
حملة لإحياء المزارات السياحية في حماة "أم النواعير"
حماة- تعد مدينة حماة واحدة من أقدم المدن التاريخية في سوريا، حيث تحتضن مجموعة من المواقع الأثرية الهامة التي تعود إلى حضارات مختلفة، لكنها عانت تهميشاً ممنهجاً في عهد حكم أسرة الأسد منذ 1973، الذي غيّبها عن واجهة السياحة في سوريا، سواء الداخلية أم الوافدة، إذ عمد النظام البائد إلى طمس المعالم الأثرية في المدينة، وتركها مكبّا للنفايات.
مدينة حماة، أو كما يطلق عليها "مدينة أم النواعير" أو مدينة "أبي الفداء"، تمتاز بنهر العاصي الذي يعبر في وسطها، في ساحة العاصي، ويقسمها إلى نصفين "الحاضر والسوق"، يضم النهر 16 ناعورة خشبية كبيرة تتموضع في أماكن مختلفة على طول مجراه في المدينة، بين الأحياء والبساتين، أشهرها الناعورة المحمدية والأربع نواعير التي تقع بجانب بعضها بعضا.
بناء نواعير حماة بحسب أهالي المدينة، يعود إلى العهد الآرامي، في الألفية الأولى قبل الميلاد، وهي آلات مائية خشبية، تصنع من خشب الجوز والسنديان، أطرافها هي دفّات خشبية تدور بحسب جريان مياه نهر العاصي، وتنقل المياه بدورها من النهر إلى مسارب المياه الموجودة في أعلى كل ناعورة، ومنها إلى الأراضي الزراعية والمنازل والأحياء السكنية، في حين تنتشر عشرات الأراضي الزراعية إلى اليوم حول ضفاف النهر، مثل بساتين الشريعة وبساتين باب النهر.
إهمال نهر العاصي
تسنيم الشافعي، عشرينية من مدينة حماة تقول إن "نظام الأسد المخلوع عمد إلى تهميش المعالم الأثرية التي تشتهر بها حماة، ومن أهمها نهر العاصي الذي حوله إلى مصب للصرف الصحي من مدينتي حمص وحماة، وتحول من معلم سياحي يتوسط المدينة إلى بؤر ومستنقعات، ومنبعا للأمراض والحشرات والروائح الكريهة التي كانت تؤذي أهالي المدينة، وذلك لعدم تنظيف ضفافه لما يزيد عن 20 عاما".
وتضيف تسنيم للجزيرة نت "كذلك تعاني نواعير حماة من التآكل نتيجة للعوامل الجوية والإهمال، على الرغم من تصنيفها العالمي كأحد الآثار العريقة في العالم في 1999 في مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، إضافة إلى ذلك تم تهميش المعالم الثقافية والدينية مثل مسجد السلطان والمسجد الكبير في حماة، مما أدى إلى تجنب زيارتها من لدن السوريين والسياح".
يُضاف إلى قائمة المعالم المهمشة إبان العهد البائد قلعة حماة الأثرية (قلعة أبي الفداء)، ومسجد النوري، وحي الطوافرة، والتي حوّل النظام المخلوع بعضها إلى ثكنات عسكرية وأمنية كبيرة منذ العام 2011.
إحياء المعالم الأثرية
محافظ حماة عبد الرحمن السهيان أطلق حملة "حماة تنبض من جديد"، قال في تصريح للجزيرة نت، إن الهدف من الحملة هو إعادة الروح لمحافظة حماة ككل، موضحا أنه كانت هناك "منهجية متعمدة كانت لطمس معالم محافظة حماة بسبب نقمة نظام الأسد المجرم على حماة، وذلك لما كانت عليه سابقا كوجهة سياحية أساسية في سوريا"، ويوضح السهيان أن منهجية الطمس تركزت على المعالم الأثرية والسياحية من خلال الإهمال وقتل كل المظاهر الحيوية فيها".
وحسب المحافظ فقد تم وضع أهداف إستراتيجية لحملة "حماة تنبض من جديد"، من خلال التركيز على المعالم العريقة التي تحمل تاريخا كبيرا مثل مسجد السلطان، الذي يعود تاريخه لأكثر من 700 عام، والذي أصبح في وضع متهالك.
