
مصدر استخباراتي: إعادة انتخاب ترامب مهّد الطريق أمام الهجمات الإسرائيلية على إيران
المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها لاعتبارات أمنية، قالت ليورونيوز إن عملاء الموساد حددوا العوامل الاستراتيجية الرئيسية والظروف السياسية التي مكنتهم من التحضير للهجوم على إيران والشروع فيه. ومن بين هذه العوامل، ذكروا تكثيف الحرب بالوكالة، وانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزخم المفاوضات النووية مع القوى الغربية.
في 13 يونيو، شنت إسرائيل عدة هجمات برية وجوية على إيران، مما أسفر عن مقتل قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين وسياسيين إيرانيين، وإلحاق أضرار أو تدمير الدفاعات الجوية والمنشآت العسكرية النووية لطهران.
ردت إيران بغارات بالصواريخ والمسيّرات على المدن والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بمساعدة الحوثيين في اليمن.
دافعت الولايات المتحدة عن إسرائيل ضد هذه الهجمات، وفي اليوم التاسع للمواجهة، قصفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وردّا على ذلك، قصفت إيران قاعدة العيديد الأمريكية في قطر. وفي 24 يونيو، وتحت ضغط واشنطن، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
ادعى العدوّان اللدودان الانتصار بعد وقف إطلاق النار. وأكدت تل أبيب وواشنطن أنهما أضعفتا بشكل كبير قدرات إيران الصاروخية والنووية، في حين نفت طهران هذه المزاعم. وبين النفي والتأكيد، التقييمات المستقلة محدودة حاليًا بسبب السرية التي تحيط بالبرنامج النووي الإيراني.
فرص الحلول الدبلوماسية
قالت إسرائيل والولايات المتحدة إن الهجوم كان مخططا له منذ سنوات عديدة، بالتوازي مع الانخراط الدبلوماسي مع إيران.
وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي أول ليورونيوز: "لم تخفِ إسرائيل أبداً حقيقة أنها تريد تدمير البرنامج النووي الإيراني، ولم تخفِ أبداً حقيقة أنها كانت مستعدة أيضاً للسماح بحل المشكلة دبلوماسياً، طالما أن الحل الدبلوماسي يمنع إيران ليس فقط من تخصيب اليورانيوم، بل من الحصول على القدرة على تشكيل تهديد وجودي لدولة إسرائيل".
وقالت المصادر إن الاتصالات الدبلوماسية لم تسفر عن أي نتائج ملموسة، في الوقت الذي ازدادت فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 2016 إلى 2020.
في عام 2018، سحب ترامب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، الذي حد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات. وفي أعقاب إعادة فرض الولايات المتحدة للعقوبات، بدأت إيران في عام 2019 بتجاهل القيود النووية التي يفرضها الاتفاق.
حربٌ بالوكالة
في هذه الأثناء، كانت الحرب بالوكالة بين إسرائيل وإيران تتصاعد تدريجياً.
"أعتقد أن اللحظة المحورية كانت في أبريل 2024، عندما أطلقت إيران صواريخ مباشرة من أراضيها على إسرائيل. وحتى ذلك الحين، كانت إيران تعتمد في المقام الأول على وكلائها لمهاجمة إسرائيل، بينما كانت إسرائيل تنفذ عمليات سرية داخل إيران مع إمكانية الإنكار بهدف منع التصعيد إلى حرب شاملة".
في أبريل/نيسان 2024، أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل ردًا على الضربة الإسرائيلية على قنصليتها في سوريا التي أسفرت عن مقتل العميد محمد رضا زاهدي. وكان أرفع مسؤول عسكري إيراني يُقتل منذ اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في عام 2020 على يد إدارة ترامب . وكان سليماني "مهندس" حرب إيران بالوكالة في الشرق الأوسط.
"أعتقد أنه كان على إسرائيل أن تنتظر من أبريل 2024. كانت بحاجة إلى الوقت لجمع كل ما تحتاجه من معلومات استخباراتية وتخطيط لكي تطمئن بأننا سنكون بالفعل في أول يومين أو ثلاثة أيام من الحرب في وضع نسيطر فيه على الوضع بشكل كامل، وبأقل قدر من الخسائر في الداخل، وبسيطرة كاملة على المجال الجوي الإيراني، مع القدرة على الهجوم متى وأينما نريد".
