
في ندوة نقاشية لتحالف رصد: الكشف عن انتهاكات صادمة بحق أطفال اليمن ومطالبات بتحقيق المساءلة
وتطرق المتحدثون لبعض الإحصائيات الصادمة منها: أن هناك 3210 طفلاً تعرضوا لانتهاكات جسيمة خلال فترة الحرب بحسب اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان، وتجنيد أكثر من 1000 طفل وإشراكهم في القتال، وتسجيل 13 حالة اغتصاب لأطفال، معظمها في مواقع عسكرية، واستمرار استخدام المدارس لأغراض عسكرية، حيث أشار "مطهر البذيجي" الرئيس التنفيذي لتحالف رصد إلى أن جماعة الحوثي "مسؤولة عن العدد الأكبر من المدارس التي تستخدم لأغراض الحرب ولم يتم اخلائها، وأن الجماعة هي المرتكب الأكبر لانتهاكات الستة الجسيمة للأطفال.
عُقدت الندوة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025، بمشاركة 50 ممثلاً عن الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والآليات الوطنية وممثلي الجهات الإعلامية والصحفية وهدفت إلى متابعة تنفيذ التوصيات التي قبلتها اليمن في "الاستعراض الدوري الشامل 2024" بشأن حقوق الطفل، وذلك ضمن مشروع SAFEII الهادف لتعزيز وضمان حقوق الأطفال اثناء النزاع في اليمن.
ادارت الندوة ويسرتها رئيسة مؤسسة وجود للأمن الإنساني مها عوض وقالت إن: "موضوع الندوة له خصوصية كبيرة لما له من ارتباط بأطفال اليمن، الذين يفترض أن يعيشوا حياة صحية بعيداً عن الحروب".
من جانبه تحدث الرئيس التنفيذي لتحالف رصد مطهر البذيجي في افتتاح الندوة وأشار الى أنشطة المشروع والتي نفذت عبر ثلاث مسارات الاول: "الرصد الميداني للانتهاكات الستة الجسيمة ضد الأطفال، ورصد اساليب التضليل الإعلامي، والتوعية بالانتهاكات الستة الجسيمة". كما تحدث عن طول مدة الحرب التي أضعفت المؤسسات وأدت الى غياب الكادر الفني المؤهل وعن دور منظمات المجتمع المدني في دعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل ومراقبة التقدم المحرز: "الحرب أفْرزت واقعاً مريعاً: المؤسسات الحكومية المعنية بتعزيز وحماية الأطفال تفككت والكادر المتبقي بحاجة الى تأهيل.
وكان الأستاذ نبيل عبدالحفيظ ماجد وكيل وزارة الشؤون القانونية وحوق الانسان قد تحدث في المحور الأول عن متابعة جهود الحكومة في تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل الخاصة بالأطفال حيث استعرض عمل اللجان المشكلة في هذا الجانب والتي تشرف عليها وتراسها وزارة الشؤون القانونية وحقوق الانسان، كما تحدث عن الواقع الصعب التي افرزته الحرب والتحديات التي فرضتها وتعيق تحقيق تقدم سريع في تنفيذ التوصيات.
وفي المحور الثالث تحدثت القاضية اشراق المقطري- عضو لجنة التحقيق الوطنية عن دور الآليات الوطنية في المتابعة والمساءلة لضمان تنفيذ التوصيات، ووصفت فشل عدد من الجهود بأنه مؤسف: "كل النوايا الطيبة لم تنعكس على حقوق الأطفال على الأرض". وأشارت إلى الطرف المتهم الرئيسي: "جماعة الحوثي تتصدر المشهد كممارس رئيسي للانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال منذ بداية الحرب".
وقال د. ثائر عمار ممثل مفوضية حقوق الإنسان في اليمن إن: "الاستعراض الدوري الشامل ليس منصة لإلقاء اللوم، بل فرصة لتعزيز حقوق الإنسان والمشاركة المجتمعية".
