
روسيا تطلق مئات المسيرات على أوكرانيا وترامب يرسل باتريوت إلى كييف
وحسب بيانات وتصريحات السلطات الأوكرانية اليوم، أسفرت الهجمات الروسية عن مقتل امرأة وإصابة أكثر من 20 شخصا في مناطق متعددة، بينما أدى هجوم صاروخي إلى قطع الكهرباء والمياه في مدينة كريفي ريغ، مسقط رأس الرئيس الأوكراني.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت ما لا يقل عن 400 طائرة مسيرة على أوكرانيا بين أواخر الليلة الماضية وصباح اليوم، بالإضافة إلى صاروخ باليستي من طراز إسكندر أُطلق من شبه جزيرة القرم التي ضمتها.
وأفادت السلطات المحلية بأن هجمات طائرات مسيرة ليلية على مدينة فينيتسا بوسط أوكرانيا أسفرت عن 8 جرحى، بينما أصيب 3 آخرون في هجوم على مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا.
وأفاد مسؤولون محليون بأن الهجمات الروسية على مدينة كريفي ريغ أسفرت عن إصابة 15 شخصًا على الأقل، وتدمير مبنى صناعي، وتعطيل إمدادات الكهرباء والمياه.
وصرح رئيس بلدية المدينة، أوليكساندر فيلكول، على تليغرام، بأن شابًا يبلغ من العمر 17 عامًا كان من بين المصابين.
وكتب يقول "أُصيب الشاب في تجويف البطن. نُقل على الفور إلى المستشفى، وهو في حالة خطرة. والآن يُصارع الأطباء من أجل حياته".
وأضاف "هذا لم يحدث من قبل. صاروخ باليستي و28 صاروخا من طراز "شاهد" في وقت واحد"، في إشارة إلى الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع.
الباتريوت في الطريق
ويأتي القصف بعد يومين من تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات صارمة على روسيا ما لم تتوصل إلى تسوية سلمية في غضون 50 يومًا لإنهاء حربها المستمرة منذ 3 سنوات على أوكرانيا.
وأعلن ترامب أمس الثلاثاء بدء إرسال شحنة أنظمة الدفاع الجوية من طراز باتريوت إلى أوكرانيا من ألمانيا، مضيفا أن الولايات المتحدة ستحصل على ثمنها كاملا.
وأوضح ترامب أن هذه الشحنة تتم بموجب اتفاقية مدعومة من حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأن الدفعات ستسدد إما من خلال الحلف أو من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأول أمس الاثنين، أعلن ترامب في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته أن الجانبين توصلا إلى اتفاق لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستنتج الأسلحة التي سترسل لأوكرانيا وأن حلف الناتو سيغطي تكاليفها، كما توعد برفع الرسوم الجمركية على روسيا بنسبة 100% إن لم تتوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا خلال 50 يوما.
يذكر أن آخر لقاء بين مسؤولين أوكرانيين وروس لإجراء محادثات سلام مباشرة كان قبل أكثر من شهر، ولم يُحدد موعد لاجتماعات أخرى على الرغم من إعلان الكرملين انفتاحه على إجراء مزيد من المحادثات.
وكثفت روسيا حملتها الصيفية على أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار بوساطة واشنطن.
تقدم روسي
وواصل جيشها تقدمه في ساحة المعركة، بينما يقصف أوكرانيا بضربات جوية مشتركة من الطائرات المسيرة والمدفعية والصواريخ.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها اليوم أن القوات الروسية تقترب من المعاقل الشرقية في منطقتي بوكروفسك وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك، وتستولي بشكل منهجي على قرى بالقرب منهما في محاولة لقطع طرق الإمداد الرئيسية وتطويق المدافعين عنها وهو هجوم بطيء بدأ منذ أشهر.
وحسب محللي الوكالة، سيسمح الاستيلاء على هذه المعاقل لروسيا بالتقدم نحو سلوفيانسك وكراماتورسك، مما يمهد الطريق للاستيلاء على منطقة دونيتسك بأكملها.
ويرى المحللون أنه في حالة سيطرة القوات الروسية على تلك المعاقل الأخيرة، فسيفتح ذلك الطريق أمامها للتقدم غربا نحو منطقة العاصمة الإقليمية دنيبروبيتروفسك، وهي مركز صناعي رئيسي يضم ما يقرب من مليون نسمة، على بُعد حوالي 150 كيلومترًا غرب المواقع الروسية.
وحسب المحللين، قد يُلحق امتداد القتال إلى دنيبروبيتروفسك الضرر بالمعنويات الأوكرانية ويمنح الكرملين نفوذًا أكبر في أي مفاوضات.
