ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟
يأتي هذا التغيير في ظل تحديات اقتصادية كبيرة وترقب شعبي لكيفية تعامل رئيس الحكومة الجديد مع الأولويات العاجلة مثل تحسين صرف العملة والخدمات.
بموجب قرار التعيين، سيواصل أعضاء الحكومة الحالية مهامهم دون تغيير، ما يعني أن الحكومة الجديدة ستباشر عملها فورًا دون تأخير إداري أو سياسي، باستثناء احتمال تعيين وزير جديد للمالية في حال لم يحتفظ سالم بن بريك بحقيبته السابقة، وكذلك وزير للاتصالات ونواب للوزراء ونائبين لرئيس الحكومة.
يدرك بريك حجم التحديات التي تواجه حكومته، بحكم كونه وزيرا منذ عام 2019، واطلاعه العميق على الوضعين المالي والاقتصادي للدولة، مما يمنحه فهمًا واضحًا لما يجب اتخاذه من خطوات، غير أن قدرته على إحداث تغيير فعلي ستظل محدودة ما لم يُرفد بدعم مالي خارجي ويُستأنف تصدير النفط كمصدر رئيسي للإيرادات.
وفي هذا السياق، تبرز الحاجة لإعطاء الأولوية القصوى للاستجابة للاحتياجات العاجلة، وفي مقدمتها وقف تدهور العملة الوطنية، وتحسين الخدمات الأساسية.
وقف تدهور الريال اليمني
تعيش العملة الوطنية في مناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تدهورا مستمرا، تفاقم منذ أواخر عام 2022، عقب قيام الحوثيين بوقف تصدير النفط، الذي كانت الحكومة تعتمد عليه الحكومة في تغطية التزاماتها وتوفير النقد الأجنبي.
وقد تجاوز سعر الصرف في عدن والمناطق المجاورة حاجز 2500 ريالًا للدولار الواحد في مايو الجاري، في ظل غياب سياسة نقدية فاعلة، وتآكل الاحتياطيات، مما ينذر بمزيد من الانهيار.
ويمكن تلخيص أسباب التدهور في خسارة خزينة الدولة حوالي 6 مليارات دولار نتيجة توقف صادرات النفط عقب هجمات الحوثيين على موانئ حضرموت وشبوة، إضافة الى الانقسام المصرفي، ما يعيق تنفيذ سياسة نقدية موحدة، فضلا عن ضعف أدوات التدخل في السوق لدى البنك المركزي بعدن وغياب استقلالية القرار النقدي.
كما أدى ضعف الرقابة المصرفية وتعدد أسعار الصرف إلى تنامي السوق السوداء وتحكم المضاربين، ما تسبب في تسارع انهيار الريال بشكل يومي.
الآثار الاقتصادية
ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة تصل إلى 300% خلال عامين، ما فاقم من معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وبالتوازي، تآكلت رواتب الموظفين في القطاع العام.
لمعالجة هذا الوضع، يُعد استئناف تصدير النفط أولوية قصوى، كونه المصدر الأساسي للنقد الأجنبي، بما يسهم في تغذية السوق وتحقيق بعض الاستقرار، رغم أن هذا المسار محفوف بالتحديات ما لم تُمارَس ضغوط دولية جدية على الحوثيين لوقف استهداف المنشآت.
إلى جانب ذلك، ينبغي فرض رقابة صارمة على الإنفاق العام وإعادة بناء الاحتياطي النقدي من خلال دعم خارجي عاجل، سواء عبر ودائع خليجية أو منح دولية وتوحيد السياسة النقدية، أو على الأقل تعزيز استقلالية البنك المركزي في عدن وتمكينه من إدارة السياسة المصرفية بكفاءة
تحسين الخدمات الأساسية
تشهد مدينة عدن ، العاصمة المؤقتة للبلاد، تدهورًا واسعًا في مستوى الخدمات العامة، ما يترك أثرًا مباشرًا على حياة المواطنين اليومية ويزيد من حدة السخط الشعبي تجاه أداء السلطات.
يُعد قطاع الكهرباء أبرز مظاهر الأزمة، إذ تعاني المدينة من انقطاعات متكررة وطويلة قد تتجاوز 10 ساعات يوميًا، لاسيما في فصل الصيف الحار. ويعود هذا التدهور إلى سوء الإدارة، وغياب الصيانة الدورية، وارتفاع تكاليف تشغيل المحطات بسبب أزمة الوقود. ورغم الدعم الإقليمي والدولي، أخفقت الحكومات المتعاقبة في إنشاء منظومة كهرباء مستدامة.
