logo
قادة أوربيون يدعمون "اتفاق سلام" مع روسيا بضمانات لأوكرانيا – DW – 2025/8/16

قادة أوربيون يدعمون "اتفاق سلام" مع روسيا بضمانات لأوكرانيا – DW – 2025/8/16

DWمنذ 2 أيام
عقب محادثات ترامب وبوتين في ألاسكا، أكد قادة أوروبيون على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق سلام ـ وهو ما يدفع به ترامب ـ ضمانات أمنية لأوكرانيا وأوروبا، متعهدين بمزيد من الدعم لأوكرانيا والضغوط على روسيا. لكن لبوتين شروط أخرى!
غداة القمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا لبحث الحرب في أوكرانيا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين اليوم السبت (16 أغسطس/آب 2025) إن الضمانات الأمنية القوية لأوكرانيا وأوروبا "ضرورية" لأي اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا.
وكتبت فون دير لايين في منشور على منصة إكس أن "يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي والولايات المتحدة للتوصل إلى سلام عادل ودائم. الضمانات الأمنية القوية التي تحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا ضرورية".
وأكد قادة أوروبيون في بيان مشترك ، بعد أن أطلعهم ترامب على نتائج محادثاته مع بوتين، استعدادهم للمساهمة في التحضير لعقد قمة بين الرئيس الأمريكي ونظيريه الأوكراني والروسي.
وجاء في البيان الذي حمل توقيع القادة وبينهم رئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ، "سنواصل تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية المحدّدة الأهداف، للتأثير على اقتصاد الحرب الروسي إلى أن يتم تحقيق سلام عادل ودائم". وأكد القادة أنّ موسكو "لا يمكن أن تتمتّع" بحق النقض بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي، مشيرين إلى أنه "سيكون على أوكرانيا اتخاذ القرارات المتعلّقة بأراضيها".
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية، إنّ الاتصال الذي شاركت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، استمر "أكثر من ساعة بقليل".
وفي برلين رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتحقيق سلام دائم، وذلك عقب قمة ألاسكا. وقال ميرتس في منشور على منصة إكس "يمكن لأوكرانيا الاعتماد على تضامننا الراسخ بينما نعمل من أجل تحقيق سلام يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا".من جانبها قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في بيان "يواصل بوتين إطالة أمد المفاوضات ويأمل أن يفلت بذلك. لقد غادر أنكوريج (في ألاسكا ) دون تقديم أي التزامات"، معربة عن ثقتها بأن "الولايات المتحدة تملك القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية. سيعمل الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا والولايات المتحدة".
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مواصلة "الضغط" على روسيا حتى التوصل إلى "سلام راسخ ودائم يحترم حقوق أوكرانيا".
واستبعد الرئيس الأمريكي وقفا فوريا لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيرا إلى أنّه يدفع مباشرة نحو "اتفاق سلام"، وذلك غداة القمة التي عقدها مع نظيره الروسي.
وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشل"، "قرّر الجميع أنّ أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان".
وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيستقبل نظيره الأوكراني في البيت الأبيض بعد ظهر الاثنين، بعدما أعلن زيلينسكي ذلك في وقت سابق قائلا إنه سيناقش وترامب "جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء القتل والحرب".
وأضاف ترامب "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعدا للقاء مع الرئيس بوتين"، مشيرا إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الروسي والأوكراني. واختتم تصريحه قائلا "ربما، تُنقذ ملايين الأرواح".
وفي بيان له عقب القمة، لم يشر بوتين إلى أي تغيير في موقف روسيا العنيد، وقال إنه من الضروري القضاء على "الأسباب الجذرية" للحرب ومعالجة "المخاوف المشروعة" لموسكو.
وفي هذا السياق قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني أولكسندر ميريزكو، لرويترز عبر الهاتف إنه في ظاهر الأمر لم يتغير الكثير بعد القمة. وأضاف "كما توقعنا، لم يحدث شيء. لا نتائج، والجميع ثابت على موقفه. لم يتراجع بوتين عن إنذاره، وأراد ترامب أن يظهر أنه بارع في عقد الاتفاقات، لكنه فشل".
وتابع قائلا "من وجهة نظربوتين، فإن اتفاق السلام يعني عدة أمور خطيرة، عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ومطالبه السخيفة بإلقاء ونزع السلاح واللغة الروسية والكنيسة الروسية".
وأفاد مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس أن واشنطن اقترحت على أوكرانيا ضمانات أمنية مشابهة لتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي ولكن من دون الانضمام إلى الناتو. وقال المصدر "كإحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، اقترح الجانب الأمريكي ضمانة تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي"، مضيفا "من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع بوتين".
تحرير: عارف جابو
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قادة أوروبيون يعتزمون المشاركة في لقاء زيلينسكي وترامب – DW – 2025/8/17
قادة أوروبيون يعتزمون المشاركة في لقاء زيلينسكي وترامب – DW – 2025/8/17

