logo
رضا هلال يكتب: لماذا لا تضرب إيران مفاعل ديمونا؟

رضا هلال يكتب: لماذا لا تضرب إيران مفاعل ديمونا؟

نون الإخباريةمنذ 5 ساعات

أخبار ذات صلة
9:35 مساءً - 16 يونيو, 2025
8:11 مساءً - 13 يونيو, 2025
12:27 مساءً - 13 يونيو, 2025
3:05 مساءً - 14 يونيو, 2025
بين حسابات الردع وحدود الاشتباك
وسط تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، وبعد ضربات متبادلة طالت منشآت عسكرية وأمنية عميقة في طهران وتل أبيب، تظلّ بعض الأسئلة الكبيرة معلّقة في الأفق: لماذا لم تستهدف إيران مفاعل ديمونا النووي في النقب رغم استهداف إسرائيل لموقع 'فوردو' النووي المهم في إيران؟ ولماذا لم تُفتح حتى الآن الجبهات الداعمة لطهران بشكل واسع: لا حزب الله من الشمال، ولا الحوثيون من الجنوب، ولا الفصائل العراقية التي طالما هدّدت بالرد؟ وأين روسيا والصين من مشهد المواجهة المشتعلة؟
اللافت أن طهران – رغم أنها تلقت ضربات عميقة وخسرت قادة من الصفين الأول والثاني – حافظت على 'تكتيك الرد المتدرج'، وبنت معادلة ردع عبر ضربات نوعية موجعة ولكن محسوبة. ورغم الثقل العسكري الكبير الذي أظهرته في بعض العمليات، فإنها ما تزال تبتعد عن ضرب ما تعتبره إسرائيل 'نقطة اللاعودة': مفاعل ديمونا.
ديمونا: خط أحمر نووي
منشأة ديمونا ليست مجرد موقع نووي، بل هي ما يشبه 'التابو' الاستراتيجي. لطالما رفضت إسرائيل إخضاعه لأي رقابة دولية، وظلت تتبع سياسة 'الغموض النووي' بينما هي – فعليًا – تمتلك سلاحًا نوويًا يجعلها الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك هذه القدرة.
أي استهداف مباشر لديمونا لا يُفسّر كضربة عسكرية فحسب، بل كتهديد وجودي يستدعي ردًا شاملًا، بل وربما يُمنح غطاءً أمريكيًا باستخدام أسلحة محرّمة بذريعة الدفاع عن أمن إسرائيل النووي.
رسائل أمريكية واضحة
من المؤكد أن رسائل مباشرة وغير مباشرة قد وصلت إلى طهران من واشنطن عبر عدة وسطاء، تفيد بأن استهداف ديمونا يعني 'الخروج من نطاق الاشتباك التقليدي'، وأنه سيُترجم كتحدٍّ للولايات المتحدة نفسها، لا لإسرائيل فقط. هذه الرسائل قد تكون أحد أسباب لجم الهجوم الإيراني حتى الآن ضمن سقف محسوب، رغم أن ضرب 'فوردو' شكّل تجاوزًا إسرائيليًا كبيرًا.
حسابات الردع الإيرانية
إيران لا تريد حربًا شاملة، بل تُفضّل نموذج 'الاستنزاف المدروس'، حيث تبني معادلة ردع بالتدريج، وتضرب في العمق عند الحاجة، دون حرق المراحل. والردّ المؤلم لا يعني دائمًا الردّ المُعلن، فهناك ضربات سيبرانية، أمنية، وتخريبية تحدث أحيانًا دون ضجيج، لكنها تُربك الحسابات الإسرائيلية.