ولا يختلف الحال كثيرا في شبكة المياه، إذ لا تزال في حالة متردية ولا تغطي سوى أجزاء محدودة من المدينة ، ما يضطر السكان للاعتماد على صهاريج المياه بأسعار باهظة. كما يعاني نظام الصرف الصحي من انسدادات متكررة وتسربات، خصوصًا في الأحياء الشعبية، مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.
وفي قطاع الصحة، تواجه المنشآت الطبية نقصًا حادًا في الأدوية والتجهيزات، بالتزامن مع هجرة مستمرة للكوادر الطبية نتيجة تدني الرواتب وسوء بيئة العمل، الأمر الذي أعجز المستشفيات عن الاستجابة للحالات الطارئة والأزمات الصحية المتكررة.
وغير بعيد عن هذا الوضع، يواجه قطاع التعليم حالة انهيار تدريجي، إذ تعاني المدارس من ضعف البنية التحتية ونقص الوسائل التعليمية، إضافة إلى تأخر صرف رواتب المعلمين وغياب الحوافز، ما ينعكس سلبًا على جودة التعليم واستقراره.
هيكلة المؤسسات العامة
أمام هذا الواقع، يقع على عاتق رئيس الحكومة الجديد اتخاذ خطوات جادة وشجاعة لإنقاذ الخدمات العامة، تبدأ بإعادة هيكلة المؤسسات الخدمية وتحسين الحوكمة لضمان الشفافية والكفاءة في إدارة الموارد.
في قطاع الكهرباء، من الضروري إطلاق خطة طوارئ لتحديث المحطات وتحسين الإنتاج، مع تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية، بدعم من الشركاء الدوليين.
من المهم أن يتم منح قطاعا التعليم والصحة أولوية قصوى من خلال زيادة الموازنات المخصصة لهما، وتحسين أوضاع المعلمين والأطباء لضمان الاستقرار المؤسسي والاجتماعي.
وفي هذا السياق، لا بد من تفعيل دور الأجهزة الرقابية ومكافحة الفساد من خلال إحالة المسؤولين الفاسدين إلى القضاء، وتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص لجذب استثمارات في مجالات المياه والطاقة، مع توفير الضمانات اللازمة لنجاح تلك الشراكات.
إن إصلاح الخدمات العامة في عدن يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة رئيس الحكومة على استعادة ثقة المواطنين في المدينة وبقية المحافظات المحررة، وهو أمر لا يحتمل المزيد من التأجيل.
ومما لا شك فيه، أن نجاح بن بريك في هذه المهمة يتطلب إرادة سياسية ودعمًا دوليًا وكل هذا لا يغفل العمل على الموارد والإمكانيات المتاحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
كل جديد عن أسعار الحديد والأسمنت بالأسواق.. الأحد 25-5-2025
تراجعت و الأسمنت فى الأسواق محليا، تراجعا يتراوح ما بين 5 آلاف جنيه إلى 7 آلاف جنيه في الطن؛ نتيجة تراجع سعر الدولار في السوق الموازية، وذلك بعد هبوط خام البيليت عالميا.. وأصبح الارتفاع سيد الموقف مؤخرا، وتراجعت أسعار الأسمنت أيضا تراجعا يتراوح ما بين الـ70 والـ130 جنيها في الطن وعاد الارتفاع مرة أخرى، فارتفعت أسعار الأسمنت ارتفاعا يتراوح ما بين 10 إلى 20 جنيها في الطن، واستقرت أسعار الأسمنت الأبيض، إضافة إلى أن الأسعار تختلف من منطقة إلى أخرى، كما استقرت أيضا أسعار الجبس مؤخرا، وذلك بحسب عمليات العرض والطلب، إضافة إلى مصاريف النقل. قال خالد الدجوي، عضو الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن أسعار الحديد شهدت انخفاضات بقيمة كبيرة نحو 14 ألف جنيه مقارنة بأعلى سعر وصل له الحديد وهو 62 الف جنيه، ليباع الآن بنحو 48 الف جنيه للطن تسليم أرض المصنع؛ نظرا لانخفاض الدولار بالسوق السوداء بعد تدفقات مالية كبيرة للحكومة المصرية من مشروع رأس الحكمة، مما انعكس على أسعار الحديد بانخفاضات متتالية. بلغ حجم إنتاج مصر من حديد التسليح حوالي 7.9 ملايين طن، وحوالي 4.5 ملايين طن من البيليت.. بينما ارتفعت صادرات مصر من الحديد والصلب إلى 2.33 مليار دولار بنهاية 2023 مقارنة بـ1.4 مليار دولار عام 2022، وفق بيانات المجلس التصديري ل مواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية، وذلك بحسب غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات. 1- وصل سعر طن حديد المصريين إلى 37 ألف جنيه. 2- سعر طن حديد عز والدخيلة وصل إلى 39 ألف جنيه. 3- سجل طن حديد الجيوشي 36 ألف جنيه. 4- وصل سعر طن السويس إلى 38 ألف جنيه. 5- بلغ سعر طن حديد مصر ستيل 37 ألف جنيه. 6- سجل طن أسمنت حلوان 3470 جنيها. 