
أي مصير سيؤول إليه مقترح "ويتكوف" لوقف إطلاق النار في غزة؟
لا أحد يعرف حتى الآن، إلى أين سيؤول مصير مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لوقف إطلاق النار في غزة، وكان كثيرون قد تفاءلوا بقرب إيجاد نهاية، للحرب الدائرة في غزة، بعد قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة 30 أيار/ مايو، إن "الهدنة في غزة باتت قريبة جدا".
غير أن القلق والغموض، عادا ليلفا الموقف من جديد، بعد أن أعلن ويتكوف نفسه مساء السبت 31 أيار/مايو، أن الرد الذي تسلمه، من حركة حماس على مقترحه "غير مقبول بتاتا"، وذلك بعدما أعلنت الحركة تسليم ردها للوسطاء، بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار.
وكتب ستيف ويتكوف على منصة إكس عن رد حماس "إنه غير مقبول على الإطلاق ويعيدنا إلى الوراء، على حماس أن تقبل بالاقتراح الذي قدمناه كأساس لإجراء مفاوضات يمكن ان نبدأها اعتبارا من الأسبوع المقبل"، وقد سارعت الحكومة الإسرائيلية بعدها، إلى ترديد ما قاله ويتكوف، إذ قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن "رد حماس غير مقبول ويعيد الوضع إلى الوراء".
ماذا تريد حماس؟
وكانت حماس قد قالت قبيل تسليمها الرد على المقترح، إنها سلمت ردها إلى الوسطاء "بعد إجراء جولة مشاورات وطنية وانطلاقا من مسؤوليتنا العالية تجاه شعبنا ومعاناته" بما يحقق "وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا شاملا من قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات إلى شعبنا وأهلنا في القطاع".
ونقلت وكالة رويترز للأنباء، عن مسؤول فلسطيني مُطلع على المحادثات، قولَه إن من بين التعديلات التي تسعى حماس لإدخالها، على مقترح ويتكوف، إطلاق سراح الرهائن على 3 مراحل خلال الهدنة التي تستمر 60 يوما، وتوزيع المزيد من المساعدات في مختلف المناطق، وأضاف المسؤول أن حماس، تريد أيضا ضمانات بأن الاتفاق سيؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ونقلت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن رد حماس هو "محاولة لفرض إنهاء الحرب". في حين ذكر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، أن حماس تطالب بضمانات قوية، بأن الهدنة المؤقتة، ستؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن إسرائيل لن تستأنف القتال من جانب واحد، كما حدث في مارس الماضي.
من جانبها نقلت وكالة رويترز، عن القيادي في حركة حماس باسم نعيم، قوله "نحن لم نرفض مقترح السيد ويتكوف. نحن توافقنا مع السيد ويتكوف على مقترح، وأعتبرناه مقبولا كمقترح للتفاوض، وجاءنا برد الطرف الآخر عليه، وكان لا يتفق مع أي بند مما توافقنا عليه".
وتابع نعيم "مع ذلك، تعاملنا بإيجابية، ومسؤولية عالية، ورددنا عليه بما يحقق تطلعات شعبنا. لماذا يُعتبر الرد الإسرائيلي هو الرد الوحيد للتفاوض عليه؟ فهذا يخالف النزاهة والعدالة في الوساطة، ويشكل انحيازا كاملا للطرف الآخر".
مخاوف فلسطينية
وتأتي كل تلك التطورات، في وقت أطلق فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس تحذيرات، طالب فيها حماس بالقبول بالاقتراح الأمريكي ،وإطلاق سراح الرهائن، أو مواجهة "القضاء عليها".
