logo
دمشق ورشة عمل للمستثمرين العرب والأجانب

دمشق ورشة عمل للمستثمرين العرب والأجانب

العربي الجديدمنذ 4 أيام

تحوّلت العاصمة السورية دمشق هذه الأيام إلى ورشة عمل كبيرة
للمستثمرين
العرب والأجانب، الباحثين عن فرص استثمارية جاذبة ورابحة في كل الأنشطة والقطاعات الاقتصادية والخدمية. وتحوّلت الوزارات السورية إلى قاعة اجتماعات كبيرة للوزراء وكبار المسؤولين
الاقتصاديين
العرب والأجانب الذين تدفقوا إلى دمشق لإبرام اتفاق، أو توقيع مذكرة تفاهم أو عقد شراكة، أو وضع اللمسات الأخيرة لصفقة تجارية، أو استثمارية، أو زراعية أو مشروع متخصّص في مجالات الطاقة والاتصالات والنقل وغيرها.
وزادت وتيرة تلك الزيارات في ظلّ تحركات عربية مكثفة نحو الانفتاح على فرص الاستثمار في
سورية
، عقب إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تخفيف العقوبات المفروضة على الاقتصاد السوري، ويبدو أن هذا الزخم دفع وزير المالية السوري محمد يسر برنية إلى الخروج قائلاً إن "عجلة الاقتصاد السوري بدأت بالتحرك، وأن سورية ستكون الأقل ضريبياً بين دول المنطقة".
وخلال أقل من أسبوع جرى الإعلان في دمشق عن مشروعات جديدة تقدر كلفتها الاستثمارية بمليارات الدولارات، فيوم الخميس الماضي جرى توقيع اتفاق قطري تركي أميركي مع سورية لتطوير مشاريع طاقة بقيمة 7 مليارات دولار ضمن مبادرة "إحياء الطاقة في سورية"، وبهدف مضاعفة إنتاج
الكهرباء
عبر إنشاء محطات تعمل بتقنية الدورة المركبة، وإطلاق مشاريع للطاقة الشمسية. وتضمنت الاتفاقية تطوير أربع محطات توليد كهرباء بتقنية التوربينات الغازية من نوع "الدورة المركبة" (CCGT) موزعة في دير الزور، ومحردة، وزيزون بريف حماة، وتريفاوي بريف حمص، باستخدام تقنيات أميركية وأوروبية متقدمة.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
سورية: وزراء المالية والاقتصاد والاتصالات في الدوحة لبحث سبل التعاون
وجاء اتفاق الطاقة الضخم بعد يوم واحد فقط من إعلان الحكومة السورية توقيع اتفاقيات مع أربع شركات تهدف إلى توسيع شبكة الكهرباء، بإضافة نحو 5 آلاف ميغاواط إلى الإنتاج، ما قد يؤدي إلى مضاعفة الإمدادات في الدولة التي تعاني من أزمة كهرباء حادة وانهيار في الشبكة منذ أكثر من عقد.
وبداية هذا الأسبوع استضافت دمشق اجتماعات مكثفة مع البنك الدولي للاتفاق على تمويل مشروعات لإصلاح خطوط نقل الكهرباء بين سورية والأردن وتركيا. وأبدت مؤسّسات تمويل دولية بارزة رغبتها بالتعاون مع الحكومة في قطاع النقل، في مقدّمتها البنك الدولي، الذي يدرس إمكانية تمويل مشاريع طرق وسكك حديدية.
صاحب تدفق الاستثمارات الأجنبية على سورية تطورات اقتصادية داخلية، فقد انتهت الحكومة من وضع قانون جديد للاستثمار من المقرّر إصداره قريباً ويتضمن تسهيلات عديدة للمستثمرين، واستأنفت الخطوط الجوية السورية أمس رحلاتها إلى تركيا بعد انقطاع 14 عاماً، وأعيد افتتاح بورصة دمشق
