logo
غزة مدينة الجوع لا تعرف الخضوع

غزة مدينة الجوع لا تعرف الخضوع

جفرا نيوز٢٨-٠٧-٢٠٢٥
جفرا نيوز -
تصاعدت في الآونة الأخيرة نداءات الاستغاثة من قطاع غزة المنكوب، الذي تفوح منه رائحة الموت ويعاني من الجوع، لكنه يرفض الركوع أو الخنوع ، حتى رغم الحصار ممنوع من الصراخ، لكن المنظمات الدولية والهيئات الأممية الإغاثية لم تستطع أن تتجاهل المشهد، فأطلقت صرخاتها التي هزّت ما تبقى من ضمائر العالم إن وجدت ، هو ما دفع العديد من عواصم القرار إلى إعادة ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى طاولة النقاش والقرار الدولية .
اليوم، بات صوت غزة يعلو ليذكّر العالم بحقيقة المأساة: وضع إنساني كارثي مزرٍ وصل إلى حد المجاعة، وسط الهجمة البربرية الإسرائيلية، التي لا تفرق بين المدنيين الأبرياء من طفل أو امرأة أو شيخ أو جريح.
في ظل هذا الصمت ظهرت صورة مؤثرة للملكة رانيا العبدالله، لفتت الأنظار عالميًا، لامرأة تُمسك طفلها المحتضر جوعًا، وهي تحتضنه بانتظار الموت ليرحمه من ألم الحياة. صورة تحمل في طياتها ألف رسالة والف قصة ، تعبّر عن قسوة الحصار وأهوال الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي حولت غزة إلى ركام تنهشه المجاعة والأمراض.
هي رسالة صامتة للعالم المتخم المترف الذي لا يعرف ماذا يعني انقطاع الكهرباء عن أجهزة الأوكسجين، أو كيف تموت امرأة حبلى وقد جف حليبها ، لا تجد ما ترضعه لطفلها الذي ما زال متصل بحبلها السري ، أو لمريض جرعة غسيل كلى لا تصل.
غزة اليوم لن تموت، بل تصنع الحياة بالمقاومة، وتقدّم درسًا أخلاقيًا وإنسانيًا وسياسيًا في مواجهة مشاريع الإذلال والتجويع والخضوع.
لكن، خلف هذا المشهد المأساوي، عجلة السياسة هناك تتحرك. التصريحات الصادرة من واشنطن وتل أبيب حول «مفاوضات إنهاء الحرب» تبدو جزءًا من استراتيجية إلهاء، تهدف إلى كسب الوقت، وإعادة ترتيب المسرح وفق أجندة تستهدف الضفة الغربية، لا غزة فقط.
الاحتلال لا يستهدف الجغرافيا فقط، بل يسعى إلى محو ديمغرافيا الإنسان الفلسطيني. ويسعى من خلال سياسة التجويع والعقوبات، لفرض تسويات تفرّغ الأرض من سكانها والسيطرة على الموارد ، لهذا يفرض هندسة حدود ميدانية تخدم مخططاته في الضفة وغزة على السواء.
السيناريو الأكثر تفاؤلا ، للأسف، ليس سوى حكم محلي منزوع الدسم ، تابع، يعيش على هامش قرارات تل أبيب، مقابل تنازلات تضمن بقاء القطاع في صيغة «إدارة داخلية» تحكم المدن، مقابل تفريغ الريف والمناطق الحدودية.
وسط هذه الصورة، تبقى غزة علامة أسطورية فارقة مخالفة لقوانين الفيزياء الحيوية
في زمن الموت، غزة تختار الحياة، في زمن الركوع، رغم الجوع.
-رسالة إلى من هم في ميدان الخنادق أو على طاولة التفاوض داخل الفنادق:
ما قمتم به هو حق مشروع، ودفاع بطولي عن الأرض والكرامة. ولكن، وفي ظل ما نعيشه من مجازر جماعية، واختلال في موازين القوى لا بد من شجاعة سياسية توقف هذا النزيف ، حيث من الشجاعة احيانا أن لا نموت .
آن الأوان على حركة حماس أن تتحمل مسؤولياتها السياسية، وتوظف نضالها العسكري في خدمة الهدف السياسي الصحيح، خاصة ان قنوات الاتصال مفتوحة مع الولايات المتحدة ، الداعم الرئيسي لهذا العدوان ، آن الأوان لتحويل هذه القنوات إلى أدوات لوقف القتل، بدل الاكتفاء بالمواقف والبيانات.
في المقابل، غير مقبول من بعض الأطراف المشبوهة تحميل المسؤولية للأردن ، في إيقاف حرب لم يبدأها أو يكن طرفا فيها ، لكنه لم يدخر جهدًا في الإغاثة ودعم القطاع من بدايه العدوان عليه ، وآخرها قوافل الإمداد الميدانية. بعض الأصوات المشككة ذات الأجندة تسعى لتشويه وإضعاف دوره ، لأنها تدرك مدى قوة تأثيره في الحالة الجارية لأسباب عدة : موقعه الجيوسياسي وأهميته، ملف اللاجئين وحق العودة ، الوصاية الهاشمية على المقدسات .
كلها اوراق سياسية قادرة على إفشال مخططات الطرف الإسرائيلي الديني المتطرف الماثلة بتهديدات اطماع التوسعة وهواجس الهجرة القسرية لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن.
أيضا مطلوب مشروع سياسي وطني فلسطيني جامع يعيد اللحمة الوطنية، ويضع حدا للانقسام المدمر.
الاستمرار في الانقسام لن يخدم سوى إسرائيل، ويقدم رفاهية آنية لقيادات منقسمة يقابله وضع الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة في مواجهة مخاطر الموت على السواء.
ختامًا نعم، الاحتلال الصهيوني هو المسؤول الأول عن هذه المذبحة، ومعه الحليف الأمريكي.
لكن رفع هذه المأساة يتطلب قرارات استراتيجية، وخفض اسقف سياسية مؤقتة ، لدرء الخطر الأكبر: الإبادة الديمغرافية ، وهذا لا يعني بقبول املاءات الصهيوامريكي بالمطلق .
إن فشل جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية محايدة سيؤدي إلى انفجار أوسع، قد يمتد ليشعل الإقليم بأكمله.
كما حذّر الملك عبد الله الثاني مرارًا: «المنطقة على صفيح ساخن، والشعوب باتت تتململ وقد تنفجر».
من لا يقرأ عليه أن يبدأ إعادة القراءة ومن لا يفكر فليتعلم . المرحلة تتطلب وعيا وتفكيرًا استراتيجيا ديناميكيا مرنًا، يُوازن بين الثوابت والمصالح، ويؤسس لخارطة طريق تحرر الأرض وتحمي الإنسان، وتعيد للأمة دورها التاريخي.
اليوم، لا نملك رفاهية الخيارات ، لكننا نملك إرادة البقاء، والصمود في صراع الوجود وهذا كاف بالحد الأدنى في هذه المرحلة الحرجة لاستيعاب ما هو آت.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلوفينيا تحظر الواردات من الأراضي المحتلة
سلوفينيا تحظر الواردات من الأراضي المحتلة