كما تستهدف الحملة إعادة الاعتبار لنهر العاصي، والذي وصف المحافظ بأنه "رئة حماة والمتنفس الأساسي، وإذا تم إعادة الحياة والألق إليه سيكون منصة سياحية مهمة جداً، وهذا واجب علينا عبر تنظيف مجرى نهر العاصي، وإعادة ترميم المواقع الأثرية المحيطة به، وهذا يشجع على فتح فرص استثمارية جديدة، والسيّاح على ارتياد المحافظة كوجهة".
ترميم كبريات المدارس
في سياق مواز، يقول محافظ حماة عبد الرحمن السهيان، إن هناك خطة لترميم كبريات المدارس التي لها عراقة واسم بارز في حماة، وكذلك المساجد، ويضيف أنه تم توجيه مديريات الأوقاف والتربية في المدينة والأرياف لاختيار أبرز المدارس الموجودة في المحافظة لتكون نموذجا يُقتدى به في بقية المدارس، مثل مدرسة ابن رشد والسيدة عائشة، وكذلك في الأرياف المدمرة.
ويقول المهندس محمد عمار بني المرجة، وهو المدير التنفيذي لمؤسسة "رحمة بلا حدود"، إن مؤسسته بدأت حملة "مدينتنا أمانتنا" انطلاقا من مدينة حلب، واستمرت هذه الحملة وصولا إلى حماة بعد تقييم الاحتياج فيها، بالتنسيق مع محافظة حماة تم البدء بمشروع تنظيف مجرى نهر العاصي بشكل كامل، وأشار أن المدة المتوقعة للمشروع شهران من العمل".
تنظيف مجرى نهر العاصي
وعن تفاصيل وأهداف هذه الفعالية، تحدث عبد الحميد خالد، مسؤول قسم المياه والإصحاح في مؤسسة "رحمة بلا حدود" قائلا إن أشغال تنظيف مجرى النهر أطلقت بالتعاون مع حملة "حماة تنبض من جديد"، بهدف استعادة نظافة مياه النهر الذي يعد من أهم عوامل جذب الزوار.
إعلان
وأضاف المتحدث نفسه أن سيجري العمل على ترميم وصيانة عدّة نواعير في حماة، وصيانة أخشابها، بعد عودة جريان المياه النظيفة لنهر العاصي، وذلك بسبب ارتباط مدينة حماة بنواعيرها الشهيرة.
ويقول عبد الهادي الوضيحي وهو مهندي ديكور وأحد المشرفين على صيانة مسجد السلطان إنه تجري عملية ترميم المسجد والذي يقع وسط أسواق حماة، وهو معلم له تاريخ عريق في حماة وسوريا عموما، وقد بني المسجد قبل سبعة قرون على يد السلطان الأفضل، وقد تعرض المسجد للهدم في عام 1964 عندما كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزيرا للدفاع، قبل أن يعاد بناء المسجد في العام 1968.
أماكن تستحق الزيارة
إلى جانب ما ذكر من معالم بارزة في مدينة حماة، توجد أماكن أخرى تستحق الزيارة سواء داخل المدينة أو في مناطق في أرياف حماة، ومن ذلك ما يلي:
قصر العظم: معلمة أثرية ذات معمار دمشقي يعود تاريخ القصر للقرن 18، وهو يضم متحفا.
خان رستم باشا: سوق قديم مغطى تباع فيه التحف والمشغولات التقليدية.
جسور نهر العاصي: تتيح تجربة رائعة للمشي قرب النهر مرورا بجسوره القديمة المصنوع من الخشب والحجارة.
حدائق العاصي: متنزهات على ضفاف النهر وهي مناسبة للعائلات وفرصة لالتقاط الصور التذكارية والتمتع بمنظر الغروب الساحر.
تل النبي هود: موقع أثري قريب من حماة ويعتقد أنه يضم قبر النبي هود عليه السلام.