DW

timeمنذ 13 ساعات

  • DW

قادة أوروبيون يعتزمون المشاركة في لقاء زيلينسكي وترامب – DW – 2025/8/17

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أنها ستتوجه مع عدد من القادة الأوروبيين الى واشنطن للمشاركة في لقاء القمة بين الرئيسين الأوكراني والأمريكي. وقبل ذلك سيعقد قادة "تحالف الراغبين" اجتماعا افتراضيا للتحضير للمراحل المقبلة. أعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الأحد (17 أغسطس/آب 2025) أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس سيرافق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن خلال القمة التي سيعقدها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن غدا الاثنين. وأوضح المتحدث أن هذه القمة تهدف إلى "تبادل للمعلومات مع الرئيس الأمريكي" في أعقاب القمة التي جمعته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا أول أمس الجمعة. وفي وقت سابق كتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين على منصة اكس "بناء على طلب الرئيس زيلينسكي، سأنضم الى الاجتماع مع الرئيس ترامب غدا في البيت الأبيض، إضافة الى قادة أوروبيين آخرين ". وإضافة إلى ميرتس ، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الفنلندي الكسندر ستوب انهم سيكونون حاضرين في واشنطن الإثنين، ومثلهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته. وفي روما، أعلن مسؤول حكومي أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ستشارك أيضا في محادثات واشنطن مع ترامب. كما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الأخير سيتوجه أيضا إلى واشنطن لنفس الغرض. وأعلنت فون دير لاين أن زيلينسكي سيكون في بروكسل بعد ظهر الأحد للمشاركة في اجتماع عبر الفيديو مع حلفاء أوكرانيا؛ "تحالف الراغبين"، بهدف التحضير للمراحل المقبلة لمباحثات السلام حول أوكرانيا. ويضم "تحالف الراغبين" غالبية الدول الأوروبية الكبرى والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، فضلا عن دول غير أوروبية بينها كندا. كما سيبحث المشاركون في الاجتماع قضية الضمانات الأمنية التي ستمنح لكييف في إطار اتفاق سلام محتمل. كذلك، سيتم التطرق، وفق دبلوماسيين، الى ما يمكن أن يشكل خطوطا عريضة لهذا الاتفاق بين أوكرانيا وروسيا. وإثر اجتماعه الجمعة مع بوتين، أوضح ترامب أن جهوده باتت تركز على بلورة "اتفاق سلام" يتيح وضع حدٍّ للحرب، من دون المرور بمرحلة وقف لإطلاق النار. تحرير: و.ب

الجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة "بنى تحتية للطاقة" في اليمن  – DW – 2025/8/17
الجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة "بنى تحتية للطاقة" في اليمن  – DW – 2025/8/17

DW

timeمنذ 19 ساعات

  • DW

الجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة "بنى تحتية للطاقة" في اليمن – DW – 2025/8/17