إعادة انتخاب ترامب
كان انتخاب دونالد ترامب للمرة الثانية رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لحظة محورية أخرى كانت محط ترحيب من قبل المصادر الأربعة.
"كانت الخطة الأصلية هي الهجوم في أكتوبر 2024. كان ذلك بعد الهجوم الصاروخي المباشر الثاني الذي شنته إيران على إسرائيل بعد اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله في لبنان في سبتمبر/أيلول"، قالت المصادر الاستخباراتية الأولى، لكن الهجوم تأجل لانتظار الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني.
"أعتقد أنه كان من المهم جداً بالنسبة لإسرائيل أن يفوز ترامب في تلك الانتخابات. وبمجرد انتخاب ترامب، ركز بشكل رئيسي على التوصل إلى صفقة رهائن"، قال المصدر الثاني، في إشارة إلى الصراع بين حماس وإسرائيل.
"وبمجرد توقيع صفقة الرهائن في آذار/مارس 2025 تقريبًا، أصبحت إسرائيل مرة أخرى في وضع يسمح لها بمهاجمة إيران. لكن الولايات المتحدة وإيران دخلتا في مفاوضات، في محاولة للتوصل إلى حل سلمي لقضية تخصيب إيران لليورانيوم وبرنامجها النووي".
المفاوضات الأمريكية الإيرانية
في مارس، بدأت الولايات المتحدة وإيران مفاوضات غير مباشرة حول البرنامج النووي الإيراني. لم تسفر المفاوضات عن اتفاق، على الرغم من أن النظراء وصفوها بأنها "بناءة".
"أعطى ترامب 60 يومًا لتلك المفاوضات. وفي اليوم التالي، هاجمت إسرائيل إيران. أعتقد أنه من الواضح أن ذلك تم بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية"، هذا ما قالته جميع المصادر الاستخبارية الإسرائيلية الحالية والسابقة ليورونيوز.
لم تصرح واشنطن علنًا أبدًا أن الهجوم الإسرائيلي الأول على إيران كان منسقًا. إلا أنه في أعقاب الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في مؤتمر صحفي في 23 يونيو إن العملية كان مخططاً لها منذ سنوات عديدة.
"عندما هاجمنا، كنا في نهاية فترة الستين يومًا من المفاوضات. وأعتقد أنه كان من الواضح جداً لترامب في هذه المرحلة أن الإيرانيين لم يكونوا على استعداد للتخلي عن التخصيب على الأراضي الإيرانية، على الرغم من أن المفاوضات طرحت بعض الحلول المثيرة للاهتمام في هذا الشأن. على سبيل المثال، نوع من الوكالة الدولية للتخصيب التي من شأنها أن تخصص اليورانيوم المخصب بمستويات مدنية لجميع دول المنطقة المهتمة بذلك".
"أدرك ترامب أن إيران كانت منخرطة في المفاوضات لمجرد كسب الوقت، دون نية حقيقية للتوصل إلى حل. وكانت المحادثات بمثابة فخ، حيث أعطت إيران انطباعًا بأنها لن تتعرض للهجوم، خاصة وسط تقارير صحفية واسعة الانتشار تفيد بأن إسرائيل كانت على وشك توجيه ضربة".
ما بعد الحرب
في الوقت الذي ادعت فيه إيران الانتصار واحتفلت بصمودها أمام الغزو الإسرائيلي، قالت مصادر استخباراتية في الدولة العبرية إن النظام في طهران بات ضعيفًا بعد الهجوم.
"لقد خرجت إسرائيل من عدة صراعات في موقف استراتيجي أقوى في المنطقة، ولكنها في موقف سياسي أكثر صعوبة مع شركائها الغربيين، ربما باستثناء واشنطن. نحن في لحظة حساسة للغاية، ليس لدى كل من إسرائيل وإيران الكثير لتكسبه من خلال الضغط أكثر في الوقت الحالي"، قال إيان ليسر، زميل ومستشار رئيس صندوق مارشال الألماني ليورونيوز.
