
"اللقاء التاريخي" بين ترامب وبوتين.. إليكم التفاصيل
يلتقي الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في أنكريدج في ألاسكا لعقد قمة توصف منذ الآن بالتاريخية. فهل تتقرر تسوية النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية الجمعة على مسافة 7500 كلم من كييف؟
وبعدما تباهى ترامب على مدى الحملة الانتخابية بقدرته على وضع حد فوري للحرب في أوكرانيا، يسعى جاهدا الآن لخفض الترقب بشأن تحقيق اختراق خلال القمة.
وقال الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما "إنه في الواقع اجتماع استكشاف إلى حد ما".
ويعقد هذا اللقاء الأول بين الرئيسين منذ العام 2019، بعد اتصالات هاتفية عدة جرت منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن ترامب يريد "الاستماع" إلى بوتين خلال القمة التي تجري بناء على طلب الرئيس الروسي، وهي نقطة تشدد عليها واشنطن.
ولن تكون القمة بالطبع مؤتمر سلام في غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عنها.
- "خيبة أمل" -
ويحرص زيلينسكي والقادة الأوروبيون على عدم تحول قمة أنكريدح إلى ما يشبه مؤتمر مالطا الذي قررت خلاله الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد السوفياتي في شباط 1945 كيفية إعادة ترتيب ألمانيا وأوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية وتقاسم مناطق النفوذ في ما بينها.
وأوضحت ليانا فيكس خبيرة شؤون أوروبا في مجلس العلاقات الخارجية أن "القادة الأوروبيين يدركون جيدا أن آخر من يتكلم مع دونالد ترامب هو الذي يكون له أقوى انطباع"، وخصوصا حين يكون زعيما متسلطا من النوع الذي يثير إعجاب الرئيس الأميركي.
وأعرب ترامب مؤخرا عن استيائه لاستمرار الهجمات الروسية الدامية على أوكرانيا مبديا "خيبة أمل" حيال نظيره الروسي بعدما عمد بنفسه إلى كسر عزلته الدبلوماسية.
فهل يفاتح بوتين بذلك أم ينقلب بعد لقائه به على زيلينسكي، وهو الذي اتهمه مرات عديدة بعرقلة تسوية للنزاع فيما لم يحمل يوما موسكو مسؤولية الحرب التي اندلعت مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في شباط 2022.
- "تبادل" أراض -
وأبدى الرئيس الأميركي الاثنين "استياءه" من رفض كييف "تبادل" أراض مع روسيا التي تحتل 20% من مساحة هذا البلد.
ولاية ألاسكا نفسها حيث تعقد القمة كانت أرضا استعمرتها روسيا قبل أن تشتريها منها الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.
ويبدو الملياردير الجمهوري أمام خيار صعب، ما بين الرغبة في إصدار إعلانات شديدة الوقع الجمعة ولو بقي مضمونها ربما مبهما، والحرص على عدم الظهور وكأنه "دمية" بأيدي بوتين، وهو اللقب الذي أطلقه عليه معارضوه بعد قمته مع الرئيس الروسي في هلسنكي عام 2018 والتي كشفت عن توافق واضح بينهما.
واعتبر زيلينسكي أن مجرد قدوم بوتين إلى ألاسكا لعقد القمة هو "انتصار" للرئيس الروسي.
- "وضع إطار" -
وقال المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاشيف لوكالة فرانس برس إن بوتين "لم يقدم أي شيء ذي مغزى" للمشاركة في هذا اللقاء.
غير أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اعتبر أن "عقد اجتماع لا يشكل تنازلا"، فيما رأى ترامب أن بوتين يبدي "احتراما كبيرا" بقدومه إلى الولاية الأميركية.
ورأى جورج بيبي الخبير السابق في شؤون روسيا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والخبير في معهد "كوينسي إنستيتيوت فور ريسبونسيبل ستايتكرافت"، أن قمة الجمعة ستطرح في أفضل الأحوال "إطارا لمواصلة المفاوضات".