وشملت المحاور الرئيسية للندوة، جهود الحكومة: حيث أكد وكيل وزارة الشؤون القانونية "نبيل ماجد" على ضرورة تحسين التنسيق بين الجهات، لكنه اعترف بوجود معوّقات إدارية، ودور منظمات المجتمع المدني: حيث شدد البذيجي على ضرورة شراكة المجتمع المدني مع الحكومة في تقديم الدعم النفسي للأطفال ورصد الانتهاكات، ودور الآليات الوطنية: حيث طالبت المقطري بتفعيل أدوات الضغط لمساءلة الحكومة، مشيرة إلى ضعف التنسيق الرسمي، ودور المفوضية السامية: حيث دعا د. عمار إلى توحيد التقارير الدولية لدفع عجلة المساءلة.
وخلصت الندوة إلى توصيات ختامية منها: تطوير "خارطة طريق" مشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني لمتابعة تنفيذ التوصيات، تعزيز التنسيق الوطني بين جميع الجهات المعنية، وإصدار تقرير مشترك يُرفع إلى وزارة الشؤون القانونية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، تكثيف الحملات الإعلامية لتوثيق الانتهاكات وكسر حجب المعلومات.
كما خلصت الندوة إلى أن حماية أطفال اليمن تتطلب تحولاً من "الالتزام النظري" إلى "التطبيق الفعلي"، مع التأكيد على أن المساءلة الدولية هي الضامن الوحيد لإنهاء معاناة جيل كامل يواجه انتهاكات تُوصف بـ"الجسيمة" وفق القانون الدولي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
هاكرز 'سعوديون' ينجحون مجددًا في اختراق 'يمن نت'.. كيف حدث ذلك؟
يمن ديلي نيوز: للمرة الثانية خلال أقل من شهر، توقفت خدمة الإنترنت عبر مزود 'يمن نت' الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، في عدد من المحافظات اليمنية، بالتزامن مع إعلان مجموعة هاكرز تقول إنها سعودية مهاجمتها للمرة الثانية سيرفرات 'يمن نت' في صنعاء. ففي مساء 24 يوليو الماضي، شهدت خدمة الإنترنت عبر 'يمن نت' انقطاعًا للخدمة في صنعاء وعدد من المحافظات استمر لقرابة الساعة، وبالتزامن نشرت جماعة الهاكرز التي تطلق على نفسها S4uD1Pwnz (سفوردي بونز) أنها تمكنت من اختراق أنظمة الاتصالات، ما تسبب بانقطاع جزئي للإنترنت في عدة مناطق بصنعاء. ومساء الاثنين الماضي 11 أغسطس/آب الجاري، تكررت عملية الانقطاع لكن بشكل أوسع، حيث شهدت خدمة الإنترنت الأرضي (ADSL) انقطاعًا مؤقتًا استمر لقرابة نصف ساعة في العاصمة صنعاء الخاضعة لجماعة الحوثي ومعظم المحافظات اليمنية. وبالتزامن مع الانقطاع، خرجت مجموعة الهاكرز (سفوردي بونز) لتعلن مسؤوليتها عن انقطاع خدمة الإي دي إس إل. وكتبت مجموعة الهاكرز على قناتها على تلغرام: 'يتم في هذه اللحظة تعطيل شبكات شركة الاتصالات يمن نت، وبالتحديد خطوط ADSL، ونتوقع بشكل كبير توسع الهجوم