
تزايد خطر المليشيات
يستمر تزايد خطر المليشيات وجيوش الحركات كما في الصراع الذي برز في تكوين حكومة بورتسودان، وتمسك حركات جوبا بمناصبها الوزارية، اضافة للتوتر داخل التحالف الحاكم كما في تصريح مناوي بأنه لم يصلهم إخطار لإخلاء العاصمة من القوى المسلحة، اضافة الى حالات النهب من ٩ طويلة في أم درمان، ونهب أحد الصياغة من أماكن الذهب بشارع الوادي مما أدي الاحتجاج الصياغة وإغلاق أماكنهم، والهجوم على مركز الشرطة بالغدار في الولاية الشمالية، وحوادث إطلاق النار في بورتسودان في مستشفى عثمان دقنة، اضافة لخطر السير قدما لتكوين الحكومة الموازية في مناطق الدعم السريع، مع المليشيات وجيوش الحركات المتحالفة معه.
مما يشير لخطورة المليشيات، واحتمال الانفجار مع القوات المشتركة كما حدث في ١٥ أبريل ٢٠٢٣، وبهذه المناسبة نعيد نشر هذا المقال عن خطر الميليشيات على الدولة.
١
أوضحت الحرب اللعينة الجارية حاليا خطر المليشيات على الدولة ووحدة البلاد، ولاسيما بعد إعلان الدعم السريع تكوين حكومة موازية غير شرعية خارجة من رحم حكومة بورتسودان غير الشرعية، التي تهدد وحدة البلاد، إضافة إلى المجازر والابادة الجماعية المرتكبة من طرفي الحرب والمليشيات وجيوش الحركات الموالية لهما، تلك المليشيات المرتبطة بأجندة خارجية لتفكيك وحدة البلاد ونهب ثرواتها، وتصفية الثورة، والتي تخضع لشروط الممولين الذين يمدونها بالسلاح والعتاد. لقد تكاثرت و تناسلت المليشيات بعد الحرب مثل: كتائب الإسلامويين بمختلف مسمياتها وقوات درع السودان، البطانة. الخ، وأولاد قمري في الشمالية. الخ. إضافة لمليشيات الحركات المسلحة في دارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق.
وقد برزت المليشيات خارج القوات المسلحة بتكوين قوات المراحيل في فترة الديمقراطية الثالثة، وما نتج عنها من مجازر مثل :مجزرة الضعين. الخ.
٢
علي ان اخطر ما افرزه انقلاب الإسلامويين في يونيو 1989 الفاشي العنصري التوسع في ظاهرة تكوين المليشيات وتدمير القوات النظامية بفصل وتشريد خيرة الكفاءات العسكرية ، وادخال عضويتهم غير المؤهلة في الجيش ، وتكوين مليشيات الدفاع الشعبي ، وكتائب الظل ، ووحدة العمليات في جهاز الأمن، والوحدات الجهادية الطلابية ، وجلب صنوف مختلفة من التنظيمات الارهابية للسودان في منتصف تسعينيات القرن الماضي مثل: بن لادن ، وكارلوس ، والارهابيين من فلسطين واليمن وليبيا وتونس ، وبوكو حرام ، ومن الدول الأفريقية ،الخ ولعبت جامعة افريقيا دورا كبيرا في ذلك ، وتحول السودان الي قاعدة لانطلاق الإرهاب الدولي حتى تم وضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وساءت سمعة السودان في الخارج.
وبعد الانقلاب الإسلاموي ، تم نسف اتفاقية السلام ' الميرغني – قرنق' ، واتسع نطاق الحرب في الجنوب وجنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق ، وفي دارفور منذ العام 2003 ، وفشلت مليشيات الإسلامويين ، في حسم الحرب لصالحها التي أشعلتها بعد تدمير الجيش السوداني، مما اضطرها لاستخدام مليشيات 'الجنجويد' الدعم السريع حاليا، التي اتهمتها الأمم المتحدة مع البشير بارتكاب جرائم حرب، وضد الانسانية من قتل جماعي وحرق القرى والاغتصاب وارتكاب أبشع المجازر التي بلغ ضحاياها ( حسب إحصاءات الأمم المتحدة في 2013) أكثر من 300 ألف قتيل، وتشريد أو نزوح 3 مليون نازح ( حاليا تقدر بأكثر من 500 ألف) من قبائل الزرقة (الفور ، المساليت ، الزغاوة. الخ). إضافة للمجازر التي قامت بها في جبال النوبا وجنوب النيل الأزرق. الخ. ، كما شاركت قوات الدعم السريع في مجزرة هبة سبتمبر 2013 التي قامت احتجاجا على زيادة الأسعار،وبلغ عدد الشهداء فيها 200 مواطن.
