logo
سيناريو افتراضي لغضب ترامب من نتنياهو

سيناريو افتراضي لغضب ترامب من نتنياهو

الدستورمنذ 2 أيام

في إحدى أمسيات البيت الأبيض، حيث تهبط حبات المطر على تمثال جيفرسون القريب، يَخرج الرئيس دونالد ترامب من غرفة الموقف رافعًا نبرة صوته كي تصل الرسالة إلى آذان الصحافة قبل أن تصل إلى نتنياهو نفسه. يعلن ترامب أمام عدسات لم يُدعَ إليها أحد أنّه «مستاء حدّ الغضب» من «تردد» رئيس حكومة الاحتلال في حسم معركة غزّة، ثم يلوّح بإمكانية «إعادة النظر» في طبيعة الدعم الأميركي. هكذا يُكتب المشهد الافتتاحيّ لقصةٍ يبدو ظاهرها شجارًا شخصيًّا، لكنّ باطنها اتفاقٌ عميق على هندسة شرق أوسطٍ جديد.تحت هذا السقف الدراميّ: الدول تسعى إلى تعظيم مكاسبها، ولا يضيرها افتعال خصومةٍ إن كانت الخصومة ستفتح «نافذة إتاحة» تسمح بطرح مشاريعَ كان يصعب قبولها لو ساد الهدوء. حين ينقل ترامب هذا الصراع إلى العلن، فهو يخلق مساحةً لإعادة تعريف المقبول في الداخل الأميركي؛ جمهور الحزب الجمهوريّ يرى قائدًا لا يساوم، والكنيست يرى زعيمًا «صامدًا» في وجه ضغوطٍ أميركيّة. كلاهما، في الحقيقة، ينسّق خلف الأبواب لترتيبات ما بعد الحرب: إدارةٍ أمنيةٍ عربية في غزّة، وتطبيعٍ مُوسَّع مع الخليج، ومسارات غازٍ أكثر إحكامًا حول الساحل الشرقي للبحر المتوسّط.ولكي يكتمل النصّ، تلعب ‏سياسة الإلهاء عبر الخارج دورها التقليديّ: ترامب يعيد رسم الأولويات المحليّة بإظهار نفسه في مواجهة حليفٍ «عصيّ» على الترويض، فيحين له الوقت ليُمرِّر في الكونغرس زياداتٍ على الإنفاق العسكريّ بدعوى «ضمان أمن الحلفاء»، بينما ينال نتنياهو – المتّهم بالفساد والمحاصَر بتظاهراتٍ تطالب برحيله – جرعةَ شعبيةٍ تُنعش حكومته المهتزّة. المشادات المنقولة على الهواء ليست سوى ستار دخان؛ خلفه تُوقَّع مذكرات تفاهم تُعيد توزيع الأدوار على أرضٍ تشتعل شرقًا وغربًا.غير أنّ أخطر ما في المشهد هو ما تسميه علوم السياسة ‏التفكير الجمعي؛ حين يتقوقع صانعو القرار داخل دائرةٍ ضيقة تَجمعهم أهدافٌ متشابهة فيتبادلون التأكيدات بدل النقد. ترامب وفريقه يقتنعون بأنّ «قضم» جزءٍ من نفوذ إيران سيتمّ بلا تكلفة تُذكر؛ ونتنياهو يقتنع بأنّ ضوءًا أخضرَ كاملاً سيأتي من واشنطن مهما علا الصخب الإعلامي. ومع غياب أصواتٍ معارضةٍ فاعلة، تصبح الأخطاء أكثر احتمالًا، ويُتَّخذ القرار المصيريّ وكأنّه أمرٌ مُسلَّم به.الغضب المسرحيّ يعيد تعريف شخصيتَي البطلَيْن: ترامب القويّ الذي لا يَقبل الطاعة العمياء، ونتنياهو المقاتل الذي لا يخضع حتّى لو كان مصدر السلاح هو واشنطن. بهذه الحبكة الجديدة يُعاد حشد المؤيدين وتحريك العواطف، تمهيدًا لإعلان «تسوية كبرى» تُقدَّم لجمهورنا العربي كقدرٍ لا فكاك منه.هكذا نصل إلى خلاصة أن «خصام» الرئيس الأميركي ورئيس حكومة الاحتلال ليس سوى أداةٍ لإزاحة الستار عن خرائط جديدة تُرسَم بينما تُسلَّط الأضواء على حلبةٍ هامشية. وما لم يخرج جمهور الشرق الأوسط من خانة المتفرّج إلى خانة الفاعل، ستبقى أدوارنا ثانوية في مسرحٍ يتغيّر ديكوره كل موسم فيما يبقى النصّ مكتوبًا في مكانٍ آخر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة
ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

الوكيل

timeمنذ 38 دقائق

  • الوكيل

ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

05:47 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب رعايا 12 دولة من السفر إلى الولايات المتّحدة وفرض قيودا على سفر رعايا سبع دول أخرى، في خطوة برّرها برغبته في "حماية" مواطنيه من "إرهابيين أجانب". اضافة اعلان وقال البيت الأبيض في بيان إنّ الحظر الذي سيدخل حيّز التنفيذ في 9 حزيران الحالي يشمل مواطني كلّ من أفغانستان، وبورما، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن. أما الدول السبع المستهدفة بقيود على سفر رعاياها إلى الولايات المتحدة فهي بوروندي وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا. وإدراج إدارة ترامب التي تنتهج سياسة صارمة للغاية في مكافحة الهجرة، هذه الدول على القائمة يعود إلى افتقار هذه الدول إلى حكومات فعّالة وميل رعايا بعض منها إلى البقاء في الولايات المتّحدة بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم. أما إيران فقد أدرجتها واشنطن على هذه القائمة بسبب دعمها "للإرهاب". - كأس العالم والألعاب الأولمبية - ويُستثنى من هذه القيود حملة تأشيرات معيّنة والأفراد الذين "يخدم سفرهم إلى الولايات المتحدة المصلحة الوطنية". ولن يشمل الحظر لاعبي كرة القدم الذين سيشاركون في كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ولا أيضا الرياضيين الذين سيشاركون في دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها لوس أنجلوس في 2028.