وأوضح أن روسيا قد توافق مثلا على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي إذا ما تخلت عن طلبها الانضمام إلى الحلف الأطلسي.
والمسألة الأكثر صعوبة ستكون مطالبة روسيا بأراض أوكرانية، مع مواصلة جيشها تقدمه في هذا البلد.
وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014، وهي مطالب غير مقبولة بالنسبة لكييف.
ووعد ترامب بالتحدث إلى زيلينسكي والقادة الأوروبيين بعد القمة، وصرح الاثنين "قد أقول +حظا سعيدا، واصلوا القتال+، أو قد أقول +يمكننا إبرام اتفاق+".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب اليوم
منذ 18 دقائق
- العرب اليوم
قادة أوروبا يتوجهون إلى واشنطن لمرافقة زيلينسكي في لقاء مفصلي مع ترمب عقب قمة ألاسكا مع بوتين
يتجه عدد من كبار القادة الأوروبيين إلى العاصمة الأميركية واشنطن، لمرافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لقاء مرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في خطوة تُعد مؤشراً واضحاً على القلق الأوروبي المتصاعد من مخرجات قمة ألاسكا الأخيرة بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي لم تُفضِ إلى اختراقات ملموسة، لكنها تركت انطباعاً بأن تغييرات كبيرة قد تطرأ على مسار الموقف الأميركي من الحرب الأوكرانية. وسيشارك في هذه الزيارة كل من المستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وعدد من القادة الأوروبيين الآخرين. وأكدت الحكومة الألمانية أن ميرتس سيرافق زيلينسكي في هذه الزيارة، مشيرة إلى أن المحادثات مع الرئيس ترمب ستتناول جملة من القضايا، من بينها الضمانات الأمنية، والمسائل الإقليمية، واستمرار دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، بالإضافة إلى الحفاظ على فاعلية العقوبات المفروضة على موسكو. من جانبها، أوضحت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سينضم إلى القادة الأوروبيين في واشنطن يوم الاثنين، لمواصلة العمل المنسق بين أوروبا والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم يضمن المصالح الحيوية لأوكرانيا ويحفظ أمن أوروبا. وفي السياق نفسه، أكد مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أنها ستشارك أيضاً في الاجتماعات المرتقبة في واشنطن، التي ستجمع ترمب وزيلينسكي وعدداً من الزعماء الأوروبيين. رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أعلنت بدورها أنها ستلتقي بترمب في البيت الأبيض، بناءً على طلب مباشر من الرئيس الأوكراني، وذلك بعد مشاركتها في اجتماع سيُعقد في بروكسل مع زيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين، في مسعى لتوحيد الصف الأوروبي قبيل المحادثات الحساسة مع الإدارة الأميركية. ويأتي هذا التحرك الأوروبي النشط في وقت تسود فيه أجواء من القلق في العواصم الأوروبية، بعدما التقى ترمب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة في ألاسكا، في لقاء اعتُبر مؤشراً على محاولة واشنطن إعادة صياغة دورها في الأزمة الأوكرانية وفق منظور جديد قد لا يكون بالضرورة متماشياً مع خط الموقف الأوروبي. وتخشى الدول الأوروبية من أن يحظى بوتين بمعاملة