
هذه الصورة لا تظهر أضراراً في قاعدة العديد الأميركية بقطر بعد الهجوم الصاروخي الإيراني عليها FactCheck#
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "أضراراً في قاعدة العديد الاميركية في قطر من جراء الهجوم الصاروخي الايراني عليها" الاثنين 23 حزيران 2025.
الا أنّ هذا الادعاء خاطئ.
الحقيقة: هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى آب 2004. وهي لقطة جوية لـ"مدينة العمليات" في قاعدة العديد الجوية بالريان في قطر، صُوّرت من طائرة KC-135 Stratotanker تابعة للقوات الجوية الأميركية خلال عملية "حرية العراق". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الصورة جوية، وتظهر ثلاثة مستودعات كبيرة متجاوة، على ما يبدو، وسط منشأة على ارض رملية. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "قاعدة العديد الاميركية في قطر. دقة فائقة في التصويب". وقد اشير الى المستوداعات الكبيرة بكونها المستهدفة بـ"التصويب".
مسؤول أميركي يؤكد عدم تسجيل أي ضحايا من جراء الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد
جاء تداول الصورة بعد هجوم صاروخي شنته ايران على قاعدة العديد الاميركية في قطر، الاثنين 23 حزيران 2025. أكد المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أن الجمهورية الإسلامية استهدفت الاثنين قاعدة العديد الأميركية في هجوم شدد على أنه لا يشكّل أي تهديد لقطر ويأتي للرد على ضربات واشنطن ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية باستخدام قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات وصواريخ.
وأفاد المجلس في بيان بأن عدد الصواريخ المستخدمة "يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في مهاجمة منشآت إيران النووية".
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الهجوم الإيراني لم يتسبب بتسجيل ضحايا في القاعدة. وقال المصدر "يمكنني التأكيد أن قاعدة العديد الجوية تعرضت لهجوم بصواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى مصدرها إيران اليوم (الاثنين). وفي الوقت الحالي، لا توجد تقارير عن سقوط ضحايا أميركيين".
وأضاف: "لا علم لنا بأي أضرار لحقت بالمنشأة حتى اللحظة".
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها مؤرشفة في موقعي "ويكيبيديا" ، و آلامي لتخزين الصور، وايضا في موقع أرشيف NARA وDVIDS للمجال العام، مع شرح انها "صورة جوية لـ"مدينة العمليات" في قاعدة العديد الجوية بالريان في قطر، صُوّرت من طائرة KC-135 Stratotanker تابعة للقوات الجوية الأميركية خلال عملية "حرية العراق".
تاريخ التقاطها: 18 آب 2004.
مشغل الكاميرا: الرقيب سكوت ريد، القوات الجوية الأميركية
الصورة مؤرشفة في موقع ويكيبيديا
الصورة مؤرشفة في موقع آلامي
الصورة مؤرشفة في موقع NARA & DVIDS Public Domain Archive
الصورة مؤرشفة في موقع NARA & DVIDS Public Domain Archive
فجر يوم 20 آذار 2003 ، بدأت عملية "حرية العراق" بـ295 ألف جندي من قوات الولايات المتحدة وحلفائها، وانطلقت عملية الغزو من الكويت (بي بي سي).
وقاتل 70 ألف عنصر من ميليشيات البشمركة الكردية القوات العراقية في شمال البلاد.
وبحلول أيار، هُزم الجيش العراقي وأطيح نظامه، وتم القبض على صدام حسين في ما بعد وحوكم وأعدم.
ومع ذلك، لم يتم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، الذريعة التي قدمت لتبرير الغزو الاميركي.
عام 2004، اجتاح البلاد عنف طائفي. وفي السنوات اللاحقة، اندلعت حرب أهلية بين الفصائل السنية والشيعية في العراق.
ولم تنسحب القوات الأميركية من العراق إلا في عام 2011.