ويوم السبت، زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، دمشق على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى، في إطار دعم المملكة لاستقرار سورية وإنعاش الحياة الاقتصادي، وتنمية الاستثمارات الخارجية. صاحب الزيارة حديث عن ضخ مستثمرين خليجيين استثمارات ضخمة في سورية خلال الفترة المقبلة، بل إن هناك من تحدث عن أن حجم الاستثمارات السعودية المحتملة في إعادة إعمار سورية قد يصل إلى 200 مليار دولار. وهناك استثمارات أخرى مرشحة من قطر والكويت والإمارات، وقبلها أعلنت وزارتا المالية في السعودية وقطر، سداد متأخرات سورية لدى مجموعة البنك الدولي، التي تبلغ نحو 15 مليون دولار.
صاحب تدفق الاستثمارات الأجنبية على سورية تطورات اقتصادية داخلية، فقد انتهت الحكومة من وضع قانون جديد للاستثمار من المقرّر إصداره قريباً ويتضمن تسهيلات عديدة للمستثمرين، واستأنفت الخطوط الجوية السورية أمس رحلاتها إلى تركيا بعد انقطاع 14 عاماً، وأعيد افتتاح بورصة دمشق، بعد توقف دام نحو ستة أشهر، في خطوة وصفتها الحكومة بأنها رسالة حول بدء تحرك الاقتصاد الوطني، وسط تأكيدات رسمية على التوجه نحو دعم القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، وأعادت سورية افتتاح المعابر الحدودية لتنشيط التجارة وجذب استثمارات لقطاع التجارة الداخلية، وأحدثها معبر العريضة الحدودي مع لبنان.
سياحة وسفر
التحديثات الحية
الخطوط الجوية السورية تستأنف رحلاتها إلى تركيا بعد انقطاع 14 عاماً
وأمس، زار وفد سوري رفيع الدوحة برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني، وضم وزراء المالية والاقتصاد والاتصالات لبحث سبل التعاون المشترك وفتح آفاق الاستثمار. وخرج علينا وزير السياحة السوري قائلاً: "نتوقع استثمارات سياحية بمليارات الدولارات بعد رفع العقوبات"، كما أبدى العديد من المستثمرين الأجانب رغبتهم بالدخول في مشاريع حيوية تشمل خدمات النقل الداخلي، والتاكسي الكهربائي المعتمد على الطاقة الشمسية، مؤكدًا أن هذه المشاريع سريعة التنفيذ وذات جدوى محلية عالية. وأبلغ مستثمرون أجانب الحكومة رغبتهم في إعادة تشغيل خطوط إنتاج الأدوية بالتعاون مع شركات عالمية، خاصّة وأن بوادر انتعاش في قطاع الصناعات الدوائية السوري تلوح بعد سنوات من التراجع، نتيجة العقوبات وقطع الصّلة مع الشركات والموردين الأجانب.
وزار وفد من رجال الأعمال الكويتيين دمشق قبل أيام، وبحث مع الرئيس السوري أحمد الشرع، فرص الاستثمار المتاحة خاصّة في مجالات البنية التحتية والاتصالات، وأجرت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي مشاورات مع اتحاد الغرف الخليجية لإقامة منتدى اقتصادي مشترك مع سورية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

