logo
يديعوت أحرونوت: تسونامي دبلوماسي يحاصر إسرائيل

يديعوت أحرونوت: تسونامي دبلوماسي يحاصر إسرائيل

الجزيرةمنذ 5 أيام
سلطت صحيفة يديعوت أحرونوت الضوء على العزلة السياسية المتصاعدة التي تواجهها إسرائيل بسبب حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة ، واستعرضت سلسلة من الحوادث التي تظهر حجم التدهور في صورة إسرائيل حول العالم.
ووصف تقرير للمحلل السياسي للصحيفة إيتمار آيخنر، ما تواجهه إسرائيل بـ"تسونامي دبلوماسي" يشمل الإدانات والمقاطعات والرفض المتزايد للإسرائيليين في الخارج، مستعرضا حوادث بهذا الشأن، تظهر "المشاعر المعادية غير المسبوقة للإسرائيليين في العالم".
وأوضح آيخنر، في تقريره، أن مجرد ارتداء رموز يهودية، مثل الكيباه (القلنسوة اليهودية)، أصبح سببا كافيا للتعرض للاعتداء أو الطرد من الأماكن العامة في دول أوروبية.
ويورد التقرير حادثة ملاحقة جنديين إسرائيليين في بلجيكا بتهم جرائم حرب، ضمن سلسلة متصاعدة من الحوادث التي صنفها التقرير بـ"المعادية للسامية"، مؤكدا أن 6 حوادث جسيمة وقعت خلال أسبوع واحد فقط، ما يشير إلى تصاعد "العداء العالمي" تجاه إسرائيل بشكل غير مسبوق.
ويذكر التقرير حادثة وقعت في إيطاليا، حينما واجه أب إسرائيلي وابنه موجة من الهتافات في محطة وقود، مثل "فلسطين حرة" و"قتلة"، ليرد الأب قائلا: "شعب إسرائيل حيّ"، لكن دون أن يحظى بأي دعم من الحاضرين.
كما تطرّق التقرير إلى طرد 3 موسيقيين إسرائيليين من مطعم في فيينا بعد أن تبيّن أنهم يتحدثون العبرية، وتعرض سائح إسرائيلي على أحد شواطئ أثينا للهجوم من قبل مهاجر سوري أدى إلى فقدانه جزءًا من أذنه، وفق الصحيفة.
كما أشار التقرير إلى مهاجمة شبان لمجموعة مراهقين إسرائيليين بعد حضورهم حفلا في رودس في اليونان، واندلاع مظاهرة مناهضة لإسرائيل ضد رسو سفينة سياحية إسرائيلية في اليونان أيضا.
ولم تقتصر العزلة على الشارع والرأي العام العالمي، بل امتدت إلى المؤسسات الرسمية والدولية، فقد وافقت المفوضية الأوروبية على توصية بتعليق مشاركة إسرائيل جزئيا في برنامج "هورايزون 2020″، وهو أكبر برنامج بحثي في الاتحاد الأوروبي وتبلغ ميزانيته مليارات اليوروهات.
وتُعتبر إسرائيل شريكا تقليديا في هذا البرنامج منذ التسعينيات، وأورد آيخنر تعليق مصدر دبلوماسي بالقول: "إذا تم استبعاد إسرائيل من البرنامج، فستكون كارثة على العِلم الإسرائيلي وصورتها عالميا".
كما يورد المحلل السياسي اتهام عدة دول في الاتحاد الأوروبي، من بينها ألمانيا، إسرائيل بعدم الوفاء بالتزاماتها الإنسانية تجاه قطاع غزة، وطالبت المفوضية بإعداد مقترحات ملموسة لردّ جماعي أوروبي على ما يجري.
ويؤكد آيخنر أن إسرائيل نجحت وقت سابق في إفشال مقترح لتجميد اتفاقيات التجارة مع الاتحاد الأوروبي، لكن ذلك كان قبل تفجّر قضية التجويع في غزة، وهي المسألة التي باتت تُعتبر نقطة الضعف الأهم في الرواية الإسرائيلية، بحسب آيخنر.
