logo
السودان: مواطنون يأكلون أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة في الفاشر

السودان: مواطنون يأكلون أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة في الفاشر

الشرق الأوسط٢٨-٠٧-٢٠٢٥
لجأ الآلاف من سكان مدينة الفاشر في غرب السودان، والمحاصرة من قبل «قوات الدعم السريع»، إلى طحن أعلاف الحيوانات، لاستخدامه بديلاً لحبوب الدخن والذرة، لسد الرمق والبقاء على قيد الحياة.
وأصبحت الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، أشبه بمدينة أشباح وسط أنقاض الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، وبدأت المجاعة الطاحنة تلوح في الأفق مع نفاد المواد الغذائية الأساسية الصالحة للأكل، مثل الذرة بمختلف أنواعها من (الدخن والعيش)، وانعدام مياه الشرب النظيفة.
سودانيون في مخيم «أبو شوك» على مشارف الفاشر بشمال إقليم دارفور هرباً من الحرب (أ.ب)
وقال سكان في الفاشر لــ«الشرق الأوسط» عبر خدمة الاتصالات الهاتفية التي توفرها أجهزة «ستار لينك» التي تعمل بالأقمار الاصطناعية: «لا نجد ما نأكله، وهو حال معظم سكان الفاشر. لجأنا إلى شراء الأعلاف الحيوانية (الأمباز) لطحنها وطبخها على أنها عصيدة».
وأضافوا: «نبحث الآن عن طرق للهروب من المدينة، لأنه لم يعد يلوح في الأفق من ينقذنا من هذه الأوضاع».
وقال أحد السكان إنه يقضي يومه في البحث عن شراء القليل من دقيق الدخن أو ذرة العيش، وعندما لا يجده أو يتمكن من ابتياعه بسبب الغلاء الفاحش، يُضطر لشراء الأعلاف، وجمع الحطب لطبخ قدح من «العصيدة» لأسرته، وأضاف: «لولا أننا مضطرون لما صنعناه أصلاً، لأن سعر الحبوب مرتفع، هذا لو كانت موجودة».
نزوح من مدينة الفاشر التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» (أرشيفية - الشرق الأوسط)
و«الأمباز» هي مخلفات ما تبقى من بذور الفول السوداني والسمسم، بعد عصرها واستخراج الزيت منها، وتستخدم علفاً للماشية... وهي غير صالحة للاستخدام الآدمي.
وأقر حاكم ولاية شمال دارفور، الحافظ بخيت، بأن «الوضع الإنساني في العاصمة الفاشر أصبح لا يطاق، وتفاقم أكثر مما يجب». وقال في تسجيل مصور بثه إعلام الحكومة المحلية: «إن فك الحصار عن المدينة ضرورة قصوى اليوم قبل الغد».
وأضاف بخيت أن ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي عن أن المواطنين في مدينة الفاشر يأكلون أعلاف البهائم (الأمباز) «حقيقي وقد نفدت من الأسواق».
وقال: «إن هناك ندرة وغلاء كبيراً في الحبوب الغذائية، وسعر ربع دقيق الدخن نحو 500 ألف جنيه سوداني (الدولار نحو 2900 جنيه)، وفي كثير من الأحيان لا يتوفر».
طفلة تعاني من الجوع الشديد في الفاشر (فيس بوك)
وتكافح الأسر المحاصرة هناك للبقاء على قيد الحياة، رغم عدم تمكنها من شراء القليل جداً من الذرة لطبخ وجبة واحدة في اليوم، إذ بلغ سعر جوال الدخن نحو 4 مليارات ونصف مليار جنيه سوداني، ما يعادل نحو (1500 دولار أميركي).
وقال المتحدث باسم «المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور»، آدم رجال: «ما يتعرض له المدنيون في الفاشر من حصار وتجويع يُعد جريمة بشعة، وإن غض النظر عن هذه المأساة وتجاهلها وصمة عار في جبين الإنسانية».
وطالب «بتحرك دولي فوري لوقف الكارثة الإنسانية المستمرة، والضغط على أطراف الصراع الذين لا يهمهم إنقاذ المواطنين، ووقف الموت المجاني في الفاشر».
تكية في الفاشر (فيس بوك)
وأشار إلى أن تجار الأزمات مجردون من الأخلاق الإنسانية، وأن المواطنين باتوا يشعرون بأن «حلول الأرض انتهت، والأمر متروك للسماء»، ويحتاجون لمن يقف معهم في ظل غياب أي مبادرة جادة من الداخل والخارج لإنقاذهم من الموت جوعاً.
وبحسب إفادات مواطنين من الفاشر، فإن معظم التكايا، وهي مراكز تطوعية خيرية توزع وجبات مجانية للمواطنين، توقفت، أو على وشك التوقف تماماً، بسبب عجز القائمين عليها عن شراء المواد الغذائية بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار.
وقالوا: «إن الآلاف الذين فضلوا البقاء في المدينة لأكثر من عام، رغم الظروف الأمنية المتدهورة والقصف المدفعي، لم يعد باستطاعتهم الصمود أكثر من ذلك، ويبحثون الآن عن فرص لمغادرتها، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم».
بدورها أطلقت «المقاومة الشعبية بولاية شمال دارفور» نداء استغاثة عاجلاً إلى الحكومة والمنظمات «لإنقاذ المواطنين الذين يموتون جوعاً، وسط صمت دولي، وتجاهل لمعاناة آلاف الأبرياء من المدنيين العزل في الفاشر».
أطفال ينتظرون العون في الفاشر (فيس بوك)
وقالت في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن انعدام الغذاء والدواء أصاب الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن بسوء التغذية الحاد، نتيجة للحصار، ومنع دخول المساعدات الإنسانية». وطالبت «بفتح ممرات إنسانية آمنة، تحت إشراف ورقابة دولية للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة».
ودفعت «قوات الدعم السريع» منذ اندلاع القتال في أبريل (نيسان) 2023 بقوات كبيرة طوّقت الفاشر من الجهات كلها، وبدأت عمليات عسكرية في محاولة منها للسيطرة عليها، وتحوّلت المواجهات إلى «حرب استنزاف» طويلة الأمد، مع تصاعد غير مسبوق في الهجمات، وبوتيرة متسارعة في الآونة الأخيرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جرائم حرب موثّقة ارتكبت بحق مراسلين وإعلامييناستهداف الصحفيين.. «إسرائيل» تخشى الحقيقة
جرائم حرب موثّقة ارتكبت بحق مراسلين وإعلامييناستهداف الصحفيين.. «إسرائيل» تخشى الحقيقة