كما أن الضرب في قلب تل أبيب – كاستهداف الجسور، المطارات، أو مقار الحكومة – سيُفهم على أنه تصعيد خارج حدود 'حرب الظل' الجارية، وسيفتح الباب واسعًا أمام ردود فعل غربية جماعية.
غياب الجبهات: سؤال مطروح
رغم تصاعد الغضب في محور المقاومة، لم تنخرط جبهاته بالكامل في المواجهة حتى اللحظة:
حزب الله يُشارك بتكتيك 'الضربات المحدودة'، حفاظًا على تماسك الجبهة الداخلية في لبنان.
الحوثيون ضربوا ممرات بحرية ومصالح إسرائيلية، لكنّهم يواجهون ضغطًا أمريكيًا وحصارًا يمنعهم من التوسّع.
الفصائل العراقية تتحرك بين الحين والآخر، لكنها مقيدة بمواقف حكومية وتحذيرات أمريكية.
ومع ذلك، فإن التنسيق بين هذه الجبهات مستمر، والتحرك الشامل قد لا يكون بعيدًا، لكنه مشروط بسقف التصعيد الذي قد تبلغه الحرب.
إسرائيل ليست دولة حرب طويلة
إسرائيل، رغم قوتها العسكرية، ليست دولة تملك أعصاب الحروب الطويلة. هي كيان هش من الداخل، يعتمد كليًا على الدعم الأمريكي العسكري والاستخباراتي. وتلقّى خلال الأسبوع الأخير وما قبله بقليل دعمًا مباشرًا يوميًا من واشنطن، يتضمن أسلحة نوعية، أنظمة دفاعية متطورة، وتنسيقًا استخباراتيًا كاملاً.
كما تلعب كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا أدوارًا متقدمة في دعمه، مما يطيل عمره في معركة لم يكن ليصمد فيها وحده.
موقف روسيا والصين: صمت استراتيجي؟
حتى اللحظة، يبدو أن موسكو وبكين تُفضّلان 'عدم الانحياز الصريح'. روسيا غارقة في أوكرانيا، وتخشى خسارة علاقتها مع إسرائيل، بينما توازن الصين مصالحها الاقتصادية مع إسرائيل والخليج والغرب، ولا تريد المغامرة في صراع مفتوح.
لكنّ هذا الصمت لا يكفي، خاصة لطهران، التي تتوقع من شركائها الاستراتيجيين دعمًا تقنيًا نوعيًا يُعيد التوازن، لا مجرد الحياد.
وخلاصة القول أن إيران تتقدّم في الاشتباك بخطى محسوبة، وتُمسك بأوراق الردع، وتفرض معادلة جديدة بوجه إسرائيل، لكنها لا تستعجل الانفجار الشامل.
ما يردع إسرائيل ليس فقط الصواريخ، بل إدراكها أن جبهتها الداخلية هشّة، وأن 'النصر الحاسم' لا يمكن تحقيقه دون دعم خارجي.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تنزلق المعركة إلى مواجهة شاملة؟ أم تبقى لعبة الأعصاب مستمرة، في انتظار خطأ استراتيجي من أحد الطرفين؟
redahelal@gmail.com



