
سورية: حملة اعتقالات ضد عناصر مرتبطة بالحرس الإيراني
وأفاد قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور العقيد ضرار الشملان، في بيان نشرته الوزارة على صفحتها في فيسبوك، بأن قوى الأمن الداخلي شنت حملة أمنية واسعة ومحكمة في مدينة البوكمال ومحيطها، أسفرت عن توقيف أكثر من 50 مطلوباً في قضايا متنوعة، شملت حيازة السلاح غير المشروع والاتجار به، وترويج المواد المخدّرة، وتهديد أمن وسلامة المواطنين.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن اعتقال خلية تابعة لـ«فيلق القدس الإيراني» خلال عملية عسكرية خاصة جنوب سورية، وفق قوله. وقال في بيان إن العملية نفذتها قوات خاصة الليلة الماضية بمنطقة تل قدسيا في جنوب سورية، وأضاف أن هذه العملية هي الثانية من نوعها خلال أسبوع.
وكان جيش الاحتلال أعلن الأربعاء الماضي، اعتقال «خلية إيرانية» خلال عملية خاصة جنوب سورية. وتأتي هذه العمليات في سياق تصاعد التوتر الأمني بين إسرائيل وإيران على الساحة السورية.
وتعتمد إسرائيل في مواجهتها لما تسميه تهديدا على عمليات استخباراتية وجوية مركّزة تستهدف قواعد ومستودعات أسلحة ومواقع مراقبة ومراكز قيادة تابعة لإيران. وقد تزايدت هذه العمليات في عام 2024 و2025 بالتزامن مع التوتر الإقليمي الأوسع الناجم عن الحرب في غزة والضغوط الدولية على برنامج إيران النووي.
وتلعب الوحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، دوراً رئيسياً في جمع المعلومات من داخل الأراضي السورية، وهي وحدة مختصة بتجنيد العملاء والتحقيق الميداني، وتعمل غالباً بالتعاون مع وحدة العمليات الخاصة في الجيش (مثل لواء 474) المنتشر على الجبهة الشمالية.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
الخلاف حول "الانسحاب الإسرائيلي" يوقف مفاوضات غزةخطة تمنع 700 ألف فلسطيني من العودة إلى بيوتهم
قدمت إسرائيل خلال المفاوضات غير المباشرة مع حماس والمتواصلة في الدوحة، خريطة لانتشار قوات الجيش خلال مدة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المقترح لمدة 60 يوما. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات، قولها إنه «لم يطرأ أي تقدم في اليوم الأخير». وأشارت المصادر نفسها، إلى أنه لم يتوصل إلى حل بشأن خريطة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي «رغم المرونة الإسرائيلية». وأضافت أن «حماس تطالب بالانسحاب إلى الخطوط التي تواجدنا بها في شهر مارس «. وتحدثت مصادر عن «جمود» في المفاوضات، فيما من المقرر أن يتم استئنافها لاحقا». «الخريطة تقضم 40 % من مساحة القطاع وفي سياق خريطة انتشار الجيش الإسرائيلي أثناء وقف إطلاق النار بغزة، ذكرت مصادر مطلعة، أن «خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي في المفاوضات تبقي كل مدينة رفح تحت الاحتلال». وأضافت أن «الخريطة تمهد لتطبيق خطة التهجير بجعل رفح منطقة تركيز للنازحين لتهجيرهم إلى مصر أو عبر البحر، إذ أنها تأخذ من قطاع غزة مسافة عميقة على طول الحدود وتصل في بعض المناطق إلى 3 كيلومترات». وأشارت المصادر إلى أن «خريطة إعادة التموضع تضم أجزاء واسعة من مدينة بيت لاهيا وقرية أم النصر ومعظم بيت حانون وكل خزاعة، وتقترب من شارع السكة في مناطق التفاح