logo
«ديب سيك» الصيني يشعل حرب الفضاء الأزرق

«ديب سيك» الصيني يشعل حرب الفضاء الأزرق

البيان٠٥-٠٣-٢٠٢٥

ظهر الذكاء الاصطناعي فأحدث ثورة تكنولوجية في العالم أجمع، امتدت آثارها إلى كل شيء؛ باستخدام تطبيقاته في المجالات كافة، حتى في التفكير والإبداع، وكان تطبيق «تشات جي بي تي» هو نجم هذه الثورة، لكن فجأة ظهر تطبيق «ديب سيك» الصيني، فقلب الطاولة، وأشعل حرباً بين أمريكا والصين، تذكّرنا بالحرب التاريخية بين أمريكا والاتحاد السوفييتي السابق من أجل امتلاك الفضاء الخارجي للأرض، لكن ميدان الحرب الحديثة هو الفضاء الأزرق.. تعالوا ندخل في غمار هذه الحرب المشتعلة لنعرف إلى أين يمكن أن تقود العالم، وهل هي فقاعة سوف تنفجر وتتلاشى أم سوف تستمر وتتطور؟
في البداية، نورد سبب انحياز بعض الخبراء إلى تفضيل «ديب سيك» على «تشات جي بي تي»؛ وهو أن الأول حقق نتائج أفضل من الثاني في معيار للاستدلال المنطقي، وسجل درجة أعلى في اختبار الرياضيات.
وقال ماتين جوزداني، شريك البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي لدى «كي بي إم جي» في المنطقة: على الرغم من الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي»، فإن تبني الذكاء الاصطناعي على مستوى الشركات كان يتضاءل إلى حد ما بسبب التكلفة العالية وصعوبة الوصول إلى البنية التحتية اللازمة وموارد الحوسبة المتخصصة، خصوصاً في منطقتنا، في حين يعِد «ديب سيك» بتوفير حلول مفتوحة المصدر وبتكلفة أقل، قد تسرّع من اعتماد الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال على نطاق أوسع وبوتيرة أسرع.
وقد تسبب «ديب سيك» في صراع جديد بين الشركات الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي تهيمن على هذا القطاع في العالم، ويشبّه البعض هذا التنافس بـ«سباق الفضاء» بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق في القرن الماضي، حيث أدى التحدي بين القوتين العظميين إلى قفزات هائلة في الابتكار أفادت العالم بأسره، وربما ننظر إلى هذا التطور في الذكاء الاصطناعي بعد سنوات بالطريقة نفسها، ويكون أمراً إيجابياً للصناعة ككل.
هل تكون فقاعة؟
ولكن هل يمكن أن تكون شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فقاعة في طريقها إلى الانفجار؟.. يعترض جوزداني على ذلك، مؤكداً: يشير الاتجاه العام إلى استمرار النمو وليس إلى التراجع، فالذكاء الاصطناعي صار جزءاً أساسياً من مستقبل الأعمال والتكنولوجيا، ولا أنصح الشركات بأن تبقى متفرجة بانتظار أن تتلاشى هذه التقنية.
بدلاً من ذلك، من الضروري الاستعداد لدمج الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال تحسين جودة البيانات، أو تأهيل الفرق العاملة، أو وضع استراتيجية واضحة لتوظيف هذه التقنية بفعالية.
سباق مجنون
لقد قلب «ديب سيك» تطور الذكاء الاصطناعي رأساً على عقب؛ حيث لم يكن ظهوره يتعلق بالابتكار فحسب، بل كان يتعلق بالسرعة.. هكذا تقول المحللة الاقتصادية ناتاليا ميريندا، مضيفةً: انتقل المشروع من المفهوم إلى الواقع بوتيرة مذهلة، وفي حين يبدو صعوده وكأنه تحول مفاجئ، فإن هذا كان لا بد منه؛ فالذكاء الاصطناعي لا يسير في خط مستقيم، بل يقفز إلى الأمام في دفعات غير متوقعة.
وعن حجم التأثير الذي يمكن أن تُحدثه شركات الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة في الهيمنة الأمريكية، وفي مشاريع الرئيس دونالد ترامب في هذا المجال، «ستارغيت» مثلاً؛ قالت ميريندا: هذه الشركات ليس همّها التفوق على الشركات الغربية، فهي تبني ذكاءً اصطناعياً خاصاً بها وفقاً لشروطها الخاصة.
و«ديب سيك» دليل على أن سباق الذكاء الاصطناعي لا يتعلق بالتحسينات الهامشية، بل يتعلق بمن يمكنه التوسع بشكل أسرع، فما كان يستغرق عقوداً من الزمن يحدث الآن في أشهر.
وردّاً على من يقولون إن الذكاء الاصطناعي عبارة عن فقاعة تنتظر الانفجار، تقول ميريندا: إنه ليس اتجاهاً استهلاكياً، بل هو نقلة نوعية.
نعم، التقييمات آخذة في الارتفاع، ونعم، سوف تفشل بعض الشركات، وستكون القيمة الحقيقية موجودة لمن يتحكم في معظم البيانات، ولكن يمكننا القول باختصار: إنه عصر التصنيع الجديد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«غروك» يصل إلى «أزور».. «مايكروسوفت» توسع خيارات الذكاء الاصطناعي
«غروك» يصل إلى «أزور».. «مايكروسوفت» توسع خيارات الذكاء الاصطناعي

