
زيوت البذور بين الادعاءات والحقائق ومدى تأثيرها على الصحة
أثارت زيوت البذور مثل زيت الكانولا (اللفت) وزيت دوار الشمس جدلاً واسعاً في السنوات الأخيرة، وسط حملة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي تتهمها بأنها "سامة" وتسبب أمراضاً مزمنة، من السمنة إلى السرطان. لكن هل تدعم الأدلة العلمية هذه المزاعم؟
زيوت البذور تُعد مكوناً أساسياً في المطابخ حول العالم، ومع ذلك فقد أطلق منتقدوها عليها لقب "الثمانية المكروهة"، في إشارة إلى زيوت الكانولا، الذرة، القطن، العنب، الصويا، نخالة الأرز، دوار الشمس، والقرطم، متهمين إياها بالتسبب في التهابات مزمنة و أمراض القلب والسكري.
لكن وفقاً لعدد من الخبراء، فإن هذه الادعاءات تفتقر إلى أدلة علمية قوية.
البروفيسور داريوش مظفّريان، مدير "معهد الغذاء كدواء" بجامعة تافتس الأمريكية، يقول إن أحماض أوميغا-6، الموجودة بتركيز عالٍ في هذه الزيوت، ليست ضارة بحد ذاتها، بل تُنتج مركبات مفيدة مضادة للالتهاب مثل الليبوكسينات. وأظهرت دراسات طويلة الأمد شملت أكثر من 200 ألف شخص، أن من يستهلكون زيوت البذور بانتظام كانوا أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب أو السرطان.
الدكتور ماتي ماركلوند، أستاذ تغذية الإنسان في جامعة جونز هوبكنز، أشار بدوره إلى أن تناول حمض اللينوليك – وهو أحد أبرز أحماض أوميغا-6 – يرتبط بانخفاض خطر أمراض القلب وتحسن مستويات الكوليسترول والجلوكوز.
ومع ذلك، يثير بعض الباحثين مخاوف بشأن التوازن بين أوميغا-6 وأوميغا-3 في النظام الغذائي الغربي، حيث تصل النسبة إلى 50:1، في حين يُوصى بنسبة أقرب إلى 4:1. وتشير دراسة لمنظمة الصحة العالمية إلى ارتباط ارتفاع هذه النسبة بخطر أكبر لبعض الأمراض المزمنة مثل التهاب القولون التقرحي.
الجدل لا يقف عند هذا الحد؛ فقد أشارت دراسة نُشرت في مارس 2025 إلى أن حمض اللينوليك قد يُعزز من نمو الخلايا السرطانية في حالات سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC)، وهو نوع نادر وعنيف يصعب علاجه.
لكن العلماء حذروا من تعميم النتائج، مؤكدين أن أوميغا-6 لا تزال دهوناً أساسية لا يمكن للجسم إنتاجها ذاتياً، وأن الامتناع التام عنها قد يكون ضاراً بالصحة.
من جهة أخرى، فإن مخاوف البعض تتعلق بطريقة تصنيع زيوت البذور، والتي غالباً ما تعتمد على مذيبات كيميائية مثل الهكسان. لكن الخبراء يقولون إن خطوات التكرير وإزالة الروائح تزيل أي بقايا ضارة محتملة.
يرى مظفّريان أن زيت الكانولا هو أحد أفضل زيوت البذور من حيث التأثير الصحي، إذ يساعد في خفض الكوليسترول الضار وتحسين مؤشرات الأيض، بل ويُظهر نتائج إيجابية تفوق أحياناً زيت الزيتون.
ويضيف أن معظم الأضرار المنسوبة لزيوت البذور ترتبط في الواقع بالأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي عليها، وليس بالزيوت نفسها، وينصح باستخدامها باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن، بعيداً عن السكريات المضافة والمكونات الصناعية.