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يبدو ان الخطة تعثرت بغباء النتنياهو
يبدو ان الخطة تعثرت بغباء النتنياهو

الكنانة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الكنانة

يبدو ان الخطة تعثرت بغباء النتنياهو

للكاتب : محمد عبد المجيد خضر يبدو ان الخطة تعثرت بغباء النتنياهو تابعنا بقلق شديد وخوف من توقعاتنا لمًا سوف يحدث من أخبار الحرب الايرانية الاسرائيلية، أحيانًا نشعر بقرب اندلاع الحرب العالمية الثالثة. ما نعلمه أن الإيرانيين مراوغون محترفون في المفاوضات ويصلوا بالأخطار الى الحافة، ثم يبدون ليونة ويتنازلون ويتم الإتفاق بالكم المتاح لهم من الخصم مهما كان عملا بمبدأ التقية!!. وأيضا كان هناك تنسيق ما بين الطرفين واضح جدا، ذلك ان إيران كانت تفتعل الأسباب وتحضير السيناريوهات التي تسمح لإسرائيل بضرب أهدافها على حماس واغتيال قادة حزب الله والحوثيين ولبنان!! وساعدت في اغتيالات لقادة حماس وأيضا رئيسهم إبراهيم رئيسي، الغير معروف سبب ذلك حتى الان!؟. لذلك فانني أعتقد جازما بأن هناك تمرد ما من إيران في تنفيذ الجزء الخاص بهم بدون مناقشة، وأنهم طالبوا بجزء من الغنائم أكبر من المخطط لها، فانشقت عما تم رسمه لها فاستحقت العقاب والتهديد، ما أثار حفيظتهم. وقد إستولى جنون العظمة والاستقواء بأمريكا على رئيس وزراء إسرائيل، واستطاع إقناع الرئيس ترامب لتوجيه ضربة تحت ذريعة القضاء على البرنامج النووي الايراني، وفي غفلة واسترخاء من إيران قامت إسرائيل بالهجمة الأولى، ظنا منها ان ايران قد فقدت أجنحتها وانها صيد ثمين وسهل!؟ لكن كانت الصدمة ان إيران تمتلك قوة ردع صاروخية كبيرة، وأنها نجحت في إحلال قادة جدد لقواتها المسلحة وتغلبت على كل آثار الضربة العسكرية. وها نحن نرى بأم أعيننا الأضرار المذهلة لصواريخ إيران على قلب إسرائيل، وصراخ الشعب الصهيوني وجنود جيش الكيان، والحكومة تستنجد بأمريكا لتشارك معها في الحرب!؟، ثم استنفار دول أوروبا الاساسية للتدخل كوسطاء لحماية إسرائيل وبحث إمكانية وقف النار!!!؟. وواضح أن هناك انحراف غير متوقع في الخطة المرسومة سلفًا لإخضاع إيران، وأيضا ايران صدمت صدمة كبيرة لأن ثقتها في امريكا وإسرائيل التي ساعدتهم ودعمت خططهم قد غدروا بها!! لذلك كان الرد رهيب وقاسي لم تجربه حكومة وجيش الكيان وأمريكا، ولم تفلح محاولات ترامب الكوميدية، بإصدار تصريحات نارية ووعود لم تكن سهلة ابدا وراحت أدراج الرياح، وتورط ومعه إسرائيل في موقف محرج وقاسي للغاية. يتضح من ذلك ان نتنياهو قد ورط أمريكا وأوروبا في حرب غير مدروسة بعناية، لاسباب عدة منها سعيه لاستمرار هذه الحرب بأي وسيلة لحماية نفسه من المساءلة أمام المحاكم الاسرائيلية وهي التي تضمن سجنه لا محالة. الخلاصة ان الخطة الشريرة للتخلص من إيران قد شابها شئ ما، فانحرف بها فجرت الرياح بما لا تشتهي السفن والان العالم اجمع يضع يده على قلبه خوفا من انحراف تلك الحرب باتجاه تورط أطراف اخرى وتجر العالم لحرب عالمية ثالثة غير مرغوب فيها في الوقت الحالي.

سي إن إن: جلسة إحاطة سرية اليوم في مجلس النواب الأمريكي بشأن إيران
سي إن إن: جلسة إحاطة سرية اليوم في مجلس النواب الأمريكي بشأن إيران

فيتو

timeمنذ 2 ساعات

  • فيتو

سي إن إن: جلسة إحاطة سرية اليوم في مجلس النواب الأمريكي بشأن إيران

أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بانعقاد جلسة إحاطة سرية اليوم في مجلس النواب الأمريكي بشأن إيران. ويأتي ذلك بعد أن أفادت وكالة «أكسيوس»، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، بأن الرئيس دونالد ترامب يفكر جديًّا بالانضمام للحرب وشن ضربة ضد منشآت إيران النووية خاصة منشأة فوردو. وأضافت أكسيوس نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أيضًا: "نتنياهو والمؤسسة العسكرية يعتقدان أن ترامب قد يدخل الحرب قريبا لقصف منشأة فوردو". والأربعاء أبدى زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأمريكي جون ثون، اعتراضه على التدخل الأمريكي المباشر في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران. وقال:" لا أرغب بتدخل الجيش الأمريكي مباشرة في الصراع بين إسرائيل وإيران". وأضاف:" من الممكن تفكيك البرنامج النووي الإيراني إما دبلوماسيًّا وإما بالقوة ". ‌‏وتابع زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأمريكي: "إذا كانت إيران ذكية ستعود للتفاوض". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