وفي منطقة لوغانسك المجاورة، تسيطر القوات الأوكرانية على شريحة صغيرة من الأرض، لكن يبدو أن موسكو لم تُعطِ السيطرة عليها أولوية.
ويقول القادة الأوكرانيون إن حجم العمليات الروسية ووتيرتها يشيران إلى أن أي مكاسب تُغير موازين القوى بعيدة المنال، مع تقدم قوات موسكو ببطء وبتكلفة باهظة على قواتها.
وتشعر القوات الأوكرانية المنهكة بالضعف العددي والتسليحي، فهي تعتمد على الطائرات المسيرة لإحباط هجوم موسكو البطيء. ويسهل رصد أي تحركات كبيرة للقوات والأسلحة بواسطة الطائرات المسيرة التي تنتشر بكثرة لدرجة أن كلا الجانبين يستخدمها لتتبع حتى الجنود الأفراد ومهاجمتهم في غضون دقائق.
وكثفت القوات الروسية هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية وأطلقت عددا قياسيا من الطائرات المسيرة الأسبوع الماضي، وهاجم الجيش الأوكراني أيضا أهدافا روسية معظمها مرتبط بمنظومة الطاقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
ترامب والرسائل الخاطئة لأفريقيا
لم تمرّ أسابيع على المواجهة الساخنة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، على خلفية ما أثاره ترامب من مزاعم وجود عمليات قتل (إبادة) يتعرض لها البيض في جنوب أفريقيا، حتى عاد ترامب مجددًا لاستعراض عضلاته أمام خمسة قادة أفارقة، استدعاهم إلى البيت الأبيض، وخاطبهم بطريقة مسيئة ومهينة. وقد كانت المواجهة في البيت الأبيض بين ترامب ورامافوزا، كما أرادها ترامب فيما يبدو، لتصفية حساب مع جنوب أفريقيا، ليس فقط فيما يزعم أنه استهداف للأثرياء البيض من قبل حكومة رامافوزا، وإنما أيضًا بسبب موقف جنوب أفريقيا من العدوان على غزة، وقرارها ملاحقة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وهو قرار شجاع حشد الرأي العام الدولي ضد جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة. موقف جنوب أفريقيا لم يرقَ للإدارة الأميركية التي تشيع فيها الانحيازات المتصهينة، فريقًا وسياسات. تعكس السياسة الخارجية الأميركية الحالية إلى حد كبير مزاج الرئيس ترامب، وهي سياسة لا يمكن توصيفها أو ضبط معالمها، بسبب ما يشوبها من تقلبات ومفاجآت غير متوقعة، مرتبطة بشخصية ترامب، التي تتميز بطابع فريد يتخطى التصنيفات التقليدية. فهو شخصية متمردة على تقاليد المؤسسة وأعرافها، ومتجاوزة للثوابت السياسية التأسيسية في الدبلوماسية والعلاقات الخارجية الأميركية. وتبدو أفريقيا اليوم معنية تمامًا بهذه التقلبات التي تتسم بها السياسة الخارجية الأميركية، والمراجعات والتحولات الكبرى التي يريد ترامب أن يفرضها، ويعيد من خلالها هندسة دبلوماسية جديدة، تقطع مع مرتكزات السياسة الخارجية الأميركية التقليدية. توقع العديد من الخبراء الأميركيين أن تتأثر العلاقات الأميركية الأفريقية وتشهد تحولات مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض. فالسياسة الخارجية الأميركية تجاه أفريقيا، تقوم أساسًا على إستراتيجية "القوة الناعمة"، عبر الدور المتقدم لمؤسسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، لا سيما فيما تلعبه من دور في تحفيز التحولات السياسية، أو المساعدات الإنسانية، أو التنمية الاقتصادية، أو التعاون العسكري AFRICOM – (القيادة الأميركية في أفريقيا). هذه العلاقات الأميركية الأفريقية تبدو اليوم في مهب الريح، مع قرار إدارة ترامب إلغاء مؤسسة (الوكالة الأميركية للتنمية الدولية)، والتوجيه لإنهاء (القيادة الأميركية في أفريقيا)، وأيضًا فرض رسوم على البضائع الأفريقية. قرارات ستكون لها تداعيات كبيرة على بلدان القارة الأفريقية، لا سيما لجهة إرباك فرص التنمية واحتواء التحديات المناخية والأزمات الاجتماعية، والتحديات الأمنية. بيد أن هذا الموقف الأميركي تجاه أفريقيا، والذي عبّر عنه ترامب بشكل فج لدى استقباله الرئيس الجنوب أفريقي، ثم الإهانة التي تعرض لها زعماء خمس