logo
تقرير إسرائيليّ: انهيار محور المقاومة الإيرانيّ في الشرق الأوسط

تقرير إسرائيليّ: انهيار محور المقاومة الإيرانيّ في الشرق الأوسط

المدنمنذ 4 ساعات

نشر موقع "غلوبز" الإسرائيليّ تقريرًا جديدًا تحدّث فيه عما سمّاه "انهيار محور المقاومة" الّذي كانت تدعمه إيران في منطقة الشرق الأوسط. ويذكر التقرير أنّه "على مدى عقودٍ، استثمرت إيران في بناء مجموعة من المنظمات المسلَّحة المصمَّمة لتهديد إسرائيل وردعها عن مهاجمتها"، مضيفًا: "لكن في لحظة الحسم، عندما احتاج المرشدُ الإيرانيّ الأعلى علي خامنئي إلى تلك الجماعات، لم تكن موجودة".
الحرب الأخيرة
ويرى التقرير أنّ "الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران تعكس الانهيار النهائيّ لمحور المقاومة"، مشيرًا إلى أنّه "في السّابع من تشرين الأوّل 2023 مُنِيَتْ إسرائيل بهزيمةٍ تاريخيّة ساحقة، لكن كرة الثلج الّتي بدأت تتدحرج أدّت في النهاية إلى تفكيك مخالب الأخطبوط الإيرانيّ".
ليؤكّد في المقابل، أنّ القائد السّابق لفيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ قاسم سليماني، أمضى سنواتٍ في تطوير هذا المحور بهدف إحكام قبضته على إسرائيل، وذلك عبر المنظمات المسلَّحة في غزة بقيادة حماس، ونظام الرئيس السّوريّ بشار الأسد، وجماعة الحوثي في اليمن، والجماعات الموالية لإيران في العراق، "وفوق كل ذلك حزب الله في لبنان".
ويوضح التقرير أنّه "كان من المفترض، في يوم الحسم والمعركة الكبرى، أن يُحلِّق وكلاء إيران فوق حدود إسرائيل، بينما تُظهِر إيران قدراتها الصاروخيّة والطائرات المُسيَّرة الواسعة التي طوَّرتها. لكن، في المقابل، أدرك الإيرانيون ضعفهم، فأرادوا إبقاء الحرب بعيدةً عنهم، آملين ألّا تنكشف قدراتهم المحدودة، بما في ذلك سلاحهم الجويّ القائم على طائراتٍ مقاتلةٍ عمرُها خمسون عامًا".
الموارد الإيرانيّة المرصودة للمحور
ويلفت التقرير إلى أنّ النظام الإيراني كرّس موارد هائلة لدعم جماعاته في المنطقة، مُشيرًا إلى أنّ "الحرس الثوري الإيراني حصل على 2.3 مليار دولار في ميزانية السنة المالية 2021–2022، أي ما يعادل ثلث ميزانية الدفاع تقريبًا وثلاثة أضعاف ميزانية الجيش". كما تابع التقرير: "في الوقت نفسه، قدَّرت شركة جينز للاستخبارات أنّ حصة الحرس الثوري ارتفعت من 27 % إلى نحو 37.3 % من إجمالي ميزانية الدفاع بين عامَي 2013 و2023".
