
رئيس وزراء إسرائيل الأسبق يحذر من أوهام الحرب الشاملة على إيران
حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، من المراهنة على "أمنية سرابية" تتمثل في إسقاط النظام الإيراني من خلال تدخل عسكري أميركي واسع، مؤكداً أن هذا التصور غير واقعي وينذر بتبعات خطيرة، خاصة إذا انجرت إسرائيل والولايات المتحدة إلى صراع شامل مع طهران.
وفي مقابلة مطولة نشرتها صحيفة التايمز البريطانية، عرض باراك أربعة سيناريوهات محتملة لإنهاء النزاع بين إسرائيل وإيران، مشدداً على أن الخيار الأكثر ترجيحاً هو تنفيذ ضربة واحدة محدودة تستهدف منشأة "فردو" النووية المحصنة داخل الجبال، والتي تُعد مركزاً رئيسياً لتخصيب اليورانيوم الإيراني.
وأوضح باراك، الذي تولّى رئاسة الحكومة الإسرائيلية بين عامي 1999 و2001، أن مثل هذه الضربة، وإن كانت محدودة في نطاقها، قد تُجبر إيران على الدخول في مفاوضات جديدة، لكنها لن تُنهي طموحها النووي، بل ستؤخره لبعض الوقت فقط.
لا انتصارات حاسمة
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تُحقق انتصارات حاسمة في حروبها الكبرى خلال العقود الماضية، ما يجعل خوض مواجهة عسكرية شاملة مع إيران خياراً محفوفاً بالمخاطر، لا سيما مع قرب القواعد الأميركية من الأراضي الإيرانية، ما يجعلها عرضة لهجمات صاروخية انتقامية.
ورأى باراك أن السيناريو الأسوأ يتمثل في تسريع طهران خطواتها نحو امتلاك سلاح نووي، لاستخدامه كورقة قوة في مواجهة الضغوط الدولية، محذراً من أن التراخي في التعامل مع هذا التهديد قد يغير موازين القوى في المنطقة.
ورغم انتقاداته الحادة لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، أكد باراك أنه لا يعارض توجيه ضربة عسكرية لإيران، شرط أن تكون رداً مباشراً على تهديد نووي وشيك وفعلي. ولفت إلى أن التأخيرات السابقة التي فرضتها العمليات الإسرائيلية لم توقف المشروع النووي الإيراني، بل وفّرت له سنوات إضافية من التطوير.
تعزيز الردع الإقليمي
وحول الحرب الجارية في قطاع غزة، وصف باراك أداء نتنياهو في بدايات العمليات العسكرية بأنه "مثير للإعجاب" من ناحية التخطيط والتنفيذ، مشيراً إلى أن ذلك ساهم في تعزيز الردع الإقليمي وثقة الجمهور الإسرائيلي. لكنه لم يُخفِ قلقه من تراجع الثقة في القيادة الإسرائيلية، مؤكداً أن استمرار ما وصفه بـ"الانقلاب القضائي" قد يدفع الشارع الإسرائيلي إلى المطالبة بتغيير جذري في القيادة، مشبّهاً الوضع بما سبق تغيير نيفيل تشامبرلين بتشرشل في بريطانيا عام 1940.
كما عبّر عن أمله في أن تمثل العمليات العسكرية الحالية فرصة لفتح صفحة جديدة بشأن قطاع غزة، تؤسس لنظام جديد يُقصي "حماس" عن المشهد، لكنه أكد أن الحرب الجارية كسرت أعراف إسرائيل في خوض الحروب، وأن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في المبادئ الاستراتيجية والأخلاقية للجيش الإسرائيلي.