وسائل إعلام صينية: اتصال بين ترامب وشي
وسائل إعلام صينية: اتصال بين ترامب وشي

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

وسائل إعلام صينية: اتصال بين ترامب وشي

جفرا نيوز - أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، يوم الخميس. وأوضحت وزارة الخارجية الصينية في بيان لاحق أن الاتصال جاء بمبادرة من الرئيس ترامب. وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية صباح الخميس مع تزايد آمال المستثمرين في أن يسهم الاتصال بين ترامب وشي في كسر الجمود الحالي في محادثات التجارة، وفقا لتقرير نشرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business". ترامب: الصين وافقت على دخول البضائع الأميركية إلى أسواقها ووقف عوائق التجارة اقتصاد ترامبترامب: الصين وافقت على دخول البضائع الأميركية إلى أسواقها ووقف عوائق التجارة وذكرت تقارير أن ترامب كان حريصًا على التواصل مع شي، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين البلدين خلال الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن واشنطن وبكين خفّضتا مؤقتًا الرسوم الجمركية المتبادلة بعد محادثات بنّاءة في سويسرا الشهر الماضي، إلا أن هذا الاتفاق المبدئي بات مهددًا بالفشل. فقد اتهمت إدارة ترامب الصين علنًا بالتباطؤ في تنفيذ تعهدها بالسماح بتصدير المزيد من المعادن الحيوية، وهي نتيجة تم التوصل إليها خلال مفاوضات جنيف. في المقابل، أعربت بكين عن استيائها الشديد من القرار الأميركي الأخير بفرض قيود جديدة على تأشيرات الطلاب الصينيين، كما اتهمت الإدارة الأميركية بتقويض التقدم المحرز في التجارة بعد إصدار تحذير للصناعة من استخدام أشباه الموصلات الصينية. كما فرضت الإدارة الأميركية قيودًا إضافية على صادرات الرقائق الإلكترونية، مبررة هذه الخطوة بأنها ضرورية لحماية الأمن القومي، بينما تعتبرها بكين إجراءات عقابية. يُذكر أن هذه المكالمة الهاتفية هي الثانية فقط بين الزعيمين منذ بداية العام الجاري، حيث سبق لهما أن تحدثا في 17 يناير، قبيل تنصيب ترامب رسميًا رئيسًا. وقبل الاتصال الأخير، نشر ترامب منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي أشاد فيه بالرئيس شي، معبّرًا في الوقت نفسه عن إحباطه. وكتب ترامب: "أنا معجب بالرئيس شي دائمًا وسأظل كذلك، لكنه شديد الصرامة، ومن الصعب جدًا التوصل إلى اتفاق معه!!!". وتُعد الصين هدفًا رئيسيًا لسياسة ترامب التجارية التي اعتمدت على فرض رسوم جمركية أحادية الجانب بنسب مرتفعة، بهدف إعادة توازن العلاقات التجارية الأميركية مع العالم. وقد رفع ترامب الرسوم على الواردات الصينية إلى 145% في أبريل، بينما خفّض مؤقتًا الرسوم على معظم الدول الأخرى إلى 10%. وردّت بكين بفرض رسوم انتقامية على السلع الأميركية بنسبة وصلت إلى 125%. وأدت هذه الإجراءات فعليًا إلى شبه حظر تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 600 مليار دولار في عام 2024. لكن هذا الجمود بدأ في التراجع منتصف مايو، بعد محادثات في جنيف وصفها الجانبان بأنها ناجحة ومثمرة.

ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة
ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

الوكيل

timeمنذ 2 ساعات

  • الوكيل

ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

05:47 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب رعايا 12 دولة من السفر إلى الولايات المتّحدة وفرض قيودا على سفر رعايا سبع دول أخرى، في خطوة برّرها برغبته في "حماية" مواطنيه من "إرهابيين أجانب". اضافة اعلان وقال البيت الأبيض في بيان إنّ الحظر الذي سيدخل حيّز التنفيذ في 9 حزيران الحالي يشمل مواطني كلّ من أفغانستان، وبورما، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن. أما الدول السبع المستهدفة بقيود على سفر رعاياها إلى الولايات المتحدة فهي بوروندي وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا. وإدراج إدارة ترامب التي تنتهج سياسة صارمة للغاية في مكافحة الهجرة، هذه الدول على القائمة يعود إلى افتقار هذه الدول إلى حكومات فعّالة وميل رعايا بعض منها إلى البقاء في الولايات المتّحدة بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم. أما إيران فقد أدرجتها واشنطن على هذه القائمة بسبب دعمها "للإرهاب". - كأس العالم والألعاب الأولمبية - ويُستثنى من هذه القيود حملة تأشيرات معيّنة والأفراد الذين "يخدم سفرهم إلى الولايات المتحدة المصلحة الوطنية". ولن يشمل الحظر لاعبي كرة القدم الذين سيشاركون في كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ولا أيضا الرياضيين الذين سيشاركون في دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها لوس أنجلوس في 2028.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store