دبلوماسية مرنة، في حين يواجه زيلينسكي موقفاً أكثر تشدداً، ما دفع الأوروبيين إلى اتخاذ خطوات استباقية لتعزيز موقع كييف في هذه المرحلة الدقيقة. في هذا الإطار، أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل مع الولايات المتحدة على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا ضمن إطار اتفاق سلام محتمل مع روسيا، مؤكداً أن أوروبا ستبقى ملتزمة بدعم كييف، ومشدداً على أن أي مفاوضات يجب أن تتم بمشاركة أوكرانيا الكاملة، دون تجاوز أو تغييب لدورها في تقرير مستقبلها. على صعيد متصل، كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس الروسي عرض خلال قمة ألاسكا خطة سلام تقوم على مبدأ "الأرض مقابل السلام"، تتضمن استعداد موسكو للتخلي عن بعض الجيوب الصغيرة التي تسيطر عليها، مقابل اعتراف كييف بسيطرة روسيا على أجزاء واسعة من شرق أوكرانيا. ورفضت أوكرانيا والقادة الأوروبيون هذه الطروحات، معتبرين أنها تكرّس سياسة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح. وفي تحرك لافت يعكس أهمية اللحظة، أفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، أحد الشخصيات الأوروبية التي تحظى بثقة ترمب، سيشارك في مرافقة زيلينسكي خلال زيارته إلى واشنطن، في محاولة لتهدئة أي توتر محتمل بين الجانبين، وضمان أن يكون الموقف الأوروبي حاضراً ومؤثراً في أي محادثات مقبلة بشأن التسوية المحتملة. كما أُشير إلى احتمال انضمام الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إلى الوفد الأوروبي المتجه إلى واشنطن، لما يتمتع به من علاقات قوية مع ترمب. وفي حين أشار ترمب إلى نيته عقد قمة ثلاثية جديدة تجمعه ببوتين وزيلينسكي لاحقاً، فإن عدم تأكيد موسكو حتى الآن لمشاركتها في هذا اللقاء المرتقب، يترك المجال مفتوحاً أمام المزيد من التكهنات بشأن الشكل النهائي الذي قد تتخذه الجهود الدبلوماسية في المرحلة المقبلة، وسط سعي أوروبي واضح لتفادي أي انزلاق في التوازنات قد يكون على حساب كييف أو يكرّس واقعاً مرفوضاً في خريطة الصراع الأوروبي الروسي.

جفرا نيوز
منذ 18 دقائق
- جفرا نيوز
بوتين "المنتصر" في ألاسكا يرسم ملامح التسوية المحتملة
جفرا نيوز - قد تكون الفكرة الجوهرية التي تعكس مجريات ونتائج القمة الفريدة من نوعها في ألاسكا، هي أن الرئيس فلاديمير بوتين ذهب إلى أول لقاء منذ سنوات مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، وهو يدرك تماماً أن أولويات الأخير لا تتوافق تماماً مع أولويات أوروبا وحاجات أوكرانيا. هذه الورقة الأقوى التي لعب عليها جيداً سيد الكرملين، وهو يطرح رؤيته أمام ترمب وفريقه المقرب، ليس فقط فيما يتعلق بالتسوية المحتملة في أوكرانيا، بل حول آليات إعادة الثقة وفتح أبواب التعاون الواسع مع واشنطن، في إطار صفقات كبرى، وأيضاً في إطار الحديث عن مسؤوليات مشتركة عن الأمن والسلم الدوليين. أيضاً، ذهب بوتين إلى ألاسكا وهو يدرك جيداً عناصر قوته، ولا يتجاهل مناحي ضعفه. وهذا انعكس بشكل مباشر في التحضيرات التي سبقت القمة، سواء على صعيد فحص السيناريوهات المختلفة مع أركان قيادته وتحضير أفكاره بشكل جيد، أو على الصعيد الميداني