والشجاعية والزيتون، وتصل إلى قرب شارع صلاح الدين في دير البلح والقرارة». وأوضحت أن «الخريطة الإسرائيلية تقضم 40% من مساحة قطاع غزة، وتمنع 700 ألف فلسطيني من العودة إلى بيوتهم لدفعهم إلى مراكز تجميع النازحين في رفح». غارات جوية عنيفة فيما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس والليلة الماضية غارات جوية عنيفة على مناطق واسعة من قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 26 فلسطينيًا وإصابة آخرين، في وقت واصلت فيه عمليات نسف المباني السكنية، وسط تصعيد دموي استهدف منازل ومواقع تؤوي نازحين. في مدينة غزة، استشهد 4 فلسطينيين وأُصيب 10 آخرون إثر غارة جوية استهدفت منزلًا في شارع يافا بحي التفاح شرق المدينة، وفق ما أفاد به مصدر في مستشفى الشفاء. كما شنت طائرات الاحتلال غارات متتالية على شقق سكنية في حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، ما أسفر عن شهداء ومصابين، بينهم طفلة في أحد الاستهدافات. وارتقى يوسف الزق، أصغر أسير في العالم، شهيدًا بعد استهداف شقة عائلته في شارع الثورة وسط غزة. وكان يوسف قد وُلد داخل سجون الاحتلال عام 2008، في سابقة ربطت اسمه بقصة نضال والدته الأسيرة المحررة فاطمة الزق التي أنجبته خلف القضبان. كما واصلت طائرات الاحتلال استهداف المدنيين، حيث قُصفت شقة سكنية قرب التاج مول في حي الرمال بشارع الوحدة، وأخرى قرب بوابة الجامعة الإسلامية، وأُعلن عن استشهاد 4 فلسطينيين. وفي استهداف جديد، استشهد شهيدان وأُصيب آخرون في غارة على منزل لعائلة الصفدي شرق المدينة. في الشطر الجنوبي من حي الزيتون، فجّرت قوات الاحتلال روبوتًا داخل منازل مجاورة لمسجد صلاح الدين. في الوقت ذاته، أطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها بكثافة على شمال غرب المدينة، بينما شهدت أحياء التفاح والشجاعية غارات جوية وقصفًا مدفعيًا مكثفًا. شمال قطاع غزة، أطلقت مسيّرة من طراز «كواد كابتر» النار باتجاه منازل الفلسطينيين في منطقة الزرقاء بجباليا البلد، بينما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف ضخمة شرق جباليا، طالت العديد من المباني السكنية. وفي الوسط، استهدفت طائرات الاحتلال شقتين سكنيتين في دير البلح، ما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلان، كما استُشهد 3 بينهم طفلة في استهداف لمخيم المناصرة، بالتزامن مع غارة أخرى على منزل قرب مدرسة الحساينة وسط القطاع. أما في خان يونس جنوب القطاع، فقد شنت طائرات الاحتلال غارات على منطقة المواصي المكتظة بالنازحين، حيث أُعلن عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين بعد استهداف الاحتلال خيامهم قبيل منتصف الليل، كما استشهد فلسطيني آخر في غارة منفصلة. وأكدت مصادر فلسطينية استشهاد الأسير المحرر عماد منصور ضمن ضحايا غارات الاحتلال الليلية. وإلى جانب ذلك، نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة للمباني السكنية وسط مدينة خان يونس. كما تجددت الغارات على دير البلح فجر أمس، بالتزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي طال المناطق الشمالية لمخيم النصيرات. ووفق آخر تحديث من مصادر طبية في مستشفيات القطاع، استشهد 45، بينهم 11 من المجوّعين الذين