لكافة محافظات اليمن'. تفسير سيبراني يقول المتخصص في الأمن السيبراني 'فهمي الباحث' لـ'يمن ديلي نيوز' إن الهجوم الذي طال 'يمن نت' مساء الاثنين الماضي هو عبارة عن استمرار لعمليات متبادلة بين الحوثيين وبين جماعة الهاكرز التي تدعي أنها سعودية. وأضاف: 'في البداية قال المهاجمون إن الهجوم يأتي ردًا على نشر بيانات خاصة بالسعوديين والسعوديات بإحدى الحسابات التابعة للحوثيين، وقالوا إنه إذا توقف الحوثيون عن النشر فسيتوقفون عن الاستهداف'. واستدرك: 'لكنهم عادوا أمس الأول من جديد، لا أدري ما التطورات ولكن عادوا ونفذوا هجومًا آخر'. ورداً على سؤال 'يمن ديلي نيوز' حول تفسيره لتكرار الهجوم للمرة الثانية، قال الباحث: 'هذا يعني أن المهاجمين استطاعوا أن يعرفوا ثغرات معينة وتم زرع بوابات خلفية وما يسمى بـ 'الباكدور' على سيرفرات يمن نت التي تمكنهم من العودة والاختراق مرة أخرى'. واختتم: 'يبدو أن مهندسي المؤسسة العامة للاتصالات في صنعاء لم يتمكنوا من سد هذه الثغرات أو معرفة الطريقة التي دخل بها الهاكرز من البداية'. مرتبط هاكرز سعوديون يمن نت خدمة الانترنت


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
الحوثيون يطلقون قناة فضائية جديدة
دشنت جماعة الحوثي في اليمن، إطلاق قناة فضائية تحمل اسم "المولد النبوي" لتُضاف إلى سلسلة القنوات الفضائية التي تديرها من صنعاء وبيروت. ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن القناة تُدار حاليًا من قبل مؤسسة الإمام الهادي- الذراع الدعائية لجماعة الحوثي- وتشرف عليها الهيئة الإعلامية التي تُكلَّف بإدارة المكينة الإعلامية للحوثيين، وتحصل على مبالغ مالية ضخمة تُضَخ لها من وزارة المالية شهريًا. وأوضحت تلك المصادر أن القناة الجديدة ستستمر في بث برامجها ونقل الفعاليات المرتبطة بالمولد النبوي وتغطيات إعلامية لاحتفالات المولد النبوي تشمل بلدانًا أخرى على رأسها "إيران ولبنان". ويتزامن إطلاق القناة الفضائية ضمن استعدادات الجماعة للاحتفال بذكرى المولد النبوي كحدث تسعى من خلاله لإظهار قوتها وحضورها الشعبي من خلال حجم الفعاليات اليومية التي تُجبر المكاتب الحكومية والمؤسسات الأهلية والمواطنين على تنظيمها في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وتمتلك جماعة الحوثي عدة قنوات فضائية منها ما يُدار من قبل وزارة الإعلام - حكومية - (اليمن، اليمن الوثائقية، عدن، الإيمان، سبأ) وقنوات أخرى تُدار من قبل شخصيات يمنية في بيروت، وأخرى تحصل على تمويلات من قبل الحوثيين عبر ما يسمى الهيئة الإعلامية (المسيرة، المسيرة مباشر، الساحات، اللحظة، الهوية).


