logo
أربع شركات كبرى تهيمن على قطاع الذكاء الاصطناعي

أربع شركات كبرى تهيمن على قطاع الذكاء الاصطناعي

المستقلة/- يجهل معظم الأشخاص أنهم وفي كل مرة يطرحون فيها سؤالاً على ChatGPT، يشاركون ودون قصد في تعزيز احتكار 4 شركات على قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي.
والمفارقة، أن هذا الواقع لن يختلف بتاتاً حتى لو لجأ المستخدمون إلى أحد منافسي ChatGPT مثل Gemini، فنفوذ هذه الشركات الأربع يمتد ليسيطر على الغالبية العظمى من روبوتات الدردشة الذكية، التي تستمد قوتها من شرائح خارقة، تتشارك في تصميمها وإنتاجها وتوزيعها، 4 شركات هي Nvidia الأميركية و TSMC التايونية وSK Hynix الكورية و ASMLالهولندية.
فرغم تنوّع أسماء منصات الذكاء الاصطناعي، إلا أن معظمها يتغذّى على شرائح شركة Nvidia، التي تسيطر على نحو 92 في المئة من سوق الشرائح الالكترونية، المتخصصة في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
ولكن حتى Nvidia، ورغم قوتها الهائلة، تعتمد بشكل مباشر على ثلاث شركات لإنتاج الشرائح الخاصة بها، حيث تقوم شركة SK Hynix الكورية الجنوبية بتزويد Nvidia بذواكر الوصول العشوائي عالية الأداء، في حين تتولى شركة TSMC التايوانية، عملية تصنيع شرائح Nvidia وفق أعلى المعايير التقنية، وذلك اعتماداً على أدوات الطباعة الضوئية المتقدمة، التي تقوم بتصنيعها شركة ASML الهولندية، وهي الوحيدة في العالم القادرة على إنتاج هذه الأدوات المتطورة، التي يصل سعر الآلة منها إلى حوالي 380 مليون دولار.
وبحسب تقرير نشرته 'بلومبرغ' ، فإن كل شركة من هذه الشركات تملك موقعاً شبه احتكاري في مجالها، ولذلك حين يطرح أي مستخدم سؤالاً بسيطاً على روبوتات الدردشة الذكية، يكون قد حرّك اقتصاداً كاملاً تقوده قلّة تتحكم في واحد من أغلى الاحتكارات في التاريخ، حيث تجاوزت القيمة السوقية لشركة إنفيديا وشركائها الرئيسيين الثلاثة مجتمعين، 4 تريليونات دولار أميركي وذلك حتى منتصف مارس 2025.
وحالياً تُشكّل إنفيديا وحدها 6 في المئة، من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لأسهم الشركات الأميركية الرائدة، في حين أصبحت شركتا TSMC وASML الشركتين الأكثر قيمة في بلديهما. وفي العديد من الصناعات، قد يدفع هذا النوع من الهيمنة، جهات مكافحة الاحتكار إلى التهديد بتفكيك هذه الكيانات العملاقة أو فرض قيود صارمة على ممارساتها.
بالنسبة لحصة السوق، نعم، علماً أن تعريف مفهوم 'الاحتكارات' يختلف من قطاع لآخر، ولكن عموماً يُنظر إلى أي حصة تزيد عن 70 في المئة في السوق على أنها احتكار، خصوصاً في حال وجود عوائق تمنع دخول منافسين جدد.
ولكن بالنسبة إلى ما إذا كانت هذه الشركات الأربع تتصرف كاحتكارات تقليدية، فالأمر مختلف، ويعتمد على تحليل عدة عناصر، فمثلاً تزداد الاحتكارات خطورة، عندما تتمكن شركة ما من استغلال هيمنتها بفرض أسعار أعلى على العملاء، وهو الأمر الذي تفعله شركتا Nvidia وSK Hynix اللتان تفرضان أسعاراً أعلى على السوق، وذلك بسبب قلة البدائل المتاحة للمشترين أو انعدامها.
