
نافذة حماس تساوم على السلاح... وواشنطن تصطدم بشرط الدولة
نافذة على العالم - وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وانهيار المسارات الدبلوماسية، فجّرت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى القطاع سلسلة من المواقف الحادة، بعدما زعم أن حماس أبدت استعدادا لتسليم سلاحها، الأمر الذي قوبل برفض قاطع من الحركة التي اشترطت "إقامة دولة فلسطينية مستقلة" قبل أي نقاش حول السلاح.
ويتكوف في غزة.. "مسرحية سياسية" أم جس نبض؟
في زيارة رافقتها الكاميرات منذ لحظة وصوله إلى غزة، ظهر ويتكوف متجولا في مراكز الإغاثة، متحدثا لاحقا عن "خطة أميركية شاملة" تهدف إلى إنهاء الحرب واستعادة المحتجزين، بحسب ما نقلته صحيفة هآرتس.
لكن المبعوث الأميركي سرعان ما أثار جدلا سياسيا بحديثه عن "انفتاح" حماس على التخلي عن السلاح، وهو تصريح نقلته هيئة البث الإسرائيلية، واعتبرته الحركة "افتراء" لا أساس له.
وفي تل أبيب، وعقب لقائه بعائلات الرهائن، قال ويتكوف إن الحديث عن وجود مجاعة في غزة "مبالغ فيه"، مشيرا فقط إلى "نقص حاد في الغذاء". وهو ما وصفته حماس بـ"محاولة لتلميع صورة إسرائيل"، معتبرة أن الزيارة كانت "مسرحية"، تهدف إلى خلق انطباع زائف حول الجهود الإنسانية الإسرائيلية.
حماس: لا تسليم للسلاح دون دولة
في رد مباشر وسريع، شددت حركة حماس على أن سلاحها "خط أحمر"، ولن يتم التخلي عنه إلا في إطار تسوية تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967. وأصدرت الحركة بيانًا اعتبرت فيه أن تصريحات ويتكوف "تشويه متعمد للمواقف"، وأن ما تم تداوله لم يُطرح أساسًا في مفاوضات وقف إطلاق النار.
كما اتهمت حماس المبعوث الأميركي بـ"الانحياز الكامل للرواية الإسرائيلية"، معتبرة أن تصريحاته "تمس بمصداقية الدور الأميركي" وتفشل أي وساطة محتملة في المستقبل.
ويتكوف ليس وسيطا.. بل طرف منحاز
وفي حديثه إلى برنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، قال إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الفلسطينية للإعلام، إن ويتكوف "أخطأ حين حمّل حماس مسؤولية فشل المفاوضات"، متهمًا إياه بالانخراط في "دعاية رخيصة للمؤسسة الإسرائيلية".
المدهون رأى أن المبعوث الأميركي "يتماهى مع الرؤية الإسرائيلية" ولا يمكن أن يلعب دور الوسيط، مؤكدًا أن "الحديث عن السلاح لم يُطرح في أي مفاوضات رسمية أو غير رسمية"، وأن ما نقله الوسطاء "كان شفوياً وغير موثق".
وأضاف أن ويتكوف "تحدث باسم حماس دون تفويض أو اتصال بالحركة"، معتبرًا أن تصريحاته "مشوشة وغير دقيقة"، وأنه "أدار المفاوضات بطريقة فاشلة" دفعت حماس إلى إعلان تعليقها للمحادثات إلى حين إنهاء المجاعة في غزة.
ما وراء الكواليس: إدارة ترامب وتحديات الموقف الأميركي
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج تعيد فيه الإدارة الأميركية، بقيادة دونالد ترامب، النظر في مقاربتها للملف الفلسطيني – الإسرائيلي. موقع أكسيوس كشف أن وزير الخارجية ماركو روبيو أبلغ عائلات الرهائن الإسرائيليين أن البيت الأبيض يبحث عن "خيارات جديدة" بعد ستة أشهر من فشل المفاوضات.
وبينما تُتهم واشنطن بعدم الحياد، كشفت التطورات الدبلوماسية الأخيرة أن الولايات المتحدة باتت "معزولة" في ملف غزة، خاصة بعد مؤتمر نيويورك الذي دعت إليه فرنسا والسعودية، حيث برز إجماع دولي متزايد على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
مأزق تفاوضي و"سيف التجويع"
المدهون أكّد أن الاحتلال الإسرائيلي "فشل في الحسم العسكري"، ويلجأ حاليًا إلى "سيف التجويع" لتركيع سكان غزة، وهو ما يعرقل – بحسب رأيه – أي مفاوضات واقعية، في ظل وضع إنساني كارثي لا يمكن القفز عليه.
وأضاف أن حماس لن تعود إلى طاولة المفاوضات طالما استمر الحصار والجوع، مشيرًا إلى أن الحركة "اضطرت للانخراط في مفاوضات بضغط أميركي، لكنها لن تُقدّم تنازلات مجانية".