راكمت مليشيات ' الجنجويد' التي تحولت لقوات الدعم السريع فيما بعد ثروات ضخمة حسب تقارير الأمم المتحدة مصادرها من : النشاط التجاري لقائد الدعم السريع حميدتي السابق في المواشي ، والتسهيلات الحكومية والصعود السريع بعلم الدولة التي استخدمت مليشياته في قمع الحركات والاحتجاجات في دارفور (مجلة العربي الجديد، 23 / 8/ 2019)، والميزانية من الحكومة التي كانت لا تمر بالمراجع العام
ويجيزها البشير ، على سبيل المثال : في محاكمة البشير الأخيرة اعترف بأنه سلم شقيق حميدتي ( عبد الرحيم دقلو القيادي البارز في الدعم السريع) مبالغ من الأموال التي حصل عليها من الإمارات والسعودية البالغة 91 مليون دولار، اضافة للعائدات من الذهب حيث تمكن حميدتي من السيطرة على الذهب في منطقة جبل عامر ومناطق أخرى ، وعمل شركات الجنيد للأنشطة المتعددة التي تستخدم مادة ' السيانيد' الضارة رغم منع الحكومة لها ، وتهريب الذهب الي تشاد ودبي ، وقدر تقرير قناة ( تي . أر .تي) أن شركة الجنيد تجنى سنويا من جبل عامر 54 مليون دولار ، وأن قيمة الذهب المهرب من 2010 إلي 2014 يقدر ب 4 مليار و500 مليون دولار( تقرير سري صادر عن لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي حسب مجلة فورن بوليسي) ، وهي معلومات لم تنفيها قيادة المليشيات.( راجع أيضا صحيفة الجريدة بتاريخ 28 /10/ 2019 ، مقال هنادي الصديق)، بعد انفصال الجنوب أصبح الذهب يمثل 40 % من صادرات السودان، وقام حميدتي بتأسيس مجموعة شركات (الجنيد ) التي يوجد لها مكاتب في واشنطن ودبي ويديرها أخوه عبد الرحيم ، وتقوم بتعدين الذهب وشحنه مباشرة إلى دبي، هذا فضلا عن الدعم الإماراتي السعودي وخاصة بعد مشاركة قوات حميدتي في حرب اليمن ، والذي يبلغ مئات الملايين من الدولارات من الرياض وأبو ظبي ( مجلة العربي الجديد ، مصدر سابق). حيث تقوم المليشيات بحماية ميناء الحديدة والحدود السعودية مع اليمن. وحسب تصريحات حميدتي فان لديه حاليا نحو 30 ألف مقاتل في اليمن، اضافة للحصول علي
مئات الملايين من الدولارات من أوربا مقابل حراسة الحدود ومنع الهجرة إلى أوربا ( العربي الجديد ، مصدر سابق).
كل ذلك زاد من نفوذ حميدتي العسكري والمالي ، مما أغراه للمشاركة في انقلاب اللجنة الأمنية، وأصبح له الدور القيادي العسكري والمالي كما يتضح من الاتي:
* قال حميدتي في مؤتمر صحفي نقله التلفويون السوداني وعدد من القنوات المحلية يوم 27 /7 / 2019 ' أمنا حاجات الناس ، ودفعنا الديون ، وكدعم سريع دافعين مليار و27 مليون دولار للحكومة' ، وهذا يقترب من ربع ميزانية السودان الرسمية لعام 2019 ، والبالغة 4,1 مليار دولار!!، أي أصبح الدعم السريع يدعم الحكومة !!!.