وتبيع إنفيديا بعض أنواع الشرائح المشغلة لأنظمة الذكاء الاصطناعي بسعر يصل إلى 90 ألف دولار للشريحة الواحدة، وتُظهر النتائج المالية للشركة أن هامش الربح لديها مرتفع جداً، ويفوق نسبة الـ 70 في المئة، وذلك بعد خصم تكلفة الإنتاج من الإيرادات، حيث يعد هذا الرقم مرتفعاً بشكل ملحوظ.
أما من حيث العوامل الأخرى، فمن الصعب إثبات أن Nvidia وTSMC وSK Hynix و ASML تُسيء استخدام السوق، أو تفعل شيئاً مُناهضاً للمنافسة، فجوهر النجاح الذي تحققه هذه الشركات، مبني على فكرة أنها تقوم بعملها بشكل صحيح، بمساندة من الميزانيات الضخمة التي تنفقها على عمليات البحث والتطوير، التي تسمح لها بتطوير منتجاتها بعيداً عن أي سلوك مُناهض للمنافسة.
وتقاوم الشركات الأربع إلى حد كبير فكرة احتكارها للسوق، وهي لا ترى أن هيمنتها جاءت بشكل غير عادل أو بسبب عزل منافسيها، حيث قال متحدث باسم Nvidia في بيان، إن الشركة تتنافس مع العديد من موردي ومقدمي خدمات الحوسبة السحابية وشركات الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن عملاء الشركة يقدّرون الحلول الشاملة التي تقدمها.
تهديد تنظيمي؟
من غير المرجح أن يُفكك مسؤولو مكافحة الاحتكار في أميركا Nvidia، فلا يمكن معاقبة الشركة لمجرّد أنها نجحت في المكان الذي فشل فيه غيرها، وهذا الوضع ينطبق أيضاً على TSMC وSK Hynix وASML، ولكن ما يمكن أن تفعله سلطات مكافحة الإحتكار، هو التحقيق في كيفية نمو هذه الشركات بهذه السرعة، وما إذا كان هذا الأمر قد انطوى على أي مخالفة.
إلى متى تدوم الاحتكارات؟
يقول الخبراء المتخصصون في دراسة أسباب صعود وهبوط احتكارات التكنولوجيا، إنه غالباً ما يكون من الصعب تفكيك الاحتكارات في هذا القطاع، حيث تميل هذه الشركات إلى البقاء لمدة طويلة، ولكن التاريخ يُظهر أن المنافسة القوية المدعومة بابتكارات جديدة، هي التي تطيح بالاحتكارات الكبرى، كما حدث مع هواتف بلاك بيري ونوكيا بعد ظهور الآيفون، وكذلك مع كوداك بعد انتشار الكاميرات الرقمية.
احتكار أم تفوق تكنولوجي؟
وفي هذا السياق يتحدث المحلل والكاتب المختص بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ألان القارح، ، ويقرّ بأنه حتى اليوم، تسيطر 4 شركات فقط على صناعة الرقائق وأشباه الموصلات، التي تُشغّل الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن في المقابل علينا أن نسأل أنفسنا، 'هل هذا الاحتكار الرباعي هو احتكار غير مشروع، أم أنه ناتج عن تفوق تكنولوجي طبيعي؟' والجواب على هذا السؤال يكشف بالبراهين أن ما يحصل هو حصيلة تفوّق الشركات الأربع في مجالها، وليس نتيجة ممارسات احتكارية تقليدية، فمثلاً اخترع مهندسو شركة SK Hynix الكورية، طريقة مبتكرةً لتغليف ذواكر الوصول العشوائي عالية الأداء، تمنع ارتفاع درجة حرارتها، في حين أن شركة سامسونغ التي تنتج هذا النوع من الذواكر، لم تستطع بعد تحقيق هذا الاختراق التقني.