العين الإخبارية

timeمنذ 9 ساعات

  • العين الإخبارية

«غروك» يصل إلى «أزور».. «مايكروسوفت» توسع خيارات الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة "مايكروسوفت" الإثنين أنها ستضيف إلى "أزور"، وهي منصة حوسبة سحابية للمطورين، برنامج "غروك" القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، في أعقاب جدل جديد بشأن هذه الأداة التي ابتكرتها شركة مملوكة للملياردير إيلون ماسك. أعلنت شركة "مايكروسوفت" الإثنين أنها ستضيف إلى "أزور"، وهي منصة حوسبة سحابية للمطورين، برنامج "غروك" القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، في أعقاب جدل جديد بشأن هذه الأداة التي ابتكرتها شركة مملوكة للملياردير إيلون ماسك. وفقا لوكالة "فرانس برس"، أثار "غروك" جدلا خلال الأسبوع الماضي عندما ذكر عبارة "إبادة جماعية للبيض" في جنوب أفريقيا، وهو خطأ عزته شركة "اكس ايه آي" التي ابتكرت هذا النموذج وتمتلك أيضا منصة "اكس" للتواصل الاجتماعي، إلى "تعديل غير مصرح به". وقال إيلون ماسك خلال مقابلة قصيرة مع الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" ساتيا ناديلا، بُثّت الاثنين خلال المؤتمر السنوي لشركة التكنولوجيا الكبرى "نسعى جاهدين من أجل الحقيقة". وأضاف "ستكون هناك أخطاء دائما، لكننا نسعى جاهدين للوصول إلى الحقيقة، وتقليل عدد الأخطاء مع مرور الوقت. وأعتقد أن ذلك مهم جدا لسلامة الذكاء الاصطناعي". ولن تشكل الإضافة المفاجئة لـ"غروك" إلى عدد كبير من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الأخرى المتوفرة على "أزور"، أخبارا سارة لشركة "اوبن ايه آي"، الشريك الرئيسي لـ"مايكروسوفت" في هذه التكنولوجيا. أطلقت "أوبن إيه آي" موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي مع أداتها "تشات جي بي تي" في أواخر العام 2022 وتظل نجمة القطاع، خصوصا بفضل استثمار "مايكروسوفت" بالمليارات فيها. هاجم إيلون ماسك باستمرار "اوبن ايه آي" في منصة "إكس" وفي القضاء، متهما إياها بأنها "انتهكت" عقدها التأسيسي الذي يشير إلى أنها شركة غير ربحية. وكان ماسك أحد مؤسسي هذه الشركة في العام 2015، لكنه استقال منها بعد ثلاث سنوات بسبب خلافات جوهرية. سجّل الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي" سام ألتمان مداخلة في مؤتمر "مايكروسوفت"، وتحدّث مباشرة مع ساتيا ناديلا لتسليط الضوء على أحدث الابتكارات. ستكون نماذج "غروك" مُتاحة على "أزور ايه آي فاوندري"، وهي منصة توفر مئات النماذج للمطورين المشتركين في الخدمة، بما في ذلك نماذج "ديب سيك" و"ميسترال" و"ميتا". وأكد ناديلا أهمية