يقول التقرير: "لقد اغتيل سليماني بأمرٍ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بغداد عام 2020، ولم يشهد انهيار نظريته نهائيًّا بالهجوم الأميركي على المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان. وإثر ذلك، دخل وقفُ إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ من دون عودة حزب الله إلى الحرب، بعدما تكبَّد الأخير خسائر فادحة. كما لم يُضاعِف الحوثيون وتيرةَ إطلاق الصواريخ، ولم تهاجم الجماعاتُ الموالية لإيران في العراق أهدافًا أميركية". ويضيف: "لا تزال قضية الرهائن هي الأهم بالنسبة إلى حماس، لكن يبدو أنّ ما تبقّى في قطاع غزة هو صواريخُ قصيرة المدى تُطلَق باعتدال، ولا يوجد أيّ تهديد لعمق إسرائيل".
تآكل قدرة حزب الله
كما وأشار التقرير إلى أنّ "حزب الله استمدّ قوته الرادعة عشيّة حرب تشرين الأوّل 2023 من مجموعةٍ متنوعةٍ من القدرات التي امتلكها، أبرزها 150 ألف صاروخ وقذيفة. ومع اندلاع المعركة في 2023، استعمل الإيرانيون محورَ المقاومة كوسيلة بقاءٍ لحماس". كما أكّد أنّ "الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي كان عميقًا"، موضحًا أنّه "بأمرٍ من القيادة الإسرائيلية، جرى تفجير أجهزة البيجر ضد حزب الله، وتدمير بنيةٍ تحتيةٍ صاروخيةٍ مهمّة، والقضاء على معظم قيادته السياسية والعسكرية؛ ما أدّى إلى استسلام الحزب وموافقته على وقف إطلاق النار، وهو ما كان الأمينُ العامُّ السابق لحزب الله، حسن نصر الله، قد رفضَه بشدّة قبل اغتياله في الضاحية الجنوبية لبيروت".
ويرصد التقرير أنّ "من أهمّ الركائز التي فقدتها إيران تمامًا في الحرب هي سوريا"، موضحًا: "لقد ضَمِن النظام الإيرانيّ بقاءَ بشار الأسد في السلطة بغية إحكام قبضته على إسرائيل والحفاظ على طريق تهريبٍ مناسبٍ وواسع النطاق إلى حزب الله. غير أنّ انقلاب أبي محمد الجولاني (أحمد الشرع) المفاجئ، فور إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، أسهم في إضعاف محور المقاومة بشكلٍ كبير، وصعَّب نقل الأسلحة والأموال الإيرانية إلى لبنان".
غزة: نقطةُ التحوُّل الحاسمة
ويورد التقرير: "في المقابل، كانت المنظماتُ المسلَّحة في غزة، ولا سيما حماس، هي التي تسببت في كارثة السابع من تشرين الأول؛ إلا أنّ ذلك اليوم كان أيضًا التاريخ الحاسم في انهيار محور المقاومة. فقد جرى القضاءُ على قيادة حماس العليا بشكل شبهَ كامل، ودُمِّرت بناها التحتية في غزة. ومع ذلك، فإنّ الحملة في القطاع معقَّدةٌ للغاية، والواقع على الأرض يشير إلى أنّ إسرائيل لن تتمكن من استعادة جميع المختطَفين بالعمل العسكري وحده. في الأثناء، ما زالت حماس تتمتّع بميزةٍ تتمثّل في أصولٍ تزيد قيمتُها على نصف مليار دولار يديرها زاهر جبارين، المُفرَج عنه في صفقة شاليط".
الحوثيون ودورهم
