
كتاب انتقادات «ميتا» يتصدر المبيعات بأمريكا
تصدّر كتاب لموظفة سابقة في شركة «ميتا» يتناول بطريقة سلبية عدداً كبيراً من المسؤولين في المجموعة الأمريكية بينهم مارك زاكربرغ، المبيعات في الولايات المتحدة، على الرغم من محاولات الشركة العملاقة منع صدوره.
وألّفت سارة وين وليامز، المسؤولة السابقة للمبادئ والممارسات في «ميتا» والتي غادرت الشركة عام 2017 كتاب «أناس مهمِلون».
ووصفت سارة زاكربرغ في كتابها بأنه قائد بارد ومتقلّب وأصبح متكبّراً يبحث عن الشهرة ويسعى إلى لفت الانتباه.
وقالت أيضاً إنه مستعد للمساومة مع السلطات الصينية وفرض رقابة على محتوى معيّن من أجل إرضاء بكين.
وتصدّر الكتاب الخميس اللائحة التي تضعها «نيويورك تايمز» للأعمال غير الروائية الأكثر مبيعاً.
واحتل في موقع «أمازون» المركز الرابع بين مختلف الأنواع الأدبية.
وتتحدث الكاتبة النيوزيلندية أيضاً عن سلوك غير لائق وصل إلى حد التحرش من جانب جويل كابلان، رئيس الشؤون الدولية في «ميتا».
وفي جلسة استماع طارئة عُقدت، الأربعاء، بصفتها جزءاً من إجراءات التحكيم بين «ميتا» وموظفتها السابقة، حكم المحكّم المسؤول عن القضية بضرورة أن تتوقف سارة وين وليامز عن الترويج لكتابها.
واستندت «ميتا» إلى اتفاق أبرمته مع سارة بشأن شروط رحيلها عام 2017، وتعهدت فيه بعدم تشويه سمعة صاحب عملها السابق.
لكن على الرغم من قرار المحكّم، رفضت دار النشر «فلاتيرون بوكس» التابعة لمجموعة «ماكميلان بابليشرز»، وقف توزيع الكتاب أو الترويج له. وطُرح في الأسواق في 11 مارس/آذار الماضي.
وأشار ناطق باسم «ميتا» إلى أن الموظفة السابقة «فُصلت بسبب أدائها الضعيف وسلوكها السيئ»، مضيفاً: «كشف تحقيق أُجري آنذاك أنها قدمت ادعاءات مضللة لا أساس لها من الصحة».
وأضاف: «كتابها عبارة عن مزيج من ادعاءات قديمة واتهامات كاذبة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ يوم واحد
- البيان
«مكتب دبي للأفلام» يطلق «منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية»
فصناعة الأفلام وصناعة الألعاب الإلكترونية من أسرع القطاعات نمواً في عالم الإعلام اليوم، بما لهما من قيمة ومردود اقتصادي كبير، في حين يوفر كل منهما فرصاً جديدة للمواهب الإبداعية في العالم العربي». كذلك من المهم إبراز دور المرأة في هذين المجالين، وما يمكن استحداثه من نماذج أعمال جديدة في مجال الترفيه، في الوقت الذي تتمتع دبي، ببنيتها التحتية عالمية المستوى، ومنظومتها الاستثمارية، وطاقتها الإبداعية، بمكانة مثالية لقيادة هذا الحوار ودفع عجلة نمو هذه القطاعات، كجزء من رؤيتنا الأوسع نطاقاً لنكون مركزاً عالمياً للإعلام وإنشاء المحتوى». وأضافت: «يسرنا في مجلس دبي للإعلام أن نطلق هذه المبادرة التي سيتولى تنظيمها «مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية»، وسيقوم بالإشراف على هذا المنتدى، الذي يجمع نخبة من المواهب ورواد الصناعة والخبراء الدوليين لتحفيز التعاون ودفع عجلة