البرنامج النووى أم إسقاط النظام؟
البرنامج النووى أم إسقاط النظام؟

بوابة الأهرام

timeمنذ 4 ساعات

  • بوابة الأهرام

البرنامج النووى أم إسقاط النظام؟

فى ضربة استباقية، لم تتوقعها إيران، قامت إسرائيل بهجوم كاسح على إيران، طال مواقع عسكرية حساسة ومنصات الصواريخ ومنشآت نووية، كما اشتمل على أكبر عملية اغتيال لقيادات الصف الأول بالجيش والحرس الثوري، إضافة إلى العشرات من العلماء المسئولين عن برنامجها النووي، مستخدمة طائرات مسيرة انطلقت من داخل الأراضى الإيرانية، فى اكبر عملية اختراق أمنى قام بها الموساد بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات العسكرية، ُتذكر بتفجيرات البيجر التى استخدمت ضد حزب الله فى لبنان العام الماضي، ولكن على نطاق أوسع وأخطر، كما لم تقتصر على أحياء فى العاصمة طهران، ولكن امتدت إلى مدن اخرى كأصفهان وتبريز وشيراز التى تكتسب أهمية استراتيجية بحكم القواعد العسكرية والمفاعلات النووية الموجودة فيها. وبحسب النيويورك تايمز فإن إسرائيل خططت لهذه العملية الضخمة منذ سنوات، وبالتالى فهى ليست من قبيل الضربات الخاطفة التى تصيب هدفا معينا ثم تتراجع بعده، ولذلك صرح رئيس وزرائها نيتانياهو «أنها ستستمر بقدر ما يلزم من الأيام، لأنه يغير التاريخ». راهنت طهران على الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، ليقيها من هذا الهجوم الذى سبق للدولة العبرية أن لوحت به مرارا، لكنها تناست أنه خلاف مؤقت وفى التفاصيل بين حليفين، فالقواسم المشتركة والمصالح المتشابكة تكون أكبر وأقوى وأكثر استدامة، والتنسيق بينهما حاضر دوما، وليست مصادفة أن يجيءتوقيت العملية بعد يوم واحد فقط من انتهاء المهلة التى حددها الرئيس الأمريكى وهى 60 يوما للقبول بشروطه بتفكيك كامل مشروعها النووي، ومن ثم لم يدن الهجوم، بل ألقى باللوم على الإيرانيين لعدم توقيعهم على الاتفاق المفترض، وقال إنه أعطاهم فرصة لم يحسنوا استخدامها، ودعاهم للاستجابة لشروطه كفرصة أخيرة، وإلا «لن يتبق لديهم شييء ليتفاوضوا عليه»، ولن يكون أمامهم سوى الاستسلام، ووفق وول ستريت جورنال فإن الإدارة الأمريكية كانت على علم بخطة إسرائيل، بخلاف ما كان يصرح به ترامب. وبالتزامن أيضا، صدر قرارالوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانتها لعدم إيفائها بإلتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانشار النووي، فى أول خطوة من نوعها ضدها منذ 20 عاما، ما يُنذر بتفعيل العقوبات مجددا عليها. وإلى جانب هذه الضغوط الدولية، فقد عملت إسرائيل طوال الشهور العشرين الماضية لحرب غزة على إضعافها إلى أقصى درجة ممكنة من خلال ضرب وكلائها وأذرعها فى المنطقة ونزع أسلحتهم بدءا من حركة حماس مرورا بحزب الله وانتهاء بمعاقل المقاومة فى سوريا واليمن، حتى تتركها وحيدة مضطرة لخوض معركتها بنفسها فى مواجهة مباشرة معها، والتى يقينا لن تكون متكافئة من حيث توازن القوة، يضاف إلى ذلك أنها ألحقت أضرارا بالغة بدفاعاتها الجوية وقدراتها على انتاج الصواريخ، بفعل غاراتها المتتالية عليها أكتوبر الماضي، لهذا اعتقدت إسرائيل أن لديها فرصة فريدة لمهاجمتها، وثمة سبب آخر، هو أن إيران كانت