أكد الجيش الإسرائيلي قصف "بنى تحتية للطاقة استخدمها نظام الحوثي" في اليمن، ردّاً على "هجمات متكررة ضد دولة إسرائيل ومواطنيها". وفي وقت سابق ذكرت وسائل إعلام حوثية أن "عدوانا" استهدف محطة كهرباء جنوبي العاصمة صنعاء. قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن الجيش "هاجم أهدافا إرهابية في عمق اليمن مستهدفًا بنى تحتية للطاقة استخدمها نظام الحوثي الإرهابي.. الذي يعمل بتوجيه من النظام الإيراني لاستهداف دولة إسرائيل وحلفائها". وأضاف على منصة إكس أن "الغارات جاءت في ضوء هجمات متكررة نفذها نظام الحوثي الإرهابي ضد دولة إسرائيل ومواطنيها والتي شملت إطلاق صواريخ أرض أرض ومسيرات نحو الأراضي الإسرائيلية". وأكد المتحدث أن الجيش الإسرائيلي " سيعمل بقوة ضد الهجمات المتكررة للنظام الحوثي الإرهابي ضد مواطني إسرائيل ويبقى مصممًا لمواصلة ضرب أي تهديد على دولة إسرائيل مهما بلغت المسافة". كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أن الهجوم على محطة كهرباء حزيز بالقرب من العاصمة نفذته البحرية الإسرائيلية. وفي وقت سابق اليوم ذكرت قناة "المسيرة" التي يديرها الحوثيون أن "عدوانا" استهدف محطة كهرباء في جنوب العاصمة صنعاء، مما أدى إلى خروج بعض المولدات من الخدمة. ولم تذكر القناة مصدر "العدوان" الذي أشارت له. وأضافت القناة نقلا عن مصدر في الدفاع المدني أن الفرق تعمل على إخماد الحريق الناجم عن استهداف المحطة. وكان دوي انفجارين عنيفين هز صنعاء في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، حيث شوهدت ألسنة اللهب ترتفع من الموقع المستهدف، وفقا لروايات السكان. يأتي ذلك عقب هدوء حذر شهدته العاصمة صنعاء منذ أكثر من شهر. وسبق وأن شهدت العاصمة صنعاء انفجارات عنيفة إثر غارات شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، استهدفت مواقع متفرقة للجماعة المتحالفة مع إيران ، "ردا على هجمات الحوثيين على إسرائيل، وعلى السفن التجارية في البحر الأحمر". وسبق أن قصفت إسرائيل موانئ يمنية وكذلك مطار صنعاء ردا على هجمات الحوثيين على إسرائيل. ويطلق اليمنيون صواريخ على إسرائيل، يجري اعتراض معظمها، فيما يصفونه بأنه لدعم الفلسطينيين في الحرب في غزة. تحرير: وفاق بنكيران

ترامب يخفض التصعيد مع الصين.. فما سلاح بكين السري ضد واشنطن؟ – DW – 2025/8/17
ترامب يخفض التصعيد مع الصين.. فما سلاح بكين السري ضد واشنطن؟ – DW – 2025/8/17