الابتكار. ونحن على ثقة أن هذه المنصة الجديدة ستتيح مساحة رحبة لحوارات ملهمة حول بناء كوادر محلية واعدة، ومتطلبات تعزيز قدرات الإنتاج، والاستفادة من تنامي تقنيات الألعاب. ويتماشى المنتدى مع هدفنا المتمثل في تشكيل بيئة إعلامية تُسرّع النمو المستدام. وتجذب الاستثمارات، وتثري المشهد الإبداعي». وقال هشام العلماء، مدير إدارة الاستراتيجية والأداء في مجلس دبي للإعلام: سيحظى المنتدى، الذي ينظمه «مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية». وفي أول انعقاد له بمشاركة نوعية تضم مجموعة من أبرز المؤسسات العالمية وأهم الخبراء وصناع القرار في مجال السينما والأفلام والألعاب الإلكترونية، وتشمل: الصندوق العربي للثقافة والفنون، وأمازون، وNETFLIX، وOLSBERG. SPI، وشركةBC Productions، وشركة سكوير إنكس وغيرها من الجهات الرائدة في هذا المجال. وعبدالله بن باز، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «باز ستيشن»، ومنى الفلاسي، مدير إدارة استراتيجية الرياضة الإلكترونية، مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، ويدير الحوار في الجلسة الإعلامي وصانع المحتوى، جاسم الشحيمي. ويحل عليها ضيفاً د. بارباروس سيتماسي، المؤسس والشريك الإداري لشركة BC Productions، وتحاوره الإعلامية في قناة الشرق، ميراشا غازي. كما ينظّم المنتدى في يومه الأول، عرضاً لمجموعة من الأفلام العالمية. وفي إطار ثاني أيام القمة وتزامناً مع «منتدى الإعلام العربي»، تتواصل أعمال منتدى الأفلام والألعاب. والذي يستضيف، بالتعاون مع «شاهد»، وفي جلسة بعنوان «نجاح الدراما في العصر الرقمي» مجموعة من المبدعين العرب، ممن لهم أدوار مؤثرة في تشكيل المشهد العام للإنتاج الدرامي في العالم العربي، ويتحدث خلال الجلسة المخرج محمد سامي، ومدير عام قناة mbc1، وmbc drama، طارق إبراهيم، ومدير الأعمال التجارية في «شاهد»، أحمد قنديل، وتحاورهم الإعلامية في قناة العربية سارة دندراوي. والنظر في أهم التحديات التي تعيق التقدم المنشود في هذا الاتجاه، وما هو متاح من فرص يمكن التعويل عليها في النهوض بقطاعي الدراما والسينما، واللذين يعدان من أهم عناصر القوة الناعمة التي يتكامل دورها مع دور الإعلام في مخاطبة المجتمعات برسائل نافعة تدفع في اتجاه التطوير الإيجابي. ويتطرق منتدى الأفلام والألعاب إلى مناقشة آفاق تطوير السينما الإماراتية في جلسة بعنوان «صناعة الفيلم الإماراتي.. إلى أين؟» ويشارك فيها المخرج والمؤلف الإماراتي عبدالله الكعبي، والمخرج الإماراتي نواف الجناحي، والمنتجة والمخرجة الإماراتية هناء كاظم، وتدير الجلسة لطيفة خوري من مجلس دبي للإعلام. وتتضمن أعمال اليوم الثاني من المنتدى جلسة بعنوان «اقتصاد الألعاب الإلكترونية والترفيه»، تستضيف هايديكي ايهيرا، المدير العام للاستثمار وتطوير الأعمال في سكوير إنكس، لتقديم رؤية حول كيفية تحقيق الجمع النموذجي بين المردود الاقتصادي المجدي والترفيه في صناعة واحدة.