زيوت البذور ليست سامة كما يُشاع، بل تقدم فوائد صحية موثقة علمياً عند استهلاكها باعتدال، خصوصاً زيت الكانولا وزيت الصويا. لكن المفتاح يكمن في التوازن مع أوميغا-3 وتجنب الأطعمة المصنعة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 20 ساعات
- أخبارنا
كوب يومي من الفاصوليا أو الحمص يحد من السكري ويعزز صحة القلب
كشفت تجربة سريرية حديثة أُجريت في معهد إلينوي للتكنولوجيا، أن تناول كوب يومي من البقول مثل الفاصوليا السوداء أو الحمص يوفر ثلاث فوائد صحية كبيرة للأشخاص في مرحلة ما قبل السكري، أبرزها الوقاية من تطور مرض السكري من النوع الثاني، وخفض مستويات الكوليسترول، وتقليل مؤشرات الالتهاب في الجسم. وشملت التجربة 72 مشاركاً يعانون من مرحلة ما قبل السكري، وهي حالة تتميز غالباً بارتفاع الكوليسترول والالتهابات، ما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب. وتم توزيع المشاركين لتناول كوب يومياً من الفاصولياء السوداء أو الحمص أو الأرز، على مدار 12 أسبوعاً. وأظهرت النتائج، التي قُدمت في اجتماع الجمعية الأمريكية للتغذية المنعقد في أورلاندو بولاية فلوريدا، أن الحمص ساهم في خفض الكوليسترول الكلي بشكل ملحوظ، بينما أدت الفاصوليا السوداء إلى تقليل مؤشرات الالتهاب في الدم، مع الحفاظ على استقرار مستويات السكر ومنع تدهورها إلى مرحلة السكري الفعلي. وأوضحت الباحثة مورغان سميث أن "دراستنا أظهرت بوضوح الفوائد المحتملة لتناول الفاصوليا والحمص، خاصة للأشخاص المعرّضين لمخاطر صحية مزمنة"، مؤكدة على إمكانية إدراج هذه البقول في البرامج الغذائية والصحية العامة. وأشار الباحثون إلى أن الفاصوليا والحمص يمكن استبدالهما بسهولة بمكونات أقل فائدة في النظام الغذائي اليومي، مع التشديد على اختيار الأصناف الخالية من السكر أو الملح المضاف لتحقيق أقصى استفادة صحية.


العالم24
منذ يوم واحد
- العالم24
عنصر غذائي غني يُحدث فرقًا حقيقيا في صحتك
اللوز ليس مجرد وجبة خفيفة لذيذة، بل عنصر غذائي غني يُحدث فرقًا حقيقيا في صحة الإنسان. هذا ما تؤكده نتائج علمية متتالية، حيث تكشف عن أدوار فعّالة لهذا النوع من المكسرات في الوقاية من أمراض معقدة مثل السرطان، واضطرابات القلب، والسكري. تُظهر الأبحاث أن تناول اللوز بانتظام يسهم في تقوية جدار الحماية الداخلي للجسم. إذ تعمل الدهون الصحية الموجودة فيه، وخاصة غير المشبعة، على تقليل الكوليسترول الضار دون الإضرار بالكوليسترول الجيد، وهو توازن حاسم للحد من مشكلات القلب. أما في مجال السرطان، فمركبات اللوز النباتية المضادة للأكسدة والالتهاب تمنحه قدرة وقائية واضحة. دراسات مقارنة أثبتت أن الأشخاص الذين يتناولون المكسرات، مثل اللوز والجوز والفول السوداني، يكونون أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة قد تصل إلى ثلاثة أضعاف. وتتعدى الفوائد إلى دعم صحة القلب عبر خفض ضغط الدم وتعزيز وظيفة الأوعية الدموية، كما يساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم بفضل محتواه المرتفع من البروتين والمغنيسيوم، مع نسبة منخفضة من الكربوهيدرات، ما يجعله مناسبا لمرضى السكري. اللوز يقدّم أيضًا مساهمة لافتة في الحفاظ على الوزن، فهو يعزز الشعور بالشبع ويقلل من حجم الوجبات التالية، مما ينعكس إيجابا على محيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم. ومن الناحية الجسدية، يعتبر اللوز حليفًا للعظام والأسنان، لغناه بالكالسيوم، كما يمكن أن يكون بديلا مفيدا لمن يعانون من حساسية منتجات الألبان. أما البشرة، فتنال نصيبها من الفوائد، إذ تساهم مضادات الأكسدة وفيتامين 'E' في تحسين مرونتها وتقليل التجاعيد، وهو ما أظهرته دراسة شملت نساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. بهذا التنوع في التأثير، يتربع اللوز على عرش الأغذية الوظيفية، جامعًا بين الطعم والفائدة في حبة واحدة.