الخيارات المتعددة التي تقدمها "فاوندري". وقال "كمطورين، نحن مهتمون بأبعاد كثيرة: التكلفة، والصدقية، والوقت المستغرق، وكذلك الجودة"، مضيفا "أزور أوبن إيه آي هي الأفضل في فئتها، إذ تقدم ضمانات مثل الصدقية العالية وضوابط ممتازة للتكلفة". وتابع "يسعدنا اليوم أن نعلن أنّ غروك المُبتكر من شركة إكس إيه آي سيُضاف إلى أزور". وكشفت "مايكروسوفت" النقاب أيضا عن برنامج مساعد قائم على الذكاء الاصطناعي للمهندسين، قادر على الترميز عند الطلب ومتاح على "غيت هاب"، خدمة تطوير البرامج الخاصة بالشركة. تبرمج الأداة المساعدة الجديدة بشكل مستقل، وتخطر المستخدم عند الانتهاء، وتظهر كمبرمج بين آخرين داخل الفريق في المنصة. وليست البرامج المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي والقادرة على البرمجة جديدة، لكنّ شركات التكنولوجيا العملاقة تَعِد منذ أشهر عدة بـ"مهندسين قائمين على الذكاء الاصطناعي" أكثر استقلالية وكفاءة. ويخشى عدد كبير من المراقبين والمنتقدين في سيليكون فالي من أن يؤدي ذلك إلى خسائر كبيرة في الوظائف. وقد شهدت "مايكروسوفت" حديثا موجة جديدة من عمليات الصرف. وأشار مصدر قريب من الملف إلى أن هذه الخطة الاجتماعية طالت "أقل من 3%" من القوى العاملة في المجموعة، أي نحو 6 آلاف شخص. غالبا ما تتم برمجة نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مسبقا بواسطة مهندسين لتقديم محتوى معيّن أو تجنّب آخر أو للاستجابة بنبرة معينة. تركز نبرة "غروك" على الفكاهة بشكل خاص. واعتبر المستخدمون أن أحدث نموذج من شركة "أوبن إيه آي" متملق جدا، وأعلنت الشركة سريعا أنها ستجري تغييرات لتصحيح هذا الأمر. وبحسب لقطات شاشة، أشار "غروك" خلال الأسبوع الماضي إلى "إبادة جماعية للبيض" في جنوب أفريقيا ردا على أسئلة ليست على صلة بهذا الموضوع، وهو ما يعكس الدعاية اليمينية المتطرفة بشأن القمع المزعوم للجنوب أفريقيين البيض. عندما سأله أحد المستخدمين عن سبب هوسه بالموضوع، أجاب روبوت المحادثة أن "منشئيه في إكس إيه آي أمروه بالتطرق إلى هذا الموضوع". وكان إيلون ماسك المولود في جنوب أفريقيا، قد اتهم سابقا قادة البلاد بـ"تشجيع الإبادة الجماعية للبيض في جنوب أفريقيا". وفي بيان لها، أشارت "إكس إيه آي" إلى "تعديل غير مصرح به" لـ"غروك" دفعه إلى إعطاء إجابات "تنتهك السياسات الداخلية والقيم الأساسية لشركة إكس إيه آي". aXA6IDgyLjI3LjIyNC41IA== جزيرة ام اند امز CA

«المجمع».. أكبر بنية تكنولوجية في العالم تعلن الإمارات عاصمة للذكاء الاصطناعي
«المجمع».. أكبر بنية تكنولوجية في العالم تعلن الإمارات عاصمة للذكاء الاصطناعي