وتخلص قراءة تصريحات لمسؤولين عدة، في حماس مخاوف من حالة من التماهي، بين الموقفين الإسرائيلي والأمريكي، فيما يتعلق بالرؤية المتعلقة بحل النزاع في غزة، ومن أن الرؤية الواحدة للجانبين الإسرائيلي والأمريكي، تتضمن عودة إسرائيل لحربها على غزة وبصورة أكثر شراسةـ بعد انتهاء وقف إطلاق النار، المحدد بـ 60 يوما، وبعد أن تكون إسرائيل قد أتمت استعادة رهائنها.
وكانت تامي بروس المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، قد قالت في تصريحات خاصة لشبكة (فوكس نيوز) الأمريكية، إن تركيز ترامب والمبعوث الخاص ستيفن ويتكوف، ينصبّ على إنهاء ما وصفته بـ"المذبحة" في قطاع غزة، معربةً عن الحاجة الملحّة، لزيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصَرين.
غير أن المتحدثة كشفت في نفس الوقت، عن أن موقف ترامب ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، واضح بشأن حماس، مشدّدة على أن "حماس لا يمكن أن تستمر في الوجود". كما أشارت إلى أن استمرار الأزمة يعود إلى رفض الحركة نزع سلاحها، وهو ما يعقّد الجهود الدولية لإنهاء الصراع.
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 02 حزيران/ يونيو
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
خرق متبادل يشعل الحرب التجارية بين أميركا والصين... والأسواق تعود للهبوط
عادت التهديدات بالردود الانتقامية إلى الواجهة بين الصين و الولايات المتحدة الأميركية ، بعدما اتهم كل طرف الآخر بخرق الهدنة التجارية التي جرى التوصل إليها قبل نحو ثلاثة أسابيع، ومنحت الشركات والمستهلكين وأسواق المال على حد سواء "راحة مؤقتة"، أملاً في التوصل إلى تسوية تبعد شبح الركود والخسائر التي تلتهمها حرب تجارية عالمية. واتهمت الصين أميركا بانتهاك الاتفاق التجاري الأخير بينهما، وتوعّدت باتخاذ تدابير للدفاع عن مصالحها، الأمر الذي قلص احتمال إجراء مكالمة وشيكة بين زعيمي البلدين، والتي يأمل دونالد ترامب أن تسهم في دفع المحادثات الثنائية إلى الأمام. وفي بيان صدر، أمس الاثنين، نددت وزارة التجارة الصينية بتصريحات ترامب التي اتهم فيها بكين بخرق الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في جنيف بسويسرا في مايو/ أيار الماضي. وهددت هذه التوترات بإعادة خلط أوراق العلاقات التجارية بين الجانبين، رغم إعلان ترامب، يوم الجمعة الماضي، عن أمله في التحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، فيما توقع المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، أن تُجرى المكالمة هذا الأسبوع. اتهمت بكين واشنطن بفرض قيود تمييزية من جانب واحد، من بينها إرشادات جديدة للحد من تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، وقيود على مبيعات برامج تصميم الشرائح الإلكترونية إلى الصين، بالإضافة إلى سحب تأشيرات الطلبة الصينيين. وقالت الوزارة: "إذا أصرت الولايات المتحدة على المضي في نهجها، وأصرت على الإضرار بمصالح الصين، فإننا سنواصل اتخاذ إجراءات حازمة وقوية لحماية حقوقنا ومصالحنا المشروعة". ويعيد هذا التصعيد التوتر إلى الواجهة مجدداً بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد نحو ثلاثة أسابيع من التهدئة في ملف الرسوم الجمركية. وكانت إدارة ترامب قد أعلنت الأسبوع الماضي عزمها على البدء في إلغاء تأشيرات الطلبة الصينيين، إلى جانب خطوات للحد من بيع برامج