من خلال التصعيد القوي الذي سبق القمة بأسابيع، ومهد الطريق لفرض أمر واقع ميداني جديد لا يمكن تجاهله عند الحديث عن أي انسحابات أو تنازلات إقليمية محتملة. انتصار لـ بوتين يسود شعور عارم في موسكو بأن بوتين خرج منتصراً من هذا اللقاء. هذا ما تشي به عناوين الصحف الكبرى وتعليقات السياسيين والخبراء على مستويات مختلفة. كلها وقفت عند أربعة عناصر رئيسية، أبرزها فكرة تقويض أوهام عزلة روسيا، وفتح الأبواب أمام بوتين ليعود لاعباً رئيسياً في العالم في قضايا الحرب والسلام. وبعدما كان ترمب قبل أسابيع قليلة قد قال إن على بوتين أن يضع جهده في تسوية النزاع في أوكرانيا قبل أن يتوسط لإنهاء الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، هاهو يستقبله في قاعدة عسكرية أميركية على السجادة الحمراء، ووسط تصفيق واستعراض ترحيبي مثير للطيران الحربي. ثم يجلس معه نحو 3 ساعات لمناقشة شؤون المنطقة والعالم. حتى الإشارات الخفية ولغة الجسد، كما فسرها محللون روس وغربيون، لفتت الأنظار. بوتين يبدأ الحديث أولاً في مؤتمر صحافي غريب في شكله ومضمونه، في مخالفة لبروتوكولات الاستضافة التي عهد عليها ترمب. وبوتين يبدو واثقاً ومبتسماً وثابتاً في وقفته ومشيته خلافاً للرئيس الأميركي الذي بدا متجهماً بعض الشيء بعد اللقاء، وبوتين هو الذي يعلن التوصل إلى اتفاق غامض ثم يترك لترمب شرح تفاصيل أوفى. العنصر الثاني البارز، تجلى فيما تم الكشف عنه من التفاهمات الخفية، تراجع ترمب عن فكرته التقليدية بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف النار في أوكرانيا، وبات يطرح على مسامع القادة الغربيين فكرة بوتين حول «السلام النهائي» الذي لا يُخفي فيه ضرورة «إنهاء الجذور الأصلية للنزاع»، منتقلاً بذلك مرة واحدة ليتبنى قناعة بوتين حول آليات التسوية المحتملة. وهذه نقطة جوهرية؛ إذ لن يعود بمقدور ترمب لاحقاً أن يقول إنه مستعد لفرض عقوبات على الكرملين؛ لأن الأخير يواصل القتال. أما العنصر الثالث فقد تمثل في تبني ترمب أيضاً وجهة النظر الروسية حول المخاوف من أن تلعب أوروبا وأوكرانيا دوراً سلبياً لعرقلة السلام المنشود. وهو أمر عبر عنه الرئيس الأميركي مباشرة بعد اللقاء في حديثه مع الصحافيين وخلال اتصالاته مع قادة أوروبيين. ومن المهم هنا التذكير بأن ترمب نفسه كان قد قدم ثلاثة تعهدات للقادة الأوروبيين في اجتماع عبر تقنية «الفيديو كونفرس» سبق القمة، هي: وقف القتال، والتحضير للقاء ثلاثي يجمعه مع بوتين والرئيس فولوديمير زيلينسكي، والضمانات الأمنية لاحقاً لأوكرانيا. التعهد الأول سقط تلقائياً بعدما غيّر ترمب وجهة نظره واقتنع بموقف بوتين حول مبدأ الهدنة، والتعهد الثاني حصل فيه ترمب على مساحة صغيرة للمناورة، كون بوتين لم يعلن موقفاً محدداً بعد، واللافت هنا أن فريق الكرملين أعلن فور العودة لموسكو أن «موضوع القمة الثلاثية لم يطرح خلال المفاوضات»، وهذه إشارة لافتة للغاية. والتعهد الثالث بدا أن بوتين سار فيه خطوة لملاقاة ترمب، عندما أعلن أنه «يؤيد فكرة الرئيس الأميركي حول الضمانات»، من دون أن يحدد طبيعة الضمانات المقترحة والأطراف المنخرطة فيها ومستوى هذا الانخراط. وهذا