logo
أزمة في الائتلاف الإسرائيلي بعد استقالات نواب "يهدوت هتوراة"

أزمة في الائتلاف الإسرائيلي بعد استقالات نواب "يهدوت هتوراة"

القدس المحتلة - ترجمة صفا
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من الترقب والتوتر، عقب تقديم نواب حزب "يهدوت هتوراة" الأشكنازي الحريدي، مساء الاثنين، كتب استقالاتهم من الحكومة والانسحاب من الائتلاف اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، احتجاجًا على مسودة قانون التجنيد الجديد.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية ترجمته وكالة "صفا"، فإن الاستقالات ستدخل حيز التنفيذ مساء الأربعاء، بعد مرور 48 ساعة على تقديمها، ما يمنح نتنياهو هامشًا ضيقًا من الوقت لمحاولة ثني النواب المستقيلين عن قرارهم.
ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن انسحاب حزبي "أغودات يسرائيل" و"ديغيل هتوراة" المكوّنين لتحالف "يهدوت هتوراة" يسحب من الائتلاف سبعة مقاعد، ويترك نتنياهو بأغلبية هشة يصعب معها تمرير التشريعات داخل الكنيست.
وفي حال شمل الانسحاب أيضًا عضو الكنيست آفي معوز، الذي يدعم الائتلاف من الخارج، فإن عدد مقاعد الائتلاف سيهبط إلى 60 فقط، وهو ما يعرض الحكومة لخطر السقوط.
وتتوجه الأنظار الآن نحو حزب "شاس" الشرقي، الذي يمتلك 11 مقعدًا، إذ يُعد قراره بالبقاء أو الانسحاب حاسمًا لمستقبل الحكومة، ومن المقرر أن يعقد الحزب اجتماعًا لمجلس حكمائه خلال الأيام المقبلة لحسم موقفه.
وتشير مصادر مقربة من زعيم "شاس"، أريه درعي، إلى أنه لا يفضل إسقاط الحكومة في هذه المرحلة، لكنه قد يُجبر على ذلك إذا لم يُقدّم نتنياهو صيغة توافقية بشأن قانون التجنيد، تجنبًا لظهور الحزب بموقف المتنازل أمام جمهوره.
وفي السياق ذاته، نقلت قناة "كان 11" عن مصادر مقربة من درعي أن حزبه قد يتخذ قرار الانسحاب بعد أيام قليلة من تنفيذ استقالة "يهدوت هتوراة".
من جهته، هاجم رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين، المسؤول عن إعداد مسودة القانون، قرار الاستقالة، قائلاً إنه قدّم تنازلات كبيرة لصالح الأحزاب الحريدية، لكنها كانت تطالب بإلغاء كامل لقانون التجنيد، وهو أمر غير ممكن حسب تعبيره.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السلطة، اللاعب الغائب والمنتظر
السلطة، اللاعب الغائب والمنتظر