واشنطن تدرس منح 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية
واشنطن تدرس منح 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

واشنطن تدرس منح 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية

تدرس وزارة الخارجية الأميركية منح 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية المعنية بتقديم المساعدات لقطاع غزة المحاصر والذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية، وفقًا لما نقلته "رويترز" عن مصدرين مطلعين ومسؤولين أميركيين سابقين، وهي خطوة من شأنها أن تُورط الولايات المتحدة بشكل أعمق في جهود الإغاثة المثيرة للجدل التي تُعاني من العنف والفوضى. وأفادت المصادر بأن تمويل مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) سيأتي من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، التي يجري دمجها مع وزارة الخارجية الأميركية. وشهدت المؤسسة استقالاتٍ لكبار الموظفين، واضطرت إلى إيقاف توزيع المساعدات مرتين هذا الأسبوع بعدما اجتاحت الحشود مراكز توزيعها. ولم تستجب وزارة الخارجية ومؤسسة غزة الإنسانية لطلبات التعليق فورًا. ولم تتمكن "رويترز" من تحديد الجهة التي تُموّل عمليات مؤسسة غزة الإنسانية حاليًا، التي بدأت عملها في القطاع الأسبوع الماضي. وتستخدم المؤسسة شركات أمن ولوجستيات أميركية خاصة لنقل المساعدات إلى غزة لتوزيعها في ما يُسمى بمواقع التوزيع الآمنة. ويوم الخميس، أفادت "رويترز" بأن شركة ماكنالي كابيتال، وهي شركة استثمار خاص مقرها شيكاغو، لديها "مصلحة اقتصادية" في الشركة الأميركية الربحية المُقاولة التي تُشرف على الخدمات اللوجستية والأمنية لمراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية في القطاع. رصد التحديثات الحية شركة أميركية تنهي عقدها مع مؤسسة غزة الإنسانية وأفاد مصدر مطلع ومسؤول كبير سابق بأن اقتراح منح 500 مليون دولار لصندوق التنمية العالمي حظي بدعم نائب مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالإنابة كين جاكسون، الذي ساعد في الإشراف على تفكيك الوكالة. وأضاف المصدر أن إسرائيل طلبت هذه الأموال لتغطية تكاليف عمليات صندوق التنمية العالمي لمدة 180 يومًا. وواجهت مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي لإطعام سكان قطاع غزة المحاصر صعوبات خلال الأسبوع الأول من عملياتها. وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار على حشود من المدنيين الذين هرعوا للحصول على طرود المساعدات. وبدأت المؤسسة توزيع المساعدات في قطاع غزة في 26 أيار/مايو الفائت. وقالت المؤسسة، الأحد، إنها وزعت ستة ملايين وجبة غذائية حتى الآن. ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة، قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية. ووجهت لمؤسسة غزة الانسانية انتقادات، ولا سيما حول اختيارها لـ"مواقع توزيع آمنة"، وهو أمر، بحسب منظمات إنسانية أخرى، ينتهك الأعراف، لكونه يجبر السكان على الانتقال لتلقي المساعدات الحيوية. واعتبرت وزارة الداخلية في غزة المؤسسة جزءاً من خطة إسرائيلية من أجل "السيطرة على توزيع المساعدات"، ووصفت المنظمة بأنها مشبوهة، متهمة الاحتلال باستخدامها لأغراض عسكرية. والثلاثاء الفائت، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية تعيين رجل دين مسيحي إنجيلي رئيسًا تنفيذيًا جديدًا لها. وقال المدير التنفيذي بالإنابة للمؤسسة جون أكري في بيان إن تعيين القس جوني مور، الذي عمل بشكل وثيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قضايا الحرية الدينية، "يؤكد تصميم مؤسسة غزة الإنسانية على الجمع بين التميز التشغيلي والقيادة ذات الخبرة والموجهة نحو الخدمة". (رويترز، العربي الجديد)

ماسك: أميركا بحاجة لحزب سياسي جديد.. وترامب: سأدرس كل شيء
ماسك: أميركا بحاجة لحزب سياسي جديد.. وترامب: سأدرس كل شيء