الحسابات الإسرائيلية والموقف الدولي
برأي المدهون، فإن سلوك الإدارة الأميركية أضر كثيرًا بالموقف التفاوضي، ودفع دولًا أخرى إلى التحرك بمفردها خارج العباءة الأميركية، معتبرًا أن مؤتمر نيويورك "قد يهدد المسار الأميركي بالكامل"، ويكشف عجز واشنطن عن تأمين اتفاق وقف إطلاق نار حقيقي.
وفيما تعوّل حماس على صمودها الداخلي وتأييد الشارع الفلسطيني، فإن الحركة تدرك أيضًا – كما قال المدهون – أن "عدالة القضية الفلسطينية، وتضحيات الشعب، حرّكت الرأي العام العالمي"، ودفعت باتجاه إعادة طرح مشروع الدولة الفلسطينية.
هل تقود المجاعة إلى تسوية أم انفجار جديد؟
ما بين اتهامات "بالمسرحية" وردود "مشروطة"، يطفو مجددا سؤال محوري: هل الولايات المتحدة تسعى فعلا إلى وقف الحرب أم إلى فرض شروط استسلام على حماس؟
المواقف المتضاربة، وتصريحات ويتكوف "المربكة"، تؤكد أن الطريق إلى تسوية حقيقية ما زال بعيدا، طالما أن السيف الاقتصادي ما يزال مشرعا في وجه غزة، وطالما أن الوسيط الأميركي لا يتحدث بلغة الحياد، بل بلغة الاحتلال، كما عبّر عنها المدهون.
في ظل الانقسامات الحادة، تبدو واشنطن أمام تحدي إعادة تعريف دورها في الملف الفلسطيني، وتجاوز حالة "العزلة السياسية" التي أشار إليها تقرير أكسيوس. أما حماس، فهي تربط مصير سلاحها بمستقبل الدولة، وترفض أن يُطرح الملف العسكري خارج إطار حل سياسي شامل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 23 دقائق
- المشهد العربي
الكرملين: بوتين غير مهتم بمهلة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا
اأعلنت مصادر مقربة من الكرملين اليوم الثلاثاء، عن استبعاد انصياع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض عقوبات في حالة انقضاء مهلة حددها له لإنهاء الحرب في أوكرانيا تنتهي يوم الجمعة القادمة، مرجحة أن يتمسك بوتين بهدف السيطرة التامة على أربع مناطق في أوكرانيا. وهدد ترامب، بفرض عقوبات جديدة على روسيا وفرض رسوم جمركية 100% على الدول التي تشتري نفطها، وأكبرها الصين والهند، ما لم يوافق الرئيس الروسي على وقف إطلاق النار في حرب روسيا على أوكرانيا. وقالت 3 مصادر مطلعة على مناقشات في الكرملين، إن تصميم بوتين على الاستمرار نابع من إيمانه بأن روسيا ستنتصر، واعتقاده بأن أي عقوبات جديدة لن يكون لها تأثير كبير بعد موجات متتالية من العقوبات الاقتصادية منذ بدء الحرب قبل 3 سنوات ونصف السنة. وقال مصدران، إن الزعيم الروسي لا يريد اغضاب ترامب، ويدرك أنه يهدر فرصة لتحسين العلاقات مع واشنطن والغرب، لكن أهدافه الحربية لها الأولوية. وقال أحد المصادر، إن هدف بوتين هو السيطرة الكاملة على مناطق دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون من أوكرانيا، والتي تقول روسيا إنها أراضيها، ثم بعد ذلك مناقشة اتفاقية سلام. وقال المصدر الأول إن عملية المحادثات الحالية، التي التقى فيها المفاوضون الروس والأوكرانيون 3 مرات منذ مايو كانت محاولة من موسكو لإقناع ترامب بأن بوتين لا يرفض السلام، مضيفاً أن المحادثات كانت خالية من أي مضمون حقيقي باستثناء مناقشات عمليات التبادل الإنسانية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي رداً على طلب للتعليق "يريد الرئيس ترامب وقف عمليات القتل، ولهذا السبب يبيع أسلحة أمريكية الصنع لأعضاء حلف شمال الأطلسي ويهدد بوتين برسوم جمركية وعقوبات قاسية إذا لم يوافق على وقف إطلاق النار". ولم يرد الكرملين بعد على طلب للتعليق على ما ورد في هذا التقرير. وتحدثت جميع المصادر إلى رويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتها نظراً لحساسية الوضع.