تصميم الرقائق إلى الصين، كما منعت تصدير قطع غيار حيوية ومحركات طائرات أميركية الصنع إلى الصين، وفقاً لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز. لم يوضح ترامب تفاصيل اتهامه لبكين بخرق الهدنة الجمركية في تصريحاته، يوم الجمعة الماضي، لكن ممثل التجارة الأميركي جيميسون غرير، أعرب عن استيائه من أن الصين لم تسرع في تصدير المعادن الحيوية اللازمة للإلكترونيات المتقدمة. وفي بيانها، قالت وزارة التجارة الصينية إنها "ترفض بشكل قاطع هذه الاتهامات التي لا أساس لها"، مشيرة إلى أن الصين طبقت التفاهمات بدقة. اقتصاد دولي التحديثات الحية تعليق الحرب التجارية... الصين وأميركا تتفقان على خفض كبير للرسوم جاءت تصريحات ترامب بعد يوم واحد من إعلان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أن المحادثات التجارية مع الصين وصلت إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن إجراء مكالمة بين ترامب وشي قد يكون ضرورياً لكسر الجمود. وكانت إدارة ترامب قد فرضت في إبريل/ نيسان الماضي رسوماً جمركية بنسبة 145% على البضائع القادمة من الصين، ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، لترد الصين بفرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 125%، ليتوصل بعدها الطرفان إلى هدنة جمركية، حيث أعلنا في 12 مايو الماضي عن اتفاقهما على خفض الرسوم بنسبة 115% لمدة 90 يوماً، لتصبح 30% على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة و10% على السلع الأميركية المتجهة إلى الصين، وذلك في إطار رغبة الجانبين في منح الشركات والمستهلكين الذين يعانون من حالة عدم اليقين وخطر ارتفاع الأسعار نتيجة الحرب التجارية راحة مؤقتة. وتراجعت الأسهم الصينية المتداولة في بورصة هونغ كونغ، أمس، على ضوء تصاعد التوترات التجارية مجدداً. وانخفض مؤشر "هانغ سنغ" للشركات الصينية بما يصل إلى 2.9%، مسجلاً أكبر تراجع له منذ أكثر من ستة أسابيع، متأثراً بخسائر أسهم شركات التكنولوجيا والسيارات الكهربائية. وجاء أداء المؤشر دون نظرائه في آسيا، إذ هبط مؤشر "إم إس سي آي" لدول آسيا والمحيط الهادئ 0.8%. قيود أميركية جديدة على الرقائق الإلكترونية وأسهمت خطط إدارة ترامب لتوسيع القيود المفروضة على قطاع التكنولوجيا في الصين، وفرض قيود على تأشيرات الطلاب الصينيين، في زيادة مخاوف المستثمرين. وقال بيلي ليونغ، خبير الاستثمار لدى شركة "غلوبال إكس إي تي إف إس" في سيدني، إن ضعف أداء الأسهم الصينية "يعكس تصاعد الضغوط والمخاوف مثل القيود الجديدة على الرقائق الإلكترونية". وأضاف ليونغ في تصريح لوكالة بلومبيرغ الأميركية: "على المدى القريب، ربما تُبقي حالة عدم اليقين التجاري، وضعف سوق العقارات، والضغوط على السيولة في يونيو/حزيران الجاري تدفقات المستثمرين الأجانب عند مستويات منخفضة". ورغم موجة التراجع الأخيرة، لا تزال مؤشرات الأسهم الصينية في الأسواق الخارجية من بين الأفضل أداء على مستوى العالم منذ بداية العام الجاري، بدعم من آمال تحفيز داخلي إضافي، وتفاؤل مدفوع بالذكاء الاصطناعي، إثر الإنجاز الذي حققته شركة "ديب سيك" الناشئة. وسجل كل من مؤشر "إتش إس سي إي آي" ومؤشر "هانغ سنغ" ارتفاعاً بأكثر من 12% منذ بداية العام الحالي، ليتفوقا على مكاسب 6.7% حققها مؤشر "إم إس سي آي" لدول آسيا والمحيط الهادئ. في الوقت نفسه، تُثير موجة من عمليات الإدراج