
لا مناورات للكابرانات أمام ترامب!
فإن كابرانات العسكر الجزائري يصرون على التمادي في غيهم وعنادهم، مفضلين الاستمرار في استفزاز المغرب ومعاكسته في وحدته الترابية، حيث أنهم لا يتوقفون عن تسخير أبواقهم الإعلامية في ترويج الشائعات والمغالطات، وصرف ميزانيات ضخمة من أموال الشعب الجزائري في دعم ميليشيات البوليساريو الانفصالية، تحت ذريعة الدفاع عن مبدأ 'تقرير المصير' بالنسبة للشعب الصحراوي. ولا أدل على ذلك أكثير منتصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نفسه مؤخرا بأن بلاده أنفقت ملايير الدولارات في النزاع القائم حول الصحراء، دون أي يمتلك الشجاعة لتوضيح الأسباب الحقيقية خلف هذا التورط الذي مازال قائما.
والأدهى من ذلك أن جذوة العداء لم تفتأ تزداد توهجا في قلوب 'الكابرانات' كلما حقق المغرب انتصارا دبلوماسيا جديدا في ملف الصحراء المغربية، خاصة أن المقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي، أصبح يحظى بزخم كبير من الدعم الدولي المتزايد، ولاسيما من قبل الدول الوازنة على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، إسبانيا، بريطانيا وألمانيا وعديد الدول عبر العالم عربية وإفريقية وأوروبية وأمريكية، بالإضافة إلى فتح الكثير من القنصليات بكل من مدينتي الداخلة والعيون الصحراويتين.
فالنظام العسكري الجزائري الحاقد لم يلبث أن أقام الدنيا ولم يقعدها وأثار زوابع من الغضب، على إثر تقارب إسبانيا من المغرب وما ترتب عنه من اعتراف بمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية في مرحلة أولى، ونفس الشيء بين فرنسا والمغرب في مرحلة ثانية…
وفي الوقت الذي يواصل فيه النظام العسكري الفاقد للشرعية دعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية والإرهابية، ويرفض بشكل قاطع حضور بلاده الجزائر الموائد المستديرة تحت رعاية الأمم المتحدة، ويصر على التمسك بخيار الاستفتاء في الأقاليم الجنوبية الذي تم إقباره منذ زمن بعيد. واستعداد إسبانيا لرفع السرية عن آلاف الوثائق التاريخية، ومن بينها ملفات ذات حساسية تتعلق بانسحابها من الصحراء المغربية منذ عام 1975 ومسار المفاوضات التي رافقت الحدث في جميع أطواره…
فإذا بطائرة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط والمغرب العربي 'مسعد بولوس' تحط في مطار الجزائر الدولي بالعاصمة، وهناك أجرى حديثا مستفيضا مع كل من الرئيس 'تبون' ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف وأبلغهما تجديد بلاده الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بسيادة المغرب على 'الصحراء الغربية'، وإيمانها الشديد بأن المقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، هو الحل الوحيد الجاد والمنطقي والقابل للتطبيق. وزاد قائلا بأن هذا الموقف يأتي في سياق الاستمرارية الاستراتيجية، التي دشنها الرئيس دونالد ج. ترامب في ولايته السابقة، والتي استمرت الإدارة الأمريكية ملتزمة بها بكامل الصراحة والوضوح.