ويكشف القارح أن شركة TSMC التايوانية ابتكرت 'مسابك' خاصة ومتطورة، تستخدم في عملية تصنيع الرقائق فائقة الجودة وهو ما لم تتمكن الشركات المنافسة لها، مثل إنتل وسامسونغ من فعله، وهذا التفوق الذي حققته TSMC بفعل ابتكاراتها الخاصة، جعلها المسؤولة عن تصنيع 99 في المئة من رقائق الذكاء الاصطناعي في العالم خلال العام 2024، أما شركة ASML الهولندية فالتفوّق الذي حققته في مجالها، ناتج عن كونها الشركة الوحيدة في العالم، التي تصنع معدات لطباعة الرقائق، تعمل بالأشعة فوق البنفسجية الشديدة، وهو الأمر الذي لم تتمكن من فعله أي شركة أخرى حتى الساعة.
وبالنسبة للتفوق الذي تحققه إنفيديا في مجالها، فيكشف القارح أن الشركة الأميركية، راهنت مبكراً على طرح تصاميم مبتكرة لرقائق للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن مهندسي إنفيديا، اكتشفوا منذ نحو 10 سنوات أنه يمكن تصميم رقائق، تشبه إلى حد كبير الدماغ البشري، وتملك القدرة على معالجة المهام الحسابية المتعددة في وقت واحد، وبالتالي عملت إنفيديا على تنفيذ خطتها ونجحت في ذلك، وهي باتت اليوم تتفوق على جميع منافسيها بفارق كبير، إذ تستحوذ على حوالي 92 في المئة من سوق الشرائح المتخصصة في تشغيل الذكاء الاصطناعي.
ويشرح القارح أنه عندما تبيع إنفيديا شرائحها بسعر يصل إلى 90 ألف دولار للشريحة الواحدة، فإن ذلك لا يشمل فقط كلفلة المكونات والأجزاء والتقنيات المستخدمة في عملية التصميم والتصنيع، فجزء كبير من الإيرادات التي تحققها إنفيديا من مبيع هذه الشرائح، يتم تخصيصه للقيام باستثمارات ضخمة تغطي كلفة عمليات البحث والتطوير، بما يضمن بقاء الشركة في طليعة المبتكرين في هذه الصناعة، لافتاً إلى أن العامل الحاسم في أي تراجع قد يطرأ على أسعار منتجات إنفيديا، يبقى ظهور منافس جدي في السوق، حيث أن أي اختراق تقني من شركة منافسة، سيؤدي حتماً إلى تراجع الأسعار، والسيناريو نفسه ينطبق على TSMC وSK Hynix وASML، حيث تترقب السوق أي منافس جديد، قد يعيد رسم خريطة الصناعة.
هل تستمر الاحتكارات إلى الأبد؟
ويؤكد القارح أن الاحتكارات في قطاع التكنولوجيا، نادراً ما تستمر إلى الأبد، وفي حالة إنفيديا، فإن احتكارها الفعلي لسوق شرائح الذكاء الاصطناعي، لم يتجاوز حتى الآن 3 سنوات، وهو وقت قصير نسبياً في عالم التكنولوجيا المتغير بسرعة، ولذلك لا يمكن اعتبار نفوذها المطلق أمراً لا رجعة فيه، فالتاريخ مليء بأمثلة لشركات هيمنت على أسواقها لسنوات، قبل أن تفقد سيطرتها لصالح منافسين جدد، ومع استمرار الاستثمار في الأبحاث والتطوير على تقنيات الذكاء الاصطناعي، قد تكون سيطرة هذه الشركات الأربع على السوق مسألة وقت قبل أن يظهر لاعب جديد قادر على تغيير المعادلة الراهنة.
المصدر: سكاي نيوز عربية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس اللبناني يزور بغداد قريباً والوقود ونفط كركوك أبرز ما في أجندته
الرئيس اللبناني يزور بغداد قريباً والوقود ونفط كركوك أبرز ما في أجندته