عمون

timeمنذ 40 دقائق

  • عمون

سلوفينيا تحظر الواردات من الأراضي المحتلة

عمون - ذكرت حكومة سلوفينيا، في بيان اليوم الأربعاء، أنها فرضت حظراً على استيراد السلع المنتجة في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، كما وافقت على حزمة مساعدات إضافية للفلسطينيين في غزة. وجاء في البيان المنشور على موقع الحكومة على الإنترنت: «حظرت الحكومة اليوم استيراد السلع الواردة من مناشئ في مستوطنات بالأراضي المحتلة، وكذلك الالتفاف على القيود المفروضة على هذه الواردات». ولم يحدد البيان ما إذا كان الحظر يشير إلى جميع السلع المنتجة في الأراضي أو السلع الإسرائيلية فقط. كما أصدرت الحكومة تعليمات للوزارات المختصة للنظر في حظر تصدير البضائع من سلوفينيا المخصصة لهذه المناطق التي تحتلها إسرائيل. وقال رئيس الوزراء روبرت جولوب، في بيان نقلته وكالة الأنباء السلوفينية، إن «تصرفات الحكومة الإسرائيلية، ومنها بناء المستوطنات غير القانونية، وعمليات المصادرة والتهجير القسري للسكان الفلسطينيين وتدمير منازلهم... تشكل انتهاكات خطيرة ومتكررة للقانون الإنساني الدولي». وأضاف: «هذه الأعمال لا تهدد حياة السكان الفلسطينيين وكرامتهم فحسب، وإنما تهدد أسس النظام الدولي». وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن حجم السلع المتأثرة بالحظر محدود للغاية، إذ لم يصل إلى ألفي يورو (2327.60 دولار) في 2023. ويعد المجتمع الدولي في معظمه المستوطنات غير قانونية، بينما تراها الحكومة الإسرائيلية مشروعة بموجب قوانينها، في حين تقول إن بعض ما يسمى «البؤر الاستيطانية» غير قانونية ولكن غالباً ما تغض الطرف عنها، بل وتقننها أحياناً في وقت لاحق. وأعلنت الحكومة السلوفينية، اليوم (الأربعاء)، أيضاً أنها ستقدم مساعدات مادية في شكل أغذية وبطانيات، تقدر قيمتها بنحو 879 ألفاً و490 يورو للفلسطينيين المتضررين من الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة. وكانت سلوفينيا قد اعترفت بدولة فلسطينية في يونيو (حزيران) من العام الماضي، بعد إسبانيا وآيرلندا والنرويج. وفرضت سلوفينيا، الأسبوع الماضي، حظراً على الصادرات والواردات ومرور الأسلحة عبرها إلى إسرائيل، وذلك بعد أسبوعين من إعلانها وزيرين إسرائيليين شخصين غير مرغوب فيهما. الشرق الأوسط