كما حملّت المنظمات العدلية والمحكمة الجنائية المجلس العسكري وقوات الدعم السريع مسؤولية مجزرة الاعتصام ، وطالبت بفتح تحقيق حول الحادثة ، كما طالبت بتسليم البشير والمطلوبين للجنائية.
كما أصبحت قوات الدعم السريع تتمدد بعد تقنين الوثيقة الدستورية لها كما جاء في الفصل الحادى عشر (1) ' القوات المسلحة وقوات الدعم السريع مؤسسة عسكرية وطنية حامية لوحدة الوطن وسيادته تتبع للقائد العام للقوات المسلحة، وخاضعة للسلطة السيادية'.
هكذا وجدنا أنفسنا أمام خطر جيشين في البلاد مما يهدد وحدة البلاد، وظاهرة جديدة في السياسة السودانية، حيث تزايد نفوذ ميليشيات ق.د.س الذي أصبح لقيادتها مصالح طبقية ، كان لابد أن ينفجر هذا الصراع بعد الاتفاق الإطاري، وأدي للحرب الجارية التي دمرت البنية التحتية، وشردت الملايين وقتلت الآلاف اضافة الآلاف من المفقودين، و تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية، اضافة لاستمرار الابادة الجماعية والعنف الجنسي، كما حدث في مدني دارفور كما يحدث حاليا في الفاشر معسكر زمزم، وقبلها كما حدث في بعض المناطق ( الجنينة، كردينق.الخ)..
٣
يستحيل الحديث عن ضمان وحدة البلاد، ونجاح الفترة الانتقالية والوصول لأهداف الثورة في ظل وجود المليشيات ، وقوات الدعم السريع و قوات الحركات. الخ ، مما يتطلب الترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التغيير
منذ 2 أيام
- التغيير
اللاجئون السودانيون في أوغندا.. رحلة الهروب من الموت إلى الموت
حميدة عبدالغني كمبالا، 28 يوليو 2025 (أفق جديد)- لم يكن (كباشي كافي) يعلم أن رحلة فراره من جحيم الحرب والموت في السودان لاجئا بأوغندا، ستنتهي بموته في مخيم للاجئين، عندما هاجمه لاجئون مثله من دولة جنوب السودان في أحداث مخيم (كرياندونغو)، بسبب الصراع على المساعدات الشحيحة التي تقدمها منظمات الأمم المتحدة، وفقا لما قاله مسؤول في المخيم الذي يأوي لاجئين سودانيين. كان المخيم الواقع في مقاطعة بيالي جنوب أوغندا يضم أكثر من 30 ألف لاجئا سودانيا، وتعرض في الأسبوع الثاني من يوليو، لهجمات متتالية بالأسلحة البيضاء من قبل لاجئين جنوب سودانيين، أسفر عن مقتل لاجئ سوداني وإصابة أكثر من 20 آخرين بعضهم بحالات حرجة نقلوا لتلقي العلاج في مستشفيات بالعاصمة الأوغندية كمبالا. وقال رئيس مجتمع اللاجئين السودانيين في مخيم (كرياندونغو)، حسين تيمان، لـ 'أفق جديد' إن المخيم تعرض لسلسلة هجمات من قبل منسوبين لـ 'مجتمع النوير' الذين يسكنون قريبا من مخيم السودانيين، مما أدى إلى قتل لاجئي وإصابة آخرين. وأوضح أن أحد قيادات 'مجتمع النوير' قال خلال اجتماع مشترك مع السلطات الأوغندية إن السبب الرئيسي للهجمات هو 'نزع الأراضي التى كان يزرع عليها اللاجئون النوير، وتوطين اللاجئين السودانيين فيها، بالإضافة الى الضائقة الاقتصادية التي يعيشونها بعد أن تم إعادة تصنيف الفئات غير المستحقة لدعم برنامج الغذاء العالمي'. وأضاف بقوله 'إنهم يشعرون بالغبن لأن اللاجئين السودانيين شاركوهم في الخدمات العامة، مثل المياه، المدارس، المركز الصحي'. وفرّ اللاجئون السودانيون من مخيماتهم عقب الهجمات التي تعرضوا لها، وتجمعوا داخل مركز