
اختتام قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا دون اتفاق بشأن أوكرانيا – DW – 2025/8/16
لم يسفر لقاء القمة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الجمعة (15 أغسطس/آب 2025) عن أي اتفاق للتوصل لحل بشأن الحرب في أوكرانيا أو وقفها، على الرغم من أن الزعيمين وصفا المحادثات بأنها "مثمرة".
وخلال ظهور موجز أمام وسائل الإعلام عقب الاجتماع الذي استمر قرابة ثلاث ساعات في ألاسكا، قال الزعيمان إنهما أحرزا تقدما في قضايا غير محددة، لكنهما لم يقدما أي تفاصيل ولم يتلقيا أية أسئلة من الصحفيين، وهو أمر غير معهود بالنسبة لرئيس أمريكي يولي الإعلام أهمية كبيرة.
وقال ترامب، وهو يقف أمام خلفية مكتوب عليها (السعي لتحقيق السلام)، "لم نصل إلى هناك حتى الآن، لكننا أحرزنا تقدما. لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق". ووصف الاجتماع بأنه "مثمر جدا" مع التوافق على "العديد من النقاط"، مردفا من دون إسهاب "لم يتبق فقط سوى عدد قليل جدا، بعضها ليس بتلك الأهمية، وربما يكون أحدها هو الأهم".
وتحدث بوتين أيضا بكلمات عامة خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي استمر 12 دقيقة فقط. وقال "نأمل أن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه (...) الطريق للسلام في أوكرانيا". وبينما كان ترامب يفكر في لقاء ثان، ابتسم بوتين وقال بالإنجليزية "المرة المقبلة في موسكو". وأكد بوتين موافقته على فكرة أن حرب أوكرانيا التي أمر بها ما كانت لتحدث لو كان ترامب رئيسا بدلا من جو بايدن.
وتناقض الاستقبال الودي لبوتين مع انتقادات ترامب اللاذعة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه معه في البيت الأبيض في شباط/ فبراير.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
وكان ترامب قد صرح سابقا بأنه يسعى لعقد اجتماع ثلاثي مع زيلينسكي ، لكنه لم يتم الإعلان عن أي لقاء من هذا النوع خلال القمة. وأضاف ترامب أنه سيتشاور الآن مع زيلينسكي وقادة حلف شمال الأطلسي الذين أعربوا عن قلقهم من تواصل الرئيس الأمريكي مع بوتين.
وصرّح الرئيس الأمريكي لقناة "فوكس نيوز" أن الأمر الآن "يقع على عاتق الرئيس زيلينسكي"، مضيفا أن تقييمه للقمة "عشرة من عشرة".
وبعدما توعد روسيا قبل القمة بـ"عواقب خطيرة" إذا لم تقبل بوقف الحرب، قال ترامب ردا على سؤال لفوكس نيوز إنه "بسبب ما جرى اليوم، أعتقد أنه لا يتحتم علي التفكير في ذلك الآن".
وردا على سؤال بشأن نصيحته زيلينسكي قال ترامب "نعم، عليك التوصل لاتفاق. روسيا قوة كبيرة للغاية... وهم جنود عظماء".
أما بوتين فحذّر كييف والعواصم الأوروبية من وضع "عقبات" أمام عملية السلام أو "محاولات تعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية".
وكان زيلينسكي، الذي لم تتم دعوته إلى ألاسكا، و حلفاؤه الأوروبيون يخشون من أن يتخلى ترامب عن أوكرانيا من خلال تجميد النزاع بشكل أساسي والاعتراف، ولو بشكل غير رسمي فحسب، بالسيطرة الروسية على خُمس مساحة أوكرانيا .
وقال زيلينسكي قبل القمة إن الاجتماع يجب أن يفتح الطريق أمام "سلام عادل" ومحادثات ثلاثية تشمله، لكنه أضاف أن روسيا مستمرة في شن الحرب. وكتب على تطبيق تيليغرام "حان الوقت لإنهاء الحرب، ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة من قبل روسيا. نحن نعتمد على أمريكا".
