
ترامب يضاعف رسوم استيراد الصلب.. حماية استراتيجية أم عبء تضخمي؟
في خطوة تُعيد نغمة 'الحماية الاقتصادية' إلى صدارة المشهد الأميركي، أعلن الرئيس دونالد ترامب عن عزمه رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50%، بعد أن كانت 25% منذ ولايته الرئاسية الأولى.
وجاء الإعلان خلال خطاب له من مصنع تابع لشركة 'يو إس ستيل' في ولاية بنسلفانيا، إحدى الولايات الصناعية الرئيسية التي تشكل ثقلاً انتخابيًا ومركزًا رمزيًا لصناعة الصلب الأميركية.
وقال ترامب أمام حشد من العمال: 'سنرفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب، ولن يفلت أحد من ذلك.
هذه الخطوة ستحمي صناعتنا وتجعلها أكثر قدرة على الصمود'. وحرص على التذكير بأن الرسوم السابقة ساهمت في إنقاذ مصانع مهددة بالإغلاق، وعلى رأسها المصنع الذي وقف فيه أثناء إلقاء كلمته.
بين البعد السياسي والجدوى الاقتصادية
القرار، الذي لم يدخل حيّز التنفيذ بعد، يُقرأ سياسيًا كجزء من استراتيجية ترامب لتعزيز صورته كحامٍ للعمال والصناعات الأميركية التقليدية، خاصة في ولايات تعتبر ساحة تنافس انتخابي محتدمة، لكنه في الوقت نفسه يثير نقاشًا اقتصاديًا واسعًا حول جدواه، في ظل تحذيرات من تداعيات محتملة على كلفة الإنتاج المحلي في قطاعات تعتمد على الصلب كعنصر أساسي.
وكان ترامب قد تبنّى سياسة تجارية حمائية مماثلة خلال ولايته الأولى، مستهدفًا حلفاء وخصوماً تجاريين على حد سواء، من خلال فرض رسوم على سلع أساسية مثل الألمنيوم والسيارات.
ومع عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، بدا أن تلك السياسة ستُستأنف بزخم أكبر، خصوصاً مع تراجع القدرة التنافسية لبعض الصناعات الأميركية واحتدام التوترات في التجارة الدولية.
شراكات قيد الاختبار
وفي سياق الخطاب ذاته، شدد ترامب على 'ضمان بقاء شركة يو إس ستيل تحت السيطرة الأميركية'، رغم الصفقة الجارية مع شركة 'نيبون ستيل' اليابانية.
وأكد أنه 'لن تكون هناك عمليات تسريح للموظفين، ولا تعاقدات خارجية'، في محاولة لطمأنة القاعدة العمالية ولتأكيد أن هذه الشراكة لن تمس بـ'السيادة الصناعية'.
لكن مراقبين يرون أن هذا النوع من التدخلات السياسية في صفقات تجارية كبرى يرسل إشارات غير مطمئنة للأسواق، وقد يُقوّض الثقة الدولية في بيئة الأعمال الأميركية.
انعكاسات محتملة على السوق الأميركية
ورغم أن الإجراءات الحمائية قد تدعم شركات الصلب المحلية على المدى القصير، إلا أن تأثيرها على الاقتصاد الكلي أكثر تعقيدًا. فالزيادة المتوقعة في أسعار الصلب ستنعكس على سلاسل التوريد في قطاعات حساسة مثل البناء والتصنيع والطاقة.
كما أن رفع التعرفة إلى 50% قد يؤجج المخاوف من موجة تضخمية جديدة، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة احتواء تقلبات الأسعار بعد فترة من الضغوط النقدية.
وفي أبريل الماضي، سعت إدارة ترامب إلى استثناء عدد من المعادن من الرسوم الجمركية لتقليل المخاطر، إلا أن قرار رفع رسوم الصلب يعيد إلى الواجهة معادلة صعبة بين حماية الصناعة وتقويض التنافسية.