"لدى إيران خيارات أقل الآن. أحدها و العودة إلى المفاوضات. والخيار الآخر هو اللجوء إلى أساليبها التقليدية للرد، والتي تعتمد على الوكلاء والأعمال غير التقليدية، بما في ذلك الإرهاب. وهناك أيضاً احتمال أنه إذا احتفظت إيران ببعض القدرة على تطوير أسلحة نووية، فقد ترى في ذلك مساراً آخر. لكنني لا أعتقد أن أحداً سيسمح لها بذلك. قد تكون هناك خلافات حول الاستراتيجية والسياسة الإسرائيلية، لكن بشكل عام، فإن إسرائيل وشركاءها الغربيين ليسوا على استعداد للتسامح مع إيران نووية".
وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي رابع سابق لـ"يورونيوز" إنه لو كانت الحرب قد استمرت أكثر من ذلك، لربما كانت إسرائيل ستهاجم منشآت الغاز والنفط. ومع ذلك، وبعد وقف إطلاق النار، استؤنفت المفاوضات على المستوى الدبلوماسي.
ففي 25 يوليو، التقى دبلوماسيون إيرانيون بنظرائهم من ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا لإجراء محادثات في اسطنبول، وهي المرة الأولى منذ الهجوم الإسرائيلي على إيران في منتصف يونيو، وسط تحذيرات من أن هذه الدول الأوروبية قد تؤدي إلى "إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران".
أما المصدر الاستخباراتي الثاني فقال إن إسرائيل ستحتفظ بعد النزاع بالسيطرة على المجال الجوي للجمهورية الإسلامية من أجل "تدمير أي شيء قد يوحي بأن الإيرانيين يستعدون لإعادة بناء أي من القدرات التي دمرناها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 7 ساعات
- يورو نيوز
الترويكا الأوروبية تهدد بفرض عقوبات على إيران إذا لم تعد للمفاوضات النووية قبل نهاية أغسطس
أفادت صحيفة فايننشال تايمز أن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة قد أبلغت الأمم المتحدة استعدادها لإعادة فرض العقوبات على إيران إذا لم تعد إلى المفاوضات مع المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، وذلك عبر تفعيل ما يُعرف بـ"آلية الزناد" التي تتيح استئناف العقوبات الأممية بشكل تلقائي تقريبًا. ووفقًا للتقرير، الذي استند إلى رسالة اطلعت عليها الصحيفة، بعث وزراء خارجية ما يُعرف بـ"الترويكا الأوروبية" رسالة إلى الأمم المتحدة، الثلاثاء 12 آب/أغسطس، للتلويح بإمكانية تفعيل الآلية، في حال لم تُظهر طهران استعدادًا لاتخاذ خطوات ملموسة. وجاء في نص الرسالة: "لقد أوضحنا أنه إذا لم تكن إيران مستعدة للتوصل إلى حل دبلوماسي قبل نهاية آب/أغسطس 2025، أو لم تغتنم فرصة التمديد، فإن الترويكا الأوروبية مستعدة لتفعيل آلية الزناد". من جهته، أفاد موقع أكسيوس نقلا عن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمتلك إيران سلاحا نوويا متعهّدا بفرض حظر على الأسلحة والمعدات النووية وبمزيد من القيود إذا انتهكت طهران التزاماتها وفق ما جاء في تقرير أكسيوس. المفاوضات في إسطنبول هذا التحذير جاء بعد محادثات مباشرة بين إيران والدول الأوروبية الثلاث في إسطنبول، يوم الجمعة 25 تموز/يوليو، وهي أول جولة من نوعها منذ الضربات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية في منتصف حزيران/يونيو. واستمرت هذه المفاوضات أربع ساعات في مبنى القنصلية الإيرانية، بمشاركة ممثلين عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب وفد إيراني ترأسه نائب وزير الخارجية كاظم غريب أبادي، ونائب الوزير ماجد تخت روانجي. وتركزت النقاشات على مستقبل البرنامج النووي الإيراني وإمكانية إعادة فرض العقوبات التي كانت قد رُفعت بموجب اتفاق عام 2015 مقابل فرض قيود ورقابة على الأنشطة النووية لطهران. ووفق غريب أبادي، فقد كانت المحادثات "جدية وصريحة ومفصلة"، وتم الاتفاق على استمرار التشاور في جولات لاحقة. كما نقلت مصادر دبلوماسية أوروبية أن ممثلي الترويكا عرضوا على إيران احتمال تأجيل تفعيل آلية الزناد، بشرط أن تستأنف طهران التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تتخذ خطوات لمعالجة المخاوف بشأن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب. ما هي "آلية الزناد"؟ تُعرف آلية الزناد بأنها بند في الاتفاق النووي لعام 2015 يسمح لأي طرف موقّع بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران إذا اعتبر أنها لا توفي بالتزاماتها، دون إمكانية استخدام روسيا أو الصين لحق النقض (الفيتو) لمنع ذلك. وبمجرد تفعيلها، تُعاد العقوبات تلقائيًا خلال فترة زمنية قصيرة، وتشمل قيودًا على التجارة، وتجميد أصول، ومنع إمدادات التكنولوجيا الحساسة. موقف إيران من جانبها، أعربت طهران عن أملها في أن تغيّر الدول الأوروبية ما وصفته بـ"المواقف غير البنّاءة" السابقة. وأكدت أن مشاركتها في أي مفاوضات مستقبلية تعتمد على "إعادة بناء الثقة"، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإعادة فرض العقوبات عليها. وشددت على أن حقها في تخصيب اليورانيوم "وفق احتياجاتها المشروعة" يجب أن يكون محترمًا، مع رفع كافة العقوبات. كما حذرت المجهورية الإسلامية أيضًا من أنها قد تنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إذا أعيد فرض العقوبات، في حين علقت مؤخرًا تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووفق تقرير الوكالة في أيار/مايو الماضي، ارتفع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% – وهو مستوى يقترب من درجة تصنيع الأسلحة – إلى أكثر من 400 كيلوغرام. خلفية تاريخية وُقع الاتفاق النووي في 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين، فرنسا، روسيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة) إضافة إلى ألمانيا، وهدف إلى تقييد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى 202.8 كيلوغرام عند مستويات تخصيب منخفضة، مقابل رفع العقوبات الدولية. لكن الولايات المتحدة انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق في 8 أيار/مايو 2018، خلال ولاية ترامب، وأعادت فرض عقوبات شاملة على طهران، ما دفع الأخيرة تدريجيًا إلى التراجع عن التزاماتها. وفي 13 حزيران/يونيو 2025، شنّت إسرائيل، بدعم عسكري أميركي، هجومًا استمر 12 يومًا على إيران استهدف مواقع عسكرية ونووية ومدنية، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. وردّت طهران بإطلاق صواريخ وتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة على منشآت عسكرية واستخباراتية إسرائيلية. وفي 24 حزيران/يونيو الماضي، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين.


يورو نيوز
منذ 21 ساعات
- يورو نيوز
إسرائيل تبحث التوجّه إلى الدوحة ووفد حماس يصل القاهرة.. نتنياهو: الصفقة الجزئية أصبحت خلفنا
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إمكانية التوصل إلى اتفاق جزئي لوقف إطلاق النار مع حماس "أصبحت وراءنا"، مضيفًا: "لقد حاولنا مرارًا ولكن تبين أنهم يخدعوننا". وفي مقابلة مع قناة i24 التلفزيونية، استشهد بتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال فيه إن "حماس ليست مستعدة للتوصل إلى اتفاق". وتابع قائلًا: "أريد استعادة جميع الرهائن في إطار إنهاء الحرب وبشروط نحن من يحددها". هذا وأشار إلى أن "إسرائيل ستسمح لسكان غزة الراغبين في الهجرة بسبب الحرب المستمرة في القطاع بمغادرته""، مضيفًا: "هذا الأمر يحصل في كل