DW

timeمنذ 19 ساعات

  • DW

ترامب يخفض التصعيد مع الصين.. فما سلاح بكين السري ضد واشنطن؟ – DW – 2025/8/17

دونالد ترامب يخفض التصعيد ضد الصين ويتراجع عن تهديداته الجمركية لها، بينما يفرض رسومًا مرتفعة على الهند والبرازيل. فما هي أوراق الضغط لدى بكين؟ لكن خبراء يحذرون من الغرور الصيني، فمناورات ترامب قد تكون غير متوقعة. بعد أشهر من عزلتة الصينتجاريًا من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت الآن محور أهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامبلإعادة ضبط العلاقات وتجنب دوامة جديدة من الرسوم الجمركية. ففي نيسان/أبريل الماضي، وصف ترامب الصين بأنَّها "أكبر تهديد لأمريكا" وقال إنها "خدعت" لعقود من الزمن أكبر اقتصاد في العالم. وبعد ذلك فرض على البضائع الصينية رسومًا جمركية باهظة بنسبة 145 بالمائة. وبعد أشهر قليلة فقط، تغيرت لهجة ترامب، ومدَّد تعليق فرض الرسوم الجمركية على الصين، وأشاد بالرئيس الصيني شي جين بينغ بوصفه "قائدًا قويًا"، وطرح فكرة عقد قمة أمريكية صينية في الخريف. وفي الوقت نفسه يجب على دول مثل الهند والبرازيل الآن توقع أعلى العقوبات - رسوم جمركية تصل حتى 50 بالمائة، بينما تم تحديد الجمارك المفروضة على الصين بنسبة معتدلة تبلغ 30 بالمائة. وترامب يتساهل قليلًا مع الصين لعدة أسباب: فهو يريد تجنّب زيادة الرسوم الجمركية - وخاصة الآن مع بدء تجار التجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية باستيراد الواردات الصينية لفترة عيد الميلاد المهمة. وبالإضافة إلى ذلك فهو يكسب الوقت للمفاوضات حول اتفاقية تجارية أكثر شمولًا، قد تشمل أيضًا التكنولوجيا والطاقة والمعادن النادرة. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وبما أنَّ الصين هي البلد الوحيد الذي يعارض بشدة سياسة واشنطن العدوانية يعتقد أنطونيو فاتاس، أستاذ الاقتصاد في كلية إنسياد INSEAD لإدارة الأعمال، أنَّ استراتيجية بكين قد تكون أوقعت ترامب في صعوبات. وفي هذا الصدد قال لـDW: "لقد كان واضحًا منذ البداية أنَّ الصين مستعدة أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية لحرب تجارية شاملة، سيكون لها عواقب اقتصادية لا تستطيع إدارة ترامب تحمّلها". وأقوى ورقة لدى بكين في المقامرة التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية هي هيمنتها على ما يعرف باسم المعادن النادرة، التي لا يمكن الاستغناء عنها في إنتاج السيارات الكهربائية وحتى أنظمة توجيه الصواريخ. وهذه المعادن النادرة أصبحت عاملًا حاسمًا في النزاع التجاري، وذلك بسبب اعتماد الصناعة الأمريكية على استيرادها من الصين. وعندما أعلن ترامب في نيسان/أبريل عن رسوم جمركية مروّعة، فرضت الصين، التي تسيطر على نحو 60 بالمائة من إنتاج المعادن النادرة في العالم ونحو 90 بالمائة من تكريرها، ضوابط تصدير على سبعة معادن نادرة وما يعرف باسم المغناطيس الدائم. وقد أثّر ذلك بشدة على الصناعة الأمريكية، بما فيها صناعة السيارات أيضًا. بينما تُصر واشنطن على فرض قيود أكثر تشددًا على حصول الصين على رقائق الذكاء الاصطناعي، وتضغط في الوقت نفسه على بكين من أجل خفض وارداتها من النفط الروسي. وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ ترامب يدفع الصين لزيادة مشترياتها من فول الصويا الأمريكي بنسبة أربعة أضعاف - وهذا مهم للمزارعين الأمريكيين ويساهم من وجهة نظر ترامب في تحقيق توازن في الميزان التجاري بين القوتين العالميتين. علمًا بأنَّ العجز التجاري الأمريكي مع الصين بلغ العام الماضي نحو 254 مليار و5 مائة مليون يورو. والصين تسعى في المقابل إلى خفض دائم للرسوم الجمركية الأمريكية، وخاصة في قطاعي التكنولوجيا والتصنيع. وتريد بالإضافة إلى ذلك حماية الشركات الصينية من العقوبات الأمريكية والالتزام بحصولها على أحدث الرقائق الأمريكية. وذكرت الخبيرة الاقتصادية أليسيا غارسيا هيريرو، من مركز بروغل البحثي