أمر مهم للغاية لأن موسكو تعارض بشكل قوي ضمانات قد تؤدي إلى نشر قوات أوروبية في أوكرانيا أو تمنح الأوروبيين عموماً صلاحيات على خطوط التماس، أو في إطار إعادة تسليح الجيش الأوكراني. والعنصر الأخير الذي ركزت عليه التعليقات الروسية في إطار إبراز «انتصار بوتين» تمثل في بدء الحديث عن صفقات كبرى تم التوافق على ملامحها الأولى خلال اللقاء، بينها إشارات إلى استثمارات مشتركة في القطب الشمالي، وحديث عن تعاون في بناء السفن، وفقاً لمصادر روسية قالت إن قطاع الأعمال الروسي يستعد لانفتاحة كبرى على السوق والاستثمارات الأميركية. ولا يغيب هنا حديث عن مشروعات استراتيجية في مناطق الشرق الأقصى، واستثمارات مشتركة في قطاع المعادن النادرة، وهو أمر حيوي للغاية وينعكس مباشرة على آفاق التسوية في أوكرانيا، خصوصاً أن بعض المصادر الروسية تحدثت عن وعود باستثمارات مشتركة في هذا القطاع، ليس فقط داخل أراضي روسيا التي يعترف بها العالم، بل في الأقاليم الأوكرانية الواقعة تحت السيطرة الروسية والتي ضمتها روسيا بشكل أحادي. في هذا السياق، ورغم أن ترمب أعلن أنه سوف يشاور الحلفاء في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والجانب الأوكراني، لكن بدا أن هذه المشاورات حملت طابع الإبلاغ وتقديم طلبات محددة للجانب الأوكراني، بمعنى أنها لم تكن مشاورات تهدف إلى تنسيق المواقف، وتبني خطوات مشتركة لفرض السلام المنشود أو مواجهة الرؤية الروسية للسلام. وتشي ردود فعل القادة الأوروبيين بعد الاتصالات التي أجراها ترمب بخيبة أمل واسعة، وبمستوى القلق، على الرغم من الترحيب الواسع بفكرة الضمانات التي يمكن أن تقدم لأوكرانيا. في هذا الإطار يقول معلقون روس إن أوروبا وجدت نفسها في موقف الخاسر في القضية الأوكرانية؛ إذ لم يعد لها مكان جدي للمشاركة في المفاوضات المقبلة التي قد تكون ثلاثية أو ثنائية بين موسكو وكييف. الأهم من هذا، أن أوروبا، وفقاً لتعليق نشرته وكالة «نوفوستي»، لم تعد قادرة على طرح مبادرة مستقلة تتجاهل الجهود الأميركية، وباتت تتحرك فقط على هامش هذه الجهود وتقوم بردات فعل عليها. واللافت هنا أن التعليق الأقوى على هذا الموضوع جاء من معسكر «الصقور» الروس الذين قال عنهم ترمب خلال المؤتمر الصحافي مع بوتين، إنه ستتم مواجهتهم وتقليص نفوذهم. وقال نائب سكرتير مجلس الأمن القومي ديمتري مديفيديف الذي تسبب جداله مع ترمب أخيراً بإرسال غواصتين نوويتين إلى مقربة من شواطئ روسيا، إن «النتيجة الأبرز لقمة ألاسكا هي أن موسكو وواشنطن متفقتان الآن على تحميل المسؤولية على أوروبا وأوكرانيا عن مسار مفاوضات التسوية المقبلة»! يرى الكرملين، وفقاً لتصريحات مسؤولين رافقوا بوتين، أن لقاء ألاسكا وفر فرصة ثمينة لدفع جهود التسوية. يدخل في هذا الإطار، من وجهة نظر موسكو، سقوط المطالبة بوقف آني للنار، والعمل على دفع مفاوضات ثلاثية أو ثنائية لتحديد مسار التسوية المقبل، مع الاحتفاظ بفكرتين أساسيتين: لا تنازلات إقليمية، ولا تراجع عن مبدأ إنهاء الجذور الأصلية للصراع، وأي نقاشات مستقبلية حول الضمانات الممنوحة لأوكرانيا يجب أن تناقش وتراعي مصالح روسيا وكل الأطراف الأخرى بما في ذلك أوكرانيا.