البوابة
منذ يوم واحد
- البوابة
تامر أفندى يكتب: صُنع الله إبراهيم الذى أعرفه
سألته «بولين»: هل أنت مملوكى أو تركى أو فلاح؟ فهذا هو: - «المصرى المسلم البرجوازى اليسارى الشيوعى صنع الله إبراهيم».. - آية من المصحف كانت السر فى اختيار أسمه حرفه وحرفته - كان فى جيب بنطاله الخلفى أحجبة صنعها له والده لتحميه من الأشرار قبل سنوات بعيدة كنت أعمل محررًا للثقافة فى إحدى الصحف، وطُلب منى إجراء حوار مع المفكر الكبير صنع الله إبراهيم، الذى لا يمكن الوصول إليه بسهولة، لأنه لم يكن من هواة "التليفون المحمول"، الذى كان قد بدأ فى الظهور آنذاك.. بدأب وصلت إلى بيته، حيث كان أثاث منزله مئات الكتب التى يفوح منها رائحة المداد العظيم، وكانت شخوص الكتب تطل علينا من الصفحات. ظننته وحيدًا لكنى اكتشفت أنه لا مكان لموضع قدم من كثرة الحضور.. ارتشفت معه القهوة التى أعدها قطرات من مسيرته الفكرية، حكى كل شئ بداية من اختيار والده لاسمه، وأعاد مشوار الرحلة معى من نشأته إلى جنبات كلية الحقوق حيث أتم دراسته، ثم انصرافه عنها إلى الصحافة والسياسة والتحاقه بالمنظمة الشيوعية المصرية "حدتو" ثم محنة سجنه خمس سنوات، ثم دراسته للتصوير السينمائى فى موسكو. وقفنا عند تفاصيل ما خط قلمه من روايات "شرف، العمامة والقبعة، والتلصص"، ووصلنا إلى "ذات" بعد مرورنا على "١٩٧٠"، "وعندما جلست العنكبوت تنتظر" و"اللجنة" و"العدو" و"أمريكانلي" و"بيروت بيروت" والقانون الفرنسي، تزحلقنا على "الجليد" ولمست قلوبنا "نجمة أغسطس" وقطفنا من كل بستان "وردة" وأدركنا أن "فى النيل مآسي"، نلت شرف صحبته وهو يرفض استلامَ «جائزة الرواية العربية» التى يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، عام ٢٠٠٣م. وكنت معه وهو يحصل على «جائزة ابن رشد للفكر الحر» عام ٢٠٠٤م، و«جائزة كفافيس للأدب» عام ٢٠١٧م. ثم توارى عن الأنظار وظل بين الحين والآخر يطل علينا. "هناك أشياء لا يعترف المرء بها ولا حتى لنفسه وأن طوق النجاة فى الحياة هو عدم ذكر الحقيقة على أى حال" «رواية ذات» ستتعجب أن ذلك الشخص الذى لقبه بعضًا من الجمهور «صنع الله شيوعي»، كان السر فى اختيار اسمه هى آية من القرآن، إذ حكى "صنع الله" فى العديد من حوارته أنه حينما ولد، أغمض والده عينيه وفتح المصحف ووضع يده على آية وقد عزم أن يختار من بين كلماتها اسمًا لابنه فكانت: «صنع الله الذى أتقن كل شئ»، فكان للمولود الجديد هذا الاسم وكانت هذه الآية من المصحف هى السر فى حرفه وحرفته. كان لوالد «صنع الله» الأستاذ «إبراهيم» بالغ الأثر فى تنشأة ابنه الذى استهلل بقدومه وأراد أن يرى فيه تحقيق حلمه فأمده بالكتب واستثار شغفه للقراءة.. لم تعط القراءة لصنع الله فقط ثراء أدبيًا ومعرفيًا بل رسخت بداخله معنى «شرف الكلمة»، فباتت ثروثه وإرثه الذى لا يقبل المساومة عليه ولا بيعه.. كما كان للأب الفضل فى تلك النزعة السياسية لدى صنع الله، فهذا الأب الموظف الذى كان من أسرة برجوازية، تزوج سرًا من الممرضة التى تعتنى بزوجته الأولى، وبعد وفاتها أراد الإعلان عن زيجته فاصطدم برفض الأسرة، فكان دائم الحديث عن العدالة الاجتماعية والاشتراكية وخاصة أن هذا الأب كان من فرسان ثورة ١٩١٩. يقول صنع الله إبراهيم عن أولويات شبابه فى مقدمة روايته «٦٧»: «واكبت سنوات مراهقتى نهاية العهد الملكى فى مصر.. كانت البلاد تموج بدعوات التحرر الوطنى من الوجود الإنجليزى العسكري، والتحرر الاجتماعى من سيطرة الإقطاع، ومن الأمية والمرض والخفاء وشكلت هذه البيئة وجداني، وخاصة الحديث عن أن المعرفة هى كالماء والهواء، يجب أن تكون للجميع وبالمجان. "سألتني: هل تتابع نيويورك تايمز؟ أجبتها: أحيانًا. قالت: منذ أيام قليلة تصدرت صفحتها الأولى أنباء مباحثات عرفات ونتنياهو فى ميريلاند. وظهر عرفات فى صورة وإلى يساره نتنياهو وإلى يمينه مترجم ثم دنيس روس المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط وأولبرايت وزيرة الخارجية. هل تعرف أن كلهم يهود؟ حتى المترجم. قلت: رأيت الصورة ولكنى لم أنتبه لذلك. - كان عرفات يبتسم إبتسامة عريضة وفى حالة إنبساط تام. إنه يتصور أنه سيحصل على حقوقه. لكن ليست لديه فرصة" «رواية أمريكانلي» عن بداية غرامه بالكتابة يقول صنع الله إبراهيم بدأ اهتمامى بالكتابة من خلال الصحافة، كنت مغرما بالصحف واشتريها كلها وأنا فى الجامعة، وكنت أحفظ تاريخ الصحف حتى التى أغلقت، لدرجة أننا حينما كنا نلعب أنا وزملائى كنت أبلغهم بمعلومات عن الصحف ونشأتها وكل المعلومات عنها، ثم أدركت أن هناك درجة أعلى فى التعبير عن الصحافة، إذ أن الصحافة لها حدود أما الكتابة الأدبية فليس لها حدود. وفى مغرب يوم من سنة ١٩٥١ م كنا أنا وأبى عائدين من زيارة لأحد أقاربنا فى شرق القاهرة، توقفنا فى ميدان العتبة لنأخذ الباص، إلى غربها حيث نقطن.. اتخذنا أماكننا فى مقاعد الدرجة الثانية نعم، كانت مقاعد الباص، آنذاك - والترام أيضًا - مقسمة إلى درجتين بثمنين متفاوتين للتذاكر التى يوزعها، كمساري، برداء أصفر مميز أثناء مروره على الركاب. جلسنا أنا وأبى خلف الحاجز الزجاجى الذى يفصل الدرجتين، وتابعت فى حسد ركاب الدرجة الأولى، بينما كان أبى غارقًا فى أفكاره التى تثيرها دائمًا أمثال هذه الزيارات.. قلت بحماس طفولى سيأتى اليوم الذى يزول فيه هذا الحاجز، بل ويصبح الركوب بالمجان. تذكرت الروايات التى أعشق قراءتها فأضفت، والكتب أيضا. تطلع إلى باستياء من سذاجتي. نعم الكتب بالمجان؟ يا لها من سذاجة! ولم أتصور وقتها أن يأتى اليوم الذى تصبح فيه كتبى أنا متاحة للقراءة بالمجان. شرف الكلمة عند صنع الله قبل أن أغادر معكم اقتباسى من رواية «٦٧»، أود أن أعيد التأكيد على معنى شرف الكلمة لأنه هو الخط الأساسى فى مسيرة الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، والذى سطره عبد الله السناوى فى مقاله الأخير الذى عنونه بـ«صنع الله إبراهيم.. شرف المثقف»، إذ قال: «لم تؤثر معاناته لخمس سنوات فى المعتقل إثر الصدام بين ثورة يوليو وحركة حدتو الماركسية عام (١٩٥٩) على عمق رؤيته، عندما أدخل المعتقل فى الثانية والعشرين من عمره، كان يدرس القانون فى كلية الحقوق، ويعمل موظفًا بمكتب ترجمة حتى يواصل تعليمه، رأى بعينيه الوقائع المشينة لمقتل المفكر اليسارى شهدى عطية الشافعى تحت الضرب المبرح فى معتقل «أبوزعبل» يوم (١٧) يونيو (١٩٦٠)، لأسباب تتعلق بضعف بنيته الجسدية جرى تنحيته على جنب حتى لا تزهق روحه