وفي هذا الإطار، وفضلا عن أن وزير الخارجية الأمريكي 'ماركو روبيو' قام في وقت سابق، وتفاديا لأي لبس أو غموض بالتأكيد على دعم بلاده لخطة الحكم الذاتي، فقد أوضح المستشار'مسعد بولس' أن واشنطن تحث جميع أطراف النزاع في ملف 'الصحراء الغربية' بدون استثناء على ضرورة الانخراط الفوري في مفاوضات جدية، على أساس المقترح المغربي، باعتباره الإطار الوحيد الممكن والقابل للتفاوض من أجل الوصول إلى تسوية عادلة ودائمة، معتبرا أن أي مقاربات خارجة عنه، لن تعمل سوى على عرقلة مسار التسوية، والزيادة كذلك في حالة الجمود الحاصل. وهو ما جعله يراهن على أهمية دور الجزائر في دعم جهود السلام، والتزامها بالتوصل إلى حل سلمي طويل الأمد، وضمان استقرار دائم في المنطقة…
ففي ذات السياق يشار إلى أن أمر الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لم يعد منحصرا فقط في مستشار الرئيس الأمريكي 'مسعد بولس' ولا في وزير الخارجية 'ماركو روبيو'، إذ بعث الرئيس الأمريكي 'ترامب' بنفسه برقية تهنئة لملك المغرب محمد السادس بمناسبة الذكرى '26' لتربعه على عرش أسلافه الميامين، وجدد من خلالها اعتراف بلاده بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، ودعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة للنزاع المفتعل…
فهل يا ترى سيستمر 'الكابرانات' في مناوراتهم ومؤامراتهم الدنيئة، وترويج الأخبار الزائفة والمغالطات المكشوفة عبر آلتهم الإعلامية الصدئة، والتمادي في صرف أموال الشعب على قضية خاسرة بعد تجديد الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية؟
إننا نأمل بكل صدق أن تصحو ضمائر 'الكابرانات' والالتفات نحو تلك اليد الممدودة للعاهل المغربي، الذي لم ينفك يدعو إلى فتح حوار جاد ومسؤول، ليس فقط من أجل طي صفحة خلافات الأمس وإيجاد حلول ملائمة للمشاكل المطروحة بين البلدين الجارين الجزائر والمغرب، بل وبناء المستقبل المشترك في أجواء من التعاون والاحترام المتبادل، لما فيه خير الشعبين الشقيقين والمنطقة.
اسماعيل الحلوتي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 19 دقائق
- أخبارنا
وسط حضور جماهيري غفير .. "MOCCI" يلهب منصة اتصالات المغرب في طنجة
تضمنت كلمات مزلزلة.. الكشف عن وصية الصحفي "الشريف" التي صاغها بعد أن أدرك أنه سيرحل شهيدا


أخبارنا
منذ 19 دقائق
- أخبارنا
قد تصل لـ 47 درجة .. درجات الحرارة الدنيا والعليا المرتقبة غدا الثلاثاء
تضمنت كلمات مزلزلة.. الكشف عن وصية الصحفي "الشريف" التي صاغها بعد أن أدرك أنه سيرحل شهيدا


كواليس اليوم
منذ 19 دقائق
- كواليس اليوم
وفي غزةَ.. لأهلِ الحق صَوب الحق بَوصَلة
