
"جيش الأعماق".. ما قدرات أسطول الغواصات النووية الأميركية؟
إعلان ترامب جاء ردًا على التصريحات "غير الرسمية" للرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، الذي قال يوم الخميس إن على الرئيس الأمريكي أن يتخيل المسلسل التلفزيوني المروع "الموتى السائرون"، وأشار إلى قدرة بلاده على إطلاق ضربات نووية آلية.
"حرّك ترامب غواصات كإشارة ردع، وربما يحتاج الكرملين إلى هذا التحذير"، كما ترى صحيفة "وول ستريت جورنال"، لكنها ترى أن "نظرية الجنون" التي يتبنّاها الرئيس الأمريكي "يجب أن يكون لها حدود".
وقالت "نأمل أن يُبقي على علاقاته مفتوحة مع موسكو حتى لا يكون هناك تصعيد قائم على سوء تقدير للنوايا"، رغم استبعادها أن يُقدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على استخدام الأسلحة النووية كما يلوّح دومًا "نظرًا لضعف اقتصاده الحربي وتوسعه المفرط".
وتستدرك "وول ستريت جورنال" أن "التراشق الكلامي" حول الأسلحة التي قد تُحدث دمارًا شاملًا "أمر يستحق تجنبه"، مشيرة إلى أنه في وقت سابق من هذا الصيف، وبخ ترامب المسؤول الروسي على استخدامه العفوي لكلمة "نووي".
لكن شبكة "سي إن إن" ترى أن ترامب "تهوّر" بالردّ على التصريح الروسي "غير الرسمي" عندما أمر بإعادة تمركز غواصتين نوويتين أمريكيتين، ما سمح لنفسه بالظهور في حالة من "الارتباك".
وقال ترامب إن أمره بنشر غواصتين نوويتين "في المناطق المناسبة" جاء في حال كانت "تصريحات ميدفيديف الحمقاء والمثيرة للجدل أكثر من ذلك".
لكن هناك غواصات نووية أمريكية عديدة، مسلحة بمئات الرؤوس النووية، تجوب محيطات العالم يوميًا، ونظرًا لمدى الصواريخ الذي يصل إلى آلاف الأميال، بالإضافة إلى المساحة الشاسعة لروسيا، فمن غير المرجح أن يُحدث أي تغيير في مواقعها فرقًا كبيرًا في قدرتها على ضرب الأهداف الروسية.
ولم يحدد ترامب نوع الغواصات التي تم نقلها أو إلى أين، وعادة ما يكشف البنتاغون القليل عن تحركات غواصاته.
وتمتلك البحرية الأمريكية ثلاثة أنواع من الغواصات، جميعها تعمل بالطاقة النووية، ولكن واحدة منها فقط تحمل أسلحة نووية.
غواصات الصواريخ الباليستية
تملك البحرية الأمريكية 14 غواصة صاروخية باليستية من فئة أوهايو (SSBNs)، والتي يشار إليها غالبًا باسم "الغواصات".
وتقول صحيفة الحقائق التابعة للبحرية الأمريكية حول الغواصات النووية "إن الغواصات النووية مصممة خصيصًا للتخفي والتسليم الدقيق للرؤوس الحربية النووية".
يستطيع كل منها حمل 20 صاروخًا باليستيًا من طراز ترايدنت مزودًا برؤوس نووية متعددة، ويصل مدى صواريخ ترايدنت إلى 7400 كيلومتر (4600 ميل)، ما يعني أنها لن تحتاج إلى الاقتراب من روسيا لضربها، بل يمكنها فعل ذلك من المحيط الأطلسي، أو الهادئ، أو الهندي، أو القطب الشمالي.
وتعدّ الغواصات النووية الاستراتيجية رادعًا نوويًا قويًا، إذ يُتوقع منها الصمود في وجه الضربة الأولى للعدو، كما تُعدّ تحركاتها من أكثر أسرار البحرية كتمانًا.
ويبلغ طول الغواصات من فئة أوهايو 560 قدمًا (170 مترًا)، وتزن حوالي 19 ألف طن تحت الماء، ويبلغ عدد أفراد طاقمها 159 فردًا، ويمكنها الوصول إلى سرعة 23 ميلًا في الساعة.
غواصات الصواريخ الموجهة
في تسعينيات القرن العشرين، قرر البنتاغون أن البحرية لا تحتاج إلى عدد كبير من الغواصات النووية الموجهة بالصواريخ من فئة أوهايو في دور الردع النووي، فقام بتحويل أربع منها إلى غواصات موجهة بالصواريخ.
مع الحفاظ على المواصفات العامة نفسها للطُرز الحربية، تحمل الغواصات النووية صواريخ كروز من طراز توماهوك بدلًا من صواريخ ترايدنت الباليستية.