كانوا يتلقون مساعدات عند مراكز توزيع أُقيمت في قطاع غزة، ووُصفت من قبل مسؤولين أمميين بـ»مصايد الموت». سوء التغذية غير مسبوق في غزة أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن قطاع غزة يشهد أسوأ مستويات سوء التغذية الحاد منذ بدء عملها في المنطقة، محذرة من كارثة صحية متفاقمة تطال النساء الحوامل والأطفال في ظل الحصار والدمار المتعمد الذي تفرضه قوات الاحتلال. وشددت المنظمة على أن استمرار تدفق الغذاء والمساعدات الطبية بشكل عاجل ودون عوائق إلى القطاع أمر لا يحتمل التأجيل، في ظل الانهيار الكامل للخدمات الصحية والبيئية، والقيود المشددة المفروضة على الوقود والمياه. وسجّلت المنظمة أكثر من 700 حالة لسوء تغذية حاد ومتوسط بين النساء الحوامل والمرضعات، إلى جانب 500 طفل يتلقون العلاج في مراكزها داخل غزة، معتبرة أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الصحية المتصاعدة. وقال محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي للمنظمة في غزة، إن ما تشهده غزة من تجويع للسكان هو سياسة متعمدة، ويمكن وقفها فورًا إذا قررت سلطات الاحتلال فتح المعابر والسماح بدخول الغذاء. وأضاف أن هذا الواقع ليس نتيجة ظرف طارئ، بل نتاج مباشر لقرارات إسرائيلية تهدف إلى خنق القطاع من خلال منع الغذاء والسيطرة على آليات توزيعه، بالإضافة إلى تدمير قدرة غزة على إنتاج ما يسد رمق سكانها. استشهاد 71 فلسطينياً وأشار إلى أن تدمير البنية التحتية بشكل واسع، والتلوث الناتج عن اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، يفاقم من تدهور الوضع الصحي، في ظل تقليص الوقود اللازم لتشغيل محطات المعالجة وضخ المياه النظيفة، ما يضعف مناعة الفلسطينيين، ويجعلهم عرضة للأمراض، خاصة في المخيمات المكتظة. من جانبها، عبّرت الطبيبة جوان بيري من المنظمة عن صدمتها مما شاهدته خلال زيارتها الثالثة إلى القطاع. وقالت إن سوء التغذية بين النساء الحوامل بلغ مستويات كارثية، حيث لا يتجاوز وزن بعضهن في الشهر السادس 40 كيلوغرامًا، فيما يعاني الأطفال حديثو الولادة من أوضاع صحية حرجة، حيث يضطر أربعة أو خمسة رُضع إلى تقاسم حاضنة واحدة داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى الهلال. وأضافت أن الأمهات لا يسألن عن دواء، بل يطلبن طعامًا لأطفالهن، في مشهد قالت إنها لم ترَ له مثيلًا من قبل، واصفة الوضع بأنه تجاوز الأزمة بمراحل. وطالبت منظمة أطباء بلا حدود بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات، وبتوفير ممرات إنسانية آمنة ومستقرة، مؤكدة أن استمرار الحصار والتجويع يشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية، ويضع أرواح آلاف الفلسطينيين في خطر حقيقي. ويأتي هذا التحذير في ظل مواصلة قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء منذ استئناف الهجمات في مارس الماضي إلى 7300 شهيد، فيما تجاوز عدد المصابين 26 ألفًا، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع. ومن بين الشهداء نحو 800 من الفلسطينيين المجوّعين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال والمتعاونون مع ما تُعرف بـ»مؤسسة غزة الإنسانية» الأميركية، عند مراكز توزيع مساعدات تحوّلت إلى كمائن للموت، بحسب