العين الإخبارية

timeمنذ 3 أيام

  • العين الإخبارية

«المجمع».. أكبر بنية تكنولوجية في العالم تعلن الإمارات عاصمة للذكاء الاصطناعي

تم تحديثه السبت 2025/5/17 03:42 م بتوقيت أبوظبي في خضم طفرة الذكاء الاصطناعي، تبرز قوة الحوسبة كأحد أهم الموارد في هذا العصر، وهو ما يعني حاجة متزايدة عالميا لمراكز بيانات فائقة، تتجاوز مشاكل نقص التمويل الاستثماري، والوصول للرقائق المتطورة، وتوفير الطاقة الكافية، وهو ما حققته الإمارات بشكل كامل وشامل. ففي خطوة جديدة تؤكد طموحاتها في التحول إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي، أعلنت دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية عن إطلاق مشروع مشترك لإنشاء "مجمع الذكاء الاصطناعي" في العاصمة أبوظبي، بطاقة استيعابية تصل إلى 5 غيغاواط. والمشروع الذي جرى الإعلان عنه خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أبوظبي، جاء بعد شهور من التنسيق المكثف بين شركات تكنولوجيا أمريكية كبرى ومسؤولين إماراتيين، لضمان توفير الشرائح الإلكترونية المطلوبة لدفع عجلة تطور الذكاء الاصطناعي في الإمارات، يُعد الأضخم من نوعه خارج الأراضي الأمريكية بسعة تشغيلية تبلغ 5 غيغاوات. أكبر بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في العالم وفقا لتقديرات تقديرات لينارت هايم المحلل لدى مؤسسة "راند"، فإن مشروع المجمع هو أضخم بنية ذكاء اصطناعي في العالم تم الإعلان عنها حتى الآن، إذ أن مجمع للذكاء الاصطناعي المعلن سيكون بمساحة 10 أميال مربعة في أبوظبي، ومدعوم بقدرة 5 غيغاواط من الطاقة - وهي طاقة كافية لدعم حوالي 2.5 مليون شريحة B200 الرائدة من إنفيديا. ونشر هايم إحصائية أوضحت أن حتى مشروع "ستارغيت" الضخم الذي أعلنت عنه "أوبن إيه آي" مؤخرا في أمريكا كأكبر مركز بيانات في العالم، يأتي بسعة 4.5 غيغاوط ويستوعب 2.25 مليون شريحة من B200 الرائدة من إنفيديا. ووفق صحيفة "الغارديان"، ستمنح اتفاقية بناء المجمع، الإمارات وصولًا أوسع إلى شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وقالت مصادر لرويترز إنه قد يُسمح للإمارات باستيراد 500 ألف شريحة من أكثر شرائح الذكاء الاصطناعي تطورًا من إنفيديا سنويًا بدءًا من عام 2025. وقال محمد سليمان، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط للصحيفة: "يُمكّن هذا التحوّل الإمارات من تعميق شراكتها التكنولوجية مع الولايات المتحدة مع الحفاظ على علاقاتها التجارية مع الصين". وأضاف: "هذا لا يعني التخلي عن الصين، بل يعني إعادة ضبط استراتيجية التكنولوجيا لتتماشى مع المعايير والبروتوكولات الأمريكية في المجالات الأكثر أهمية: الحوسبة، والحوسبة السحابية، وسلاسل توريد الرقائق". استثمارات تخدم الجنوب وسيوفر المجمع، الذي سيُبنى ويُشغّل من قبل شركة "جي 42" بالشراكة مع شركات أمريكية، قدرة ضخمة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، تتيح للشركات الأمريكية تقديم خدمات حوسبة سحابية عالية الأداء تخدم المنطقة والعالم، خصوصاً دول الجنوب العالمي. وبحسب تحليل لمؤسسة "ماكينزي"، فإن الاتجاهات الحالية إلى أن الطلب العالمي على سعة مراكز البيانات قد يرتفع بمعدل سنوي يتراوح بين 19% و22% بين عامي 2023 و2030 ليصل إلى طلب سنوي يتراوح بين 171 و219 غيغاواط. وهناك سيناريو أقل احتمالاً، وإن كان لا يزال ممكناً، يتوقع ارتفاع الطلب بنسبة 27% ليصل إلى 298 غيغاواط، مما يزيد من احتمال حدوث عجز كبير في العرض. ولتجنب هذا العجز، يجب بناء ما لا يقل عن ضعف سعة مركز البيانات التي بُنيت منذ عام 2000 في أقل من ربع المدة. يأتي ذلك بينما تعمل ملايين الخوادم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لمعالجة النماذج الأساسية وتطبيقات التعلم الآلي التي تدعم الذكاء الاصطناعي. وتُعرف الأجهزة والمعالجات والذاكرة والتخزين والطاقة اللازمة لتشغيل هذه المراكز مجتمعةً بقوة الحوسبة، وهناك حاجة ماسة للمزيد منها. حل معضلة الطاقة من المنتظر أن يستخدم المشروع مزيجاً من الطاقة النووية، والطاقة الشمسية، وطاقة الغاز، بما يقلل من