يمكن لكل منها حمل 154 صاروخ توماهوك برأس حربي شديد الانفجار يصل وزنه إلى 1000 رطل، ومدى يصل إلى حوالي 1000 ميل.
ويمكنها أيضًا نقل القوات، التي يمكن نشرها سرًا من غرف مغلقة في أنابيب الصواريخ الباليستية السابقة، وفقًا للبحرية.
وتُعد تحركات الغواصات النووية شديدة السرية أيضًا، ولكن في السنوات الأخيرة لاحظت البحرية من حين لآخر وجودها بالقرب من النقاط العسكرية الساخنة، لإرسال رسالة ردع.
غواصات الهجوم السريع
تُشكّل هذه الغواصات الجزء الأكبر من أسطول الغواصات التابع للبحرية الأمريكية، وهي مُصمّمة لمطاردة وتدمير غواصات العدو وسفنه السطحية باستخدام الطوربيدات، كما يُمكنها ضرب أهداف برية بصواريخ توماهوك، مع أنها تحمل صواريخ توماهوك بأعداد أقل بكثير من غواصات SSGN.
وتأتي الغواصات ذات الهجوم السريع في ثلاثة أشكال: فئة فرجينيا، ولوس أنجلوس، وسي وولف.
فئة فرجينيا هي الأحدث، حيث دخلت 23 منها الخدمة اعتبارًا من 1 يوليو، وفقًا لبيان صادر عن البحرية، يتراوح طولها بين 377 و461 قدمًا، حسب تصميمها، وتصل إزاحتها إلى 10,200 طن، ويبلغ عدد أفراد طاقمها 145 فردًا.
تُعد فئة لوس أنجلوس أقدم غواصات الهجوم السريع التابعة للبحرية الأمريكية، حيث لا يزال 23 منها في الخدمة، يبلغ طولها 360 قدمًا، وإزاحتها 6900 طن، وتحمل طاقمًا من 143 فردًا، وأخيرًا فإن فئة Seawolf هي الأصغر في الأسطول الأمريكي.
وتتوافق اثنتان من الغواصات، يو إس إس سي وولف ويو إس إس كونيتيكت، التي يبلغ طولها 353 قدمًا ووزنها 9100 طن، مع قوارب الهجوم القياسية، وتحمل طوربيدات وصواريخ كروز.
"جيش الأعماق".. ما قدرات أسطول الغواصات النووية الأمريكية؟
أما الغواصة الثالثة من فئة سي وولف، وهي الغواصة جيمي كارتر، فهي واحدة من أكثر السفن تخصصًا في البحرية، حيث يمتد هيكلها 100 قدم أطول من الغواصتين الأخريين.
وتقول البحرية الأمريكية: "يوفر هذا القسم من الهيكل حمولات إضافية لاستيعاب التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في إجراء البحوث والتطوير السرية وتعزيز القدرات القتالية".
إرم نيوز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النشرة
منذ 6 دقائق
- النشرة
"بلومبرغ": ارتفاع أسعار النفط بشكل طفيف بعد سلسلة تراجع امتدت خمسة أيام
افادت وكالة "بلومبرغ"، عن "ارتفاع أسعار النفط بشكل طفيف بعد سلسلة تراجع امتدت خمسة أيام، وهي الأطول منذ ايار، مع متابعة المستثمرين للجهود الأميركية لمعاقبة مشتري الخام الروسي، والتحرك الدبلوماسي الذي يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا". واشارت الى أن "صعد خام "برنت" فوق 67 دولاراً للبرميل، مقلصاً جزءاً بسيطاً من خسارة بلغت 8.7% خلال الجلسات الخمس السابقة، بينما استقر خام "غرب تكساس" الوسيط قرب 65 دولاراً". وامس الأربعاء، ضاعف ترامب الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى 50% بسبب مشتريات الدولة الآسيوية من الطاقة الروسية، على أن يبدأ تنفيذ القرار خلال ثلاثة أسابيع. مع ذلك، لم تتخذ الولايات المتحدة خطوة مماثلة ضد الصين، وهي مستورد رئيسي آخر لنفط موسكو.