التي تقوم بها شركات صينية في هونغ كونغ توقعات بأن تُسهم هذه الطروح في تعزيز صعود السوق الأوسع نطاقاً بوتيرة أكبر. وعلى صعيد سوق المال الأميركية، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي، و"ستاندرد آند بورز 500"، وناسداك 100 بنسبة 0.4% أو أكثر، أمس، في أول يوم تداول من شهر يونيو الحالي. وفي مايو الماضي، حققت الأسهم الأميركية أفضل أداء شهري لها منذ عام 2023، على ضوء الهدنة التجارية مع الصين. اقتصاد دولي التحديثات الحية الحرب التجارية الكبرى: ترامب يركّز ضرباته على الصين لتقليص العجز لكن الرئيس الأميركي كثيراً ما يقلل من تداعيات حرب الرسوم الجمركية التي يشنها على الصين على سوق المال في بلاده. وسلّط ترامب الضوء، يوم الجمعة، على تقرير أظهر انكماش عجز تجارة السلع بشكل ملحوظ في إبريل الماضي، حيث انخفض بنحو 75 مليار دولار عن مستويات مارس/ آذار. ويُرجّح أن يكون ذلك قد حدث لأن الشركات توقفت عن استيراد كميات كبيرة من السلع أثناء سريان الرسوم الجمركية. ففي وقت سابق من هذا العام، كانت الشركات تُخزّن المنتجات تحسباً للرسوم. وقد فرض تصعيد الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة على الشركات والمستهلكين الأميركيين، الذين اعتمدوا لعقود على تجارة مفتوحة إلى حد كبير بين البلدين. وقد أدت الحرب التجارية وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية إلى فرض رسوم مفاجئة، وانخفاض الشحنات من الصين، وتباطؤ إنفاق المستهلكين، في حين كانت العائلات الأميركية تنتظر لمعرفة كيف ستتطور حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم الجمركية. ورغم تراجع العجز التجاري الأميركي مع الصين كثيراً منذ أن بدأ ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017 ـ 2021) في فرض رسوم جمركية كبيرة على السلع الصينية واستمرارها خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، إلا أن العجز لا يزال عند مستويات مرتفعة، حيث بلغ 295.4 مليار دولار في العام الماضي 2024، بزيادة قدرها 5.8% عن عام 2023. وكان العجز قد بلغ مستوى قياسياً عند 418 مليار دولار في 2018، وفق البيانات الأميركية. أضرار صناعية وتجارية لاقتصادات آسيوية وأظهرت مؤشرات اقتصادية في العديد من الدول الآسيوية تضرر الصناعة والتجارة فيها بسبب الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وفي فيتنام، تراجعت طلبات التصدير الجديدة في مايو الماضي للشهر السابع على التوالي، فيما انخفضت تكاليف المدخلات لأول مرة منذ نحو عامين، حسب بيانات مؤسسة "ستاندرد آند بورز غلوبال" الصادرة، أمس. وفي تايوان، انخفض الإنتاج ومبيعات التصدير الجديدة للشهر الثاني على التوالي، وسجلت إندونيسيا أكبر تراجع في الطلبات الجديدة منذ أغسطس/ آب 2021، كما شهدت المصانع الكورية الجنوبية أكبر انخفاض في الإنتاج منذ نحو ثلاث سنوات. اقتصاد دولي التحديثات الحية الصين تسعى لتفادي الحرب التجارية مع أميركا سجلت فيتنام وإندونيسيا وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية انكماشاً في النشاط العام، مع بقاء مؤشر مديري المشتريات دون مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش. أما في الفيليبين، فقد استمر النمو لكن بوتيرة أبطأ. وتعكس هذه الأرقام حالة الضبابية المستمرة في ظل حملة الرسوم الجمركية التي يقودها ترامب، والطبيعة المتقلبة للسياسات