ويشير التقرير إلى أنّ "أولى شحنات الأسلحة الإيرانية لم تصل إلى الحوثيين إلّا في عام 2009، ومكَّنتهم – ضمن أمورٍ أخرى – من غزو مناطق واسعة، منها العاصمة صنعاء ومدينة الحُديدة الساحلية الاستراتيجية، في الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامَي 2015 و2022". وأردف: "أطلق الحوثيون الصواريخَ والطائراتِ المُسيَّرة على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ما جعلهم لاعبًا إقليميًّا مهمًّا".
ويتابع: "رغم ذلك، تجاهلت إسرائيل هذا التهديد إلى حدٍّ كبير، ولم تُدركه إلّا في الحرب الحالية؛ وقد تجلّت ذروةُ تراكمها الاستخباراتي في محاولة اغتيال رئيس أركان الحوثيين عبد الكريم العمري قبل نحو أسبوعٍ ونصف. وطوالَ الحرب، استخدمت إيران هذه الجبهة عاملَ إزعاجٍ ضد إسرائيل بإطلاقها المتكرر للصواريخ والطائرات المُسيَّرة".
ليوضح أنّ "الحوثيين استثناءٌ في هذا المحور؛ فقد نجحوا، بانتهاكهم حرية الملاحة في البحر الأحمر والقواعد الأميركية في المنطقة، في التوصُّل إلى وقفِ إطلاق نار مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. علاوةً على ذلك، عندما بدأ ضعفُ إيران يتكشّف، سعى الحوثيون إلى إيجاد دعمٍ جديد، ومع مرور الوقت توترت علاقاتهم مع روسيا والصين، إلا أنهم لم يتخلّوا عن إيران بعد، بل أعلنوا أنّ الهجومَ الأميركي عليها سيؤدي إلى تجدُّد هجماتهم على القواعد الأميركية في المنطقة".
الجماعات العراقيّة: السّاحة الأقلّ تأثيرًا
يختتم التقرير بالإشارة إلى أنّ "الجماعات في العراق كانت الساحة الأقل أهمية طوال فترة الحرب. فقد أدّى الغزو الأميركي للعراق عام 2003 إلى زعزعة استقرار البلاد، التي يشكِّل الشيعة نحو 65 % من سكانها. استغل قاسم سليماني ذلك الفراغ، فأسَّس عشراتِ الجماعات، ثمّ – نتيجةً لسيطرة داعش على المنطقة – تأسس الحشدُ الشعبي قبل نحو عقدٍ من الزمان ليكون مظلّةً لهذه الجماعات الموالية لإيران. لكن في كانون الثاني 2020، قُتل نائب قائد الحشد، أبو مهدي المهندس، مع سليماني".
بهذا، يخلُص التقرير الإسرائيليّ إلى أنّ مسلسلَ الانتكاسات المتلاحقة – من اغتيال سليمانيّ إلى تعثُّر حلفائه واستهداف بنيته التحتية – يُبرز أنّ "محور المقاومة"، الذي استثمرت إيران في تشييده عقودًا، يواجه اليوم انهيارًا بنيويًّا غير مسبوق في قدراته وهيبته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جنبلاط يطرق باب الدولة ليفتح أمام "سلاح الحزب": هل يستجيب الشيخ قاسم؟
جنبلاط يطرق باب الدولة ليفتح أمام "سلاح الحزب": هل يستجيب الشيخ قاسم؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 29 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