وختم باراك حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل ستتجاوز هذه الحكومة وهذه المرحلة، لكنه لم يُخفِ قلقه من تكلفة الطريق نحو ذلك، سواء في المدى الزمني أو حجم الخسائر المتوقعة على الجانبين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
البيت الأبيض: ترامب سيتخذ قرارا في شأن إيران «خلال أسبوعين»
تم تحديثه الخميس 2025/6/19 09:44 م بتوقيت أبوظبي في الوقت الذي أكد فيه أن المراسلات مستمرة مع إيران، قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيتخذ قرارا في شأن إيران «خلال الأسبوعين المقبلين». في الوقت الذي أكد فيه أن المراسلات مستمرة مع إيران، قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيتخذ قرارا في شأن إيران «خلال الأسبوعين المقبلين». وكانت وكالة «رويترز» نقلت في وقت سابق عن ثلاثة دبلوماسيين قولهم، إن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تحدثا هاتفيا عدة مرات منذ بدء إسرائيل هجماتها على إيران الأسبوع الماضي، في محاولة للتوصل إلى نهاية دبلوماسية للأزمة. شروط إيرانية وذكر الدبلوماسيون، طالبين عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المسألة، أن عراقجي قال إن طهران لن تعود إلى المفاوضات ما لم توقف إسرائيل الهجمات التي بدأت في 13 يونيو/حزيران الجاري. وأضافوا أن المحادثات تضمنت مناقشة وجيزة لاقتراح أمريكي قُدم لإيران في نهاية مايو/أيار الماضي، يهدف إلى إنشاء «كونسورتيوم إقليمي» لتخصيب اليورانيوم خارج إيران، وهو عرض ترفضه طهران حتى الآن. ولم يرد المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون بعد على طلب من رويترز للتعليق على الأمر. وكانت المناقشات الهاتفية التي جرت هذا الأسبوع هي «أهم» المحادثات المباشرة منذ بدء الطرفين المفاوضات في أبريل نيسان. وفي هاتين المناسبتين، في سلطنة عمان وإيطاليا، تبادل الرجلان كلمات مقتضبة عندما التقيا بعد إجراء محادثات غير مباشرة. وقال دبلوماسي من المنطقة مقرب من طهران، إن عراقجي أبلغ ويتكوف بأن طهران «يمكن أن تبدي مرونة في القضية النووية»، إذا ضغطت واشنطن على إسرائيل لإنهاء الحرب. عرض جديد فيما قال دبلوماسي أوروبي: «عراقجي أخبر ويتكوف أن إيران مستعدة للعودة إلى المحادثات النووية، لكنها لا تستطيع ذلك إذا واصلت إسرائيل قصفها». ولم يجر عراقجي وويتكوف اتصالات مباشرة من قبل بخلاف لقاءات قصيرة بعد خمس جولات من المحادثات غير المباشرة منذ أبريل/نيسان لمناقشة النزاع النووي الإيراني المستمر منذ عقود. وقال دبلوماسي ثان من المنطقة تحدث إلى «رويترز» إن «الاتصال (الأول) تم بمبادرة من واشنطن التي اقترحت أيضا عرضا جديدا» لتجاوز الجمود بشأن الخطوط الحمراء المتعارضة. aXA6IDM3LjE1My4xNTUuOTMg جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ 3 ساعات
- العين الإخبارية
تفاصيل محادثات إيرانية-أمريكية على «فوهة البنادق».. شروط وعرض جديد
رغم قرقعة السلاح واشتداد التصعيد بين طهران وواشنطن، لم تُغلَق كل الأبواب؛ ففي الظل، ظلت قنوات دبلوماسية خلفية تنبض بالحذر. ونقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة دبلوماسيين قولهم، إن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تحدثا هاتفيا عدة مرات منذ بدء إسرائيل هجماتها على إيران الأسبوع الماضي، في محاولة للتوصل إلى نهاية دبلوماسية للأزمة. شروط وذكر الدبلوماسيون، طالبين عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المسألة، أن عراقجي قال إن طهران لن تعود إلى المفاوضات ما لم توقف إسرائيل الهجمات التي بدأت في 13 يونيو/حزيران الجاري. وأضافوا أن المحادثات تضمنت مناقشة وجيزة لاقتراح أمريكي قُدم لإيران في نهاية مايو/أيار الماضي، يهدف إلى إنشاء «كونسورتيوم إقليمي» لتخصيب اليورانيوم خارج إيران، وهو عرض ترفضه طهران حتى الآن. ولم يرد المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون بعد على طلب من رويترز للتعليق على الأمر. محادثات مباشرة وكانت المناقشات الهاتفية التي جرت هذا الأسبوع هي «أهم» المحادثات المباشرة منذ بدء الطرفين المفاوضات في أبريل نيسان. وفي