الطبيعة والآثار في ريف حماة: قلعة مصياف القديمة ووادي العيون الذي يبعد مسافة ساعة ونصف الساعة عن حماة، وهو منطقة جبلية تضم شلالات وينابيع، كما يمكن للزائر الذهاب إلى مدينة آفاميا التاريخية التي تضم آثار من العهدين الروماني والبيزنطي، وهي تبعد مسافة 55 كلم شمال غرب حماة، وهي تشرف على سهل الغاب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
الحريديم والتجنيد والمحاكمات.. هواجس نتنياهو المتجددة هل تدفع لانتخابات مبكرة بإسرائيل؟
تتزايد التوقعات بإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل في ظل تهديد بعض الأحزاب الحريدية بالاستقالة من الحكومة الإسرائيلية على خلفية ملف التجنيد، وتهديدات وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش ، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير ، بمعارضة أي صفقة جزئية تؤدي إلى وقف حرب الإبادة في غزة. ويأتي ذلك، بالتوازي مع بدء استجواب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الحالي من قبل الادعاء العام في المحكمة. ولا يرجح محللون أن يكون لحل الكنيست والدعوة لانتخابات مبكرة، تأثير كبير على ملف غزة، في ظل إصرار نتنياهو على الصفقات الجزئية، وسحب ورقة الرهائن من يد المقاومة، ورفض الوصول لإنهاء الحرب، والتي باتت أداة ليس فقط للحفاظ على استقرار حكومته المتطرفة، بل أهم أدوات دعايته في حملته الانتخابية القادمة، وفق مراقبين. انقسام بين الحريديم بشأن الانسحاب سينتهي الإنذار الحريدي لنتنياهو يوم الثلاثاء مع نهاية عيد الشافعوت (الأسابيع)، ويريد هؤلاء رؤية مشروع قانون مكتوب لإعفائهم من التجنيد، يمكن التفاوض عليه بين حاخاماتهم وكبار المسؤولين في الائتلاف الحكومي. وحسب صحيفة معاريف، فإنه بدون نص مكتوب لقانون التجنيد، أوضح الحريديم أن الأرض سوف تهتز من تحت الائتلاف. لكن التهديدات الصادرة عن حزب يهودات هتوراه المتشدد لا تزال محصورة في فصيل أغودات إسرائيل، بقيادة وزير الإسكان إسحاق غولدنوبف، في حين أن الجناح الثاني للحزب، ديغل هتوراه، بقيادة عضو الكنيست موشيه غافني، لا يزال يقبل بمنح فرصة إضافية للمفاوضات إلى ما بعد عطلة عيد الأسابيع التي ستنتهي الثلاثاء. وإضافة لذلك، هناك موقف حزب شاس الذي يملك 11 مقعدا، بزعامة أريه درعي الشخص المقرب لنتنياهو والذي لا يبدي ضغوطا جدية على نتنياهو لسرعة إقرار قانون الإعفاء من التجنيد. ويرجح المختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي، أن أعضاء يهودات هتوراه سينسحبون من الحكومة، لأنهم يرون أن وجودهم فيها دون أي فائدة مباشرة يضعهم في مواجهة جمهورهم، ووجودهم في المعارضة قد يعطيهم امتيازات أفضل. وحول علاقة احتمال انسحاب الحريديم من الائتلاف الحكومي بحرب غزة، يرى ياغي أن استمرار الحرب سوف يزيد من المطالبات بتجنيدهم، لذلك هم يدعمون أي صفقة، إضافة إلى أن علاقتهم بواشنطن جيدة، بما يسمح لاستخدامهم من أجل الضغط على نتنياهو والتهديد بإسقاط حكومته. تأثير انسحاب الحريديم المحتمل لكن لا بد من الإشارة، إلى أنه حتى لو انسحب حزب يهودات هتوراه بأعضائه الثمانية من الائتلاف ستبقى الحكومة مدعومة بـ61 مقعدا أي أنها لا تزال تملك أغلبية بسيطة، ولكن أعضاء هذا الحزب يسعون لشل الائتلاف عن تمرير قوانينه عبر المقاطعة لجلسات تمرير مشاريع القوانين التي يضعها حزب نتنياهو على جدول الأعمال. وحسب معاريف، نجح يهودات هتوراه بشل الائتلاف عبر مقاطعة التصويت في الهيئة العامة للكنيست فقط أيام الأربعاء، وهي الأيام التي يتم فيها طرح مشاريع القوانين