
مصر تحذر من «اشتعال إقليمي شامل»... وتتطلع لـ«تحرك أوروبي»
حذرت مصر من «خطر اشتعال الأوضاع بصورة شاملة في الإقليم»، ومن «انزلاق المنطقة إلى دائرة من العنف والفوضى». وتتطلع القاهرة إلى «تحرك أوروبي» لخفض التصعيد في المنطقة.
وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالات مكثفة، دعا فيها إلى «وقف فوري للتصعيد بين إسرائيل وإيران».
وتشدد مصر على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدور أكثر فاعلية في دفع الأطراف الإقليمية للتحلي بالمسؤولية، وتؤكد أن «الحلول السلمية تبقى الوحيدة القادرة على ضمان الأمن والاستقرار بالإقليم».
وتلقى وزير الخارجية المصري اتصالاً هاتفياً من نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية في سلوفينيا، تانيا فايون، الخميس، وتبادل الجانبان الرؤى إزاء تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض عبد العاطي الجهود المصرية لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وموقف مصر من التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، وانعكاساته الخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها.
وأشار إلى «ضرورة وقف التصعيد، والعودة لمسار المفاوضات، واللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية، منعاً لانزلاق المنطقة إلى دائرة من العنف والفوضى». وأكد على الأهمية التي توليها مصر للتنسيق مع سلوفينيا، خاصة في ظل عضويتها بمجلس الأمن، مثمناً الموقف السلوفيني المؤيد للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وموقفها المتوازن من التطورات في المنطقة.
وفي اتصال هاتفي آخر بحث الوزير المصري مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط، وسبل وقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
ووفق إفادة لمتحدث وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، الخميس، أطلع عبد العاطي المسؤولة الأوروبية على الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه الإقليم، مستعرضاً المساعي المصرية لوقف التصعيد، ووقف إطلاق النار، والعودة لمسار المفاوضات باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووي الإيراني، وتجنيب خطر اشتعال الأوضاع بصورة شاملة في الإقليم. وشدد على «الأهمية البالغة لمواصلة الجهود الأوروبية لخفض التصعيد، والعودة لمسار المفاوضات».
كما استعرض وزير الخارجية المصري الجهود التي تبذلها بلاده بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية، معرباً عن التطلع لقيام الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم الإنساني اللازم لمواجهة الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع في ظل سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل. وشدد على أهمية العمل نحو إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة استناداً لـ«حل الدولتين» كونه السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
أشخاصٌ يتفقدون أنقاض مبنى مُدمَّر إثر قصفٍ إسرائيليٍّ على مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين في غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
وبحسب متحدث الخارجية المصرية، فإن الوزير عبد العاطي رحب باعتماد البرلمان الأوروبي القراءة النهائية لقرار منح مصر الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي المقدمة من الاتحاد الأوروبي، مثمناً جهود الممثلة العليا وجهاز الخدمة الخارجية للاتحاد، والذي يعكس الحرص على توطيد الشراكة الاستراتيجية والشاملة التي تجمع مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكداً التطلع لمواصلة تنفيذ محاور الشراكة الاستراتيجية في المجالات المختلفة.
وتوافقت مصر والاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) 2024 على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». ويقدم الاتحاد الأوروبي حزمة تمويل لمصر في صورة مساعدات مالية، وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إن بلاده «تلقت شريحة أولى قيمتها مليار يورو، من حزمة تمويل حجمها 7.4 مليار يورو».
وتناول اتصال هاتفي بين بدر عبد العاطي ووزير الشؤون الخارجية والأوروبية في سلوفاكيا، يوراي بلانار، الخميس، المستجدات في قطاع غزة، والجهود المصرية الرامية لاستئناف وقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما تطرق الاتصال إلى تصاعد التوتر في المنطقة في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، وحذر عبد العاطي من خطورة انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى حالة من الفوضى، وضرورة العمل على خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار، واحتواء الموقف من خلال الأطر السياسية، والدبلوماسية.
سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)
كما بحث وزير الخارجية المصري في اتصالين مع نظيره الفرنسي، جان نويل بارو، ومستشار الأمن القومي البريطاني، جوناثان باول، التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة. وأكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد في المنطقة، واحتواء الموقف لتجنب توسيع رقعة الصراع، محذراً من التداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار المنطقة إذا استمر التصعيد العسكري.
وشدد عبد العاطي على أهمية رفع المعاناة عن الفلسطينيين، ونفاذ المساعدات الإنسانية، معرباً عن التطلع لإقدام الدول الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتباره ركيزة رئيسة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.
وثمن المسؤولان الفرنسي والبريطاني الجهود التي تبذلها مصر في وقف التصعيد الراهن بالإقليم، وأشادا بالجهود البناءة التي تضطلع بها القاهرة على صعيد الملف الفلسطيني.
