
أنسنة العمارة: نحو مدن تُشبهنا أكثر
في ظل التحولات العمرانية المتسارعة التي تشهدها مدننا، بدأ يبرز مفهوم "أنسنة المباني" ضرورةً ملحة لإعادة التوازن بين الإنسان والفراغ المعماري. فلم يعد كافياً أن تكون المباني مزودة بأحدث التقنيات، بل بات ضرورياً أن تكون مريحة، حاضنة، تراعي حاجات الإنسان النفسية والاجتماعية.
في هذا السياق، يتجه العديد من المبادرات والتوجهات المعمارية، خصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، نحو تصميم مبانٍ تنبض بالحياة، تدمج الإنسان بالطبيعة، وتعيد إليه الشعور بالانتماء داخل مدينته.
فكيف يمكن أن تبدو المدن عندما تصبح المباني أكثر إنسانية؟ وماذا يعني مصطلح "أنسنة المباني" في واقعنا العمراني اليوم؟
ترى المهندسة المعمارية والباحثة في الهوية المعمارية نُعمى الكعكي أن التصميم المعماري يجب أن يُوجَّه دائماً نحو الإنسان، "فمنذ العصور القديمة، كانت العلاقة بين العمارة والإنسان تكاملية؛ إذ يُعد الإنسان جزءاً أساسياً من عملية تصميم المباني. ويجب أن يخدم التصميم النهائي للمبنى مستخدميه، فيشعرون بالراحة، ويستطيعون ممارسة أنشطتهم بكفاءة. لذلك، تُصمَّم العمارة في جوهرها وتُفكَّر على مقياس الإنسان وطبيعته".
أكثر إنسانية
في السنوات الأخيرة، شهدنا انتشار المباني الشاهقة في المدن الإماراتية، وأصبحت لكل مدينة تقريباً منطقتها المركزية (CBD) ومبانيها الأيقونية. مع ذلك، نلاحظ أن كثيراً من هذه المباني يشيَّد لأغراض الحجم والشكل الفريد، من دون أن تعكس هوية المكان. تؤكد المهندسة الكعكي وجوب أن نولي ابتكار ما يعكس مجتمعاتنا وهويتنا اهتماماً أكبر، باستخدام الحلول المستدامة.
وتُعرّف "أنسنة العمارة" بـ"أن توجّه لجعل المباني أكثر إنسانية، وأكثر قرباً من حاجات الناس، ومتوافقة مع هويتهم وتفاعلاتهم اليومية، مع أخذ مقياس الإنسان (human scale) في الحسبان، لضمان التأثير الإيجابي على البيئة والمجتمع. وتشمل العناصر الأساسية لهذا التوجّه: الراحة النفسية والبصرية، الاستدامة والانسجام مع البيئة، إمكان الوصول والتفاعل، ومقياس الإنسان".
في هذا السياق، أعلنت حكومة الإمارات أن عام 2025 سيكون "عام المجتمع"، بهدف أنسنة المباني وتعزيز جودة الحياة من خلال التنمية المستدامة. وأطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية مشروع "أنسنة المباني"، أحد المشاريع التحولية ضمن مشاريع الحزمة الثالثة التي تسعى إلى تحقيق مستهدفات رؤية "نحن الإمارات 2031"، وتركز على بناء مجتمع مزدهر، وممكن، ومتلاحم، ومتقدم عالمياً، إلى جانب دعم رؤية الإمارات 2071 لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً. وتقول الكعكي لـ"النهار": "هذه المبادرة تتضمن شهادة فريدة من نوعها في المنطقة، تتماشى مع المعايير العالمية لخلق بيئات معيشية صحية. وقد أكدت دولة الإمارات أن هذا المشروع يركّز على رفاهية المستخدم من خلال تحسين جودة الهواء، والإضاءة الطبيعية، والراحة الحرارية، إضافة إلى تعزيز النشاط البدني. وتهدف هذه المعايير إلى دعم تصميم حضري مستدام يحترم الهوية الثقافية والمناخ المحلي، مع توقعات أن يُحدث المشروع تحولاً في شكل المساكن والبنية التحتية المستقبلية، من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص".