من أول ضربة. رفض الإدلاء بأقواله أمام سلطات الأمن خشية على حياته، وتحدث بما رأى أمام النيابة العامة بشجاعة، استقرت التجربة فى وجدانه بكل آلامها، غير أنها لم تمنعه من أن يرى عمق التحولات فى مجتمعه ولا تناقضات المشروع الناصرى مع نظامه. وعندما انكسرت مصر فى (٥) يونيو (١٩٦٧) لم يشمت فى آلامها، ولا أخفى ما عاينه بنفسه يوم (٩) يونيو إثر إعلان عبدالناصر التنحى من إرادة مقاومة عمت الشوارع، كان الظلام ينتشر بسرعة والناس تجرى فى كل اتجاه وهم يصيحون ويهتفون، ثم أخذوا يشكلون اتجاهًا واحدًا إلى مصر الجديدة، وهم يرددون فى جنون اسم ناصر، وظهرت بعض الأنوار فى المحلات والمنازل ثم دوت أصوات مدافع فوق رءوسنا فساد الظلام من جديد. روى ما شهده بعينه، فى روايته (١٩٦٧)، من أحداث ومشاعر انفجار بالبكاء وتشنج وانهيار وخروج بعفوية للشوارع، كان الروائى الشاب فى ذلك الوقت مطاردًا سياسيًا، لم يكن هناك ما يدعوه إلى أن يُضفى على «تمثيلية» مصطنعة طابع الحقيقة المصدقة، إنه شرف المثقف، لماذا تدافع عمن سجنك لخمس سنوات؟ طارده هذا السؤال عبر السنين والعقود مستغربًا دفاعه بحماس بالغ بأى محفل وفى كل وقت عن عبدالناصر، لم يتراجع يومًا، ولا غير أفكاره بيوم آخر، لكنه لم يتح له أن يعبر عن كامل وجهات نظره فى الرجل وعصره، حتى كتب روايته ١٩٧٠ فكان النص الروائى أقرب إلى مناجاة طويلة مع رجل رحل قبل أكثر من نصف قرن، يخاطبه كأنه يسمع، يراجع معه مواطن الخلل فى تجربته التى أفضت إلى الانقضاض عليها، ينقده بقسوة أحيانًا ويعاتبه أحيانًا، ولا يخفى محبته وتماهيه مع عذابه الإنسانى فى مرضه الأخير، شأن أغلب رواياته فهو يعتنى بالتسجيل والتوثيق، كأنه يرسم بالأخبار والوقائع يومًا بيوم صورة تلك السنة، أزماتها وتحدياتها والأحوال الثقافية والفنية فيها، تكاليف المعيشة والإعلانات المنشورة، حرب الاستنزاف وشهدائها، المقاومة الفلسطينية والانقضاض عليها فى «أيلول الأسود». ماذا قال عن عبد الناصر ويقول صنع الله: "عبد الناصر ابن ظروفه، زعيم مستبد، يحب أن يكون على رأس الأشياء، ودخل معركة تاريخية مع الاستعمار أنهت عصرًا وبدأت عصرًا جديدًا، وفى نفس الوقت قطع الطريق على الحركة الشيوعية. كنا نسأل أنفسنا عندما خرجنا: ماذا نريد؟ كل ما كنا نريده هو حققه، وهناك أشياء عمرنا ما فكرنا فيها أو تطلعنا إليها، مثل: تأميم بنك مصر، فلم يخطر على بال أى منا، فالمسألة كانت فى حدود الحركة الوطنية والتحرر الوطني. كان عبد الناصر معتدًّا بنفسه جدًّا، ليتكم تقرؤون آخر كتبى ١٩٧٠. صنع الله إبراهيم كما وصف نفسه هو أديب الطبقة الوسطى، الذين قال عنهم فى إحدى حواراته الصحفية هم الذين يتحركون صعودًا وهبوطًا، ويذهبون إلى كل الأماكن، وهم الذين يدخلون السجن، ويهربون. «أنا حزين يا طفلتى حزين ووحيد فى فراشى أرقد فراش باردٌ وميّت بلا أحد أتحدث إليه بلا أحد أضحك معه بلا دموع أذرفها إنه الموت بل أفظع فعندما تموت لا تستطيع أن تفكّر إلا إذا كان الدود يُفكر وعندما تكون وحيدًا تفكر تتوق وتطلع وتسعى إنها الحياة والموت إنها ليست» «رواية الرائحة» عن «حدتو» ودخوله السجن يحكى صنع الله ملابسات دخوله "حدتو" فيقول: "فى سنة ١٩٥٤ كنت فى أول سنة فى