الانبعاثات الكربونية، في إطار توجهات التنمية المستدامة. وتتوقع شركة غولدمان ساكس للأبحاث أن يزداد الطلب العالمي على الطاقة من مراكز البيانات بنسبة 50% بحلول عام 2027، وبنسبة تصل إلى 165% بحلول نهاية العقد (مقارنةً بعام 2023)، وفقًا لما كتبه جيمس شنايدر، كبير محللي أبحاث الأسهم في قطاع الاتصالات والبنية التحتية الرقمية وخدمات تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة، في تقرير الفريق. كما سيضم المجمع مركزاً علمياً متقدماً للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، ويمثل هذا المشروع ثمرة "شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي" التي تم إطلاقها بين الحكومتين الإماراتية والأمريكية لتعزيز التعاون في التقنيات المتقدمة وتنظيم الوصول الآمن والمنضبط لخدمات الحوسبة المتطورة. أهمية المشروع يشكل المجمع جوهر مشروع مشترك أعلن عنه أيضاً من خلال التنسيق الوثيق بين شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى ومسؤولين إماراتيين، بهدف ضمان توافر الشرائح الإلكترونية الضرورية (الرقاقات) لدفع عجلة الابتكار. قال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، رئيس مجلس إدارة مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، إن المجمع يمثل نموذجاً للتعاون المستمر والبناء بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي. وأضاف أنه يجسد التزام دولة الإمارات بتعزيز آفاق الابتكار والتعاون العالمي، ويرسخ مكانتها كمركز رائد للأبحاث المتطورة والتنمية المستدامة، بما يحقق مصلحة البشرية جمعاء. كما أكد وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، أن الاتفاق يتضمن "ضمانات أمنية قوية لمنع تسريب التكنولوجيا الأمريكية إلى جهات غير مصرح لها"، واصفاً المشروع بأنه شراكة تاريخية في الشرق الأوسط في مجال الذكاء الاصطناعي تعزز الاستثمارات الكبيرة في أشباه الموصلات ومراكز البيانات في البلدين. رؤية طموحة في الذكاء الاصطناعي من جانبه، قال خبير تكنولوجيا المعلومات محمود فرج، إن إقامة مجمع ذكاء اصطناعي بهذا الحجم في أبوظبي يعكس إدراك الإمارات لأهمية البنية التحتية التكنولوجية القوية في قيادة اقتصادات المستقبل. وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الشراكة مع الولايات المتحدة لا تتيح فقط الوصول إلى أحدث الشرائح والعتاد التقني، بل تمنح الإمارات أيضاً مكانة استراتيجية في خارطة الذكاء الاصطناعي العالمي، خصوصًا في ظل التحديات الجيوسياسية والتجارية القائمة على التكنولوجيا. وأشار إلى أن المشروع يمثل خطوة طموحة نحو مستقبل تقوده التقنية والتحول الرقمي، ويضع الإمارات في موقع متقدم ضمن خارطة الذكاء الاصطناعي العالمية. وتعد الإمارات من الدول السباقة في تبني الذكاء الاصطناعي، إذ كانت أول دولة تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي عام 2017، وأطلقت في العام ذاته أول استراتيجية وطنية شاملة للذكاء الاصطناعي. كما أسست عام 2019 جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ما يعكس التزاماً واضحاً بتحويل هذا القطاع إلى أحد أعمدة الاقتصاد الوطني. ضخ الاستثمارات.. تحرك مبكر كالعادة من الإمارات يُظهر بحث لمؤسسة "ماكينزي" أنه بحلول عام 2030، من المتوقع أن تحتاج مراكز البيانات إلى 6.7 تريليون دولار أمريكي حول العالم لمواكبة الطلب على قوة الحوسبة. ومن المتوقع أن تتطلب مراكز البيانات المجهزة للتعامل مع أحمال معالجة الذكاء الاصطناعي 5.2 تريليون دولار أمريكي من النفقات الرأسمالية، بينما من المتوقع أن تتطلب مراكز البيانات التي تُشغّل تطبيقات تكنولوجيا المعلومات التقليدية 1.5 تريليون دولار أمريكي من النفقات الرأسمالية. وإجمالاً، يُقدر هذا بنحو 7 تريليونات دولار أمريكي من النفقات الرأسمالية المطلوبة بحلول عام 2030، وهو رقم مذهل بكل المقاييس. ويشير هذا بوضوح إلى أن الإمارات تحركت مبكرا كعادتها ووفرت جزءا من الاستثمارات المطلوبة للحفاظ على موقع رائد في طفرة الذكاء الاصطناعي العالمي. aXA6IDgyLjI0LjI1NC45IA== جزيرة ام اند امز BG

