
نتنياهو يعلن إيمانه بإسرائيل الكبرى ويثير غضبا عربيا واسعا
وأعرب نتنياهو عن شعوره بأنه يحمل رسالة "تاريخية وروحانية" تتوارثها الأجيال، في تصريحات جاءت امتدادا للخطاب الإسرائيلي التوسعي وبعد 50 يوما من قرار الكنيست ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وكشفت المقابلة التلفزيونية التي ظهر بها نتنياهو عن تلقيه خريطة لإسرائيل تضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة و الأردن و لبنان و سوريا و مصر ، حيث أكد موافقته على هذه الرؤية بشدة.
وتأتي هذه التصريحات -وفقا لبرنامج مسار الأحداث- في سياق دعوات متزايدة لإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه، فضلا عن عرض وزارة الخارجية الإسرائيلية سابقا خرائط توسعية على منصاتها الرسمية.
وفي هذا السياق، استبعد الدكتور بلال الشوبكي الخبير في الشؤون الإسرائيلية ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل أن تكون تصريحات نتنياهو مجرد مشاعر شخصية عفوية.
ولفت إلى أن طبيعة الصحفي الذي قابل نتنياهو وأهميته كونه ذو خلفية سياسية في الكنيست ومن اليمين الإسرائيلي تشير إلى أن الأمر مرتب ليخرج بطريقة معينة، مؤكدا أن نتنياهو تربى في "بيت تصحيحي" من منظور صهيوني ويؤمن بأفكار المنظّر اليهودي زئيف فلاديمير جابوتنسكي التي تدعو لتوسع إسرائيل.
ورغم براغماتية نتنياهو التي دفعته في كثير من الأحيان إلى عدم الإفصاح عن هذه الأفكار علنا، فإن الشوبكي أوضح أن التصريح الحالي يحمل رسالة واضحة مفادها أن فكر الوزيرين بتسلئيل سموتريتش و إيتمار بن غفير ليس خاصا بهما، بل هو فكر رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب من قبل شريحة واسعة من الإسرائيليين.
وبهذا، أشار إلى أن التصريح يضع المجتمع الدولي أمام مواجهة الدولة الإسرائيلية بأكملها وليس مجرد شخصين متطرفين.
تصريحات خطيرة
وفي تحليل آخر لأبعاد هذه التصريحات، حدد مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أبعادا رئيسية في تصريحات نتنياهو "الخطيرة"، أولها البعد الشخصي المتصل بجنون العظمة عند نتنياهو الذي يرى نفسه الملك والقائد الرسالي المفوض بتحقيق النبوءات التاريخية والدينية، مشيرا إلى عقلية ثيولوجية تريد إسباغ السياسة الإسرائيلية بصبغتها الخاصة.
والأخطر من ذلك، أكد الرنتاوي أن التصريحات تعبر عن رأي كتلة رئيسية وازنة في المجتمع الإسرائيلي الذي ينصرف نحو التطرف الديني والقومي وتتغلغل في أوساطه فاشية جديدة بكل ما تعنيه الكلمة.
وأوضح أن ما يجري في الضفة الغربية وغزة وسوريا هو ترجمة عملية لهذه الأفكار، محذرا من أن المنطقة تواجه حالة جنون إسرائيلية تتغذى بحالة الضعف والهوان التي تقابل بها مثل هذه المواقف.
وبنظرة مختلفة، اعتبر المسؤول السابق بالخارجية الأميركية توماس ووريك أن مفهوم إسرائيل الكبرى يعني أشياء مختلفة حسب الأشخاص، حيث إن بعضهم يعتقد أن إسرائيل يجب أن تكون دولة قوية وتحظى بسلام مع جيرانها وتطبق تعاليم الرب.
بينما يرى آخرون أن إسرائيل الكبرى قد تشمل كل الأراضي التي عاش فيها اليهود تاريخيا، وقارن ووريك الوضع بدول أخرى لديها أراض مشابهة مثل تركيا والصين والصرب التي قد ترغب في السيطرة على أراض كانت تسيطر عليها تاريخيا.
على صعيد ردود الفعل الإقليمية، أثارت تصريحات نتنياهو غضبا عربيا واسعا تجسد في إدانات رسمية حازمة من عدة دول، حيث دان الأردن التصريحات واعتبرها تصعيدا استفزازيا خطيرا وتهديدا لسيادة الدول ومخالفة للقانون الدولي و ميثاق الأمم المتحدة ، محذرا من تداعيات تلك التصريحات التي وصفها بأنها تشجع على دوامات العنف والصراع وتهدد أمن واستقرار المنطقة.
رفض عربي
وفي السياق ذاته، دانت المملكة العربية السعودية تصريحات نتنياهو، مشددة على رفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة على الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه.
كما نددت دولة قطر بالتصريحات واعتبرتها امتدادا لنهج الغطرسة، مؤكدة أن الادعاءات الإسرائيلية الزائفة لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية.
وفي ظل هذه التطورات، طرح الخبراء رؤى متباينة حول المطلوب لمواجهة التصريحات الإسرائيلية، واعتبر الشوبكي أن المطلوب يتلخص في عدة أمور، أولها عدم قبول أي تفسير إسرائيلي لأن أخف التفسيرات ضررا بالنسبة للعرب لا يقر بوجود دولة اسمها فلسطين، مؤكدا أن الحد الأدنى من التفسيرات الإسرائيلية يخالف الموقف العربي المشترك، مشيرا إلى وجود خطوات عملية لمنع قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران.