ما وصفه مسؤولون في الأمم المتحدة. المدنيون يُقتلون بالمئات أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (أوتشا)، عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بالتصعيد الخطير ضد المدنيين في قطاع غزة، مؤكدا أن المئات يُقتلون وسط تهديدات متزايدة بالنقل القسري خارج القطاع. وقال المكتب في بيان، إن القوات الإسرائيلية تواصل استهداف مئات المدنيين الباحثين عن مأوى وغذاء، مشيرا إلى أن ما يجري يثير مخاوف جدية من فرض ظروف معيشية تهدد بقاء السكان الفلسطينيين في غزة. وأضاف البيان أن «إسرائيل» تواصل شن هجمات عنيفة على خيام النازحين، بمن فيهم أشخاص شُرّدوا عدة مرات من أماكن لجوئهم السابقة، في انتهاك خطير لحقوق الإنسان. وأشار المكتب إلى ورود تقارير تؤكد استهداف مجموعات مدنية كبيرة باستخدام القوة المميتة، ما يفاقم من الكارثة الإنسانية ويثير تساؤلات بشأن احترام مبادئ القانون الدولي الإنساني. كما حذر برنامج الأغذية العالمي (تابع للأمم المتحدة)، من تفشي المجاعة في قطاع غزة، في ظل التراجع الحاد في وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن الأوضاع هناك غير مسبوقة. وقال البرنامج في بيان، إن بعض العائلات أبلغت فرقه بأن أطفالها لا يتناولون أي طعام طوال اليوم، ما يعكس حجم الأزمة الغذائية المتفاقمة. وأضاف أن الوضع في غزة لم يشهد له العالم مثيلا من قبل، مشددا على أن وقف إطلاق النار أصبح ضرورة إنسانية عاجلة لضمان إيصال الغذاء والمساعدات إلى السكان. وأشار البرنامج إلى توفر كميات غذائية تكفي سكان القطاع لمدة شهرين، لكنه أوضح أن إدخالها يتطلب فتح جميع المعابر دون قيود. انخفاض إنتاج الآبار حذرت سلطة المياه في قطاع غزة، من تفاقم أزمة المياه نتيجة الانخفاض الحاد في إنتاج آبار المياه، والذي بلغ نحو 70%، بسبب منع الاحتلال إدخال وقود السولار اللازم لتشغيلها. وأوضحت السلطة في تصريح صحفي لها أن الاحتلال لم يسمح بتوريد أي كميات من الوقود منذ شهر مارس الماضي، ما اضطرها إلى الاعتماد على كمية محدودة من السولار وفّرها مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) لتشغيل بعض الآبار جنوب القطاع. وأكدت أن الكميات المتوفرة لن تكفي لأكثر من أسبوع واحد، محذرة من حدوث كارثة إنسانية وشيكة في حال استمر منع دخول الوقود. كما أشارت إلى أن الاحتلال يواصل منع تزويد المحافظة الوسطى بالمياه، إلى جانب تقليص كميات الضخ لمحافظتي غزة وخان يونس، ما يفاقم من معاناة السكان في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها القطاع. اعتداءات المستوطنين ارتقى الشاب محمد الشلبي شهيدًا الليلة الماضية بعد العثور على جثمانه في محيط بلدة سنجل شمال رام الله، وذلك عقب ساعات من فقدان أثره خلال هجوم وحشي شنّته ميليشيات المستوطنين على خربة التل في جبل الباطن جنوب البلدة. ووفق مصادر محلية، بدت على جثمان الشهيد آثار اعتداء مباشر وعنيف. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن الشاب الشلبي (23 عاماً) استشهد جراء عدوان المستوطنين على بلدة سنجل شمال رام الله جراء إصابة بالرصاص الحي في الصدر، اخترقت ظهر أمس الجمعة، وتُركَ ينزف لساعات. ويُعد الشلبي ثاني شهيد في ذات المنطقة خلال أقل من 24 ساعة، بعد استشهاد الشاب سيف الدين مصلط (23 عامًا) في وقت سابق، نتيجة تعرضه لضرب مبرح من قبل المستوطنين في سنجل. وقد شهدت البلدة ومحيطها مواجهات عنيفة إثر محاولة الأهالي والمتضامنين إزالة بؤرة استيطانية جديدة أقامها المستوطنون في خربة التل، ما أسفر عن إصابة 10 فلسطينيين بجروح وكسور، وتعرض أحد النشطاء للدهس، إضافة إلى الاعتداء على مركبتي إسعاف. وفي سياق متصل، شنت قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر أمس حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 15 فلسطينيًا. جريمة سنجل تصعيد خطير للإرهاب المنظم قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيات المستعمرين الإرهابية في بلدة سنجل شمال شرق رام الله، وأدت إلى استشهاد الشابين سيف الدين مصلط (23 عاما)، ومحمد الشلبي (23 عاما) من بلدة المزرعة الشرقية، وإصابة العشرات، تمثل تصعيدا خطيرا في الإرهاب المنظم الذي ترعاه وتحميه حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة. وأضاف فتوح في بيان صدر عنه أمس، أن استشهاد الشاب سيف الدين مصلط، الذي يحمل الجنسية الأميركية، بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح حتى الموت، وإحراق منازل المواطنين، والاعتداء الوحشي على الأهالي في خربة التل بجبل الباطن جنوب سنجل، يعكس مدى الانحدار الأخلاقي والوحشية التي تمارسها ميليشيات المستعمرين، تحت غطاء رسمي من حكومة الاحتلال التي توفر لهم الأسلحة والعربات العسكرية والشرطة الخاصة لحمايتهم ودعم جرائمهم، في إطار مخطط استئصالي يهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها الأصليين. وأكد أن هذه الجرائم ليست حوادث منفصلة أو سلوكا شاذا، بل تأتي ضمن سياق واضح من حرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري التي تنفذها حكومة الاحتلال، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ضمن خطة ممنهجة للضم والتهجير، تنفذها حكومة فاشية لا تخفي أهدافها ولا أدواتها. وأشار فتوح إلى أن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم، يشكل غطاء غير مقبول لاستمرار الإرهاب، ويحوّل الهيئات الدولية إلى شاهد صامت على إرهاب المستعمرين وسفك الدم الفلسطيني. ودعا جماهير الشعب الفلسطيني في كافة مناطق الضفة الغربية إلى الانتفاض في وجه الإرهاب الاستعماري، وتصعيد المقاومة الشعبية لردع عصابات المستعمرين التي باتت تتحرك كجيش موازٍ تحت حماية قوات الاحتلال، مشددا على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة لحماية المواطنين، وتعزيز لجان الحماية الشعبية في القرى والبلدات المستهدفة. ووجّه فتوح دعوة عاجلة إلى المجتمع الدولي والإدارة الأميركية لتحمل مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، وفرض عقوبات فورية على دولة الاحتلال التي تتصرف ككيان مارق فوق القانون الدولي، مؤكدا أهمية تصنيف عصابات المستعمرين كمنظمات إرهابية وملاحقتهم أمام المحاكم الدولية.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
أهمية الاستقرار بالتفهم... والازدهار بالتفاهم