اجتماعياً وصحياً
وبحسب الكعكي، تساهم أنسنة المباني في تحسين جودة حياة السكان من خلال فوائد نفسية مثل الإحساس بالمجتمع، وتعزيز الروابط الاجتماعية، وتقليل الشعور بالعزلة، إلى جانب الرفاهية العاطفية التي توفرها البيئات الجذابة والمريحة، ودور الطبيعة والفن في تخفيف التوتر والقلق.
أما على المستوى الصحي، فإن تصميم مساحات مخصصة للمشي والدراجات يعزز النشاط البدني، "في حين أن القرب من الطبيعة يرتبط بتحسين صحة القلب والجهاز التنفسي. كما تساهم المساحات الخضراء في تحسين جودة الهواء، فيما تؤدي الروابط المجتمعية القوية إلى نتائج صحية أفضل"، كما تقول.
ورغم أهمية المشروع، تلفت الكعكي إلى عدد من التحديات التي تواجه تطبيق معايير أنسنة المباني في المدن الكبرى، منها: "التوفيق بين التصاميم الحديثة والقيم التقليدية، وتحديث الإطار التنظيمي الذي قد يكون عائقاً بسبب بعض القوانين الحالية، إضافة إلى ضرورة تصميم مبانٍ تتناسب مع درجات الحرارة المرتفعة مع الحفاظ على الاستدامة". كذلك تشير إلى أن الأكلاف المرتفعة "قد تُثني بعض الجهات عن اعتماد التصاميم المتمحورة حول الإنسان، فضلاً عن القيود المساحية في المناطق ذات الكثافة الحضرية، التي قد تُعقّد إدماج المساحات المفتوحة والخضراء. وفي الوقت نفسه، فإن التوسع الأفقي قد يخلق تحديات في الربط بين أجزاء المدينة".
التقنية والإنسان
دمج التقنيات الذكية لتحسين تجربة المستخدم والتنسيق بين الحكومة والمطورين والمجتمعات، إلى جانب الحاجة إلى تحديثات في البنية التحتية، عناصر أخرى تتطلب المعالجة لتحقيق الأهداف المرجوة. تقول الكعكي: "التكنولوجيا الذكية تؤدي دوراً كبيراً في دعم أنسنة العمارة، من خلال نمذجة معلومات البناء (BIM) التي تعزز التعاون والمرونة في التصميم، وتقنيات الواقعين المعزز (AR) والافتراضي (VR) التي تساعد المستخدمين على تصور الفضاءات والتفاعل معها قبل بنائها، ما يضمن تصميماً يتمحور حول الإنسان. كما تبرز أنظمة المباني الذكية التي تستخدم أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) لتحسين الإضاءة ودرجة الحرارة وجودة الهواء، فضلاً عن أهمية إعادة الاستخدام التكيفي والتصميم المعياري لتعزيز الاستدامة والمرونة في إنشاء المساحات".
وتضيف: "للفن العام دور جوهري في أنسنة المشهد الحضري، وإضفاء لمسة قُرب على المدينة، فهو لا يجمّل المكان فحسب، بل يخلق أيضاً جسور تواصل بين الناس والأماكن التي يعيشون فيها". وتشير إلى أن إشراك المجتمع في هذا المسار هو عنصر أساسي لفهم الأثر الاجتماعي وتعزيز التفاعل الإنساني مع البيئة العمرانية. كما تُلفت إلى "تجربة ملهمة في "إكسبو 2020 دبي"، إذ اختارت المدينة أن تكرّم بأناقة وامتنان أكثر من 200 ألف عامل حول العالم ساهموا في هذا الحدث، "في لفتة تعبّر عن تقدير عميق للجهد الإنساني الكامن خلف العظمة المعمارية".