وكالة 2 ديسمبر
منذ 4 ساعات
- وكالة 2 ديسمبر
سمير اليوسفي يكتب: ماكينة الصرّاف الحوثية
سمير اليوسفي يكتب: ماكينة الصرّاف الحوثية منذ أن قرر الحوثيون، في 21 سبتمبر 2014، أن اليمن مزرعة خاصة، تحوّل البلد إلى ماكينة صرّاف آلي تعمل على مدار الساعة. لكن صاحب البطاقة واحد، والشعب لا يعرف حتى كلمة المرور. أكثر من 103 مليارات دولار تدفقت إلى جيوبهم خلال عشر سنوات، بمعدل 10.3 مليارات في السنة، أو 28.2 مليونًا كل يوم. كل دقيقة تمر، هناك آلاف الدولارات تتبخر… لكن ليس باتجاه رواتب المعلمين أو الأطباء. بدأوا من الخزنة الكبرى: البنك المركزي. احتياطي قدره 5 مليارات دولار ذهبت لتمويل الجبهات، ووديعة سعودية بمليارين تبخرت، وأربعمائة مليار ريال من خزائن الحكومة تبعثرت، و5 تريليونات ريال من سندات الخزانة بقيمة 9 مليارات دولار أُحرقت بين القذائف. حتى أموال المتقاعدين في هيئة الضمان الاجتماعي، أكثر من 24 مليار ريال من ودائع وحسابات واستثمارات العمال، تحولت إلى استثمار في الحرب. أما مخصصات الرعاية الاجتماعية، التي كان يفترض أن تُطعم مليونًا ونصف المليون إنسان، فقد غذّت ماكينة الحرب، بما فيها 435 مليون دولار من السعودية و100 مليون دولار من الولايات المتحدة. ثم جاءت مرحلة الإتاوات. عشرة مليارات دولار من الجبايات والرسوم غير القانونية تُفرض على كل شيء يتحرك في اليمن. كل تاجر يدفع، من مستورد النفط إلى بائع البطاطا. جمارك بين المدن، ضرائب مضاعفة، ورسوم على كل شيء: من اللافتات إلى الهواء. ومن لم يدفع بحجة 'المجهود الحربي'، دفع تحت لافتة 'التحسين' أو 'التنظيف'، وكأن صنعاء ستتحول إلى جنيف بمجرد تسديد الرسوم. النفط كان كنزهم الأكبر: 30 مليار دولار في عشر سنوات. احتكار كامل، رفع أسعار، أزمات مصطنعة، ثم بيع البنزين بضعف سعره. نصف لتر في خزان سيارتك، والنصف الآخر في تمويل الطائرات المسيّرة. الموانئ الثلاثة — الحديدة، الصليف، ورأس عيسى — جلبت لهم 20 مليار دولار. كل سفينة تدفع، كل حاوية تدفع، وحتى البضاعة التي تفسد في الانتظار تدفع رسوم تخزين. المساعدات الإنسانية، التي جاءت لإنقاذ الجائعين، اختفت في الطريق. 10 مليارات دولار من الغذاء والدواء تحولت إلى السوق السوداء، تُباع بأضعاف سعرها، مع بطاقة مكتوب عليها 'إهداء من برنامج الغذاء العالمي'. الاتصالات تدر عليهم 5 مليارات. الإنترنت بطيء لدرجة أن رسالة واتساب تصل بعد أن تكون صلاحيتها انتهت، لكن الأموال تصلهم أسرع من الضوء. السجائر أضافت 5 مليارات أخرى. كل نفس دخان يشعل حربًا في مكان آخر. احتكار للاستيراد، ضرائب خانقة، وسيطرة على المصانع. حتى القضاء دخل في اللعبة. اخترعوا 'الحارس القضائي' الذي يضع يده على أملاكك بحكم المحكمة، ثم يبيعها وكأنها إرث من جده. 3 مليارات دولار بهذه الطريقة. تزوير العملة يبدو مبلغه صغيرًا، 25 مليون دولار، لكنه يكفي لزيادة التضخم، وكأن الأسعار لم تكن كافية لدفع الناس إلى الجنون. وفي النهاية، اقتحموا القطاع الخاص كما يدخل القط على المطبخ: مصادرة شركات، فرض شراكات إجبارية، غسل أموال، وتحويلات خارجية. شبكة مالية تحولت إلى بنك جريمة دولي، لكن بفروع داخل اليمن فقط. هذا ليس فسادًا عابرًا، بل مشروع اقتصادي كامل هدفه أن يبقى الحوثي غنيًا واليمنيون فقراء. وإذا كان العالم جادًا في وقف الحرب، فعليه أن يبدأ بإغلاق هذه الصرافات قبل أن يستيقظ اليمن ليجد نفسه شركة خاصة مسجَّلة باسم الحوثي وإخوانه. Page 2