و تشير التقديرات إلى أن 461 ألف شخص لقوا حتفهم في العراق لأسباب تتعلق بالحرب بين عامي 2003 و 2011، وأن الحرب كلفت 3 تريليونات دولار أميركي.
وتقول الدكتورة كارين فون هيبل، المديرة العامة للمعهد الملكي للخدمات البحثية في لندن: "فقدت أميركا الكثير من مصداقيتها في هذه الحرب، وبعد 20 عاماً ما زلت تسمع الناس يتساءلون لماذا نصدق المخابرات الأميركية؟".
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "أضراراً في قاعدة العديد الاميركية في قطر من جراء الهجوم الصاروخي الايراني عليها" أخيرا. في الحقيقة، هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى آب 2004. وهي لقطة جوية لـ"مدينة العمليات" في قاعدة العديد الجوية بالريان في قطر، صُوّرت من طائرة KC-135 Stratotanker تابعة للقوات الجوية الأميركية خلال عملية "حرية العراق".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 8 ساعات
- ليبانون 24
تفاصيل غير مسبوقة للهجوم الصاروخي الإيراني.. هذا ما حصل في قاعدة "العديد" الأميركية
كشف سلاح الجو الأميركي، أمس الخميس، عن تفاصيل غير مسبوقة للهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تُعدّ أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. الهجوم، الذي وقع صباح الإثنين الماضي، جاء بعد 72 ساعة فقط من الضربة الجوية الأميركية الأعنف ضد منشآت نووية إيرانية، والتي حملت الاسم الرمزي "عملية مطرقة منتصف الليل"، حين أسقطت قاذفات الشبح B-2 الأميركية 14 قنبلة خارقة للتحصينات على منشأتي فوردو ونطنز النوويتين. وفي إفادة صحفية لعدد من وسائل الإعلام ، من بينها "The War Zone"، قال الجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة ، إن 44 جنديا أميركيا فقط، موزعين على بطاريتي "باتريوت"، ظلوا في قاعدة العديد للدفاع عنها، بينما تم إجلاء معظم القوات والطائرات منها، بأمر مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وبالتنسيق مع قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل"إريك" كوريلا. وأضاف كاين: "تلقينا مؤشرات وتحذيرات من نية إيران شن هجوم على قواعدنا في المنطقة، صباح الاثنين. وعلى الفور، أمرنا باتخاذ وضعية الحد الأدنى من التواجد العسكري لحماية أرواح القوات". ورغم تقليص عدد القوات، واجه الجنود الأميركيون الهجوم الإيراني الصاروخي بمهنية عالية، وفقا لموقع "The War Zone". وأكد كاين أن ما جرى "يُعدّ أكبر عملية إطلاق متزامن لصواريخ باتريوت الدفاعية في تاريخ الجيش الأميركي خلال حدث واحد"، في إشارة إلى التصدي الكثيف للهجوم. وروى كاين تفاصيل دقيقة عن اللحظات التي عاشها أولئك الجنود، قائلا: "تخيل نفسك ضابطا شابا في الخامسة والعشرين، مسؤولا عن توجيه الدفاعات الجوية في غرفة التحكم داخل القاعدة ، تجلس بجانبك مجندة مسؤولة عن نظام الإنذار المبكر، تنتظران معا سقوط الصواريخ، بينما عشرة فقط من الجنود يتوزعون داخل وخارج العربات". وأضاف: "أكبرهم عمرا كان قائدا عمره 28 عاما، وأصغرهم جندي في الـ21، خدم أقل من عامين في الجيش. هؤلاء هم من واجهوا الهجوم الإيراني، وهم من أنقذوا القاعدة من كارثة محققة".(سكاي نيوز)


النهار
منذ 9 ساعات
- النهار
هذه الصورة لا تظهر أضراراً في قاعدة العديد الأميركية بقطر بعد الهجوم الصاروخي الإيراني عليها FactCheck#