الرياض

timeمنذ 16 دقائق

  • الرياض

جرائم حرب موثّقة ارتكبت بحق مراسلين وإعلامييناستهداف الصحفيين.. «إسرائيل» تخشى الحقيقة

منذ 7 أكتوبر 2023م تحوّل الصحفيون في غزة إلى "شهودٍ غير مرغوب فيهم".. القتل والإصابات والاعتقال وتدمير البنية الإعلامية ومنع التغطية الأجنبية؛ كل ذلك رسم نمطًا واضحًا: إقصاء العيون التي توثّق ما يحدث، حتى باتت الحرب على غزة الأكثر فتكًا بالصحفيين في التاريخ الحديث. وأكدت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين (CPJ) أن الحرب قتلت حتى 5 أغسطس 2025م ما لا يقل عن 186 صحفيًا وعاملًا إعلاميًا في كل من غزة والضفة الغربية ولبنان، بينهم 178 فلسطينيًا، ورصدت اللجنة نمطًا متكررًا بأن الضربات الجوية الإسرائيلية كانت السبب الأبرز للوفيات، كما وثّقت 20 حالة قتل استهدافي مباشر لصحفيين تعتبرها "جرائم قتل" لمقاتلين غير شرعيين. فيما رصد الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) 175 صحفيًا وعاملًا إعلاميًا على الأقل قتلوا حتى 31 يوليو 2025م جراء الحرب، مؤكدًا أن غزة أصبحت منطقة الموت الأوسع للإعلاميين في العصر الحديث، وأشار الاتحاد إلى أن معظم الضحايا من الفلسطينيين، بينما هناك بضعة صحفيين أجانب ضمن القائمة. وبيّن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) في بيانات أنه تحقّق من مقتل 227 صحفيًا فلسطينيًا في غزة منذ 7 أكتوبر2023م، ويعكس هذا الرقم المرتفع اتساع الكارثة ويشير إلى أن الأعداد قد تكون أعلى مع مرور الوقت، خصوصًا مع صعوبة التحقّق الميداني في ظل القصف والحصار، ويُرجِع المكتب اختلاف الأرقام بين الجهات إلى تباين تعريف "الصحفي/العامل الإعلامي" ومعايير التحقّق وسرعة تحديث البيانات. سجلٌ من الاستهداف الممنهج وتعد هذه الحرب امتدادًا لنمط طويل الأمد من استهداف الصحفيين وإفلات الجناة من العقاب، فقبل حرب 2023–2025م، وثّقت لجنة حماية الصحفيين عبر أكثر من عقدين ما لا يقل عن 20 حالة قتل لصحفيين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي دون أي محاسبة تُذكر، وهذا السجل المروّع من الإفلات من العقاب تصدر الواجهة العالمية باغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة في مايو 2022م، حين خلصت تحقيقات مستقلة لمنظمات إعلامية وحقوقية منها ( نيويورك تايمز وواشنطن بوست وسي إن إن) إلى أن رصاصة جندي إسرائيلي هي التي أصابتها في مقتل. ورغم ذلك، لم تُسفر التحقيقات الرسمية الإسرائيلية عن توجيه اتهام لأي فرد، الأمر الذي دفع المنظمات الصحفية الدولية إلى دعم عائلة شيرين وزملائها في رفع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بشأن قضيتها، مؤكدين أن إسرائيل لا يمكنها أن تحقق مع نفسها في جرائمها. وفي 13 أكتوبر 2023م تصاعدت الأدلة على هذا النمط الخطير عبر حدود غزة، وفي ذلك اليوم، ضربت قذيفة دبابة إسرائيلية مجموعة صحفيين في جنوب لبنان، مما أدى إلى مقتل مصوّر رويترز عصام عبد الله وإصابة ستة صحفيين آخرين من وكالات دولية، وأثبتت تحقيقات أجرتها وكالة رويترز ومنظمات كـالعفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أن