وتختتم الكعكي حديثها بتسليط الضوء على الدور المحوري للقطاع الخاص والمطورين العقاريين في تعزيز أنسنة المباني، "من خلال إشراك السكان المحليين في التخطيط، وتطوير مشاريع استخدام متعدد تجمع بين السكن والتجارة والترفيه، إلى جانب التصميم المستدام، وإدماج المساحات العامة الخضراء، والتصميم الشامل الذي يراعي حاجات جميع الأفراد". وتشير إلى "أهمية إدماج الثقافة المحلية في التصاميم ضمن بيئة ذات جنسيات مختلفة، مع تقديم حوافز مثل الإعفاءات الضريبية، والمكافآت التنظيمية، وخيارات التمويل، وبرامج التقدير، والتعاون مع المنظمات غير الربحية، والدعم التنظيمي لتسهيل التصاريح الخاصة بهذه المشاريع".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 12 دقائق
- DW
وزير ألماني يرفض التضامن مع إسرائيل إجبارا ومجلس اليهود يحذر – DW – 2025/5/27
عكس تصريح المستشار الألماني فريدريش ميرتس تحولا غير مسبوق في السياسة الألمانية تجاه الحرب الدائرة في غزة، وموقفا لم تألفه إسرائيل من ألمانيا، وعلى إثره تتناسل ردود الفعل دون توقف. رويترز، د ب أ، أ ف ب ماجدة بوعزة رويترز، د ب أ، أ ف ب ماجدة بوعزة رويترز، د ب أ، أ ف ب قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم الثلاثاء (27 مايو/ أيار 2025) إن بلاده لن تتضامن مع إسرائيل بالإجبار، معبرا عن صدمته من الحملة الإسرائيلية على غزة التي تحرم سكان القطاع من الغذاء والدواء. وأضاف في مقابلة إذاعية: "يجب ألا يُستغل التزامنا بمكافحة معاداة السامية ودعمنا الكامل لحق دولة إسرائيل في الوجود والأمن كأداة في الصراع والحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة". وأردف كبير الدبلوماسية الألمانية بالقول: "نحن في مرحلة تحتم علينا التفكير بجدية في أي من الخطوات الجديدة التي يلزم اتخاذها"، دون الخوض في تفاصيل أخرى. المجلس المركزي لليهود يعبر عن تفهمه ويحذر هذا الجدال، اندلع بعد تصريحات المستشار الألماني فريدريتش ميرتس يوم الاثنين في منتدى أوروبا للشرق الأوسط في برلين، حيث قال: "بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ولأي هدف". لم يعد من الممكن تبرير مثل هذا الضرر الذي يلحق بالسكان المدنيين، بمحاربة إرهاب حماس". جاء رد السفير بروسور يوم الثلاثاء في مجلة ZDF الصباحية، حيث قال: "عندما يثير فريدريش ميرتس هذه الانتقادات ضد إسرائيل، فإننا نستمع بعناية شديدة لأنه صديق. لكن رغم ذلك، تظل إسرائيل ملتزمة بهدف "القضاء على حماس كمنظمة إرهابية". ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا جوزيف شوستر في برنامج "بلاتفورم إكس"، أن "حماس تتحمل مسؤولية المعاناة. ويمكنها إنهاء هذه الأزمة بإطلاق سراح الرهائن المختطفين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتسليم أسلحتها". وأكد المتحدث أنه يفهم لماذا تحدث المستشار عن الوضع في غزة في الوضع الحالي بلهجة ناقدة. لكن شوستر يرى أن "القتال ضد حماس هو صراع وجودي بالنسبة لإسرائيل، وليس هناك بديل آخر". وأكد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، على ضرورة إبقاء الخسائر في صفوف المدنيين عند أدنى مستوى ممكن، موضحا أن المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة ضرورية. وفي الوقت نفسه، دعا شوستر السياسيين إلى تجنب استخدام السرديات المعادية للسامية التي تقلل من أهمية الكراهية تجاه اليهود من خلال الإشارة إلى سلوك إسرائيل في الحرب. توبيخ تاريخي من ألمانيا لإسرائيل بتصريحاته أمس، وجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الثلاثاء أشد توبيخ لإسرائيل حتى الآن، إذ انتقد الغارات الجوية المكثفة على غزة واصفا إياها بـ "غير المنطقية". تعكس هذه التعليقات التي جاءت خلال مؤتمر صحفي في فنلندا، تحولا أوسع نطاقا في الرأي العام وكذلك استعدادا أكبر لدى كبار السياسيين الألمان لانتقاد سلوك إسرائيل منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورغم أن تحول اللهجة ليس انهيارا تاما للعلاقات الألمانية الإسرائيلية، فإن له أهمية في بلد تتبع قيادته سياسة المسؤولية الخاصة تجاه إسرائيل والالتزام بأمنها ومصالحها الوطنية بسبب إرث المحرقة النازية. تعد ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، من أشد الداعمين لإسرائيل لكن كلمات ميرتس تأتي في وقت يراجع فيه الاتحاد الأوروبي سياساته تجاه إسرائيل، كما هددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" بشأن غزة. الضغط من الأسفل؟ وجه فيليكس كلاين، مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية، توبيخا آخر لاذعا لإسرائيل هذا الأسبوع، ودعا إلى مناقشة موقف برلين تجاه إسرائيل، قائلا إن الدعم الألماني بعد المحرقة لا يمكن أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل. وقال المؤرخ الإسرائيلي موشيه زيمرمان إن الرأي العام في ألمانيا تجاه إسرائيل كان رد فعله مماثلا للموقف في بلدان أخرى. واستطرد "يمكنك أن تلمس ذلك في رد فعل وزير الخارجية الألماني الجديد، فاديفول، وبشكل غير مباشر في عدم تكرار ميرتس وعده بدعوة نتنياهو لزيارة البلاد. هذا وضع غير مسبوق، إذ يُجبر الضغط من الأسفل الطبقة السياسية على إعادة النظر". الوضع في غزة يتفاقم.. والضغط على الساسة يتزايد تدافع آلاف الفلسطينيين اليوم الثلاثاء إلى مركز لتوزيع المساعدات الغذائية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في أول أيام تطبيق الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات، ما أدى إلى فوضى شاملة وفرار عناصر شركة أمنية أمريكية خاصة كانت تشرف على الموقع. وفي تعليق على الحادث، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي "فشل فشلا ذريعا في مشروع توزيع المساعدات ضمن مناطق العزل العنصرية، وسط انهيار المسار الإنساني وتصاعد جريمة التجويع". وأضاف المكتب في بيان: "اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوما، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين، ما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال". وحمل المكتب إسرائيل المسؤولية المباشرة عن "حالة الانهيار الغذائي في غزة، واستخدام المساعدات كسلاح حرب وأداة ابتزاز سياسي"، مطالبا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ"التحرك الفوري لإيقاف هذه الجريمة وفتح المعابر بشكل عاجل ودون قيود". بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن قواته لم تطلق النار مباشرة من الجو باتجاه مركز توزيع مساعدات تابع لمؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة في مدينة رفح بقطاع غزة، لكنه أشار إلى إطلاق طلقات تحذيرية في منطقة خارج المركز. وأضاف أنه تمت السيطرة على الوضع وأن توزيع المساعدات سيستمر كما هو مخطط له. تحرير: ع.غ


الكويت برس
منذ 13 دقائق
- الكويت برس
كاريكاتير 25-05-2025 #اخر الاخبار
الكويت برس - اخبار الكويت : شكرا لك لمشاهدة الموضوع التالي كاريكاتير 25-05-2025 ، من كويت برس نتابع معكم تفاصيل ومعلوماته كما وردت الينا فتابعونا. كانت هذه تفاصيل كاريكاتير 25-05-2025 نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله . و تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الجريدة وقد حاول فريق المحريين في الكويت برس بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


عبّر
منذ 13 دقائق
- عبّر
قضاء سيدي سليمان يدين إدريس الراضي بأربع سنوات نافذة
قررت المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان، يومه الثلاثاء 27 ماي 2025، إدانة القيادي السابق بحزب الاتحاد الدستوري، والبرلماني السابق عن نفس الحزب، إدريس الراضي ، بأربع سنوات سجنا نافذة، على خلفية في ملف يتعلق بتزوير وثائق تتعلق بأراضي سلالية والتصرف فيها دون وجه حق. كما أدانت المحكمة، شقيقه، كريم الراضي، بالحبس لمدة ثلاث سنوات إضافة إلى نائبين عن الجماعة، وموظفين بقسم الشؤون القروية بعمالة سيدي سليمان بسنة ونصف حبسا نافذا. ويتعلق الملف بالتزوير للاستيلاء على 83 هكتارا من الأراضي السلالية بمنطقة أولاد حنون التابعة للجماعة القروية القصيبية، من خلال صنع إقرارات وتصاريح تتضمن وقائع غير صحيحة، واستعمالها للحصول على شواهد إدارية عن طريق الإدلاء ببيانات كاذبة. وكان الاتحاد الدستوري قد قرر طرد إدريس الراضي، من أجهزة الحزب وجميع هياكله، نظرا لما صدر منه من 'إخلالات وتصرفات خطيرة ولا مسؤولة أساءت إلى الحزب ومناضليه'.