وترامب المولع بوصف نفسه بأنه صانع صفقات ماهر، أتاح للرئيس الروسي أن تطأ قدماه للمرة الأولى أرضا غربية في قاعدة المندورف ريتشاردسون الجوية الأمريكية التي استضافت القمة منذ أن أرسل قواته لغزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
تحرير:عارف جابو

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 7 ساعات
- DW
ترامب يخفض التصعيد مع الصين.. فما سلاح بكين السري ضد واشنطن؟ – DW – 2025/8/17
دونالد ترامب يخفض التصعيد ضد الصين ويتراجع عن تهديداته الجمركية لها، بينما يفرض رسومًا مرتفعة على الهند والبرازيل. فما هي أوراق الضغط لدى بكين؟ لكن خبراء يحذرون من الغرور الصيني، فمناورات ترامب قد تكون غير متوقعة. بعد أشهر من عزلتة الصينتجاريًا من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت الآن محور أهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامبلإعادة ضبط العلاقات وتجنب دوامة جديدة من الرسوم الجمركية. ففي نيسان/أبريل الماضي، وصف ترامب الصين بأنَّها "أكبر تهديد لأمريكا" وقال إنها "خدعت" لعقود من الزمن أكبر اقتصاد في العالم. وبعد ذلك فرض على البضائع الصينية رسومًا جمركية باهظة بنسبة 145 بالمائة. وبعد أشهر قليلة فقط، تغيرت لهجة ترامب، ومدَّد تعليق فرض الرسوم الجمركية على الصين، وأشاد بالرئيس الصيني شي جين بينغ بوصفه "قائدًا قويًا"، وطرح فكرة عقد قمة أمريكية صينية في الخريف. وفي الوقت نفسه يجب على دول مثل الهند والبرازيل الآن توقع أعلى العقوبات - رسوم جمركية تصل حتى 50 بالمائة، بينما تم تحديد الجمارك المفروضة على الصين بنسبة معتدلة تبلغ 30 بالمائة. وترامب يتساهل قليلًا مع الصين لعدة أسباب: فهو يريد تجنّب زيادة الرسوم الجمركية - وخاصة الآن مع بدء تجار التجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية باستيراد الواردات الصينية لفترة عيد الميلاد المهمة. وبالإضافة إلى ذلك فهو يكسب الوقت للمفاوضات حول اتفاقية تجارية أكثر شمولًا، قد تشمل أيضًا التكنولوجيا والطاقة والمعادن النادرة. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وبما أنَّ الصين هي البلد الوحيد الذي يعارض بشدة سياسة واشنطن العدوانية يعتقد أنطونيو فاتاس، أستاذ الاقتصاد في كلية إنسياد INSEAD لإدارة الأعمال، أنَّ استراتيجية بكين قد تكون أوقعت ترامب في صعوبات. وفي هذا الصدد قال لـDW: "لقد كان واضحًا منذ البداية أنَّ الصين مستعدة أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية لحرب تجارية شاملة، سيكون لها عواقب اقتصادية لا تستطيع إدارة ترامب تحمّلها". وأقوى ورقة لدى بكين في المقامرة التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية هي هيمنتها على ما يعرف باسم المعادن النادرة، التي لا يمكن الاستغناء عنها في إنتاج السيارات الكهربائية وحتى أنظمة توجيه الصواريخ. وهذه المعادن النادرة أصبحت عاملًا حاسمًا في النزاع التجاري، وذلك بسبب اعتماد الصناعة الأمريكية على استيرادها من الصين. وعندما أعلن ترامب في نيسان/أبريل عن رسوم جمركية مروّعة، فرضت الصين، التي تسيطر على نحو 60 بالمائة من إنتاج المعادن النادرة في العالم ونحو 90 بالمائة من تكريرها، ضوابط تصدير على سبعة معادن نادرة وما يعرف باسم المغناطيس الدائم. وقد أثّر ذلك بشدة على الصناعة الأمريكية، بما فيها صناعة السيارات أيضًا. بينما تُصر واشنطن على فرض قيود أكثر تشددًا على حصول الصين على رقائق الذكاء الاصطناعي، وتضغط في الوقت نفسه على بكين من أجل خفض وارداتها من النفط الروسي. وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ ترامب يدفع الصين لزيادة مشترياتها من فول الصويا الأمريكي