جفرا نيوز
منذ 19 دقائق
- جفرا نيوز
القادة الأوروبيون إلى جانب زيلينسكي الاثنين في البيت الأبيض
جفرا نيوز - التف القادة الأوروبيون الأحد، حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيرافقونه الاثنين إلى البيت الأبيض، بعد قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لم يصدر عنها أي إعلان بشأن الحرب في أوكرانيا. وأعلن حلفاء كييف الأوروبيون قرارهم مرافقة زيلينسكي إلى واشنطن قبل ساعات من مؤتمر عبر الفيديو عقده "تحالف الراغبين" المؤلف من داعمي أوكرانيا لبحث مسألة الضمانات الأمنية لكييف والخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل للحرب في هذا البلد. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن الاثنين. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في بروكسل قبيل انطلاق مؤتمر حلفاء كييف، قال زيلينسكي "لا أعرف بالتحديد ما دار بين بوتين والرئيس ترامب" مضيفا أن "ما يقوله لنا الرئيس ترامب بشأن الضمانات الأمنية يفوق أفكار بوتين". بدورها رحبت فون دير لايين "بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة" من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن يتمكن هذا البلد من الحفاظ على وحدة أراضيه. واقترح ترامب لدى عودته من ألاسكا ضمانة أمنية لكييف شبيهة بتلك التي ينص عليها البند الخامس من معاهدة الحلف الأطلسي بشأن "الدفاع المشترك"، إنما من دون انضمامها إلى الناتو، وهو ما تعتبره موسكو تهديدا وجوديا عند حدودها. - لا وقف إطلاق نار في الأفق - ونظم قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا هذا الاجتماع لـ"تحالف الراغبين" الذي يضم معظم الدول الأوروبية الكبرى والاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي ودولا غير أوروبية مثل كندا. ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد قمة أنكوريج التي لم تفض إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا ولا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، بل أتاحت لبوتين العودة إلى الساحة الدولية بعدما عزل منها عقب غزوه أوكرانيا في شباط 2022. وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يدعون إلى وقف إطلاق نار يسبق تسوية للنزاع، لكن ترامب أوضح بعد محادثاته مع بوتين أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام لم يحدد معالمه، غير أنه يعتزم كشف تفاصيل عنه الاثنين عند استقباله القادة الأوروبيين. وأوضحت ميلوني أنه يتعين تحديد "بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددا". ويؤيد ترامب اقتراحا من روسيا بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما علمت فرانس برس من مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت السبت بين ترامب وقادة أوروبيين. كما يعرض تجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا (جنوب). وكتب الأحد على منصته "تروث سوشال" "تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، بدون أن يورد مزيدا من التفاصيل. وبعد أشهر من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت روسيا في أيلول 2022 ضم هذه المناطق الأربع الأوكرانية، ولو أن قواتها لا تسيطر عليها بالكامل حتى الآن. لكن زيلينسكي يرفض التنازل عن أي أراض، مؤكدا أن يديه مكبلتان بالدستور. غير أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف أكد الأحد أن روسيا قدمت "بعض التنازلات بشأن المناطق الخمس"، في إشارة إلى المناطق الأربع المذكورة إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وأبدى أمله في أن يكون الاجتماع مع الأوروبيين "مثمرا" مؤكدا "أنا متفائل بأننا سنعقد اجتماعا مثمرا الاثنين، سنتوصل إلى توافق فعلي، سنتمكن من العودة إلى الروس والدفع قدما باتفاق السلام هذا وإنجازه". من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من "تداعيات" تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام. - قمة ثلاثية - ولمح الرئيس الأميركي إلى إمكان عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي إذا "سارت الأمور على ما يرام" خلال استقباله الرئيس الأوكراني، بعد لقاء عاصف في وقت سابق هذه السنة قام خلاله ترامب ونائبه جاي دي فانس بإذلاله أمام كاميرات التلفزيونات، في مشهد أثار صدمة في العالم ولا سيما بين الحلفاء الأوروبيين. وقالت فون دير لايين الأحد أن مثل هذه القمة يجب عقدها "في أسرع وقت ممكن". لكن زيلينسكي أبدى تشاؤما مؤكدا "في هذه المرحلة، لا يتوافر أي مؤشر من جانب روسيا إلى أن القمة الثلاثية ستعقد". وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة من النزاع الأكثر دموية على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، تحتل القوات الروسية حوالي 20% من أراضي أوكرانيا من ضمنها منطقة لوغانسك بصورة شبه تامة وقسم كبير من منطقة دونيتسك حيث تسارع تقدمها مؤخرا. أما منطقتا زابوريجيا وخيرسون، فلا تزال كييف تسيطر على مدنهما الرئيسة.