وكالة خبر

timeمنذ يوم واحد

  • وكالة خبر

السلطة، اللاعب الغائب والمنتظر

المؤكد ثمة لاعب فاعل، وهو اللاعب الأهم كما يفترض المنطق، غائب بشكل شبه كامل عن النقاش حول مستقبل غزة، أقصد هنا السلطة الفلسطينية بما تمثله من ذراع دولة فلسطين ومنظمة التحرير لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة. ورغم الجهود الحثيثة التي تقوم بها السلطة، والخطط المختلفة التي طورتها الحكومة الفلسطينية منذ زمن حكومة الدكتور محمد إشتية، إلا أن المجتمع الدولي والمقررين بشأن مستقبل غزة لم يأخذوا مثل هذه الخطط على محمل الجد، كما أن النقاش حول مستقبل غزة لا يشمل الطرف الشرعي والممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني، وعادة ما يتم هذا الأمر بقصد وضمن رؤى ممنهجة. كما أن كل الجلسات بخصوص مستقبل غزة لا تشمل السلطة باستثناء اللقاء السداسي الذي لم يعد قائماً وضم وقتها الأطراف العربية بما في ذلك السلطة. التوجه العام بأن يتم حصر النقاش بين «حماس» وإسرائيل حتى لا يتعدى الأمر النقاش حول المساعدات وتوزيعها والخطوط داخل غزة، وليس انسحاب إسرائيل بشكل كامل وتجسيد الدولة الفلسطينية. لا أحد يريد السلطة. كل الأطراف مجتمعة ولأسباب مختلفة تريد أن تختصر هذا الدور أو تشطبه. بالنسبة لـ»حماس» فهي تفضل، وستظل تفضل، حرباً بلا نهاية؛ على أن تقول إن السلطة صاحبة الولاية، وإن على المجتمع الدولي وعلى إسرائيل أن يتحدثا معها حول مستقبل غزة. فقيادة «حماس» طرقت كل أبواب العالم من مشرقه إلى مغربه، وخطبت ود كل من له علاقة بالصراع ومن يمون عليه أو كل من يتدخل فيه، حتى أنهم استخدموا رهينة دفع أهل غزة ثمن احتجازها آلاف الشهداء والجرحى ومئات آلاف المباني للتقرب زلفى لترامب، وتسولوا أمام القاصي والداني من أجل وقف الحرب التي لم تكن قبل ذلك، ويقاتلون من أجل خطوط وهمية صنعتها دبابات العدو في المعركة ولن يتمكنوا من حمايتها في اليوم التالي للهدنة، كل ذلك و»حماس» تعرف الإجابة المختصرة لكل ذلك، لكنها لن تفعل. نتنياهو ليس بعيداً عن هذا الوعي والمنطق الحمساوي، بل إنه يشاركهم إياه بالكامل. وربما لو اتفقوا على شيء سيكون على استبعاد السلطة؛ هذا الاستبعاد هو القاسم المشترك الذي جعل حقائب الدولار يتم إرسالها عبر سيارات «الشاباك» للحاجز حتى يتم نقلها لـ»حماس». نتنياهو يعرف أن وجود السلطة يعني استعادة النقاش حول حل الدولتين. يعرف أن «حماس» يهمها أنبوب الأكسجين حتى تتنفس، فلا برنامج سياسياً لها خارج إطار البرامج الكبرى والربانية للإخوان المسلمين، بمعنى أنها ليست حركة تحرير تنضبط وفق برنامج كفاحي يستخدم كل الوسائل من أجل «الإطاحة» بالاحتلال ليس كوجود بل كفكرة وممارسة أيضاً. على النقيض من ذلك، يعرف أن أي لقاء مع الرئيس عباس يعني الاستعداد أكثر لفكرة