سموتريتش: لا يهمني سكان غزة وآمل باحتلالها الكامل غدًا
سموتريتش: لا يهمني سكان غزة وآمل باحتلالها الكامل غدًا

سرايا الإخبارية

timeمنذ 40 دقائق

  • سرايا الإخبارية

سموتريتش: لا يهمني سكان غزة وآمل باحتلالها الكامل غدًا

سرايا - أطلق وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، سلسلة تصريحات عدائية، قال فيها إن "سكان غزة لا يهمونه"، مؤكدًا أن هدفه هو خنق حركة حماس اقتصاديًا ومنعها من الحصول على أي مساعدات إنسانية. وفي حديثه عن الأوضاع المالية، أعلن سموتريتش أن تكلفة الحرب على قطاع غزة تجاوزت حتى الآن 300 مليار شيكل (نحو 81 مليار دولار أمريكي)، مشيرًا إلى أنه يعمل على إعداد ميزانية بديلة لتمويل المساعدات بنفسه، في حال اضطرت حكومة الاحتلال لمنع دخول الشاحنات التي قد تصل إلى حماس. وأضاف: "آمل أن نتخذ غدًا قرارًا بشن هجوم شامل على قطاع غزة واحتلاله بالكامل، بهدف القضاء على حماس عسكريًا". وفيما يخص المواقف الدولية، قال سموتريتش إن أوروبا وحماس واليسار الإسرائيلي يمارسون ضغوطًا كبيرة لوقف الحرب، لكنه أكد أنه يبذل كل ما في وسعه لحسمها وإنهائها بالقوة.

بريطانيا ترفض الانتقادات بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية مكافأة لحماس
بريطانيا ترفض الانتقادات بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية مكافأة لحماس

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

بريطانيا ترفض الانتقادات بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية مكافأة لحماس

رفضت بريطانيا، يوم الأربعاء، الانتقادات التي تقول إنها تكافئ حركة حماس المسلحة من خلال إعلانها خططًا للاعتراف بدولة فلسطينية، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات لتحسين الوضع في غزة والتوصل إلى السلام. اضافة اعلان وكانت مشاهد الأطفال الهزال في غزة قد صدمت العالم في الأيام الأخيرة، وفي يوم الثلاثاء، حذر مراقب الجوع من أن السيناريو الأسوأ – المجاعة – آخذ في التحقق، داعيًا إلى تحرك فوري لتجنّب وفاة جماعية. وأدى إنذار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي حدد مهلة حتى سبتمبر أمام إسرائيل، إلى توبيخ فوري من نظيره في القدس، الذي قال إن هذا القرار يكافئ حماس عقب أحداث أكتوبر 2023. من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه لا يعتقد أن "حماس يجب أن تُكافأ" من خلال الاعتراف باستقلال فلسطين. الرد البريطاني: الأمر لا يتعلق بحماس ورداً على هذه الانتقادات، قالت وزيرة النقل البريطانية هايدي ألكسندر – التي كلفتها الحكومة بالرد على استفسارات الإعلام يوم الأربعاء – إن هذا التصوير غير دقيق لما تخطط له بريطانيا. وقالت لإذاعة LBC:"هذا ليس مكافأة لحماس. حماس تنظيم إرهابي بغيض ارتكب فظائع مروعة. الأمر يتعلق بالشعب الفلسطيني، بالأطفال الذين نراهم في غزة يموتون جوعًا". وأضافت:"علينا أن نزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لرفع القيود والسماح بدخول المساعدات إلى غزة". فرنسا تتخذ خطوة مماثلة كانت فرنسا قد أعلنت الأسبوع الماضي نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر.وقد أعلنت حكومات بريطانية متعاقبة أنها ستعترف بدولة فلسطين عندما يكون ذلك أكثر فعالية. وفي خطاب تلفزيوني يوم الثلاثاء، قال ستارمر إن هذه اللحظة قد حانت، مشيرًا إلى معاناة سكان غزة، محذرًا من أن احتمال قيام حل الدولتين – دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل – بات مهددًا. وأوضح أن بريطانيا ستُقدم على هذه الخطوة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات فعلية، وتشمل السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، والإعلان بوضوح عن رفض ضم الضفة الغربية، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تفضي إلى حل الدولتين، نقلا عن رويترز.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store