التجارية الأميركية. وقال محافظ بنك كوريا المركزي، ري تشانغ ـ يونغ، إن نتائج المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيكون لها تأثير على جميع اقتصادات آسيا، مشيراً إلى أن هذه الأهمية تتعدى العلاقات الثنائية بين الطرفين. وأضاف محافظ المركزي، أمس، وفق "بلومبيرغ": "عندما نقيس فعلياً تأثير الرسوم الجمركية الأميركية علينا، فإن التأثير غير المباشر عبر الصين يُعد بالغ الأهمية لأننا مرتبطون بها بشدة من خلال سلاسل التوريد". في الأثناء عقدت حكومة كوريا الجنوبية، اجتماعاً طارئاً مع كبرى شركات صناعة الصلب المحلية، أمس الاثنين، لمناقشة تأثير خطة الولايات المتحدة لمضاعفة رسومها على جميع واردات الصلب إلى 50% في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حسبما أفادت وزارة الصناعة. وحضر الاجتماع، الذي استضافته وزارة التجارة والصناعة والطاقة، مسؤولون من مجموعة "بوسكو" وشركة "هيونداي ستيل" وغيرها من شركات الصلب الكبرى في البلاد، وفقاً لما نقلت وكالة يونهاب الكورية للأنباء عن مسؤولين في الوزارة. وفي مايو الماضي، انخفضت صادرات كوريا الجنوبية من الصلب بنسبة 12.4% على أساس سنوي لتصل إلى 2.6 مليار دولار، مع انخفاض الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 20.6% خلال الفترة المذكورة.


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
ترامب: لن نسمح لإيران بأيّ تخصيب لليورانيوم
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاثنين أنّ أيّ اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران لن يسمح للجمهورية الإسلامية "بأيّ تخصيب لليورانيوم ". وكتب الرئيس الجمهوري على منصّته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي "بموجب اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم!"، في رسالة جازمة تأتي بعدما أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري بأنّ آخر اقتراح قدّمته واشنطن لطهران السبت يسمح للإيرانيين بتخصيب محدود لليورانيوم، وهو أمر لطالما رفضته إدارة ترامب. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، قد أعلن السبت، استلام بلاده بنود مقترح أميركي يهدف إلى التوصل لاتفاق نووي بين طهران وواشنطن. وفي منشور عبر منصة إكس، قال عراقجي، إن وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، سلّم الجانب الإيراني بنود المقترح خلال زيارته طهران. ونقل "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين، قولهما إن الاقتراح الأميركي يُقدّم مسارًا أوضح للتوصل إلى اتفاق. وأضاف الموقع أن البيت الأبيض لم ينكر أيًّا من تفاصيل الاقتراح الذي وصفه المصدران المطلعان. وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت: "أوضح الرئيس ترامب أن إيران لن تتمكن أبدًا من امتلاك قنبلة نووية. وقد أرسل المبعوث الخاص (ستيف) ويتكوف اقتراحًا مفصلًا ومقبولًا للنظام الإيراني، ومن مصلحته قبوله. واحترامًا للاتفاق الجاري، لن تُعلق الإدارة على تفاصيل الاقتراح لوسائل الإعلام". وبحسب ما ذكره الموقع، يصف الاقتراح الذي قدمه ويتكوف يوم السبت "أفكارًا أولية" ستُناقش في الجولة القادمة من المحادثات. وبموجب الاقتراح، لن يُسمح لإيران ببناء أي منشآت تخصيب جديدة، ويجب عليها "تفكيك البنية التحتية الحيوية لتحويل ومعالجة اليورانيوم". وينص الاقتراح أيضًا على وجوب