وبنبرة أخرى، حذر الرنتاوي من الاكتفاء بالموقف والإدانات، مؤكدا ضرورة تجاوز ذلك باتجاه خطوات فعلية تدفع إسرائيل للتراجع، داعيا إلى وقف شيطنة المقاومة وإدانتها، مشددا على أن خط الدفاع الحقيقي عن الدول العربية يتم في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان.
أما على الصعيد الأميركي، فقد كشف ووريك عن توجه إدارة الرئيس دونالد ترامب نحو أسلوب مختلف في التعامل مع مثل هذه القضايا.
وأشار إلى أن الإدارة الجديدة تفضل التحدث بشكل مباشر مع قادة الدول الأخرى بدلا من الانتقاد العلني عبر المتحدثين الإعلاميين، موضحا أن هذا النهج يطبق بشكل أوسع حيث إن إدارة ترامب غير راغبة بانتقاد الكثير من الدول التي ربما كانت تحظى بكثير من الانتقاد من الإدارات الأميركية السابقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
الحرب على غزة مباشر.. معارك على أطراف مدينة غزة ومجزرة بساحة المستشفى المعمداني
في اليوم الـ681 من حرب الإبادة على غزة ، تتوغل قوات الاحتلال في مناطق بجنوب وشرق مدينة غزة قبيل المصادقة على خطط احتلال المدينة، بينما تنفذ فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات ضد الجنود والآليات في محاور التوغل.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
نتنياهو: لن نوافق على اتفاق إلا بشروطنا وإطلاق الأسرى دفعة واحدة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "لن يوافق على اتفاق مع حركة حماس ، إلا بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى دفعة واحدة". وتأتي التصريحات تزامنا مع مظاهرات واسعة لعائلات الأسرى، وانتقادات يواجهها نتنياهو، بعد إقرار حكومته خطة لاحتلال كامل القطاع، وتحذيرات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من خطر ذلك على أسراهم وعساكرهم في القطاع. وأفاد مكتب نتنياهو -في بيان، مساء السبت- بأن رئيس الوزراء أعلن أنه سيوافق على اتفاق مع حركة حماس، بشروط تل أبيب وهي "إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، ونزع سلاح حماس والقطاع، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية عليه، وتشكيل حكومة غير تابعة لحماس ولا السلطة الفلسطينية". وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية. ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة. وفي مؤتمر صحفي أمام وسائل إعلام أجنبية، قبل نحو أسبوع، زعم نتنياهو أن هدفه "ليس احتلال غزة، بل إيجاد إدارة مدنية في القطاع لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية"، دون تفاصيل آنذاك أيضا. وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 61 ألفا و897 شهيدا و155 ألفا و660 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 251 شخصا، بينهم 108 أطفال. إعلان


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
نائب رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة: علينا تجنب التخوين والتهديد وانتهاج الحكمة
دعا طارق متري نائب رئيس الحكومة اللبنانية -في حديث لقناة الجزيرة- اللبنانيين إلى تفادي لغة "التخوين والتخويف والتهديد"، وقال إن كل الوزراء وافقوا على مبدأ حصر السلاح بيد الدولة، لكن الخلاف على كيفية تحقيقه. وأضاف أنهم في الحكومة يريدون الحفاظ على السلم الأهلي، ولا أحد يريد مواجهة مع الجيش اللبناني، الذي سيرفع تقريره للحكومة عن خطة حصر السلاح خلال أسبوعين. وأشار نائب رئيس الحكومة اللبنانية إلى السجال السياسي الدائر داخل بلاده على خلفية موضوع سلاح حزب الله ، وقال "بدل هذا السجال علينا مناقشة كيفية ردع إسرائيل وتجنب الفتنة الداخلية". وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قد أثار جدلا واسعا بعد أن اتهم -في كلمة متلفزة- الحكومة اللبنانية بخدمة المشروع الإسرائيلي بمضيها في قرار حصر السلاح، وتوعّد بخوض ما وصفها بـ"معركة كربلائية" لمواجهة القرار، وقال إنه "لن تكون هناك حياة في لبنان إذا حاولت الحكومة مواجهة الحزب". وذكّر متري بأن الحكومة السابقة أقرت ترتيبات أمنية برعاية فرنسية أميركية يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ووافق عليها الوزراء بمن فيهم المنتمون لحزب الله و حركة أمل ، ونصت على وقف ما وصفها بالأعمال العدائية، مشيرا إلى أن الورقة التي ناقشها وأقرها مجلس الوزراء مؤخرا هي تثبيت لوقف الأعمال العدائية، كما اتفق عليه. وقال المسؤول اللبناني إن حصر السلاح بيد الدولة متفق عليه من حيث المبدأ، ووافق عليه جميع الوزراء، لكن الخلاف -حسبه- يتعلق بكيفية تنفيذ ومعالجة خطة حصر السلاح، ولفت إلى أنه ما زالت هناك مساحة للتفكير في كيفية تنفيذ ومعالجة الخطة المتعلقة بحصر السلاح. وأقر متري بوجود صعوبات أمام تنفيذ خطة سلاح حزب الله، وقال إنهم يواجهون ضغوطا داخلية وخارجية وتصريحات من هنا وهناك، فإيران تضغط لكي يتمسك حزب الله بسلاحه، والأطراف الغربية تضغط وتقول للمسؤولين اللبنانيين "عليكم أن تظهروا أفعالا بشأن نزع سلاح حزب الله"، لكن المسؤول اللبناني شدد على أن المهم ليس الضغوط وإنما المصلحة اللبنانية، ودعا إلى انتهاج خيار الحكمة في ظل هذه الظروف.