جنبلاط يطرق باب الدولة ليفتح أمام "سلاح الحزب": هل يستجيب الشيخ قاسم؟

في خطوة تحمل أبعادًا تتجاوز ظاهرها، أعلن وليد جنبلاط من كليمنصو تسليم سلاح 'الحزب التقدمي الاشتراكي' إلى الجيش اللبناني، متحدثًا عن انتهاء مرحلة وبداية أخرى في المنطقة. السلاح الذي سُلّم ليس ذا قيمة عسكرية تُذكر، لكن رمزيته السياسية كبيرة: رسالة مباشرة إلى حزب الله، في توقيت تتزاحم فيه المبادرات الدولية والضغوط الإقليمية لإنهاء ملف السلاح غير الشرعي في لبنان، سلماً إن أمكن، أو بوسائل أكثر حدّة إن فشل الحوار. القراءة السياسية لحركة جنبلاط تشير إلى محاولة توفير غطاء داخلي لحزب الله يتيح له القبول بمخرج مشرّف من عبء السلاح، في ظل متغيرات ما بعد الحرب الإسرائيلية – الإيرانية التي خلّفت تآكلًا واضحًا في القدرات النوعية للحزب، واستنزافًا تدريجيًا بفعل الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع تابعة له في الجنوب والبقاع والضاحية. مثلث داخلي وضغوط خارجية تحرّك جنبلاط يتقاطع مع مؤشرات سياسية داخلية واضحة، أبرزها خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي أطلق فيه الدعوة إلى احتكار الدولة للسلاح، وتصريحه عن 'مرحلة أمنية جديدة'. كذلك، لا يمكن فصل المبادرة عن التحرك الأميركي المتصاعد عبر الموفد الخاص توم باراك، الذي زار بيروت مرتين خلال شهر، وطرح تصورًا عمليًا لحل أزمة السلاح من أربع مراحل، تبدأ بحصره جنوب الليطاني، وتنتهي بإخراجه التدريجي، مقابل حوافز أمنية للحزب. أما إقليمياً، فتلعب قطر دور الوسيط الهادئ، مع زيارة نواف سلام الأخيرة إلى الدوحة، وسط معلومات عن وساطة تُبحث مع إيران عبر قناة قطرية – أوروبية، تهدف إلى ضمان انتقال حزب الله من دور عسكري مباشر إلى موقع سياسي وعسكري مندمج في بنية الدولة. الخط الأحمر الأميركي – الإسرائيلي واضح: لا عودة إلى الوضع ما قبل الحرب. تصريحات متتالية من مسؤولين في إدارة الرئيس الاميركي ترامب تشير إلى أن 'نزع سلاح حزب الله سلماً هو الخيار المفضّل، لكن الحرب تبقى على الطاولة إن فشل الحل السياسي'. وفي هذا السياق، تُقرأ مبادرة جنبلاط كرغبة وطنية في تفادي السيناريو الدموي، ومحاولة لفتح باب تفاوض داخلي، قبل أن تُفرض الشروط من الخارج. موقف حزب الله: الشيخ قاسم يرد برفع السقف في مواجهة هذه التحركات، جاء الرد غير المباشر من قيادة حزب الله عبر خطاب الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، الذي أكد أن 'المقاومة باقية'، معتبرًا أن إيران خرجت منتصرة من الحرب، وأن الحزب لا يزال ركيزة من ركائز 'المعادلة الإقليمية الكبرى'. خطاب قاسم بدا أشبه بتثبيت مشروعية السلاح في مرحلة ما بعد المعركة، لكنه لم يغلق الباب نهائيًا على الحوار. غير أن توقيته ونبرته يطرحان تساؤلات: هل كان الخطاب مجرد رفع سقف تفاوضي؟ أم أن الحزب فعلاً قرر مواصلة التمسّك بالسلاح، ولو على حساب استقرار داخلي مهدّد، وضغوط دولية متصاعدة؟ حتى اللحظة، لم يصدر موقف رسمي من حزب الله يعلّق على كلام جنبلاط، لكن القنوات الخلفية مفتوحة، فإذا التقط الحزب الإشارة، قد يُصار إلى بدء حوار ثلاثي (رئاسة الجمهورية – الحزب – الجيش) لإنتاج صيغة واقعية لإدارة السلاح المتبقي. وإذا لم يفعل، فإن البلاد تتجه إلى مرحلة استنزاف مزدوج: عسكري عبر الغارات، واقتصادي عبر العقوبات، وسياسي عبر الانعزال الدولي. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

فصائل المقاومة تستهدف جنوداً ومواقع للاحتلال في خان يونس وغزة
فصائل المقاومة تستهدف جنوداً ومواقع للاحتلال في خان يونس وغزة

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

فصائل المقاومة تستهدف جنوداً ومواقع للاحتلال في خان يونس وغزة

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف قُمرة هندسية صهيونية تُدعى "باقر" بقذيفة "الياسين 105"، في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. من جهتها أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تنفيذ قصفٍ مشتركٍ مع كتائب القسام باستخدام وابل من قذائف الهاون، على تجمع لجنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في محيط مدخل مدينة حمد شمال خان يونس. اليوم 13:39 اليوم 11:23 وعرضت سرايا القدس مشاهد من تفجير مجاهديها آلية عسكرية للاحتلال توغلت عند محيط مسجد "رياض الصالحين" شرق مخيم جباليا شمال القطاع. #سرايا_القدس تعرض مشاهد من تفجير آلية عسكرية إسرائيلية توغّلت محيط مسجد رياض الصالحين شرق مخيم جباليا#غزة سياقٍ متصل، ذكرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان، أنها قصفت بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين،الجناح العسكري للجان المقاومة، موقع "ناحل عوز" العسكري الإسرائيلي شرق مدينة غزة بصاروخين من عيار 107 ملم، "في إطار الرد المستمر على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".