7- وصل سعر طن أسمنت الشركة العربية النصر إلى 3400 جنيه. 8- سجل طن أسمنت أسمنت وادي النيل نحو 3350 جنيها. 9- وصل سعر طن أسمنت الفهد إلى 3350 جنيها. 10- وصل سعر طن أسمنت مصر بني سويف إلى 3370 جنيها. 11- سجل جبس مصر سيناء 1400 جنيه للطن. 12- وصل طن جبس سيناء إلى 1500 جنيه. 13- سعر طن جبس الدولية وصل إلى 1400 جنيه. 14- سجل متوسط سعر الأسمنت الأبيض العادة 4120 جنيها للطن. 15- سعر طن أسمنت الأبيض سوبر سيناء وصل إلى 4000 جنيه. 16- وصل سعر طن أسمنت الواحة الأبيض إلى 4140 جنيها. 17- أسمنت لافارج المقاوم للملوحة وصل الطن إلى 3560 جنيها. 18- سجل طن أسمنت السويس المقاوم للملوحة 3500 جنيه. 19- سعر طن أسمنت السويدى المقاوم للملوحة وصل إلى 3530 جنيها. 20- وصل سعر طن العربية للأسمنت المقاوم للملوحة لـ3410 جنيهات. 21- سجل سعر طن أسمنت جنوب الوادي المخلوط 2480 جنيها.. والواحة المخلوط وصل إلى 2500 جنيه. بلومبرج: الاتحاد الأوروبي يدرس فصل 20 مصرفا روسيا عن نظام "سويفت" السبت 24 مايو 2025 11:57:23 م المزيد افتتاح محطة الغاز الرئيسية التابعة لطاقة غاز - المغذية لمدينة الخارجة السبت 24 مايو 2025 5:28:36 م المزيد جولة تفقدية لوزير البترول ومحافظ الوادى ونواب لمنجم فوسفات أبو طرطور ومشروع إنتاج حامض الفوسفوريك السبت 24 مايو 2025 4:38:59 م المزيد سعر الفراخ البيضاء اليوم 24 مايو 2025.. تفاوت طفيف في المحافظات السبت 24 مايو 2025 3:27:45 م المزيد سعر الدولار اليوم السبت 24 مايو 2025.. ماذا يحدث في سوق الصرف؟ السبت 24 مايو 2025 3:13:20 م المزيد

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
رسميًا بعد خفض الفائدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 25 مايو 2025
شهد سعر الدولار اليوم الأحد 25 مايو 2025، استقرارًا نسبيًا وفق آخر تحديث في البنوك المصرية، بعد ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في 10 بنوك، بختام تعاملات، الخميس، عقب قرار البنك المركزي بخفض سعرى عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة بنسبة 1% إلى 24%، و25% على الترتيب، وفق أسعار الصرف المعلنة عبر مواقع البنوك. سعر الدولار اليوم في البنوكوفقًا لآخر تحديث ل سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه، جاءت أسعار الصرف المعلنة على المواقع الإلكترونية للبنوك في مصر كالتالي:البنك الأهلي المصرى: 49.85 جنيه للشراء، و49.95 جنيه للبيع، بزيادة 5 قروش للشراء والبيع.بنك مصر: 49.84 جنيه للشراء، و49.94 جنيه للبيع، بزيادة 4 قروش للشراء والبيع.بنك القاهرة: 49.85 جنيه للشراء، و49.95 جنيه للبيع، بزيادة 5 قروش للشراء والبيع.البنك التجاري الدولي: 49.85 جنيه للشراء، و49.95 جنيه للبيع، بزيادة 5 قروش للشراء والبيع.بنك البركة: 49.85 جنيه للشراء، و49.95 جنيه للبيع، بزيادة 5 قروش للشراء والبيع.بنك قناة السويس: 49.86 جنيه للشراء، و49.96 جنيه للبيع، بزيادة 6 قروش للشراء والبيع.بنك كريدي أجريكول: 49.84 جنيه للشراء، و49.94 جنيه للبيع، بزيادة 8 قروش للشراء والبيع.بنك الإسكندرية: 49.85 جنيه للشراء، و49.95 جنيه للبيع، بزيادة 5 قروش للشراء والبيع.بنك التعمير والإسكان: 49.85 جنيه للشراء، و49.95 جنيه للبيع، بزيادة قرش للشراء والبيع.مصرف أبو ظبي الإسلامي: 49.94 جنيه للشراء بزيادة 5 قروش، و50.04 جنيه للبيع، بزيادة 6 قروش.