الدولة الفلسطينية ونقاش ملف اللاجئين. نتنياهو يعرف عميقاً منظمة التحرير والرئيس عباس بالنسبة لهم، فإن أصل الصراع ما حدث عام 1948 في دير ياسين وغيرها، وليس ما حدث على محور موراج كما تظن «حماس». كذلك الأمر بالنسبة لترامب، الرجل الهائج الذي تنطبق عليه مقولة «جعجعة بلا طحن». ترامب ليس صهيونياً أكثر من نتنياهو، لكن لشدة حماقته فإنه يصعب الحديث عن سياسة خاصة يتبعها. وإذا كانت كونداليزا رايس وزمرة المحافظين الجدد قد ابتدعوا زوراً «الفوضى الخلاقة»، فإن ترامب ابتدع «خلق الفوضى» في كل شيء. ومع ذلك فإن ترامب مثل «حماس» ومثل نتنياهو لا يريد أن يسمع كلمة دولة فلسطينية، وهو يعرف أن وجود محمود عباس في أي صورة يعني النقاش حول حل الصراع، الأمر الذي يعني موقفاً واضحاً من حل الدولتين. تخيلوا أنه لم يجب عن السؤال حول الدولة الفلسطينية، وأحال الموضوع لنتنياهو في إشارة إلى أن الموضوع لا يعنيه. وجود السلطة في غزة لا يعني أنها طرف في مستقبل غزة فقط، بل إن الدولة الفلسطينية يتم وضعها من جديد على طاولة القرار الأممي. في ظل هذا السياق، فإن المطلوب أن تقوم السلطة بخطوات أكثر وأبعد من مجرد خطة خدماتية، بل خطة سياسية تقوم على فرض سيادة دولة فلسطين على قطاع غزة. المشكلة الحقيقة بالنسبة للعالم تكمن حقيقة في سياسات إسرائيل أولاً، وثانياً في عدم وضوح معالم اليوم التالي للحرب، اليوم الذي سيعود الناس من خيامهم ليجدوا ركام بيوتهم المسكن الأنسب بالنسبة لهم. العالم لا يعرف من سيكون في غزة في اليوم التالي، وعليه فلا يمكن له الحديث أو الضغط من أجل اليوم التالي. وحين لا يعرف العالم من هي الجهة التي ستدير قطاع غزة، فإنه لن يضغط كثيراً من أجل تسريع نهاية الحرب والوصول لذلك اليوم التالي غير المعلوم. إن وجود جهة فلسطينية يتم تشكيلها بعيداً عن رغبات الأطراف الثلاثة الرافضة لدور السلطة («حماس» وإسرائيل وواشنطن) ودون مشاورتها، والقول إن هذه الجهة هي التي تقود غزة الآن، وتباشر عملها في داخل غزة، وتصطدم مع أي جهة تعيق عملها وتكون محمية بأطر شعبنا، إن وجود هذه الجهة هو فقط من يجعل السلطة عنواناً في النقاش حول مستقبل غزة. نتنياهو يرى الأزمة بأنها أزمة اقتصادية وليست أكثر من ذلك، وحتى النقاش بين أوروبا وإسرائيل يتم فيه تثبيت هذه المقولة من خلال وقف العقوبات الإسرائيلية مقابل مزيد من الشاحنات لغزة. فقط السلطة الفلسطينية وإجراءاتها وتثبيت أذرعها في غزة دون مشاورة أحد وخطتها السياسية التي يتم تبنيها من قبل المجتمع الدولي، يمكن لها أن تعيد النقاش حول جوهر مستقبل غزة السياسي واستعادة دورها كجزء من دولة فلسطين. هذا الدور لن يمنحه أحد للسلطة، بل يجب أن تنتزعه وتفرضه عبر إرادة سياسية واضحة، وإذا لم تقم بذلك فلن يعطيها إياه أحد؛ وسيظل دوراً مفقوداً ومنتظراً.