الجامعة، كنت مهووسًا بأحمد حسين، مؤسس "حزب مصر الفتاة"، وكان عنده جريدة اسمها: الاشتراكية، كانت جريدة قوية جدًّا، كان أهم أهدافه هو تحريك الجماهير ضد النظام.. يمكننا اعتبار حركته فاشيَّة، خاصة فى بدايتها، وكذلك بسبب تأثره بهتلر، لكن أغلب الناس فى ذلك الوقت كانت متأثرة بهتلر، يمجدونه لأنه عدو إنجلترا، كنت أرغب فى أن أنضم للحزب الاشتراكي، ولكن لم يكن لديه تنظيم، فذهبت لهم فى مبنى خاص بهم فى الجيزة، فوجدت عادل حسين هناك يلعب تنس طاولة (بينج بونج) كى يكون قريبًا من الجماهير (ساخرًا)، وبدأتُ مناقشات معهم، ثم ذهبت إلى كليتى، كلية الحقوق، وقمت بعمل جريدة حائط باسم: "الحزب الاشتراكي" دون علمهم. كانت المناقشات تدور بين الاشتراكيين وبين "حدتو"، ومنهم من يتهمك بأنك (مُخَوَّخ) لا تفقه شيئًا! وانتهى هذا الصراع القصير بأن انضممت لحركة "حدتو"، حيث جندنى أحد الزملاء السودانيين". ويضيف صنع الله ضاحكًا: "حتى تلك اللحظة كان فى جيب بنطلونى الخلفى أحجبة صنعها لى والدى لتحمينى من الأشرار، ولم أتخلص من هذه الأحجبة إلا بعد فترة من الوقت، كنت أذهب الاجتماعات الحزبية لـ"حدتو" ترافقنى الأحجبة (ضاحكًا). ثم يلخص صنع الله درس العمل السياسى الذى تعلمه من "حدتو" فى كلمة واحدة: "الجماهير.. أهم حاجة أن تكون مع الناس، هذه أهم حاجة. هذا أولًا، وأى شيء آخر غير مهم، أى شخص تسير وراءه الجماهير فهو قائد. و"حدتو" كانت من هذا النوع؛ لأنها حركة مفتوحة لهذا النوع من الناس. أعضاء "حدتو" كان لديهم طريقة ناجحة فى تصيد الشخصيات القائدة بين العمال والطلبة". لكن صنع الله يؤكد أن قراره بأن يكون كاتبًا، لم يَعنِ أبدًا التوقف عن السياسة: "قررت أن أكون كاتبًا، ولكن فى إطار تنظيم "حدتو". ثم يضيف: "التعارض جاء بعد ذلك، كان خيارًا نظريًّا، بين الانتماء لتنظيم سياسي، أو الانتماء لعملية الكتابة، شيئان متضادان، وهذا حدث فى السجن، لقد أثار الشاعر الروسى يفجينى يفتوشينكو هذه المسألة، وهى كانت حركة قوية فى الاتحاد السوفييتي، حول الأفضليات والمعايير". "سألتنى بولين بعد انصراف فنتور هل أنت مملوكى أو تركى أو فلاح؟.. عجبت للسؤال الذى لم يخطر على بالى من قبل.فكرت لحظة ثم قلت: مصري.. قالت سألقبك إذن بالمصري" "العمامة والقبعة" عن الإلهام والوحي ربما لا يروق للعديد من الكتاب نهج صنع الله إبراهيم فى الكتابة أو التناول، لأنه يبدو واقعيًا وربما جريئًا فى آرائه فهو مع أن يكون النص مختصرًا ومقتصدًا وجمله محددة، ليس هذا فحسب بل إنه لا يعترف من الأساس بأن هناك إلهام ووحي، ويصف ذلك بالأكذوبة، ويصف الكتابة بأنها حالة من العشق لموضوع معين أو المهنة نفسها، فهى صنعة كأى صنعة يحبها صاحبها.. ولابد أن يكون مع هذا العشق جزء من الانضباط. ويلوم صنع الله الكاتب الذى يعتبر ما كتبه منزلًا من السماء، ويضرب المثل بهيمنجواي، ويقول: «كان ملتزم إنه بعد ما يخلص رواية يحذف منها ١٠٠ صفحة ويرجع يكتبهم تاني». هذا أسلوبى فى الكتابة الذى اخترته منذ البداية، ودائمًا ما كان يوجه إليَّ النقد من قبل القراء والنقاد من أن كتاباتى ليس بها أدب، على الرغم من استمتاعهم بقراءة الروايات، وهذا راجع للتصور القديم عن الكاتب أنه لا بد أن يستخدم ألفاظًا بها تشبيهات ومبالغات، وأنا لا أحبذ هذا النوع من الكتابة، ولكن أنقل الواقع ولا أحاول أن أقحم الفلسفة من خلال هذه التشبيهات. "إن التعليمات المرفقة بالأدوية الاجنبية المباعة فى بلادنا، توصى باستخدام جرعات أكبر من تلك التى توصى بها المرضى فى بلادها الاصلية.. فلماذا؟ «اللجنة» حينما قلت له أننى أتحير فى فهم شخصيته بعض الأحيان اقتطع جزء من «اللجنة» وقال لى هذا فيه بعض الشئ عني: «إن القرن الذى نعيش فيه هو بلا شك أعظم عصور التاريخ سواء من حيث ضخامة وقائعه وعددها، أو من حيث الآفاق التى تنتظره. فبأى شيء من هذه الوقائع، كالحروب والثورات والابتكارات، سيذكر قرننا فى المستقبل؟ رحبت بهذا السؤال رغم صعوبته، لأنى وجدت فيه فرصة الاستعراض معلوماتى فى موضوعات محببة لدى. قلت: وهذا سؤال قيم.. وبوسعى أن أذكر أمورًا كثيرة ذات خطر.. تدخل ذو الشعر الأشقر موضحًا: أننا نريد أمرًا واحدًا، ولابد أن تكون له صفة العالمية من حيث ماهيته أو دائرة نفوذه، فضلًا عن قدرته على تجسيد المعانى السامية والخالدة لحضارة هذا القرن.. ابتسمت وأنا أقول: وهنا وجه الصعوبة يا سيدى. فمن الممكن أن تذكر مارلين مونرو.. لأن هذه الفاتنة الأمريكية كانت حدثًا عالميًا حضاريًا بمعنى الكلمة. لكنه حدث عابر، سينضب بعد سنوات قليلة.. ويمكن أن نذكر غزو الفضاء سوى أنه لم يتمخض بعد عن شيء ذى قيمة.. ونفس المعيار يجعلنا نستبعد الكثير من الثورات.. ربما خطر لنا أن نتوقف عند فيتنام، وهو مالا أحبذه لما سيجرنا اليه ذلك من مداخلات إيديولوجية لا ضرورة لها. أقول كل هذا لأنكم طلبتم أمرًا سيذكر به قرننا فى المستقبل.. أولا يتحقق هذا، إذا ما وجد الشيء نفسه فى المستقبل ليكون تذكرة دائمة بنفسه؟ وهذا يقودنا للبحث فى اتجاه آخر.. وسنعثر بغير صعوبة على الطريق السليم.. لكنه للأسف طريق طويل مزدحم، كالطريق المؤدى إلى المطار، بلافتات كثيرة تحمل أسماء شديدة التنوع مثل فيليبس، توشيبا، جيليت، ميشلان، شل، كوداك، وستنجهاوس فورد، نسله، مالبورو.


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
بسبب أمل علم الدين.. جورج كلوني يصبغ شعره باللون الرمادي
استعاد النجم الأمريكي جورج كلوني مظهره المميز بشعره الرمادي، بعد أن كشف أن زوجته، أمل علم الدين، لم تُعجب بتغيير لون شعره إلى البني. جاءت هذه الخطوة بالتزامن مع انتشار شائعات حول توتر في علاقتهما الزوجية، إثر ظهور أمل منفردة في مهرجان كان السينمائي لعام 2025. وكان جورج كلوني قد غيّر لون شعره إلى البني أوائل هذا العام لتجسيد دوره الأول على مسرح برودواي في مسرحية Good Night, and Good Luck. لكنه كان مترددًا بشأن رد فعل زوجته، إذ صرّح لصحيفة نيويورك تايمز بأن أمل قد لا تحب التغيير. وعلى الرغم من أنه استمر بالشعر البني لعدة أشهر، قرر كلوني العودة إلى اللون الرمادي الذي لطالما اشتهر به. وظهر بمظهره الجديد خلال حفل غداء مرشحي جوائز توني في نيويورك، معتمراً قبعة بيسبول أظهرت خصلات شعره الرمادية. وسبق لكلوني أن صرّح بأن أمل لا تحب الشعر البني، كما توقع أن طفليهما التوأم، ألكسندر وإيلا، سيجدان شكله الجديد طريفًا ويضحكان عليه. aXA6IDE1NC4xNy4yNDguODQg جزيرة ام اند امز ES