طاقم دبابة إسرائيلية أطلق قذيفتين متتاليتين على الصحفيين رغم ارتدائهم سترات وخوذ تحمل علامة "PRESS". وخلصت المنظمات الحقوقية إلى أن هذا الهجوم بدا متعمدًا على مدنيين واضح تمييزهم كصحفيين؛ مما يجعله جريمة حرب وفق القانون الدولي، ورغم النفي الإسرائيلي المعتاد "نحن لا نستهدف الصحفيين"، لم يُفتح تحقيق شفاف أو تُحمّل أي جهة مسؤولية عن قتل عصام ورفاقه حتى اليوم. إسكات البنية الإعلامية ولم يقتصر الاستهداف على الأفراد، بل تعداه إلى الهياكل والمنابر الإعلامية نفسها، ففي 15 مايو 2021م خلال حرب غزة آنذاك، شنّت إسرائيل غارة جوية دمّرت برج الجلاء في مدينة غزة، والذي كان يضم مكاتب وكالة أسوشييتد برس (AP) وقناة الجزيرة وغيرها، وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي زعم حينها أن البرج كان يستخدم من حماس لأغراض عسكرية، لم يُقدَّم أي دليل علني مقنع يدعم هذا الادعاء، وطالبت AP بتحقيق مستقل في الغارة، مؤكدةً أن إسرائيل لم تُظهر أي إثبات يبرر تدمير مقرّ صحفي دولي بهذا الشكل، واعتُبر تفجير برج الجلاء رسالةً صارخة مفادها أن أي منصة تنقل الحقيقة قد تصبح هدفًا للصواريخ. ولاحقًا، ومع ذروة حرب 2023–2025م، اتخذت إسرائيل خطوات قانونية وإجرائية لإسكات التغطية الإعلامية غير المرغوبة، فقد أقرت سلطات الاحتلال قانونًا جديدًا يتيح حظر وسائل الإعلام الأجنبية بحجة الأمن القومي، واستُخدم هذا القانون بشكل فوري تقريبًا ضد شبكة الجزيرة القطرية: ففي 5 مايو 2024م صوّتت الحكومة على إغلاق مكاتب الجزيرة في القدس وسحب اعتماد مراسليها، وقامت بمصادرة معدات البث ومنع بث قناتها وحجب مواقعها الإلكترونية. وفي سابقة خطيرة أخرى، صادر مسؤولون إسرائيليون كاميرات ومعدات بثّ تابعة لوكالة AP الأمريكية، بحجة أن لقطاتها الحيّة من غزة تُستخدم من قبل الجزيرة، متهمين AP بخرق القانون الجديد، وندّدت وكالة AP بشدّة بهذه الإجراءات ووصفتها بأنها "استغلال تعسفي" للقانون بهدف التعتيم الإعلامي، وتحت ضغط الإدانات الدولية – بما فيها احتجاج رسمي من الولايات المتحدة – تراجعت الحكومة الإسرائيلية وأمرت بردّ معدات AP واستئناف بث الكاميرا الحيّة، وأبقت على قيودها الأخرى، ومثّلت هذه القرارات إطارًا قانونيًا خطيرًا لـتكميم الصوت وتقييد التغطية المستقلة، تمثل في الانتقال من تفجير مقارّ الإعلام في إلى منع الصحفيين الأجانب من دخول القطاع، في محاولة لعزل غزة إعلاميًا عن العالم الخارجي. ماذا تقول المنظمات الدولية عن هذا النمط؟ ووصفت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) ما يجري بأنه "هجوم مباشر وغير مسبوق على حرية الصحافة"، ووثقت في بياناتها المتتابعة اعتقالات واعتداءات وتهديدات ممنهجة بحق الصحفيين إلى جانب القتل، وأكدت اللجنة أن معظم الصحفيين الفلسطينيين القتلى سقطوا بغارات إسرائيلية، وأن إسرائيل أخفقت في ضمان أدنى متطلبات سلامة الصحفيين العاملين في غزة. وبعد استهداف طاقم الجزيرة بغزة في أغسطس 2025م، قالت سارة قدرة مديرة مكتب الشرق الأوسط في CPJ: "إسرائيل تقتل الرُسل، لقد