ويتحدث أيضا عن القلق المتزايد في إسرائيل من محاولات استبعادها من فعاليات دولية كبرى، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومن مسابقات فنية وثقافية على غرار "يوروفيجن". كما أشار التقرير إلى تصاعد المقاطعة الأكاديمية والثقافية، وانخفاض حجم الاستثمارات في إسرائيل دون أن تلاحظ السلطات ذلك.
أما في الولايات المتحدة، فيرى التقرير أن الأزمة لم تعد تقتصر على انقسام داخل الحزب الديمقراطي الذي يقول إن إسرائيل فقدته، بل بدأت تشمل أصواتا جمهورية أيضا تنتقد سياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل في غزة.
وأصبح واضحًا، حسب التقرير، أن إسرائيل فقدت دعم جزء كبير من الديمقراطيين، بل وحتى شرائح من الجالية اليهودية الأميركية.
وتبرز في هذا السياق تصريحات من سياسيين مثل زهران ممداني مرشح الحزب الديمقراطي الأميركي لمنصب عمدة نيويورك الذي يصفه آيخنر بأنه "يكره إسرائيل"، ويرى أن انتخابه لخوض انتخابات عمدة المدينة يعبّر عن "كراهية لنتنياهو" حتى بين اليهود الأميركيين أنفسهم.
الاعتراف بفلسطين
ولا ينسى التقرير الإعلان الفرنسي لإيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومحاولاته لحشد دعم دولي لها، بما في ذلك من بريطانيا وكندا.
ويتحدث عن التقارير التي تفيد بأن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يستعد لطرح خطة لإنهاء الحرب في غزة، تشمل بندًا صريحًا للاعتراف بفلسطين.
كما يلفت الانتباه إلى عزم دول أوروبية أخرى للاعتراف بفلسطين تشمل أستراليا ونيوزيلندا والبرتغال ومالطا. ويرى التقرير أن هذا التحول "يعكس وزن الجاليات المسلمة في أوروبا من جهة، ومن جهة أخرى يعبر عن يأس الأوروبيين من غياب الأفق السياسي في الصراع".
ويعبر المحلل السياسي عن إحباطه من الأزمة الدبلوماسية التي نشأت هذا الأسبوع مع هولندا، بعد أن نشر رئيس وزرائها تغريدة تدعم فرض عقوبات على إسرائيل، رغم وعده السابق للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بعدم تأييد أي عقوبات.
وفي ختام التقرير، خلص المحلل السياسي إلى أن إسرائيل أصبحت بحاجة ماسة إلى وقف لإطلاق النار، ليس فقط لأسباب عسكرية أو لتحرير الأسرى، بل لكسر هذه العزلة السياسية المتفاقمة، ووقف الضغوط المتزايدة على الجاليات اليهودية حول العالم.
ويختم التقرير بالتأكيد على أن استمرار الوضع الراهن لم يعد خيارًا ممكنًا. ويقول إن إسرائيل "أكلت السمك الفاسد وطُردت من المدينة"، في إشارة إلى أنها فشلت في فرض روايتها، وخسرت الدعم الدولي، ودُفعت نحو زاوية لا تملك فيها ترف تجاهل التغيير، وفق قوله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل كسر هول المجاعة في غزة جدار الصمت الإعلامي الغربي؟
هل كسر هول المجاعة في غزة جدار الصمت الإعلامي الغربي؟