استقبال اللاجئين ومقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، طلباً للحماية من العنف، إلا أن السلطات الأوغندية أخرجتهم لاحقاً من هذه المواقع ليتم نقلهم إلى مكان مؤقت تم تجهيزه بواسطة المفوضية التي تعهدت بحمايتهم، وفق شهود عيان. وقال شهود العيان لـ'أفق جديد' إن أجزاء كبيرة من منازل الأسر السودانية في مخيم 'كرياندونغو' دُمرت إثر الهجوم الذي تعرضت له، وسط حالة من الصدمة والخوف الذي انتاب الأسر والأطفال في المخيمات. وذكر الشهود أن العديد من اللاجئين السودانيين هربوا من المخيم إلى العاصمة الأوغندية، كمبالا، ومدن أخرى حيث يستقرون اليوم مع أقربائهم ومعارفهم في انتظار استتباب الأمن بالمخيم. إجراءات القبض وتجري السلطات الأوغندية تحقيقات وتحريات حول أحداث مخيم 'كرياندونغو'، تمهيدًا للقبض على الجناة المتورطين في مقتل اللاجئي السوداني، وفقا لما قاله رئيس مجتمع اللاجئين السودانيين، حسين تيمان. وقال تيمان في تصريح لـ 'أفق جديد' إن السلطات الأوغندية شكلت لجنة للتحقيق في الأحداث وتعمل للقبض على المتهمين، بعد أن أعلنت حالة الطوارئ وحظر التجوال في المخيم. وأشار إلى أن المكتب القيادي لمجتمع اللاجئين السودانيين في أوعندا، وجه كل شهود العيان للتعاون مع المتحري من البوليس الأوغندي والإدلاء بإفاداتهم حول الأحداث. ونوه إلى غياب دور المنظمات الإنسانية في احتواء تداعيات الأحداث بالمخيم، مبيناً أن العشرات من الأسر السودانية أصبحت اليوم بلا مأوى ولا غذاء بعد تدمير مخيماتهم. رواية لاجئة 'سكينة' لاجئة سودانية تعيش في مخيم 'كرياندونغو' برفقة 4 من أبنائها و3 من أحفادها، روت تفاصيل الفرار من السودان وما تعايشه الآن في مخيم اللجوء. وقالت لـ 'أفق جديد': 'جئت مع أولادي من السودان إلى أوغندا بحثًا عن الأمان، تسلمت قطعت أرض سكنية قمت ببنائها بالطوب وافتتحت متجراً فيها ليكون مصدر دخل إضافي إلى جانب المساعدات التي نتلقاها من المنظمات'. بدأت سكينة في التأقلم مع الوضع الجديد ومساعدة أبنائها للتعلم وشق طريقهم إلى المستقبل من وسط محنة اللجوء، إلا أن الأحداث الأخيرة شلت خطتها وجعلتها عاجزة عن تدبر حالها، وفق قولها. وأضافت: 'بعد الهجوم الذي تعرضنا له فقدنا الأمان تماما، لم نصاب بأذى لأن المهاجمين لم يقتحموا منزلنا الذي أغلقناه علينا لمدة 3 أيام من الهجوم المتتالي'. وأشارت إلى أن الأوضاع بدأت في الهدوء إلا أن المخاوف لم تفارقها حيث لا زال متجرها مغلقاً، خصوصاً وأنها وجدت الجميع من حولها فروا لوجهات مختلفة، إلا جارتها 'عازة' التي بقيت في منزلها مع أطفالها الثلاثة. وأشارت إلى أن جارتها بقيت لأن لديها زراعة، عبارة عن 'خضروات' كانت قد زرعتها في الأرض التي منحتها لها مفوضية اللاجئين، وأصبحت تعتمد عليها في مصدر رزقها ومن أجلها تحدت الخوف وتمسكت بالبقاء. ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد مجلة (أفق جديد) لتسليط الضوء على أحداث مخيم (كرياندونغو) الذي يضم المئات من اللاجئين السودانيين بدولة أوغندا. أودت الأحداث بحياة شخص وإصابة العشرات، وللفت النظر لما يواجهه اللاجئين السودانيين من معاناة ومخاطر في غياب ضمان الحماية الكافية.