دول أفريقية عند استقبالهم من قبل ترامب، يفرضان على بلدان القارة أن تلتقط هذه اللحظة التاريخية من أجل التوقف لتقييم موقعها الدولي، والتحديات التي تواجهها، والفرص المتاحة لبلورة رؤية تأخذ بعين الاعتبار إمكانات هذه القارة ومقدراتها وموقعها، وترسم إستراتيجية متدرجة للاستقلال الإستراتيجي، مستفيدة من مكانتها. أولًا: تملك القارة الأفريقية ثقلًا ديمغرافيًا وازنًا بحوالي 1.4 مليار نسمة (حوالي ربع سكان العالم)، وهي القارة الثانية من حيث عدد السكان على الصعيد العالمي بعد القارة الآسيوية. ولكنها ستكون القارة الأولى الأكثر احتضانًا لليد العاملة؛ بسبب نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا. وتبلغ مساحة أفريقيا أكثر من 30 مليون كيلومتر مربع (حوالي ربع مساحة اليابسة في العالم). وتضم القارة الصحراء الكبرى، ونهر النيل، وسلسلة جبال كبرى، ولها مناخ يتراوح بين الاستوائي والصحراوي. ثانيًا: تزداد الأهمية الاقتصادية لبلدان القارة؛ بسبب ما تحتويه القارة من ثروات طبيعية تكتشف تباعًا، لا سيما ثروات النفط والغاز والذهب والماس والمعادن النادرة، التي باتت اليوم محل تنافس دولي محموم، تحوّل بعضه إلى صراع خفي وحروب غير معلنة. ويحتد التنافس على ثروات القارة من قبل العديد من القوى الكبرى، في ظل الاكتشافات اللافتة للمعادن الثمينة والنادرة في العديد من بلدان القارة. كما تمثل القارة، ولا تزال، واحدة من أبرز مصادر الطاقة في العالم، تعززها اكتشافات جديدة مهمة، سواء في الساحل والغرب الأفريقي، أو في بلدان جنوب القارة. ثالثًا: تضم القارة 54 دولة تشكّل منظمة الاتحاد الأفريقي، وتشغل العضوية في الأمم المتحدة. وهو رقم يمثل وزنًا دبلوماسيًا وسياسيًا معتبرًا في التأثير في تصويت الأمم المتحدة والمؤسسات المنبثقة عنها، على غرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان. وتعمل القوى الكبرى على استمالة الدول الأفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة للتصويت لصالحها ودعم مواقفها، على غرار الولايات المتحدة الأميركية، والصين، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا. كما تتسابق العديد من الدول على الحضور بشكل فاعل، سواء عبر افتتاح سفارات أو قنصليات، أو عبر قمم مع دول القارة. وعُقدت خلال سنوات قليلة قمة أفريقية أميركية، وقمة أفريقية صينية، وقمة أفريقية أوروبية، وقمة أفريقية روسية، وقمة أفريقية تركية، وقمة أفريقية يابانية، وقمة أفريقية سعودية. وتبدي الصين حرصًا على استمالة دول أفريقيا في ملف تايوان، بينما تستميلها روسيا في ملف أوكرانيا منذ سيطرة موسكو على القرم، ومن جهتها تحاول إسرائيل استمالة ما تستطيع منها لصالحها في ملف الصراع العربي الإسرائيلي. ويجري نقاش متجدد اليوم في أروقة الأمم المتحدة حول الإصلاحات الداخلية المطلوبة، وهناك مقترحات بضرورة حصول أفريقيا على عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي. وقد افتكت القارة منذ حوالي عامين العضوية في مجموعة العشرين (G20). وبين 2010 و2016 تم افتتاح 320 سفارة وقنصلية جديدة في أفريقيا، بينها أكثر من 30 لتركيا. وأدت الصين 79 زيارة لأفريقيا خلال عقد من الزمن، بينما يتصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زعماء العالم الأكثر زيارة لبلدان القارة الأفريقية. رابعًا: على المستوى العسكري، فضلًا عن وجود (القيادة الأميركية في أفريقيا)، يتزايد الحضور العسكري الروسي بشكل ملحوظ في العديد من الدول الأفريقية، ويتخذ هذا الحضور الروسي شكلًا رسميًا وآخر غير رسمي، عبر قوات "فاغنر"، التي تقوم بأدوار مختلفة في العديد من الدول الأفريقية، لجهة تقديم دعم لعمل القوات الحكومية، أو تنفيذ مهمات خاصة لحفظ الأمن. وقد تحوّل القرن الأفريقي إلى ميدان للتنافس بين إيران من جهة، ودول خليجية من جهة أخرى. هذا، وتحتفظ الصين