الأولية للتصويت في الدورة الصيفية الحالية في الكنيست التي ستنتهي في 24 يوليو/تموز القادم. ومن المتوقع أن يستقيل ممثلو أغودات إسرائيل من الحكومة في وقت لاحق، ولكن إذا تقرر عدم الاستقالة، فمن المتوقع أن يطالبوا بتشديد الإجراءات لشل الائتلاف، بمقاطعة التصويت أيام الاثنين، والتي يتم فيها تقديم مشاريع القوانين الحكومية للتصويت عليها، وهذه خطوة من شأنها أن تؤدي في حد ذاتها إلى حل الائتلاف والحكومة. ويعتقد عضو الكنيست السابق، والمحاضر في الدراسات الإسرائيلية، جمال زحالقة، أن الأحزاب الدينية التوراتية (الحريديم) لن تُسقط الحكومة إلّا إذا تيقّنت بأنّها ستربح من ذلك، وهذا غير قائم الآن، فالحكومة التي ستأتي بها الانتخابات ستكون غالبا أسوأ بالنسبة لهذه الأحزاب، وهي ستخسر بعض مكتسباتها المالية، ولن تحصل على ما تريده بشأن سن قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية. مناورة نتنياهو ولا يتوقع المحللون أن يستجيب نتنياهو لضغوط الحريديم بخصوص إقرار قانون الإعفاء من التجنيد للحريديم، رغم أنه أحد أبرز الشروط التي تم التوقيع عليها في الاتفاقات الائتلافية بين نتنياهو وبين حزبي يهودات هتوراه وشاس. وتعتقد المحللة السياسية في القناة 12، دفنا ليئيل، أن نتنياهو في سباق مع الزمن، فهو لا يعتقد حقا بوجود قانون إعفاء من الخدمة العسكرية يمكن الموافقة عليه في هذا الائتلاف، فقضية التجنيد الإجباري تؤرق تحالف الخدمة العسكرية الذي يرأسه نفتالي بينيت (منافسه المتوقع بحسب استطلاعات الرأي الكثيرة). وأضافت أن نتنياهو يهدف إلى كسب الوقت حتى نهاية الدورة الصيفية، وتأخير الانسحاب إلى بداية الدورة المقبلة. كما أن نتنياهو لديه هدف آخر، حتى لو كان محكومًا عليه بالذهاب إلى الانتخابات، فهو يفضل الذهاب إلى صناديق الاقتراع بسبب قضايا سياسية أو أمنية، وليس لأنه فشل في توسيع صفوف الجيش بسبب قانون التجنيد في حين يعلم الجميع أن ائتلافه المستقبلي سيشمل أيضًا الحريديم. وتتفق المحللة السياسية لصحيفة معاريف، أنا براسكي، مع ليئيل بأن نتنياهو ليس متأكدا في أعماق نفسه مما يفضله حقا، القانون أم الانتخابات، حتى لو نجح في إرضاء الجميع، فإن قانون التجنيد الذي يقبله الحريديم، فيما لو تم إقراره، لن يكون إنجازا، بل ضررًا سياسيا على الليكود، ناهيك عن أن مثل هذا القانون من المقرر أن يحال إلى المحكمة العليا خلال بضعة أشهر فقط. وفي الأسبوع الماضي فقط، حاول نتنياهو مرارا الضغط على رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، عن الليكود، يولي إدلشتاين، الذي يعارض قانون إعفاء الحريديم من التجنيد، ليعرض على الحريديم ميزانية مبكرة ومغرية. وفي محاولة أخيرة لحل أزمة التجنيد، سيجتمع، مساء الثلاثاء، مباشرة بعد العطلة، الحريديم وإدلشتاين ووزير في الحكومة، ومن المتوقع أن يطلب فريق نتنياهو 10 أيام أخرى لاستكمال الصياغات التي يعملون عليها مؤخرا، ولكن هذه المرة، ليس من المؤكد أن الحريديم سيوافقون على هذا الطلب. تهديدات سموتريتش وبن غفير في مقابل تهديد الحريديم تبرز تهديدات جدية من نوع آخر، صادرة عن سموتريتش وبن غفير، بعد طرح مقترح المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، الجديد قبل أيام على حماس، التي ردت عليه مساء السبت، وفقا لوصف المحللة السياسية للقناة 13 موريا أساروف، بـ"نعم ولكن". فسموتريتش أعطى نتنياهو الضوء الأخضر للتفاوض على أساس مخطط ويتكوف قبل أسبوعين فقط، حسب القناة 12، وحتى في ذلك الوقت، كان هناك حديث عن وقف إطلاق النار لمدة عشرات الأيام دون