الجزيرة

timeمنذ 10 دقائق

  • الجزيرة

هل كسر هول المجاعة في غزة جدار الصمت الإعلامي الغربي؟

في مشهد يجسد أفظع صور استهداف المدنيين في الحروب، تتوالى الأخبار المفجعة يوميا عن وفاة الأطفال جوعا في قطاع غزة المحاصر، هذا الجوع الذي يُستخدم سلاحا ممنهجا لإزهاق أرواح السكان، يشهد معه القطاع كارثة إنسانية متعمدة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي استغلال التجويع أداة للضغط السياسي، وسط تواطؤ دولي، وخذلان عربي، وصمت إعلامي وأخلاقي مشين. وإذا لم تتحرك دول العالم قاطبة، فإن المجاعة في غزة لن تكون مجرد كارثة، بل جريمة إبادة جماعية معلنة ضد الإنسانية جمعاء، فمنذ شهور، تعاملت معظم وسائل الإعلام الغربية مع المأساة والمجاعة في غزة بصمت مطبق، متجاهلة جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، في تناقض صارخ مع خطابها المعلن وصناعة سرديات كاذبة ومزورة حول حماية الحقوق والحريات والدفاع عن المقهورين والمستضعفين. لكن شيئا ما بدأ يتغير في الفترة الأخيرة، إذ بدأت مؤسسات صحفية كبرى، بما فيها تلك المحسوبة على التيار المحافظ، في مراجعة خطابها حيال ما يجري في القطاع، على وقع مشاهد الجوع والانهيار الإنساني الواسع الذي لم يعد بالإمكان إنكاره أو تأطيره ضمن سرديات أمنية وسياسية إسرائيلية. ساهمت الانتقادات العلنية من الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى التصريحات الصريحة من الحكومات الغربية، في كسر جدار الصمت الإعلامي. ففي بيان مشترك صدر يوم الاثنين الماضي، دعا الاتحاد الأوروبي و28 دولة غربية، من بينها بريطانيا، وفرنسا، إسرائيلَ صراحة إلى الوقف الفوري للحرب، مستنكرين ما وصفوه بالتدفق غير المنتظم للمساعدات، واعتبر البيان أن مقتل أكثر من 800 مدني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء أمر مروع وغير مبرر. هذا التحول، وإن جاء متأخرا، يعكس على ما يبدو محدودية القدرة على إخفاء الحقيقة، خاصة عندما تصل المأساة إلى ذروتها أمام عدسات الكاميرا وشهادات المنظمات الأممية. نشرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية اليمينية تقريرا بعنوان: "جسدها يضعف يوما بعد يوم.. أطفال في غزة يتضورون جوعا حتى الموت"، يعرض التقرير صورا من داخل أحد المستشفيات القليلة المتبقية في قطاع غزة، ويوثّق حالات أطفال يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم، مشيرا إلى أن بعضهم "يتضور جوعا حتى الموت". يركز التقرير بصريا وعاطفيا على الأجساد الصغيرة التي ينهكها الجوع يوما بعد يوم، ويتضمن شهادات لأطباء فلسطينيين يواجهون نقصا حادا في الموارد الطبية والغذائية. وتذكر الصحيفة أن وزارة الصحة في غزة، أعلنت وفاة 33 شخصا، بينهم 12 طفلا، بسبب الجوع خلال 48 ساعة فقط، في وقت بات فيه الحصار والنقص الحاد في الإمدادات يهددان آلاف الأرواح، ومع ذلك، لا يذكر التقرير إسرائيل كطرف رئيس في هذه المجاعة، بل يترك القارئ أمام مشهد إنساني معزول، وكأن المجاعة نشأت من فراغ، لا من حرب إبادة تشنها إسرائيل منذ أكثر من 21 شهرا. ورغم البعد الإنساني البارز في المادة المصوّرة، يغيب عن تقرير "The Telegraph" أي ذكر مباشر لمسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن تدهور الوضع الغذائي في القطاع، تُذكر "إسرائيل" بشكل عابر فقط، دون الإشارة إلى أنها تقصف القطاع بشكل يومي منذ شهور، أو أنها فرضت حصارا خانقا على تدفق الغذاء والدواء والوقود، أو أنها دمّرت البنية التحتية والمنشآت الطبية. كما أن التقرير يتجاهل تماما ما أكدته مصادر أممية وحقوقية عديدة بشأن استخدام إسرائيل سياسة التجويع كسلاح في الحرب، ويتغاضى عن حقيقة أن أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني قد قُتلوا منذ بدء العدوان، وفق إحصاءات وزارة الصحة. أما عن صحيفة "وول ستريت جورنال"، وهي صحيفة اقتصادية أميركية