بنسبة أربعة أضعاف - وهذا مهم للمزارعين الأمريكيين ويساهم من وجهة نظر ترامب في تحقيق توازن في الميزان التجاري بين القوتين العالميتين. علمًا بأنَّ العجز التجاري الأمريكي مع الصين بلغ العام الماضي نحو 254 مليار و5 مائة مليون يورو. والصين تسعى في المقابل إلى خفض دائم للرسوم الجمركية الأمريكية، وخاصة في قطاعي التكنولوجيا والتصنيع. وتريد بالإضافة إلى ذلك حماية الشركات الصينية من العقوبات الأمريكية والالتزام بحصولها على أحدث الرقائق الأمريكية. وذكرت الخبيرة الاقتصادية أليسيا غارسيا هيريرو، من مركز بروغل البحثي في بروكسل، العديد من التحديات التجارية والداخلية والجيوسياسية التي يواجهها ترامب - مثل محادثات السلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة - كأسباب إضافية لمنحه الصين مجال أوسع. وحول ذلك قالت لـDW: "ترامب لديه ما يكفي من التحديات، ولا يوجد أمامه خيار آخر سوى منحه الصين وقتا أطول من الدول الأخرى". وبعد أن تم الآن تمديد هدنة الرسوم الجمركية حتى بداية تشرين الثاني/نوفمبر، أصبح بإمكان المفاوضين التركيز على المواضيع الأكثر إثارة للجدل. ويجب التركيز قبل كل شيء على تجنب العودة إلى الرسوم الجمركية المكونة من ثلاثة أرقام ( 145 بالمائة) على السلع الصينية و125 بالمائة على الصادرات الأمريكية. ويتفق الطرفان على أنَّ مثل هذه الخطوة ستكون ضارة اقتصاديًا. وما يزال متوسط معدل التعرفة الجمركية الحالي في الصين والبالغ 30 بالمائة أعلى بكثير مما هو عليه في معظم الدول الأخرى. وصادرات الصين من النحاس والصلب إلى الولايات المتحدة الأمريكية تخضع لرسوم جمركية بنسبة 50 بالمائة. وبينما تحصل الصين على وقت إضافي، تحولت الهند بسرعة من شريك تجاري مفضل في بداية ولاية ترامب الثانية إلى شريك منبوذ. إذ تواجه الهند الآن تعرفة جمركية عقابية تصل إلى 50 بالمائة - 25 بالمائة على السلع العامة، ومؤخرًا 25 بالمائة أخرى بسبب استمرار الهند في استيراد النفط الروسي. ومن المفترض أن تدخل هذه الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في 27 آب/أغسطس. ويلاحظ أنطونيو فاتاس من كلية إنسياد أنَّ "الهند لا تملك قوة الصين الاقتصادية ولا الصادرات الحاسمة من أجل الصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية للإضرار بالاقتصاد الأمريكي". وينصح نيودلهي بالتعاون مع حلفائها من أجل التوصّل بشكل مشترك إلى تعرفة جمركية أفضل. والهند لا تملك على أية حال ما يكفي من المعادن النادرة: ومع أنَّ الصين تبدو صاحبة اليد العليا في المفاوضات، ولكن حذّر هان شين لين، وهو خبير في شركة الاستشارات الاستراتيجية "مجموعة آسيا"، من الغرور على الجانب الصيني. وقال إنَّ ميل ترامب للفوضى يفسح المجال لمناورات غير متوقعة: "يجب علينا ألا نقلل من قدرة الولايات المتحدة على إحداث صدمة أكبر في المفاوضات"، كما قال لوكالة رويترز للأنباء. ويعتق هان شين أنَّ "نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر سوق استهلاكي في العالم سيكون عاملًا يدفع الدول الأخرى إلى إعادة التفكير بحذر". ورغم لهجته الأكثر ليونة، يواصل ترامب الضغط على الصين بطرق أخرى. ولذلك فقد قام المصدرون الصينيون بتحويل سلع محددة للولايات المتحدة الأمريكية عبر دول جنوب شرق آسيا، وخاصة عبر فيتنام وماليزيا وتايلاند. وذلك بهدف إخفاء مصدرها وتجنّب الرسوم الجمركية الأمريكية المباشرة. ردًا على ذلك فرض ترامب رسومًا جمركية شاملة بنسبة 40 بالمائة على جميع الدول المشتبه في تسهيلها تحويل البضائع الصينية. وهذه الرسوم دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي. وبما أنَّ المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من