هاتين المناسبتين، في سلطنة عمان وإيطاليا، تبادل الرجلان كلمات مقتضبة عندما التقيا بعد إجراء محادثات غير مباشرة. وقال دبلوماسي من المنطقة مقرب من طهران، إن عراقجي أبلغ ويتكوف بأن طهران «يمكن أن تبدي مرونة في القضية النووية»، إذا ضغطت واشنطن على إسرائيل لإنهاء الحرب. عرض جديد فيما قال دبلوماسي أوروبي: «عراقجي أخبر ويتكوف أن إيران مستعدة للعودة إلى المحادثات النووية، لكنها لا تستطيع ذلك إذا واصلت إسرائيل قصفها». ولم يجر عراقجي وويتكوف اتصالات مباشرة من قبل بخلاف لقاءات قصيرة بعد خمس جولات من المحادثات غير المباشرة منذ أبريل/نيسان لمناقشة النزاع النووي الإيراني المستمر منذ عقود. وقال دبلوماسي ثان من المنطقة تحدث إلى «رويترز» إن «الاتصال (الأول) تم بمبادرة من واشنطن التي اقترحت أيضا عرضا جديدا» لتجاوز الجمود بشأن الخطوط الحمراء المتعارضة. aXA6IDEwNy4xNzIuMjA1LjYzIA== جزيرة ام اند امز US


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
رئيس وزراء إسرائيل الأسبق يحذر من أوهام الحرب الشاملة على إيران
حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، من المراهنة على "أمنية سرابية" تتمثل في إسقاط النظام الإيراني من خلال تدخل عسكري أميركي واسع، مؤكداً أن هذا التصور غير واقعي وينذر بتبعات خطيرة، خاصة إذا انجرت إسرائيل والولايات المتحدة إلى صراع شامل مع طهران. وفي مقابلة مطولة نشرتها صحيفة التايمز البريطانية، عرض باراك أربعة سيناريوهات محتملة لإنهاء النزاع بين إسرائيل وإيران، مشدداً على أن الخيار الأكثر ترجيحاً هو تنفيذ ضربة واحدة محدودة تستهدف منشأة "فردو" النووية المحصنة داخل الجبال، والتي تُعد مركزاً رئيسياً لتخصيب اليورانيوم الإيراني. وأوضح باراك، الذي تولّى رئاسة الحكومة الإسرائيلية بين عامي 1999 و2001، أن مثل هذه الضربة، وإن كانت محدودة في نطاقها، قد تُجبر إيران على الدخول في مفاوضات جديدة، لكنها لن تُنهي طموحها النووي، بل ستؤخره لبعض الوقت فقط. لا انتصارات حاسمة وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تُحقق انتصارات حاسمة في حروبها الكبرى خلال العقود الماضية، ما يجعل خوض مواجهة عسكرية شاملة مع إيران خياراً محفوفاً بالمخاطر، لا سيما مع قرب القواعد الأميركية من الأراضي الإيرانية، ما يجعلها عرضة لهجمات صاروخية انتقامية. ورأى باراك أن السيناريو الأسوأ يتمثل في تسريع طهران خطواتها نحو امتلاك سلاح نووي، لاستخدامه كورقة قوة في مواجهة الضغوط الدولية، محذراً من أن التراخي في التعامل مع هذا التهديد قد يغير موازين القوى في المنطقة. ورغم انتقاداته الحادة لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، أكد باراك أنه لا يعارض توجيه ضربة عسكرية لإيران، شرط أن تكون رداً مباشراً على تهديد نووي وشيك وفعلي. ولفت إلى أن التأخيرات السابقة التي فرضتها العمليات الإسرائيلية لم توقف المشروع النووي الإيراني، بل وفّرت له سنوات إضافية من التطوير. تعزيز الردع الإقليمي وحول الحرب الجارية في قطاع غزة، وصف باراك أداء نتنياهو في بدايات العمليات العسكرية بأنه "مثير للإعجاب" من ناحية التخطيط والتنفيذ، مشيراً إلى أن ذلك ساهم في تعزيز الردع الإقليمي وثقة الجمهور الإسرائيلي. لكنه لم يُخفِ قلقه من تراجع الثقة في القيادة الإسرائيلية، مؤكداً أن استمرار ما وصفه بـ"الانقلاب القضائي" قد يدفع الشارع الإسرائيلي إلى المطالبة بتغيير جذري في القيادة، مشبّهاً الوضع بما سبق تغيير نيفيل تشامبرلين بتشرشل في بريطانيا عام 1940. كما عبّر عن أمله في أن تمثل العمليات العسكرية الحالية فرصة لفتح صفحة جديدة بشأن قطاع غزة، تؤسس لنظام جديد يُقصي "حماس" عن المشهد، لكنه أكد أن الحرب الجارية كسرت أعراف إسرائيل في خوض الحروب، وأن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في المبادئ الاستراتيجية والأخلاقية للجيش الإسرائيلي. وختم باراك حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل ستتجاوز هذه الحكومة وهذه المرحلة، لكنه لم يُخفِ قلقه من تكلفة الطريق نحو ذلك، سواء في المدى الزمني أو حجم الخسائر المتوقعة على الجانبين.