(محمد عزت علي الشريف) قالوا في قوانين البداهة والمنطق: 'لا يَحصُل في النفْسِ الفرحُ مع الألم' و أستكملُ فأقول: ' ولا يجتمعُ فيها الخوفُ مع الغَضَب' فانظرْ مَنْ أنت يا صاحِ في أُمّةِ العَرب؟ و أين أنتَ ممّا كان ودارَ ولمّا يزلْ لأهل غزة، و أرضِ غزة؛ سيّدة الألم، ورمزِ العزة؟ هل أدَّيتَ حقَّ الله في الوطن وأهلِه وأوفيتَ في نفسك شرط العبودية لله، والقيام بحق الإنسانية، أم أنك إزاء ربك والملائكة في الآخرة إذْ يحضرون – مِنْ جماعةِ 'ربِّ ارْجِعُونِ'؟! أعلمُ أنّ دَوامَ الحالِ من المُحال و أنه لابد في يوم ما سيزول الألم، و تبقى غزة عنوان الشرف ورمز العزة. لكن مما يبقى في مشهد الختام من نَزِّ الجُرحِ المُتَحَصِّل عن تفاصيل القصة، سيبقى حتماً في القلب غصّة. في القلب غصّةٌ، عندما يقف العالم مُدِيراً للحق ظهره، ومستهدفاً نُبْلَهُ وطُهره، وتقف أنت يا بْنَؤُمِ في خلفية المشهد غيرَ مُبالٍ كأنْ ليس يعنيك شيئاً من الأمر!. أين مني أنت يا شقيقُ وقد نال مني الضباع ما نالوا وقد وقفتَ كالأعمى الأبكم الأصمّ، لم يَبْدُ منك غير العجز عن الفعل و رَدّ الفعل!. في القلب غصّة إذ جاع مَن جاع، وتَعَرَّى مَنْ تعرى، وتشرّد من تشرد من أطفالِ ونساء وشيوخِ غزة وقد بقَى مَنْ بقى من أهل الحل والعقد على حالهم لا يُحرِّكون في الحقّ ساكناً، كأنهم خشبٌ مُسنَّدة، ليس لديهم من ضمائر، ولا لهم من أفئدة. اليوم وفي منعطف تلوح فيه بوادر انتصار الحق على الباطل وقد انكسر خُلُق الصلف والاستكبار والجبروت على صخرة المقاومة والصمود، نقول: لعلها قد ذهبت السكرة، وجاءت العبرة. جاءت العبرة لتعرفوا حكمة رجال الحق والمقاومة البطلة في الإقدام على كل قول وفعل قد يغيب عن العامة فحواه، وفلسفته وجدواه. الآن آن لكم أيها الناس أن تعلموا أنّ لأهل الحق صوب الحق بَوصَلة، و من ثم فإن رجال الحق إلى الحق في الخلق هم البَوصَلة. لم يكن طوفان الأقصى أبداً فكرةً لحظيةً، أو خطوة ارتجالية ومُتَعَجّلة، بل كانت صولة جهادية نوعية، مبررة وحكيمة، وقد جاءت في سياقها تماماً، إن زماناً أو مكاناً. وللمُرْجِفين الذين لا يزالون يشككون من خلال تَرْدادهم أسئلة من مثل: لماذا كان طوفان الأقصى؟ أختصرُ لهم الإجابة في جملة واحدة: كان طوفان الأقصى؛ من أجل الأقصى. وأما الذين يتساءلون: لماذا جاء الطوفان في هذا التوقيت بالذات ؟ أقول لهم: هذا وقتُ انقلبَ السحرُ على الساحر. جاء الطوفان وبمجيئه طُويَت صفحة الخيانة، ومن بعده لم نَعُد نسمع عن سَيِّئة الصيت تلك التي أسموها صفقة القرن. ومِن ثَمّ لم يَعُدْ أملٌ للثعالب والثعابين ومَرَدَة الإنس والشياطين في تهجير الفلسطينيين عن أرضهم واقتلاعهم من جذورهم، وقد كان الله حسبَهم، ومَن يتوكل على الله فهو حَسْبُه. ومن بعد الطوفان اندحرتْ كل حِيَل وألاعيب السحرة والدجالين من أجل شرق أوسط جديد يتسع للقتلة والفجرة المتصهينين، أحفاد القردة والخنازير. هذا بعض ما ظَهَر، وما خَفِيَ كان أعظمُ، ولا تسألوا عمّا إنْ يُبدَ لكم يسؤْكُم. هذي منطقتنا ونحن أدرى بِشِعابها و حسبنا رضا الله عن فعلنا، وحسبنا أن اتخذ منا خيرتنا وسادتنا وتَقَبَّلهم في الشهداء. وإن نكن نألم فألمنا على الفراق لا على الفقد. ويوماّ ما سيزول الألمُ كلُّ الألم، وإنْ تَبقى في القلب غصّة، فباقيةٌ لله في الشُكرِ سجدةٌ؛ ما بقى على الأرض حُرٌّ يَرْكِزُ فلسطينَ في القلب عَلَماً، منادياً حَيُّوا على المقاومة.. ولمّا تزل في عينيه للقدس صولة.. ولفلسطين في القلب قبل الأرض دولة. (أديب وكاتب رأي مصري)