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "أضراراً في قاعدة العديد الاميركية في قطر من جراء الهجوم الصاروخي الايراني عليها" الاثنين 23 حزيران 2025. الا أنّ هذا الادعاء خاطئ. الحقيقة: هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى آب 2004. وهي لقطة جوية لـ"مدينة العمليات" في قاعدة العديد الجوية بالريان في قطر، صُوّرت من طائرة KC-135 Stratotanker تابعة للقوات الجوية الأميركية خلال عملية "حرية العراق". FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم الصورة جوية، وتظهر ثلاثة مستودعات كبيرة متجاوة، على ما يبدو، وسط منشأة على ارض رملية. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "قاعدة العديد الاميركية في قطر. دقة فائقة في التصويب". وقد اشير الى المستوداعات الكبيرة بكونها المستهدفة بـ"التصويب". مسؤول أميركي يؤكد عدم تسجيل أي ضحايا من جراء الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد جاء تداول الصورة بعد هجوم صاروخي شنته ايران على قاعدة العديد الاميركية في قطر، الاثنين 23 حزيران 2025. أكد المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أن الجمهورية الإسلامية استهدفت الاثنين قاعدة العديد الأميركية في هجوم شدد على أنه لا يشكّل أي تهديد لقطر ويأتي للرد على ضربات واشنطن ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية باستخدام قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات وصواريخ. وأفاد المجلس في بيان بأن عدد الصواريخ المستخدمة "يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في مهاجمة منشآت إيران النووية". وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الهجوم الإيراني لم يتسبب بتسجيل ضحايا في القاعدة. وقال المصدر "يمكنني التأكيد أن قاعدة العديد الجوية تعرضت لهجوم بصواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى مصدرها إيران اليوم (الاثنين). وفي الوقت الحالي، لا توجد تقارير عن سقوط ضحايا أميركيين". وأضاف: "لا علم لنا بأي أضرار لحقت بالمنشأة حتى اللحظة". الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. فالبحث العكسي يوصلنا اليها مؤرشفة في موقعي "ويكيبيديا" ، و آلامي لتخزين الصور، وايضا في موقع أرشيف NARA وDVIDS للمجال العام، مع شرح انها "صورة جوية لـ"مدينة العمليات" في قاعدة العديد الجوية بالريان في قطر، صُوّرت من طائرة KC-135 Stratotanker تابعة للقوات الجوية الأميركية خلال عملية "حرية العراق". تاريخ التقاطها: 18 آب 2004. مشغل الكاميرا: الرقيب سكوت ريد، القوات الجوية الأميركية الصورة مؤرشفة في موقع ويكيبيديا الصورة مؤرشفة في موقع آلامي الصورة مؤرشفة في موقع NARA & DVIDS Public Domain Archive الصورة مؤرشفة في موقع NARA & DVIDS Public Domain Archive فجر يوم 20 آذار 2003 ، بدأت عملية "حرية العراق" بـ295 ألف جندي من قوات الولايات المتحدة وحلفائها، وانطلقت عملية الغزو من الكويت (بي بي سي). وقاتل 70 ألف عنصر من ميليشيات البشمركة الكردية القوات العراقية في شمال البلاد. وبحلول أيار، هُزم الجيش العراقي وأطيح نظامه، وتم القبض على صدام حسين في ما بعد وحوكم وأعدم. ومع ذلك، لم يتم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، الذريعة التي قدمت لتبرير الغزو الاميركي. عام 2004، اجتاح البلاد عنف طائفي. وفي السنوات اللاحقة، اندلعت حرب أهلية بين الفصائل السنية والشيعية في العراق. ولم تنسحب القوات الأميركية من العراق إلا في عام 2011. و تشير التقديرات إلى أن 461 ألف شخص لقوا حتفهم في العراق لأسباب تتعلق بالحرب بين عامي 2003 و 2011، وأن الحرب كلفت 3 تريليونات دولار أميركي. وتقول الدكتورة كارين فون هيبل، المديرة العامة للمعهد الملكي للخدمات البحثية في لندن: "فقدت أميركا الكثير من مصداقيتها في هذه الحرب، وبعد 20 عاماً ما زلت تسمع الناس يتساءلون لماذا نصدق المخابرات الأميركية؟". تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "أضراراً في قاعدة العديد الاميركية في قطر من جراء الهجوم الصاروخي الايراني عليها" أخيرا. في الحقيقة، هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى آب 2004. وهي لقطة جوية لـ"مدينة العمليات" في قاعدة العديد الجوية بالريان في قطر، صُوّرت من طائرة KC-135 Stratotanker تابعة للقوات الجوية الأميركية خلال عملية "حرية العراق".