ليبانون ديبايت
منذ 6 دقائق
- ليبانون ديبايت
الرئيس الذي لا يتقاضى راتبًا... هذا ما فعله ترامب
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، أنه تبرّع براتبه الرئاسي للجمعية التاريخية للبيت الأبيض، بهدف دعم أعمال التجديد الجارية في القصر الرئاسي، والتي وصفها بـ"الضرورية للغاية". وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، أوضح ترامب أن "أول راتب له كرئيس أعيد توجيهه للجمعية التاريخية للمساهمة في تحديث القصر"، مؤكداً أن التبرع يأتي في إطار حرصه على "الحفاظ على البيت الأبيض وتحديثه". وتشمل أعمال التجديد المقررة، وفق التقارير، مشروع إعادة تأهيل شامل لحديقة الورود، بالإضافة إلى خطط لبناء قاعة رقص جديدة وكبيرة داخل حرم البيت الأبيض. وقال ترامب في منشوره إنه "الرئيس الوحيد، ربما باستثناء جورج واشنطن، الذي تبرّع بكامل راتبه أثناء توليه المنصب". غير أن السجلات التاريخية تُظهر أن الرئيسين هربرت هوفر وجون إف كينيدي سبق أن تبرّعا برواتبهما الرئاسية أيضًا. وتُشرف الجمعية التاريخية للبيت الأبيض، وهي منظمة خاصة غير ربحية، على مشاريع ترميم القصر وتعمل على جمع التبرعات للحفاظ على معالمه التاريخية وسلامته الجمالية. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود ترامب المستمرة لتعزيز صورته كشخص يضع "المصلحة الوطنية فوق المكاسب الشخصية"، خصوصًا في ظل حملته الانتخابية المتواصلة للعودة إلى البيت الأبيض.


لبنان اليوم
منذ 6 دقائق
- لبنان اليوم
النفط يتنفس الصعداء بعد سلسلة خسائر… و'قمة مرتقبة' تهدّئ الأسواق
تعافت أسعار النفط اليوم الخميس بعد خمسة أيام متتالية من الخسائر، مدعومة بتقارير تشير إلى استقرار في الطلب داخل الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، بينما ساهمت مؤشرات على احتمال إجراء محادثات أميركية روسية في تخفيف المخاوف بشأن تشديد العقوبات المرتبطة بالحرب الأوكرانية. بحسب بيانات الأسواق، سجّلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا طفيفًا بمقدار 20 سنتًا (0.3%) لتبلغ 67.09 دولارًا للبرميل، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 22 سنتًا (0.3%) ليستقر عند 64.57 دولارًا للبرميل. يأتي هذا الصعود بعد تراجع حاد يوم الأربعاء وصل إلى أدنى مستوى في ثمانية أسابيع، إثر تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب ألمح فيها إلى تقدم في الحوار مع موسكو. ورغم أن الإدارة الأميركية لم تتخلّ عن خيار فرض عقوبات ثانوية على دول مثل الصين للضغط على روسيا، فإن احتمالية عقد لقاء مرتقب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل بدت كعامل تهدئة في الأسواق، وخصوصًا على صعيد القلق من اضطرابات في الإمدادات. في خلفية هذه التحركات، تبقى روسيا لاعبًا رئيسيًا في سوق النفط العالمي كونها ثاني أكبر منتج للخام بعد الولايات المتحدة، ما يجعل كل تحول في سياساتها أو علاقتها بالغرب مؤثرًا مباشرًا على الأسعار. وفي المقابل، وجدت الأسواق دعمًا قويًا من تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية الذي أظهر تراجعًا أكبر من المتوقع في مخزونات الخام، إذ هبطت بنحو 3 ملايين برميل خلال الأسبوع الأول من أغسطس لتصل إلى 423.7 مليون برميل، مقابل توقعات سابقة أشارت إلى انخفاض أقل من 600 ألف برميل فقط. ويُعزى هذا الانخفاض إلى ارتفاع وتيرة الصادرات الأميركية وزيادة استهلاك المصافي. لكن في ظل تقلبات المشهد الجيوسياسي وتباين مواقف المنتجين الكبار، تبقى النظرة المستقبلية للأسعار غير مستقرة. المحلل هيرويوكي كيكوكاوا من شركة 'نيسان للأوراق المالية' حذّر من الإفراط في التفاؤل، معتبرًا أن حالة الترقب بشأن نتائج القمة الأميركية الروسية، والضغوط الجمركية المتصاعدة على الهند والصين، قد تعزز من الحذر لدى المستثمرين. وكان ترامب قد أعلن فرض رسوم إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية، مبررًا القرار باستمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي، كما لوّح بفرض رسوم مماثلة على الصين، وهو ما ينذر بمزيد من التصعيد في السياسات التجارية المرتبطة بسوق الطاقة. وبين تفاؤل حذر بشأن المحادثات السياسية، والتأثير المستمر للعرض والطلب العالمي، يُرجّح أن تتذبذب أسعار الخام الأميركي بين 60 و70 دولارًا للبرميل خلال ما تبقّى من الشهر، في ظل ترقّب المستثمرين لأي مفاجآت من 'أوبك+' أو واشنطن وموسكو.