logo
ترامب وسد النهضة.. مغازلة لـ"نوبل" أم ورقة ضغط سياسي؟

ترامب وسد النهضة.. مغازلة لـ"نوبل" أم ورقة ضغط سياسي؟

الدستورمنذ 15 ساعات
للمرة الثانية خلال شهر، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحديث عن أزمة سد النهضة الإثيوبي، في خطوة تعكس عودة قوية للملف إلى الساحة السياسية الأمريكية، وربما محاولة للعب دور الوسيط المؤثر في واحدة من أعقد الأزمات في القارة الإفريقية.
في تصريحاته الأخيرة، تعهّد ترامب بحل الأزمة 'بسرعة كبيرة'، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة ونهر النيل. وقال: 'أعتقد أننا سنتوصل لحل بشأن مسألة سد النهضة'، في إشارة إلى رغبته في التوسط وربما ممارسة الضغط من أجل التوصل إلى حل سلمي يحفظ حقوق دول المصب، وعلى رأسها مصر.
في تصريحات أخرى، عبّر ترامب عن دهشته من السياسة الأمريكية السابقة في تمويل مشروع السد، منتقدًا قيام الولايات المتحدة بتمويله دون أن تُحل الأزمة مع دول المصب، وتحديدًا مصر، قائلًا: 'لا أعرف كيف موّلنا سد النهضة قبل أن نحل الأزمة، وسنعمل على ذلك الآن.'
وبدا أن ترامب يسعى لتمييز سياساته عن تلك التي اتبعتها إدارة أوباما–بايدن، رغم أن التمويل الأمريكي تم عبر مؤسسات دولية ومساعدات تنموية دون شروط سياسية واضحة.
في يونيو الماضي، نشر ترامب تغريدة قال فيها إنه يستحق 'جائزة نوبل للسلام' نظير جهوده السابقة في تهدئة التوتر بين مصر وإثيوبيا، واصفًا تمويل السد بـ'الغباء'، لما له من آثار سلبية على الأمن المائي لمصر والسودان.
كما أعاد التذكير باستضافة واشنطن جولة مفاوضات سابقة برعاية أمريكية وبمشاركة البنك الدولي، والتي انهارت بعد رفض إثيوبيا التوقيع على الاتفاق النهائي، مما دفع ترامب حينها لانتقادها بشدة.
عودة ترامب المتكررة إلى ملف سد النهضة تثير تساؤلات حول دوافعه الحقيقية: فهل يتعامل معه كقضية مياه مستقلة؟ أم أنها أصبحت ورقة ضغط ضمن ملفات إقليمية ودولية أكثر تعقيدًا؟
من غير المستبعد أن يوظّف ترامب هذا الملف للضغط في قضايا استراتيجية أخرى، مثل انفتاح مصر على مجموعة 'بريكس'، وتنامي التعاون المصري-الصيني في مجالات التسليح، والموقف المصري الحازم من تهجير الفلسطينيين في غزة، فضلًا عن تموضع مصر الحذر تجاه تحالفات مثل 'حلف إبراهام'، في إطار حرصها على استقلال قرارها الاستراتيجي.
من هذا المنطلق، يبدو أن أزمة سد النهضة باتت، من وجهة النظر الأمريكية، ورقة تفاوض يمكن تحريكها في إطار أوسع.
ما يغيب عن الكثير من التحليلات الدعائية هو الواقع الفني للمشروع. فخطر السد لم يكن في بنائه، بل في احتمال تنفيذ الملء السريع خلال سنوات الجفاف، ما كان سيؤدي إلى تقليص حصة مصر إلى النصف. إلا أن الملء تم خلال مواسم فيضان عالية، ما ضمن وصول حصة مصر كاملة، بل أدى إلى تفريغ كميات ضخمة من المياه عبر مفيض توشكى.
اليوم، يعاني السد من قيود فنية حقيقية؛ إذ بلغ الخزان سعته القصوى، وأي زيادة في المياه تستدعي تصريفًا فوريًا، وإلا ستُهدد سلامة جسم السد ذاته.
في هذا الإطار، يظهر الموقف المصري واضحًا ومتوازنًا: فمصر لا تعتبر السد تهديدًا في ذاته، بل منشأة يمكن التعاون بشأنها في إطار اتفاق قانوني ملزم يضمن الحقوق ويمنع الأضرار. ولهذا تصر القاهرة على اتفاق عادل يراعي مصالح جميع الأطراف.
أما ترامب، المعروف بهوسه بنيل 'جائزة نوبل للسلام'، فيرى أن تحقيق اختراق في هذا الملف قد يدعّم فرصه الدولية وشعبيته داخليًا،
. غير أن الدولة المصرية لا تبني مواقفها على طموحات رؤساء أو سعيهم للجوائز، بل على أساس ثوابتها واستقلال قرارها الوطني.
تصريحاته المتكررة تحوي رسائل ضغط واضحة على إثيوبيا وعلى مؤسسات التمويل الدولية، وتفتح الباب لتحرك أمريكي أكثر حزمًا في مفاوضات حوض
سواء كانت تصريحات ترامب تعكس نية صادقة للحل أو مجرد استعراض انتخابي، فإن الأزمة تتطلب تحركًا دوليًا جادًا. وربما، كما يأمل البعض، تكون هذه بداية لتغيير نوعي يقود إلى اتفاق قانوني ملزم، يحمي أمن مصر المائي ويضمن التنمية لإثيوبيا.
لكن، كما تؤكد المواقف المصرية، فإن أي حل لن يكون على حساب السيادة أو الاستقلال، بل سيأتي بشروط تضعها القاهرة وحدها، وتُصر على احترامها من أي طرف، مهما كانت مكانته الدولية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السيسى يرحب بتصريحات ترامب بشأن سد النهضة الإثيوبي
السيسى يرحب بتصريحات ترامب بشأن سد النهضة الإثيوبي