أبادت فريقًا إخباريًا كاملًا.. ذلك قتل عمد بكل وضوح"، مضيفةً بأن العالم يجب أن يرى هذه الهجمات كمحاولة متعمدة وممنهجة للتغطية على أفعال إسرائيل في غزة، وشددت اللجنة على أن تعمد استهداف الصحفيين يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، مطالبةً بوقف هذا "المجزرة" ومحاسبة مرتكبيها. فيما حذّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) مرارًا من الاستهداف المتكرر للصحفيين في غزة، حتى داخل مرافق يفترض أنها محمية كالمستشفيات، فبعد قصف خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء بغزة (أغسطس 2025م) – والذي أدى لمقتل 5 من طاقم الجزيرة – أدان المكتب الأممي الحادث بوصفه "انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي"، مؤكدًا على أن تعمد استهداف المدنيين ومنهم الصحفيون محظور تمامًا، داعيًا إلى مساءلة كل من أمر أو نفّذ هذه الهجمات. ويذكّر المكتب بأن الصحفيين يتمتعون بوضع المدنيين المحميين بموجب اتفاقيات جنيف طالما لم يشاركوا في الأعمال القتالية، وبالتالي فإن مهاجمتهم ترقى لجريمة حرب، وكذلك أصدر خبراء أمميون مستقلون بيانًا في فبراير 2024م يندد بقتل وإسكات الصحفيين في غزة، معتبرين أن عملية إسرائيل العسكرية منذ أكتوبر 2023م تحولت إلى "حرب على الشهود" يجب أن تتوقف. وعلى الصعيد الرمزي، منحت منظمة يونسكو جائزتها العالمية لحرية الصحافة لعام 2024م إلى مجمل الصحفيين الفلسطينيين في غزة تكريمًا لشجاعتهم وتخليدًا لذكراهم، وصرّح رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر أثناء تسلّمه الجائزة في حفل رسمي بأن ما يتعرض له صحافيو غزة هو "أكثر الهجمات إمعانًا ودموية على حرية الصحافة في التاريخ". وأكد أن الصحفيين واصلوا عملهم "كشهود على المجزر" رغم الثمن الفادح"، وأن هذا التكريم الأممي دليل على أن العالم لم ينسَ تضحياتهم في سبيل الحقيقة، ودعت منظمات كـمراسلون بلا حدود (RSF) إلى تحرّك دولي لحماية الصحفيين ومحاسبة جيش الاحتلال على جرائمه. الحقيقة.. هدف عسكري ويكشف هذا السجل الدموي أن الحقيقة أصبحت هدفًا عسكريًا، فعندما تُقصَف خيام يعتصم فيها مراسلو الحرب، وتُهدَم مقارّ إعلام دولية كاملة ، ويُمنَع دخول الصحافة الأجنبية إلى مسرح الأحداث، وتُسنّ قوانين لحظر قنوات بأعينها ، فإن الرسالة المهنية هي أن من يروي المأساة سيواجه مصير من يعيشها. والأرقام الموثّقة تقول شيئًا واحدًا: إسرائيل لم تكتفِ بخنق المدنيين في غزة؛ بل سعت إلى خنق من يشهد على معاناتهم، وهذه الحقيقة المروعة تستلزم ما هو أكثر من بيانات الشجب العابرة، والمطلوب الآن تحقيقات دولية مستقلة وملاحقات قضائية وتعويضات للضحايا، والأهم ضمان وصولٍ آمنٍ ومستدام للصحفيين إلى الميدان في كل الظروف، فالصحافة ليست طرفًا في الحرب… بل هي الضمانة الأخيرة ضدّ محو الحقيقة. وإن كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تخشى شيئًا حقًا، فهو صوت الصحفي وصورة الكاميرا التي تنقل جرائمها للعالم؛ لذلك واجهتهم بالرصاص والصواريخ، في محاولة يائسة لخنق الحقيقة التي ستبقى حيّة.