ضمانات صريحة لإنهاء الحرب. ولكن بعد الحديث الجدي عن مقترح ويتكوف الجديد المعدل بإطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثة مقابل 60 يوما من التهدئة، والتي تشمل انسحابا للجيش الإسرائيلي وتدفقا للمساعدات تشرف عليه الأمم المتحدة، شدد سموتريتش مواقفه وأعلن أنه لن يسمح بتمرير صفقة جزئية، مطالبا باستمرار الضغط على غزة وصولا لإخضاعها بشكل كامل. وقال بن غفير "لا أتفق مع مقترح ويتكوف، ونتنياهو أخطأ عندما وافق على العمل وفق المقترح"، ويستبعد زحالقة أن يتسبب سموتريتش وبن غفير في إسقاط حكومة نتنياهو، "فهما سيواجهان نقدًا شديدًا إذا أسقطا حكومة يمين، وبالمجمل لا يمكن لهما أن يحلما بحكومة أكثر تطرّفا ويمينية من الحكومة الحالية". ويتفق معه المختص في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، في أن بن غفير وسموتريتش- الذي يسقط في أغلب استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الحرب، والمتهم من قبل قاعدته الانتخابية أنه لا يعمل على تساوي العبء في الخدمة الإلزامية في الجيش- لا يمكنهم إسقاط الحكومة الحالية، وحتى لو خرجوا من الحكومة بسبب صفقة ما في غزة فسيبقون داعمين لها. في إطار الحديث عن سيناريو الانتخابات المبكرة، والذي يحتاج الى إسقاط الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو عبر قرار بسحب الثقة منها بأغلبية في الكنيست، توقعت المحللة السياسية في صحيفة معاريف، أنا براسكي، أن الانتخابات ستُجرى في أوائل عام 2026 وليس في أواخره بعد انتهاء دورة الكنيست الحالية في أكتوبر/تشرين الأول 2026. وأضافت أنه ربما يكون من الأفضل لنتنياهو التوجه إلى الانتخابات تحت شعار "لم نتنازل عن ضرورة تجنيد الحريديم"، والذي سيكون أفضل من الذهاب إلى صناديق الاقتراع في وقت قريب، بدون أي إنجاز مثير للإعجاب يمكن بيعه للناخبين. ولذلك فإن كل ما يحتاجه نتنياهو الآن هو المزيد من الوقت، وليس من المستبعد في هذه المرحلة أن تلتقي مصالحه مع خطط الأغلبية داخل القيادة الحريدية، التي تتحدث عن موعد انتخابي متفق عليه. واستبعد المحلل أليف صباغ حلا لحكومة نتنياهو قريبًا، وقال إن الانتخابات لن تجرى قبل موعدها، فالحريديم يشدون الحبل للحصول على أهدافهم، وكذلك سموتريتش وبن غفير، لكن لا أحد يضمن عودته إلى الحكومة بعد انتخابات مبكرة، لذلك لا مصلحة لهم ولا لنتنياهو ولا لأعضاء الليكود في انتخابات مبكرة. في حين يعتقد زحالقة بأن الانتخابات الإسرائيلية غالبًا ستجري في يونيو/حزيران 2026، قبل موعدها في أكتوبر/تشرين الأول 2026، مثل العقود الأخيرة، ويشير إلى أن موعد الانتخابات يتعلّق بالتطوّرات والتجاذبات السياسية والحزبية، فالحكومة ستسقط إذا لم يجر إقرار الميزانية حتى نهاية مارس/آذار 2026، مؤكدا أن "نتنياهو لن يعلن انتخابات مبكّرة طواعية إلّا إذا كان واثقا من الفوز فيها، وهو بعيد عن ذلك في هذه المرحلة". في المقابل، يرى ياغي أن نتنياهو لا يبحث بالمطلق عن أي انتخابات مبكرة في ظل استطلاعات الرأي، فخيارات نتنياهو صفرية، فهو يحاكم وسوف تتم إدانته، وإذا سقطت حكومته ستظهر قضية التسريبات الأمنية من مكتبه بقوة. ويضاف لذلك، لجنة التحقيق الحكومية الرسمية فيما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسيكون أمامه إما السجن، أو العزل، أو الإقرار بالذنب، أو الاستمرار في حروبه ودخول حرب مع إيران والتي على ضوءها سيؤجل الانتخابات. يرى مراقبون أنه سواء أجريت انتخابات مبكرة أو جرت الانتخابات في موعدها، فإن واقع غزة، على الأرجح، لن يتغير إلى الأفضل، في