ذات توجه محافظ يميني، فقد تناولت المجاعة في غزة في مقال رأي بعنوان "أزمة المساعدات في غزة تخدم حركة حماس فقط"، مقال رأي باسم هيئة التحرير، من زاوية سياسية ضيقة، حيث تطرح أن تفاقم النقص في الغذاء، لا سيما في شمال القطاع، يمنح حماس فرصة لتعزيز موقفها عبر رفض اتفاق وقف إطلاق النار وإلقاء اللوم على إسرائيل. في فرنسا، صحيفة لوفيغارو، المعروفة بارتباطها التقليدي بخطاب يميني متشدد ومواقف داعمة لإسرائيل، خصصت في عددها الصادر 23 يوليو/ تموز مساحة لافتة لتناول أزمة الجوع المتفاقمة في قطاع غزة، من خلال تقرير مصور نُشر على منصتها الرقمية بعنوان: "خطر المجاعة في غزة هو نتيجة الحصار الإسرائيلي، كما تؤكد فرنسا". على الرغم من الخلفية التحريرية للصحيفة، نقل التقرير تصريحات مباشرة للمتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أقرّ فيها بأن المجاعة المتوقعة في القطاع ليست مجرد عرض عابر، بل هي نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي المستمر. كما أشار التقرير إلى تنامي الانتقادات الأوروبية والدولية، وخصصت صحيفة ليبراسيون، ذات التوجه اليساري، صفحتها الافتتاحية 24 يوليو/تموز وعددا من صفحاتها الداخلية لتسليط الضوء على تفاقم المجاعة في غزة، وارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، وتضمّن التقرير مقابلات مع فلسطينيين يعيشون تحت وطأة الحصار، وعلى صورة صادمة لطفل من مخيم الشاطئ بدت عظامه بارزة بفعل سوء التغذية، حملت الصفحة الرئيسية العنوان: "المجاعة في غزة". وأضافت الصحيفة: "أكثر من مئة منظمة غير حكومية تحذر من مجاعة جماعية تضرب القطاع، مع تزايد أعداد الوفيات نتيجة سوء التغذية، في ظل غياب المساعدات الغذائية التي تمنع إسرائيل دخولها". كرّست صحيفة لوموند الفرنسية، التي تسعى إلى تبني موقف وسطي بين التيارات السياسية، صفحتها الأولى لتغطية مجاعة غزة. واختارت الصحيفة صورة مؤثرة لامرأة فلسطينية تحتضن طفلها الذي هزله الجوع، وعلّقت عليها بعنوان لافت: "قطاع غزة: ويلات المجاعة". وأشارت الصحيفة إلى وفاة نحو مئة شخص جوعا منذ أن فرض الجيش الإسرائيلي حصارا على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما استعرضت شهادات مؤلمة لسكان غزة، تحدثوا فيها عن الظروف القاسية التي يعيشونها يوميا: الجوع، انعدام الرعاية، وانهيار مقومات البقاء. ولفتت لوموند إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تتبنى، على نحو متزايد وعلني، إستراتيجية تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها". وجدير بالذكر أن بعض الصحف الغربية تبدي اهتماما ملحوظا بمعاناة سكان غزة من الإبادة والتجويع الممنهجين، وتسعى إلى تسليط الضوء على المأساة الإنسانية. ومن بين هذه الصحف، صحيفة الغارديان البريطانية ذات التوجه التقدمي، التي خصصت مدونة مباشرة لتغطية الإبادة في غزة، وتنشر فيها آخر المستجدات من القطاع. أما صحيفة إلباييس الإسبانية، ذات التوجه الوسطي الليبرالي، واسعة الانتشار، فقد اختارت صورة تظهر فلسطينيين يصطفون في طوابير طويلة بانتظار الحصول على الطعام في غزة، ورافقتها بعنوان مباشر: "المجاعة في غزة تطلق موجة غضب عالمي"، حيث يتبين تصاعد الاستياء الدولي من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. بينما غابت أخبار المجاعة في غزة عن الصفحات الأولى في الصحف الأميركية البارزة مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز، التي آثرت التركيز على قضايا داخلية. وتجاهلت بذلك تسليط الضوء على واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم اليوم، والتي تسببها إسرائيل بدعم من الإدارات الأميركية المتعاقبة. فالتآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته ليس وليد اللحظة، إذ إن الدعم الأميركي والغربي، وبعض الدول العربية، للاحتلال الإسرائيلي هو دعم راسخ وقديم.