النزاعات، سنسمح بذلك خلال المعارك وبعدها". وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أنه "بذل جهودًا كبيرة لإنهاء الحرب"، لكن "حماس لم توافق على المقترحات التي قدمتها الإدارة الأمريكية"، معتبرًا أن الحرب في غزة "معقدة للغاية" و"ورثناها عن بايدن". كما صرح وزير الخارجية الأمريكي بأن الحرب في غزة ستنتهي "في اليوم الذي لا تكون فيه حماس تهديدًا عسكريًا"، مضيفًا: "لن يكون في غزة سلام ما دامت حماس موجودة". وأردف بالقول: "عملنا لوقف إطلاق النار في غزة لكن رفض حماس يجعلها في حرب مع الناس في القطاع". تحركات لإحياء الهدنة جاءت تصريحات نتنياهو بعد وقت قصير من إعلان مصر أنها تعمل على إحياء خطط لإطلاق سراح رهائن لمدة 60 يومًا ووقف إطلاق النار في غزة. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم إن القاهرة تتحرك بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة ضمن مساعٍ جديدة لإنهاء الحرب الإسرائيلية. وأوضح أن "الهدف الرئيسي هو العودة إلى المقترح الأول، القاضي بوقف إطلاق النار لمدة ستين يومًا، يتزامن مع الإفراج عن بعض الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة دون عوائق أو شروط". ورغم ما تنفيه إسرائيل من تقدّم في مسار المفاوضات، فإن الدولة العبرية تدرس، بحسب موقع "أكسيوس"، إمكانية إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بهدف اللقاء بمسؤولين قطريين ضمن جهود استئناف مفاوضات صفقة التبادل. ووفقًا للموقع، إن وصول الوفد الإسرائيلي يعني أن المحادثات ستبحث صفقة شاملة تنهي الحرب وتطلق سراح جميع الرهائن. وتأتي هذه التحركات وسط قلق متزايد من أن يؤدي أي تحرك إسرائيلي للسيطر على القطاع إلى زعزعة استقرار المنطقة. ويعمل الوسطاء القطريون والمصريون حاليًا على صياغة مقترح جديد يستند إلى عرض ويتكوف السابق لوقف جزئي لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، مع إضافة بنود جديدة تتعلق بترتيبات ما بعد الحرب في غزة، بهدف تحويله إلى اتفاق شامل ينهي النزاع. وفي هذا الإطار، التقى مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نهاية الأسبوع، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب والإفراج عن جميع الرهائن. كما وصلت وفود من حماس إلى القاهرة الاثنين لإجراء محادثات مع المخابرات المصرية حول استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد أن كانت هذه الوفود قد غادرت قطر إلى تركيا قبل أسبوعين عقب انهيار المحادثات.


يورو نيوز
منذ يوم واحد
- يورو نيوز
قبل قمة ألاسكا.. قادة أوروبا يؤكدون حق أوكرانيا في تقرير مصيرها بحرية والمجر ترفض التوقيع على البيان
أكد قادة الاتحاد الأوروبي، باستثناء المجر، في بيان مشترك الثلاثاء 12 آب/أغسطس، أن على الأوكرانيين أن يتمتعوا بحرية تقرير مستقبلهم بأنفسهم، مشددين على أن أي مفاوضات ذات مغزى يجب أن تتم في إطار وقف لإطلاق النار أو خفض للأعمال العدائية، مع ضرورة حماية المصالح الأمنية الحيوية لكل من أوكرانيا وأوروبا. وجاء البيان قبل يومين من القمة المقررة الجمعة في ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي ظل مخاوف أوروبية وأوكرانية من أن تفرض واشنطن، أكبر مزود للأسلحة لكييف حتى الآن، شروط سلام غير مواتية للأخيرة. ومن المقرر أن يجري القادة الأوروبيون والرئيس فولوديمير زيلينسكي محادثات مع ترامب يوم الأربعاء، عشية القمة، في محاولة للتأثير على مخرجاتها. قلق من قمة ألاسكا تخشى كييف وحلفاؤها الأوروبيون من أن يسعى الرئيس الأمريكي، الراغب في تسجيل إنجاز دبلوماسي وإبرام صفقات مع موسكو، إلى اتفاق