بقاعدة عسكرية في جيبوتي وتلعب دورًا رياديًا في حفظ السلام. وتتفوق بكين على بقية القوى العظمى في مبيعات الأسلحة، إذ لها ارتباط عسكري بـ45 دولة، بخلفية حماية استثماراتها التي تتجاوز 200 مليار دولار في القارة. وتحمي الصين تجارتها في القارة التي تمثل خط طريق الحرير الجديد، حيث يقيم في أفريقيا أكثر من مليون صيني. وقد دفعت بكين في 2011 ببارجة حربية إلى أفريقيا في خطوة مثيرة لإجلاء رعاياها من ليبيا بعد اندلاع الثورة في البلاد. هذا، وارتفعت نسبة صادرات السلاح الصيني من 16% إلى 26% بين 2012 و2017. سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه أفريقيا، سواء بإعلان تقليص حضور الولايات المتحدة الأميركية في القارة، أو إهانة زعماء القارة، لا يعكس إدراكًا لمكانة القارة في المشهد الدولي حاضِرًا ومستقبلًا. فهذه القارة التي تمثل ثقلًا ديمغرافيًا معتبرًا (سيتجاوز 2.5 مليار نسمة في 2050)، ودبلوماسيًا وازنًا (54 دولةً أفريقيةً عضوًا في الأمم المتحدة)، واقتصاديًا (ثروات طبيعية وسوق ضخمة)، وإستراتيجيًا (موقع القارة)، لا يمكن التعامل معها باستهتار واعتباطية. فأهمية أفريقيا تزداد بشكل متسارع وعلى مستويات متعددة، ما يجعلها قارّة قادرة على الاستفادة من هذا التنافس والتسابق بين القوى الكبرى عليها، لا سيما إذا ما نجحت في تعميق الإصلاحات داخل منظمة الاتحاد الأفريقي، وبلورة رؤية إستراتيجية؛ لتعزيز مكانة القارة والتمكين لها على الصعيد العالمي. إن دخول أفريقيا الفتية إلى مرحلة جديدة واعدة، وتحوّلها إلى ميدان للتنافس بين القوى الكبرى، يجب ألا يجعلها تسمح بأن يكون هذا التنافس صفريًا، وإنما أن تفرض هذه القارة بمكانتها وإمكاناتها نفسَها قطبًا جاذبًا لمختلف المشاريع التنموية والاستثمارية، التي تنعكس على بلدان القارة استقرارًا سياسيًا، وتنمية اقتصادية، ونهضة شاملة، تطوي صفحة الصورة النمطية الدونية للقارّة القادمة من بعيد.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
مجموعة العشرين تؤكد استقلالية البنوك المركزية في إجماع نادر
في سابقة هي الأولى منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته الثانية، نجح وزراء مالية مجموعة العشرين في التوصل إلى بيان ختامي مشترك خلال اجتماعهم الذي عُقد في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. ووفقًا للبيان الذي نشرته الرئاسة الجنوب أفريقية اليوم الجمعة، فقد أجمعت الدول الأعضاء على ضرورة مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، والتي تشمل استمرار الحروب والنزاعات المسلحة، واشتداد التوترات التجارية، واضطراب سلاسل الإمداد، وارتفاع مستويات الديون، فضلًا عن الكوارث الطبيعية المتكررة، التي تؤثر سلبًا على النمو والاستقرار المالي العالمي واستقرار الأسعار. إجماع نادر وفي خطوة لافتة، أكد البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع أن استقلالية البنوك المركزية تُعد "ضرورية للغاية" لضمان استقرار الأسعار وتنفيذ السياسات النقدية على نحو فعال. وأكدت المجموعة أن "المصارف المركزية ملتزمة بشدة بضمان استقرار الأسعار، بما يتماشى مع صلاحياتها، وستواصل تعديل سياساتها وفقًا للمعطيات الاقتصادية"، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ويُعد هذا الإجماع نادرًا، خصوصًا في ظل الضغوط العلنية المتواصلة التي يمارسها الرئيس الأميركي على رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول ، إذ وصفه مرارًا "بالأحمق" واتهمه بالتقاعس عن خفض الفائدة، بل وهدّد مؤخرًا بإقالته متهمًا إياه "بالاحتيال" بسبب طريقة إدارته لمشروع تجديد مقر البنك المركزي. الغياب الأميركي الرسمي ورغم غياب وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت عن الاجتماع الذي امتد يومين، ومشاركة نائبه مايكل كابلان ممثلًا عن واشنطن، فإن