تقترب بالفعل من انتاج القنبلة النووية بعد أن وصلت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى نحو 60% وبحسب مسئول عسكرى إسرائيلي، فإنها تملك مواد تكفى لصنع 15 قنبلة نووية فى غضون أيام. هذه الأسباب هى التى فرضت التوقيت ومهدت للهجوم الأخير، ويبقى الهدف الرئيسى متعلقا بتجريدها من إمكان امتلاكها للسلاح النووي. فعلى مدى أربعة عقود لم يتوقف النظام الإيرانى عن محاولات التوسع والهيمنة الإقليمية، ولذا كان مصدر قلق وتهديد لغالبية الدول الخليجية، كما يُنظر لمساعيه النووية على أنها سلاح للتمكين لمخططه التوسعي، وهو ما يبرر به نيتانياهو قيامه بهذا الهجوم حيث أشار فى خطاب تليفزيونى «أن التهديد الإيرانى هو تهديد وجودى لإسرائيل وستستمر العملية حتى إزالته»، وأضاف «ضربنا رأس برنامج التسلح النووى الإيراني، وندافع عن أنفسنا وجيراننا العرب». لاشك أن إيران تجد نفسها اليوم فى وضع شديد الصعوبة، ومجبرة على الرد بقوة، وهناك عدة سيناريوهات ستحدد سير المعركة، الأول ويُعتبر أبسطها، أن تطلق وابلا من الصواريخ التى تمتلك الآلاف منها باتجاه تل أبيب، وهو ما حدث بالفعل، حيث أطلقت ما يزيد على الخمسمائة صاروخ، ولكن أغلبها تم اعتراضه وأوقع خسائر محدودة عند الخصم، والثانى أن تحاول استنهاض وكلائها خاصة حزب الله حليفها الرئيسى الذى مازال يمتلك مخزونا هائلا من الأسلحة رغم الضربات الموجعة التى تلقاها، ولكنه سيناريو مشكوك فيه بعد أن أعلن هو نفسه أنه لن يهاجم إسرائيل، هناك أيضا الذراع الحوثية فى اليمن التى لم تتوقف عن اطلاق الصواريخ والمسيرات، إلا أنها ضئيلة التأثير، ولن تغير مسار الحرب، والثالث، أن تقدم على إغلاق مضيق هرمز وتعطيل الملاحة الدولية فى البحر الأحمر شريان التجارة العالمية، إلا أنه سيناريو محفوف بالمخاطر لأنه سيستعدى كل القوى الدولية عليها، والرابع، أن تهاجم حقول النفط، وسبق أن حدث ذلك جزئيا منذ سنوات وأدى إلى خفض الانتاج السعودي، والانتاج العالمى بنسبة 5%، وأخيرا، وهو ضرب القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة، لكنه سيعنى نوعا من الانتحار، لأنه سيُدخل الولايات المتحدة كطرف مباشر، بما يشبه مهاجمة اليابان لقاعدة «بيرل هاربر» أثناء الحرب العالمية الثانية. وأيا ما كان المخرج الذى يتحتم على إيران أن تسلكه، فقد أصبحت فى مأزق، فالتداعيات الحاصلة على أرضها تجاوزت معضلتها النووية، إذ أصبح الحديث يدور حول تغيير نظامها السياسي، وهذا ما قاله نيتانياهو، وذكرته صحيفة إسرائيل هيوم التى أكدت أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعد مكالمته المطولة مع نظيره الأمريكي، وجه تحذيرا للمرشد على خامنئى بأن نظامه فى خطر. والآن، فالثابت أن فجر الجمعة الثالث عشر من يونيو، بات يشكل تاريخا فارقا، فما قبله لم يعد موجودا، وما كانت تتمسك به وتصر عليه فى المفاوضات لن يكون مطروحا أصلا للنقاش فى أى مفاوضات مقبلة، والتى ستكون جديدة وليس استكمالا لما سبق، ولذا دعاها ترامب إلى الاستسلام غير المشروط، فى الوقت الذى تحدثت فيه السى إن إن عن أن الجيش الأمريكى يستعد لضربة محتملة ضدها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store