هل يُمكن إقناع ترامب بإنقاذ الفلسطينيين في غزة؟
هل يُمكن إقناع ترامب بإنقاذ الفلسطينيين في غزة؟

فلسطين الآن

timeمنذ 2 أيام

  • فلسطين الآن

هل يُمكن إقناع ترامب بإنقاذ الفلسطينيين في غزة؟

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للمدير التنفيذي السابق لمنظمة هيومان رايتس ووتش والأستاذ الزائر في كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة برنستون، كينيث روث، تناول مساعي ترامب لوقف الحرب في غزة. وقال روث إن من المفارقة أن نعتمد على دونالد ترامب لإنقاذ الفلسطينيين، ومع ذلك لم يكن أي رئيس أمريكي في الآونة الأخيرة في وضع أفضل للإصرار على أن توقف الحكومة الإسرائيلية قمعها ووحشيتها غير العاديين. وأضاف، أنه حتى الآن، منح ترامب إسرائيل تفويضا مطلقا لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة، لكن بنيامين نتنياهو سيكون مهملا إذا اعتمد على الرئيس الأمريكي المتقلب والأنانيّ. وقد تكون هناك طريقة لتغيير ترامب. وتمسك معظم رؤساء الولايات المتحدة بالحكومة الإسرائيلية بغض النظر عن فظائعها، لأن التداعيات السياسية للانحراف كانت كبيرة جدا. من المؤكد أن أي ضغط على إسرائيل سيثير غضب المسيحيين الإنجيليين (أكبر مجموعة مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة) والجزء المحافظ من اليهود الأمريكيين الذين تمثلهم جماعة الضغط "أيباك"، وفقا للكاتب. وتابع، أن ترامب أقل عرضة لمثل هذا الضغط لعدم وجود شخصية سياسية بارزة على يمينه. يمكن لأنصار إسرائيل الشكوى، لكن ليس لديهم من يلجأون إليه. وأشار إلى أن ترامب استخدم بالفعل هذا الهامش للاختلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في مجموعة من القضايا. فقد رفع العقوبات عن السلطات السورية المؤقتة عندما فضّل نتنياهو جارا مشلولا. وأبرم اتفاقا مع قوات الحوثيين في اليمن لوقف مهاجمة السفن دون الإصرار على وقف الهجمات على إسرائيل. وأذن بإجراء مفاوضات مباشرة مع حماس، التي اعتبرها نتنياهو أمرا مُحرّما، وسعى في البداية إلى إجراء مفاوضات مع إيران بينما فضّل نتنياهو القصف الفوري. وزار دول الخليج العربي دون التوقف في إسرائيل. وضغط على نتنياهو مرتين للموافقة على وقف إطلاق نار مؤقت في غزة. في جوانب أخرى، دعم ترامب حكومة نتنياهو فقد أذن بتجديد تسليم القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي علقها جو بايدن لأن إسرائيل كانت تستخدمها لتدمير الأحياء الفلسطينية. واستخدم حق النقض ضد دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق نار غير مشروط. وفرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لاتهام نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بارتكاب جريمة حرب تتمثل في تجويع المدنيين الفلسطينيين وحرمانهم. كما فرض عقوبات على قاضيين من المحكمة الجنائية الدولية لتأكيدهما الاتهامات، وعلى مقررة خاصة للأمم المتحدة لدقة تقاريرها عن الإبادة الجماعية الإسرائيلية وإدانته لها. وبرأي الكاتب أن نتنياهو قد يجد الاعتماد على ترامب أمرا محفوفا بالمخاطر. فرغم العروض الدورية للدعم المتبادل، يبدو أن العلاقة بينهما قد انقطعت. علاوة على ذلك، يتغير مزاج ترامب مع تقلبات الطقس. فهو قادر على تغيير مساره في أي لحظة دون أن يحمر وجهه. ولاؤه في المقام الأول لنفسه. نجمه الهادي الوحيد هو مصلحته السياسية أو المالية. وأوضح