نافذة على العالم
منذ 23 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "ليس إرهابيًا".. ما صحة التصريحات المنسوبة إلى ترامب عن الحشد الشعبي العراقي؟
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تداولت حسابات مقطع فيديو بزعم أنه يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدى إدلائه بتصريحات إيجابية عن قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية في العراق. وصاحب وصف مُضلل الفيديو المتداول، يقول: "عن الحشد الشعبي اتضحت الصورة لهم من المرتزقة الذين يشوهون الحشد الشعبي أمام أسيادهم. وهذا بفضل المرجعية الرشيدة وأبطال الحشد الشعبي. الصورة المشرفة للدفاع عن الوطن. وأفعاله الخيرية وأسقط كل المخططات التوسعية في المنطقة"، بحسب التعليق. لقطة شاشة لمنشور يحتوي الفيديو المُضلل عندما تحقق موقع CNN بالعربية من الفيديو وجد أنه الترجمة العربية المسموعة في خلفية المقطع كانت مغايرة لما أدلى به الرئيس الأمريكي. ظهر الفيديو للمرة الأولى إبان خطاب ترامب في 26 يوليو/تموز 2022، عندما كان يتحدث في قمة "أجندة أمريكا أولا" في فندق ماريوت ماركيز بواشنطن العاصمة. كانت شبكة سكاي نيوز قد نشرت مقتطفات من الخطاب في ذلك الوقت. لقطة شاشة لمقتطفات نشرتها شبكة سكاي نيوز من خطاب ترامب في 26 يوليو/تموز 2022 وقتها، عاد ترامب إلى واشنطن للمرة الأولى منذ أن ترك منصبه وقت فترته الرئاسية الأولى في عام 2021، لإلقاء الكلمة الختامية الرئيسية في القمة. وكان ترامب يلقي باللوم على السياسات الاقتصادية سلفه جو بايدن، وقال إنه جعل الولايات المتحدة "تركع على ركبتيها". بينما جرت إعادة نشر الفيديو بصورة بسياق مٌضلل يزعم أنه كان يتحدث عن الحشد الشعبي العراقي بقوله: "هذا الحشد ليس إرهابيًا، وليس قاعدة قوية لحماية العراقيين بكافة أطيافهم... اليوم شاهدنا الحشد الشعبي هو صمام الأمان للدولة العراقية". وهي ترجمة غير صحيحة. والمقطع المُضلل مأخوذ من خطاب ترامب البالغة مدته ساعة و30 نصف، ويبدأ كلامه خلاله من الدقيقة 2:51، بحسب فيديو المنشور في قناة صحيفة اندبندنت. آنذاك، دققت شبكة CNN في ما قاله ترامب خلال هذا الحدث. وأظهرت التدقيق كيف تناقضت تصريحاته مع أفعاله، لا لاسيما خلال أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني 2021. ويأتي تداول الفيديو المُضلل تزامنًا مع الجدل حول مشروع قانون الخدمة والتقاعد للحشد الشعبي، الذي يناقشه البرلمان العراقي، وسط تحذيرات أمريكية من إقراره. وتشكل الحشد الشعبي، الذي يتألف في جوهره من مجموعات شيعية مسلحة، عقب اجتياح تنظيم داعش مساحات واسعة في شمال وغرب العراق، في صيف 2014.


نافذة على العالم
منذ 23 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار مصر : نشأت الديهي يشن هجوما شرسا على جماعة الإخوان
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 10:00 مساءً نافذة على العالم - أكد الإعلامي نشأت الديهي، أنه لا يتدخل في الشأن السوري ولا يهاجم المعارضين لأجل آرائهم السياسية، قائلًا "أنا لست ضد أحمد الشرع ولا ضد أي شخص بعينه، لكنني أرفض تخدير الشعوب عبر خطاب ديني مزيف لا يمت للإسلام الحقيقي بصلة". وأشار "الديهي" خلال تقديم برنامجه "بالورقة والقلم" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الثلاثاء، إلى خطورة الخطاب المزدوج الذي تتبناه بعض الجماعات والتي تتظاهر بعدائها لإسرائيل، بينما تتقاطع مواقفها مع أهدافها. وتابع "أحمد الشرع الآن قال إنه ليس لديهم عداوة مع إسرائيل والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أردعاي كان على بُعد 20 كيلومترًا فقط من المسجد الأموي". وواصل هجومه على جماعة الإخوان، معتبرًا أنهم يُمثلون ما وصفه بـ"الصهيونية الإسلاموية"، لافتًا إلى أن أفكارهم لا تختلف عن توجهات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن ممثلي الجماعة في فلسطين، وعلى رأسهم حركة "حماس"، ليسوا سوى أدوات تخدم نفس الأجندة. وفي سياق عرضه للأدلة، بث مقطع فيديو للرئيس الأسبق حسني مبارك، يقول فيه إن "إسرائيل أنشأت حماس لتعمل بجانب منظمة التحرير الفلسطينية، مثلما دعمت قوى كبرى سابقًا الحركات الإسلامية لمواجهة الشيوعية". وأشار إلى تصريح لمرشح أمريكي سابق للكونغرس قال فيه إن "الموساد هو من أنشأ حماس لمواجهة ياسر عرفات".