ويرى مراقبون أن قرار ترامب يعكس إصرارًا على تقديم نفسه كزعيم يحمي الصناعات الوطنية، لكنه يضع الإدارة في مواجهة مع تحديات اقتصادية معقّدة، حيث ستكون الكلفة الحقيقية لهذا القرار مرتبطة بمدى قدرة الاقتصاد الأميركي على امتصاص صدمات الأسعار دون أن يفقد زخم النمو والاستقرار المالي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 5 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
توقعات بإصدار السعودية سندات بقيمة 12.6 مليار دولار قبل نهاية العام
كشف بنك جيه بي مورغان J.P. Morgan الأميركي، يوم الثلاثاء الثالث من يونيو/ حزيران، عن توقعاته بإصدار السعودية سندات قيمتها 12.6 مليار دولار خلال ما تبقى من عام 2025. كشف بنك جيه بي مورغان J.P. Morgan الأميركي، يوم الثلاثاء الثالث من يونيو/ حزيران، عن توقعاته بإصدار السعودية سندات قيمتها 12.6 مليار دولار خلال ما تبقى من عام 2025. تأتي هذه التوقعات تزامناً مع لجوء المملكة إلى أسواق الدين وسط عملية ضخ لاستثمارات ضخمة من أجل تنويع الموارد الاقتصادية ومعالجة تداعيات تراجع أسعار النفط وذكر J.P. Morgan، خلال مذكرة بحثية، أن السعودية أصدرت بالفعل سندات قيمتها 14.4 مليار دولار منذ بداية 2025، وتعد أكبر مصدر للسندات في الأسواق الناشئة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، وهو ما جاء وسط التقلبات التي تعرضت لها الأسواق بسبب الرسوم الجمركية التي أعلن عنها من قبل رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، بحسب وكالة رويترز. وقال J.P. Morgan: "الضبابية التي تكتنف بيئة الاقتصاد الكلي العالمي وارتفاع تكاليف الاقتراض ظلا يقوضان نشاط إصدار الديون الجديدة في الأشهر الثلاثة الماضية" من الأسواق الناشئة. وأضاف البنك: "نشاط الإصدارات قد يزيد خلال شهر يونيو/ حزيران، بشرط أن تظل ظروف السوق مستقرة". كما حذر البنك من استمرار تشكيل التقلبات خطراً كبيراً على الإصدارات في ذات الوقت. وتعمل السعودية على جمع تمويلات من أجل ضخها عبر الاستثمار في قطاعات جديدة بهدف تنويع الاقتصاد والتخلص من الاعتماد على النفط فقط ضمن رؤية السعودية 2030، والتي تتضمن الاستثمار في عدد من المجالات من بينها السياحة، والتكنولوجيا، والصناعات التحويلية. هذا وتتمتع الرياض بنسبة دين منخفضة إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى جانب ثقة المقرضين، وكانت من أكبر الأسواق الناشئة المصدرة للديون خلال العام الماضي. أيضاً اتجهت مؤسسات سعودية إلى أسواق الدين لجمع تمويلات، ومن بينها شركة أرامكو العملاقة العاملة في مجال النفط، إلى جانب صندوق الاستثمارات العامة. وأصدرت أرامكو سندات قيمتها خمسة مليارات دولار الأسبوع الماضي، كما أصدرت نشرة جديدة بهدف إصدار صكوك، مما يشير إلى احتمالية إجراء عملية جديدة في سوق الدين. وذكر J.P. Morgan أن الأسواق الناشئة الأخرى التي تمتلك "أكبر توقعات بإصدار سندات من الآن وحتى نهاية العام" تتضمن الكويت، وسط توقعات بأن تصدر سندات بقيمة ثمانية مليارات دولار بحلول نهاية 2025. وفي وقت سابق من عام 2025، أقرت الكويت قانوناً يهدف إلى تنظيم الاقتراض العام تزامناً مع استعدادات الدولة الخليجية للعودة إلى أسواق الدين الدولية بعد توقف استمر لفترة ثمانية أعوام.


