
"إنذار أخير".. أوروبا تهدد بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران إذا لم تستأنف المفاوضات النووية
خيارات صعبة
وتجد طهران نفسها اليوم أمام مفترق طرق حاسم، فالتهديد الأوروبي ليس مجرد تحذير دبلوماسي، بل هو إشارة واضحة إلى فراغ الصبر لدى الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، والمعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، ويؤكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أن إجراءات هذه الدول مبررة في إعادة تطبيق الحظر العالمي على الأسلحة، والبنوك، والمعدات النووية التي رُفعت قبل عشر سنوات بموجب الاتفاق، الذي يشارف على الانتهاء في منتصف أكتوبر المقبل، ويصر المسؤولون الأوروبيون على أنه "بدون التزام إيراني حازم، وملموس، وقابل للتحقق، سنفعل ذلك بحلول نهاية أغسطس المقبل على أقصى تقدير"، وهذا التضييق للخناق يأتي في سياق يزداد تعقيدًا، لا سيما بعد تصاعد التوترات في المنطقة.
وتأزمت الأوضاع بشكل ملحوظ بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة الشهر الماضي، فإثر قصف إسرائيل وأميركا مواقع نووية إيرانية، علقت طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما أدى إلى مغادرة المفتشين الدوليين، وكان هؤلاء المفتشون يضطلعون بمهمة حيوية في مراقبة برنامج إيران النووي ومخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، الذي وصل بعضه إلى مستويات قريبة من تلك اللازمة لصنع الأسلحة، مما قد يمكن إيران – وفقًا لتقديرات الوكالة – من إنتاج ما يصل إلى عشرة أسلحة نووية.
وبموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، يتعين على إيران السماح بالتفتيش الدولي، إلا أن المفتشين لم يقتصر دورهم على ذلك، بل قاموا أيضًا برصد امتثال إيران للاتفاق النووي لعام 2015، وتسجيل أي انتهاكات لهذا الاتفاق، ويبدو أن هذه الانتهاكات المتتالية، وتراكم مخزونات اليورانيوم المخصب، قد دفع الأطراف الأوروبية إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا، في محاولة لوقف ما يعتبرونه تدهورًا في التزام طهران بتعهداتها الدولية.
وتأمل الدول الأوروبية أن تؤدي فكرة استعادة العقوبات المتعددة الأطراف إلى إقناع إيران بإعادة تفعيل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستئناف مفاوضات جادة تهدف إلى تقييد أو إزالة قدرتها على تخصيب اليورانيوم، ورغم الضغوط المتزايدة، لم يشهد المشهد السياسي أي تقدم يُذكر نحو تجديد المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن صفقة نووية جديدة منذ الأحداث الأخيرة، ويبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل ستنجح هذه الاستراتيجية الأوروبية في إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات، أم أننا على وشك رؤية تصعيد أكبر في الأزمة النووية؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 16 دقائق
- العربية
الاتحاد الأوروبي: إسرائيل لا تنفذ ما تم الاتفاق عليه حول غزة بشكل كامل
قال أنور العنوني، المتحدث باسم السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، إن إسرائيل لا تنفذ اتفاق غزة بالكامل، على الرغم من بعض الإشارات الإيجابية التي تمثلت في دخول المزيد من الشاحنات وأعمال إصلاح شبكات الكهرباء والمياه في القطاع. وأوضح العنوني في تصريحات، اليوم الجمعة، أن "الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يتركز على الجوانب الإنسانية فقط"، ويجب "فصله عن الجهود السياسية الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق نار". كما أكد: "اتفاقنا مع إسرائيل واضح، حيث لا تمثل مؤسسة غزة الإنسانية جزءًا من هذا الاتفاق. نركز جهودنا من أجل وصول المساعدات عبر هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية، وهذا ما تم الاتفاق عليه ونتمسك به". إنهاء دوامة العنف وفي ما يخص استمرار التصعيد، قال العنوني: "ندعو إلى وقف لإطلاق النار ونستنكر سقوط أي قتيل. لقد حان الوقت لإنهاء دوامة العنف ووقف معاناة الفلسطينيين، خاصة في محيط مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى وقف شامل لإطلاق النار". كذلك شدد على أن "الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع ميدانيًا عن كثب من جميع الجوانب"، وأن "أي تقدم في تنفيذ الاتفاقيات يجب أن يصاحبه التزام واضح بوقف أعمال القتل والانتهاكات". تحسين الوضع الإنساني وتوصل التكتل إلى اتفاق مع إسرائيل الأسبوع الماضي لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، عبر أمور منها زيادة عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات وفتح المعابر وبعض طرق المساعدات.