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

ماسك: أميركا بحاجة لحزب سياسي جديد.. وترامب: سأدرس كل شيء

قال الملياردير إيلون ماسك، أمس الجمعة، إن هناك حاجة إلى حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة . جاء ذلك بعد يوم من سؤاله في استطلاع رأي لمتابعيه على موقع إكس عما إذا كانت هناك حاجة لحزب يمثل "80 بالمئة في الوسط". من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيدرس كل شيء، ردًا على سؤال عما إذا كان سيفكر في إلغاء العقود الحكومية التي يملكها إيلون ماسك. وجاء ذلك بعد أن قال مصدر مطلع في البيت الأبيض، أمس الجمعة، إن الرئيس الأميركي ليس مهتما بالحديث مع ماسك، وذلك بعد صدام علني كبير بينهما. وشدّد معسكر ترامب على أن سيّد البيت الأبيض يريد طي الصفحة مع رجل الأعمال المولود في جنوب أفريقيا، وقد أفاد مسؤولون وكالة فرانس برس بأن ماسك طلب الاتصال لكن الرئيس غير مهتم بذلك. تقارير دولية التحديثات الحية صدام دونالد ترامب وإيلون ماسك: أكثر من قطيعة وانهار التحالف السياسي الخميس مع سجال ناري هدد خلاله الرئيس الأميركي بتجريد الملياردير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة بعدما وجّه ماسك انتقادات لمشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترامب إلى إقراره في الكونغرس. وقال ترامب في تصريحات نُقلت من المكتب البيضوي "خاب أملي كثيرا" بعدما انتقد مساعده السابق وأحد كبار مانحيه مشروع قانون الانفاق المطروح أمام الكونغرس. ويصف الرئيس الأميركي المشروع بأنه "كبير وجميل"، في حين يعتبره ماسك "رجسا يثير الاشمئزاز". وظل التوتر بين الرجلين حول مشروع الضرائب والإنفاق مكبوتا إلى أن انتقد ماسك الخطة الأساسية في سياسة ترامب الداخلية لأنها ستزيد العجز برأيه. وشهدت الأشهر الأولى من عودة ترامب إلى البيت الأبيض تحالفاً وثيقاً مع إيلون ماسك الذي شكّل فريقاً صغيراً من المبرمجين الشباب لاجتياح البيروقراطية الحكومية ومحاولة تقليص الإنفاق وإغلاق وكالات اتحادية، وكانت "وزارة كفاءة الحكومة" التي قادها ماسك تجسيداً لوعد ترامب بتقليص حجم الدولة، لكنّها فشلت في تحقيق هدفها بتوفير تريليون دولار، إذ لم تحقق سوى 180 مليار دولار بحسب بياناتها. ورغم أن ماسك غادر منصبه في نهاية الشهر الماضي، إلّا أن ظهورهما معاً في مؤتمر صحافي بالمكتب البيضاوي أوحى باستمرار العلاقة الطيبة، لكن الشرخ بدأ بالاتساع مع هجوم ماسك على مشروع ترامب الضريبي الجديد. (رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