سيدر نيوز
منذ 18 ساعات
- سيدر نيوز
هل تصبح برامج تلفزيون الواقع وسيلة جديدة لمنح الإقامة للمهاجرين؟
هل يمكن أن ينتهي الحال ببعض المهاجرين وطالبي اللجوء في الولايات المتحدة بالمشاركة في برامج تلفزيون الواقع مقابل الحصول على البطاقة الخضراء، التي تمنح الإقامة الدائمة؟ قد تبدو الفكرة أقرب إلى المزاح، لكنها أثارت جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية، رغم نفي الحكومة الأمريكية وجود خطط رسمية بهذا الشأن. فقد أفادت صحف محلية بأن وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نوم، تدرس تصورًا مقترحًا ضمن مجموعة أفكار أخرى معروضة على مكتبها وقيد المراجعة حاليًا. وتشغل نوم منصباً محورياً في إدارة سياسات الهجرة والأمن الداخلي، إذ تشرف وزارتها على حملة ترحيل واسعة تستهدف المهاجرين غير النظاميين، ضمن سياسة الهجرة الصارمة التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية. لكن وأثناء جلسة للجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للأمن الداخلي والشؤون الحكومية، نفت الوزيرة وجود مخططات في هذا الإطار سواء منها أو من فريقها التنفيذي، وقالت: 'قد أكون تلقيت فكرة في وقت ما، نظرًا لوجود أفكار قُدمت للوزارة لتخفيف أعباء الهجرة واللجوء المزمنة، لكننا لم نكتشف أن من بينها ما يوصي بتجربة تلفزيون الواقع.' في المقابل، ذكرت الصحف الأمريكية تصريحات المتحدثة باسم وزارتها، تريشيا ماكلولي، التي أدلت بها منتصف مايو/أيار 2025 لوول ستريت جورنال. كشفت ماكلولي، المعينة من قبل الرئيس دونالد ترامب، عن وجود مباحثات حول فكرة توظيف اللاجئين والمهاجرين في تلفزيون الواقع، وأنها قيد الدراسة 'لأننا بحاجة إلى إحياء الروح الوطنية وترقية الحس المدني في هذا البلد…'. لاحقًا، نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الخبر لكنها نسبت إلى ماكلولي أنها أبدت دعمها للمقترح، وعندما تصاعدت ردود الفعل الساخنة داخليًا، هاجمت ماكلولي عبر حسابها على منصة إكس طريقة تناول ديلي ميل للخبر، دون أن تذكر ما كتبته وول ستريت جورنال. 'لاجئون، حصريا على قناتنا' في هذه الأثناء، أدلى روب ورسوف، الكاتب والمنتج المعروف بأعماله في مجال البرامج الواقعية التي تقوم على تصوير أشخاص 'حقيقيين' يتفاعلون أمام الكاميرا دون خصوصية، بتصريحات صحفية عقب الضجة التي أثارها مقترحه. أفاد ورسوف بأنه حاول جاهدا تسويق فكرته على مدار الإدارتين الماضيتين حتى تمت أخيرا 'دراسته بجدية'، بحسب زعمه. ولمواجهة اتهامات الاستغلال، حرص على التذكير بأنه مهاجر انتقل من كندا إلى الولايات المتحدة، وأن برنامجه يعالج قضية الهجرة بمنظور إنساني، معتبرًا إياه 'احتفاء عظيماً بأمريكا' و'دعوة لحوار وطني حول معنى أن تكون أمريكياً'. وتداولت الأنباء أن العرض التلفزيوني، المصمم في 35 صفحة، يهدف