كان بشارة الخوري أول الرؤساء اللبنانيين الذين زاروا سوريا. فقد شارك في القمة التي استضافها الملك فاروق (29 - 30 مايو «أيار» 1946) في «أنشاص» وشارك فيها أيضاً الرئيس السوري شكري القوتلي والملك عبد الله ملك شرق الأردن والأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية (نيابة عن والده الملك عبد العزيز) وسيف الإسلام عبد الله نجل الإمام يحيى ملك اليمن. وما يلفت الانتباه دلالة على الانسجام اللبناني – السوري زمنذاك، أن الرئيس بشارة الخوري - وكان وصل إلى «أنشاص» - توجَّه برفقة جميل مردم بك (وزير سوريا المفوض لدى مصر) إلى مطار «أنشاص» لاستقبال الرئيس شكري القوتلي الآتي في طائرة عسكرية مصرية أقلَّته من القاهرة. وفي مذكراته يكتب بشارة الخوري عن أجواء المحادثات في الجلستيْن اللتيْن عقدهما القادة: «كنتُ أنا وشكري بك القوتلي كأننا شخص واحد، تفكيرنا واحد واتجاهنا واحد. والانعكاسات واحدة سواء في المفاوضات أو في الاجتماعات الخاصة يستأنس واحدنا بالآخر...». ويضيف دلالة على الانسجام في الموقف، وذلك عند تحديد ألقاب القادة الموقِّعين على نص المقررات: «مال الملك فاروق إلى أُذن جاره شكري بك القوتلي وهمَس إليه ببضع كلمات همَس بها شكري بك في أذني، فوافقتُ عليها بحنْي الرأس، ولم يلبث أن اقترح جاري الرئيس السوري أن يعرَّف الملك فاروق بلقب (ملك مصر والسودان وصاحب النوبة ودارفور وكردفان)، فوافق المجتمعون على ذلك. وأُجمع على النص النهائي فدُعي الخطاط الملكي واستجلَبَ رَقًّا لكتابة المقررات مدبَّجة بماء الذهب...». ويشير بشارة الخوري إلى أنه بعد انتهاء أعمال القمة: «توجّهنا أنا وشكري بك إلى المطار في سيارة واحدة، وتوديع الملك فاروق لنا ولسائر ضيوفه... رأى من المناسب إطلاع صديقه الرئيس السوري وبحضور الملك فاروق على دعوة تلقَّاها من تركيا». ثم يضيف:«أخبرْتهما بقبولي الدعوة مرحِّباً بذلك غير أنني لحظتُ في عينيْ شكري بك بارقة تعجُّب وخطرت على بالي مسألة لواء الإسكندرون في لمحة خاطفة. ثم خلوتُ به وقلت له: إذا كنتم ترون من المناسب أن أزوركم في دمشق زيارة رسمية قبْل زيارة تركيا فأنا على استعداد لها، فرحب الصديق الكبير بالفكرة، وعلى إثر رجوعي إلى لبنان من (أنشاص) تمت زيارة دمشق يوم 8 يونيو (حزيران) 1946». ويصف بشارة الخوري أجواء الزيارة التي يقوم بها أول رئيس للجمهورية اللبنانية التي باتت كما شقيقتها الجمهورية السورية وقد طُويت صفحة الانتداب الفرنسي لهما، على النحو الآتي: «كُنا وصلْنا إلى ضاحية دمشق (بعد استقبالنا رسمياً من جانب رئيس الوزراء سعد الله الجابري) وكان الرئيس شكري بك مع الهيئات الرسمية بانتظارنا على مسافة أربعة كيلومترات من المدينة، فترجلْتُ وتعانقتُ ومضيفي، بينما الجماهير تصفِّق بحرارة والجيش يؤدي التحية والموسيقى تعزف النشيديْن الوطنييْن. ثم كانت الحفلة الكبرى في حديقة القصر الجمهوري التي ظهرت بأجمل حُلة من المصابيح الكهربائية والرياحين. في اليوم الثاني وبعدما استيقظتُ باكراً وتناولتُ الفطور على السطيْحة وطالعتُ المقالات اللطيفة التي كتبتْها صحف دمشق عني وعن لبنان، تبادلتُ الحديث في مقابلة مطولة مع الرئيس السوري عن شؤون كثيرة؛ أولها زيارة تركيا، ولم يُخفِ شكري بك عني أن هذه الزيارة كانت قد ساءت السوريين لو لم تسبقها زيارتي لدمشق، فأجبته أنني قصدْتُ من زيارة دمشق رسمياً إظهار ما يكنه لبنان ورئيسه للشعب الشقيق من محبة وتقدير، قبْل أن