غزة.. ذبيحتنا جميعاً
غزة.. ذبيحتنا جميعاً

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

غزة.. ذبيحتنا جميعاً

إذا كان الفيتو الأميركي ضدّ مشروع قرار لإنهاء الحرب على غزّة قد فاجأك فثمّة احتمالان: إما أنك تتصنّع الدهشة وتمثّل دور المُفاجأ، أو أنك تتعامى عن حقائق واضحة كالشمس، تتراكم يوماً بعد يوم، لعلّ أحدثها ما أعلنه ستيف ويتكوف الموصوف بأنه مبعوث السلام الأميركي، بالقول "لا فرق بين موقفي ترامب ونتنياهو". كلُّ الشواهد خلال الأشهر التي قضتها الإدارة اليمينية المُنتشية بالانتصار في البيت الأبيض تؤكّد أن دونالد ترامب ليس إلا النسخة الأكثر فظاظةً ووقاحةً من بنيامين نتنياهو، وأنّ إدارته أكثر توحّشاً وشراسةً في تحقيق مطلب الإجهاز على مشروع المقاومة الفلسطينية وإعادة احتلال قطاع غزّة من الحكومة الصهيونية نفسها، ولن تجد أصدق تعبيراً عن هذا الأمر من كلام المذيع الصهيوني المحافظ واين آلن روت إنّ "الرئيس ترامب هو أفضل رئيس بالنسبة لليهود ولإسرائيل في تاريخ البشرية (...) واليهود في إسرائيل يعشقونه كما لو كان ملك إسرائيل". كانت قضية الولاء الكامل والدعم المطلق للكيان الصهيوني محور حملة ترامب الانتخابية في مواجهة الديمقراطيين، وبقيت بعد اكتساح الخصم جوهر العقيدة السياسية الأميركية، التي اتخذت أشكالاً مختلفة من التطبيق العملي، إن بالتسليح بلا حدود والتمويل بلا سقف، أو بالحماية الدبلوماسية في المحافل الدولية، إلى الحدِّ الذي صنّفت معه واشنطن محكمتي العدل والجنائية الدوليتين ضمن الكيانات المعادية، ووضعت "الفيتو" بمثابة "قبّة حديدية دبلوماسية" لا تقلّ متانةً وأهميةً من منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية التي تغطي سماء الاحتلال. في اليقين، لم يكن ثمّة ما يبرّر تلك الحالة من"التفاؤل اللاإرادي" التي أصابت عرباً سرّتهم عودة ترامب، فراحوا يروّجون أنه سوف يصنع السلام في المنطقة، على الرغم من أنّ المُعلن كان استئناف المسيرة من النقطة التي أسقط فيها الديمقراطيون إدارة ترامب بعد رئاسته الأولى، أي إحياء ما عُرفت بخطّة ترامب لسلام الشرق الأوسط، أو صفقة القرن التي تلقفها نتنياهو أوّل مرّة ليُخاطب ترامب "أنت أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض"، وأنّ خطّته أعظم ما حصل عليه الكيان الصهيوني منذ اعتراف الرئيس الأميركي هاري ترومان بدولة إسرائيل في 1948. اتّخذ هذا التفاؤل غير المبرّر وغير المنطقي بمجيء ترامب شكل الجنون حينما جرى تصدير حالة أخرى من خداع الذات وخداع الجمهور، تفيد بأنّ زيارة الرئيس الأميركي إلى منطقة الخليج، الشهر الماضي (مايو/ أيار)، إنما جاءت مثل صفعة، أو مجموعة من الصفعات كما تطرّف مراسلون عرب في البيت الأبيض، على وجه نتنياهو، وتعبيراً عن طلاق بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية في ما خصّ الحرب على غزّة، بل إنه من ضمن ما قيل استباقاً لزيارة الخمسة تريليونات دولار أنّ ترامب جاء لإعلان وقف الحرب، قبل أي شيء آخر، غير أنّ أربعة أيّام أمضاها "ملك إسرائيل" في ثلاث عواصم خليجية لم تحضر فيها غزّة إلا جملة اعتراضية خاطفة في سياقٍ هادرٍ من الكلام عن الفلوس والصفقات الأسطورية. منذ ذلك الوقت، وترامب لا يترك مناسبة يتحدّث فيها إلا ويتطرّق إلى قصّة الـ5.1 تريليونات دولار بوصفها واحدة من الأساطير التي حقّقها في الشرق الأوسط، يستدعيها في كلّ خطبه ومؤتمراته الصحافية، ويقحمها في السياق حتى لو كان يتحدّث عن الحرب الروسية الأوكرانية، على نحو ما فعل في لقائه مع مستشار ألمانيا أمس، صبيحة استعمال واشنطن حقّ النقض (الفيتو) لصدّ مشروع قرار حظي بإجماع أممي يقضي بوقف الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزّة، وكأنه يُمعن في إذلال الذات العربية بالربط بين هذا الضخ العربي المكثّف في الخزانة الأميركية وصلابة واشنطن في الدفاع عن جرائم الاحتلال الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني الذبيح، بحيث يبدو، في وجه من الوجوه، ضحية أموال عربية بلا حدود تذهب إلى ترامب. يستفيق العالم كلّه على هول مذابح الإجرام الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني، فيبدأ في تعديل مواقفه، ويذهب إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية والدفع باتجاه حل الدولتين، كما فعلت فرنسا، المُنحازة طوال الوقت لإسرائيل، فيأتي الردّ الغاضب من واشنطن، لا تل أبيب، فيقول سفير ترامب لدى نتنياهو ردًاً على الرئيس الفرنسي "يمكنك إنشاء الدولة الفلسطينية على منطقة الريفيرا بدلاً من الضغط على إسرائيل"، ويعلن أنّ الولايات المتحدة لن تشارك في مؤتمر فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية. كلّ هذا الانكشاف للموقف الأميركي المتقدّم جدًا في صهيونيته عن مواقف بعض أطياف مجتمع الاحتلال الإسرائيلي، من المفترض، نظريّاً، أن يدفع العرب إلى إعادة التفكير في التعاطي مع الجانب الأميركي باعتباره الوسيط الرئيس، ذلك أنّ كلّ يوم يقدّم دليلاً إضافيًا على أنّ هذا الوسيط هو العدو، أو هكذا يعلن عن نفسه بكلّ اللغات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store