إلى تسريع البت في طلبات الهجرة. يحمل البرنامج المقترح عنوان 'الأمريكي'، وسيضم 'سلسلة مغامرات وتحديات' يراقبها الجمهور وكاميرا تبث مباشرة، حيث يُتابع المتسابقون وهم في أوضاع مختلفة وتحديات متنوعة مثل 'تحدي صنع البيتزا' في نيويورك، و'تحدي إطلاق الصواريخ' في فلوريدا، و'تحدي البحث عن الذهب' في كاليفورنيا، والعمل في خطوط تجميع السيارات في ديترويت، إلى جانب مسابقات في المعلومات العامة. كما يُشجع المشاركون على زيارة جزيرة إليس، نقطة دخول رئيسية لملايين المهاجرين إلى أمريكا. وبحسب التصور الأولى للبرنامج، تنتهي كل حلقة بتصويت، مع وجود مراحل تصفيات حاسمة للمتنافسين الذين غالبا ما قطعوا شوطا طويلا في سبيل تحقيق حلمهم بحياة أفضل، ليُختتم البرنامج بأداء الفائز اليمين كمواطن أمريكي. في هذا السياق، تواصلت بي بي سي مع أحد طالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته. في البداية، عبّر عن استغرابه من الفكرة، وقال إن الجدل المحيط بها لم يلفت انتباهه 'ربما بسبب دوامة التغييرات المربكة المتعلقة بالهجرة هنا في الولايات المتحدة'. وأضاف أنه يجدها فكرة 'غير مستساغة وجريئة'، وتابع: 'هناك الكثير من التدابير التي يتم الحديث عنها الآن بشأن اللاجئين. نعلم أن هناك حكومات في مأزق، تجد صعوبة في احتواء هذه الأزمة أو تجاهل تجلياتها'، لكنه يرى، من موقع انحيازه للمهاجرين، أن 'تلك المتاهات لن تفيد بشيء'. تحدث إلينا عن دوافع تقديمه طلب اللجوء قبل عشر سنوات عند وصوله إلى الولايات المتحدة، وهو الآن بصدد استكمال إجراءات الحصول على البطاقة الخضراء بعد مسار تفاوضي طويل. وقد غادر وطنه سوريا عام 2010، قبل اندلاع الحرب الأهلية، وعاش خمس سنوات في دولة خليجية حصل فيها على فرصة عمل جيدة، لكنها لم تكن، بحسب روايته، ملاذاً آمناً. أكد أنه ظل طوال تلك الفترة عرضة للمضايقات، وأن التضييق بلغ حد تعليق تجديد وثائق هويته، إلا إذا عاد إلى سوريا، فما كان منه إلا أن توجه مع أسرته إلى الولايات المتحدة بتأشيرة صالحة قام باستخراجها على نفقته الخاصة. يرى أن الطريق إلى الولايات المتحدة، كما هو الحال في أغلب مسارات الهجرة، يزداد وعورة. فبعد إعادة انتخابه، تعهّد الرئيس ترامب خلال ولايته الثانية بتوجيه ضربة قوية لـ'مشكلة الهجرة المتجذّرة' في البلاد. وقد لوحظ رفع سقف 'الحلول المبتكرة' من قبله ومن قبل فرق عمله، بهدف إنتاج سياسات 'بحجم التحديات'، وتبرير حملات الترحيل الجماعية للمهاجرين 'غير المناسبين'، مقابل الترويج لنظام هجرة جديد يقوم على انتقاء المهاجرين الأكفاء، والحد من 'التدفقات المختلطة التي تُرهق دافعي الضرائب الأمريكيين بمليارات الدولارات سنويًا'. وبينما تتعرض سياسات ترامب الخاصة بالهجرة لانتقادات من قبل قطاع من الأمريكيين بجانب منظمات حقوقية، فإن قطاعا أخر في البلاد يدعمها. ونقلت