روث، أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل ترامب، صاحب التوجهات التجارية، يكره نتنياهو. فبينما يتذمر ترامب من الأموال التي أُنفقت للدفاع عن ديمقراطية أوكرانيا من غزو فلاديمير بوتين، أرسلت الحكومة الأمريكية أكثر من 22 مليار دولار إلى إسرائيل لدعم حربها في غزة، دون نهاية تلوح في الأفق (أكثر من 300 مليار دولار منذ تأسيس إسرائيل عام 1948). ويبدو أن نتنياهو يتعامل مع الصنبور المفتوح من واشنطن كحق مشروع، لكن ترامب قد يُصاب بسهولة بحساسية تجاه هذه النفقات الهائلة. ثم هناك غرور ترامب، كان إعلان نتنياهو خلال زيارته للبيت الأبيض هذا الشهر ترشيحه لترامب لجائزة نوبل للسلام مُحرجا في تبريره، خاصة من رجل يُمثل استعداده لقتل المدنيين الفلسطينيين بلا هوادة كوسيلة للاحتفاظ بالسلطة وتجنب تهم الفساد المُعلقة العقبة الرئيسية أمام وقف إطلاق النار بحسب المقال. ويرى روث أن ترامب يريد حقا جائزة نوبل للسلام. لن يتحقق ذلك بتمويل التطهير العرقي في غزة، الذي اقترحه ترامب في البداية ويطالب به وزراء نتنياهو اليمينيون المتطرفون، القادرون على تقويض ائتلافه الحاكم. ولن يتحقق ذلك أيضا بعزل الفلسطينيين في "معسكر اعتقال"، كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، باحتجاز الفلسطينيين على أنقاض جزء من غزة. ويستحق ترامب الإشادة لإنهاء الصراع حقا وتمكين إعادة إعمار غزة. لكن من غير المرجح أن ينتهي الصراع حقا، وستتردد دول الخليج العربية في دفع المليارات اللازمة لإعادة الإعمار، لمجرد العودة إلى نظام الفصل العنصري الذي فرضته إسرائيل على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. إن نهاية جديرة بجائزة نوبل للصراع ستكون قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية بحسب كاتب المقال. وكرس نتنياهو مسيرته المهنية لتجنب هذا الاحتمال. فالمشروع الاستيطاني الضخم مصممٌ لمنعه، لكن بما أن أيا من البدائل - الطرد الجماعي، أو الفصل العنصري الذي لا نهاية له، أو المساواة في الحقوق في دولة واحدة - غير قابل للتطبيق أخلاقيا أو سياسيا، فإن الدولة الفلسطينية هي الخيار الأفضل. ومن الصعب تصور ترامب يدفع باتجاه قيام دولة فلسطينية لقد عيّن سفيرا لدى إسرائيل، مايك هاكابي، الذي تتمثل رؤيته للدولة في إقامتها في أي مكان آخر غير فلسطين. ولكن إذا كان سعي ترامب للحصول على الأوسمة، وسعيه إلى دخول كتب التاريخ، يحظى بالأولوية في ذهنه، وهو أمر وارد تماما، فلا ينبغي لنا أن نتجاهل هذا المسار في الأحداث. وتحدث روث عن انقلاب ترامب على بوتين الأسبوع الماضي عندما أعلن: "نتعرض للكثير من الهراء من بوتين، إذا أردتم معرفة الحقيقة. إنه لطيف للغاية طوال الوقت، لكن يتضح أن كلامه لا معنى له". وهذا وصف دقيق لنتنياهو. وتساءل الكاتب، لماذا يسمح ترامب لنتنياهو بمواصلة التلاعب به كما فعل بوتين؟ كيف يُعلن ترامب نفسه المفاوض الخبير في حين أنه لا يستطيع استخدام نفوذه الهائل على نتنياهو لحمله على وقف قصف المدنيين الفلسطينيين وتجويعهم؟ أليس ترامب ذكيا بما يكفي للانتقال من صفقات العقارات إلى المفاوضات الدولية؟ وختم قائلا، "أنا متأكد من أن ترامب سيكره أن تُطرح عليه هذه الأسئلة. المتملقون من حوله لن يفعلوا ذلك. يمكن للآخرين، بل يجب عليهم، أن يفعلوا. قد يكون غرور ترامب الهش، ورغبته الشديدة في الثناء، أفضل فرصة للفلسطينيين لتوجيهه نحو مسار بناء".