عكاظ
منذ 30 دقائق
- عكاظ
وزير الاستخبارات الإيراني: هناك اختراقات متبادلة مع إسرائيل وستستمر
أكد وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب وجود عمليات اختراق في بلاده وداخل إسرائيل، موضحاً أن هذه الاختراقات ستبقى مستمرة. وقال خطيب في مقابلة نشرتها وكالة «مهر» الإيرانية: «الاختراق كان موجوداً دائماً، وسيبقى كذلك، تماماً كما أن لدينا اختراقاً داخل إسرائيل»، مبيناً أن الاختراقات مسؤولية القضاء للإعلان عنها. وأضاف: «كل حالة تتعامل معها القوات المسلحة، أو قوات الأمن الداخلي، أو وزارة الاستخبارات، أو استخبارات الحرس الثوري، تُحال إلى القضاء الذي يصدر حكمه، وما يُعلن في الأخبار والمعلومات هو مستند، وليس ما يُتداول على شكل تصورات غير واقعية أو أخبار كاذبة». وفي ما يتعلق بمدى توصل الوزارة إلى نتائج بشأن اكتشاف ثغرات أمنية في المواقع العليا، قال خطيب: «الإنجازات يتم الإعلان عنها». وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي قال مسؤول إيراني إن معلومات استخباراتية تشير إلى أن الولايات المتحدة تستعد للحرب مع بلاده. ونقلت قناة «برس تي في» الإيرانية عن ما وصفته بـ«المسؤول الإيراني الكبير» قوله: «لدى إيران معلومات استخباراتية تشير إلى أن الولايات المتحدة تستخدم المبادرات الدبلوماسية كغطاء للتحضيرات العسكرية، وأنه يتعين على طهران الاستعداد للصراع بدلاً من الانخراط في المحادثات». وأضاف: «إذا كان الأمر كذلك، فلا نرى سبباً لإضاعة الوقت، ونفضل التركيز على الاستعداد للصراع»، مشيراً إلى أن «أي جولة جديدة من المفاوضات يجب أن تتضمن ضمانات جدية وعملية لضمان ألا تكون العملية مجرد غطاء لخداع أمني». وأوضح المسؤول الإيراني أن أي مناقشات يجب أن تتناول قضايا رئيسية مثل الترسانة النووية الإسرائيلية، والتعويض عن الحرب الأخيرة، لافتاً إلى أن بلاده يجب أن تحصل على ضمانات بأن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وسيط لحل النزاع، وليس مشعلاً للحرب. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
بريطانيا تُعلن فرض عقوبات على وحدات وعناصر في الاستخبارات الروسية
فرضت المملكة المتحدة (بريطانيا)، الجمعة، عقوبات على وحدات وجنود بالاستخبارات العسكرية الروسية، اتهمتهم بالوقوف وراء الإعداد لهجوم بقنبلة على مسرح جنوب أوكرانيا في 2022، أسفر عن مقتل مئات المدنيين، وفق «وكالة الأنباء الألمانية». وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أنها فرضت عقوبات على 18 ضابطاً يعملون في الاستخبارات العسكرية الروسية التي يُطلق عليها «مديرية الاستخبارات الرئيسية». وأضافت أن الضباط متهمون أيضاً باستهداف أسرة جاسوس روسي سابق تم تسميمه لاحقاً بغاز أعصاب. وكذلك فرضت عقوبات على 3 وحدات تابعة للاستخبارات العسكرية الروسية بناءً على اتهامات بـ«شنّ حملة خبيثة على الإنترنت لسنوات عدّة»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وأشارت الوزارة إلى أن الوحدات شنّت حملة قرصنة إلكترونية على مدار سنوات عديدة كانت تهدف إلى بث الفوضى عبر أوروبا وتقويض المؤسسات الديمقراطية. وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، في بيان «يشنّ جواسيس (جي آر يو) (جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية) حملة هدفها زعزعة الاستقرار في أوروبا، وتقويض سيادة أوكرانيا وتهديد أمن المواطنين البريطانيين»، مشدّداً على أن «دعم بريطانيا وحلفائها لأوكرانيا وأمن أوروبا ثابت».