توقف إيران عن إجراء أبحاث وتطوير جديد لأجهزة الطرد المركزي المعنية بتخصيب اليورانيوم. وأُجريت حتى اليوم خمس جولات تفاوضية لإحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأميركية بوساطة عُمانية، وفي الجولة الأخيرة، التي انعقدت في 23 مايو/أيار الجاري، قدّم البوسعيدي مقترحات للمفاوضَين الإيراني والأميركي لتقريب وجهات النظر بينهما حول القضايا الخلافية، وأبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم التي ترفض طهران إيقافها باعتبارها خطًّا أحمر، فيما تصرّ الولايات المتحدة على ضرورة تخلّي إيران عن ذلك. أخبار التحديثات الحية وزير الخارجية الإيراني: وقف تخصيب اليورانيوم قبول بالهيمنة الأميركية وتُعد المحادثات، التي بدأت في إبريل/نيسان الفائت، الاتصال الأعلى مستوى بين البلدين منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 خلال ولاية ترامب الأولى رئيسًا للولايات المتحدة. ومنذ عودته إلى منصبه، استأنف ترامب ممارسة "الضغوط القصوى" على إيران، إذ دعم إجراء محادثات، لكنه حذر من أنه قد يلجأ إلى عمل عسكري في حال فشلت الدبلوماسية. (العربي الجديد، فرانس برس)


القدس العربي
منذ 7 ساعات
- القدس العربي
كيف تغير التكنولوجيا استراتيجيات الحرب وأدواتها؟
يدلل هجوم المسيرات الأوكراني الأخير على المطارات الروسية على التحولات الجذرية التي تدخلها التكنولوجيا المتقدمة على الحرب واستراتيجياتها وأدواتها. فبعملية استخباراتية جريئة، أدخل الأوكرانيون في شاحنات نقل عديد المسيرات إلى الأراضي الروسية، وتجاوزوا بذلك خطوط الدفاع الجوي التي عادة ما تعمل لرصد وإسقاط الأجسام المعادية على الحدود وعلى مسافات بعيدة عن المواقع الحيوية، ثم أطلقوها ومن مسافات قريبة بحمولتها المتفجرة لمهاجمة المقاتلات والقاذفات الروسية الرابضة في المطارات فدمروا وأعطبوا 40 وأظهروا قدرتهم على نقل العمليات العسكرية إلى العمق الروسي. وبينما تقترب الخسائر المادية لروسيا، وفقا للتقديرات الأولية، وبسبب التكلفة الباهظة للمقاتلات والقاذفات من 7 مليارات دولار أمريكي، لم يتحمل الطرف الأوكراني الكثير نظرا للكلفة المحدودة للمسيرات والتي باتت تستخدم على نحو يومي في الحرب بين البلدين. بذلك تكون التكنولوجيا المتقدمة، والتي تطورت معها المسيرات كسلاح جوي فعال وفتاك، قد قدمت للبلد الأصغر والأضعف عسكريا في الحرب الروسية-الأوكرانية الفرصة لتجاوز اختلال موازين القوة وتوظيف أداة رخيصة الثمن لتدمير أسلحة باهظة الكلفة وتغيير معادلة العمق الروسي الذي لا يمس في مقابل الأراضي الأوكرانية المستباحة. فقد مكنت التكنولوجيا، ومعها بالقطع الكفاءة الاستخباراتية، أوكرانيا من توجيه ضربة مؤلمة لروسيا في مطاراتها الواقعة في العمق السيبيري. القوة المفرطة التي تمكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الدول من الاستحواذ عليها تغري بالتوسع في الحروب والصراعات العسكرية وإطالة أمدها وبالمثل، تغير التكنولوجيا المتقدمة من معادلات استراتيجية أخرى وتعيد ترتيب أهمية الأدوات العسكرية المستخدمة في الحروب بين البلدان وتزيد في جميع الأحوال من قدراتها التدميرية. ليست تكنولوجيا الحرب في القرن الحادي والعشرين تكنولوجيا أقل دموية من سابقاتها، بل على العكس فهي تنشر الدماء والدمار على نحو أوسع نظرا للكلفة المحدودة لأدوات كالمسيرات التي يستخدمها الأوكرانيون في أوروبا