المتعوس وخائب الرجاء
المتعوس وخائب الرجاء

وكالة خبر

timeمنذ 3 أيام

  • وكالة خبر

المتعوس وخائب الرجاء

بوصفه بنيامين نتنياهو، بطلاً للحرب، وبأنه حقق وإياه نجاحاً كبيراً تمثل في التخلص من التهديد النووي الإيراني، وذلك بمناسبة خضوع رئيس الحكومة الإسرائيلية، للمحاكمة القضائية وداعياً لإلغاء المحاكمة، لا يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد جانب الحقيقة، بل وحتى أنه قام بقلبها رأساً على عقب، فجعل من نتنياهو مجرم الحرب بطلاً لها، ودعا لإلغاء محاكمته في بلده، وهو المطلوب للقضاء الدولي متهماً بارتكاب جريمة حرب الإبادة الجماعية، ولا يكون ترامب قام فقط بالتدخل بشكل فظ في الشؤون الداخلية الإسرائيلية، وتحديداً في سلطتها القضائية، وذلك أخطر من التدخل في الشأن السياسي، لكنه يكون أيضاً بذلك قد نسي تماماً ذلك الفصل من العلاقة الفاترة بين الرجلين والتي استمرت اربع سنوات، ما بين عامي 2020_2024. في العام 2020، واجه ترامب حيث كان رئيساً يسعى للبقاء في البيت الأبيض للولاية الثانية على التوالي منافسه الديمقراطي جو بايدن، وكانت المنافسة محتدمة للغاية، لدرجة أن عدداً من الولايات قد أخرت الاعلان عن الفائز بأصواتها في المجمع الانتخابي بين المتنافسين، لإعادة فرز أصوات الناخبين يدوياً، وكان ترامب وفريقه يتابعان طوال الوقت ما تعلنه الولايات من نتائج للفرز، أولاً بأول، ويقومان بالتشكيك في كل إعلان لا يكون لصالحهما، وصولاً الى انتهاء الفرز، بحيث كانت النتيجة واضحة لصالح بايدن، حينها تجاوز ترامب كل حدود ما يتصوره العقل من الذهاب في اتجاه «الروح الديمقراطية» بالإقرار بالهزيمة، وبلغ حداً خارجاً عن القانون لدرجة ان يحرض أنصاره للتطاول على الكابيتول، مقر الكونغرس، لمنع ممثلي الشعب من المصادقة على نتائج الانتخابات رسمياً، وفيما يخص نتنياهو فقد استكثر او لم يستوعب ترامب الرجل المثير للجدل دائماً، أن يقوم رئيس الحكومة الاسرائيلية بما يفرضه عليه واجبه الوظيفي البروتوكولي من توجيه التهنئة للفائز بمنصب الرئاسة الأميركية جو بايدن. وكأن تهنئة نتنياهو لبايدن كانت امراً شخصياً، جعل ترامب يغضب من الرجل، الذي قدم له خلال ولايته تلك كل «الهدايا» السياسية، من نقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، الأمر الذي تابع تجنبه كل الرؤساء الأميركيين السابقين منذ العام 1995، نقصد بذلك الرؤساء بيل كلينتون، جورج بوش الابن وباراك اوباما، وأمضى كل منهم ولايتين متتابعتين في البيت الأبيض، كذلك الاعتراف بالقرار الاحتلالي الإسرائيلي بضم الجولان السوري المحتل، كذلك الانسحاب عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، ومن ثم التوصل لاتفاقيات «ابراهام» في تجاوز للملف الفلسطيني نحو التطبيع بين اسرائيل والعرب، وبذلك خلط ترامب بين ما هو شخصي وبين ما هو سياسي خاص بالدولتين. وربما كان ترامب رئيساً اقرب لرؤساء الدول الشمولية، أو الدول المحكومة بأنظمة حكم عسكرية، حيث يكون للفرد فيها، الرئيس بالطبع، كل الصلاحيات المطلقة في الحكم وفي السياسة، لهذا فترامب بمجمل تصريحاته ومواقفه واعلاناته في الوقت الذي يقلل فيه او حتى يبخس مما أنجزه غيره من الرؤساء، في مقدمتهم بالطبع بايدن، وفي الوقت الذي يقلل فيه من قيمة منافسيه خاصة، ولا يقيم وزناً لحلفائه او شركائه، فإنه يبالغ فيه من الإعلان عن أهميته الشخصية، في نرجسية مريضة، وهو بذلك كأنه يلغي مؤسسات الدولة، بل هو حين يأتي على ذكرها، لا يظهر لا احترامه ولا محبته لها، بوصفها الدولة العميقة، والأدلة لا حصر لها في هذا المجال، فكثيراً ما ردد القول، وهو خارج البيت الأبيض، بين عامي 2022_ 2025 بأنها ما كانت لتقع لو كان رئيساً، وبأنه سيقوم بوقفها بمجرد عودته الى البيت الأبيض، كذلك قال بأنه لو كان رئيساً لما وقعت «طوفان الأقصى»، وحين فاز في الانتخابات وعد بوقف الحرب قبل استلام مهامه رسمياً، في 20 كانون الثاني من العام الحالي. وكان ذلك احد عوامل الضغط على نتنياهو التي أجبرته على قبول صفقة التبادل الثانية، والتي كان مبعوث ترامب ستيف ويتكوف شاهداً وراعياً لها، لكن نتنياهو لم يتابع تنفيذ تلك الصفقة واكتفى ببندها الأول، التزاماً بما اتفق عليه مع بتسلئيل سموتريتش، وكانت تلك الصفقة بالمناسبة قد تسببت في خروج إيتمار بن غفير من الحكومة، ثم عودته لها، بعد متابعة نتنياهو الحرب على غزة في آذار، اي بعد مضي أقل من