أزور تركيا، وأضفتُ أن قضية إسكندرون لا تنتهي إلاَّ بتحكيم دولي، واقترحتُ أن تتبادل سوريا وتركيا التمثيل السياسي وفهمتُ من شكري بك أنه سيتم التبادل بين البلديْن في وقت ليس بالبعيد...». ويُنهي الرئيس بشارة الخوري انطباعاته عن زيارة دمشق بعبارة: «كانت الزيارة موفَّقة جداً والغيمة التي خيمت لحظة قصيرة ما لبثت أن تبددت إذ اتضحت نياتنا الطيبة نحو جارتنا العزيزة...». بعد هاتين الزيارتين المتبادلتين؛ زيارة الرئيس بشارة الخوري إلى دمشق، وقيام الرئيس شكري القوتلي بزيارة بيروت، تبدلت الأحوال والمعادلات والوجوه في كلتا الدولتين الجارتين الشقيقتين وباتت الزيارات مقتصرة وبما يشبه التحالف من جانب واحد في عهود ثلاثة رؤساء لبنانيين (إلياس الهراوي، إميل لحود، ميشال عون). وأما الآتي من الأيام فإنه، على ما يجوز الافتراض، استعادة متدرجة لما كانت عليه طبيعة العلاقات اللبنانية – السورية، وإن اختلف التعبير عن المشاعر تبعاً للمصالح وللمتغيرات الدولية، وعلى قاعدة قائمة على المثل الشعبي المتداول في دول الأمة وهو: «يا جاري أنت بحالك وأنا بحالي». وهذا المَثل بمثابة مفتاح الأبواب الموصدة أمام الطمأنينة للشعب ولمن يحكمه، وأمام إعادة بناء ما جرى تدميره في غمضة أعين - طالت الكثير - عن التبصر في أهمية عدّ التنمية والتأهيل المعرفي هما الأساس، وعلى قاعدة: الاستقرار بالتفهم... والازدهار بالتفاهم.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
المشرق العربي... يترنَّح بين الأحلام والصفقات
كان مثيراً، خلال الأيام الماضية، تناقل كلام عن «طبخة» شرق أوسطية جديدة تقوم على تخلّي سوريا عن هضبة الجولان لإسرائيل... مقابل تعويضها عنها بمدينة طرابلس اللبنانية. ردود الفعل «المعلنة» من الأفرقاء اللبنانيين، طبعاً، كانت مستنكرة وغاضبة. لكن مَن يعرف النيّات، ويفهم ما تعنيه «هيمنة» بنيامين نتنياهو على رؤية واشنطن ومقارباتها للشرق الأوسط، سيأخذ هذا التطوّر بالجدّية التي يستحقها. ثم إنَّ إطلاق خبر «الطبخة» تزامن، ليس فقط، مع إحكام إسرائيل سيطرتها على أجواء إيران وتوسيعها استهدافاتها في الداخل الإيراني، بل شهد أيضاً تسارعاً في انسجام الرؤى والتفاهمات «الصامتة» بين واشنطن وتل أبيب وأنقرة. وهذا حاصل إزاء أزمات المنطقة، بدءاً بالملف الكردي، ووصولاً إلى ما تبقَّى من الملف الفلسطيني. هنا، ثمّة مَن يقدّر أن تعامل محوّر واشنطن - تل أبيب مع «الحالة المذهبية» في عموم المشرق العربي خضع لتغيير في الأولويات. وجاء هذا التغيير - المؤقت على الأقل - بعد انتقال «البيت الأبيض» من عهدة باراك أوباما وجو بايدن إلى قبضة دونالد ترمب. لكن المفارقة تكمن في أن «اليمينَين» الجمهوري الأميركي والليكودي الإسرائيلي، هما اللذان كانا أساساً قد راهنا على «الشيعية السياسية» في المنطقة قبيل غزو العراق. يومذاك، كان «تيار المحافظين الجدد» الأميركي - الوثيق الصلات باليمين الإسرائيلي - يدير الدفّة إبان رئاسة جورج بوش «الابن» عبر مستشاري «البيت الأبيض» ومدنيي وزارة الدفاع (البنتاغون). أيضاً، كانت أميركا في حينه تحاول التغلب على كوابيس «هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001». وهي الحدث الذي استغله «المحافظون الجدد» للدفع باتجاه احتلال