ظل ما تشير إليه استطلاعات الرأي بتقدم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينت، وهو من قادة اليمين المتطرف، أمام نتنياهو وائتلافه. وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ أن أي انتخابات تجرى، سواء كانت مبكرة أو في موعدها، لن تؤثر على برنامج نتنياهو، لأنه يسعى أن تبقى غزة جرحًا مفتوحًا يستفيد منه إلى أقصى حد طالما استمر الوضع العربي في عجزه وحتى تعاونه مع نتنياهو، وطالما بقى الدعم الأميركي على حاله. وأضاف أنه حتى لو لم يعلن نتنياهو انتصاره كما يحلم، وحتى لو فشل في التهجير، فإسرائيل وأميركا، بغض النظر من سيحكم إسرائيل، سيمنعون عملية إعادة بناء قطاع غزة، ولن يجرؤ أي حاكم عربي أن يقدم المساعدة لإعادة الإعمار إلا بعد استيفاء الشروط الإسرائيلية الأميركية. ويعتقد زحالقة أن نتنياهو سيطيل الحرب على غزة حتى الانتخابات، وخلال المعركة الانتخابية سيعلن عن "النصر المطلق" وعن إبقاء القوّات الإسرائيلية في غزّة لمواصلة احتلاله، كما أن بينيت لن يحصل في الانتخابات الحقيقية على الأرقام التي يحصل عليها في الاستطلاعات، وسيبقى الصراع على قيادة المعارضة قائمًا بين ليبرمان وغانتس ولبيد وبينيت. وأضاف "بينيت لا يقل يمينية عن نتنياهو، وهو إن فاز لن يجد ما يفعله في غزة أكثر مما فعلته الحكومة الحالية من حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل، الفرق سيكون في الائتلاف فبدل الأحزاب اليمينية المتطرّفة ستكون مع بينيت أحزاب الوسط". ولفت إلى أن الهدف الإسرائيلي الإستراتيجي هو التهجير، وإذا لم يكن التهجير ممكنًا بسبب الرفض المصري، فإن إسرائيل تقوم بالتحضير للتهجير بانتظار الفرصة المواتية للتنفيذ، وذلك بجعل غزة غير ملائمة لحياة البشر، وما دامت إسرائيل لا تجد من يوقفها فهي مستمرة في جريمة الإبادة لسنة إضافية وربما أكثر، أما الانتخابات فهي بحد ذاتها لن توقف القتل والتدمير.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
اشتباكات مع مجموعة مسلحة عند مدخل أشرفية صحنايا بسوريا
قال قائد الأمن الداخلي في ريف دمشق حسام الطحان إن مجموعة مسلحة أطلقت النار -عصر الاثنين- باتجاه حاجز أمني عند مدخل مدينة أشرفية صحنايا دون وقوع إصابات، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) وأوضح الطحان أن عناصر الحاجز قاموا بالرد على مصادر النيران مما أدى إلى اندلاع اشتباك مع المجموعة المسلحة الخارجة عن القانون. وأضاف أن الاشتباك أسفر عن إلقاء القبض على أحد أفراد المجموعة وإصابة آخر في حين لاذ المصاب مع بقية أفراد المجموعة بالفرار. وأكد أن الجهات المختصة في مديرية الأمن الداخلي بأشرفية صحنايا تواصل ملاحقة الفارين، تمهيدا لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى القضاء المختص. وفي أول الشهر الجاري، تمكنت قوات الأمن العام السورية ووزارة الدفاع من استعادة السيطرة على منطقة أشرفية صحنايا ومدينة صحنايا بريف دمشق، بعد اشتباكات مع مجموعات مسلحة خارجة عن القانون. وكانت هذه المجموعات قد استهدفت مواقع أمنية تابعة لوزارة الداخلية، وهو ما أسفر عن مقتل 16 عنصرا أمنيا على الأقل. ونجحت قوات الأمن في قتل وأسر عدد من المسلحين.


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
الحرب على غزة مباشر..مقتل 3 جنود للاحتلال بالقطاع ودعوة للتحقيق بمجزرة المساعدات
في اليوم الـ78 من استئناف حرب الإبادة على غزة، خاضت المقاومة اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في جباليا أسفرت عن مقتل 3 جنود وإصابة 11.