صحيفة الغارديان أن موظفي وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) يتلقّون توجيهات بـ'ابتكار أقصى ما يمكن' في أساليب الإنفاذ. وفي ظل تقارير متداولة عن مراجعة شاملة لخيارات التعامل مع المهاجرين غير النظاميين، تداولت وسائل إعلام أمريكية أن وزارة الأمن الداخلي تدرس تقديم مساعدات مالية للراغبين في العودة الطوعية إلى بلدانهم الأصلية. كما تم إحياء العمل بقانون 'الأجانب الأعداء' العائد للقرن الثامن عشر، والذي يجيز احتجاز أو ترحيل غير المواطنين القادمين من دول تُعتبر معادية للولايات المتحدة. ومع تعليق استقبال المزيد من اللاجئين، حتى من الذين حصلوا على تصاريح دخول رسمية بانتظار معالجة طلباتهم، كثّفت وكالة الهجرة عمليات التدقيق والمداهمة، وأطلقت حملة اتحادية أدّت إلى احتجاز أكثر من 51 ألف مهاجر حتى مطلع يونيو/حزيران الجاري. وطلب البيت الأبيض من السلطات زيادة عدد الاعتقالات اليومية إلى 3000 مهاجر غير نظامي يوميا، ، أي ما يزيد على مليون سنوياً. ويصف مسؤولو الهجرة من يتم توقيفهم بأنهم 'مهاجرون غير نظاميين غير موثّقين قانونياً، يشكلون خطراً ويخالفون القانون'، لكن تقارير إعلامية متعدّدة أشارت إلى أن حملة ترامب شملت مهاجرين لا تُسجّل بحقهم مخالفات قانونية. ولفت أحد مراكز الأبحاث البارزة في الولايات المتحدة إلى صدور تعليمات بخفض أعداد الطلاب الأجانب المقبولين للدراسة في البلاد. وتؤكد منظمة الأمم المتحدة دوما ،على ضرورة معالجة أزمة اللجوء في بلدان المنشأ. 'عندما يكون اللجوء هو الطريق الوحيد الممكن، لا تملك سوى المتابعة والمثابرة، لا سيما إن كنت قطعت مشواراً مرهقاً'، هكذا علّق طالب اللجوء لبي بي سي، قبل أن يضيف: 'الإعلام ينجذب إلى التصريحات الرنانة، لكن المحك الحقيقي يبقى في النظام القضائي والديمقراطي لأمريكا'. برامج الواقع واللاجئون تم التطرّق إلى قضايا اللاجئين سابقا من خلال برامج تلفزيون الواقع، أبرزها ما بثته القناة الرابعة البريطانية ضمن سلسلة حلقات حملت عنوان 'عد من حيث أتيت'. ورغم الاسم الصادم، فإن المشاركين في البرنامج كانوا بريطانيين خاضوا في عام 2024 رحلة تحاكي مسار المهاجرين غير النظاميين نحو الأراضي البريطانية، باعتبارها من أبرز وجهات اللجوء. انقسمت المجموعة إلى فريقين: انطلق الأول من سوريا، فاجتاز طريق الحرب الطويل، فيما انطلق الثاني من الصومال، حيث سادت المجاعة والاضطرابات. قطع الفريقان الصحارى والجبال، وتسلقوا جبال الألب الإيطالية ليلًا، ثم عبروا بحر المانش في قارب صغير وصولًا إلى مدينة دوفر، نقطة الوصول التقليدية للمهاجرين في بريطانيا. وخلال الرحلة، التقى المشاركون بلاجئين حقيقيين وتفاعلوا معهم، وذكرت القناة أنها أرادت تقديم محتوى أكثر واقعية وتأثيرًا. لكن، ورغم تلك اللمسة الإنسانية، دانت منظمة 'التحرر من التعذيب' البريطانية غير الربحية البرنامج، واعتبرته 'سابقة خطيرة' تخالف الأعراف الدولية، منددة بما وصفته بـ'مساواة شكلية بين لاجئ حقيقي ومشارك في مغامرة مصوّرة'. إلى أين يصل اللاجئون اليوم؟ لا يوجد رقم نهائي لعدد طلبات اللجوء العالقة أمام المحاكم الأمريكية المختصة بالهجرة حتى الآن، لكن التقديرات تشير إلى أنها تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين طلب رسمي. أما متوسط فترة الانتظار للبت في هذه الطلبات، فيختلف حسب طبيعة كل حالة، ومستوى التعقيد، وتوفر الوثائق، وحاجة السلطات لإجراء مقابلات إضافية. تُعدّ الولايات المتحدة تاريخيًا من أبرز مقاصد اللاجئين عالميا، بدءا من استقبال مئات الآلاف من الأوروبيين الفارين من الحرب العالمية الثانية، مرورًا بالفارين من الأنظمة الشيوعية خلال الحرب الباردة، وصولًا إلى النزاعات المستمرة في أفغانستان وأوكرانيا والشرق الأوسط وأفريقيا، إضافة إلى الوافدين من أمريكا الجنوبية. وقد انتقلت البلاد من التعامل المؤقت مع قضايا اللجوء إلى اعتماد برنامج دائم لتحديد الأهلية، بدأ منذ عام 1980. لكن هذا النهج تغيّر جزئيًا بعد وصول ترامب إلى الحكم، إذ وقّع فور تنصيبه أمرًا تنفيذيًا لإعادة تنظيم نظام اللجوء. يحق لطالب اللجوء تقديم طلبه الرسمي خلال عام من دخوله إلى الأراضي الأمريكية. وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، قُبل أكثر من ثلاثة ملايين طلب. ومع ذلك، لا تصنّف الولايات المتحدة ضمن الدول العشر الأولى المستضيفة للاجئين، وفق أحدث إحصاءات موقع 'ستاتيستا' لعام 2024، وتأتي مساهمتها في المرتبة العشرين، بعد دول مثل تركيا، ألمانيا، المملكة المتحدة، فرنسا، لبنان، والأردن. ترامب، المهاجرون، وتلفزيون الواقع Getty Images بسبب حملته المثيرة للجدل على المهاجرين غير النظاميين، واجه ترامب انتقادات حادة من منظمات الحقوقية، وحتى من مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، التي ندّدت بترحيل 142 ألف شخص بين 20 يناير/كانون الثاني و29 أبريل/نيسان. كما حذر محامو الهجرة من أن هذه السياسات قد تدفع المهاجرين إلى العزوف عن الامتثال للإجراءات القانونية. لكن المحكمة العليا الأمريكية، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، سمحت باستئناف عمليات ترحيل البعض. وقد يتصوّر البعض أن ترامب لن يمانع في تحويل المهاجرين أنفسهم إلى نجوم في برامج الواقع، خاصةً أنه عرف طريقه إلى الشهرة من خلال برنامجه 'المتدرّب' الذي حقق نجاحًا واسعًا وجنى من ورائه ثروة طائلة. وقبل ذلك، كان قد ظهر في أفلام وإعلانات وبرامج متنوعة، رغم انشغاله بمجال الأعمال. قد لا يتحول المهاجرون إلى نجوم تلفزيون في نهاية المطاف، لكن مجرد تداول الفكرة يعكس تحولا كبيرا في الطريقة التي تُدار بها قضية الهجرة في واحدة من أكثر دول العالم نفوذا.