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون ديمقراطياً؟!
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون ديمقراطياً؟!

الاتحاد

timeمنذ 6 أيام

  • الاتحاد

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون ديمقراطياً؟!

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون ديمقراطياً؟! في يناير الماضي، أطلقت شركة «أوبن إيه آي» مشروع «ستارجيت»، وهو استثمار بقيمة 500 مليون دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة. ومؤخراً، أعلنت الشركة عن خطة لتوسيع هذا النوع من الاستثمار ليشمل دولاً أخرى. تقول شركة «أوبن إيه آي»، الشركة المطورة لتطبيق «تشات جي بي تي»، إنه من خلال الشراكة مع الحكومات المهتمة، يمكنها نشر ما تسميه «الذكاء الاصطناعي الديمقراطي» حول العالم. وترى الشركة في هذا ترياقاً لتطوير الذكاء الاصطناعي في الدول التي قد تستخدمه للمراقبة أو الهجمات الإلكترونية. ومع ذلك، فمعنى «الذكاء الاصطناعي الديمقراطي» لا يزال غامضاً. فهو يُستخدم في كل شيء، من المساعدين الشخصيين إلى الأمن القومي، ويقول الخبراء إن النماذج التي تقف وراءه ليست ديمقراطية ولا استبدادية بطبيعتها، بل تعكس فقط البيانات التي يتم تدريبها عليها. وسيعتمد تأثير الذكاء الاصطناعي على السياسة العالمية على مَن يملك حق التحكم في البيانات والقواعد التي تقوم عليها هذه الأدوات، وكيفية استخدامها. يقول «سكوت تيمك»، الباحث في مركز التغيير الاجتماعي بجامعة جوهانسبرج، إن شركة «أوبن إيه آي» تريد أن يستخدم أكبر عدد ممكن من الناس الذكاء الاصطناعي. تلك الأنواع من القرارات هي التي تشكل كيفية تغلغل الذكاء الاصطناعي في المجتمع، بدءاً من خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تؤثر في الانتخابات السياسية إلى روبوتات المحادثة التي تغيّر طريقة تعلم الطلاب. ويضيف تيمك: «ينبغي للناس أن يسألوا: ما هو مدى تحكمنا الجماعي في كيفية استخدام هذه الأدوات العلمية الكبرى في حياتنا اليومية؟». وفي تدوينة عن المبادرة الجديدة «أوبن إيه آي من أجل الدول»، يتم تعريف «الذكاء الاصطناعي الديمقراطي» على أنه ذكاء اصطناعي «يحمي ويجسد المبادئ الديمقراطية الراسخة»، مثل حرية الأفراد في اختيار كيفية استخدامهم للذكاء الاصطناعي، والحد من سيطرة الحكومات، وتعزيز حرية السوق. ومن خلال التعاون مع الحكومة الأميركية، تعرض «أوبن إيه آي» الاستثمارَ في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية للدول الراغبة في الشراكة. ويشمل ذلك بناء مراكز بيانات جديدة، وتوفير إصدارات محلية من تطبيق «تشات جي بي تي»، وفتح صناديق دعم للشركات الناشئة الوطنية، مع وعد بإجراءات أمان تتماشى مع القيم الديمقراطية. كانت إدارة ترامب مصرة على الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي ضد الصين، التي تمتلك بالفعل بعضاً من الشركات الرائدة في هذا المجال. ومن خلال توسيع نطاق «الذكاء الاصطناعي الصديق» في الدول الحليفة، أصبحت «أوبن إيه آي» لاعباً رئيسياً في جهود الولايات المتحدة للتغلب على منافسيها في السباق التكنولوجي. كتب «سام ألتمان»، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، في مقال رأي بصحيفة «واشنطن بوست» العام الماضي: «إن التحدي المتمثل في مَن سيقود في مجال الذكاء الاصطناعي لا يتعلق فقط