المستقبل

timeمنذ 30 دقائق

  • المستقبل

السيسى يرحب بتصريحات ترامب بشأن سد النهضة الإثيوبي

أعلن الرئيس السيسي عبر تغريدة عن تقدير مصر لتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وثقته في قدرته على معالجة القضايا المعقدة على مستوى العالم. وقد أشار ترامب إلى قضية سد النهضة في 21 يونيو الماضي للمرة الأولى منذ توليه الحكم للمرة الثانية. سد النهضة وفي 14 يوليو 2024 خلال حديثه مع مارك روته الأمين العام للناتو في البيت الأبيض. وتطرق إلى عدة نقاط مهمة، منها أهمية نهر النيل لمصر ودعم حقها في مياه النهر. وأشار إلى أن سد النهضة تسبب في معاناة مصر بسبب تقليل تدفق المياه. اتفاق واشنطن 2020 وقد أعرب سابقًا عن استيائه من الخطوات التي اتخذتها إثيوبيا بعدم توقيعها على اتفاق واشنطن 2020. وأكد أن مصر تحملت طويلاً وأخيرًا أعلن أن بلاده سوف تجد حلاً سريعًا لهذه المشكلة. البيت الأبيض وفي تصريحات له خلال لقائه مساء الاثنين مع مارك روته في البيت الأبيض، قال ترامب: 'لقد عملنا على قضية مصر مع جارتها القريبة (إثيوبيا)، وهم جيران جيدون وأصدقاء لي، لكنهم قاموا ببناء السد، وهذا تسبب في توقف تدفق المياه إلى نهر النيل'. الرئيس الأمريكي وأضاف الرئيس الأمريكي: 'إذا كنت في موقع مصر، أرغب في الحصول على المياه في نهر النيل، نحن نسعى لحل هذه المسألة، وهي قابلة للحل. لقد بنوا واحدًا من أكبر السدود في العالم بالقرب من مصر، وقد أظهرت أنها مشكلة كبيرة. لا أعلم، أعتقد أن الولايات المتحدة قامت بتمويل السد، ولا أدري لماذا لم يعالجوا المسألة قبل بناءه'. ماء نهر النيل وتابع ترامب قائلاً: 'من الجيد أن يكون هناك ماء في نهر النيل، فهو مصدر حيوي للدخل والحياة في مصر، إنه شريان حياة البلاد وأخذه منها أمر غير معقول، لكننا نعتقد أن هذه القضية ستحل قريبًا جداً'.