ودول كإسرائيل وإيران في الشرق الأوسط وحركات اللادولة كالحوثيين وتسمح للأطراف الأضعف في معادلات القوة من تجاوز اختلال القدرات العسكرية بتوجيه ضربات من نوعية هجوم المسيرات الأوكراني أو من نوعية المسيرات والصواريخ التي يطلقها الحوثيون. ولا يقل عن هذا الأمر خطورة ما ترتبه استخدامات الذكاء الاصطناعي فيما خص الحروب والصراعات العسكرية. فقد تطورت قدرات كرصد وتحديد مواقع ومهاجمة العناصر البشرية والمقومات المادية للدول وحركات اللادولة، على النحو الذي أظهرته ضربات إسرائيل المتتالية ضد إيران وحركة حماس وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن. هنا أيضا لا يرادف التقدم التكنولوجي التراجع في خرائط الدماء والدمار الناجمة عن الحروب، بل يعني في التحليل الأخير وبسبب القوة المفرطة المزيد من القتل والتشريد. فالقوة المفرطة التي تمكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الدول من الاستحواذ عليها تغري بالتوسع في الحروب والصراعات العسكرية وإطالة أمدها (على النحو الذي آلت إليه الأمور بين روسيا وأوكرانيا وتتواصل به الحرب في غزة) وتغري أيضا بالتوسع في استهداف العناصر البشرية والمقومات المادية لدى الأطراف المعادية (على النحو الذي تمارسه روسيا يوميا بتدمير البنى التحتية الأوكرانية وتستخدمه إسرائيل ضد حماس وحزب الله). وما بين تغيير التكنولوجيا المتقدمة لاستراتيجيات الحروب وأدواتها، بعد أن صارت المسيرات التي لا تكلف سوى آلاف الدولارات قادة على تدمير مقاتلات وقاذفات بمليارات الدولارات (الهجوم الأوكراني الأخير) وبين القوة المفرطة التي تمكن استخدامات الذكاء الاصطناعي الدول من الاستحواذ عليها ومن توظيفها في سياق عمليات استخباراتية مدبرة (عملية الباجر التي نفذتها إسرائيل ضد عناصر حرب الله) تتصاعد عالميا سباقات تسلح محمومة ولهاث محموم أكثر خلف أسلحة الدمار الشامل دون خطوط حمراء. وحتما ستتمثل نتائج تلك التطورات الخطيرة في اتساع نطاقات الحروب والصراعات العسكرية وارتفاع مناسيب الدماء والدمار، وفي إبعاد دول هي في أمس الحاجة إلى تخصيص إمكاناتها للعمل التنموي والأمن الإنساني ولجهود التكيف البيئي وللطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر عن كل ذلك والزج بها إلى أتون سباقات التسلح وجنون أسلحة الدمار الشامل. وإذا كان القليل من بين دول عالم اليوم لا يعاني من محدودية الإمكانات المادية ويستحوذ على ما يكفيه لإطلاق جهود التنمية المستدامة وتطوير تسليح جيوشه (دول الخليج خاصة السعودية والإمارات نموذجا) فإنه كان من الأجدر بالدول هذه والأفضل لها أن تبتعد عن سباقات التسلح وأن توجه الموارد الموظفة لشراء الأسلحة إلى مساعدات تنموية لجوارها المباشر والإقليمي (وهو فيما خص السعودية والإمارات دول شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا غير المصدرة للنفط أو الغاز الطبيعي). ليست الأزمة الحادة التي تتعرض لها منظومة العلاقات الدولية في 2025 وحسب من صناعة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولا من نتاج التعريفات الجمركية التي يفرضها على الشركاء والمنافسين على حد سواء، بل هي أيضا ترتبها التغيرات المتسارعة التي تأتي بها التكنولوجيا المتقدمة إلى ساحات الحروب والصراعات العسكرية وتزيد من حدتها الأبواب التي صارت مشرعة لجحيم سباقات التسلح والقوة المفرطة وأسلحة الدمار الشامل. كاتب من مصر