المتوقع أن تستمر حتى الموعد النهائي، فإن غارسيا هيريرو، التي تعتبر أيضًا كبيرة الاقتصاديين في بنك الاستثمار الفرنسي ناتيكسيس، تتوقع حدوث انفراج جزئي في التوترات التجارية. وتقول إنَّ هذا يفيد الشركات الأمريكية ولكنه يستبعد حلفاء مهمين. وفي هذا الصدد قالت لـDW: "على الأرجح أن نشهد حركة سواء في ضوابط تصدير الرقائق عالية الجودة من الجانب الأمريكي أو في ضوابط تصدير المعادن النادرة من جانب". وأضافت: "على المرجح أن تُفرض على اللصين تعرفة جمركية [أساسية] أقل، وأن تتمكن الشركات الأمريكية من الوصول بشكل أفضل إلى السوق الصينية، وذلك على حساب الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان". أعده للعربية: رائد الباش تحرير: عبده جميل المخلافي To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video


DW
منذ 17 ساعات
- DW
ألمانيا تقترح عقد قمة في أوروبا بين ترامب وبوتين وزيلينسكي – DW – 2025/8/16
بينما يستعد ترامب لاستقبال زيلينسكي في البيت الأبيض مجددا، اقترح المستشار الألماني ميرتس عقد قمة ثلاثية تجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي، معربا عن استعداد واشنطن لتقديم ضمانات أمنية لكييف. وأنباء عن دعوة ميرتس للسفر لواشنطن. أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن تفاؤله بأن لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين المقبل في البيت الأبيض لن يسير على نفس نهج اللقاء الصاخب السابق. وشهد الاجتماع السابق بين زيلينسكي وترامب في نهاية فبراير/شباط الماضي مشهدا استثنائيا غير مسبوق، حيث قاطع ترامب زيلينسكي مرارا، وتساءل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس عما إذا كان الرئيس الأوكراني قد أعرب عن شكره لأمريكا على مساعدتها لبلاده، وتم إلغاء الاجتماع فجأة، ومن ثم غادر زيلينسكي البيت الأبيض. وقال ميرتس لمحطة "آر تي إل/إن تي في" التلفزيونية الألمانية اليوم السبت (16 أغسطس/آب 2025) إنه لا يعتقد أن ترامب سيهين زيلينسكي مرة أخرى، مشيرا إلى أن القادة الأوروبيين سيقدمون لزيلينسكي "بعض النصائح الجيدة" خلال اجتماعهم مع الرئيس الأوكراني غدا الأحد. وفي اتصال مع الزعماء الأوروبيين، قال ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وهو ما أشاد به المستشار الألماني فريدريش ميرتس ووصفه بأنه "تقدم كبير". وبحسب ما نقل موقع "تي أونلاين" عن صحيفة "بيلد" الألمانية فإن الرئيس الأمريكي دعا المستشار ميرتس لحضور اللقاء مع الرئيس الأوكراني، المقرر عقده يوم الاثنين في واشنطن. ورغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اقترح المستشار الألماني عقد قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين في أوروبا. وقال ميرتس في المقابلة المذكورة: "أعتقد أن مثل هذا الاجتماع الثلاثي سيعقد. لم يحدد بعد التاريخ والمكان.. اقترحنا أن يكون هذا المكان في أوروبا". وأضاف المستشار الألماني: "ربما ينبغي أن يكون هذا المكان هو الذي تُجرى فيه هذه المناقشات بشكل دائم"، من دون أن يسمي أي مدينة أو بلد. وتابع ميرتس "هذه مسائل تفصيلية. لن تُوضَّح إلا في الأيام أو حتى الأسابيع المقبلة". يأتي ذلك بعد ساعات من تأكيد القادة الأوروبيين استعدادهم للمساهمة في التحضير لعقد قمة بين ترامبوزيلينسكي وبوتين. وكان ميرتس قد قال إن الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. وأضاف لقناة (زد.دي.