في بروكسل، العديد من التحديات التجارية والداخلية والجيوسياسية التي يواجهها ترامب - مثل محادثات السلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة - كأسباب إضافية لمنحه الصين مجال أوسع. وحول ذلك قالت لـDW: "ترامب لديه ما يكفي من التحديات، ولا يوجد أمامه خيار آخر سوى منحه الصين وقتا أطول من الدول الأخرى". وبعد أن تم الآن تمديد هدنة الرسوم الجمركية حتى بداية تشرين الثاني/نوفمبر، أصبح بإمكان المفاوضين التركيز على المواضيع الأكثر إثارة للجدل. ويجب التركيز قبل كل شيء على تجنب العودة إلى الرسوم الجمركية المكونة من ثلاثة أرقام ( 145 بالمائة) على السلع الصينية و125 بالمائة على الصادرات الأمريكية. ويتفق الطرفان على أنَّ مثل هذه الخطوة ستكون ضارة اقتصاديًا. وما يزال متوسط معدل التعرفة الجمركية الحالي في الصين والبالغ 30 بالمائة أعلى بكثير مما هو عليه في معظم الدول الأخرى. وصادرات الصين من النحاس والصلب إلى الولايات المتحدة الأمريكية تخضع لرسوم جمركية بنسبة 50 بالمائة. وبينما تحصل الصين على وقت إضافي، تحولت الهند بسرعة من شريك تجاري مفضل في بداية ولاية ترامب الثانية إلى شريك منبوذ. إذ تواجه الهند الآن تعرفة جمركية عقابية تصل إلى 50 بالمائة - 25 بالمائة على السلع العامة، ومؤخرًا 25 بالمائة أخرى بسبب استمرار الهند في استيراد النفط الروسي. ومن المفترض أن تدخل هذه الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في 27 آب/أغسطس. ويلاحظ أنطونيو فاتاس من كلية إنسياد أنَّ "الهند لا تملك قوة الصين الاقتصادية ولا الصادرات الحاسمة من أجل الصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية للإضرار بالاقتصاد الأمريكي". وينصح نيودلهي بالتعاون مع حلفائها من أجل التوصّل بشكل مشترك إلى تعرفة جمركية أفضل. والهند لا تملك على أية حال ما يكفي من المعادن النادرة: ومع أنَّ الصين تبدو صاحبة اليد العليا في المفاوضات، ولكن حذّر هان شين لين، وهو خبير في شركة الاستشارات الاستراتيجية "مجموعة آسيا"، من الغرور على الجانب الصيني. وقال إنَّ ميل ترامب للفوضى يفسح المجال لمناورات غير متوقعة: "يجب علينا ألا نقلل من قدرة الولايات المتحدة على إحداث صدمة أكبر في المفاوضات"، كما قال لوكالة رويترز للأنباء. ويعتق هان شين أنَّ "نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر سوق استهلاكي في العالم سيكون عاملًا يدفع الدول الأخرى إلى إعادة التفكير بحذر". ورغم لهجته الأكثر ليونة، يواصل ترامب الضغط على الصين بطرق أخرى. ولذلك فقد قام المصدرون الصينيون بتحويل سلع محددة للولايات المتحدة الأمريكية عبر دول جنوب شرق آسيا، وخاصة عبر فيتنام وماليزيا وتايلاند. وذلك بهدف إخفاء مصدرها وتجنّب الرسوم الجمركية الأمريكية المباشرة. ردًا على ذلك فرض ترامب رسومًا جمركية شاملة بنسبة 40 بالمائة على جميع الدول المشتبه في تسهيلها تحويل البضائع الصينية. وهذه الرسوم دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي. وبما أنَّ المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من المتوقع أن تستمر حتى الموعد النهائي، فإن غارسيا هيريرو، التي تعتبر أيضًا كبيرة الاقتصاديين في بنك الاستثمار الفرنسي ناتيكسيس، تتوقع حدوث انفراج جزئي في التوترات التجارية. وتقول إنَّ هذا يفيد الشركات الأمريكية ولكنه يستبعد حلفاء مهمين. وفي هذا الصدد قالت لـDW: "على الأرجح أن نشهد حركة سواء في ضوابط تصدير الرقائق عالية الجودة من الجانب الأمريكي أو في ضوابط تصدير المعادن النادرة من جانب". وأضافت: "على المرجح أن تُفرض على اللصين تعرفة جمركية [أساسية] أقل، وأن تتمكن الشركات الأمريكية من الوصول بشكل أفضل إلى السوق الصينية، وذلك على حساب الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان". أعده للعربية: رائد الباش تحرير: عبده جميل المخلافي To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store