التغيير
منذ 3 أيام
- التغيير
الأمم المتحدة: السودان بحاجة ماسة إلى دعم مع بدء عودة النازحين
رغم احتدام الصراع في السودان، ظهرت بؤرٌ من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من مليون نازح داخلي إلى العودة إلى ديارهم التغيير _ وكالات وذلك وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. كما عاد 320 ألف لاجئ إلى السودان منذ العام الماضي، معظمهم من مصر وجنوب السودان، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا. خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف، تحدث المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي من بورتسودان، حيث قال: 'توجهت غالبية العائدين إلى (ولاية) الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا؛ ثم إلى سنار بنسبة 13%، وحتى الآن، إلى الخرطوم بنسبة 8%'. معظم النازحين داخليا هم من العاصمة السودانية الخرطوم، وفي هذا السياق، توقع السيد بلبيسي عودة 'حوالي 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، لا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب'. حرب طال أمدها منذ بدء الصراع الحالي في أبريل 2023، نزح قسرا أكثر من 12 مليون شخص، بمن فيهم ما يقرب من خمسة ملايين شخص لجأوا إلى الدول المجاورة، مما يجعل حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم. سيطر الجيش السوداني على منطقة الخرطوم الكبرى، بما في ذلك العاصمة، في مايو من هذا العام، بعد معركة طويلة ضد قوات الدعم السريع في المناطق الغربية والجنوبية، وقد دفع الصراع الوحشي أجزاء من البلاد إلى المجاعة. خلال زيارة قام بها مؤخرا ممثلو الأمم المتحدة إلى الخرطوم، اقترب منهم رجل مسن ليؤكد أن احتياجاتهم بسيطة، وقال: 'الغذاء والماء والرعاية الصحية. والتعليم، فهذا هو مستقبل أطفالنا، ونحن بحاجة ماسة للاستثمار فيه'. إعادة تأهيل العاصمة تُبذل جهود حثيثة لدعم العائدين إلى الخرطوم. إنه سباق مع الزمن لإزالة الأنقاض، وتوفير الخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والكهرباء، وتعزيز قدرات المرافق الصحية لمنع انتشار الأمراض الفتاكة كالكوليرا. وأوضح الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان لوكا ريندا للصحفيين أن هناك حوالي 1700 بئر بحاجة إلى إعادة التأهيل والكهرباء، 'والطاقة الشمسية في هذه الحالة حل ممتاز'. وقال إن البرنامج يهدف إلى تطوير حلول طويلة الأمد للنازحين جراء الحرب لتأمين سبل العيش والخدمات الأساسية. وأضاف: 'هناك ما لا يقل عن ستة مستشفيات تحتاج إلى إعادة تأهيل وإصلاح عاجلين، بالإضافة إلى عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية'. كما أكد أن وسائل النقل والمساعدات النقدية تُوزّع لشراء الغذاء ومستلزمات النظافة والأدوية والملابس على الفئات الأكثر ضعفا التي تصل إلى المناطق الحدودية. وشدد السيد ريندا أن إزالة الألغام تُعدّ تحديا مُلحا آخر تواجهه إعادة التأهيل والإعمار في العاصمة، وقال: 'حتى في مكتبنا، عثرنا على مئات الذخائر غير المنفجرة'. وأضاف أن هناك مئات الآلاف، إن لم يكن أكثر، من الذخائر غير المنفجرة في المدينة، مؤكدا أن الهيئة المحلية لمكافحة الألغام، بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بدأت بالفعل عملية الإزالة. سيستغرق تطهير المدينة بالكامل من مخلفات الحرب المميتة سنوات. ويُقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 ملايين دولار أمريكي لتتمكن من نشر العدد المطلوب من فرق إزالة الألغام للعمل بالشراكة مع السلطات الوطنية وتوعية السكان بمخاطر الذخائر غير المنفجرة. حتى 21 يوليو 2025، لم تتلقَّ الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون سوى 23% من مبلغ 4.2 مليار دولار أمريكي المطلوب لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى ما يقرب من 21 مليون شخص معرض للخطر داخل السودان. استمرار أزمة النزوح ورغم عمليات العودة الأخيرة، لا يزال مئات الأشخاص يفرون يوميا – سواء داخل السودان أو عبر حدوده – بسبب الصراع الدائر. وينطبق هذا بشكل خاص على منطقتي دارفور وكردفان، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وقال مامادو ديان بالدي، منسق اللاجئين الإقليمي لأزمة السودان لدى المفوضية أن عدد اللاجئين من منطقة دارفور وحدها بلغ أكثر من 800 ألف لاجئ منذ بداية الصراع، وهذا العدد في تصاعد مستمر. ووفقا لمفوضية اللاجئين، هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار أمريكي لدعم 4.8 مليون شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة، ولكن لم يوفر سوى 17% من هذا التمويل. وأكد السيد بالدي أن اللاجئين لا يزالون بحاجة إلى 'دعم أكبر من جانبنا' وإلى السلام لينتهي 'هذا الصراع الوحشي'.