أيمن عودة.. نصرة غزة انطلاقا من حيفا
أيمن عودة.. نصرة غزة انطلاقا من حيفا

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

أيمن عودة.. نصرة غزة انطلاقا من حيفا

"إنه الجبهة الثامنة لدولة إسرائيل. بينما يقاتل الجنود على 7 جبهات، يجب تطهير الجبهة الثامنة. لم يفعل أيمن عودة شيئا لعرب إسرائيل، إنه فقط يدعم أعداءنا (…)"، بهذا الإيجاز افتتح أوفير كاتس عضو الكنيست عن حزب الليكود في 24 يونيو/ حزيران 2025 مداولات لجنة مهمتها إقصاء رئيس تحالف"الجبهة- العربية للتغيير" أيمن عودة على خلفية تغريدة له في يناير/ كانون الثاني الماضي ضد الاحتلال، وخطاب بحيفا متعاطف مع معاناة غزة، واستنادا لقانون يتيح عزل عضو الكنيست على أساسين: "التحريض على العنصرية، ودعم المعارضة المسلحة ضد دولة إسرائيل". وبعد أن سجل معدو قانون العزل نجاحهم الأول بإقراره مسودته في 30 يونيو/حزيران الماضي، بأغلبية 14 صوتا مقابل صوتين عربيين معارضين، عاد ليخفق في 14 يوليو/ تموز الماضي بعد تعذر حصوله على الأصوات الـ90 المطلوبة (من أصل 120) في جلسة الكنيست العامة، ليتكرس بعدها المحامي المولود في حيفا، واحدا من رموز فلسطينيي الـ48 في كفاحهم لدعم غزة بأدوات العمل البرلماني. في سياق محاولة نواب اليمين الإسرائيلي إقصاء عودة من المشهد السياسي، سجلت مواقف لافتة لدعمه أو معاداته، في الخارج وفي الداخل الإسرائيلي على حد سواء. أبرز هذه المواقف أتى من الولايات المتحدة الأميركية بلسان عضو الكونغرس الديمقراطي (اليهودي) المعروف بيرني ساندرز. ففي 13 يونيو/ حزيران الماضي أعاد عودة نشر تغريدة لساندرز على حسابه على منصة "إكس" قال فيها الأخير: "أنا وزملائي ندين بشدة الجهود الرامية إلى طرد النائب أيمن عودة من الكنيست الإسرائيلي، وهو رد مباشر على دعوات عودة الشجاعة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة". ورد عودة على ساندرز في اليوم التالي قائلا "شكرا لك، صديقي العزيز بيرني، على قيمنا المشتركة". على النقيض من موقف ساندرز، فقد شهد التصويت الأول في اللجنة الخاصة المكلفة بإعداد قانون عزل عودة مواقف غير متوقعة من الأحزاب المعارضة لليمين الصهيوني الحاكم، فقد أيد نواب "يوجد مستقبل-لبيد" و"معسكر الدولة-غانتس" و"إسرائيل بيتنا-ليبرمان" قانون العزل. وفي حديثه للصحفيين بعد تصويت اللجنة، قال ليبرمان، النائب وزعيم "إسرائيل بيتنا"، الذي كان قد صرح قبل نحو 10 سنوات بأنه "لا يوجد أبرياء" في قطاع غزة، إنه يأمل في أن يصوت 90 نائبا لصالح عزل أيمن عودة، وقال: "يمكنه (عودة) أن يجلس في برلمان حماس في غزة أو مع الحوثيين، لكن لا مكان له في الكنيست الإسرائيلي". ابن حيفا مقابل موقف أبرز أحزاب المعارضة الحكومية، وقف البروفيسور دافيد هارئيل، رئيس الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم، والمناهض لحكومة الاحتلال مدافعا عن عودة. فقال في مظاهرة احتجاجية في حيفا من أجل وقف الحرب في 30 يونيو/ حزيران الماضي "يجب أن نقول أولا إن أيمن عودة أحد أروع الأبناء الذين أنجبتهم مدينة حيفا الرائعة، عضو كنيست نموذجي". وأضاف البروفيسور هارئيل، الحائز على جائزة إسرائيل للعلوم، وهو محاضر لعلم الحاسوب في معهد وايزمان أن "إخراج أيمن عودة خارج إطار القانون الآن، سيقود في النهاية إلى وضع جميع معارضي الحكومة في هذا الحال". كما وقع 150 محاضرا جامعيا من كليتي الحقوق والعلوم السياسية في مختلف الجامعات والكليات عريضة موجهة لرؤساء المعارضة ضد إقصاء النائب عودة. ويفيد مراسل الجزيرة نت بأن الإجراء البرلماني لإقصاء النائب عودة تزامن مع سلسلة قرارات وإجراءات أخرى استهدفت القيادات السياسية لفلسطينيي 48. فقد أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكما بإدانة الشيخ كمال الخطيب بتهمة "التحريض على العنف والإرهاب"، كما ثبتت السلطات الاعتقال الإداري بحق رجا إغبارية، القيادي في حركة أبناء البلد، وكذلك محاولات سابقة لإقصاء النائب عن الحزب الشيوعي عوفر كسيف. تحريض وتحطيم أما الساعون لإقصاء عودة فقد تحدث وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو نيابة عنهم بتغريدة على "إكس" قال فيها: "حتى لو لم ننجح اليوم في إزاحة الإرهابي الذي يرتدي بدلة، فإننا ما زلنا نتقدم نحو النصر"، وفق تعبيره. وما لبثت أصداء هذا الموقف أن ظهرت على الأرض بصورة ممارسات عنصرية طالت عودة ذاته. ففي 19 يوليو/ تموز الماضي دعي عودة لإلقاء كلمة في تجمع مناهض للحرب في بلدة نس تسيونا. لكن سيارته تعرضت للهجوم وهو بداخلها من قبل مجموعة من المستوطنين بعد إلقاء كلمته. وقال في تغريدة بعد الهجوم: "الشرطة تواطأت كليا مع الفاشيين الذين لاحقوه بالعصي والحجارة"، مضيفا أن إن ما حدث اليوم، إضافة الى قضية الإقصاء سوف توسع الشراكة العريضة ضد الفاشية. والنصر لأصحاب الحق". أيمن عادل عودة، من مواليد الأول من يناير/كانون الثاني 1975 في حيفا، هو محام وسياسي فلسطيني، ونائب في الكنيست عن تحالف "الجبهة-العربية للتغيير". نشأ في حي الكبابير بحيفا، في أسرة مسلمة ودرس في مدرسة مسيحية، ويؤكد دائما تجاوزه الانقسامات الدينية والعرقية. تأثر منذ صغره بحرب لبنان والانتفاضة الأولى، وبثقافة صحيفة "الاتحاد" وتربية وطنية من والديه. برز نشاطه منذ المدرسة الثانوية، وانتُخب رئيسا لمجلس الطلاب، وتعرض مبكرا لملاحقات أمنية. شغل عضوية بلدية حيفا (1998-2003) حيث دافع عن حقوق العرب والطبقات الفقيرة، واعتُقل عدة مرات خلال نشاطه الميداني. تولى أمانة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (اليسارية) (2006-2015)، ثم ترأس القائمة المشتركة (2015-2022)، وهو نائب في الكنيست منذ 2015. بركة وطه لم يغب الدعم الحقوقي والسياسي لعودة من طرف فلسطينيي 48. وأكد المدير العام لمركز "عدالة" حسن جبارين، الذي يمثل عودة، للجزيرة نت أن تصريحاته لا تشكل مخالفة قانونية ولا أساسا جنائيا، مشددا على أن ما جرى يعكس حملة عنصرية تهدف إلى نزع الشرعية عن التمثيل السياسي للفلسطينيين في إسرائيل. إعلان وقبل تصويت الكنيست النهائي على مشروع قانون إقصاء عودة بيوم واحد نظم ناشطون عرب ويهود تظاهرة قبالة الكنيست تحدث فيها محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، قائلا "إن هذه الملاحقة السياسية، وفصل نائب من الكنيست بسبب التعبير عن مواقفه السياسية ضد الاحتلال والحرب، ومن أجل السلام، هو لائحة اتهام ضد هذه الحكومة ومن يدعمها". وقال أيضا" إننا هنا نطلق صرختنا ضد معاناة الشعب الفلسطيني والقتل والتجويع المبرمج، فدولة حكومتها ترتكب هذه الجرائم، وائتلاف يعطي شرعية علنية لهذه الجرائم، هي حكومة خارج كل القيم الإنسانية". ووجه الكاتب المعروف محمد علي طه رسالة لعودة عبر وسائل التواصل قال فيها "أعذرني يا أبا الطيب لأنني لا أقول لهؤلاء النواب المحترمين إنهم أغبياء وفاشيون لأنني يجب أن أكون حذرا. وأعذرني أيضا لأنني لا أقول لهؤلاء المحترمين إن عواءهم لا يخيفنا والعواء كما تعلم هو صوت الذئب". أما عودة نفسه فقال في يوم إخفاق التصويت على عزله "بفخر كبير، يمكنني أن أقول: الفاشيون فشلوا. لقد فشلوا لسبب واحد: أنتم، الشعب. حاولوا إسكاتنا، لكن أصواتنا كانت أعلى". وأضاف في بيان لوسائل الإعلام تلقت الجزيرة نت نسخة منه: "لا خيار أمامنا سوى الثبات على مواقفنا. هكذا فقط نحمي حقا انتزعه شعبنا بنضال طويل: توسيع مساحة حرية التعبير. مواقفنا وطنية وإنسانية، أما مواقفهم فعنصرية وفاشية".

كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية
كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية

وجّهت الكاتبة الإسرائيلية إفرات ليبوفيتز انتقادات حادة للمجتمع الإسرائيلي والديني خاصة، معتبرة أن استمرار تجاهل المجاعة والمعاناة في قطاع غزة خيانة صريحة للتعاليم اليهودية ولقيم التوراة نفسها. ورأت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة هآرتس العبرية، أن صور المجاعة والدمار في غزة تُعيد إلى الأذهان ما ورد في سفر مراثي إرميا "الذي يُتلى تقليديا في طقوس الحداد على خراب الهيكل ، وتحديدا في ليلة ذكرى التاسع من أغسطس/آب". وتؤكد ليبوفيتز، أن المأساة هذه المرة يعيشها الطرف الآخر: "الصور المروّعة للأطفال الجوعى والمرضى في غزة، والآباء العاجزين عن إطعام أبنائهم، تتطابق بشكل مفجع مع ما كُتب في المراثي قبل 2500 عام". وأضافت: "نحن الذين كنا ضحايا على مدى التاريخ، أصبحنا اليوم نكرر نفس الأذى الذي لحق بنا". وترى الكاتبة أن هذا الانهيار في غزة يتطلّب موقفا أخلاقيا حازما من المجتمع اليهودي. وأكدت إفرات ليبوفيتز، أن العار الأكبر ليس في فعل الظلم فقط، بل في إنكار حدوثه. وتابعت: "ما نفعله في غزة منذ أكثر من 22 شهرا هو الجريمة بعينها، أما صمتنا فهو الشهادة الكاملة على هذه الجريمة". وأكدت إفرات ليبوفيتز، أن من لا يرفع صوته لوقف الحرب والحصار، يعترف ضمنا بأن المجاعة جزء من أهدافه. وكان المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران قد أكد الأحد أن حرب التجويع في قطاع غزة دخلت المرحلة الخامسة. وأوضح، في مداخلة لـ قناة الجزيرة ، أن عدد ضحايا سوء التغذية في ازدياد مستمر، لافتا إلى أن تسجيل 175 وفاة بسبب التجويع، منها 6 خلال 24 ساعة فقط، إلى جانب آلاف الحالات المرضية التي تستقبلها المستشفيات يوميا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store