يتيح لروسيا جني مكاسب من أكثر من 11 عاما من السعي للاستيلاء على أراضٍ أوكرانية، بما في ذلك ثلاث سنوات من الحرب المفتوحة. وقال البيان الأوروبي إن أوكرانيا القادرة على الدفاع عن نفسها بفعالية تمثل جزءا أساسيا من أي ضمانات أمنية مستقبلية، وإن دول الاتحاد الأوروبي مستعدة للمساهمة في هذه الضمانات. رغم أن ترامب شدد مؤخرا مواقفه تجاه موسكو، ووافق على إرسال المزيد من الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا، وهدد بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الروسي، فإن إعلان استضافته بوتين في أول قمة أميركية – روسية منذ 2021 أثار مخاوف من إمكانية تقديم المصالح الأميركية على حساب أمن الحلفاء الأوروبيين أو اعتبارات الجغرافيا السياسية الأوسع. انتقادات أوربان رفض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الحليف الأوثق لبوتين في أوروبا، الانضمام إلى البيان المشترك، ونشر توضيحاً لموقفه على منصة "إكس" معتبرًا أنه "قبل أربعة أيام فقط من القمة التاريخية بين ترامب بوتين، سعى المجلس الأوروبي إلى إصدار بيان باسم جميع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي". وأضاف: "قبل أن يبدأ التيار الليبرالي السائد بترديد أغنيته المفضلة عن 'دمية بوتين'، قررت أن أشارك أسباب عدم قدرتي على دعم البيان نيابة عن المجر". وأوضح أوربان أن البيان "يحاول فرض شروط على اجتماع لم تُدعَ إليه قيادات الاتحاد الأوروبي"، معتبراً أن "بقاء الاتحاد الأوروبي على الهامش أمر محزن بما فيه الكفاية، وما يمكن أن يزيد الأمر سوءاً هو أن نبدأ بإعطاء التعليمات من مقاعد الاحتياط". وأكد أن "الإجراء المنطقي الوحيد لقادة الاتحاد الأوروبي هو الدعوة إلى قمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا على غرار الاجتماع الأميركي الروسي". وختم بالقول: "لنعطِ السلام فرصة". قتال شرس وتقدم روسي ميدانياً، أعلنت القوات الأوكرانية أنها تصدّ محاولات اختراق روسية لخطوط المواجهة قرب مدينتي بوكروفسك ودوبروبيليا في شرق أوكرانيا، حيث تدور معارك لمنع تطويق المنطقتين. وقالت مجموعة قوات "دنيبرو" البرية المسؤولة عن هذا القطاع، إن "تسلل مجموعات روسية لا يعني بعد السيطرة على أراض"، مؤكدة أن الوضع لا يزال صعباً وأن القتال في هذه الجبهة يعد من الأشد مقارنة بمناطق أخرى. وتأتي هذه التصريحات بعد أن أفاد مراقبون عسكريون أوكرانيون بتقدم القوات الروسية لمسافة تتجاوز 10 كيلومترات شمال شرقي بوكروفسك في منطقة دونيتسك، وسط أنباء عن توغل مجموعات صغيرة من الجنود الروس داخل المدينة. كما أظهرت مدونة "ديب ستيت" الأوكرانية، المرتبطة بالجيش، أن القوات الروسية نفذت هجوماً مباغتاً شرق بلدة دوبروبيليا، وتقدمت نحو 10 كيلومترات في غضون يومين، مما يهدد البلدة التي يفرّ منها المدنيون وتتعرض لهجمات متكررة بطائرات مسيرة روسية. ويمتد التهديد أيضاً إلى بلدة كوستيانتينيفكا، إحدى آخر المراكز الحضرية الكبيرة التي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا في دونيتسك. وذكرت "ديب ستيت" أن القوات الروسية تقدمت قرب ثلاث قرى في قطاع الجبهة الرابط بين بوكروفسك وكوستيانتينيفكا. في الوقت نفسه، أعلن الجيش الأوكراني الاثنين استعادة قريتين في منطقة سومي شرقي البلاد، في ما وصف بأنه تقدم محدود بعد أكثر من عام من المكاسب الروسية البطيئة في الجنوب الشرقي. ويُظهر مشروع "ديب ستيت" الأوكراني لرسم الخرائط أن القوات الروسية تسيطر حاليا على نحو 200 كيلومتر مربع من منطقة سومي، وعلى إجمالي يقارب 114 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.