يمني برس
منذ ساعة واحدة
- يمني برس
بعد تقديمها 600 مليار دولار لترامب.. السعودية تعلن بيع جزء من أصول 'أرامكو'
في أعقاب التراجع الحادّ في عائدات النفط السعودية، تم تكليف شركة 'أرامكو' ببيع جزء من أصولها لتأمين السيولة النقدية؛ قرار يتجاوز في أبعاده مجرد صفقة تجارية عابرة. ونقلت وكالة 'رويترز' عن مصدرين مطلعين أن شركة 'أرامكو' السعودية تدرس بيع جزء من أصولها لتأمين التمويل، وذلك في وقت تسعى فيه الشركة لتوسيع حضورها الدولي والتغلب على تداعيات انخفاض أسعار النفط الخام. وتعتبر 'أرامكو' – أكبر شركة منتجة للنفط في العالم وعماد الاقتصاد السعودي – على وشك تخفيض أرباحها الموزعة هذا العام بنحو الثلث، وذلك بعد تراجع إيراداتها بسبب هبوط أسعار النفط. وأفاد المصدران بأن 'أرامكو' طلبت من بنوك الاستثمار تقديم مقترحات لخيارات تمويلية تعتمد على أصول الشركة، دون الكشف عن تفاصيل الأصول المعنية أو أسماء البنوك المشاركة. بدورهما، أكد مصدران آخران لـ'رويترز' أن 'أرامكو' تعمل على تحسين كفاءتها التشغيلية وخفض التكاليف، مشيرين إلى أن بيع الأصول أحد الخيارات المطروحة. وطلب جميع المصادر عدم الكشف عن هوياتهم لعدم حصولهم على تصريح بالتحدث للإعلام أرقام صادمة كشفت البيانات المالية عن تراجع أرباح 'أرامكو' بنسبة 4.6% خلال الربع الأول من العام الجاري، لتصل إلى 97.54 مليار ريال سعودي (26.01 مليار دولار)، بسبب انخفاض المبيعات وارتفاع النفقات التشغيلية. وتلعب هذه الشركة العملاقة دور المحرك الرئيسي للاقتصاد السعودي، حيث امتدت استثماراتها إلى قطاعات الطيران والبناء وحتى الرياضة. بيع مع الاحتفاظ بالسيطرة عادةً ما حافظت 'أرامكو' على حصص الأغلبية في عمليات بيع الأصول السابقة، كما في صفقات بنيتها التحتية لأنابيب النفط حيث احتفظت بالحصة المسيطرة. ضغوط مالية متصاعدة تمارس الحكومة السعودية ضغوطًا على قطاعاتها لتعزيز الربحية في ظل انخفاض أسعار النفط، بينما تستثمر عائدات الهيدروكربونات في قطاعات جديدة لتقليل الاعتماد الاقتصادي على النفط. وحذر صندوق النقد الدولي من أن السعودية تحتاج إلى أن يتجاوز سعر النفط حاجز 90 دولارًا للبرميل لتحقيق توازن مالي، في حين ظلت الأسعار حول 60 دولارًا في الأسابيع الأخيرة. نقود السعودية نضبت.. البحث عن النقود في جيوب 'أرامكو' في أعقاب التراجع الحادّ في عائدات النفط السعودية، تم تكليف شركة 'أرامكو' ببيع جزء من أصولها لتأمين السيولة النقدية؛ قرار يتجاوز في أبعاده مجرد صفقة تجارية عابرة. ونقلت وكالة 'رويترز' عن مصدرين مطلعين أن شركة 'أرامكو' السعودية تدرس بيع جزء من أصولها لتأمين التمويل، وذلك في وقت تسعى فيه الشركة لتوسيع حضورها الدولي والتغلب على تداعيات انخفاض أسعار النفط الخام. وتعتبر 'أرامكو' – أكبر شركة منتجة للنفط في العالم وعماد الاقتصاد