شفق نيوز

timeمنذ 27 دقائق

  • شفق نيوز

الرئيس اللبناني يزور بغداد قريباً والوقود ونفط كركوك أبرز ما في أجندته

شفق نيوز/ أكد المحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري، يوم الأربعاء، أن زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون المرتقبة إلى بغداد، تمثل محطة مهمة في مسار العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، فيما أشار إلى أن الزيارة ستركز على الجوانب الاقتصادية وأهمها الوقود وإعادة تفعيل مصفاة "شمال لبنان" التي تزود بنفط كركوك. وقال العاقوري لوكالة شفق نيوز، إن "العراق كان من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب لبنان، حيث قدم له المحروقات بموجب اتفاقية دين، من دون اشتراط الدفع المسبق، وهو ما خفف من وطأة الانهيار"، مبيناً أن "العهد اللبناني الجديد يرث اليومم التزاماً بقيمة مليار ومئتي مليون دولار نتيجة هذا الدعم". وأوضح أن "العلاقات بين البلدين تتعدى الجانب السياسي، لتشمل مجالات اقتصادية مهمة، أبرزها التعاون في قطاعات الطاقة والنفط والغاز، بما في ذلك استئجار الغاز الطبيعي العراقي". وبين "عند رفع العقوبات عن سوريا، يمكن إعادة تشغيل مصفاة النفط شمال لبنان، والتي كانت تعتمد على الخام العراقي المنقول من كركوك إلى طرابلس، وهو ما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد اللبناني". وتابع العاقوري أن "تعزيز التبادل في المنتجات الزراعية وزيادة أعداد السياح العراقيين إلى لبنان، يمثلان جوانب أخرى من هذا التعاون البنّاء". أما في الشأن السياسي، فأشار إلى أن "لبنان يسعى اليوم إلى استعادة سلطة الدولة على كامل أراضيه، وإنهاء مرحلة جعله ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية"، مضيفاً أن "العراق ولبنان يتقاطعان في الرغبة بإرساء علاقات دولية قائمة على الاحترام والتعاون بعيداً عن أي أجندات خارجية". وختم العاقوري بالقول: "المرحلة الحالية تتطلب مزيداً من التعاون المباشر بين الدولتين، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، خصوصاً في ظل الأزمات المتشابكة في المنطقة". وذكرت مصادر، أن الرئيس اللبناني جوزيف عون، سيزور بغداد خلال أيام، وذلك بعد تعذره عن ترؤس وفد بلاده لحضور القمة العربية الأخيرة التي عقدت بالعراق. ووقع لبنان مع العراق اتفاقاً في تموز/ يوليو 2021 لاستيراد مليون طن من وقود الفيول للتخفيف من أزمة الكهرباء في البلاد، ووصلت أول باخرة إلى لبنان محملة بـ31 ألف طن من هذه المادة في 16 أيلول/ سبتمبر 2021. ويواجه لبنان ديونًا متراكمة لصالح العراق تتجاوز مليار دولار، تشمل مستحقات النفط الخام المورّد منذ 2021، إضافة إلى ديون أقدم تعود لفترة ما قبل 2003. ورغم عدم سداد بيروت لهذه المستحقات، يستمر العراق في تزويدها بالنفط، مراعيًا الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. وحتى نهاية 2024 ومع استمرار تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، تراكم على لبنان مبلغ هائل مقابل شحنات الفيول، حيث لم يسدّد سوى 118 مليون دولار من أصل 2 مليار دولار، ويعود هذا الدين المتراكم إلى ثلاث نسخ متتالية من العقود المجددة بين الطرفين.

الدينار العراقي يتحسن مع إغلاق بورصات بغداد واربيل
الدينار العراقي يتحسن مع إغلاق بورصات بغداد واربيل

شفق نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • شفق نيوز

الدينار العراقي يتحسن مع إغلاق بورصات بغداد واربيل

شفق نيوز/ انخفضت أسعار صرف الدولار الامريكي ازاء الدينار العراقي في أسواق العاصمة بغداد وأربيل عاصمة إقليم كوردستان، مع إغلاق البورصات مساء اليوم الأربعاء. وقال مراسل وكالة شفق نيوز، إن أسعار الدولار تراجعت عند إغلاق بورصتي الكفاح والحارثية، لتسجل 140,850 ديناراً مقابل كل 100 دولار، بعد أن كانت صباح اليوم عند 141,050 ديناراً. وأشار المراسل إلى أن أسعار البيع في محال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد بلغت 140,000 دينار مقابل 100 دولار، في حين بلغ سعر الشراء 142,000 دينار مقابل 100 دولار. أما في أربيل، فسجل الدولار انخفاضًا أيضًا، حيث بلغ سعر البيع 140,700 دينار لكل 100 دولار، وسعر الشراء 140,500 دينار مقابل 100 دولار أمريكي.

العراق وروسيا أكبر مستوردي الحمضيات التركية خلال نيسان
العراق وروسيا أكبر مستوردي الحمضيات التركية خلال نيسان

شفق نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • شفق نيوز

العراق وروسيا أكبر مستوردي الحمضيات التركية خلال نيسان

شفق نيوز/ أعلنت جمعية مصدري الفواكه والخضروات التركية، اليوم الأربعاء، أن العراق وروسيا كانتا أكبر مستوردين للحمضيات التركية خلال شهر نيسان الماضي. وقال رئيس الجمعية، فرحات جوروز، في تصريح صحفي، إن "صادرات الحمضيات في نيسان/ ابريل الماضي بلغت قيمتها 62.1 مليون دولار، مسجلة زيادة بنسبة 36%"، مشيراً إلى أن "ارتفاع صادرات الليمون واليوسفي كان له الأثر الأكبر في هذا النمو". وأضاف جوروز أن "قيمة صادرات محصول اليوسفي ارتفعت بمعدل كبير بلغ 220%"، لافتاً إلى أن "العراق وروسيا حافظتا على موقعهما كأكبر سوقين للحمضيات التركية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store