في غضون ذلك، أجرى عبد العاطي محادثات في القاهرة، الخميس، مع رئيس الوزراء الصربي، جورو ماتسوت، تناولت التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، ولا سيما التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وشدد عبد العاطي على «ضرورة العمل على خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار، والعودة لمسار المفاوضات».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق للأعمال
منذ 22 دقائق
- الشرق للأعمال
بوتين: أسواق النفط لا تحتاج لأي إجراءات إضافية في الوقت الحالي
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن سوق النفط العالمية لا تحتاج في الوقت الراهن لأي خطوات إضافية من قبل المنتجين في ظل حرب إسرائيل وإيران، إذ إن التوترات كان لها تأثير محدود على الأسعار. وأضاف بوتين، رداً على سؤال بشأن ما إذا كانت روسيا مستعدة لزيادة الإنتاج لدعم السوق في ظل الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، إنه بإمكان العديد من أعضاء (أوبك+)، ومنهم دول الخليج، التدخل وزيادة إنتاجهم إذا لزم الأمر، و"لكننا نقوم بذلك عادةً بطريقة منسقة". وتابع خلال حديثه الجمعة في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: "حتى الآن، ليس هناك حاجة لاستجابة فورية" من تحالف كبار منتجي الخام. وأكد أن منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" وحلفاءها، ومن ضمنهم روسيا، سيواصلون مراقبة أوضاع السوق. تأثير حرب إيران وإسرائيل على أسعار النفط سوق النفط العالمية شهدت أسبوعاً مضطرباً، حيث تحركت أسعار العقود الآجلة ضمن نطاق يبلغ نحو 8 دولارات، وارتفعت التقلبات إلى أعلى مستوياتها منذ 2022، في ظل الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. إلا أن الأسعار تراجعت بعدما لمّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أن اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة لإيران قد يستغرق أسبوعين. كما ساهم تقرير نشرته وكالة "رويترز" أفاد بأن إيران مستعدة لمناقشة فرض قيود على تخصيب اليورانيوم، لكنها لا تعتزم التوقف عنه تماماً، في تهدئة المخاوف بشأن ضربة أميركية وشيكة. تأجيل ترمب ضرب إيران يمنح الأسواق متنفساً وافقت ثماني دول من "أوبك+" على زيادة إنتاجها بأكثر من المتوقع لثلاثة أشهر متتالية. ومن المقرر أن يعقد التحالف مؤتمره عبر الفيديو في 6 يوليو لبحث زيادة إضافية في أغسطس، في وقتٍ تفضل السعودية إجراء زيادات كبيرة لرفع حصتها السوقية في أسرع وقت، بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون هذا الشهر لـ"بلومبرغ".

العربية
منذ 34 دقائق
- العربية
العراق: 50 طائرة حربية إسرائيلية انتهكت مجالنا الجوي
أعلن مندوب العراق لدى الأمم المتحدة أن 50 طائرة حربية إسرائيلية انتهكت المجال الجوي العراقي قبيل اجتماع للأمم المتحدة، بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران، اليوم الجمعة. وقال عباس كاظم عبيد الفتلاوي، القائم بأعمال بعثة العراق لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إن "هذه الخروقات تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة". العراق نووي إيران العراق يقدم شكوى لمجلس الأمن لاستخدام إسرائيل أجواءه في ضرب إيران كما أضاف: "نرفض انتهاك إسرائيل لأجوائنا"، مردفاً أن العراق لن يقبل بأن يكون "ساحة لتصفية الحسابات". فيما شدد قائلاً: "نحذر من جر المنطقة إلى صراع إقليمي". "دعم حق إيران في الدفاع عن نفسها" وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد أكد يوم الاثنين، تضامن بلاده مع إيران، داعياً لوقف "العدوان" الإسرائيلي ومنع اتساع نطاق الحرب. كما شدد السوداني خلال استقباله عدداً من رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الآسيوية والأميركيتين العاملة في العراق، وسفيري أستراليا وتركيا، على رفض أي خرق للسيادة العراقية، وهو ما تجسد بتقديم شكوى رسمية للهيئات الدولية والأممية. كذلك لفت إلى أن إسرائيل "تسعى إلى توسيع رقعة الحرب بالمنطقة من أجل رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط"، مؤكداً "حق إيران في الدفاع عن نفسها وفق قوانين الأمم المتحدة". منذ 13 يونيو يذكر أنه منذ 13 يونيو، شنت إسرائيل سلسلة غارات وهجمات على مناطق إيرانية عدة، مستهدفة مواقع عسكرية، ومنصات إطلاق صواريخ فضلاً عن منشآت نووية. كما اغتالت عشرات القادة العسكريين الإيرانيين الكبار، فضلاً عما لا يقل عن 10 علماء نوويين. بالمقابل، ردت طهران عبر إطلاق صواريخ ومسيرات نحو إسرائيل، متوعدة بالمزيد، في أول مواجهة مباشرة بينهما على الإطلاق.


الرياض
منذ 35 دقائق
- الرياض
أميركا : لم يفت الأوان بعد أمام إيران لتغيير مسارها
قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، إن بلادها تأمل في تجنب المزيد من التصعيد في الصراع بين إيران وإسرائيل. وشددت شيا أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة على أن "الأوان لم يفت بعد أمام الحكومة الإيرانية لتقوم بالخطوة الصحيحة." وأضافت: "كان الرئيس ترامب واضحا في الأيام الأخيرة بأن على القيادة الإيرانية أن تتخلى تماما عن برنامج تخصيب اليورانيوم وأي طموحات لامتلاك سلاح نووي." وأكدت شيا على أن الولايات المتحدة لا تزال تقف إلى جانب إسرائيل، و"تدعم إجراءاتها ضد الطموحات النووية الإيرانية." وقالت إن القيادة الإيرانية كان بإمكانها تجنب هذا الصراع من خلال الموافقة على اتفاق نووي، لكنها اختارت بدلا من ذلك "المماطلة والإنكار". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح بأنه يدرس توجيه ضربة لإيران بهدف تدمير برنامجها النووي.