كش 24
منذ 2 أيام
- كش 24
دراسة تكشف فوائد الفراولة الكثيرة على صحة الجسم
لم تعد العلاقة بين مرض الكبد الدهني والسكري غريبة، بل أصبحت مؤخرا مصدر قلق صحي متزايد عالميا، إلا أن الجديد بالأمر دور خفي للفراولة قد يساعد بإنقاذ المرضى. فقد أشارت دراسة حديثة إلى أن إضافة الفراولة إلى النظام الغذائي اليومي يُمكن أن يُحسّن بشكل ملحوظ صحة القلب والأيض، لافتة إلى أن تناولها بانتظام يمكن أن يُخفّض الكوليسترول ويُقلّل الالتهابات ويُحسّن مقاومة الأنسولين، مما يقي من داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب ما نشرته صحيفة Times of India. علاج جذري وأفادت الدراسة أيضاً بأن الفراولة ترتبط بعلاج السبب الجذري لعديد من الأمراض، بما يشمل الكبد الدهني وداء السكري. كما ذكرت أن تناول الفراولة له فوائد قلبية أيضية، من بينها انخفاض الكوليسترول الكلي والكوليسترول منخفض الكثافة وزيادة استرخاء الأوعية الدموية وشدتها وتقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي وتقليل مقاومة الأنسولين وانخفاض سكر الدم. أيضاً لفتت إلى أن الفراولة ولأنها تُقلّل من مقاومة الأنسولين، وهي السبب الجذري لداء السكري وداء الكبد الدهني، فإنها تُساعد في الوقاية من هذه الأمراض. وربطت التجارب السريرية الفراولة بتحسين مُختلف مؤشرات أمراض القلب والأوعية الدموية، بما يشمل مستويات الدهون. إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن العبء العالمي للأمراض (GBD) أن اتباع نظام غذائي منخفض الفاكهة يُعد من بين أهم ثلاثة عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري. ولمعالجة "فجوة الفاكهة"، يحتاج الشخص إلى زيادة كمية الفاكهة المستهلكة، إضافة إلى تنويع أنواع الفاكهة في النظام الغذائي. أيضا أشارت الأدلة المتراكمة في مجال صحة القلب والأيض إلى أن تناول كوب واحد فقط من الفراولة يوميًا قد يُظهر آثارا مفيدة خلال فترة بسيطة. نهج "الغذاء كدواء" بدورها، أفادت الدكتورة بريت بيرتون فريمان، الأستاذة في معهد إلينوي للتكنولوجيا ورئيسة جلسة القلب والشيخوخة الصحية في الجمعية البريطانية لعلم النفس السريري، بأن هناك أدلة كافية تدعم دور الفراولة في نهج "الغذاء كدواء" للوقاية من داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين. (آيستوك) كما أوضحت أن لتناول جرعة يومية من الفراولة تأثيرا كبيرا على صحة القلب والأيض، وخاصةً لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، إذ أنها تُحسّن استقلاب الدهون وتُقلل الالتهابات الجهازية، وذلك لغناها بالمغذيات النباتية المفيدة لصحة القلب. يذكر أن دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا العام الماضي، كانت توصلت إلى أن تناول الفراولة بانتظام يخفض الكوليسترول ويساعد في تقليل الالتهاب، وهو عامل رئيسي لأمراض القلب. كما أكدت أن إضافة كوب من الفراولة إلى الروتين اليومي يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.