السعودي – على وشك تخفيض أرباحها الموزعة هذا العام بنحو الثلث، وذلك بعد تراجع إيراداتها بسبب هبوط أسعار النفط. وأفاد المصدران بأن 'أرامكو' طلبت من بنوك الاستثمار تقديم مقترحات لخيارات تمويلية تعتمد على أصول الشركة، دون الكشف عن تفاصيل الأصول المعنية أو أسماء البنوك المشاركة. بدورهما، أكد مصدران آخران لـ'رويترز' أن 'أرامكو' تعمل على تحسين كفاءتها التشغيلية وخفض التكاليف، مشيرين إلى أن بيع الأصول أحد الخيارات المطروحة. وطلب جميع المصادر عدم الكشف عن هوياتهم لعدم حصولهم على تصريح بالتحدث للإعلام. أرقام صادمة كشفت البيانات المالية عن تراجع أرباح 'أرامكو' بنسبة 4.6% خلال الربع الأول من العام الجاري، لتصل إلى 97.54 مليار ريال سعودي (26.01 مليار دولار)، بسبب انخفاض المبيعات وارتفاع النفقات التشغيلية. وتلعب هذه الشركة العملاقة دور المحرك الرئيسي للاقتصاد السعودي، حيث امتدت استثماراتها إلى قطاعات الطيران والبناء وحتى الرياضة. بيع مع الاحتفاظ بالسيطرة عادةً ما حافظت 'أرامكو' على حصص الأغلبية في عمليات بيع الأصول السابقة، كما في صفقات بنيتها التحتية لأنابيب النفط حيث احتفظت بالحصة المسيطرة. ضغوط مالية متصاعدة تمارس الحكومة السعودية ضغوطًا على قطاعاتها لتعزيز الربحية في ظل انخفاض أسعار النفط، بينما تستثمر عائدات الهيدروكربونات في قطاعات جديدة لتقليل الاعتماد الاقتصادي على النفط. وحذر صندوق النقد الدولي من أن السعودية تحتاج إلى أن يتجاوز سعر النفط حاجز 90 دولارًا للبرميل لتحقيق توازن مالي، في حين ظلت الأسعار حول 60 دولارًا في الأسابيع الأخيرة. توسع دولي.. بثمن باهظ سعت 'أرامكو' في السنوات الأخيرة لتوسيع وجودها العالمي عبر استثمارات تشمل: شراكات في مصافٍ صينية حصص في شركة 'إيسماكس' التشيلية لتجارة التجزئة بالوقود شركة 'ميد أوشن' الأمريكية العاملة في مجال الغاز المسال كما أعلنت 'أرامكو' هذا الشهر توقيع 34 اتفاقية أولية بقيمة 90 مليار دولار مع شركات أمريكية، وذلك بعد زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسعودية. إنذار خطر للاقتصاد السعودي رغم أن بيع الأصول قد يُؤمّن سيولة قصيرة الأجل لتمويل المشاريع الدولية والحفاظ على أرباح المساهمين، إلا أنه يعكس ضغوطًا مالية متصاعدة على الاقتصاد السعودي. وكشفت وزارة المالية السعودية مؤخرًا أن الدين العام تجاوز 1.1 تريليون ريال (290 مليار دولار) بنهاية الربع الأول من 2025، مسجلاً ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالعام الماضي. هذا الارتفاع في المديونية، إلى جانب تراجع العائدات النفطية وزيادة الإنفاق الحكومي الطموح على مشاريع 'رؤية 2030″، يُظهر تحوّل السعودية بشكل متزايد نحو الاقتراض وبيع الأصول الاستراتيجية – وهو مسار قد يهدد الاستقلال الاقتصادي للبلاد على المدى الطويل.