري ومصفاة نفط. وأفادت السلطات باندلاع عشرات الحرائق بفعل الضربات، خصوصا في كييف. وتسبّب القصف بتضرّر مبنى للسفارة البولندية في كييف، بحسب ما أفادت وارسو. وفي سياق هذه الضربات الروسية المتزايدة، أعلنت ألمانيا أنها تُجري "مباحثات مكثفة" حول إمكان شراء منظومات باتريوت للدفاع الجوي من الولايات المتحدة لصالح أوكرانيا. وأعلنت الولايات المتحدة، الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 2022، الثلاثاء تعليق إرسال شحنات أسلحة معينة إلى كييف تشمل صواريخ لمنظومة "باتريوت" للدفاع الجوي. وفي مقابل تخلي الولايات المتحدة عن مساعدة أوكرانيا، يستمر الأوروبيون في إظهار دعمهم لكييف، رغم قدرات صناعية عسكرية محدودة. إلى ذلك، أعلنت القوّات الروسية الجمعة أنها سيطرت على بلدة جديدة في الشرق الأوكراني. كذلك كشف الجيش الروسي عن عملية جديدة لتبادل الأسرى مع أوكرانيا مشيرا إلى أنها جزء من الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين موسكو وكييف خلال محادثات في إسطنبول الشهر الماضي.