العراق، ولاحقاً، تسليمه إلى إيران، ثم تباهي «الحاكم الأميركي» الانتقالي بوب بريمر بأنَّ حكومته «أنهت ألف سنة من الحكم السنّي» فيه! بين عام 2003 واليوم، «جرت في النهر مياه كثيرة»... كما يُقال. بدايةً، على الرغم من تعاطف الديمقراطيين مع «الربيع العربي» في غير دولة عربية، فإنَّهم امتنعوا - ومعهم القيادة الإسرائيلية - عن دعم «الانتفاضة السورية» في إسقاط حكم بشار الأسد. وبعد ذلك، سكتوا عملياً عن التدخّل العسكري الإيراني في سوريا لإنقاذ النظام. وثانياً، راهنت القيادة الديمقراطية على «الاتفاق النووي» الذي عقدته مع إيران بعد مفاوضات مسقط. وعبره، وعبر مواقف إدارة أوباما، ثم إدارة بايدن، شعرت طهران بأنها تستطيع التحرّك في المنطقة كما تشاء! في المقابل، كانت لدى نتنياهو و«ليكودييه» حساسيات دائمة ودقيقة إزاء الحدّ المقبول لإيران أن تلعبه في الساحة العربية. مفهوم أن إسرائيل كانت المستفيد الأكبر من دور إيران في المنطقة. كذلك كانت إسرائيل مرتاحة جداً لتحوّل إيران إلى «فزّاعة» للدول العربية، تدفعها دفعاً إلى «التطبيع» معها أملاً في الحماية. ثم إنَّ إسرائيل، لم تكترث يوماً للخطابات «العنترية» في أنظمة «الممانعة» وأحزابها، ما دامت الحدود آمنة... وإمكانية «توسيعها» متوافرة. مع هذا، وبطريقة أو بأخرى، أعيد لعب شريط «11 سبتمبر 2001» عبر عملية «طوفان الأقصى» يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في غلاف قطاع غزة. هذا الحدث شكّل، بلا شك، مفصلاً مهماً في التعامل مع «سيناريو» التحالفات الإقليمية، ودفع نحو اعتماد أولويات بديلة. ومن دون نسيان مآسي غزة، كان الجزء الأخطر من رد الفعل السياسي الإسرائيلي هو كلام نتنياهو الصريح عن «تغيير الشرق الأوسط». بشخص دونالد ترمب، وجد نتنياهو ضالته المنشودة و«شريكه المثالي» لرسم تلك الخريطة، على ركام كيانات لا تعني لأي منهما شيئاً، وعلى حساب شعوب لم تكن في يوم من الأيام عاملاً مؤثراً على حساباتهما السياسية. وحقاً، فإنَّ المستقبل الفلسطيني لم يبدُ بائساً وقاتماً منذ 1948، كما يبدو اليوم. أمَّا سوريا ولبنان والعراق التي رَسمت حدودها صفقة «سيكس - بيكو»، المُكملة واقعياً لـ«إعلان بلفور»، فربما عليها الآن التحسّب لتطورات قد تكون تركيا اللاعب الإقليمي الثاني المؤثر فيها، بعد إسرائيل. غُلاة طائفيي لبنان من غير السنّة لا يعارضون - في تقديري - التخلي عن أكثر من نصف أهل السنّة عبر التخلّي عن طرابلس (وكذلك عكّار والضنية)، إذا ضمنت واشنطن وتل أبيب «امتيازات» حكومية وحدودية للمسيحيين والشيعة. وأصلاً كثرة من مسيحيي لبنان انقلبوا على كيانية «لبنان الكبير»، الذي ولد عام 1920، وضم طرابلس ومناطق أخرى. وكثرة من غلاة الشيعة قد يسعدهم ضمانهم الأكثرية الطائفية العددية بإضعاف الوجود السنّي! وبالنسبة لسوريا، فإن فرص تعزيز وضع الغالبية السنّية من ناحية، ومعالجة حساسيات الأقليات العلوية والمسيحية والدرزية والكردية من ناحية ثانية، تبدو متوافرة الآن عبر صفقة أميركية - تركية. واستطراداً، لا بأس من النظر والاعتبار، عبر الحدود السورية - العراقية، إلى التحوّلات الراديكالية والصفقات الكبرى في الملعب الكردي! فهل يتوافق يا ترى حساب الأحلام مع تفاصيل الصفقات؟... أم نعود إلى متاهات التجربة والخطأ؟