شهرين على وقف إطلاق النار، وبعد تنفيذ البند الأول للصفقة الخاص بتبادل المحتجزين والأسرى، ووقف النار وإدخال المساعدات الاغاثية الى غزة، خلال تلك الفترة. وعلى أكثر من صعيد تبين بأن ترامب ما هو إلا نمر من ورق، أو انه بندقية صوت أكثر منه محارباً حقيقياً، فلم تتوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رغم كل ما قدمه ترامب من «هدايا» لفلايديمر بوتين الرئيس الروسي، لدرجة انه «مسح الأرض» بالرئيس الاوكراني فلوديمير زيلنسكي حين زاره في البيت الأبيض، وتجاوز كل حدود اللياقة الدبلوماسية معه هو ونائبه المستفز جي دي فانس، حيث مارسا التنمر على الرئيس الأوكراني، وذلك لدفعه الى اعلان الاستسلام لروسيا، بلا اي مقابل، سوى ان يتقاسم ترامب وبوتين كعكة اوكرانيا، الأول يحصل على المعادن الثمينة، والثاني على الأرض، إن كانت تلك الخاصة بالقرم أو كل الشرق الأوكراني، والأهم تدمير كامل القوة العسكرية الأوكرانية وقطع الطريق بينهما وبين «النات»و وحتى الاتحاد الأوروبي نفسه. وفي حروبه التجارية متعددة الجبهات، اعلن عن رغبته في السيطرة على قناة بنما، وعلى ضم كندا وغرينلاند، ولم يحدث اي شيء من هذا القبيل، بل كانت كل تلك الاعلانات كما لو كانت إعلانات عن «أفلام سينمائية» لم تنتج بعد، ثم بدأ ترامب في إعلان تعرفته الجمركية ضد معظم دول العالم، مدعياً ومكرراً كلاماً فارغاً بلا اية قيمة حقيقية، حول أنها ستضخ الأموال في الاقتصاد الأميركي، ولأن دول العالم ردت عليه بالمثل، فقد تراجع، مرة بتعديل النسب المعلنة ومرة أخرى بإعلان فترة الى حين البدء بالتنفيذ، داعياً الدول بمن فيها الصين للتفاوض حول هذا الأمر، وحتى إصلاحه الداخلي، نقصد الدخول في إجراءات تقليص الإنفاق الحكومي، بمنح من ساعده على العودة الى البيت الأبيض، أغنى رجل حالياً في العالم، ايلون ماسك وظيفة شبه رسمية، سرعان ما باءت بالفشل، بل انقلب عليه ماسك نفسه بسبب التعرفة الجمركية التي عرضت تجارته في صنع سيارات «تيسلا» للخسائر الفادحة، أما سياسة ترامب ضد المهاجرين فقد قوبلت باحتجاجات اقتربت من إشعال برميل البارود في اهم ولاية أميركية. وحتى في الشرق الأوسط، المنطقة التي تعتبر الأسهل على ترامب، بعد ان واجه التحديات مع كل العالم، بما في ذلك الجيران، كندا والمكسيك، والحلفاء الأوروبيون، في ملفي التعرفة الجمركية والحرب الروسية /الأوكرانية، حقق ترامب نجاحه الوحيد في زيارته للخليج العربي، والحصول على استثمارات تجاوزت حسب قوله هو شخصياً 5 تريليون دولار، فإنه بعد ان ارجع البعض له النجاح في عقد الصفقة الثانية بين اسرائيل وحماس، لم يتابع النجاح، كما أسلفنا_ بما يعني تنفيذ كل بنود تلك الصفقة، بل ان ترامب اضطر الى إعلان اتفاق وقف نار متبادل مع الحوثي اليمني، وتخلى عن إسرائيل بذلك، واضطر الى إعلان التفاوض مع إيران، قبل ان يمنح إسرائيل الضوء الأخضر الذي حجبه عنها بايدن من قبل بمهاجمة المواقع النووية والنفطية، بل وشن عدوان عليها كان يحلم بالإطاحة بالنظام واعادة حكم بهلوي الشاهنشاهي. وادعى ترامب بأنه دمر كل «النووي» الإيراني بالكامل، بينما أظهرت المخابرات الأميركية نفسها، بأن الضرر كان جزئياً، وما الحديث المتواتر عن عودة القتال لجولة اخرى، في أي لحظة إلا دليل على ان حروباً خاطفة تنتهي بنصر سريع استناداً الى تفوق القوة العسكرية، لم تعد ممكنة، وأن «بهلوانية « ترامب هي من النمط الدونكيشوتي، فيما اعتماد نتنياهو على ترامب، بعد ان كان يعتمد فقط على الثنائي بن غفير وسموتريتش، لمواصلة الحرب كمبرر لبقائه في الحكم وخارج دائرة المحاكمة القضائية الإسرائيلية، وهذا ما اعلن عنه السفير الأميركي في اسرائيل اليميني المتطرف مايك هاكابي حضوره شخصياً محاكمة نتنياهو لشد إزر المتهم الإسرائيلي، والذي تدخل بشكل سافر على شاكلة رئيسه باتهام القضاة الإسرائيليين بأنهم غير عادلين. وبرر السفير الاميركي تماماً كما فعل قبل ذلك بأسبوعين رئيسه ترامب، بانه لا يجوز محاكمة مسؤول وهو في حالة حرب، والحقيقة أن نتنياهو شن الحرب وواصل خوضها رغم كل تقارير الجيش نفسه والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنها بلا أهداف وبلا أفق وبلا نهاية، من أجل هذا الغرض، ان تكون سبباً في إفلاته من الحكم القضائي الإسرائيلي، وليس غيره، وبذلك فان نتنياهو المتعوس بات «يتعكز» على خائب الرجاء ترامب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store