إيران: اعتقال 21 ألف «مشتبه به» أثناء الحرب مع إسرائيل
إيران: اعتقال 21 ألف «مشتبه به» أثناء الحرب مع إسرائيل

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

إيران: اعتقال 21 ألف «مشتبه به» أثناء الحرب مع إسرائيل

ذكرت وسائل إعلام رسمية نقلا عن متحدث باسم سلطات إنفاذ القانون أن الشرطة الإيرانية اعتقلت ما يصل إلى 21 ألف "مشتبه به" خلال الحرب مع إسرائيل التي استمرت 12 يوما في يونيو. وفي أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية التي بدأت في 13 يونيو حزيران، بدأت قوات الأمن الإيرانية حملة اعتقالات واسعة النطاق مصحوبة بانتشار مكثف في الشوارع حول نقاط التفتيش واستنادا إلى "البلاغات العامة" التي دُعي المواطنون بموجبها للإبلاغ عن أي أفراد يعتقدون أنهم يتصرفون على نحو مريب. وقال سعيد منتظر المهدي المتحدث باسم الشرطة "كانت هناك زيادة بنسبة 41 بالمئة في عدد البلاغات من قبل الجمهور، مما أدى إلى اعتقال 21 ألف مشتبه به خلال الحرب التي استمرت 12 يوما". ولم يذكر التهم الموجهة للمشتبه بهم الذين جرى اعتقالهم، لكن طهران سبق أن تحدثت عن أشخاص نقلوا معلومات قد تكون ساعدت في توجيه الهجمات الإسرائيلية. وأدى الصراع بين إسرائيل وإيران أيضا إلى تسارع وتيرة ترحيل المهاجرين الأفغان الذين يشتبه بإقامتهم بشكل غير قانوني في إيران، وأفادت وكالات الإغاثة بأن السلطات المحلية اتهمت بعض المواطنين الأفغان أيضا بالتجسس لصالح إسرائيل. وقال المتحدث "أجهزة إنفاذ القانون ألقت القبض على 2774 مهاجرا غير شرعي واكتشفت 30 قضية أمنية خاصة من خلال فحص هواتفهم. وجرى إلقاء القبض على 261 مشتبها في ضلوعهم بالتجسس و172 شخصا متهمين بالتصوير غير المصرح به". ولم يحدد المتحدث عدد المعتقلين الذين جرى إطلاق سراحهم منذ ذلك الحين. وأضاف أن الشرطة الإيرانية تعاملت مع أكثر من 5700 حالة من الجرائم الإلكترونية مثل الاحتيال عبر الإنترنت والسحب غير المصرح به للأموال خلال الحرب، والتي قال إنها حولت "الفضاء الإلكتروني إلى جبهة قتال مهمة".

«الاستخبارات» الإيرانية: تلقينا «7 ملايين بلاغ شعبي» خلال الحرب مع إسرائيل
«الاستخبارات» الإيرانية: تلقينا «7 ملايين بلاغ شعبي» خلال الحرب مع إسرائيل

الشرق الأوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الأوسط

«الاستخبارات» الإيرانية: تلقينا «7 ملايين بلاغ شعبي» خلال الحرب مع إسرائيل

كشف وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب عن تلقي الأجهزة الأمنية نحو «7 ملايين بلاغ شعبي» خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً ضد إسرائيل. وقال خطيب، في تصريحات صحافية بمدينة مشهد شمال شرقي البلاد، إن «هذه البلاغات شملت اتصالات المواطنين ورسائلهم عبر المنصات الرقمية إلى جميع الأجهزة الأمنية» وفقاً لموقع «دفاع برس». وأضاف خطيب: «هذا التفاعل الشعبي الكبير يعكس شعوراً رفيعاً بالمسؤولية والغيرة الوطنية، وهو ما يستحق الإشادة. هذه العوامل كانت وراء تحقيق انتصاراتنا». وأشار الوزير الإيراني إلى أن «وزارة الاستخبارات قامت بتنفيذ عمليات هجومية متعددة داخل الأراضي الإسرائيلية»، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه العمليات أو نتائجها. وجاءت تصريحات خطيب بعد ساعات من إعلان المتحدث باسم الشرطة الإيرانية توقيف 21 ألفاً خلال الحرب مع إسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store