ترامب: سيتم تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت"
ترامب: سيتم تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت"

الجمهورية

timeمنذ 38 دقائق

  • الجمهورية

ترامب: سيتم تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت"

وقال ترامب لدى وصوله إلى واشنطن قادما من بنسلفانيا، ردا على سؤال صحفي حول توريد صواريخ "باتريوت" إلى كييف: "يتم إرسالها بالفعل. تأتي من ألمانيا، ثم تستبدل بألمانيا، وفي جميع الأحوال، تتلقى الولايات المتحدة كامل ثمنها". وبعد اجتماعه مع الأمين العام لحلف "الناتو" مارك روته، في البيت الأبيض، الاثنين الماضي، صرّح ترامب للصحفيين بأن أوكرانيا ستستلم قريبا 17 نظام "باتريوت" من دولة لا تحتاج إليها حاليًا. ومع ذلك، لم يتضح من تصريح ترامب ما إذا كان يقصد النظام بأكمله. وفي 11 يوليوالجاري، أعلن ترامب أن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تعد الولايات المتحدة عضوا فيه، سيدفع ثمن الأسلحة الأمريكية التي سيزود بها الحلف أوكرانيا لاحقًا، في حين أوضح الرئيس الأمريكي أن الاتفاق المقابل مع الحلف قد تم التوصل إليه في قمة الحلف، في يونيو الماضي، والذي بموجبه "تزود الولايات المتحدة "الناتو" ب الأسلحة ، وسيسدد "الناتو" التكلفة الكاملة لهذه الأسلحة". وذكر ترامب أن شحنات المساعدات العسكرية المستقبلية لنظام كييف ستشمل بطاريات "باتريوت"، بينما ستنقل بعض الدول أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" الخاصة بها إلى كييف، وستجدد أمريكا ترساناتها بأنظمة جديدة. وتعتقد روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تعيق التسوية، وتورط دول "الناتو" بشكل مباشر في النزاع، وتعتبر "لعبا بالنار". وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ، إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة ل أوكرانيا ستكون هدفا مشروعا لروسيا. وبدوره، صرح الكرملين بأن إمداد الغرب ل ب الأسلحة لا يسهم في المفاوضات، وسيكون له تأثير سلبي.

غارات إسرائيلية مكثفة وتجدد الاشتباكات في سوريا
غارات إسرائيلية مكثفة وتجدد الاشتباكات في سوريا

الجمهورية

timeمنذ 38 دقائق

  • الجمهورية

غارات إسرائيلية مكثفة وتجدد الاشتباكات في سوريا

وفي السويداء وريفها، تعرض مطار "الثعلة" العسكري ومحيطه لغارات متزامنة أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجيش السوري. وقامت المقاتلات الإسرائيلية بتنفيذ 7 غارات على مدينة السويداء ومحيطها، بالتوازي مع قصف لمواقع عسكرية ومراكز إمداد تابعة لوزارة الدفاع السورية وخطوط إمداد الفصائل الموالية خارج المحافظة. أما في درعا والقنيطرة، فقد استهدفت مواقع عسكرية كبرى مثل "اللواء 52" شرق درعا ، وأرتال عسكرية للفرقة 54 على طريق دمشق – درعا ، بينما واصل الطيران الإسرائيلي المسير تحليقه في أجواء درعا والقنيطرة، مع غارات طالت مواقع مختلفة، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام السورية. وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل العشرات من القوات السورية والأمن العام، وفقا لتقارير صحفية. وتجددت الاشتباكات داخل مدينة السويداء ، في ساعات الفجر الأولى، حيث قصفت قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية مناطق مدنية في مركز المدينة. وتحدثت تقارير صحفية عن انسحاب الآليات الثقيلة للقوات الحكومية من المدينة، وسيطرة فصائل محلية على نقاط واسعة من مركزها. من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط قذائف هاون في أحياء سكنية مصدرها تجمعات قوات الوزارة وعشائر البدو حول المدينة. في حين، أفادت مصادر عبرية بعبور عشرات الدروز الإسرائيليين الحدود من "مجدل شمس" إلى جنوب سوريا لدعم أقاربهم في السويداء ، قبل أن يعودوا بعدها إلى إسرائيل. وكشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، أمس الثلاثاء، نقلاً عن مسؤول أمريكي رفيع، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طلبت من إسرائيل التوقف عن مهاجمة القوات السورية جنوبي سوريا. وفي وقت سابق، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أوامر للجيش بضرب القوات السورية ومواقع الأسلحة في السويداء ، بزعم أن هذا التحرك ينتهك سياسة نزع السلاح المتفق عليها، والتي تحظر نشر قوات وأسلحة في جنوب سوريا باعتبارها تهديداً مباشراً لإسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store