اليمن الآن
منذ 8 ساعات
- اليمن الآن
ناشيونال إنترست: (إم كيو-9) لم تعد الوحش الذي كانت عليه بعد أن أظهر الحوثيون ضعفها
يمن إيكو|أخبار: قالت مجلة 'ناشيونال إنترست' الأمريكية إن طائرات (إم كيو-9) الأمريكية بدون طيار فقدت سمعتها القتالية بعد أن نجحت قوات صنعاء في إسقاط عدد كبير منها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير طائرات جديدة لتحل محلها. وتحت عنوان 'طائرة (إم كيو-9) الأمريكية لم تعد الوحش الذي كانت عليه في الماضي' نشرت المجلة، أمس الإثنين، تقريراً رصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'، جاء فيه أن 'الطائرة أصبحت تتخلف بشكل متزايد عن منافسة الطائرات بدون طيار الأحدث، وأصبحت أكثر عرضة للهجمات المضادة للطائرات من الأرض'. وأشار التقرير إلى أن 'الحوثيين نجحوا في إسقاط العديد من هذه الطائرات باستخدام صواريخ أرض-جو، خلال الحملة الجوية التي شنها الرئيس دونالد ترامب ضد الجماعة'، معتبراً أن 'قدرة الحوثيين المستمرة على إسقاط طائرات (إم كيو-9) تظهر الضعف المتزايد لهذه الطائرة في بيئات الصراع'. وبحسب التقرير فإن 'الولايات المتحدة تعمل بالفعل على تطوير طائرة بدون طيار متعددة الأدوار من الجيل التالي باسم (إم كيو- نكست) لتحل محل (إم كيو-9)'.


اليمن الآن
منذ 9 ساعات
- اليمن الآن
واشنطن تعلن استمرار منع دخول المشتقات النفطية الى مواني الحوثيين وتتوعد السفن المخالفة بعقوبات قاسية
آ آ وجهت الولايات المتحدة الأمريكية،اليوم الثلاثاء، تهديدا جديدا للسفن التي تحمل الوقود للمواني اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بفرض "عقوبات قاسية"، بإعتبار تصنيف واشنطن للحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية". آ وقال بيان صادر عن السفارة الأمريكية لدى اليمن: "لا تزال جماعة أنصار الله (الحوثيون) تُصنّف رسميًا كمنظمة إرهابية أجنبية السفن التي تُسلّم أو تفرغ الوقود المكرر بعد 4 أبريل 2025 قد تواجه عقوبات قاسية. آ آ كما يُعرّض ذلك السفن وأفراد طواقمها لخطر هجمات الحوثيين أو احتجاز الرهائن". آ آ وأوضح البيان، أن "تفتيش أي سفينة من قبل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن (UNVIM) لا يعني أنها في مأمن من العقوبات الأمريكية، خاصةً تلك السفن والكيانات والأفراد الذين يقدمون دعمًا ماديًا للحوثيين". آ وأضاف: "لقد تم إنشاء آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش بناءً على طلب الحكومة اليمنية لتسهيل دخول السلع التجارية المدنية إلى الموانئ الواقعة خارج سيطرة الحكومة الإجراءات التي وضعتها آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش هي لأغراض محدودة لدعم نظام عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المنشأ بموجب قراره رقم 2216 لعام 2015 وكلاهما مستقل ويجب التمييز بينه وبين أنظمة العقوبات الوطنية الأخرى وإجراءاتها المرتبطة". آ وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في الرابع من مارس الماضي، تطبيق تصنيف جماعة الحوثي في اليمن "منظمة إرهابية أجنبية"، وأصدرت الخزانة الأمريكية عدة قرارات وعقوبات طالت قيادات عليا في الجماعة، بالإضافة لقرارات متعلقة بالمشتقات النفطية والاتصالات، متوعدة بمزيد من القرارات خلال الفترة المقبلة. آ وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قرر، في 22 يناير/كانون الثاني، إدراج جماعة الحوثي على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية آ وأتس أب طباعة تويتر فيس بوك جوجل بلاس