البيان صدر بإجماع الدول الأعضاء، بما فيها الولايات المتحدة، وهو ما يعكس رغبة جماعية في الحفاظ على التوازن النقدي والمالي العالمي، وسط ما وصفه البيان "بحالة متزايدة من عدم اليقين والتحديات المعقدة". ويأتي هذا التوافق تمهيدًا لقمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين المزمع عقدها في مدينة جوهانسبرغ، حيث يتوقع أن يُبنى على هذا الزخم الجديد موقف موحد من القضايا الاقتصادية الكبرى، بما في ذلك إعادة هيكلة الديون العالمية، واستقرار النظام التجاري الدولي. وتضم مجموعة العشرين 19 دولة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، ويمثل أعضاؤها أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مما يجعل قراراتها ذات تأثير بالغ في صياغة التوجهات الاقتصادية الدولية.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
جلال الورغي
الجديد من الكاتب تدفق المحتوى مقالات مقالات, العوامل التي قادت تونس إلى تراجع استثنائي ظلت تونس لعقود طويلة، بفضل دبلوماسيتها النشطة، يُحتفى بها وبصورتها المعتدلة المنفتحة، وينظر إليها دوما كمثال يمكن الاستفادة منه في اجتراح تجارب عربية مماثلة، لم يعد الأمر كذلك الآن. مقال رأي بقلم جلال الورغيجلال الورغي Published On 27/4/202527/4/2025 مقالات مقالات, 5 شروط لتعود الديمقراطية من جديد للعالم تناقش المقالة ركود الديمقراطية عالميًا وتحدياتها في المنطقة العربية، مسلطة الضوء على ضرورات تحرير الديمقراطية من المركزية الغربية والأيديولوجيا والطائفية، والأنانية السياسية، وتأثير اقتصاد السوق. مقال رأي بقلم جلال الورغيجلال الورغي Published On 14/1/202514/1/2025 مقالات مقالات, "الركود الديمقراطي".. نكسة عابرة أم مرض الموت؟ تتصاعد حالة 'الركود الديمقراطي' في العالم، وتتراجع جاذبية الديمقراطية عالميًا بفعل التحديات الداخلية، التدخلات الخارجية، الشعبوية، والانقسامات الأيديولوجية، ما يجعل تجديد المسار الديمقراطي ضرورة. مقال رأي بقلم جلال الورغيجلال الورغي Published On 28/12/202428/12/2024 مقالات مقالات, تونس.. الانقلاب على الجمهورية كان واضحا تماما أن ما حصل في 25 يوليو/تموز 2021 استكمال لمخطط إقليمي ودولي بعضه معلن والآخر خفي، للإجهاز التام على القلعة الأخيرة من قلاع ثورات الربيع العربي، ووقف مسار التحول الديمقراطي. مقال رأي بقلم جلال الورغيجلال الورغي Published On 26/7/202326/7/2023 مقالات مقالات, تركيا بين قرنين (2-2) | "قرن تركيا".. التأسيس الجديد عضوية تركيا في الحلف الأطلسي (الناتو) لم تفرض عليها الانحياز للقوى الغربية المحاربة لروسيا، واختارت بدل ذلك نهجا استقلاليا في خياراتها الخارجية، القائمة على التوازن المستجيب للمصالح الوطنية. مقال رأي بقلم جلال الورغيجلال الورغي Published On 17/7/202317/7/2023 مقالات مقالات, تركيا بين قرنين | (2-1) حسم أردوغان المعركة الانتخابية لحسابه، وخرج أقوى بكثير مما كان عليه قبيل الانتخابات، وخرجت تركيا نفسها أقوى، وهي التي تحولت إلى مركز اهتمام دولي لأيام طويلة. مقال رأي بقلم جلال الورغيجلال الورغي Published On 2/7/20232/7/2023 مقالات مقالات, 12 عاما تمر على اندلاع الانتفاضة التونسية.. والثورة مستمرة لا تزال الثورة حدثا مستمرا وديناميكية لم تنقطع، تؤطر المشهد في تونس إلى اليوم، مشهد لم يفصح بعد عن اتجاهاته النهائية وتداعياته ونتائجه. مقال رأي بقلم جلال الورغيجلال الورغي Published On 21/12/202221/12/2022 مقالات مقالات, خريف الغضب العربي 10 سنوات كان في بداياتها أمل كبير أن المنطقة العربية من محيطها إلى خليجها تدخل مرحلة جديدة عنوانها الإصلاح السياسي، من نظام ديمقراطي وحكم رشيد ونهضة اقتصادية وعدالة اجتماعية، انتهت بخيبة أمل عامة. مقال رأي بقلم جلال الورغيجلال الورغي Published On 1/12/20221/12/2022