إف) التلفزيونية العامة بعد أن أطلعه ترامب على نتائج محادثاته مع بوتين: "الخبر السار هو أن الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في مثل هذه الضمانات الأمنية ولن تترك الأمر للأوروبيين وحدهم". وذكر ميرتس أنه في أعقاب زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة من المتوقع عقد اجتماع بين بوتين وترامب و زيلينسكيفي أقرب وقت ممكن بهدف التوصل إلى اتفاق سلام. وتابع "إذا نجح هذا الأمر، فسيكون أهم من مجرد وقف إطلاق النار". وأضاف ميرتس أن ترامب أشار إلى أن روسيا مستعدة على ما يبدو لإجراء مفاوضات استنادا إلى خطوط المواجهة في الصراع، وليس على أساس حدود المناطق الأوكرانية التي تطالب موسكو بالسيادة عليها. وذكر ميرتس أنه بينما من المهم أن تظل أوروبا متحدة، فإن الولايات المتحدة ستواصل في الوقت الحالي لعب الدور الحاسم في الحرب. وتابع "يملك الرئيس الأمريكي القدرة، سواء عسكريا أو من خلال العقوبات والرسوم المناسبة، على دفع روسيا للتحرك أكثر مما تفعل حاليا". وفي سياق متصل، قال بوتين إنه ناقش مع ترامب خلال قمتهما سبل إنهاء النزاع في أوكرانيا "على أساس عادل". وقال في تصريحات نشرها الكرملين، إن القمة مع ترامب جاءت "في الوقت المناسب" وكانت "مفيدة للغاية". وتابع "لم نجر مفاوضات مباشرة من هذا النوع على هذا المستوى منذ فترة طويلة"، مضيفا "لقد أتيحت لنا الفرصة لتأكيد موقفنا بهدوء وتفصيل". وشدد الرئيس الروسي على أن "المحادثات كانت صريحة وجوهرية للغاية، وهي في رأيي تقرّبنا من القرارات اللازمة". To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وفي ذلك، قال خبراء إن غموض مخرجات قمة ألاسكا، أعطى الأوروبيينفرصة لمحاولة التأثير على سير الأحداث في الأيام المقبلة التي تبدو حاسمة لأوكرانيا وأمن القارة. ولم يسفر اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات بين الزعيمين في قاعدة عسكرية عن أي "صفقة" أو تقدم ملموس. ورأى أستاذ القانون الأوروبي في كلية الدراسات التجارية العليا في باريس ألبرتو أليمانو إن "عدم التوصل إلى اتفاق هو نبأ سار للغاية بالنسبة لأوكرانيا والأوروبيين". وأشار لفرانس برس إلى أن هناك خطرا حقيقيا من رسم "خريطة أمنية جديدة في أوروبا" من وراء ظهر زيلينسكي وزعماء القارة. ورأى المحلل المستقل المتخصص في السياسة الخارجية الروسية جيمس نيكسي أن "من الواضح أن نية فلاديمير بوتين هي دفع الأوروبيين جانبا وإبقاء الأمريكيين" في صلب المفاوضات. تحرير: صلاح شرارة


DW
منذ يوم واحد
- DW
قادة أوربيون يدعمون "اتفاق سلام" مع روسيا بضمانات لأوكرانيا – DW – 2025/8/16
عقب محادثات ترامب وبوتين في ألاسكا، أكد قادة أوروبيون على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق سلام ـ وهو ما يدفع به ترامب ـ ضمانات أمنية لأوكرانيا وأوروبا، متعهدين بمزيد من الدعم لأوكرانيا والضغوط على روسيا. لكن لبوتين شروط أخرى! غداة القمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا لبحث الحرب في أوكرانيا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين اليوم السبت (16 أغسطس/آب 2025) إن الضمانات الأمنية القوية لأوكرانيا وأوروبا "ضرورية" لأي اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا. وكتبت فون دير لايين في منشور على منصة إكس أن "يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي والولايات المتحدة للتوصل إلى سلام عادل ودائم. الضمانات الأمنية القوية التي تحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا ضرورية". وأكد قادة أوروبيون في بيان مشترك ، بعد أن أطلعهم ترامب على نتائج محادثاته مع بوتين، استعدادهم للمساهمة في التحضير لعقد قمة بين الرئيس الأمريكي ونظيريه الأوكراني والروسي. وجاء في البيان الذي حمل توقيع القادة وبينهم رئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ، "سنواصل تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية المحدّدة الأهداف، للتأثير على اقتصاد الحرب الروسي إلى أن يتم تحقيق سلام عادل ودائم". وأكد القادة أنّ موسكو "لا يمكن أن تتمتّع" بحق النقض بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي، مشيرين إلى أنه "سيكون على أوكرانيا اتخاذ القرارات المتعلّقة بأراضيها". وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية، إنّ الاتصال الذي شاركت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، استمر "أكثر من ساعة بقليل". وفي برلين رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتحقيق سلام دائم، وذلك عقب قمة ألاسكا. وقال ميرتس في منشور على منصة إكس "يمكن لأوكرانيا الاعتماد على تضامننا الراسخ بينما نعمل من أجل تحقيق سلام يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا".من جانبها قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في بيان "يواصل بوتين إطالة أمد المفاوضات ويأمل أن يفلت بذلك. لقد غادر أنكوريج (في ألاسكا ) دون تقديم أي التزامات"، معربة عن ثقتها بأن "الولايات المتحدة تملك القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية. سيعمل الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا والولايات المتحدة". ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مواصلة "الضغط" على روسيا حتى التوصل إلى "سلام راسخ ودائم يحترم حقوق أوكرانيا". واستبعد الرئيس الأمريكي وقفا فوريا لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيرا إلى أنّه يدفع مباشرة نحو "اتفاق سلام"، وذلك غداة القمة التي عقدها مع نظيره الروسي. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشل"، "قرّر الجميع أنّ أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان". وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيستقبل نظيره الأوكراني في البيت الأبيض بعد ظهر الاثنين، بعدما أعلن زيلينسكي ذلك في وقت سابق قائلا إنه سيناقش وترامب "جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء القتل والحرب". وأضاف ترامب "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعدا للقاء مع الرئيس بوتين"، مشيرا إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الروسي والأوكراني. واختتم تصريحه قائلا "ربما، تُنقذ ملايين الأرواح". وفي بيان له عقب القمة، لم يشر بوتين إلى أي تغيير في موقف روسيا العنيد، وقال إنه من الضروري القضاء على "الأسباب الجذرية" للحرب ومعالجة "المخاوف المشروعة" لموسكو. وفي هذا السياق قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني أولكسندر ميريزكو، لرويترز عبر الهاتف إنه في ظاهر الأمر لم يتغير الكثير بعد القمة. وأضاف "كما توقعنا، لم يحدث شيء. لا نتائج، والجميع ثابت على موقفه. لم يتراجع بوتين عن إنذاره، وأراد ترامب أن يظهر أنه بارع في عقد الاتفاقات، لكنه فشل". وتابع قائلا "من وجهة نظربوتين، فإن اتفاق السلام يعني عدة أمور خطيرة، عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ومطالبه السخيفة بإلقاء ونزع السلاح واللغة الروسية والكنيسة الروسية". وأفاد مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس أن واشنطن اقترحت على أوكرانيا ضمانات أمنية مشابهة لتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي ولكن من دون الانضمام إلى الناتو. وقال المصدر "كإحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، اقترح الجانب الأمريكي ضمانة تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي"، مضيفا "من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع بوتين". تحرير: عارف جابو