سداد قرض الضبعة بالروبل.. شراكة مصرية روسية تعزز الاستقرار المالي وتخفف الضغط على الدولار
سداد قرض الضبعة بالروبل.. شراكة مصرية روسية تعزز الاستقرار المالي وتخفف الضغط على الدولار

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

سداد قرض الضبعة بالروبل.. شراكة مصرية روسية تعزز الاستقرار المالي وتخفف الضغط على الدولار

في خطوة تعكس تحولًا ملحوظًا في السياسة المالية والاقتصادية المصرية، صدّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ملحق الاتفاق المبرم مع مصر بشأن شروط سداد قرض محطة الضبعة النووية، ليُصبح السداد بالروبل الروسي بدلاً من الدولار. هذه الخطوة، التي نُشرت تفاصيلها عبر وكالة "روسيا اليوم"، تحمل أبعادًا اقتصادية واستراتيجية متعددة، وتأتي في وقت تسعى فيه القاهرة إلى تنويع أدواتها المالية ومصادر تمويلها بعيدًا عن الهيمنة المطلقة للعملة الأمريكية. تفاصيل الاتفاق.. من الدولار إلى الروبل يعود أصل الاتفاق إلى 9 نوفمبر 2015، حينما وقّعت مصر وروسيا عقد تمويل محطة الضبعة النووية التي تنفذها شركة "روساتوم" الروسية. وفي 16 سبتمبر 2024، تم تعديل الاتفاق، بحسب نائب وزير المالية الروسي فلاديمير كوليتشيف، ليُتيح سداد القرض، الذي يبلغ نحو 25 مليار دولار، بالروبل الروسي. رأي خبير اقتصادي.. فوائد متعددة لمصر يرى الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، أن هذه الخطوة تمثل دفعة قوية لمشروع محطة الضبعة، الذي يُعد أحد أبرز مشروعات الطاقة في مصر. ويؤكد أن الانتقال إلى السداد بالروبل يُسهم في تسريع وتيرة التنفيذ، ويقلّل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود السائل والغاز الطبيعي، مما يعزز من تنوع مصادر الطاقة في البلاد. كما أشار إلى أن التخلي عن الدولار في سداد الأقساط يُخفف الضغط على احتياطي النقد الأجنبي، ويُقلّل من الطلب على العملة الأمريكية، مما يساهم في استقرار سعر الصرف ويحدّ من التقلبات المرتبطة بالاحتياطي النقدي. شراكة استراتيجية تمتد إلى المستقبل من جانبه، يرى الدكتور معن أن هذه الترتيبات تعكس انسجامًا ماليًا قويًا بين مصر وروسيا، وقد تفتح الباب أمام اتفاقات مماثلة مع دول أخرى مثل الصين والهند. وأكد أن هذا يعزز من استقلالية القرار المالي المصري، ويمنح الاقتصاد الوطني مرونة أكبر في مواجهة الأزمات الدولية وسوق العملات العالمية. في سياق أوسع.. سياسة تنويع العملات القرار الأخير يتماشى مع نهج جديد تتبعه القاهرة، يقوم على تنويع سلة العملات المستخدمة في المعاملات الدولية. فقد بدأت مصر، خلال العامين الماضيين، تعزيز التبادل التجاري بالعملات المحلية مع شركاء رئيسيين، مثل الصين وروسيا والهند، لتقليل الاعتماد على الدولار، ومواجهة تداعيات قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي وتذبذب أسعار العملة الأمريكية. خطوة ذكية في التوقيت المناسب يمثل التحوّل إلى الروبل في سداد قرض الضبعة تحركًا ذكيًا من جانب الحكومة المصرية، في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية وتقلّبات السوق. فهو لا يفتح فقط آفاقًا مالية جديدة، بل يعكس أيضًا وعياً استراتيجياً في إدارة العلاقات الاقتصادية مع القوى الكبرى، ويعزز قدرة مصر على تنفيذ مشروعاتها القومية بعيدًا عن قيود العملات الغربية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store