بتصدير التكنولوجيا، بل بتصدير القيم التي تجسدها هذه التكنولوجيا». وقد تكون هذه المبادرة جذابة لبعض الحكومات، لكنها أيضاً تثير مخاوف بشأن بناء نظام بيئي للذكاء الاصطناعي تتحكم في بنيته التحتية مصالح أميركية. ويتساءل آخرون عما إذا كان من الممكن أن تكون التكنولوجيا ديمقراطية بالقدر الذي تأمله شركات مثل «أوبن إيه آي». فإحدى ركائز الديمقراطية هي الشفافية، أي أن يكون لدى الناس إمكانية الوصول إلى المعلومات التي تساعدهم في فهم العمليات التي تقف وراء اتخاذ القرارات. العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي غير شفافة، وتعمل كـ «صناديق سوداء» لا يعرف المستخدمون كيف تعمل من الداخل. في بعض الحالات، يتم إخفاء هذه العمليات لحماية الملكية الفكرية، وفي حالات أخرى، تكون الخوارزميات معقدة جداً لدرجة أن حتى المطورون لا يعرفون بالضبط كيف توصلت الآلات إلى نتائجها. وهذا ما يجعل من الصعب الوثوق في مخرجات هذه النماذج أو محاسبة أي جهة عند حدوث خطأ. ويمكن للشركات أن تختار جعل الكود البرمجي لهذه الأنظمة متاحاً للجميع. بينما لا تشارك «أوبن إيه آي»، و«جوجل»، و«أنثروبيك».. نماذجَها، اختارت شركات أخرى اتباع نهج المصدر المفتوح. وعلى سبيل المثال، هناك نموذج «ديب سيك آر1» (DeepSeek-R1) الصيني، الذي أُطلق في يناير الماضي، والذي مكّن العديد من المطورين حول العالم من بناء نماذج ذكاء اصطناعي صغيرة ورخيصة. ويرى البعض في ذلك طريقة لـ «دمقرطة» تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها في متناول عدد أكبر من الناس. ويمكن أن تعزز هذه الأدوات المشاركة الديمقراطية أيضاً. فخلال احتجاجات جماهيرية في إحدى الدول الأفريقية، العام الماضي، أنشأ المتظاهرون روبوتات دردشة لشرح التشريعات المعقدة بلغة بسيطة لمساعدة الآخرين على فهم تأثيرها. ويخشى آخرون من أنه من دون التنظيم الصحيح، قد يؤدي توفير الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع إلى مزيد من الضرر. ويشيرون إلى حملات التضليل التي يولدها الذكاء الاصطناعي والتي تنشر الانقسام والارتباك. ونظراً لسرعة تطور التكنولوجيا، فإن الشركات الخاصة تضع قواعدها الخاصة بوتيرة أسرع من قدرة الهيئات التنظيمية على مواكبة التطورات التكنولوجية، كما حدث مع تطور الإنترنت. تسيطر حفنة من الشركات، مثل «أوبن إيه آي»، و«مايكروسوفت»، و«جوجل»، و«إنفيديا» على معظم المعدات والبرمجيات الحيوية لتوسع الذكاء الاصطناعي حالياً. وقد أدى ذلك إلى دفع الباحثين والمنظمات غير الربحية وغيرهم، للمطالبة بمزيد من المشاركة العامة والرقابة. ويتعاون مشروع «الذكاء الجماعي»، الذي يصف نفسه بأنه مختبر لتصميم «نماذج حوكمة جديدة للتكنولوجيا التحويلية»، مع شركات ذكاء اصطناعي رائدة وحكومات ترغب في «دمقرطة» الذكاء الاصطناعي من خلال إشراك مجموعة أوسع من الأصوات في الحوار. وقد عملوا مع شركة «أنثروبيك»، صانعة روبوت المحادثة «كلود»، لإنشاء نموذج تم تدريبه على قواعد وقيم اقترحها 1000 أميركي من مختلف الخلفيات، وليس فقط مجموعة من مهندسي البرمجيات. ويشير المحللون أيضاً إلى أن العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تُستخدم لتعزيز الديمقراطية، مثل الوثائق الرقمية للهوية وتقديم الخدمات الحكومية. إريكا بيج* *صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store