التغيير
منذ 4 أيام
- التغيير
وكالات أممية: مئات الآلاف يعودون لمناطق النزاع بالسودان وسط أزمة تمويل ومخاطر إنسانية
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تمكنت من تأمين 23% فقط من ميزانيتها المطلوبة لهذا العام، والبالغة 10.6 مليار دولار، مما اضطرها إلى تعليق مساعدات حيوية بقيمة 1.4 مليار دولار تشمل الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الطبية. التغيير: وكالات قالت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة، الجمعة، إن مئات الآلاف من النازحين واللاجئين السودانيين بدأوا بالعودة إلى منازلهم في مناطق مثل الخرطوم وسنار والجزيرة، في ظل تراجع حدة القتال جزئياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لكنها حذرت من أن هؤلاء العائدين يواجهون أوضاعاً صعبة تتطلب دعماً دولياً عاجلاً. وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد عاد نحو 1.3 مليون شخص إلى هذه المناطق منذ مارس الماضي، وسط توقعات بأن يتجاوز عدد العائدين إلى الخرطوم وحدها مليوني شخص بحلول نهاية العام الجاري. وقال ممثل البرنامج في السودان، لوكا ريندا، إن هناك تحديات خطيرة تواجه عمليات العودة، أبرزها إزالة مخلفات الحرب من ذخائر غير منفجرة، وإصلاح البنى التحتية الأساسية مثل الآبار وشبكات المياه، وتوفير الخدمات الصحية وفرص العمل. وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه الأمم المتحدة أزمة تمويل خانقة تهدد بتقليص أو تعليق برامج الإغاثة في عدة دول، بينها السودان. فقد أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أنها تمكنت من تأمين 23% فقط من ميزانيتها المطلوبة لهذا العام، والبالغة 10.6 مليار دولار، مما اضطرها إلى تعليق مساعدات حيوية بقيمة 1.4 مليار دولار تشمل الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الطبية. وحذّر مدير العلاقات الخارجية في المفوضية، دومينيك هايد، من أن ما يصل إلى 11.6 مليون لاجئ ونازح قد يُحرمون من المساعدات الإنسانية في حال استمرار أزمة التمويل، مشيراً إلى أن المفوضية بدأت بالفعل بتقليص عملياتها عالمياً، ما سيؤدي إلى إلغاء 3500 وظيفة. واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، مما تسبب في أكبر موجة نزوح تشهدها البلاد، إذ فاق عدد النازحين داخلياً وخارجياً 12 مليون شخص. ووسط تفاقم الأزمة الإنسانية، صنفت الأمم المتحدة السودان كأكبر بؤرة جوع ونزوح في العالم، في ظل تراجع التمويل الدولي، وتدمير البنية التحتية، واستمرار القتال في عدة مناطق، مما يجعل جهود الإغاثة والعودة الطوعية محفوفة بالمخاطر.